مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع‌ج مرقس ١:‏١-‏١٦:‏٨
  • مرقس

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • مرقس
  • ترجمة العالم الجديد للكتاب المقدس
ترجمة العالم الجديد للكتاب المقدس
مرقس

إنجيلُ مُرْقُس

١ هذِه هي بِدايَةُ الأخبارِ الحُلْوَة عن يَسُوع المَسِيح،‏ ابْنِ اللّٰه:‏ ٢ مَكتوبٌ في كِتابِ النَّبِيِّ إشَعْيَا:‏ «(‏أنا سأُرسِلُ رَسولي قَبلَك،‏ * وهو سيُجَهِّزُ طَريقَك.‏)‏ + ٣ صَوتُ إنسانٍ يُنادي في الصَّحراء:‏ * ‹جَهِّزوا طَريقَ يَهْوَه!‏ إجعَلوا طُرُقَهُ مُستَقيمَة›».‏ + ٤ فقد كانَ يُوحَنَّا المُعَمِّد في الصَّحراءِ يُبَشِّرُ أنَّ النَّاسَ يَجِبُ أن يَعتَمِدوا كرَمزٍ إلى التَّوبَةِ الَّتي تُؤَدِّي إلى غُفرانِ الخَطايا.‏ + ٥ وكُلُّ الَّذينَ في اليَهُودِيَّة وكُلُّ سُكَّانِ أُورُشَلِيم أتَوْا إلَيه.‏ فعَمَّدَهُم * في نَهرِ الأُرْدُنّ،‏ وكانوا يَعتَرِفونَ عَلَنًا بِخَطاياهُم.‏ + ٦ وكانَ يُوحَنَّا يَلبَسُ ثَوبًا مِن وَبَرِ الجَمَلِ وعلى خَصرِهِ حِزامٌ مِن جِلد،‏ + ويَأكُلُ جَرادًا وعَسَلًا بَرِّيًّا.‏ + ٧ وكانَ يُبَشِّرُ قائِلًا:‏ «سيَأتي بَعدي مَن هو أعظَمُ مِنِّي،‏ وأنا لا أستَحِقُّ أن أنحَنِيَ وأفُكَّ رِباطَ حِذائِه.‏ + ٨ أنا عَمَّدتُكُم بِماء،‏ أمَّا هو فسَيُعَمِّدُكُم بِروحٍ قُدُس».‏ +

٩ وفي تِلكَ الأيَّام،‏ جاءَ يَسُوع مِنَ النَّاصِرَة في الجَلِيل وعَمَّدَهُ يُوحَنَّا في نَهرِ الأُرْدُنّ.‏ + ١٠ وفَوْرًا لمَّا خَرَجَ يَسُوع مِنَ الماء،‏ رَأى السَّمواتِ تَنشَقُّ والرُّوحَ يَنزِلُ علَيهِ مِثلَ حَمامَة.‏ + ١١ وأتى صَوتٌ مِنَ السَّمواتِ يَقول:‏ «أنتَ ابْني الحَبيب،‏ أنا راضٍ عنك».‏ +

١٢ وفي الحال،‏ دَفَعَهُ الرُّوحُ أن يَذهَبَ إلى الصَّحراء.‏ ١٣ وبَقِيَ في الصَّحراءِ ٤٠ يَومًا حَيثُ جَرَّبَهُ الشَّيْطَان.‏ + وكانَ معَ الحَيَواناتِ البَرِّيَّة،‏ لكنَّ المَلائِكَةَ كانوا يَخدُمونَه.‏ +

١٤ وبَعدَما أُلْقِيَ القَبضُ على يُوحَنَّا،‏ ذَهَبَ يَسُوع إلى الجَلِيل + لِيَنقُلَ بِشارَةَ اللّٰهِ + ١٥ ويَقول:‏ «أتى الوَقتُ المُعَيَّن،‏ واقتَرَبَت مَملَكَةُ اللّٰه.‏ فتوبوا + وآمِنوا بِالبِشارَة».‏

١٦ وفيما كانَ يَمْشي عِندَ بُحَيرَةِ الجَلِيل،‏ رَأى سِمْعَان وأخاهُ أَنْدرَاوُس + يَرْمِيانِ شِباكَهُما في البُحَيرَةِ + لِأنَّهُما صَيَّادان.‏ + ١٧ فقالَ لهُما يَسُوع:‏ «هَيَّا اتبَعاني،‏ فأجعَلَكُما تَصطادانِ النَّاس».‏ + ١٨ فتَرَكا الشِّباكَ فَوْرًا وتَبِعاه.‏ + ١٩ ثُمَّ مَشى قَليلًا،‏ فرَأى يَعْقُوب بْنَ زَبَدِي وأخاهُ يُوحَنَّا.‏ وكانا في مَركَبِهِما يُصلِحانِ الشِّباك.‏ + ٢٠ وعلى الفَوْرِ دَعاهُما.‏ فتَرَكا أباهُما زَبَدِي في المَركَبِ معَ العُمَّالِ وذَهَبا وَراءَه.‏ ٢١ ودَخَلوا إلى كَفَرْنَاحُوم.‏

وحالَما أتى يَومُ السَّبت،‏ دَخَلَ يَسُوع إلى المَجمَعِ وبَدَأ يُعَلِّم.‏ + ٢٢ فاندَهَشَ النَّاسُ مِن طَريقَةِ تَعليمِه،‏ لِأنَّهُ كانَ يُعَلِّمُهُم مِثلَ شَخصٍ لهُ سُلطَة،‏ ولَيسَ مِثلَ الكَتَبَة.‏ + ٢٣ في ذلِكَ الوَقت،‏ كانَ في مَجمَعِهِم رَجُلٌ يُسَيطِرُ علَيهِ روحٌ شِرِّير،‏ * فصَرَخ:‏ ٢٤ ‏«ماذا تُريدُ مِنَّا يا يَسُوع النَّاصِرِيّ؟‏ + هل جِئتَ لِتُهلِكَنا؟‏ أنا أعرِفُ مَن أنت،‏ أنتَ قُدُّوسُ اللّٰه».‏ + ٢٥ لكنَّ يَسُوع أمَرَهُ بِحَزم:‏ «أُسكُتْ واخرُجْ مِنه!‏».‏ ٢٦ فجَعَلَ الرُّوحُ الشِّرِّيرُ الرَّجُلَ يَنتَفِض،‏ ثُمَّ صَرَخَ بِأعْلى صَوتِهِ وخَرَجَ مِنه.‏ ٢٧ فاندَهَشَ الجَميعُ وصاروا يَتَناقَشونَ في ما بَينَهُم قائِلين:‏ «ما هذا؟‏!‏ تَعليمٌ جَديد؟‏ حتَّى الأرواحُ الشِّرِّيرَة يَأمُرُها بِسُلطَةٍ وهي تُطيعُه».‏ ٢٨ فانتَشَرَت أخبارُهُ بِسُرعَةٍ في كُلِّ مَكانٍ في مِنطَقَةِ الجَلِيل.‏

٢٩ وبَعدَ مُغادَرَةِ المَجمَع،‏ ذَهَبَ يَسُوع ويَعْقُوب ويُوحَنَّا مع سِمْعَان وأَنْدرَاوُس إلى بَيتِهِما.‏ + ٣٠ وكانَت حَماةُ سِمْعَان + مُمَدَّدَةً على السَّريرِ لِأنَّها مَريضَةٌ بِالحُمَّى،‏ فأخبَروهُ عنها فَوْرًا.‏ ٣١ فاقتَرَبَ مِنها وأمسَكَ يَدَها وأقامَها.‏ فزالَت عنها الحُمَّى،‏ وبَدَأَت تَخدُمُهُم.‏

٣٢ وفي المَساء،‏ بَعدَ غُروبِ الشَّمس،‏ أحضَرَ النَّاسُ إلَيهِ كُلَّ المَرْضى والَّذينَ تُسَيطِرُ علَيهِمِ الشَّيَاطِين.‏ + ٣٣ وتَجَمَّعَتِ المَدينَةُ كُلُّها على الباب.‏ ٣٤ فشَفى كَثيرينَ كانوا مُصابينَ بِأمراضٍ مُختَلِفَة،‏ + وأخرَجَ شَيَاطِينَ كَثيرين.‏ لكنَّهُ لم يَسمَحْ لِلشَّيَاطِينِ أن يَتَكَلَّموا لِأنَّهُم عَرَفوا أنَّهُ المَسِيح.‏ *

٣٥ وفي الصَّباحِ الباكِر،‏ فيما كانَت لا تَزالُ هُناك عَتمَة،‏ قامَ يَسُوع وخَرَجَ وذَهَبَ إلى مَكانٍ مُنعَزِل،‏ وبَدَأ يُصَلِّي هُناك.‏ + ٣٦ لكنَّ سِمْعَان والَّذينَ معهُ فَتَّشوا عنهُ في كُلِّ مَكان.‏ ٣٧ ولمَّا وَجَدوه،‏ قالوا له:‏ «الكُلُّ يُفَتِّشونَ عنك».‏ ٣٨ فقالَ لهُم:‏ «لِنَذهَبْ إلى مَكانٍ آخَر،‏ إلى البَلداتِ القَريبَة،‏ كَي أُبَشِّرَ هُناك أيضًا.‏ فأنا لِهذا السَّبَبِ جِئت».‏ + ٣٩ فتَنَقَّلَ في كُلِّ الجَلِيل يُبَشِّرُ في المَجامِعِ ويُخرِجُ الشَّيَاطِين.‏ +

٤٠ وجاءَ إلَيهِ شَخصٌ مُصابٌ بِالبَرَص،‏ وتَرَجَّاهُ وهو راكِعٌ على رُكبَتَيْه:‏ «إذا كُنتَ تُريد،‏ فأنتَ قادِرٌ أن تَجعَلَني طاهِرًا».‏ + ٤١ فأشفَقَ علَيه،‏ ومَدَّ يَدَهُ ولَمَسَهُ وقالَ له:‏ «نَعَم أُريد.‏ كُنْ طاهِرًا».‏ + ٤٢ وفي الحال،‏ زالَ عنهُ البَرَصُ وصارَ طاهِرًا.‏ ٤٣ ثُمَّ طَلَبَ مِنهُ يَسُوع أن يَذهَبَ فَوْرًا بَعدَ أن حَذَّرَهُ بِحَزمٍ ٤٤ وقالَ له:‏ «لا تَقُلْ شَيئًا لِأحَد،‏ بلِ اذهَبْ إلى الكاهِنِ وأَرِهِ نَفْسَك،‏ وقَدِّمْ ما طَلَبَهُ مُوسَى مِنَ الَّذي يَتَطَهَّرُ مِنَ البَرَص،‏ + فيَكونَ ذلِك شَهادَةً لهُم».‏ + ٤٥ لكنَّ الرَّجُلَ ذَهَبَ وصارَ يَنشُرُ الخَبَرَ في كُلِّ مَكان.‏ فلم يَعُدْ يَسُوع يَقدِرُ أن يَدخُلَ عَلَنًا إلى أيِّ مَدينَة،‏ بل بَقِيَ في الخارِجِ في أماكِنَ مُنعَزِلَة.‏ مع ذلِك،‏ ظَلَّ النَّاسُ يَأتونَ إلَيهِ مِن كُلِّ مَكان.‏ +

٢ ولكنْ بَعدَ عِدَّةِ أيَّام،‏ رَجَعَ يَسُوع إلى كَفَرْنَاحُوم وانتَشَرَ الخَبَرُ أنَّهُ في البَيت.‏ + ٢ فتَجَمَّعَ عَدَدٌ كَبيرٌ جِدًّا مِنَ النَّاسِ لِدَرَجَةِ أنَّهُ لم يَبْقَ مَكانٌ لِأحَد،‏ ولا حتَّى عِندَ الباب.‏ وابتَدَأَ يُبَشِّرُهُم بِكَلِمَةِ اللّٰه.‏ + ٣ وأحضَروا إلَيهِ شَخصًا مَشلولًا يَحمِلُهُ أربَعَةُ رِجال.‏ + ٤ لكنَّهُم لم يَقدِروا أن يُدخِلوهُ إلَيهِ بِسَبَبِ الجُموع.‏ فكَشَفوا السَّقفَ فَوقَ يَسُوع،‏ وعَمِلوا فيهِ فَتحَة،‏ وأنزَلوا السَّريرَ النَّقَّالَ الَّذي كانَ المَشلولُ مُمَدَّدًا علَيه.‏ ٥ ولمَّا رَأى يَسُوع إيمانَهُم،‏ + قالَ لِلمَشلول:‏ «يا وَلَدي،‏ خَطاياكَ مَغفورَة».‏ + ٦ وكانَ بَعضُ الكَتَبَةِ جالِسينَ هُناك،‏ فقالوا في قَلبِهِم:‏ + ٧ ‏«لِماذا يَتَكَلَّمُ هذا الرَّجُلُ بِهذِهِ الطَّريقَة؟‏ إنَّهُ يُجَدِّف.‏ مَن يَقدِرُ أن يَغفِرَ الخَطايا غَيرُ اللّٰهِ وَحْدَه؟‏».‏ + ٨ فعَرَفَ * يَسُوع فَوْرًا أنَّهُم كانوا يُفَكِّرونَ هكَذا في ما بَينَهُم،‏ فقالَ لهُم:‏ «لِماذا تُفَكِّرونَ هذِهِ الأفكارَ في قُلوبِكُم؟‏ + ٩ ما الأسهَل:‏ أن يُقالَ لِلمَشلول:‏ ‹خَطاياكَ مَغفورَة›،‏ أم أن يُقال:‏ ‹قُمْ واحمِلْ سَريرَكَ وامْشِ›؟‏ ١٠ ولكنْ كَي تَعرِفوا أنَّ ابْنَ الإنسانِ + لَدَيهِ سُلطَةٌ أن يَغفِرَ الخَطايا على الأرض .‏.‏.‏»،‏ + وقالَ لِلمَشلول:‏ ١١ ‏«أقولُ لك:‏ قُمْ واحمِلْ سَريرَكَ واذهَبْ إلى بَيتِك».‏ ١٢ فقام،‏ وعلى الفَوْرِ حَمَلَ سَريرَهُ ومَشى إلى الخارِجِ أمامَ الجَميع.‏ فاندَهَشوا كُلُّهُم ومَجَّدوا اللّٰهَ قائِلين:‏ «لم نَرَ شَيئًا كهذا مِن قَبل».‏ +

١٣ ثُمَّ ذَهَبَ مَرَّةً ثانِيَة إلى شاطِئِ البُحَيرَة.‏ وأتَت إلَيهِ الجُموع،‏ فبَدَأ يُعَلِّمُهُم.‏ ١٤ وفيما هو يَمْشي،‏ رَأى لَاوِي بْنَ حَلْفَى يَجلِسُ عِندَ مَكتَبِ جَمعِ الضَّرائِب.‏ فقالَ له:‏ «إتبَعْني».‏ فقامَ وتَبِعَه.‏ + ١٥ ولاحِقًا،‏ كانَ يَأكُلُ * في بَيتِ لَاوِي.‏ وكانَ كَثيرونَ مِن جامِعي الضَّرائِبِ والخُطاةِ يَأكُلونَ * معهُ ومع تَلاميذِه،‏ لِأنَّ عَدَدًا كَبيرًا مِنهُم كانوا يَتبَعونَه.‏ + ١٦ ولكنْ عِندَما رَآهُ الكَتَبَةُ الفَرِّيسِيُّونَ يَأكُلُ معَ الخُطاةِ وجامِعي الضَّرائِب،‏ قالوا لِتَلاميذِه:‏ «ما هذا؟‏!‏ كَيفَ يَأكُلُ مع جامِعي الضَّرائِبِ والخُطاة؟‏!‏».‏ ١٧ ولمَّا سَمِعَ يَسُوع ذلِك،‏ قالَ لهُم:‏ «لا يَحتاجُ الأقوِياءُ إلى طَبيبٍ بلِ المَرْضى.‏ أنا لم آتِ لِأدْعُوَ المُستَقيمينَ بلِ الخُطاة».‏ +

١٨ وكانَ تَلاميذُ يُوحَنَّا والفَرِّيسِيُّونَ يَصومون.‏ فجاؤُوا وقالوا له:‏ «لِماذا يَصومُ تَلاميذُ يُوحَنَّا وتَلاميذُ الفَرِّيسِيِّين،‏ أمَّا تَلاميذُكَ فلا يَصومون؟‏».‏ + ١٩ أجابَهُم يَسُوع:‏ «هل يَصومُ أصدِقاءُ العَريسِ فيما العَريسُ + معهُم؟‏ ما دامَ العَريسُ معهُم،‏ لا يَصومون.‏ ٢٠ ولكنْ ستَأتي أيَّامٌ يُؤْخَذُ فيها العَريسُ مِنهُم،‏ + وعِندَئِذٍ يَصومون.‏ ٢١ لا أحَدَ يُخَيِّطُ قِطعَةَ قُماشٍ جَديدَة على ثَوبٍ عَتيق،‏ وإلَّا تَنكَمِشُ القِطعَةُ الجَديدَة وتُمَزِّقُ الثَّوبَ العَتيق،‏ فيَصيرُ الثُّقْبُ أسوَأ.‏ + ٢٢ ولا أحَدَ يَضَعُ نَبيذًا جَديدًا في كيسٍ جِلدِيٍّ * عَتيق،‏ وإلَّا يَشُقُّ النَّبيذُ الكيس،‏ فيَندَلِقُ النَّبيذُ ويَخرَبُ الكيس.‏ فالنَّبيذُ الجَديدُ يوضَعُ في كيسٍ جَديد».‏

٢٣ وفيما كانَ يَمُرُّ في الحُقولِ يَومَ السَّبت،‏ بَدَأ تَلاميذُهُ يَقطِفونَ السَّنابِلَ في طَريقِهِم.‏ + ٢٤ فقالَ لهُ الفَرِّيسِيُّون:‏ «أُنظُر!‏ لِماذا يَفعَلونَ أمرًا لا يَجوزُ في السَّبت؟‏».‏ ٢٥ لكنَّهُ قالَ لهُم:‏ «ألَمْ تَقرَأوا أبَدًا ماذا فَعَلَ دَاوُد حينَ لم يَعُدْ عِندَهُ طَعامٌ وجاعَ هو ورِجالُه؟‏ + ٢٦ ففي القِصَّةِ عنِ الكاهِنِ الكَبيرِ أَبِيَاثَار،‏ + دَخَلَ دَاوُد إلى بَيتِ اللّٰهِ وأكَلَ أرغِفَةَ التَّقدِمَةِ الَّتي لا يَجوزُ أن يَأكُلَها أحَدٌ غَيرُ الكَهَنَة،‏ + وأعْطى مِنها أيضًا لِرِجالِهِ الَّذينَ معه».‏ ٢٧ ثُمَّ قالَ لهُم:‏ «اللّٰهُ عَمِلَ السَّبتَ مِن أجْلِ الإنسان،‏ + لا الإنسانَ مِن أجْلِ السَّبت.‏ ٢٨ فابْنُ الإنسانِ هو رَبُّ السَّبتِ أيضًا».‏ +

٣ ثُمَّ دَخَلَ مَرَّةً أُخْرى إلى مَجمَع،‏ وكانَ هُناك رَجُلٌ يَدُهُ مَشلولَة.‏ *+ ٢ وكانوا يُراقِبونَهُ بِانتِباهٍ لِيَرَوْا إذا كانَ سيَشْفي الرَّجُلَ في السَّبت،‏ وذلِك كَي يَجِدوا تُهمَةً ضِدَّه.‏ ٣ فقالَ لِلرَّجُلِ الَّذي يَدُهُ مَشلولَة:‏ * «قُمْ إلى الوَسَط».‏ ٤ ثُمَّ سَألَهُم:‏ «هل يَجوزُ في السَّبتِ فِعلُ الخَيرِ أمِ الأذى،‏ إنقاذُ نَفْسٍ أم قَتلُها؟‏».‏ + لكنَّهُم ظَلُّوا ساكِتين.‏ ٥ فنَظَرَ إلَيهِم بِغَضَبٍ وهو حَزينٌ جِدًّا بِسَبَبِ قَساوَةِ قُلوبِهِم.‏ + ثُمَّ قالَ لِلرَّجُل:‏ «مُدَّ يَدَك».‏ فمَدَّها،‏ فعادَت يَدُهُ سَليمَة.‏ ٦ عِندَئِذٍ خَرَجَ الفَرِّيسِيُّونَ وبَدَأوا فَوْرًا يَتَآ‌مَرونَ علَيهِ مع أعضاءِ حِزبِ هِيرُودُس + كَي يَقتُلوه.‏

٧ أمَّا يَسُوع فتَوَجَّهَ مع تَلاميذِهِ إلى البُحَيرَة،‏ وتَبِعَتهُ جُموعٌ كَبيرَة + مِنَ الجَلِيل واليَهُودِيَّة.‏ ٨ حتَّى إنَّ جُموعًا كَبيرَة مِن أُورُشَلِيم وأَدُومْيَا وشَرقِ نَهرِ الأُرْدُنّ والمَناطِقِ المُحيطَة بِصُور وصَيْدُون جاؤُوا إلَيهِ عِندَما سَمِعوا عن أعمالِهِ الكَثيرَة.‏ ٩ فطَلَبَ مِن تَلاميذِهِ أن يُبْقوا مَركَبًا صَغيرًا جاهِزًا كَي يَستَعمِلَهُ في حالِ ازدَحَمَ حَولَهُ النَّاس.‏ ١٠ فلِأنَّهُ شَفى كَثيرين،‏ كانَ كُلُّ الَّذينَ عِندَهُم أمراضٌ خَطيرَة يَتَجَمَّعونَ حَولَهُ لِيَلمُسوه.‏ + ١١ حتَّى الأرواحُ الشِّرِّيرَة *+ كانَت حينَ تَراه،‏ تَقَعُ عِندَ قَدَمَيْهِ وتَصرُخ:‏ «أنتَ ابْنُ اللّٰه!‏».‏ + ١٢ لكنَّهُ أمَرَهُم بِحَزمٍ أكثَرَ مِن مَرَّةٍ أن لا يُخبِروا أحَدًا عنه.‏ +

١٣ وصَعِدَ إلى جَبَلٍ واستَدْعى الَّذينَ أرادَهُم معه،‏ + فذَهَبوا إلَيه.‏ + ١٤ وشَكَّلَ * فَريقًا مِن ١٢ شَخصًا وسَمَّاهُم رُسُلًا.‏ وهُمُ الَّذينَ رافَقوهُ والَّذينَ أرسَلَهُم لاحِقًا لِيُبَشِّروا ١٥ ويَكونَ لَدَيهِم سُلطَةٌ أن يُخرِجوا الشَّيَاطِين.‏ +

١٦ وفَريقُ الـ‍ ١٢ + الَّذي شَكَّلَهُ * تَألَّفَ مِن:‏ سِمْعَان الَّذي سَمَّاهُ أيضًا بُطْرُس،‏ + ١٧ ويَعْقُوب بْنِ زَبَدِي وأخيهِ يُوحَنَّا (‏سَمَّاهُما أيضًا بُوَانَرْجِس،‏ الَّذي يَعْني:‏ «إبْنَيِ الرَّعد»)‏،‏ + ١٨ وأَنْدرَاوُس،‏ وفِيلِبُّس،‏ وبَرْثُلْمَاوُس،‏ ومَتَّى،‏ وتُومَا،‏ ويَعْقُوب بْنِ حَلْفَى،‏ وتَدَّاوُس،‏ وسِمْعَان القَانَوِيّ،‏ * ١٩ ويَهُوذَا الإسْخَرْيُوطِيِّ الَّذي خانَهُ لاحِقًا.‏

ثُمَّ ذَهَبَ إلى بَيت،‏ ٢٠ وتَجَمَّعَ النَّاسُ مَرَّةً أُخْرى لِدَرَجَةِ أنَّ يَسُوع وتَلاميذَهُ لم يَقدِروا أن يَأكُلوا.‏ ٢١ ولمَّا سَمِعَت عائِلَتُهُ بِما كانَ يَحصُل،‏ جاؤُوا لِيَأخُذوهُ لِأنَّهُم كانوا يَقولونَ إنَّهُ فَقَدَ عَقلَه.‏ + ٢٢ والكَتَبَةُ أيضًا الَّذينَ نَزَلوا مِن أُورُشَلِيم كانوا يَقولون:‏ «هذا الرَّجُلُ فيهِ بَعْلَزَبُول،‏ * وهو يُخرِجُ الشَّيَاطِينَ بِقُدرَةٍ مِن رَئيسِ الشَّيَاطِين».‏ + ٢٣ فدَعاهُم إلَيه،‏ ثُمَّ تَكَلَّمَ معهُم مُستَعمِلًا الأمثالَ وقال:‏ «كَيفَ يَقدِرُ الشَّيْطَان أن يُخرِجَ الشَّيْطَان؟‏ ٢٤ فإذا انقَسَمَت مَملَكَةٌ على نَفْسِها،‏ فهذِهِ المَملَكَةُ لا يُمكِنُ أن تَصمُد.‏ + ٢٥ وإذا انقَسَمَ بَيتٌ على نَفْسِه،‏ لا يَقدِرُ هذا البَيتُ أن يَصمُد.‏ ٢٦ والشَّيْطَان أيضًا إذا حارَبَ نَفْسَهُ وانقَسَم،‏ لا يُمكِنُهُ أن يَصمُدَ بل ستَكونُ هذِه نِهايَتَه.‏ ٢٧ فلا أحَدَ يَقدِرُ أن يَدخُلَ إلى بَيتِ رَجُلٍ قَوِيٍّ ويَسرِقَ مُمتَلَكاتِهِ إذا لم يَربُطْهُ أوَّلًا.‏ عِندَئِذٍ فَقَط يَقدِرُ أن يَسرِقَ بَيتَه.‏ ٢٨ صِدقًا أقولُ لكُم:‏ كُلُّ شَيءٍ يُغفَرُ لِلبَشَر،‏ مَهْما كانَتِ الخَطِيَّةُ الَّتي يَرتَكِبونَها أوِ التَّجديفُ الَّذي يَقولونَه.‏ ٢٩ أمَّا الَّذي يُجَدِّفُ على الرُّوحِ القُدُس،‏ فلن يُغفَرَ لهُ أبَدًا،‏ + بل يَبْقى مُذنِبًا إلى الأبَدِ بِسَبَبِ خَطِيَّتِه».‏ + ٣٠ قالَ ذلِك لِأنَّهُم كانوا يَقولون:‏ «فيهِ روحٌ شِرِّير».‏ *+

٣١ وجاءَت أُمُّهُ وإخوَتُهُ + ووَقَفوا في الخارِجِ وأرسَلوا أحَدًا لِيُنادِيَه.‏ + ٣٢ وكانَت هُناك جُموعٌ تَجلِسُ حَولَه،‏ فقالوا له:‏ «ها هُم أُمُّكَ وإخوَتُكَ في الخارِجِ يَسألونَ عنك».‏ + ٣٣ لكنَّهُ أجابَهُم:‏ «مَن هُم أُمِّي وإخوَتي؟‏».‏ ٣٤ ثُمَّ نَظَرَ إلى الجالِسينَ حَولَهُ وقال:‏ «هؤُلاء هُم أُمِّي وإخوَتي!‏ + ٣٥ كُلُّ مَن يَفعَلُ ما يُريدُهُ اللّٰهُ هو أخي وأُختي وأُمِّي».‏ +

٤ وابتَدَأَ مَرَّةً أُخْرى يُعَلِّمُ بِجانِبِ البُحَيرَة،‏ واجتَمَعَت بِقُربِهِ جُموعٌ كَبيرَة جِدًّا.‏ فصَعِدَ إلى مَركَبٍ وجَلَسَ فيهِ على مَسافَةٍ مِنَ الشَّطّ.‏ أمَّا الجُموعُ كُلُّها فكانَت على الشَّطّ.‏ + ٢ وبَدَأ يُعَلِّمُهُم أشياءَ كَثيرَة بِواسِطَةِ أمثال،‏ + فقالَ لهُم:‏ + ٣ ‏«إسمَعوا.‏ خَرَجَ مُزارِعٌ لِيَزرَع.‏ + ٤ وفيما هو يَزرَع،‏ وَقَعَت بَعضُ البُذورِ على الطَّريق،‏ فجاءَتِ الطُّيورُ وأكَلَتها.‏ ٥ ووَقَعَت حَبَّاتٌ أُخْرى على أرضٍ صَخرِيَّة لا يوجَدُ علَيها تُربَةٌ كافِيَة،‏ فنَبَتَت بِسُرعَةٍ لِأنَّ التُّربَةَ لم تَكُنْ عَميقَة.‏ + ٦ ولكنْ حينَ أشرَقَتِ الشَّمسُ ضَرَبَتها،‏ ولِأنَّها كانَت بِلا جُذورٍ يَبِسَت.‏ ٧ ووَقَعَت حَبَّاتٌ أُخْرى بَينَ الشَّوك،‏ فكَبُرَ الشَّوكُ وخَنَقَها،‏ فلم تُعْطِ ثَمَرًا.‏ + ٨ ولكنْ وَقَعَت حَبَّاتٌ أُخْرى على التُّربَةِ الجَيِّدَة،‏ فنَبَتَت وكَبُرَت وأعْطَت أضعافَ ما زُرِع:‏ بَعضُها ٣٠ ضِعفًا،‏ وبَعضُها ٦٠،‏ وبَعضُها ١٠٠».‏ + ٩ وأضاف:‏ «مَن لَدَيهِ أُذُنانِ تَسمَعان،‏ فلْيَسمَع».‏ +

١٠ ولمَّا صارَ وَحْدَه،‏ سَألَهُ الاثنا عَشَرَ والَّذينَ معهُ عنِ الأمثال.‏ + ١١ فقالَ لهُم:‏ «لكُم أُعْطِيَ السِّرُّ المُقَدَّسُ + لِمَملَكَةِ اللّٰه.‏ أمَّا الآخَرونَ فكُلُّ شَيءٍ يُعْطى لهُم بِأمثال.‏ + ١٢ وهكَذا،‏ حتَّى لَو نَظَروا لا يَرَوْن،‏ وحتَّى لَو سَمِعوا لا يَفهَمون.‏ وبِالنَّتيجَةِ لا يَرجِعونَ أبَدًا لِيَنالوا الغُفران».‏ + ١٣ ثُمَّ قالَ لهُم:‏ «أنتُم لا تَفهَمونَ هذا المَثَل،‏ فكَيفَ ستَفهَمونَ كُلَّ الأمثالِ الأُخْرى؟‏

١٤ ‏«المُزارِعُ يَزرَعُ كَلِمَةَ اللّٰه.‏ + ١٥ والبُذورُ الَّتي تَقَعُ على الطَّريقِ هي مِثلُ الَّذينَ تُزرَعُ فيهِمِ الكَلِمَة،‏ ولكنْ حالَما يَسمَعونَها يَأتي الشَّيْطَان + ويَقتَلِعُ الكَلِمَةَ المَزروعَة فيهِم.‏ + ١٦ والبُذورُ الَّتي تَقَعُ على الأرضِ الصَّخرِيَّة هي مِثلُ الَّذينَ يَقبَلونَ الكَلِمَةَ بِفَرَحٍ حالَما يَسمَعونَها،‏ + ١٧ لكنَّ البُذورَ لَيسَ لها جُذورٌ في قَلبِهِم،‏ لِذلِك تَبْقى فَترَةً قَصيرَة.‏ وحالَما يَحدُثُ ضيقٌ أوِ اضطِهادٌ بِسَبَبِ الكَلِمَةِ يَتَعَثَّرونَ ويَسقُطون.‏ ١٨ وهُناك أيضًا بُذورٌ أُخْرى تَقَعُ بَينَ الشَّوك.‏ وهي مِثلُ الَّذينَ يَسمَعونَ الكَلِمَة،‏ + ١٩ لكنَّ هُمومَ + هذا العالَمِ * وقُوَّةَ الغِنى الخادِعَة + والشَّهَواتِ + المُختَلِفَة تَدخُلُ إلى قَلبِهِم وتَخنُقُ الكَلِمَة،‏ فتَصيرُ بِلا ثَمَر.‏ ٢٠ وأخيرًا،‏ البُذورُ الَّتي تَقَعُ على التُّربَةِ الجَيِّدَة هي مِثلُ الَّذينَ يَسمَعونَ الكَلِمَةَ ويَقبَلونَها ويُثمِرون:‏ بَعضُهُم ٣٠ ضِعفًا،‏ وبَعضُهُم ٦٠،‏ وبَعضُهُم ١٠٠».‏ +

٢١ ثُمَّ قالَ لهُم:‏ «هل يَجلُبُ أحَدٌ سِراجًا لِيُغَطِّيَهُ * أو لِيَضَعَهُ تَحتَ السَّرير؟‏ ألَا يَضَعُهُ في مَكانٍ مُرتَفِع؟‏ + ٢٢ فكُلُّ مَخْفِيٍّ سيُكشَف،‏ وكُلُّ ما هو مُخَبَّأٌ سيُعلَن.‏ + ٢٣ مَن لَدَيهِ أُذُنانِ تَسمَعان،‏ فلْيَسمَع».‏ +

٢٤ وقالَ لهُم أيضًا:‏ «إنتَبِهوا لِما تَسمَعونَه!‏ + فبِالكَيلَةِ الَّتي تُكَيِّلونَ بها،‏ سيُكَيَّلُ لكُم وسَيُعْطى لكُم زِيادَةٌ أيضًا.‏ ٢٥ فمَن لَدَيهِ شَيءٌ يَنالُ أكثَر.‏ + أمَّا مَن لَيسَ لَدَيه،‏ فحتَّى القَليلُ الَّذي لَدَيهِ يُؤْخَذُ مِنه».‏ +

٢٦ ثُمَّ قال:‏ «تُشبِهُ مَملَكَةُ اللّٰهِ رَجُلًا يُلْقي البُذورَ على الأرض،‏ ٢٧ ويَنامُ في اللَّيلِ ويَقومُ في النَّهار،‏ والبُذورُ تُفَرِّخُ وتَنْمو وهو لا يَعرِفُ كَيف.‏ ٢٨ فالأرضُ وَحْدَها تُنَمِّي النَّبتَةَ تَدريجِيًّا:‏ أوَّلًا السَّاق،‏ ثُمَّ السُّنبُلَة،‏ وفي الآخِرِ الحُبوبَ النَّاضِجَة في السُّنبُلَة.‏ ٢٩ وحالَما يَصيرُ المَحصولُ جاهِزًا،‏ يَحصُدُهُ بِالمِنجَلِ لِأنَّ وَقتَ الحَصادِ أتى».‏

٣٠ وتابَعَ قائِلًا:‏ «بِماذا نُشَبِّهُ مَملَكَةَ اللّٰه،‏ وبِأيِّ مَثَلٍ نُوَضِّحُها؟‏ ٣١ إنَّها تُشبِهُ حَبَّةَ خَردَل.‏ فحينَ تُزرَع،‏ تَكونُ الأصغَرَ بَينَ جَميعِ البُذورِ الَّتي على الأرض.‏ + ٣٢ ولكنْ بَعدَ زَرعِها،‏ تَنْمو وتَصيرُ أكبَرَ مِن باقي كُلِّ نَباتاتِ البَساتين،‏ وتُصبِحُ أغصانُها كَبيرَة،‏ حتَّى إنَّ طُيورَ السَّماءِ تَقدِرُ أن تَسكُنَ في ظِلِّها».‏

٣٣ لقد كانَ يُعَلِّمُهُم كَلامَ اللّٰهِ بِأمثالٍ كَثيرَة + مِثلِ هذِه،‏ على قَدْرِ ما كانوا يَستَطيعونَ أن يَفهَموا.‏ ٣٤ فهو لم يَكُنْ يَتَكَلَّمُ معهُم بِدونِ أمثال.‏ لكنَّهُ كانَ يَشرَحُ لِتَلاميذِهِ كُلَّ شَيءٍ على انفِراد.‏ +

٣٥ وفي ذلِكَ اليَوم،‏ عِندَما صارَ المَساء،‏ قالَ لهُم:‏ «تَعالَوْا نَعبُرُ إلى الشَّاطِئِ الآخَرِ مِنَ البُحَيرَة».‏ + ٣٦ وبَعدَما قالوا لِلجُموعِ أن تَذهَب،‏ أخَذوهُ في المَركَبِ الَّذي كانَ فيه،‏ وأبحَرَت معهُ مَراكِبُ أُخْرى أيضًا.‏ + ٣٧ وهَبَّت رِياحٌ عَنيفَة جِدًّا،‏ وصارَتِ الأمواجُ تَضرِبُ المَركَبَ لِدَرَجَةِ أنَّهُ كانَ سيَمتَلِئُ بِالماء.‏ + ٣٨ أمَّا يَسُوع فكانَ نائِمًا على المِخَدَّةِ * في الجُزْءِ الخَلفِيِّ مِنَ المَركَب.‏ فأيقَظوهُ مِنَ النَّومِ وقالوا له:‏ «يا مُعَلِّم،‏ ألَا يَهُمُّكَ أنَّنا سنَموت؟‏».‏ ٣٩ فقامَ وصاحَ على الرِّياحِ وقالَ لِمِياهِ البُحَيرَة:‏ «هُس!‏ إهدَإي!‏».‏ + فتَوَقَّفَتِ الرِّياحُ وحَدَثَ هُدوءٌ عَظيم.‏ ٤٠ وقالَ لهُم:‏ «لِماذا أنتُم خائِفونَ لِهذِهِ الدَّرَجَة؟‏ * ألَمْ تُؤْمِنوا بَعد؟‏».‏ ٤١ لكنَّهُم شَعَروا بِخَوفٍ غَيرِ عادِيّ،‏ وقالوا بَعضُهُم لِبَعض:‏ «مَن هو هذا الإنسان؟‏!‏ حتَّى الرِّياحُ والمِياهُ تُطيعُه!‏».‏ +

٥ ووَصَلوا إلى الجِهَةِ الأُخْرى مِنَ البُحَيرَة،‏ إلى مِنطَقَةِ الجِرَاسِيِّين.‏ + ٢ وحالَما خَرَجَ يَسُوع مِنَ المَركَب،‏ لاقاهُ مِن بَينِ القُبورِ * رَجُلٌ يُسَيطِرُ علَيهِ روحٌ شِرِّير.‏ * ٣ وكانَ يَعيشُ بَينَ القُبور.‏ ولم يَقدِرْ أحَدٌ أبَدًا أن يُبْقِيَهُ مُقَيَّدًا،‏ ولا حتَّى بِسِلسِلَة.‏ ٤ فمع أنَّهُم رَبَطوهُ مَرَّاتٍ كَثيرَة بِالقُيودِ والسَّلاسِل،‏ كانَ يَقطَعُ السَّلاسِلَ ويُكَسِّرُ القُيود،‏ ولم يَقدِرْ أحَدٌ أن يَضبُطَه.‏ ٥ وكانَ طولَ اللَّيلِ والنَّهارِ يَصرُخُ بَينَ القُبورِ وفي الجِبالِ ويُجَرِّحُ نَفْسَهُ بِالحِجارَة.‏ ٦ ولكنْ عِندَما رَأى يَسُوع مِن بَعيد،‏ رَكَضَ وسَجَدَ أمامَه.‏ + ٧ وصَرَخَ بِصَوتٍ عالٍ:‏ «ماذا تُريدُ مِنِّي يا يَسُوع،‏ يا ابْنَ اللّٰهِ العالي على كُلِّ شَيء؟‏ أُحَلِّفُكَ بِاللّٰهِ أن لا تُعَذِّبَني».‏ + ٨ فيَسُوع كانَ يَقولُ له:‏ «أُخرُجْ مِنَ الرَّجُلِ أيُّها الرُّوحُ الشِّرِّير».‏ + ٩ وسَألَه:‏ «ما اسْمُك؟‏».‏ فأجاب:‏ «إسْمي فِرقَة،‏ * لِأنَّنا كَثيرون».‏ ١٠ وظَلَّ يَتَرَجَّى يَسُوع أن لا يُرسِلَ الأرواحَ إلى خارِجِ المِنطَقَة.‏ +

١١ وكانَ هُناك قَطيعٌ كَبيرٌ مِنَ الخَنازيرِ + يَرْعى عِندَ الجَبَل.‏ + ١٢ فتَرَجَّتهُ الأرواح:‏ «أَرسِلْنا إلى الخَنازيرِ لِنَدخُلَ فيها».‏ ١٣ فسَمَحَ لها.‏ فخَرَجَتِ الأرواحُ الشِّرِّيرَة مِنَ الرَّجُلِ ودَخَلَت في الخَنازير.‏ فرَكَضَ القَطيعُ وسَقَطَ مِن على مُنحَدَرٍ شَديدٍ إلى البُحَيرَةِ وغَرِقَ فيها.‏ وكانَ عَدَدُ الخَنازيرِ ٠٠٠‏,٢ تَقريبًا.‏ ١٤ أمَّا رُعاةُ الخَنازيرِ فهَرَبوا ونَشَروا الخَبَرَ في المَدينَةِ والأرياف،‏ فذَهَبَ النَّاسُ لِيَرَوْا ماذا حَصَل.‏ + ١٥ وجاؤُوا إلى يَسُوع،‏ ورَأَوُا الرَّجُلَ الَّذي كانَت تُسَيطِرُ علَيهِ الفِرقَةُ مِنَ الشَّيَاطِينِ جالِسًا ولابِسًا ثِيابَهُ وبِكامِلِ عَقلِه،‏ فخافوا.‏ ١٦ والَّذينَ رَأَوُا الحادِثَةَ أخبَروهُم عن ما حَصَلَ لِلرَّجُلِ الَّذي كانَ تَحتَ سَيطَرَةِ الشَّيَاطِينِ وعنِ الخَنازير.‏ ١٧ فتَرَجَّوْا يَسُوع أن يُغادِرَ مِنطَقَتَهُم.‏ +

١٨ وفيما كانَ يَسُوع يَصعَدُ إلى المَركَب،‏ تَرَجَّاهُ الرَّجُلُ الَّذي كانَ تَحتَ سَيطَرَةِ الشَّيَاطِينِ أن يَأخُذَهُ معه.‏ + ١٩ لكنَّ يَسُوع لم يَسمَحْ له،‏ بل قال:‏ «إذهَبْ إلى بَيتِكَ وإلى أقارِبِك،‏ وأَخبِرْهُم بِكُلِّ ما عَمِلَهُ يَهْوَه لكَ وكَيفَ رَحِمَك».‏ ٢٠ فذَهَبَ الرَّجُلُ وبَدَأ يُخبِرُ في الدِّكَابُولِيس * عن كُلِّ ما فَعَلَهُ لهُ يَسُوع،‏ فاندَهَشَ الجَميع.‏

٢١ ورَجَعَ يَسُوع بِالمَركَبِ إلى الشَّاطِئِ المُقابِل.‏ فتَجَمَّعَت حَولَهُ جُموعٌ كَبيرَة فيما كانَ لا يَزالُ على الشَّاطِئ.‏ + ٢٢ وجاءَ واحِدٌ مِن رُؤَساءِ المَجمَعِ اسْمُهُ يَايِرُس.‏ ولمَّا رَأى يَسُوع،‏ رَمى نَفْسَهُ عِندَ قَدَمَيْه.‏ + ٢٣ وتَرَجَّاهُ كَثيرًا وقال:‏ «إبْنَتي الصَّغيرَة على وَشْكِ أن تَموت.‏ * مِن فَضلِك،‏ تَعالَ وضَعْ يَدَيْكَ علَيها + لِكَي تُشْفى وتَعيش».‏ ٢٤ فذَهَبَ يَسُوع معه.‏ وكانَت جُموعٌ كَبيرَة تَتبَعُهُ وتَزدَحِمُ حَولَه.‏

٢٥ وكانَت هُناكَ امرَأةٌ لَدَيها نَزيفُ دَمٍ + مُنذُ ١٢ سَنَة.‏ + ٢٦ وقد تَعَذَّبَت جِدًّا * مع أطِبَّاءَ كَثيرينَ وصَرَفَت كُلَّ ما تَملِك.‏ لكنَّها لم تَتَحَسَّنْ بل صارَت أسوَأ.‏ ٢٧ ولمَّا سَمِعَتِ الأخبارَ عن يَسُوع،‏ اقتَرَبَت إلَيهِ مِنَ الوَراءِ مِن بَينِ الجُموعِ ولَمَسَت ثَوبَه.‏ + ٢٨ فقد قالَت:‏ «إذا لَمَستُ ولَو ثَوبَهُ فسَأُشْفى».‏ + ٢٩ فتَوَقَّفَ فَوْرًا نَزيفُ دَمِها،‏ وأحَسَّت أنَّ جِسمَها شُفِيَ مِن مَرَضِها المُؤْلِم.‏

٣٠ وفي الحال،‏ شَعَرَ يَسُوع في داخِلِهِ أنَّ قُوَّةً + خَرَجَت مِنه.‏ فالْتَفَتَ إلى الجُموعِ وسَأل:‏ «مَن لَمَسَ ثَوبي؟‏».‏ + ٣١ فقالَ لهُ تَلاميذُه:‏ «أنتَ تَرى الجُموعَ تَزدَحِمُ حَولَكَ وتَسأل:‏ ‹مَن لَمَسَني؟‏›».‏ ٣٢ لكنَّهُ كانَ يَنظُرُ حَولَهُ لِيَرى مَن فَعَلَ ذلِك.‏ ٣٣ أمَّا المَرأةُ الَّتي عَرَفَت ما حَصَلَ لها فكانَت تَرجُفُ مِنَ الخَوف.‏ فأتَت ورَمَت نَفْسَها أمامَهُ وأخبَرَتهُ الحَقيقَةَ كُلَّها.‏ ٣٤ فقالَ لها:‏ «يا ابْنَة،‏ إيمانُكِ شَفاكِ.‏ إذهَبي بِسَلام،‏ + وكوني سَليمَةً مِن مَرَضِكِ المُؤْلِم».‏ +

٣٥ وفيما هو يَتَكَلَّم،‏ جاءَ رِجالٌ مِن بَيتِ رَئيسِ المَجمَعِ وقالوا له:‏ «إبْنَتُكَ ماتَت.‏ لا داعي أن تُتعِبَ المُعَلِّمَ بَعد».‏ + ٣٦ لكنَّ يَسُوع سَمِعَ ما قالوه،‏ فقالَ لِرَئيسِ المَجمَع:‏ «لا تَخَف،‏ * آمِنْ فَقَط».‏ + ٣٧ ولم يَسمَحْ لِأحَدٍ أن يُرافِقَهُ إلَّا بُطْرُس ويَعْقُوب وأخاهُ يُوحَنَّا.‏ +

٣٨ ولمَّا وَصَلوا إلى بَيتِ رَئيسِ المَجمَع،‏ رَأى يَسُوع النَّاسَ في بَلبَلَةٍ وكانوا يَبْكونَ ويُوَلوِلونَ بِصَوتٍ عالٍ.‏ + ٣٩ فدَخَلَ وقالَ لهُم:‏ «لِماذا كُلُّ هذا البُكاءِ والبَلبَلَة؟‏ البِنتُ لم تَمُت،‏ بل هي نائِمَة».‏ + ٤٠ فضَحِكوا علَيه.‏ أمَّا هو فأخرَجَ الجَميع،‏ ثُمَّ أخَذَ أبا البِنتِ وأُمَّها والَّذينَ معهُ ودَخَلَ إلى المَكانِ الَّذي كانَت فيهِ البِنت.‏ ٤١ وأمسَكَ بِيَدِها وقالَ لها:‏ ‏«طَالِيثَا قُومِي»،‏ الَّذي يَعْني:‏ «يا صَغيرَة،‏ أقولُ لكِ:‏ قومي!‏».‏ + ٤٢ فقامَت فَوْرًا وبَدَأَت تَمْشي.‏ (‏وكانَ عُمرُها ١٢ سَنَة.‏)‏ وحالَما رَأَوْا ذلِك،‏ طاروا مِنَ الفَرَح.‏ ٤٣ وأمَرَهُم أكثَرَ مِن مَرَّةٍ * أن لا يَعرِفَ أحَدٌ بِذلِك،‏ + وطَلَبَ أن يُعْطوا البِنتَ شَيئًا لِتَأكُلَه.‏

٦ ورَحَلَ مِن هُناك وجاءَ إلى مِنطَقَتِه،‏ + وكانَ تَلاميذُهُ معه.‏ ٢ ولمَّا أتى يَومُ السَّبت،‏ بَدَأ يُعَلِّمُ في المَجمَع.‏ فاندَهَشَ مُعظَمُ الَّذينَ سَمِعوهُ وقالوا:‏ «مِن أينَ لهُ هذا؟‏ + لِماذا أُعْطِيَت لهُ هذِهِ الحِكمَة،‏ وكَيفَ يَقدِرُ أن يَصنَعَ هذِهِ الأعمالَ العَظيمَة؟‏ *+ ٣ ألَيسَ هذا هوَ النَّجَّارَ + ابْنَ مَرْيَم + وأخا يَعْقُوب + ويُوسُف ويَهُوذَا وسِمْعَان؟‏ + ألَا تَعيشُ أخَواتُهُ * هُنا معنا؟‏».‏ فكانَ ذلِك عائِقًا جَعَلَهُم يَرفُضونَه.‏ * ٤ لكنَّ يَسُوع قالَ لهُم:‏ «النَّبِيُّ مُكَرَّمٌ في كُلِّ مَكانٍ إلَّا في مَوْطِنِهِ وبَينَ أقارِبِهِ وفي بَيتِه».‏ + ٥ لِذلِك لم يَقدِرْ أن يَصنَعَ أيَّ أعمالٍ عَظيمَة هُناك،‏ بِاستِثناءِ أنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ على مَرْضى قَليلينَ وشَفاهُم.‏ ٦ وتَعَجَّبَ بِسَبَبِ عَدَمِ إيمانِهِم.‏ ثُمَّ ذَهَبَ في جَولَةٍ في القُرى لِيُعَلِّمَ النَّاس.‏ +

٧ واستَدْعى الاثنَيْ عَشَر،‏ وبَدَأ يُرسِلُهُمُ اثنَيْنِ اثنَيْن،‏ + وأعْطاهُم سُلطَةً على الأرواحِ الشِّرِّيرَة.‏ *+ ٨ وأوْصاهُم أن لا يَحمِلوا معهُم شَيئًا لِلطَّريقِ إلَّا عُكَّازًا،‏ لا خُبزًا ولا حَقيبَةَ طَعامٍ ولا نُقودًا * في أحزِمَتِهِم + ٩ ولا ثَوبًا إضافِيًّا،‏ * بل أن يَلبَسوا حِذاءَهُم فَقَط.‏ ١٠ وقالَ لهُم:‏ «كُلُّ بَيتٍ تَدخُلونَ إلَيه،‏ ابْقَوْا فيهِ حتَّى تُغادِروا المِنطَقَة.‏ + ١١ وكُلُّ مِنطَقَةٍ لا يَستَقبِلُكُم فيها النَّاسُ أو يَسمَعونَ لكُم،‏ فعِندَ خُروجِكُم مِنها،‏ انفُضوا التُّرابَ الَّذي على أقدامِكُم كشَهادَةٍ ضِدَّهُم».‏ + ١٢ فانطَلَقوا وصاروا يَدْعونَ النَّاسَ أن يَتوبوا.‏ + ١٣ وأخرَجوا شَيَاطِينَ كَثيرَة،‏ + ودَهَنوا بِالزَّيتِ مَرْضى كَثيرينَ وشَفَوْهُم.‏

١٤ وسَمِعَ المَلِكُ هِيرُودُس * بِذلِك لِأنَّ اسْمَ يَسُوع صارَ مَعروفًا.‏ وكانَ النَّاسُ يَقولون:‏ «يُوحَنَّا المُعَمِّد قامَ مِنَ المَوت،‏ ولِهذا السَّبَبِ يَقدِرُ أن يَصنَعَ هذِهِ الأعمالَ العَظيمَة».‏ + ١٥ وقالَ آخَرون:‏ «إنَّهُ إيلِيَّا».‏ وقالَ غَيرُهُم:‏ «هو نَبِيٌّ مِثلُ أحَدِ الأنبِياءِ في الماضي».‏ + ١٦ ولكنْ لمَّا سَمِعَ هِيرُودُس ذلِك،‏ قال:‏ «هذا يُوحَنَّا الَّذي قَطَعتُ رَأسَه.‏ لقد قام».‏ ١٧ فهِيرُودُس هوَ الَّذي قَبَضَ على يُوحَنَّا مِن قَبل وقَيَّدَهُ وسَجَنَه،‏ وذلِك مِن أجْلِ هِيرُودِيَّا زَوجَةِ أخيهِ فِيلِبُّس.‏ فقد تَزَوَّجَها،‏ + ١٨ ويُوحَنَّا كانَ يَقولُ له:‏ «لا يَحِقُّ لكَ أن تَتَزَوَّجَ زَوجَةَ أخيك».‏ + ١٩ لِذلِك كانَت هِيرُودِيَّا حاقِدَةً علَيهِ وتُريدُ أن تَقتُلَه،‏ لكنَّها لم تَقدِر.‏ ٢٠ فهِيرُودُس كانَ يَخافُ مِن يُوحَنَّا لِأنَّهُ يَعرِفُ أنَّهُ رَجُلٌ مُستَقيمٌ وقُدُّوس،‏ + وكانَ يَحْميه.‏ وكُلَّما استَمَعَ إلَيه،‏ كانَ يَحتارُ ولا يَعرِفُ ماذا يَفعَلُ به.‏ مع ذلِك،‏ كانَ يُحِبُّ أن يَستَمِعَ إلَيه.‏

٢١ ولكنْ جاءَتِ الفُرصَةُ لِهِيرُودِيَّا عِندَما عَمِلَ هِيرُودُس عَشاءً في عيدِ ميلادِهِ + لِرِجالِهِ أصحابِ المَراكِزِ العالِيَة،‏ والقادَةِ العَسكَرِيِّين،‏ وأبرَزِ الشَّخصِيَّاتِ في الجَلِيل.‏ + ٢٢ ودَخَلَتِ ابْنَةُ هِيرُودِيَّا ورَقَصَت،‏ ففَرَّحَت هِيرُودُس وضُيوفَه.‏ * فقالَ المَلِكُ لِلصَّبِيَّة:‏ «أُطلُبي مِنِّي أيَّ شَيءٍ تُريدينَه،‏ وسَأُعْطيهِ لكِ».‏ ٢٣ وحَلَفَ لها:‏ «سأُعْطيكِ أيَّ شَيءٍ تَطلُبينَهُ مِنِّي،‏ حتَّى لَو كانَ نِصفَ مَملَكَتي».‏ ٢٤ فخَرَجَت وقالَت لِأُمِّها:‏ «ماذا أطلُب؟‏».‏ أجابَتها:‏ «رَأسَ يُوحَنَّا المُعَمِّد».‏ ٢٥ وفي الحال،‏ أسرَعَت إلى المَلِكِ وطَلَبَت قائِلَة:‏ «أُريدُ أن تُحضِرَ لي فَوْرًا رَأسَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان على طَبَقٍ كَبير».‏ + ٢٦ فحَزِنَ المَلِكُ جِدًّا،‏ لكنَّهُ لم يُرِدْ أن يَرفُضَ طَلَبَها لِأنَّهُ حَلَفَ أمامَ ضُيوفِه.‏ * ٢٧ فأرسَلَ المَلِكُ على الفَوْرِ واحِدًا مِنَ الحَرَسِ الخاصِّ وأمَرَهُ أن يَجلُبَ رَأسَ يُوحَنَّا.‏ فذَهَبَ وقَطَعَ رَأسَهُ في السِّجن،‏ ٢٨ وجَلَبَ رَأسَهُ على طَبَقٍ كَبير،‏ وأعْطاهُ لِلصَّبِيَّةِ وهي أعْطَتهُ لِأُمِّها.‏ ٢٩ ولمَّا سَمِعَ تَلاميذُهُ ذلِك،‏ جاؤُوا وأخَذوا جُثَّتَهُ ووَضَعوها في قَبر.‏ *

٣٠ واجتَمَعَ الرُّسُلُ حَولَ يَسُوع وأخبَروهُ كُلَّ ما فَعَلوهُ وعَلَّموه.‏ + ٣١ فقالَ لهُم:‏ «تَعالَوْا نَذهَبُ وَحْدَنا إلى مَكانٍ مُنعَزِلٍ لِتَرتاحوا قَليلًا».‏ + فلِأنَّ كَثيرينَ كانوا يَجيئونَ ويَروحون،‏ لم يَكُنْ لَدَيهِم وَقتٌ حتَّى لِيَأكُلوا.‏ ٣٢ فذَهَبوا في المَركَبِ إلى مَكانٍ مُنعَزِلٍ لِيَكونوا وَحْدَهُم.‏ + ٣٣ لكنَّ النَّاسَ رَأَوْهُم ذاهِبينَ وعَرَفَ كَثيرونَ بِذلِك.‏ فرَكَضوا معًا مِن كُلِّ المُدُنِ على أقدامِهِم،‏ وسَبَقوهُم إلى هُناك.‏ ٣٤ ولمَّا نَزَلَ يَسُوع مِنَ المَركَب،‏ رَأى جُموعًا كَثيرَة.‏ فأشفَقَ علَيهِم + لِأنَّهُم كانوا مِثلَ خِرافٍ لا راعي لها،‏ + وبَدَأ يُعَلِّمُهُم أشياءَ كَثيرَة.‏ +

٣٥ وتَأخَّرَ الوَقت،‏ فاقتَرَبَ إلَيهِ تَلاميذُهُ وقالوا له:‏ «هذا المَكانُ مُنعَزِل،‏ وقد تَأخَّرَتِ السَّاعَة.‏ + ٣٦ قُلْ لهُم أن يَذهَبوا إلى الأريافِ والقُرى المُحيطَة كَي يَشتَروا شَيئًا يَأكُلونَه».‏ + ٣٧ فأجابَهُم:‏ «أَعْطوهُم أنتُم شَيئًا يَأكُلونَه».‏ فقالوا له:‏ «هل تُريدُنا أن نَذهَبَ ونَشتَرِيَ خُبزًا بـ‍ ٢٠٠ دينارٍ ونُعْطِيَهُم لِيَأكُلوا؟‏!‏».‏ + ٣٨ قالَ لهُم:‏ «كم رَغيفًا عِندَكُم؟‏ إذهَبوا وانظُروا».‏ ولمَّا عَرَفوا ما عِندَهُم،‏ قالوا:‏ «خَمسَةُ أرغِفَةٍ وسَمَكَتان».‏ + ٣٩ فطَلَبَ مِنَ الكُلِّ أن يَجلِسوا في مَجموعاتٍ على العُشبِ الأخضَر.‏ + ٤٠ فجَلَسوا في مَجموعاتٍ بَعضُها مِن ١٠٠ شَخصٍ وبَعضُها مِن ٥٠.‏ ٤١ وأخَذَ الأرغِفَةَ الخَمسَة والسَّمَكَتَيْنِ ورَفَعَ عَيْنَيْهِ إلى السَّماءِ وصَلَّى.‏ *+ ثُمَّ كَسَرَ الأرغِفَةَ وأعْطاها لِلتَّلاميذِ لِيُوَزِّعوها على النَّاس.‏ وقَسَّمَ السَّمَكَتَيْنِ أيضًا علَيهِم كُلِّهِم.‏ ٤٢ فأكَلَ الجَميعُ وشَبِعوا.‏ ٤٣ وجَمَعوا ١٢ سَلَّةً مَلآنَة بِقِطَعِ الخُبز،‏ بِالإضافَةِ إلى ما تَبَقَّى مِنَ السَّمَك.‏ + ٤٤ وكانَ عَدَدُ الَّذينَ أكَلوا مِنَ الأرغِفَةِ ٠٠٠‏,٥ رَجُل.‏

٤٥ وفي الحال،‏ قالَ لِتَلاميذِهِ أن يَصعَدوا إلى المَركَبِ ويَسبِقوهُ إلى الشَّطِّ المُقابِلِ بِاتِّجاهِ بَيْت صَيْدَا،‏ فيما طَلَبَ هو مِنَ الجُموعِ أن تُغادِر.‏ + ٤٦ وبَعدَما وَدَّعَهُم،‏ ذَهَبَ إلى جَبَلٍ لِيُصَلِّي.‏ + ٤٧ ولمَّا صارَ المَساء،‏ كانَ المَركَبُ في وَسَطِ البُحَيرَة،‏ وهو وَحْدَهُ على البَرّ.‏ + ٤٨ وعِندَما رَأى التَّلاميذَ يَتَعَذَّبونَ في التَّجذيفِ لِأنَّ الرِّياحَ كانَت ضِدَّهُم،‏ ذَهَبَ إلَيهِم قَبلَ الفَجرِ * ماشِيًا على البُحَيرَة.‏ وبَدا أنَّهُ يُريدُ * أن يَتَجاوَزَهُم.‏ ٤٩ ولمَّا رَأَوْهُ يَمْشي على المِياه،‏ قالوا:‏ «إنَّهُ خَيال!‏»،‏ وصَرَخوا.‏ ٥٠ فقد رَأَوْهُ كُلُّهُم وارتَبَكوا.‏ لكنَّهُ قالَ لهُم فَوْرًا:‏ «كونوا شُجعانًا.‏ هذا أنا،‏ لا تَخافوا».‏ + ٥١ وصَعِدَ إلَيهِم إلى المَركَب،‏ فهَدَأَتِ الرِّياح.‏ عِندَئِذٍ اندَهَشوا كَثيرًا،‏ ٥٢ لِأنَّهُم لم يَفهَموا مَعْنى عَجيبَةِ الأرغِفَة.‏ فعَقلُهُم * لم يَكُنْ قادِرًا بَعد أن يَستَوعِبَ كُلَّ شَيء.‏

٥٣ وعَبَروا البُحَيرَةَ ووَصَلوا إلى البَرِّ إلى مَكانٍ يُسَمَّى «جِنِّيسَارِت»،‏ وثَبَّتوا السَّفينَةَ قَريبًا مِن هُناك.‏ + ٥٤ وحالَما خَرَجوا مِنَ المَركَب،‏ عَرَفَهُ النَّاس.‏ ٥٥ فذَهَبوا بِسُرعَةٍ وداروا في كُلِّ تِلكَ المِنطَقَة،‏ وبَدَأوا يَجلُبونَ المَرْضى على فِراشِهِم إلى كُلِّ مَكانٍ سَمِعوا أنَّ يَسُوع فيه.‏ ٥٦ وأينَما ذَهَب،‏ إن كانَ إلى قَريَةٍ أو مَدينَةٍ أو ريف،‏ كانوا يَضَعونَ المَرْضى في ساحاتِ الأسواقِ ويَتَرَجَّوْنَهُ أن يَلمُسوا ولَو طَرَفَ ثَوبِه.‏ + وكُلُّ الَّذينَ لَمَسوهُ شُفوا.‏

٧ واجتَمَعَ حَولَهُ الفَرِّيسِيُّونَ وعَدَدٌ مِنَ الكَتَبَةِ الَّذينَ جاؤُوا مِن أُورُشَلِيم.‏ + ٢ ورَأَوْا بَعضَ تَلاميذِهِ يَأكُلونَ طَعامَهُم بِأيْدٍ نَجِسَة،‏ أي غَيرِ مَغسولَة.‏ * ٣ ‏(‏فالفَرِّيسِيُّونَ وكُلُّ اليَهُودِ لا يَأكُلونَ إلَّا إذا غَسَلوا أيْدِيَهُم حتَّى الكوع،‏ لِأنَّهُم يَتَمَسَّكونَ بِتَقليدِ آبائِهِم.‏ ٤ وعِندَما يَرجِعونَ مِنَ السُّوق،‏ لا يَأكُلونَ إلَّا إذا اغتَسَلوا.‏ وهُناك تَقاليدُ أُخْرى كَثيرَة وَرِثوها وتَمَسَّكوا بها،‏ مِثلُ تَغطيسِ * الكُؤوسِ والأباريقِ والأواني النُّحاسِيَّة بِالماء.‏)‏ + ٥ فسَألَهُ هؤُلاءِ الفَرِّيسِيُّونَ والكَتَبَة:‏ «لِماذا لا يَلتَزِمُ تَلاميذُكَ بِتَقليدِ آبائِنا؟‏ لِماذا يَأكُلونَ طَعامَهُم بِأيْدٍ نَجِسَة؟‏».‏ + ٦ فقالَ لهُم:‏ «يا مُنافِقون،‏ صَدَقَ إشَعْيَا حينَ تَنَبَّأَ عنكُم وكَتَب:‏ ‹هذا الشَّعبُ يُكرِمُني بِشَفَتَيْه،‏ أمَّا قَلبُهُ فبَعيدٌ جِدًّا عنِّي.‏ + ٧ عِبادَتُهُم لي بِلا فائِدَة،‏ لِأنَّ تَعاليمَهُم هي وَصايا بَشَر›.‏ + ٨ أنتُم تَترُكونَ وَصِيَّةَ اللّٰهِ وتَتَمَسَّكونَ بِتَقاليدِ النَّاس».‏ +

٩ ثُمَّ قالَ لهُم:‏ «أنتُم بارِعونَ في تَجاهُلِ وَصِيَّةِ اللّٰهِ كَي تُحافِظوا على تَقاليدِكُم.‏ + ١٠ مَثَلًا،‏ قالَ مُوسَى:‏ ‹أَكرِمْ أباكَ وأُمَّك›،‏ + وأيضًا:‏ ‹مَن يَسُبُّ * أباهُ أو أُمَّه،‏ يَجِبُ أن يُقتَل›.‏ + ١١ أمَّا أنتُم فتَقولون:‏ ‹إذا قالَ أحَدٌ لِأبيهِ أو أُمِّه:‏ «لا أقدِرُ أن أُساعِدَكُما لِأنَّ ما أملِكُهُ هو قُربان (‏أي هَدِيَّةٌ مُخَصَّصَة لِلّٰه)‏»›،‏ ١٢ فهذا الشَّخصُ لا تَدَعونَهُ يَعمَلُ أيَّ شَيءٍ لِأبيهِ أو أُمِّه.‏ + ١٣ وهكَذا تَتَجاهَلونَ كَلامَ اللّٰهِ بِسَبَبِ تَقاليدِكُمُ الَّتي نَقَلتُموها لِلآخَرين.‏ + وأنتُم تَعمَلونَ أُمورًا كَثيرَة مِثلَ هذِه».‏ + ١٤ ثُمَّ دَعا الجُموعَ إلَيهِ مَرَّةً أُخْرى وقالَ لهُم:‏ «إسمَعوا لي كُلُّكُم وافهَموا كَلامي.‏ + ١٥ لا شَيءَ يَدخُلُ إلى الإنسانِ مِنَ الخارِجِ يُمكِنُ أن يُنَجِّسَه،‏ بل ما يَخرُجُ مِنَ الإنسانِ هوَ الَّذي يُنَجِّسُه».‏ + ١٦ ‏—‏

١٧ ولمَّا تَرَكَ الجُموعَ ودَخَلَ إلى بَيت،‏ سَألَهُ تَلاميذُهُ عن مَعْنى ما قالَه.‏ *+ ١٨ فقالَ لهُم:‏ «أنتُم أيضًا لا تَفهَمونَ مِثلَهُم؟‏ ألَا تَعرِفونَ أنْ لا شَيءَ يَدخُلُ إلى الإنسانِ مِنَ الخارِجِ يُمكِنُ أن يُنَجِّسَه؟‏ ١٩ فهو لا يَدخُلُ إلى قَلبِه،‏ بل إلى مِعدَتِه،‏ ثُمَّ يَخرُجُ مِن جِسمِه».‏ وهكَذا أظهَرَ أنَّ كُلَّ الأطعِمَةِ طاهِرَة.‏ ٢٠ ثُمَّ قال:‏ «ما يَخرُجُ مِنَ الإنسانِ هوَ الَّذي يُنَجِّسُه.‏ + ٢١ فمِنَ الدَّاخِل،‏ مِن قُلوبِ النَّاس،‏ + تَخرُجُ أفكارٌ مُؤْذِيَة:‏ عَهارَة،‏ * سَرِقَة،‏ قَتل،‏ ٢٢ زِنًى،‏ طَمَع،‏ أعمالٌ شِرِّيرَة،‏ خِداع،‏ فُجور،‏ * عَيْنٌ حَسودَة،‏ تَجديف،‏ تَكَبُّر،‏ وحَماقَة.‏ ٢٣ كُلُّ هذِهِ الأُمورِ الشِّرِّيرَة تَخرُجُ مِنَ الدَّاخِلِ وتُنَجِّسُ الإنسان».‏

٢٤ وانتَقَلَ مِن هُناك إلى مِنطَقَةِ صُور وصَيْدُون.‏ + فدَخَلَ إلى بَيتٍ ولم يَكُنْ يُريدُ أن يَعرِفَ أحَدٌ بِذلِك.‏ لكنَّهُ لم يَقدِرْ أن يُخْفِيَ الأمر.‏ ٢٥ وعلى الفَوْر،‏ سَمِعَت عنهُ امرَأةٌ كانَ في ابْنَتِها الصَّغيرَة روحٌ شِرِّير.‏ * فجاءَت ورَمَت نَفْسَها عِندَ قَدَمَيْه.‏ + ٢٦ وكانَتِ المَرأةُ يُونَانِيَّة،‏ جِنسِيَّتُها * سُورِيَّة فِينِيقِيَّة.‏ وظَلَّت تَطلُبُ مِنهُ أن يُخرِجَ الشَّيْطَان مِنِ ابْنَتِها.‏ ٢٧ لكنَّهُ قالَ لها:‏ «أُترُكي الأوْلادَ أوَّلًا يَشبَعون،‏ لِأنَّهُ لا يَجوزُ أن يُؤْخَذَ خُبزُ الأوْلادِ ويُرْمى إلى صِغارِ الكِلاب».‏ + ٢٨ فأجابَته:‏ «صَحيحٌ يا سَيِّد،‏ ولكنْ حتَّى صِغارُ الكِلابِ الَّتي تَحتَ الطَّاوِلَةِ تَأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الَّذي يوقِعُهُ الأوْلاد».‏ ٢٩ عِندَئِذٍ قالَ لها:‏ «لِأنَّكِ قُلتِ هذا،‏ اذهَبي،‏ فالشَّيْطَان خَرَجَ مِنِ ابْنَتِكِ».‏ + ٣٠ فرَجَعَت إلى بَيتِها ووَجَدَتِ ابْنَتَها مُمَدَّدَةً على السَّريرِ والشَّيْطَان قد خَرَجَ مِنها.‏ +

٣١ وتَرَكَ يَسُوع مِنطَقَةَ صُور،‏ ومَرَّ في صَيْدُون ثُمَّ في مِنطَقَةِ الدِّكَابُولِيس،‏ * وجاءَ إلى بُحَيرَةِ الجَلِيل.‏ + ٣٢ فأحضَروا إلَيهِ رَجُلًا أصَمَّ ولَدَيهِ مُشكِلَةٌ في النُّطْق،‏ + وتَرَجَّوْهُ أن يَضَعَ يَدَهُ علَيه.‏ ٣٣ فأخَذَهُ يَسُوع على انفِرادٍ بَعيدًا عنِ الجُموع.‏ ووَضَعَ إصبَعَيْهِ في أُذُنَيِ الرَّجُل،‏ ثُمَّ بَصَقَ ولَمَسَ لِسانَ الرَّجُل.‏ + ٣٤ ورَفَعَ عَيْنَيْهِ إلى السَّماءِ وتَنَهَّدَ بِعُمقٍ وقالَ له:‏ ‏«إفَّثَا»،‏ أي:‏ «إنفَتِح!‏».‏ ٣٥ فانفَتَحَت أُذُناه،‏ + وانحَلَّت مُشكِلَةُ نُطْقِه،‏ وبَدَأ يَتَكَلَّمُ بِطَريقَةٍ طَبيعِيَّة.‏ ٣٦ وأمَرَ يَسُوع النَّاسَ أن لا يُخبِروا أحَدًا.‏ + ولكنْ كُلَّما أمَرَهُم بِذلِك،‏ كانوا يَنشُرونَ الخَبَرَ أكثَر.‏ + ٣٧ وقالوا وهُم مُندَهِشونَ اندِهاشًا عَظيمًا:‏ + «كُلُّ أعمالِهِ رائِعَة.‏ حتَّى إنَّهُ يَجعَلُ الصُّمَّ يَسمَعونَ والخُرسَ يَتَكَلَّمون».‏ +

٨ وخِلالَ تِلكَ الأيَّام،‏ تَجَمَّعَت جُموعٌ كَبيرَة مَرَّةً أُخْرى،‏ ولم يَكُنْ معهُم شَيءٌ لِيَأكُلوه.‏ فاستَدْعى يَسُوع التَّلاميذَ وقالَ لهُم:‏ ٢ ‏«إنِّي أُشفِقُ على النَّاس،‏ + فهُم معي مُنذُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ ولَيسَ عِندَهُم ما يَأكُلونَه.‏ + ٣ وإذا أرسَلتُهُم إلى بُيوتِهِم جائِعين،‏ * فسَيُغْمى علَيهِم في الطَّريق.‏ وبَعضُهُم جاؤُوا مِن أماكِنَ بَعيدَة».‏ ٤ فأجابَهُ تَلاميذُه:‏ «نَحنُ في مَكانٍ مُنعَزِل،‏ فمِن أينَ سيَجلُبُ أحَدٌ خُبزًا كافِيًا لِيُشبِعَ هؤُلاءِ النَّاس؟‏».‏ ٥ فسَألَهُم:‏ «كم رَغيفًا عِندَكُم؟‏».‏ قالوا:‏ «سَبعَة».‏ + ٦ فطَلَبَ مِنَ الجُموعِ أن يَجلِسوا على الأرض.‏ ثُمَّ أخَذَ الأرغِفَةَ السَّبعَة،‏ وشَكَرَ اللّٰه،‏ وكَسَرَ الأرغِفَة،‏ وأعْطاها لِتَلاميذِهِ لِيُوَزِّعوها،‏ فوَزَّعوها على الجُموع.‏ + ٧ وكانَ معهُم أيضًا بَعضُ السَّمَكاتِ الصَّغيرَة،‏ فصَلَّى * ثُمَّ طَلَبَ مِنهُم أن يُوَزِّعوها أيضًا.‏ ٨ فأكَلَ الجَميعُ وشَبِعوا.‏ وجَمَعوا ما تَبَقَّى مِن قِطَعِ الخُبز،‏ سَبعَ سَلَّاتٍ كَبيرَة مَلآنَة.‏ + ٩ وكانَ هُناك ٠٠٠‏,٤ رَجُلٍ تَقريبًا.‏ بَعدَ ذلِك طَلَبَ مِنهُم أن يَذهَبوا.‏

١٠ وفي الحال،‏ صَعِدَ إلى المَركَبِ مع تَلاميذِهِ وذَهَبَ إلى مِنطَقَةِ دَلْمَانُوثَة.‏ + ١١ وهُناك،‏ أتى الفَرِّيسِيُّونَ وبَدَأوا يُجادِلونَه،‏ فطَلَبوا مِنهُ عَلامَةً مِنَ السَّماءِ كَي يَمتَحِنوه.‏ + ١٢ فتَنَهَّدَ مِن أعماقِ قَلبِهِ * وقال:‏ «لِماذا يَطلُبُ هذا الجيلُ عَلامَة؟‏ + صِدقًا أقول:‏ لن يُعْطى هذا الجيلُ عَلامَة».‏ + ١٣ ثُمَّ تَرَكَهُم وصَعِدَ مِن جَديدٍ إلى المَركَبِ وذَهَبَ إلى الشَّاطِئِ المُقابِل.‏

١٤ لكنَّ التَّلاميذَ نَسوا أن يَأخُذوا معهُم خُبزًا،‏ ولم يَكُنْ عِندَهُم في المَركَبِ إلَّا رَغيفٌ واحِد.‏ + ١٥ وحَذَّرَهُم يَسُوع بِكُلِّ وُضوحٍ قائِلًا:‏ «أَبْقوا عُيونَكُم مَفتوحَة؛‏ إحذَروا مِن خَميرَةِ الفَرِّيسِيِّينَ وخَميرَةِ هِيرُودُس».‏ + ١٦ فبَدَأوا يَتَجادَلونَ بَعضُهُم مع بَعضٍ لِماذا لم يَجلُبوا خُبزًا.‏ ١٧ فلاحَظَ ذلِك وقالَ لهُم:‏ «لِماذا تَتَجادَلونَ لِأنَّهُ لَيسَ عِندَكُم خُبز؟‏ ألَا تَفهَمونَ بَعد؟‏ ألَا تَعرِفونَ ما أقولُه؟‏ ألَا يَقدِرُ عَقلُكُم * أن يَستَوعِبَ بَعد؟‏ ١٨ ‏‹لَدَيكُم عُيونٌ ولا تَرَوْن؟‏ لَدَيكُم آذانٌ ولا تَسمَعون؟‏›.‏ ألَا تَتَذَكَّرونَ ١٩ حينَ كَسَرتُ الأرغِفَةَ الخَمسَة + للـ‍ ٠٠٠‏,٥ رَجُل؟‏ كم سَلَّةً مَلآنَة بِقِطَعِ الخُبزِ جَمَعتُم؟‏».‏ قالوا له:‏ «١٢ سَلَّة».‏ + ٢٠ ‏«وحينَ كَسَرتُ الأرغِفَةَ السَّبعَة للـ‍ ٠٠٠‏,٤ رَجُل،‏ كم سَلَةً كَبيرَة مَلآنَة بِقِطَعِ الخُبزِ جَمَعتُم؟‏».‏ أجابوا:‏ «سَبعَ سَلَّات».‏ + ٢١ فقالَ لهُم:‏ «وما زِلتُم لا تَفهَمون؟‏».‏

٢٢ ووَصَلوا إلى بَيْت صَيْدَا.‏ فأحضَرَ النَّاسُ إلَيهِ رَجُلًا أعْمى وتَرَجَّوْهُ أن يَلمُسَه.‏ + ٢٣ فأمسَكَ بِيَدِ الأعْمى وأخَذَهُ إلى خارِجِ القَريَة.‏ وبَعدَما بَصَقَ على عَيْنَيْه،‏ + وَضَعَ يَدَيْهِ علَيهِ وسَألَه:‏ «هل تَرى شَيئًا؟‏».‏ ٢٤ فتَطَلَّعَ الرَّجُلُ وقال:‏ «أرى النَّاس،‏ لكنَّهُم يَبْدونَ مِثلَ أشجارٍ تَمْشي».‏ ٢٥ ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ مَرَّةً ثانِيَة على عَيْنَيِ الرَّجُل،‏ فرَأى بِوُضوح.‏ فقدِ استَعادَ نَظَرَهُ وصارَ يَرى كُلَّ شَيءٍ واضِحًا.‏ ٢٦ فأرسَلَهُ إلى بَيتِهِ وقالَ له:‏ «لا تَدخُلْ إلى القَريَة».‏

٢٧ وذَهَبَ يَسُوع وتَلاميذُهُ إلى قُرى قَيْصَرِيَّة فِيلِبِّي.‏ وفي الطَّريق،‏ سَألَ تَلاميذَه:‏ «مَن أنا بِرَأْيِ النَّاس؟‏».‏ + ٢٨ أجابوه:‏ «يُوحَنَّا المَعْمَدَان.‏ + لكنَّ آخَرينَ يَقولون:‏ إيلِيَّا،‏ + وآخَرين:‏ واحِدٌ مِنَ الأنبِياء».‏ ٢٩ فسَألَهُم:‏ «وأنتُم،‏ مَن أنا بِرَأْيِكُم؟‏».‏ أجابَهُ بُطْرُس:‏ «أنتَ المَسِيح».‏ + ٣٠ عِندَئِذٍ أمَرَهُم بِحَزمٍ أن لا يُخبِروا أحَدًا عنه.‏ + ٣١ وبَدَأ يُعَلِّمُهُم أنَّ ابْنَ الإنسانِ يَجِبُ أن يَتَألَّمَ كَثيرًا ويَرفُضَهُ الشُّيوخُ وكِبارُ الكَهَنَةِ والكَتَبَةُ ويُقتَل،‏ + ثُمَّ يَقومَ بَعدَ ثَلاثَةِ أيَّام.‏ + ٣٢ وكانَ يَقولُ ذلِك بِصَراحَة.‏ فأخَذَهُ بُطْرُس جانِبًا وبَدَأ يُوَبِّخُه.‏ + ٣٣ فالْتَفَتَ ونَظَرَ إلى تَلاميذِهِ ووَبَّخَ بُطْرُس قائِلًا:‏ «إبتَعِدْ عنِّي * يا شَيْطَان،‏ لِأنَّكَ لا تُفَكِّرُ تَفكيرَ اللّٰهِ بل تَفكيرَ النَّاس».‏ +

٣٤ ثُمَّ دَعا الجُموعَ وتَلاميذَهُ وقالَ لهُم:‏ «إذا أرادَ أحَدٌ أن يَتبَعَني،‏ يَجِبُ أن يُنكِرَ نَفْسَهُ كُلِّيًّا ويَحمِلَ خَشَبَةَ آلامِهِ ويَتبَعَني دائِمًا.‏ + ٣٥ فمَن يُريدُ أن يُخَلِّصَ حَياتَهُ * يَخسَرُها،‏ أمَّا مَن يَخسَرُ حَياتَهُ * مِن أجْلي ومِن أجْلِ البِشارَةِ فيُخَلِّصُها.‏ + ٣٦ ماذا يَستَفيدُ الشَّخصُ لَو رَبِحَ العالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ حَياتَه؟‏ *+ ٣٧ وماذا يُمكِنُ أن يُعْطِيَ الشَّخصُ لِيَستَرِدَّ حَياتَه؟‏ *+ ٣٨ فمَن يَخجَلُ بي وبِكَلامي بَينَ هذا الجيلِ الخائِنِ * والخاطِئ،‏ يَخجَلُ بهِ أيضًا ابْنُ الإنسانِ + حينَ يَأتي بِمَجدِ أبيهِ معَ المَلائِكَةِ القُدُّوسين».‏ +

٩ ثُمَّ قالَ لهُم:‏ «صِدقًا أقولُ لكُم:‏ إنَّ بَعضَ المَوْجودينَ هُنا لن يَذوقوا المَوتَ أبَدًا قَبلَ أن يَرَوْا مَملَكَةَ اللّٰهِ قد أتَت بِقُدرَةٍ عَظيمَة».‏ + ٢ وبَعدَ سِتَّةِ أيَّام،‏ أخَذَ يَسُوع بُطْرُس ويَعْقُوب ويُوحَنَّا إلى جَبَلٍ عالٍ،‏ وكانوا وَحْدَهُم.‏ وتَغَيَّرَ مَظهَرُهُ * أمامَهُم.‏ + ٣ فصارَت ثِيابُهُ مُشِعَّةً وبَيضاءَ جِدًّا،‏ لِدَرَجَةِ أنَّهُ لا يُمكِنُ لِأيِّ شَخصٍ يُنَظِّفُ الثِّيابَ أن يُبَيِّضَها هكَذا.‏ ٤ وظَهَرَ لهُم إيلِيَّا مع مُوسَى،‏ وكانا يَتَحَدَّثانِ إلى يَسُوع.‏ ٥ فقالَ بُطْرُس لِيَسُوع:‏ «يا مُعَلِّم،‏ * كم هو رائِعٌ أنَّنا هُنا!‏ دَعْنا نَنصُبُ ثَلاثَ خِيام:‏ واحِدَةً لكَ وواحِدَةً لِمُوسَى وواحِدَةً لِإيلِيَّا».‏ ٦ فهو لم يَعرِفْ كَيفَ يَجِبُ أن يَتَصَرَّف،‏ لِأنَّهُم كانوا خائِفينَ جِدًّا.‏ ٧ وظَهَرَت غَيمَةٌ وغَطَّتهُم،‏ وجاءَ صَوتٌ + مِنَ الغَيمَةِ يَقول:‏ «هذا هوَ ابْني الحَبيب.‏ + إسمَعوا له».‏ + ٨ وفَجْأةً نَظَروا حَولَهُم ولم يَرَوْا أحَدًا معهُم إلَّا يَسُوع.‏

٩ وفيما هُم نازِلونَ مِنَ الجَبَل،‏ أمَرَهُم بِحَزمٍ أن لا يُخبِروا أحَدًا بِما رَأَوْهُ + إلَّا بَعدَ أن يَقومَ ابْنُ الإنسانِ مِنَ المَوت.‏ + ١٠ فأطاعوا كَلامَه،‏ * لكنَّهُم تَناقَشوا في ما بَينَهُم ماذا قَصَدَ حينَ تَكَلَّمَ عن قِيامَتِهِ مِنَ المَوت.‏ ١١ وسَألوه:‏ «لِماذا يَقول الكَتَبَةُ إنَّ إيلِيَّا + يَجِبُ أن يَأتِيَ أوَّلًا؟‏».‏ + ١٢ أجابَهُم:‏ «فِعلًا،‏ إيلِيَّا سيَأتي أوَّلًا ويَرُدُّ كُلَّ شَيء.‏ + ولكنْ لِماذا كُتِبَ عنِ ابْنِ الإنسانِ أنَّهُ يَجِبُ أن يَتَألَّمَ كَثيرًا + ويُهان؟‏ + ١٣ أقولُ لكُم إنَّ إيلِيَّا + أتى فِعلًا،‏ وفَعَلوا بهِ ما أرادوا،‏ مِثلَما هو مَكتوبٌ عنه».‏ +

١٤ ولمَّا رَجَعوا إلى باقي التَّلاميذ،‏ رَأَوْا جُموعًا كَبيرَة حَولَهُم وبَعضَ الكَتَبَةِ يُجادِلونَهُم.‏ + ١٥ وحالَما رَآهُ النَّاس،‏ تَفاجَأوا كُلُّهُم ورَكَضوا لِيُسَلِّموا علَيه.‏ ١٦ فسَألَهُم:‏ «ما الَّذي تُجادِلونَهُم فيه؟‏».‏ ١٧ أجابَهُ واحِدٌ مِنَ الجُموع:‏ «يا مُعَلِّم،‏ أحضَرتُ إلَيكَ ابْني لِأنَّ فيهِ روحًا يَجعَلُهُ أخرَس.‏ + ١٨ وعِندَما يُسَيطِرُ علَيه،‏ يَرْميهِ على الأرض.‏ فتَخرُجُ رَغوَةٌ مِن فَمِهِ ويَشُدُّ على أسنانِهِ ولا تَعودُ عِندَهُ قُوَّة.‏ فطَلَبتُ مِن تَلاميذِكَ أن يُخرِجوه،‏ لكنَّهُم لم يَقدِروا».‏ ١٩ أجابَهُم:‏ «أيُّها الجيلُ غَيرُ المُؤْمِن،‏ + إلى متى أبْقى معكُم؟‏ إلى متى أتَحَمَّلُكُم؟‏ أُجلُبوهُ إلَيَّ».‏ + ٢٠ فجَلَبوا الصَّبِيَّ إلَيه.‏ وفي الحال،‏ لمَّا رَآهُ الرُّوح،‏ جَعَلَ الوَلَدَ يَنتَفِض.‏ فوَقَعَ على الأرضِ وظَلَّ يَتَقَلَّبُ والرَّغوَةُ تَخرُجُ مِن فَمِه.‏ ٢١ فسَألَ يَسُوع والِدَ الصَّبِيّ:‏ «مُنذُ متى يَحدُثُ لهُ هذا؟‏».‏ أجابَه:‏ «مُنذُ طُفولَتِه.‏ ٢٢ وكَثيرًا ما يَرْميهِ الرُّوحُ في النَّار،‏ وأيضًا في الماء،‏ كَي يَقتُلَه.‏ إذا كُنتَ تَقدِرُ أن تَفعَلَ شَيئًا،‏ فأَشفِقْ علَينا وساعِدْنا».‏ ٢٣ فقالَ لهُ يَسُوع:‏ «إذا كُنتُ أقدِر؟‏!‏ كُلُّ شَيءٍ مُمكِنٌ لِمَن عِندَهُ إيمان».‏ + ٢٤ فصَرَخَ أبو الوَلَدِ فَوْرًا:‏ «عِندي إيمان!‏ ولكنْ ساعِدْني كَي يَقْوى إيماني».‏ +

٢٥ ولمَّا رَأى يَسُوع أنَّ الجُموعَ يَركُضونَ صَوبَهُم،‏ أمَرَ الرُّوحَ الشِّرِّيرَ * بِحَزم:‏ «أيُّها الرُّوحُ الأخرَسُ والأصَمّ،‏ آمُرُكَ أن تَخرُجَ مِنهُ ولا تَدخُلَ فيهِ مَرَّةً أُخْرى».‏ + ٢٦ فصَرَخَ الرُّوحُ وجَعَلَ الوَلَدَ يَنتَفِضُ بِقُوَّة،‏ ثُمَّ خَرَجَ مِنه.‏ فصارَ الوَلَدُ كالمَيِّت،‏ حتَّى إنَّ أغلَبِيَّةَ النَّاسِ قالوا إنَّهُ مات.‏ ٢٧ لكنَّ يَسُوع أمسَكَهُ بِيَدِهِ وأقامَه،‏ فوَقَف.‏ ٢٨ وبَعدَما دَخَلَ إلى بَيت،‏ سَألَهُ تَلاميذُهُ على انفِراد:‏ «لِماذا لم نَقدِرْ نَحنُ أن نُخرِجَه؟‏».‏ + ٢٩ أجابَهُم:‏ «هذا النَّوعُ لا يَخرُجُ إلَّا بِالصَّلاة».‏

٣٠ ثُمَّ غادَروا مِن هُناك ومَرُّوا في الجَلِيل،‏ لكنَّهُ لم يُرِدْ أن يَعرِفَ أحَدٌ مَكانَه.‏ ٣١ فهو كانَ يُعَلِّمُ تَلاميذَهُ ويَقولُ لهُم:‏ «إبْنُ الإنسانِ سيُسَلَّمُ إلى أيْدي النَّاسِ وسَيَقتُلونَه،‏ + ولكنْ بَعدَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ مِن قَتلِهِ سيَقوم».‏ + ٣٢ أمَّا هُم فلم يَفهَموا كَلامَهُ هذا،‏ وخافوا أن يَسألوه.‏

٣٣ وجاؤُوا إلى كَفَرْنَاحُوم.‏ ولمَّا صاروا في البَيت،‏ سَألَهُم:‏ «ما الَّذي كُنتُم تَتَجادَلونَ فيهِ على الطَّريق؟‏».‏ + ٣٤ فظَلُّوا ساكِتين،‏ لِأنَّهُم كانوا يتَجادَلونَ على الطَّريقِ بِخُصوصِ مَن هوَ الأعظَمُ بَينَهُم.‏ ٣٥ فجَلَسَ ودَعا الاثنَيْ عَشَرَ وقالَ لهُم:‏ «الَّذي يُريدُ أن يَكونَ الأوَّل،‏ يَجِبُ أن يَكونَ آخِرَ الكُلِّ وخادِمًا لِلكُلّ».‏ + ٣٦ ثُمَّ أخَذَ وَلَدًا صَغيرًا وأوْقَفَهُ بَينَهُم،‏ وضَمَّهُ بِذِراعَيْهِ وقالَ لهُم:‏ ٣٧ ‏«الَّذي يَستَقبِلُ وَلَدًا صَغيرًا كهذا + مِن أجْلِ اسْمي،‏ يَستَقبِلُني أنا أيضًا.‏ والَّذي يَستَقبِلُني،‏ لا يَستَقبِلُني أنا فَقَط،‏ بلِ الَّذي أرسَلَني أيضًا».‏ +

٣٨ وقالَ لهُ يُوحَنَّا:‏ «يا مُعَلِّم،‏ رَأينا شَخصًا يُخرِجُ شَيَاطِينَ بِاسْمِك،‏ فحاوَلنا أن نَمنَعَهُ لِأنَّهُ لا يَتبَعُنا».‏ + ٣٩ لكنَّ يَسُوع قال:‏ «لا تُحاوِلوا أن تَمنَعوه.‏ فلا أحَدَ يَعمَلُ عَمَلًا عَظيمًا بِاسْمي يَقدِرُ بِسُرعَةٍ أن يَقولَ عنِّي أمرًا سَيِّئًا.‏ ٤٠ فالَّذي لَيسَ ضِدَّنا هو معنا.‏ + ٤١ ومَن يَسْقيكُم كَأسَ ماءٍ لِأنَّكُم أتباعُ المَسِيح،‏ + فصِدقًا أقولُ لكُم:‏ لن يَخسَرَ مُكافَأَتَهُ أبَدًا.‏ + ٤٢ ولكنِ الَّذي يَضَعُ عَقَبَةً أمامَ * أحَدِ هؤُلاءِ الصِّغارِ المُؤْمِنين،‏ أحسَنُ لهُ أن يُربَطَ حَولَ رَقَبَتِهِ حَجَرُ طَحنٍ كَبيرٌ * ويُرْمى في البَحر.‏ +

٤٣ ‏«إذا كانَت يَدُكَ تَجعَلُكَ تُخطِئ،‏ * فاقطَعْها.‏ فأحسَنُ لكَ أن تَنالَ الحَياةَ وعِندَكَ يَدٌ واحِدَة،‏ مِن أن تَكونَ عِندَكَ يَدانِ وتَذهَبَ إلى وادي هِنُّوم،‏ إلى النَّارِ الَّتي لا تَنطَفِئ.‏ + ٤٤ ‏—‏ ٤٥ وإذا كانَت رِجلُكَ تَجعَلُكَ تُخطِئ،‏ * فاقطَعْها.‏ فأحسَنُ لكَ أن تَنالَ الحَياةَ وعِندَكَ رِجلٌ واحِدَة،‏ مِن أن تُرْمى في وادي هِنُّوم وعِندَكَ رِجلان.‏ + ٤٦ ‏—‏ ٤٧ وإذا كانَت عَيْنُكَ تَجعَلُكَ تُخطِئ،‏ * فارْمِها بَعيدًا.‏ + فأحسَنُ لكَ أن تَدخُلَ إلى مَملَكَةِ اللّٰهِ وأنتَ أعوَر،‏ مِن أن تَكونَ عِندَكَ عَيْنانِ وتُرْمى في وادي هِنُّوم،‏ + ٤٨ حَيثُ لا يَموتُ الدُّودُ ولا تَنطَفِئُ النَّار.‏ +

٤٩ ‏«فكُلُّ واحِدٍ يَجِبُ أن يُمَلَّحَ بِالنَّار.‏ + ٥٠ المِلحُ جَيِّد.‏ ولكنْ إذا فَقَدَ مُلوحَتَه،‏ فكَيفَ تَرُدُّونَها له؟‏ + لِيَكُنْ فيكُم مِلح،‏ + وحافِظوا على السَّلامِ بَعضُكُم مع بَعض».‏ +

١٠ وغادَرَ مِن هُناك،‏ وجاءَ إلى حُدودِ اليَهُودِيَّة في الجِهَةِ الأُخْرى مِن نَهرِ الأُرْدُنّ.‏ وتَجَمَّعَتِ الجُموعُ حَولَهُ مَرَّةً أُخْرى،‏ فبَدَأ يُعَلِّمُهُم مِثلَ عادَتِه.‏ + ٢ واقتَرَبَ مِنهُ فَرِّيسِيُّونَ كَي يَمتَحِنوه،‏ فسَألوهُ إذا كانَ يَحِقُّ لِلرَّجُلِ أن يُطَلِّقَ زَوجَتَه.‏ + ٣ فأجابَهُم:‏ «ماذا أوْصاكُم مُوسَى؟‏».‏ ٤ قالوا:‏ «سَمَحَ مُوسَى بِأن يَكتُبَ الرَّجُلُ وَثيقَةَ طَلاقٍ ويُرسِلَ زَوجَتَه».‏ + ٥ فقالَ لهُم يَسُوع:‏ «بِسَبَبِ قَساوَةِ قُلوبِكُم + كَتَبَ لكُم هذِهِ الوَصِيَّة.‏ + ٦ ولكنْ مِن بِدايَةِ الخَليقَة،‏ ‹خَلَقَهُما ذَكَرًا وأُنْثى.‏ + ٧ لِهذا السَّبَبِ يَترُكُ الرَّجُلُ أباهُ وأُمَّه،‏ + ٨ ويَصيرُ الاثنانِ جَسَدًا واحِدًا›.‏ + فهُما لم يَعودا اثنَيْن،‏ بل جَسَدٌ واحِد.‏ ٩ إذًا،‏ ما جَمَعَهُ اللّٰهُ * لا يَجِبُ أن يُفَرِّقَهُ إنسان».‏ + ١٠ وحينَ كانوا مُجَدَّدًا في البَيت،‏ سَألَهُ التَّلاميذُ عن ذلِك.‏ ١١ فقالَ لهُم:‏ «كُلُّ مَن يُطَلِّقُ زَوجَتَهُ ويَتَزَوَّجُ غَيرَها يَزْني + ويُخطِئُ في حَقِّها.‏ ١٢ وإذا طَلَّقَتِ امرَأةٌ زَوجَها وتَزَوَّجَت غَيرَهُ فهي تَزْني».‏ +

١٣ وبَدَأَ النَّاسُ يَجلُبونَ إلَيهِ أوْلادًا صِغارًا لِيَضَعَ يَدَيْهِ علَيهِم،‏ لكنَّ التَّلاميذَ وَبَّخوهُم.‏ + ١٤ ولمَّا رَأى يَسُوع ذلِك،‏ غَضِبَ وقالَ لهُم:‏ «أُترُكوا الأوْلادَ الصِّغارَ يَأتونَ إلَيَّ.‏ لا تَمنَعوهُم لِأنَّ مَملَكَةَ اللّٰهِ هي لِمِثلِ هؤُلاء.‏ + ١٥ صِدقًا أقولُ لكُم:‏ مَن لا يَقبَلُ مَملَكَةَ اللّٰهِ مِثلَ وَلَدٍ صَغير،‏ فلن يَدخُلَ إلَيها أبَدًا».‏ + ١٦ وضَمَّ الأوْلادَ بِذِراعَيْهِ ووَضَعَ يَدَيْهِ علَيهِم لِيُبارِكَهُم.‏ +

١٧ وفيما هو في الطَّريق،‏ رَكَضَ إلَيهِ رَجُلٌ ورَكَعَ أمامَهُ وسَألَه:‏ «أيُّها المُعَلِّمُ الصَّالِح،‏ ماذا علَيَّ أن أعمَلَ كَي أرِثَ الحَياةَ الأبَدِيَّة؟‏».‏ + ١٨ أجابَهُ يَسُوع:‏ «لِماذا تَدْعوني صالِحًا؟‏ لا أحَدَ صالِحٌ إلَّا واحِد،‏ وهوَ اللّٰه.‏ + ١٩ أنتَ تَعرِفُ الوَصايا:‏ ‹لا تَقتُل،‏ + لا تَزْنِ،‏ + لا تَسرِق،‏ + لا تُقَدِّمْ شَهادَةً كاذِبَة،‏ + لا تَغُشّ،‏ + أَكرِمْ أباكَ وأُمَّك›».‏ + ٢٠ فقالَ لهُ الرَّجُل:‏ «يا مُعَلِّم،‏ أنا أُطَبِّقُ كُلَّ هذِهِ الوَصايا مُنذُ صِغَري».‏ ٢١ فنَظَرَ إلَيهِ يَسُوع وشَعَرَ بِمَحَبَّةٍ تِجاهَهُ وقال:‏ «يَنقُصُكَ شَيءٌ واحِد:‏ إذهَبْ وبِعْ كُلَّ ما عِندَكَ وأعْطِ الفُقَراء،‏ فيَكونَ لَدَيكَ كَنزٌ في السَّماء.‏ ثُمَّ تَعالَ اتبَعْني».‏ + ٢٢ فحَزِنَ الرَّجُلُ بِسَبَبِ هذا الجَوابِ وذَهَبَ كَئيبًا لِأنَّ أملاكَهُ كانَت كَثيرَة.‏ +

٢٣ فنَظَرَ يَسُوع حَولَهُ ثُمَّ قالَ لِتَلاميذِه:‏ «ما أصعَبَ أن يَدخُلَ أصحابُ المالِ إلى مَملَكَةِ اللّٰه!‏».‏ + ٢٤ فتَفاجَأَ التَّلاميذُ بِكَلامِه.‏ فقالَ يَسُوع مَرَّةً ثانِيَة:‏ «يا أوْلادي،‏ ما أصعَبَ الدُّخولَ إلى مَملَكَةِ اللّٰه!‏ ٢٥ إنَّ مُرورَ جَمَلٍ في ثُقْبِ إبرَةٍ أسهَلُ مِن أن يَدخُلَ غَنِيٌّ إلى مَملَكَةِ اللّٰه».‏ + ٢٦ فتَعَجَّبوا أكثَرَ وقالوا له:‏ * «إذًا،‏ مَن يَقدِرُ أن يَخلُص؟‏».‏ + ٢٧ فنَظَرَ يَسُوع في عُيونِهِم وقال:‏ «هذا مُستَحيلٌ عِندَ النَّاسِ ولكنْ لَيسَ عِندَ اللّٰه،‏ لِأنَّ كُلَّ شَيءٍ مُمكِنٌ عِندَ اللّٰه».‏ + ٢٨ فقالَ لهُ بُطْرُس:‏ «نَحنُ تَرَكنا كُلَّ شَيءٍ وتَبِعناك».‏ + ٢٩ فقالَ يَسُوع:‏ «صِدقًا أقولُ لكُم:‏ لا أحَدَ تَرَكَ بَيتًا أو إخوَةً أو أخَواتٍ أو أُمًّا أو أبًا أو أوْلادًا أو حُقولًا مِن أجْلي ومِن أجْلِ البِشارَة،‏ + ٣٠ إلَّا ويَنالُ في هذا الزَّمَنِ ١٠٠ ضِعفٍ مِنَ البُيوتِ والإخوَةِ والأخَواتِ والأُمَّهاتِ والأوْلادِ والحُقول،‏ معَ اضطِهادات،‏ + وحَياةً أبَدِيَّة في العالَمِ * الآتي.‏ ٣١ لكنَّ كَثيرينَ هُمُ الآنَ في الأوَّلِ سيَصيرونَ في الآخِر،‏ وكَثيرينَ هُمُ الآنَ في الآخِرِ سيَصيرونَ في الأوَّل».‏ +

٣٢ وكانوا في الطَّريقِ صاعِدينَ إلى أُورُشَلِيم ويَسُوع يَمْشي قُدَّامَهُم،‏ وكانوا مُندَهِشين.‏ أمَّا الَّذينَ يَتبَعونَهُم فكانوا خائِفين.‏ ومَرَّةً أُخْرى،‏ أخَذَ الاثنَيْ عَشَرَ على انفِرادٍ وأخبَرَهُم عن ما سيَحدُثُ له،‏ قائِلًا:‏ + ٣٣ ‏«إسمَعوا!‏ نَحنُ صاعِدونَ إلى أُورُشَلِيم،‏ وابْنُ الإنسانِ سيُسَلَّمُ إلى كِبارِ الكَهَنَةِ وإلى الكَتَبَة.‏ وسَيَحكُمونَ علَيهِ بِالمَوتِ ويُسَلِّمونَهُ إلى أشخاصٍ مِنَ الأُمَم،‏ ٣٤ فيَسخَرونَ مِنهُ ويَبصُقونَ علَيهِ ويَجلِدونَهُ ويَقتُلونَه،‏ لكنَّهُ سيَقومُ بَعدَ ثَلاثَةِ أيَّام».‏ +

٣٥ وجاءَ إلَيهِ يَعْقُوب ويُوحَنَّا،‏ ابْنَا زَبَدِي،‏ + وقالا له:‏ «يا مُعَلِّم،‏ نُريدُ أن تَعمَلَ لنا أيَّ شَيءٍ نَطلُبُهُ مِنك».‏ + ٣٦ فقالَ لهُما:‏ «ماذا تُريدانِ أن أعمَلَ لكُما؟‏».‏ ٣٧ أجابا:‏ «إسمَحْ لنا أن نَجلِسَ معكَ حينَ تَصيرُ في مَجدِك،‏ واحِدٌ على يَمينِكَ والآخَرُ على شِمالِك».‏ + ٣٨ لكنَّ يَسُوع قالَ لهُما:‏ «أنتُما لا تَعرِفانِ ماذا تَطلُبان.‏ هل تَقدِرانِ أن تَشرَبا الكَأسَ الَّذي أشرَبُهُ أو تَعتَمِدا المَعمودِيَّةَ الَّتي أعتَمِدُها؟‏».‏ + ٣٩ فقالا له:‏ «نَقدِر».‏ عِندَئِذٍ قالَ لهُما يَسُوع:‏ «الكَأسُ الَّذي أشرَبُهُ ستَشرَبانِه،‏ والمَعمودِيَّةُ الَّتي أعتَمِدُها ستَعتَمِدانِها.‏ + ٤٠ أمَّا الجُلوسُ على يَميني وعلى شِمالي،‏ فلَستُ أنا مَن يُقَرِّرُه.‏ فهو لِلَّذينَ جُهِّزَ لهُم».‏

٤١ ولمَّا سَمِعَ العَشَرَة الآخَرونَ بِذلِك،‏ غَضِبوا جِدًّا مِن يَعْقُوب ويُوحَنَّا.‏ + ٤٢ لكنَّ يَسُوع استَدْعى التَّلاميذَ وقالَ لهُم:‏ «أنتُم تَعرِفونَ أنَّ الَّذينَ يُعتَبَرونَ حُكَّامَ العالَمِ * يَتَحَكَّمونَ في شُعوبِهِم،‏ وأنَّ عُظَماءَهُم يَتَسَلَّطونَ علَيهِم.‏ + ٤٣ ولكنْ لا يَجِبُ أن يَكونَ الأمرُ هكَذا بَينَكُم.‏ فمَن يُريدُ أن يَكونَ عَظيمًا بَينَكُم يَجِبُ أن يَكونَ خادِمًا لكُم.‏ + ٤٤ ومَن يُريدُ أن يَكونَ الأوَّلَ بَينَكُم يَجِبُ أن يَكونَ عَبدًا لِلجَميع.‏ ٤٥ فحتَّى ابْنُ الإنسانِ لم يَأتِ لِيَخدُمَهُ النَّاس،‏ بل لِيَخدُمَهُم هو + ويُقَدِّمَ حَياتَهُ * فِديَةً عن كَثيرين».‏ +

٤٦ ثُمَّ جاؤُوا إلى أَرِيحَا.‏ وفيما كانَ يَسُوع يَخرُجُ مِن أَرِيحَا ومعهُ تَلاميذُهُ وجُموعٌ كَثيرة،‏ كانَ بَرْتِيمَاوُس (‏إبْنُ تِيمَاوُس)‏،‏ وهو مُتَسَوِّلٌ أعْمى،‏ جالِسًا على جانِبِ الطَّريق.‏ + ٤٧ ولمَّا سَمِعَ أنَّ الَّذي يَمُرُّ هو يَسُوع النَّاصِرِيّ،‏ بَدَأ يَصرُخُ ويَقول:‏ «يا يَسُوع ابْنَ دَاوُد،‏ + ارحَمْني!‏».‏ + ٤٨ فوَبَّخَهُ كَثيرونَ وأمَروهُ أن يَسكُت،‏ لكنَّهُ صارَ يَصرُخُ أكثَر:‏ «يا ابْنَ دَاوُد،‏ ارحَمْني!‏».‏ ٤٩ فتَوَقَّفَ يَسُوع وقال:‏ «نادوه».‏ فنادَوُا الأعْمى قائِلينَ له:‏ «لا تَخَف.‏ قُم،‏ إنَّهُ يُناديك».‏ ٥٠ فرَمى ثَوبَهُ الخارِجِيَّ وقامَ بِسُرعَةٍ وذَهَبَ إلى يَسُوع.‏ ٥١ فقالَ لهُ يَسُوع:‏ «ماذا تُريدُ أن أفعَلَ لك؟‏».‏ أجابَهُ الأعْمى:‏ «يا مُعَلِّم،‏ * رُدَّ لي نَظَري».‏ ٥٢ فقالَ لهُ يَسُوع:‏ «إذهَب،‏ إيمانُكَ شَفاك».‏ + فاستَعادَ نَظَرَهُ فَوْرًا + وتَبِعَهُ في الطَّريق.‏

١١ وعِندَما اقتَرَبوا مِن أُورُشَلِيم،‏ مِن بَيْت فَاجِي وبَيْت عَنْيَا + عِندَ جَبَلِ الزَّيْتُون،‏ أرسَلَ اثنَيْنِ مِن تَلاميذِهِ + ٢ وقالَ لهُما:‏ «أُدخُلا إلى القَريَةِ الَّتي تَرَيانِها أمامَكُما.‏ وحالَما تَدخُلانِ إلَيها،‏ ستَجِدانِ حِمارًا صَغيرًا مَربوطًا لم يَجلِسْ علَيهِ أحَدٌ بَعد.‏ فُكَّا رِباطَهُ وأَحضِراهُ إلى هُنا.‏ ٣ وإذا قالَ لكُما أحَد:‏ ‹لِماذا تَفعَلانِ ذلِك؟‏›،‏ تُجيبانِه:‏ ‹الرَّبُّ يَحتاجُ إلَيهِ وسَيَرُدُّهُ إلى هُنا بِسُرعَة›».‏ ٤ فذَهَبا ووَجَدا حِمارًا صَغيرًا مَربوطًا على الطَّريقِ عِندَ أحَدِ الأبواب،‏ ففَكَّا رِباطَه.‏ + ٥ فقالَ لهُما بَعضُ الواقِفينَ هُناك:‏ «ماذا تَفعَلان؟‏ لِماذا تَفُكَّانِ رِباطَ الحِمار؟‏».‏ ٦ فأجاباهُم مِثلَما أوْصى يَسُوع،‏ فتَرَكوهُما يَذهَبان.‏

٧ وأحضَرا الحِمارَ الصَّغيرَ + إلى يَسُوع،‏ ووَضَعوا علَيهِ ثِيابَهُمُ الخارِجِيَّة،‏ فجَلَسَ يَسُوع علَيه.‏ + ٨ وفَرَشَ كَثيرونَ أيضًا ثِيابَهُمُ الخارِجِيَّة على الطَّريق،‏ وآخَرونَ فَرَشوا أغصانًا قَطَعوها مِنَ الحُقول.‏ + ٩ وكانَ الَّذينَ يَمْشونَ أمامَهُ ووَراءَهُ يَصرُخون:‏ «نَرْجوك،‏ خَلِّصْه!‏ *+ مُبارَكٌ هوَ الآتي بِاسْمِ يَهْوَه!‏ + ١٠ مُبارَكَةٌ هيَ المَملَكَةُ الآتِيَة،‏ مَملَكَةُ أبينا دَاوُد!‏ + نَرْجوك،‏ خَلِّصْهُ يا مَن في الأعالي!‏».‏ ١١ ودَخَلَ إلى أُورُشَلِيم،‏ وذَهَبَ إلى الهَيكَلِ ونَظَرَ حَولَهُ إلى كُلِّ شَيء.‏ ولكنْ بِما أنَّ الوَقتَ كانَ قد تَأخَّر،‏ غادَرَ معَ الاثنَيْ عَشَرَ إلى بَيْت عَنْيَا.‏ +

١٢ وفي اليَومِ التَّالي،‏ فيما كانوا يُغادِرونَ بَيْت عَنْيَا،‏ أحَسَّ بِالجوع.‏ + ١٣ ورَأى مِن بَعيدٍ شَجَرَةَ تينٍ علَيها وَرَق،‏ فذَهَبَ لِيَرى إذا كانَ سيَجِدُ فيها ثَمَرًا.‏ ولكنْ لمَّا وَصَلَ إلَيها،‏ لم يَجِدْ شَيئًا إلَّا الوَرَقَ لِأنَّهُ لم يَكُنْ مَوْسِمَ التِّين.‏ ١٤ فقالَ لها:‏ «لن يَأكُلَ أحَدٌ أبَدًا مِن ثَمَرِكِ بَعدَ الآن».‏ + وكانَ تَلاميذُهُ يَسمَعون.‏

١٥ وجاؤُوا إلى أُورُشَلِيم.‏ فدَخَلَ إلى الهَيكَلِ وبَدَأ يَطرُدُ الَّذينَ يَبيعونَ ويَشتَرونَ هُناك،‏ وقَلَبَ طاوِلاتِ الصَّرَّافينَ ومَقاعِدَ بائِعي الحَمام،‏ + ١٦ ولم يَسمَحْ لِأحَدٍ أن يَمُرَّ في الهَيكَلِ وهو يَحمِلُ أيَّ غَرَض.‏ ١٧ وكانَ يُعَلِّمُ ويَقولُ لهُم:‏ «ألَيسَ مَكتوبًا:‏ ‹بَيتي سيُدْعى بَيتَ صَلاةٍ لِكُلِّ الشُّعوب›؟‏ + لكنَّكُم جَعَلتُموهُ مَغارَةَ لُصوص».‏ + ١٨ وسَمِعَ بِذلِك كِبارُ الكَهَنَةِ والكَتَبَة،‏ فبَدَأوا يُفَتِّشونَ عن طَريقَةٍ لِيَقتُلوه.‏ + فهُم كانوا يَخافونَ مِنه،‏ لِأنَّ كُلَّ النَّاسِ كانوا مُعجَبينَ بِتَعليمِه.‏ +

١٩ وفي آخِرِ النَّهار،‏ خَرَجَ يَسُوع وتَلاميذُهُ مِنَ المَدينَة.‏ ٢٠ وفيما هُم راجِعونَ في الصَّباحِ الباكِر،‏ رَأَوْا أنَّ شَجَرَةَ التِّينِ يَبِسَت مِن جُذورِها.‏ + ٢١ فتَذَكَّرَ بُطْرُس ما حَصَلَ وقالَ لِيَسُوع:‏ «يا مُعَلِّم،‏ * انظُر!‏ شَجَرَةُ التِّينِ الَّتي لَعَنتَها يَبِسَت».‏ + ٢٢ فقالَ لهُم يَسُوع:‏ «آمِنوا بِاللّٰه.‏ ٢٣ صِدقًا أقولُ لكُم:‏ مَن يَقولُ لِهذا الجَبَل:‏ ‹قُمْ وانطَرِحْ في البَحر›،‏ ولا يَشُكُّ في قَلبِه،‏ بل يُؤْمِنُ أنَّ ما يَقولُهُ سيَحدُث،‏ فكَلامُهُ سيَتَحَقَّق.‏ + ٢٤ لِذلِك أقولُ لكُم:‏ كُلُّ ما تَطلُبونَهُ في الصَّلاة،‏ آمِنوا أنَّكُم حَصَلتُم علَيه،‏ فتَنالوه.‏ + ٢٥ وإذا وَقَفتُم لِتُصَلُّوا،‏ وكانَ لَدَيكُم شَيءٌ على أحَد،‏ فسامِحوهُ كَي يُسامِحَكُم أيضًا أبوكُمُ الَّذي في السَّمواتِ على زَلَّاتِكُم».‏ + ٢٦ ‏—‏

٢٧ وجاؤُوا مِن جَديدٍ إلى أُورُشَلِيم.‏ وبَينَما كانَ يَمْشي في الهَيكَل،‏ أتى كِبارُ الكَهَنَةِ والكَتَبَةُ والشُّيوخ،‏ ٢٨ وقالوا له:‏ «بِأيِّ سُلطَةٍ تَعمَلُ هذِهِ الأعمال؟‏ ومَن أعْطاكَ هذِهِ السُّلطَةَ لِتَعمَلَها؟‏».‏ + ٢٩ أجابَهُم يَسُوع:‏ «سأسألُكُم سُؤالًا واحِدًا.‏ أجيبوني عنهُ فأقولَ لكُم بِأيِّ سُلطَةٍ أعمَلُ هذِهِ الأعمال.‏ ٣٠ هل كانَت مَعمودِيَّةُ يُوحَنَّا + مِنَ السَّماءِ أم مِنَ النَّاس؟‏ أجيبوني».‏ + ٣١ فتَشاوَروا في ما بَينَهُم وقالوا:‏ «إذا قُلنا:‏ ‹مِنَ السَّماء›،‏ يُجيب:‏ ‹لِماذا إذًا لم تُؤْمِنوا به؟‏›.‏ ٣٢ وهل نَتَجَرَّأُ أن نَقول:‏ ‹مِنَ النَّاس›؟‏».‏ فهُم خافوا مِنَ الجُموعِ لِأنَّهُم كانوا كُلُّهُم يَعتَبِرونَ أنَّ يُوحَنَّا فِعلًا نَبِيّ.‏ + ٣٣ لِذلِك أجابوا يَسُوع:‏ «لا نَعرِف».‏ فقالَ لهُم:‏ «ولا أنا أقولُ لكُم بِأيِّ سُلطَةٍ أعمَلُ هذِهِ الأعمال».‏

١٢ وبَدَأ يَتَكَلَّمُ معهُم بِأمثالٍ قائِلًا:‏ «زَرَعَ رَجُلٌ كَرمًا،‏ + ووَضَعَ حَولَهُ سِياجًا،‏ وحَفَرَ حَوضًا لِمِعصَرَةِ النَّبيذ،‏ وبَنى بُرجًا لِلحِراسَة.‏ + ثُمَّ أجَّرَهُ لِفَلَّاحينَ وسافَرَ بَعيدًا.‏ + ٢ ولمَّا جاءَ المَوْسِم،‏ أرسَلَ عَبدًا إلى الفَلَّاحينَ لِيَأخُذَ مِنهُم حِصَّةً مِن ثِمارِ الكَرم.‏ ٣ لكنَّهُم أمسَكوهُ وضَرَبوه،‏ وأرجَعوهُ ويَداهُ فارِغَتان.‏ ٤ فأرسَلَ إلَيهِم عَبدًا آخَر،‏ فضَرَبوهُ على رَأسِهِ وأهانوه.‏ + ٥ ثُمَّ أرسَلَ عَبدًا آخَر،‏ فقَتَلوه.‏ وأرسَلَ كَثيرينَ غَيرَهُم،‏ فضَرَبوا بَعضَهُم وقَتَلوا آخَرين.‏ ٦ ولم يَبْقَ عِندَهُ إلَّا ابْنُهُ الَّذي يُحِبُّه.‏ + فأرسَلَهُ إلَيهِم في الآخِرِ لِأنَّهُ قال:‏ ‹سيَحتَرِمونَ ابْني›.‏ ٧ لكنَّ هؤُلاءِ الفَلَّاحينَ قالوا بَعضُهُم لِبَعض:‏ ‹هذا هوَ الوَريث.‏ + تَعالَوْا نَقتُلُهُ لِيَصيرَ الميراثُ لنا›.‏ ٨ فأمسَكوهُ وقَتَلوهُ ورَمَوْهُ خارِجَ الكَرم.‏ + ٩ فماذا سيَفعَلُ صاحِبُ الكَرم؟‏ سيَأتي ويَقتُلُ الفَلَّاحينَ ويُعْطي الكَرمَ لِغَيرِهِم.‏ + ١٠ ألَمْ تَقرَأوا أبَدًا هذِهِ الآيَة:‏ ‹الحَجَرُ الَّذي رَفَضَهُ البَنَّاؤونَ صارَ هو حَجَرَ الزَّاوِيَةِ الرَّئيسِيّ؟‏ *+ ١١ هذا الحَجَرُ مِن يَهْوَه،‏ وهو رائِعٌ في نَظَرِنا›».‏ +

١٢ عِندَئِذٍ أرادوا أن يَقبِضوا علَيهِ لِأنَّهُم عَرَفوا أنَّهُ كانَ يَقصِدُهُم بِالمَثَلِ الَّذي قالَه.‏ لكنَّهُم خافوا مِنَ الجُموع،‏ فتَرَكوهُ وذَهَبوا.‏ +

١٣ ثُمَّ أرسَلوا إلَيهِ بَعضًا مِنَ الفَرِّيسِيِّينَ ومِن أعضاءِ حِزبِ هِيرُودُس كَي يُمسِكوا علَيهِ كَلِمَة.‏ + ١٤ ولمَّا وَصَلوا قالوا له:‏ «يا مُعَلِّم،‏ نَعرِفُ أنَّكَ صادِقٌ ولا يَهُمُّكَ أن تُرْضِيَ النَّاس،‏ لِأنَّكَ لا تَنظُرُ إلى المَظهَرِ الخارِجِيّ،‏ بل تُعَلِّمُ الحَقيقَةَ عن طَريقِ اللّٰه.‏ قُلْ لنا:‏ هل يَجوزُ دَفعُ ضَريبَةِ الرَّأسِ * لِقَيْصَر أم لا؟‏ ١٥ هل نَدفَعُ أم لا؟‏».‏ فعَرَفَ أنَّهُم مُنافِقونَ وقالَ لهُم:‏ «لِماذا تَمتَحِنونَني؟‏ أَعْطوني دينارًا لِأراه».‏ ١٦ فناوَلوهُ دينارًا.‏ فسَأل:‏ «صورَةُ مَن هذِه،‏ واسْمُ مَن هذا؟‏».‏ أجابوه:‏ «قَيْصَر».‏ ١٧ عِندَئِذٍ قالَ يَسُوع:‏ «أَعْطوا ما لِقَيْصَر لِقَيْصَر،‏ + وما لِلّٰهِ لِلّٰه».‏ + فاندَهَشوا مِن كَلامِه.‏

١٨ وجاءَ إلَيهِ الصَّدُّوقِيُّونَ الَّذينَ لا يُؤْمِنونَ بِالقِيامَةِ + وسَألوه:‏ + ١٩ ‏«يا مُعَلِّم،‏ كَتَبَ لنا مُوسَى أنَّهُ إذا ماتَ رَجُلٌ وتَرَكَ وَراءَهُ زَوجَةً ولم يُنجِبْ وَلَدًا،‏ وكانَ لِهذا الرَّجُلِ أخ،‏ يَجِبُ أن يَتَزَوَّجَ أخوهُ بِالأرمَلَةِ ويُنجِبَ نَسلًا لِأخيه.‏ + ٢٠ كانَ هُناك سَبعَةُ إخوَة.‏ تَزَوَّجَ الأوَّلُ امرَأة،‏ لكنَّهُ ماتَ مِن دونِ أن يُنجِبَ نَسلًا.‏ ٢١ فتَزَوَّجَها الثَّاني،‏ وماتَ مِن دونِ أن يُنجِبَ نَسلًا.‏ وهذا ما حَصَلَ معَ الثَّالِثِ أيضًا.‏ ٢٢ وماتَ السَّبعَة كُلُّهُم مِن دونِ أن يُنجِبوا نَسلًا.‏ وفي النِّهايَة،‏ ماتَتِ المَرأةُ أيضًا.‏ ٢٣ ففي القِيامَة،‏ زَوجَةَ مَن تَكون؟‏ لِأنَّ السَّبعَة تَزَوَّجوها».‏ ٢٤ فقالَ لهُم يَسُوع:‏ «ألَستُم مُخطِئينَ لِأنَّكُم لا تَعرِفونَ الأسفارَ المُقَدَّسَة ولا قُدرَةَ اللّٰه؟‏ + ٢٥ فحينَ يَقومونَ مِنَ المَوت،‏ لا يَتَزَوَّجُ الرِّجالُ ولا تُزَوَّجُ النِّساء،‏ بل يَكونونَ مِثلَ المَلائِكَةِ في السَّموات.‏ + ٢٦ أمَّا بِخُصوصِ أنَّ الأمواتَ يَقومون،‏ أفَلَمْ تَقرَأوا في كِتابِ مُوسَى،‏ في القِصَّةِ عن شَجَرَةِ العُلَّيْق،‏ أنَّ اللّٰهَ قالَ له:‏ ‹أنا إلهُ إبْرَاهِيم وإلهُ إسْحَاق وإلهُ يَعْقُوب›؟‏ + ٢٧ فهو لَيسَ إلهَ أموات،‏ بل إلهُ أحياء.‏ أنتُم مُخطِئونَ كَثيرًا».‏ +

٢٨ وكانَ أحَدُ الكَتَبَةِ قد جاءَ وسَمِعَهُم يَتَجادَلون،‏ وعَرَفَ أنَّ يَسُوع أجابَهُم بِطَريقَةٍ جَيِّدَة،‏ فسَألَه:‏ «أيُّ وَصِيَّةٍ هيَ الأهَمُّ * بَينَ كُلِّ الوَصايا؟‏».‏ + ٢٩ أجابَ يَسُوع:‏ «الأُولى هي:‏ ‹إسمَعْ يا إسْرَائِيل،‏ يَهْوَه هو إلهُنا،‏ يَهْوَه واحِد.‏ ٣٠ فأَحِبَّ يَهْوَه إلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وبِكُلِّ نَفْسِكَ وبِكُلِّ عَقلِكَ وبِكُلِّ قُوَّتِك›.‏ + ٣١ والثَّانِيَة هي هذِه:‏ ‹أَحِبَّ قَريبَكَ كنَفْسِك›.‏ + ولَيسَ هُناك وَصِيَّةٌ أُخْرى أهَمُّ مِن هاتَيْنِ الوَصِيَّتَيْن».‏ ٣٢ فقالَ لهُ الكاتِب:‏ «أحسَنتَ يا مُعَلِّم،‏ ما قُلتَهُ صَحيح:‏ ‹هو واحِد،‏ ولا أحَدَ غَيرَه›.‏ + ٣٣ وأن نُحِبَّهُ بِكُلِّ القَلبِ وبِكُلِّ الفَهمِ وبِكُلِّ القُوَّة،‏ وأن نُحِبَّ قَريبَنا كنَفْسِنا،‏ أفضَلُ بِكَثيرٍ مِن كُلِّ ذَبائِحِ المُحرَقَةِ والتَّقدِمات».‏ + ٣٤ ولمَّا رَأى يَسُوع أنَّهُ أجابَ بِذَكاء،‏ قالَ له:‏ «أنتَ لَستَ بَعيدًا عن مَملَكَةِ اللّٰه».‏ ولم يَتَجَرَّأْ أحَدٌ بَعدَ ذلِك أن يَسألَهُ شَيئًا.‏ +

٣٥ ولكنْ فيما استَمَرَّ يَسُوع يُعَلِّمُ في الهَيكَل،‏ قال:‏ «كَيفَ يَقولُ الكَتَبَةُ إنَّ المَسِيح هوَ ابْنُ دَاوُد؟‏ + ٣٦ فدَاوُد نَفْسُهُ قالَ بِوَحْيٍ مِنَ الرُّوحِ القُدُس:‏ + ‹قالَ يَهْوَه لِرَبِّي:‏ «إجلِسْ على يَميني إلى أن أضَعَ أعداءَكَ تَحتَ قَدَمَيْك»›.‏ + ٣٧ فدَاوُد نَفْسُهُ يَدْعو المَسِيح رَبًّا،‏ إذًا كَيفَ يَكونُ المَسِيح ابْنَه؟‏».‏ +

وكانَتِ الجُموعُ الكَبيرَة تَستَمِعُ إلَيهِ بِسُرور.‏ ٣٨ وقالَ لهُم فيما هو يُعَلِّمُهُم:‏ «إحذَروا مِنَ الكَتَبَةِ الَّذينَ يُحِبُّونَ أن يَتَجَوَّلوا بِأثوابِهِمِ الطَّويلَة،‏ ويُحِبُّونَ التَّحِيَّاتِ الخاصَّة في ساحاتِ الأسواق،‏ + ٣٩ والمَقاعِدَ الأمامِيَّة * في المَجامِع،‏ ومَقاعِدَ الشَّرَفِ في الوَلائِم.‏ + ٤٠ إنَّهُم يَنهَبونَ مُمتَلَكاتِ * الأرامِل،‏ ويُصَلُّونَ صَلَواتٍ طَويلَة كَي يَلفِتوا الأنظار.‏ هؤُلاء سيَكونُ عِقابُهُم أقْسى».‏

٤١ وجَلَسَ مُقابِلَ صَناديقِ التَّبَرُّعات،‏ *+ وصارَ يَنظُرُ إلى النَّاسِ فيما هُم يَضَعونَ المالَ في الصَّناديق.‏ وكانَ أغنِياءُ كَثيرونَ يَضَعونَ الكَثيرَ مِنَ النُّقود.‏ + ٤٢ وجاءَت أرمَلَةٌ فَقيرَة ووَضَعَت فَلْسَيْنِ قيمَتُهُما قَليلَة جِدًّا.‏ *+ ٤٣ فدَعا تَلاميذَهُ إلَيهِ وقالَ لهُم:‏ «صِدقًا أقولُ لكُم:‏ هذِهِ الأرمَلَةُ الفَقيرَة وَضَعَت أكثَرَ مِن كُلِّ الَّذينَ وَضَعوا في صَناديقِ التَّبَرُّعات.‏ *+ ٤٤ فكُلُّهُم أعْطَوْا مِمَّا فَضَلَ عنهُم،‏ أمَّا هي فأعْطَت ما تَحتاجُ إلَيه؛‏ * أعْطَت كُلَّ ما عِندَها،‏ كُلَّ ما لَدَيها لِتَعيش».‏ +

١٣ وفيما كانَ يَخرُجُ مِنَ الهَيكَل،‏ قالَ لهُ أحَدُ تَلاميذِه:‏ «يا مُعَلِّم،‏ انظُرْ ما أروَعَ هذِهِ الحِجارَةَ وهذِهِ المَباني!‏».‏ + ٢ فقالَ لهُ يَسُوع:‏ «هل تَرى هذِهِ المَباني العَظيمَة؟‏ لن يَبْقى هُنا حَجَرٌ على حَجَر؛‏ كُلُّها ستُهدَم».‏ +

٣ وبَينَما هو جالِسٌ على جَبَلِ الزَّيْتُون مُقابِلَ الهَيكَل،‏ سَألَهُ بُطْرُس ويَعْقُوب ويُوحَنَّا وأَنْدرَاوُس على انفِراد:‏ ٤ ‏«قُلْ لنا متى ستَحدُثُ هذِهِ الأُمور،‏ وما هيَ العَلامَةُ الَّتي تَدُلُّ أنَّ نِهايَتَها كُلِّها قَريبَة؟‏».‏ + ٥ فقالَ لهُم يَسُوع:‏ «إحذَروا أن يُضَلِّلَكُم أحَد.‏ + ٦ فكَثيرونَ سيَأتونَ ويَستَعمِلونَ اسْمي ويَقولون:‏ ‹أنا هو›،‏ وسَيُضَلِّلونَ كَثيرين.‏ ٧ وعِندَما تَسمَعونَ أصواتَ حُروبٍ وأخبارًا عن حُروب،‏ لا تَرتَعِبوا.‏ فهذِهِ الأشياءُ يَجِبُ أن تَحدُث،‏ ولكنْ لَيسَت هذِه هيَ النِّهايَة.‏ +

٨ ‏«فسَتَقومُ أُمَّةٌ على أُمَّةٍ ومَملَكَةٌ على مَملَكَة،‏ + وسَتَحدُثُ زَلازِلُ في مَكانٍ بَعدَ آخَر،‏ وتَكونُ هُناك مَجاعاتٌ أيضًا.‏ + هذِه بِدايَةُ الأوْجاع.‏ *+

٩ ‏«وأنتُم كونوا مُنتَبِهين.‏ فسَيُسَلِّمونَكُم إلى المَحاكِمِ المَحَلِّيَّة،‏ + وسَتُضرَبونَ في المَجامِع،‏ + وتَقِفونَ أمامَ حُكَّامٍ ومُلوكٍ مِن أجْلي لِتُقَدِّموا شَهادَةً لهُم.‏ + ١٠ ويَجِبُ أوَّلًا أن تُبَشَّرَ كُلُّ الأُمَمِ بِالأخبارِ الحُلْوَة.‏ + ١١ وعِندَما يَأخُذونَكُم لِيُسَلِّموكُم،‏ لا تَحمِلوا هَمًّا مِن قَبل بِخُصوصِ ماذا ستَقولون،‏ بل قولوا ما يُعْطى لكُم في تِلكَ اللَّحظَة،‏ لِأنَّكُم لَستُم أنتُمُ الَّذينَ تَتَكَلَّمونَ بلِ الرُّوحُ القُدُس.‏ + ١٢ وسَيُسَلِّمُ الأخُ أخاهُ لِلمَوت،‏ ويُسَلِّمُ الأبُ وَلَدَه،‏ ويَنقَلِبُ الأوْلادُ على والِديهِم ويُسَلِّمونَهُم كَي يُقتَلوا.‏ + ١٣ وسَيَكرَهُكُمُ الجَميعُ مِن أجْلِ اسْمي.‏ + لكنَّ الَّذي يَحتَمِلُ إلى النِّهايَةِ + هو يَخلُص.‏ +

١٤ ‏«ولكنْ عِندَما تَرَوْنَ المُخَرِّبَ المُنَفِّرَ + مَوْجودًا حَيثُ لا يَلزَمُ أن يَكون (‏مَيِّزْ أيُّها القارِئ)‏،‏ عِندَئِذٍ يَجِبُ أن يَهرُبَ الَّذينَ في اليَهُودِيَّة إلى الجِبال.‏ + ١٥ والَّذي يَكونُ على السَّطحِ لا يَجِبُ أن يَنزِلَ ولا أن يَدخُلَ إلى بَيتِهِ لِيَأخُذَ مِنهُ شَيئًا.‏ ١٦ والَّذي يَكونُ في الحَقلِ لا يَجِبُ أن يَرجِعَ إلى ما تَرَكَهُ وَراءَهُ لِيَأخُذَ ثَوبَهُ الخارِجِيّ.‏ ١٧ يا وَيْلَ الحَبالى والمُرضِعاتِ في تِلكَ الأيَّام!‏ + ١٨ صَلُّوا دائِمًا أن لا يَحدُثَ ذلِك في الشِّتاء،‏ ١٩ لِأنَّ تِلكَ الأيَّامَ ستَكونُ أيَّامَ ضيقٍ + لم يَحدُثْ مِثلُهُ مُنذُ بِدايَةِ الخَليقَةِ الَّتي خَلَقَها اللّٰهُ حتَّى ذلِكَ الوَقت،‏ ولن يَحدُثَ مَرَّةً ثانِيَة.‏ + ٢٠ وفي الواقِع،‏ إذا لم يُقَصِّرْ يَهْوَه الأيَّام،‏ فلن يَخلُصَ أحَد.‏ * ولكنْ مِن أجْلِ المُختارينَ الَّذينَ اختارَهُم،‏ قَصَّرَ الأيَّام.‏ +

٢١ ‏«وإذا قالَ لكُم أحَد:‏ ‹ها هوَ المَسِيح هُنا!‏›،‏ أو:‏ ‹المَسِيح هُناك!‏›،‏ فلا تُصَدِّقوا.‏ + ٢٢ فسَيَظهَرُ أشخاصٌ كَذَّابونَ يَدَّعونَ أنَّهُمُ المَسِيح وسَيَظهَرُ أنبِياءُ كَذَّابون،‏ + وسَيَعمَلونَ عَجائِبَ وعَلاماتٍ كَي يُضَلِّلوا المُختارينَ إذا استَطاعوا.‏ ٢٣ فكونوا حَذِرين.‏ + لقد أخبَرتُكُم بِكُلِّ شَيءٍ مُسبَقًا.‏

٢٤ ‏«ولكنْ في تِلكَ الأيَّام،‏ بَعدَ ذلِكَ الضِّيق،‏ ستُظلِمُ الشَّمس،‏ ولن يُضيءَ القَمَر،‏ + ٢٥ وسَتَسقُطُ النُّجومُ مِنَ السَّماء،‏ وتَرتَجُّ القِوى الَّتي في السَّماء.‏ ٢٦ ثُمَّ سيَرَوْنَ ابْنَ الإنسانِ + آتِيًا في الغُيومِ بِقُدرَةٍ عَظيمَة ومَجد.‏ + ٢٧ بَعدَ ذلِك،‏ سيُرسِلُ مَلائِكَتَهُ ويَجمَعُ مُختاريهِ مِنَ الجِهاتِ * الأربَع،‏ مِن طَرَفِ الأرضِ إلى طَرَفِ السَّماء.‏ +

٢٨ ‏«تَعَلَّموا هذا الدَّرسَ مِن شَجَرَةِ التِّين:‏ حالَما يَصيرُ غُصنُها الصَّغيرُ طَرِيًّا ويُخرِجُ أوْراقًا،‏ تَعرِفونَ أنَّ الصَّيفَ قَريب.‏ + ٢٩ كذلِك،‏ حينَ تَرَوْنَ هذِهِ الأُمورَ تَحدُث،‏ اعرِفوا أنَّ ابْنَ الإنسانِ قَريبٌ على الأبواب.‏ + ٣٠ صِدقًا أقولُ لكُم:‏ لن يَزولَ هذا الجيلُ أبَدًا قَبلَ أن تَحدُثَ هذِهِ الأُمورُ كُلُّها.‏ + ٣١ السَّماءُ والأرضُ ستَزولان،‏ + أمَّا كَلامي فلن يَزولَ أبَدًا.‏ +

٣٢ ‏«لكنَّ ذلِكَ اليَومَ أو تِلكَ السَّاعَةَ لا أحَدَ يَعرِفُهُما،‏ لا المَلائِكَةُ في السَّماءِ ولا الابْن؛‏ الآبُ هوَ الَّذي يَعرِف.‏ + ٣٣ فابْقَوْا مُنتَبِهينَ ومُستَيقِظينَ + لِأنَّكُم لا تَعرِفونَ متى يَأتي الوَقتُ المُعَيَّن.‏ + ٣٤ فالأمرُ يُشبِهُ رَجُلًا تَرَكَ بَيتَهُ وسافَر.‏ وقَبلَ أن يُغادِر،‏ أعْطى عَبيدَهُ السُّلطَةَ على بَيتِه،‏ + فعَيَّنَ عَمَلًا لِكُلِّ واحِد.‏ وأوْصى البَوَّابَ أن يَبْقى ساهِرًا.‏ + ٣٥ لِذلِكَ ابْقَوْا ساهِرينَ لِأنَّكُم لا تَعرِفونَ متى يَأتي صاحِبُ البَيت،‏ + هل في آخِرِ النَّهار،‏ أو في نِصفِ اللَّيل،‏ أو قَبلَ الفَجر،‏ * أو في الصَّباحِ الباكِر.‏ + ٣٦ وهكَذا حينَ يَأتي فَجْأةً لا يَجِدُكُم نائِمين.‏ + ٣٧ ما أقولُهُ لكُم أقولُهُ لِلجَميع:‏ إبْقَوْا ساهِرين».‏ +

١٤ وكانَ الفِصحُ + وعيدُ الفَطيرِ *+ بَعدَ يَومَيْن.‏ + وكانَ كِبارُ الكَهَنَةِ والكَتَبَةُ يُفَكِّرونَ كَيفَ يَقبِضونَ علَيهِ بِطَريقَةٍ ماكِرَة ويَقتُلونَه.‏ + ٢ فهُم قالوا:‏ «لن نَفعَلَ ذلِك في العيد،‏ فرُبَّما يَحدُثُ شَغَبٌ بَينَ الشَّعب».‏

٣ وفيما كانَ يَسُوع يَأكُلُ * في بَيْت عَنْيَا في بَيتِ سِمْعَان الأبرَص،‏ جاءَتِ امرَأةٌ معها قِنِّينَةٌ مِن حَجَرِ المَرمَرِ فيها زَيتٌ عَطِرٌ ثَمينٌ جِدًّا،‏ زَيتُ نارَدينٍ نَقِيّ.‏ فكَسَرَتِ القِنِّينَةَ وسَكَبَتِ الزَّيتَ على رَأسِه.‏ + ٤ فغَضِبَ جِدًّا بَعضُ الحاضِرينَ وقالوا واحِدُهُم لِلآخَر:‏ «لِماذا هذا الهَدرُ لِلزَّيتِ العَطِر؟‏ ٥ كانَ يُمكِنُ أن يُباعَ هذا الزَّيتُ العَطِرُ بِأكثَرَ مِن ٣٠٠ دينارٍ ويُعْطى المالُ لِلفُقَراء».‏ وكانوا مُنزَعِجينَ مِنها جِدًّا.‏ * ٦ لكنَّ يَسُوع قال:‏ «أُترُكوها.‏ لِماذا تُضايِقونَها؟‏ هي عَمِلَت لي عَمَلًا رائِعًا.‏ + ٧ فالفُقَراءُ معكُم دائِمًا،‏ + ويُمكِنُكُم أن تَعمَلوا معهُم خَيرًا كُلَّما أرَدتُم،‏ أمَّا أنا فلن أكونَ معكُم دائِمًا.‏ + ٨ لقد فَعَلَت ما تَقدِرُ علَيه؛‏ سَكَبَت زَيتًا عَطِرًا على جِسمي كَي تُجَهِّزَني مُسبَقًا لِلدَّفن.‏ + ٩ صِدقًا أقولُ لكُم:‏ أينَما يُبَشَّرْ بِالأخبارِ الحُلْوَة في كُلِّ العالَم،‏ + فسَيُحْكى أيضًا عن ما فَعَلَتهُ هذِهِ المَرأةُ كذِكْرى لها».‏ +

١٠ وذَهَبَ يَهُوذا الإسْخَرْيُوطِيّ،‏ وهو واحِدٌ مِنَ الاثنَيْ عَشَر،‏ إلى كِبارِ الكَهَنَةِ لِيُسَلِّمَهُ إلَيهِم.‏ + ١١ ولمَّا سَمِعوا بِذلِك،‏ فَرِحوا ووَعَدوهُ أن يُعْطوهُ مالًا.‏ *+ فبَدَأ يُفَتِّشُ عن فُرصَةٍ كَي يُسَلِّمَه.‏

١٢ وفي أوَّلِ يَومٍ مِن عيدِ الفَطير،‏ *+ اليَومِ الَّذي كانوا يَذبَحونَ فيهِ ذَبيحَةَ الفِصح،‏ + قالَ لهُ تَلاميذُه:‏ «أينَ تُريدُ أن نَذهَبَ ونُجَهِّزَ لكَ عَشاءَ الفِصح؟‏».‏ + ١٣ فأرسَلَ اثنَيْنِ مِن تَلاميذِهِ وقالَ لهُما:‏ «إذهَبا إلى المَدينَة،‏ وسَيُلاقيكُما رَجُلٌ يَحمِلُ جَرَّةَ ماء.‏ إتبَعاه،‏ + ١٤ وقولا لِصاحِبِ البَيتِ الَّذي يَدخُلُ إلَيه:‏ ‹المُعَلِّمُ يَقول:‏ «أينَ غُرفَةُ الضُّيوفِ الَّتي يُمكِنُني أن آكُلَ فيها عَشاءَ الفِصحِ مع تَلاميذي؟‏»›.‏ ١٥ وسَيُريكُما غُرفَةً عُلوِيَّة كَبيرَة مَفروشَة ومُجَهَّزَة.‏ حَضِّرا لنا العَشاءَ هُناك».‏ ١٦ فذَهَبَ التِّلميذانِ ودَخَلا إلى المَدينَةِ ووَجَدا كُلَّ شَيءٍ مِثلَما قالَ لهُما،‏ وجَهَّزا لِلفِصح.‏

١٧ ولمَّا صارَ المَساء،‏ أتى معَ الاثنَيْ عَشَر.‏ + ١٨ وفيما كانوا جالِسينَ * إلى الطَّاوِلَةِ يَأكُلون،‏ قالَ يَسُوع:‏ «صِدقًا أقولُ لكُم:‏ واحِدٌ مِنكُم سيَخونُني،‏ وهو يَأكُلُ معي هُنا».‏ + ١٩ فحَزِنوا وصاروا يَسألونَهُ الواحِدُ بَعدَ الآخَر:‏ «أنا هو؟‏».‏ ٢٠ أجابَهُم:‏ «إنَّهُ واحِدٌ مِنَ الاثنَيْ عَشَر،‏ وهوَ الَّذي يُغَمِّسُ معي في الصَّحن.‏ + ٢١ فابْنُ الإنسانِ سيَموتُ مِثلَما هو مَكتوبٌ عنه،‏ ولكنْ يا وَيْلَ الرَّجُلِ الَّذي يَخونُ ابْنَ الإنسان!‏ + كانَ أفضَلَ لهُ لَو لم يولَد».‏ +

٢٢ وفيما هُم يَأكُلون،‏ أخَذَ رَغيفًا وصَلَّى،‏ * ثُمَّ كَسَرَهُ وأعْطاهُم قائِلًا:‏ «خُذوا،‏ هذا يُمَثِّلُ جَسَدي».‏ + ٢٣ وأخَذَ كَأسًا وشَكَرَ اللّٰهَ وأعْطاهُم،‏ فشَرِبوا مِنهُ كُلُّهُم.‏ + ٢٤ وقالَ لهُم:‏ «هذا يُمَثِّلُ دَمي،‏ + ‹دَمَ العَهد›،‏ *+ الَّذي سيُسكَبُ مِن أجْلِ كَثيرين.‏ + ٢٥ صِدقًا أقولُ لكُم:‏ لن أشرَبَ بَعدَ الآنَ مِنَ النَّبيذِ إلى أن يَأتِيَ اليَومُ الَّذي أشرَبُ فيهِ نَبيذًا جَديدًا في مَملَكَةِ اللّٰه».‏ ٢٦ وأخيرًا،‏ رَنَّموا تَرانيمَ تُسَبِّحُ اللّٰه،‏ * ثُمَّ ذَهَبوا إلى جَبَلِ الزَّيْتُون.‏ +

٢٧ وقالَ لهُم يَسُوع:‏ «كُلُّكُم ستَسقُطون،‏ * لِأنَّهُ مَكتوب:‏ ‹سأضرِبُ الرَّاعي + فتَتَفَرَّقُ الخِراف›.‏ + ٢٨ ولكنْ بَعدَ قِيامتي مِنَ المَوت،‏ سأسبِقُكُم إلى الجَلِيل».‏ + ٢٩ لكنَّ بُطْرُس قالَ له:‏ «حتَّى لَو سَقَطَ * الآخَرونَ كُلُّهُم،‏ فأنا لن أسقُط».‏ + ٣٠ عِندَئِذٍ قالَ لهُ يَسُوع:‏ «صِدقًا أقولُ لك:‏ اليَوم،‏ في هذِهِ اللَّيلَة،‏ قَبلَ أن يَصيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْن،‏ ستُنكِرُني ثَلاثَ مَرَّات».‏ + ٣١ لكنَّهُ أصَرَّ قائِلًا:‏ «لن أُنكِرَكَ أبَدًا ولَو كانَ علَيَّ أن أموتَ معك».‏ والكُلُّ أيضًا قالوا نَفْسَ الكَلام.‏ +

٣٢ وجاؤُوا إلى مَكانٍ يُسَمَّى «جَتْسِيمَانِي»،‏ وقالَ يَسُوع لِتَلاميذِه:‏ «إجلِسوا هُنا بَينَما أُصَلِّي».‏ + ٣٣ وأخَذَ معهُ بُطْرُس ويَعْقُوب ويُوحَنَّا،‏ + وبَدَأ يَشعُرُ بِحُزنٍ عَميقٍ * وانزِعاجٍ شَديد.‏ ٣٤ فقالَ لهُم:‏ «أنا حَزينٌ * جِدًّا + لِدَرجَةِ المَوت.‏ إنتَظِروا هُنا وابْقَوْا ساهِرين».‏ + ٣٥ وابتَعَدَ عنهُم قَليلًا،‏ ثُمَّ رَمى نَفْسَهُ على الأرضِ وبَدَأ يُصَلِّي أن تَبتَعِدَ عنهُ تِلكَ السَّاعَةُ إذا كانَ مُمكِنًا.‏ ٣٦ ثُمَّ قال:‏ ‏«أَبَّا،‏ * يا أبي،‏ + كُلُّ شَيءٍ مُمكِنٌ عِندَك،‏ فأَبعِدْ عنِّي هذا الكَأس.‏ ولكنْ لِيَكُنْ ما تُريدُهُ أنتَ ولَيسَ ما أُريدُهُ أنا».‏ + ٣٧ ثُمَّ رَجَعَ ووَجَدَهُم نائِمين.‏ فقالَ لِبُطْرُس:‏ «سِمْعَان،‏ هل أنتَ نائِم؟‏ ألَمْ تَقدِرْ أن تَبْقى ساهِرًا ساعَةً واحِدَة فَقَط؟‏ + ٣٨ إبْقَوْا ساهِرينَ وصَلُّوا بِاستِمرارٍ كَي لا تَقَعوا في تَجرِبَة.‏ + إنَّ الرُّوحَ مُندَفِع،‏ * أمَّا الجَسَدُ فضَعيف».‏ + ٣٩ وابتَعَدَ مَرَّةً ثانِيَة وصَلَّى وقالَ نَفْسَ الكَلام.‏ + ٤٠ ثُمَّ رَجَعَ ووَجَدَهُم نائِمينَ لِأنَّ عُيونَهُم كانَت ثَقيلَةً مِنَ النَّعَس،‏ فلم يَعرِفوا ماذا يُجيبونَه.‏ ٤١ ورَجَعَ لِلمَرَّةِ الثَّالِثَة وقالَ لهُم:‏ «هل تَنامونَ وتَرتاحونَ في وَقتٍ كهذا؟‏ يَكْفي!‏ إنتَبِهوا،‏ أتَتِ السَّاعَةُ + كَي يُسَلَّمَ ابْنُ الإنسانِ إلى أيْدي الخُطاة.‏ ٤٢ قوموا لِنَذهَب.‏ ها هوَ الَّذي سيُسَلِّمُني قدِ اقتَرَب».‏ +

٤٣ وعلى الفَوْر،‏ فيما كانَ لا يَزالُ يَتَكَلَّم،‏ وَصَلَ يَهُوذَا،‏ واحِدٌ مِنَ الاثنَيْ عَشَر.‏ وكانَ معهُ جَمعٌ مُسَلَّحٌ بِالسُّيوفِ والعِصِيّ،‏ وقد أرسَلَهُم كِبارُ الكَهَنَةِ والكَتَبَةُ والشُّيوخ.‏ + ٤٤ وكانَ الخائِنُ قد أعْطاهُم عَلامَةً اتَّفَقَ علَيها معهُم،‏ قائِلًا:‏ «الَّذي أُقَبِّلُهُ هوَ الرَّجُلُ المَطلوب.‏ إقبِضوا علَيهِ وخُذوهُ تَحتَ حِراسَةٍ مُشَدَّدَة».‏ ٤٥ وذَهَبَ مُباشَرَةً إلى يَسُوع واقتَرَبَ مِنهُ وقال:‏ «يا مُعَلِّم!‏»،‏ * وقَبَّلَهُ بِرِقَّة.‏ ٤٦ فأمسَكوهُ وقَبَضوا علَيه.‏ ٤٧ لكنَّ واحِدًا مِنَ الواقِفينَ هُناك سَحَبَ سَيفَهُ وهَجَمَ على عَبدِ رَئيسِ الكَهَنَةِ وقَطَعَ أُذُنَه.‏ + ٤٨ فأجابَهُم يَسُوع:‏ «هل أنا لِصٌّ حتَّى أتَيتُم بِالسُّيوفِ والعِصِيِّ لِتَقبِضوا علَيَّ؟‏ + ٤٩ كُنتُ معكُم كُلَّ يَومٍ في الهَيكَلِ أُعَلِّم،‏ + ولم تَقبِضوا علَيَّ.‏ ولكنْ هذا يَحدُثُ كَي تَتِمَّ الأسفارُ المُقَدَّسَة».‏ +

٥٠ وتَرَكَهُ التَّلاميذُ كُلُّهُم وهَرَبوا.‏ + ٥١ ولكنْ تَبِعَهُ عن قُربٍ شابٌّ لم يَكُنْ يَلبَسُ إلَّا ثَوبًا مِن كَتَّانٍ جَيِّد.‏ فحاوَلوا أن يَقبِضوا علَيه،‏ ٥٢ لكنَّهُ تَرَكَ ثَوبَهُ الكَتَّانِيَّ وهَرَبَ شِبهَ عُريان.‏ *

٥٣ وأخَذوا يَسُوع إلى رَئيسِ الكَهَنَة،‏ + فاجتَمَعَ كُلُّ كِبارِ الكَهَنَةِ والشُّيوخِ والكَتَبَة.‏ + ٥٤ وتَبِعَهُ بُطْرُس مِن بَعيدٍ إلى داخِلِ ساحَةِ بَيتِ رَئيسِ الكَهَنَة.‏ وجَلَسَ مع خَدَمِ البَيتِ يَتَدَفَّأُ أمامَ النَّارِ المُتَوَهِّجَة.‏ + ٥٥ وكانَ كِبارُ الكَهَنَةِ وكُلُّ السَّنْهَدْرِيم * يُفَتِّشونَ عن شَهادَةٍ ضِدَّ يَسُوع كَي يَقتُلوه،‏ لكنَّهُم لم يَجِدوا.‏ + ٥٦ فكَثيرونَ قَدَّموا شَهاداتٍ كاذِبَة ضِدَّه،‏ + لكنَّ شَهاداتِهِم كانَت مُتَناقِضَة.‏ ٥٧ وقامَ آخَرونَ أيضًا وقَدَّموا شَهادَةً كاذِبَة ضِدَّهُ قائِلين:‏ ٥٨ ‏«سَمِعناهُ يَقول:‏ ‹سأهدِمُ هذا الهَيكَلَ المَصنوعَ بِأيْدي النَّاس،‏ وسَأبْني في ثَلاثَةِ أيَّامٍ هَيكَلًا آخَرَ لم تَصنَعْهُ أيْدي النَّاس›».‏ + ٥٩ ولكنْ حتَّى حَولَ هذِهِ النُّقطَة،‏ كانَت شَهادَتُهُم مُتَناقِضَة.‏

٦٠ ثُمَّ وَقَفَ رَئيسُ الكَهَنَةِ في وَسَطِهِم وسَألَ يَسُوع:‏ «ألَا يوجَدُ عِندَكَ جَواب؟‏ ألَا تَسمَعُ ما يَتَّهِمُكَ بهِ هؤُلاءِ النَّاس؟‏».‏ + ٦١ لكنَّهُ ظَلَّ ساكِتًا ولم يُجاوِبْ أبَدًا.‏ + فسَألَهُ رَئيسُ الكَهَنَةِ مِن جَديد:‏ «هل أنتَ المَسِيح ابْنُ اللّٰهِ المُبارَكِ؟‏».‏ ٦٢ أجابَ يَسُوع:‏ «أنا هو.‏ وسَتَرَوْنَ ابْنَ الإنسانِ + جالِسًا على يَمينِ + القادِرِ على كُلِّ شَيءٍ * وآتِيًا مع غُيومِ السَّماء».‏ + ٦٣ عِندَئِذٍ مَزَّقَ رَئيسُ الكَهَنَةِ ثِيابَهُ وقال:‏ «هل نَحتاجُ بَعد إلى شُهود؟‏!‏ + ٦٤ أنتُم بِأنفُسِكُم سَمِعتُموهُ يُجَدِّف.‏ فما هو قَرارُكُم؟‏».‏ * فحَكَموا علَيهِ كُلُّهُم بِأنَّهُ يَستَحِقُّ المَوت.‏ + ٦٥ وصارَ البَعضُ يَبصُقونَ علَيهِ + ويُغَطُّونَ وَجهَهُ ويَضرِبونَهُ ويَقولونَ له:‏ «تَنَبَّأ!‏».‏ وصَفَعَهُ حُرَّاسُ المَحكَمَةِ على وَجهِهِ ثُمَّ أخَذوه.‏ +

٦٦ وفيما كانَ بُطْرُس في ساحَةِ البَيتِ في الأسفَل،‏ أتَت واحِدَةٌ مِن خادِماتِ رَئيسِ الكَهَنَة.‏ + ٦٧ ورَأت بُطْرُس يَتَدَفَّأ،‏ فتَطَلَّعَت فيهِ وقالَت له:‏ «أنتَ أيضًا كُنتَ معَ النَّاصِرِيّ،‏ مع يَسُوع هذا».‏ ٦٨ لكنَّهُ أنكَرَ ذلِك وقال:‏ «لا أعرِفُهُ ولا أفهَمُ ماذا تَقولين»،‏ وخَرَجَ إلى مَدخَلِ السَّاحَة.‏ ٦٩ فرَأتهُ الخادِمَةُ وصارَت تَقولُ مُجَدَّدًا لِلواقِفينَ هُناك:‏ «هذا واحِدٌ مِنهُم».‏ ٧٠ فأنكَرَ مَرَّةً ثانِيَة.‏ وبَعدَ قَليل،‏ قالَ لهُ أيضًا الواقِفونَ هُناك:‏ «بِالتَّأكيدِ أنتَ واحِدٌ مِنهُم لِأنَّكَ جَلِيلِيّ».‏ ٧١ لكنَّهُ بَدَأ يَلعَنُ نَفْسَهُ ويَحلِف:‏ «لا أعرِفُ هذا الرَّجُلَ الَّذي تَتَكَلَّمونَ عنه».‏ ٧٢ وفي الحالِ صاحَ الدِّيكُ مَرَّةً ثانِيَة.‏ + فتَذَكَّرَ بُطْرُس الكَلامَ الَّذي قالَهُ لهُ يَسُوع:‏ «قَبلَ أن يَصيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْن،‏ ستُنكِرُني ثَلاثَ مَرَّات».‏ + فانهارَ وصارَ يَبْكي.‏

١٥ وفَوْرًا عِندَ الفَجر،‏ اجتَمَعَ كِبارُ الكَهَنَةِ معَ الشُّيوخِ والكَتَبَة،‏ أي كُلُّ السَّنْهَدْرِيم،‏ لِيَتَشاوَروا معًا.‏ فقَيَّدوا يَسُوع،‏ ثُمَّ أخَذوهُ وسَلَّموهُ إلى بِيلَاطُس.‏ + ٢ فسَألَهُ بِيلَاطُس:‏ «هل أنتَ مَلِكُ اليَهُود؟‏».‏ + أجاب:‏ «أنتَ بِنَفْسِكَ قُلت».‏ + ٣ وكانَ كِبارُ الكَهَنَةِ يَتَّهِمونَهُ بِأُمورٍ كَثيرَة.‏ ٤ وسَألَهُ بِيلَاطُس مَرَّةً أُخْرى:‏ «ألَيسَ عِندَكَ جَواب؟‏ + أُنظُرْ ما أكثَرَ الشَّكاوى الَّتي يُقَدِّمونَها ضِدَّك».‏ + ٥ لكنَّ يَسُوع لم يَعُدْ يُجيبُ بِشَيء،‏ فتَعَجَّبَ بِيلَاطُس.‏ +

٦ وكانَ مِن عادَةِ بِيلَاطُس في كُلِّ عيدٍ أن يُحَرِّرَ لِلشَّعبِ سَجينًا يُطالِبونَ هُم به.‏ + ٧ وفي ذلِكَ الوَقت،‏ كانَ هُناك رَجُلٌ اسْمُهُ بَارَابَاس مَسجونٌ هو وأشخاصٌ غَيرُهُ ارتَكَبوا القَتلَ خِلالَ عَمَلِ عِصيانٍ قاموا به.‏ ٨ فجاءَ النَّاسُ وصاروا يَطلُبونَ أن يَعمَلَ لهُم بِيلَاطُس مِثلَ عادَتِه.‏ ٩ فأجابَهُم بِيلَاطُس:‏ «هل تُريدونَ أن أُحَرِّرَ لكُم مَلِكَ اليَهُود؟‏».‏ + ١٠ فبِيلَاطُس كانَ يَعرِفُ أنَّ كِبارَ الكَهَنَةِ سَلَّموا يَسُوع بِسَبَبِ حَسَدِهِم.‏ + ١١ لكنَّ كِبارَ الكَهَنَةِ حَرَّضوا النَّاسَ أن يُطالِبوا بِتَحريرِ بَارَابَاس بَدَلًا مِنه.‏ + ١٢ فأجابَهُم بِيلَاطُس مَرَّةً ثانِيَة:‏ «ماذا أفعَلُ إذًا بِالَّذي تُسَمُّونَهُ مَلِكَ اليَهُود؟‏».‏ + ١٣ فصَرَخوا مَرَّةً أُخْرى:‏ «عَلِّقْهُ على خَشَبَة!‏».‏ + ١٤ فقالَ لهُم بِيلَاطُس:‏ «لِماذا؟‏ ما الخَطَأُ الَّذي فَعَلَه؟‏».‏ لكنَّهُم صَرخوا أكثَر:‏ «عَلِّقْهُ على خَشَبَة!‏».‏ + ١٥ وأرادَ بِيلَاطُس أن يُرْضِيَ النَّاس،‏ فحَرَّرَ لهُم بَارَابَاس.‏ وبَعدَما أمَرَ أن يُجلَدَ يَسُوع،‏ + سَلَّمَهُ إلى الجُنودِ كَي يُعَلَّقَ على خَشَبَة.‏ +

١٦ فأخَذَهُ الجُنودُ إلى ساحَةِ قَصرِ الحاكِم،‏ وجَمَعوا كُلَّ العَسكَر.‏ + ١٧ وألبَسوهُ ثَوبًا أُرجُوانِيًّا وجَدَّلوا * تاجًا مِن شَوكٍ ووَضَعوهُ على رَأسِه.‏ ١٨ وبَدَأوا يَصرُخونَ ويَقولونَ له:‏ «يَعيشُ مَلِكُ اليَهُود!‏».‏ + ١٩ وكانوا أيضًا يَضرِبونَهُ على رَأسِهِ بِقَصَبَةٍ ويَبصُقونَ علَيهِ ويَركَعونَ على رُكَبِهِم ويَسجُدونَ أمامَه.‏ ٢٠ وبَعدَما استَهزَأوا به،‏ خَلَعوا عنهُ الثَّوبَ الأُرجُوانِيَّ وألبَسوهُ ثِيابَهُ مِن جَديد.‏ وأخرَجوهُ لِيُعَلِّقوهُ على خَشَبَة.‏ + ٢١ وأجبَروا أيضًا أحَدَ المارَّةِ أن يَحمِلَ خَشَبَةَ آلامِه،‏ وهو سِمْعَان مِن قِيرِين،‏ أبو الإسْكَنْدَر ورُوفُس،‏ الَّذي كانَ آتِيًا مِنَ الرِّيف.‏ +

٢٢ وأحضَروا يَسُوع إلى مَكانٍ اسْمُهُ جُلْجُثَة،‏ * الَّذي يَعْني «الجُمْجُمَة».‏ + ٢٣ وحاوَلوا أن يُعْطوهُ نَبيذًا مَخلوطًا بِالمُرِّ المُخَدِّر،‏ + لكنَّهُ لم يَأخُذْه.‏ ٢٤ وعَلَّقوهُ على الخَشَبَةِ وألْقَوْا قُرعَةً على ثِيابِهِ لِيُقَسِّموها بَينَهُم ويُقَرِّروا ماذا يَأخُذُ كُلُّ واحِدٍ مِنهُم.‏ + ٢٥ وكانَتِ السَّاعَةُ التَّاسِعَة صَباحًا * حينَ عَلَّقوهُ على الخَشَبَة.‏ ٢٦ وكُتِبَت تُهمَتُه،‏ وهي:‏ «مَلِكُ اليَهُود».‏ + ٢٧ وعَلَّقوا بِجانِبِهِ لِصَّيْن،‏ كُلَّ واحِدٍ على خَشَبَة.‏ وكانَ واحِدٌ على يَمينِهِ وواحِدٌ على شِمالِه.‏ + ٢٨ ‏—‏ ٢٩ وكانَ المارُّونَ يَسُبُّونَهُ ويَهُزُّونَ رُؤوسَهُم + ويَقولون:‏ «أنتَ يا مَن ستَهدِمُ الهَيكَلَ وتَبْنيهِ في ثَلاثَةِ أيَّام،‏ + ٣٠ خَلِّصْ نَفْسَكَ وانزِلْ عن خَشَبَةِ الآلام».‏ ٣١ وكانَ كِبارُ الكَهَنَةِ معَ الكَتَبَةِ يَستَهزِئونَ بهِ بِنَفْسِ الطَّريقَةِ ويَقولونَ في ما بَينَهُم:‏ «خَلَّصَ آخَرين،‏ لكنَّهُ لا يَقدِرُ أن يُخَلِّصَ نَفْسَه.‏ + ٣٢ إذا كانَ هوَ المَسِيح مَلِكَ إسْرَائِيل،‏ فلْيَنزِلِ الآنَ عن خَشَبَةِ الآلامِ كَي نَرى ونُؤْمِن».‏ + حتَّى اللَّذانِ عُلِّقا على يَمينِهِ وعلى شِمالِهِ كانا يُهينانِه.‏ +

٣٣ وعِندَ السَّاعَةِ الـ‍ ١٢ ظُهرًا،‏ * صارَت هُناك عَتمَةٌ في كُلِّ تِلكَ الأرضِ حتَّى السَّاعَةِ الـ‍ ٣ بَعدَ الظُّهر.‏ *+ ٣٤ وفي السَّاعَةِ الـ‍ ٣ بَعدَ الظُّهر،‏ صَرَخَ يَسُوع بِصَوتٍ عالٍ:‏ ‏«إيلِي،‏ إيلِي،‏ لَمَا شَبَقْتَنِي؟‏»،‏ الَّذي يَعْني:‏ «إلهي،‏ إلهي،‏ لِماذا تَرَكتَني؟‏».‏ + ٣٥ وسَمِعَ ذلِك بَعضُ الواقِفينَ هُناك،‏ فقالوا:‏ «إسمَعوا،‏ إنَّهُ يُنادي إيلِيَّا!‏».‏ ٣٦ ورَكَضَ واحِدٌ مِنهُم وغَمَّسَ إسفَنجَةً بِنَبيذٍ حامِض،‏ ووَضَعَها على قَصَبَةٍ وأعْطاها لِيَسُوع كَي يَشرَبَ + وقال:‏ «أُترُكوه!‏ دَعونا نَرى هل يَأتي إيلِيَّا لِيُنزِلَه».‏ ٣٧ لكنَّ يَسُوع صَرَخَ صَرخَةً عالِيَة وتَنَفَّسَ نَفَسَهُ الأخير.‏ + ٣٨ وانشَقَّتِ السِّتارَةُ الدَّاخِلِيَّة *+ في الهَيكَلِ إلى اثنَيْنِ مِن فَوق إلى تَحت.‏ + ٣٩ ولمَّا رَأى الضَّابِطُ الَّذي كانَ يَقِفُ مُقابِلَهُ ماذا حَدَثَ حينَ مات،‏ قال:‏ «فِعلًا كانَ هذا الرَّجُلُ ابْنَ اللّٰه».‏ +

٤٠ وكانَت هُناك نِساءٌ يُراقِبْنَ مِن بَعيد،‏ مِن بَينِهِنَّ مَرْيَم المَجْدَلِيَّة،‏ ومَرْيَم أُمُّ يَعْقُوب الصَّغيرِ ويُوسِي،‏ وسَالُومَة؛‏ + ٤١ هؤُلاء كُنَّ يُرافِقْنَهُ ويَخدُمْنَهُ + حينَ كانَ في الجَلِيل.‏ وكانَت هُناك أيضًا نِساءٌ كَثيراتٌ غَيرُهُنَّ كُنَّ قد صَعِدْنَ معهُ إلى أُورُشَلِيم.‏

٤٢ وكانَ الوَقتُ مُتَأخِّرًا بَعدَ الظُّهر.‏ وبِما أنَّ ذلِكَ اليَومَ كانَ يَومَ الاستِعداد،‏ أيِ اليَومَ الَّذي قَبلَ السَّبت،‏ ٤٣ أتى يُوسُف الَّذي مِنَ الرَّامَة،‏ وهو عُضوٌ مُحتَرَمٌ في المَجلِسِ وأحَدُ الَّذينَ يَنتَظِرونَ مَملَكَةَ اللّٰه،‏ وتَجَرَّأَ ودَخَلَ أمامَ بِيلَاطُس وطَلَبَ جَسَدَ يَسُوع.‏ + ٤٤ لكنَّ بِيلَاطُس أرادَ أن يَعرِفَ إذا كانَ يَسُوع قد مات،‏ فاستَدْعى الضَّابِطَ وسَألَه.‏ ٤٥ ولمَّا تَأكَّدَ مِنَ الضَّابِطِ أنَّهُ مات،‏ سَمَحَ لِيُوسُف أن يَأخُذَ جَسَدَه.‏ ٤٦ فاشتَرى يُوسُف قُماشًا مِن كَتَّانٍ جَيِّدٍ وأنزَلَ جَسَدَ يَسُوع،‏ ولَفَّهُ بِالقُماشِ الكَتَّانِيِّ الجَيِّدِ ووَضَعَهُ في قَبرٍ *+ مَحفورٍ في الصَّخر.‏ ثُمَّ دَحرَجَ حَجَرًا على مَدخَلِ القَبر.‏ + ٤٧ لكنَّ مَرْيَم المَجْدَلِيَّة ومَرْيَم أُمَّ يُوسِي بَقِيَتا تَنظُرانِ إلى المَكانِ الَّذي وُضِعَ فيه.‏ +

١٦ ولمَّا انتَهى السَّبت،‏ + اشتَرَت مَرْيَم المَجْدَلِيَّة،‏ ومَرْيَم + أُمُّ يَعْقُوب،‏ وسَالُومَة،‏ مَوادَّ عَطِرَة كَي يَذهَبْنَ ويَضَعْنَها على جَسَدِ يَسُوع.‏ + ٢ وفي أوَّلِ يَومٍ مِنَ الأُسبوع،‏ جِئْنَ إلى القَبرِ * باكِرًا جِدًّا عِندَ شُروقِ الشَّمس.‏ + ٣ وكُنَّ يَقُلْنَ بَعضُهُنَّ لِبَعض:‏ «مَن سيُدَحرِجُ لنا الحَجَرَ عن مَدخَلِ القَبر؟‏».‏ ٤ ولكنْ لمَّا تَطَلَّعْنَ،‏ رَأيْنَ أنَّ الحَجَرَ قد دُحرِج،‏ مع أنَّهُ كانَ كَبيرًا جِدًّا.‏ + ٥ ولمَّا دَخَلْنَ إلى القَبر،‏ رَأيْنَ شابًّا جالِسًا على اليَمينِ ولابِسًا ثَوبًا أبيَض،‏ فتَفاجَأْنَ.‏ ٦ فقالَ لهُنَّ:‏ «لا تَتَفاجَأْنَ.‏ + أنتُنَّ تُفَتِّشْنَ عن يَسُوع النَّاصِرِيِّ الَّذي عُلِّقَ على خَشَبَة.‏ لقد أُقيمَ مِنَ المَوت،‏ + وهو لَيسَ هُنا.‏ أُنظُرْنَ،‏ هذا هوَ المَكانُ الَّذي وَضَعوا جَسَدَهُ فيه.‏ + ٧ ولكنِ اذهَبْنَ وقُلْنَ لِتَلاميذِهِ ولِبُطْرُس:‏ ‹إنَّهُ يَسبِقُكُم إلى الجَلِيل.‏ + وهُناك ستَرَوْنَه،‏ مِثلَما قالَ لكُم›».‏ + ٨ فخَرَجْنَ مِنَ القَبرِ وهَرَبْنَ،‏ وكُنَّ يَرجُفْنَ مِنَ الخَوفِ والصَّدمَة.‏ ولم يَقُلْنَ شَيئًا لِأحَدٍ لِأنَّهُنَّ كُنَّ خائِفات.‏ *+

حرفيًّا:‏ «أمام وجهك».‏

أو:‏ «البرية».‏

أو:‏ «غطَّسهم؛‏ غمرهم بالماء».‏

حرفيًّا:‏ «نجس».‏

أو ربما:‏ «عرفوا مَن هو».‏

حرفيًّا:‏ «عرف بروحه».‏

أو:‏ «كان متَّكِئًا إلى الطاولة».‏

أو:‏ «يتَّكِئون إلى الطاولة».‏

حرفيًّا:‏ «زِقاق».‏

حرفيًّا:‏ «يابسة».‏

حرفيًّا:‏ «يابسة».‏

حرفيًّا:‏ «النجسة».‏

أو:‏ «عيَّن».‏

أو:‏ «عيَّنه».‏

أو:‏ «الحماسي؛‏ الغيور».‏

أو:‏ «بيلزبوب؛‏ بعل زبوب».‏ لقب يُطلَق على الشيطان.‏

حرفيًّا:‏ «نجس».‏

أو:‏ «العصر؛‏ نظام الأشياء».‏

حرفيًّا:‏ «ليوضَع تحت مكيال».‏

أو:‏ «فراش صغير».‏

أو:‏ «لماذا أنتم ضعفاء القلب؟‏».‏

أو:‏ «القبور التذكارية».‏

حرفيًّا:‏ «نجس».‏

حرفيًّا:‏ «فيلق».‏

أو:‏ «منطقة العشر مدن».‏

أو:‏ «مريضة جدًّا».‏

أو:‏ «عانت من أوجاع كثيرة».‏

أو:‏ «لا تَخَف بعد الآن».‏

أو:‏ «أوصاهم بشدة».‏

حرفيًّا:‏ «القوَّات».‏

يمكن أن تشير صيغة الجمع اليونانية إلى المثنى.‏

أو:‏ «فكانوا يتعثَّرون بسببه».‏

حرفيًّا:‏ «النجسة».‏

حرفيًّا:‏ «نحاسًا».‏

حرفيًّا:‏ «لا يلبسوا ثوبَين».‏

أي:‏ هيرودس أنتيباس.‏

أو:‏ «والذين يتَّكِئون معه إلى الطاولة».‏

أو:‏ «أمام الذين يتَّكِئون إلى الطاولة».‏

أو:‏ «قبر تذكاري».‏

حرفيًّا:‏ «بارك».‏

حرفيًّا:‏ «في الهزيع الرابع من الليل تقريبًا»،‏ وهي فترة تمتد من حوالي الثالثة صباحًا إلى شروق الشمس عند السادسة تقريبًا.‏

أو:‏ «وكان على وشك».‏

حرفيًّا:‏ «قلبهم».‏

أي:‏ غير مغسولة بحسب التقاليد والطقوس.‏

حرفيًّا:‏ «معموديات».‏

أو:‏ «يقول كلامًا مهينًا على».‏

حرفيًّا:‏ «عن المَثَل».‏

جمع للكلمة اليونانية پورنِيا.‏

أو:‏ «السلوك الوقح».‏ باليونانية أَسِلغِيّا.‏

حرفيًّا:‏ «نجس».‏

أو:‏ «بالولادة».‏

أو:‏ «منطقة العشر مدن».‏

أو:‏ «صائمين».‏

حرفيًّا:‏ «باركها».‏

حرفيًّا:‏ «في روحه».‏

حرفيًّا:‏ «قلبكم».‏

حرفيًّا:‏ «إذهب ورائي».‏

حرفيًّا:‏ «نفسه».‏

حرفيًّا:‏ «نفسه».‏

حرفيًّا:‏ «نفسه».‏

حرفيًّا:‏ «نفسه».‏

حرفيًّا:‏ «الزاني».‏

أو:‏ «تجلَّى».‏

حرفيًّا:‏ «رابِّي».‏

أو ربما:‏ «احتفظوا بالأمر لأنفسهم».‏

حرفيًّا:‏ «النجس».‏

حرفيًّا:‏ «يسبِّب التعثُّر ل‍».‏

أو:‏ «حجر طحن يُديره حمار».‏

حرفيًّا:‏ «تتعثَّر».‏

حرفيًّا:‏ «تتعثَّر».‏

حرفيًّا:‏ «تتعثَّر».‏

حرفيًّا:‏ «ما جمعه اللّٰه في نير واحد».‏

أو ربما:‏ «قالوا بعضهم لبعض».‏

أو:‏ «العصر؛‏ نظام الأشياء».‏

حرفيًّا:‏ «الأمم».‏

حرفيًّا:‏ «نفسه».‏

بالعبرانية رابُّوني.‏

حرفيًّا:‏ «أُوصَنَّا (‏هوشَعنا)‏».‏

حرفيًّا:‏ «رابِّي».‏

حرفيًّا:‏ «رأس الزاوية».‏

أي:‏ الضريبة التي تُفرَض على كل شخص.‏

حرفيًّا:‏ «الأولى».‏

أو:‏ «وأفضل المقاعد».‏

حرفيًّا:‏ «يأكلون بيوت».‏

أو:‏ «صناديق الخزينة».‏

حرفيًّا:‏ «لِپتونَين،‏ أي رُبعًا».‏

أو:‏ «صناديق الخزينة».‏

أو:‏ «فرغم فقرها».‏

حرفيًّا:‏ «أوجاع الولادة؛‏ المخاض».‏

حرفيًّا:‏ «جسد».‏

حرفيًّا:‏ «الرياح».‏

حرفيًّا:‏ «عندما يصيح الديك».‏

أو:‏ «الخبز بلا خميرة؛‏ الخبز غير المُختمِر».‏

أو:‏ «يتَّكِئ إلى الطاولة».‏

أو:‏ «تكلَّموا معها بغضب؛‏ وبَّخوها».‏

حرفيًّا:‏ «فضة».‏

أو:‏ «الخبز بلا خميرة؛‏ الخبز غير المُختمِر».‏

أو:‏ «متَّكِئين».‏

حرفيًّا:‏ «بارك».‏

أو:‏ «المعاهدة؛‏ الاتفاق».‏

أو:‏ «رنَّموا مزامير».‏

حرفيًّا:‏ «ستتعثَّرون».‏

حرفيًّا:‏ «تعثَّر».‏

أو:‏ «ذهول؛‏ قلق».‏

حرفيًّا:‏ «نفسي حزينة».‏

كلمة عبرانية أو أرامية معناها «أب» أو «يا أبي»،‏ وتعبِّر أيضًا عن المشاعر الدافئة التي تحملها كلمة «بابا» بالعربية.‏

أو:‏ «مستعد؛‏ راغب».‏

حرفيًّا:‏ «رابِّي».‏

أو:‏ «بلباسه الداخلي فقط».‏ حرفيًّا:‏ «هرب عاريًا».‏

السنهدريم هو المحكمة اليهودية العليا.‏

حرفيًّا:‏ «يمين القدرة».‏

أو:‏ «فما رأيكم؟‏».‏

أو:‏ «ضفَّروا».‏

أو:‏ «الجُلجُلة».‏

حرفيًّا:‏ «الساعة الثالثة»،‏ بحسب التوقيت اليهودي.‏

حرفيًّا:‏ «الساعة السادسة»،‏ بحسب التوقيت اليهودي.‏

حرفيًّا:‏ «الساعة التاسعة»،‏ بحسب التوقيت اليهودي.‏

أو:‏ «الحجاب».‏

أو:‏ «قبر تذكاري».‏

أو:‏ «القبر التذكاري».‏

بحسب مخطوطات قديمة موثوق بها،‏ ينتهي إنجيل مرقس بكلمات الآية ٨.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة