٢ «وادي هِنُّوم»: رمز الهلاك التام
بالعبرانية: גי הנם (جي هينّوم: «وادي هِنُّوم»)؛ باليونانية: γέεννα (غِييِنَّا)؛ باللاتينية: جِهِنَّا
تعني «غِييِنَّا»: «وادي هِنُّوم»، لأنها الصيغة اليونانية التي تقابل عبارة «جي هينّوم» العبرانية. وفي الترجمة السبعينية اليونانية، توجد إشارة الى هذا الوادي في يش ١٨:١٦. وتَرِد الكلمة ١٢ مرة في الاسفار اليونانية المسيحية، وتَظهر اولا في مت ٥:٢٢. وتنقلها ترجمة العالم الجديد الى «وادي هِنُّوم» في كل أماكن ورودها، أي: في مت ٥:٢٢، ٢٩، ٣٠؛ ١٠:٢٨؛ ١٨:٩؛ ٢٣:١٥، ٣٣؛ مر ٩:٤٣، ٤٥، ٤٧؛ لو ١٢:٥؛ يع ٣:٦.
صار وادي هِنُّوم مُلقى نفايات اورشليم ومِحرقة اقذارها. وكانت جثث الحيوانات تُطرح فيه لتأكلها النيران التي يضاف اليها الكبريت ليساعد على الاحتراق. كما كانت تُطرح فيه جثث المجرمين الذين يعدَمون، باعتبارهم لا يستحقون دفنا لائقا في قبر تذكاري. فكانت النار تأكل هذه الجثث اذا سقطت فيها، أما اذا سقطت جثثهم على حرف ناتئ من جنب الوادي الضيِّق العميق، فكان لحمهم المنتن يغزوه الدود، او اليرقان، الذي لا يموت قبل ان يأتي على اللحم بكامله، تاركا الهياكل العظمية فقط.
لم يكن يُرمى في وادي هِنُّوم حيوانات او مخلوقات بشرية حيّة لتحرَق وهي حية او لتتعذّب. لذلك لا يمكن ان يرمز هذا المكان الى حيز غير منظور تتعذَّب فيه النفوس البشرية الى الابد في نار حرفية، أو يغزوها الى الابد دود لا يموت. ولأن المجرمين الاموات المطروحين هناك كانوا يُحرَمون دفنا لائقا في قبر تذكاري — رمْزُ الرجاء بالقيامة — استعمل يسوع وتلاميذه وادي هِنُّوم رمزًا الى الهلاك الابدي، الفناء من كون اللّٰه، أو «الموت الثاني»، العقاب الابدي.