اَلرِّسَالَةُ إِلَى ٱلْعِبْرَانِيِّينَ
١ إِنَّ ٱللّٰهَ، ٱلَّذِي كَلَّمَ + آبَاءَنَا قَدِيمًا بِٱلْأَنْبِيَاءِ + فِي مُنَاسَبَاتٍ كَثِيرَةٍ وَبِطَرَائِقَ كَثِيرَةٍ، ٢ كَلَّمَنَا فِي آخِرِ هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ + بِٱبْنٍ + عَيَّنَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، + وَبِهِ صَنَعَ + أَنْظِمَةَ ٱلْأَشْيَاءِ. ٣ هُوَ ٱنْعِكَاسُ مَجْدِهِ + وَٱلرَّسْمُ ٱلدَّقِيقُ لِذَاتِهِ، + وَدَاعِمُ كُلِّ ٱلْأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ. + وَهُوَ ٱلَّذِي جَلَسَ عَنْ يَمِينِ + ٱلْجَلَالَةِ فِي ٱلْأَعَالِي + بَعْدَمَا صَنَعَ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، + ٤ فَصَارَ أَفْضَلَ مِنَ ٱلْمَلَائِكَةِ، + بِمِقْدَارِ مَا وَرِثَ ٱسْمًا + يَفُوقُ ٱسْمَهُمْ.
٥ فَهَلْ قَالَ قَطُّ لِأَحَدٍ مِنَ ٱلْمَلَائِكَةِ: «أَنْتَ ٱبْنِي، أَنَا ٱلْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ + وَأَيْضًا: «أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِي ٱبْنًا»؟ + ٦ لٰكِنَّهُ يَقُولُ حِينَ يُدْخِلُ بِكْرَهُ + ثَانِيَةً إِلَى ٱلْمَسْكُونَةِ: «فَلْتَسْجُدْ لَهُ + جَمِيعُ مَلَائِكَةِ ٱللّٰهِ». +
٧ وَأَيْضًا فِي شَأْنِ ٱلْمَلَائِكَةِ يَقُولُ: «وَيَصْنَعُ مَلَائِكَتَهُ أَرْوَاحًا، وَخُدَّامَهُ لَهَبَ نَارٍ». + ٨ وَلٰكِنْ فِي شَأْنِ ٱلِٱبْنِ: «اَللّٰهُ عَرْشُكَ إِلَى أَبَدِ ٱلْآبِدِينَ، + وَصَوْلَجَانُ مَمْلَكَتِكَ + صَوْلَجَانُ ٱلِٱسْتِقَامَةِ. + ٩ أَحْبَبْتَ ٱلْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ ٱلتَّعَدِّيَ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ. مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ مَسَحَكَ + ٱللّٰهُ إِلٰهُكَ بِزَيْتِ ٱلِٱبْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ». + ١٠ وَأَيْضًا: «أَنْتَ يَا رَبُّ فِي ٱلْبَدْءِ أَسَّسْتَ ٱلْأَرْضَ، وَٱلسَّمٰوَاتُ هِيَ أَعْمَالُ يَدَيْكَ. + ١١ هِيَ تَبِيدُ، أَمَّا أَنْتَ فَبَاقٍ عَلَى ٱلدَّوَامِ، وَكُلُّهَا تَبْلَى كَرِدَاءٍ، + ١٢ وَتَلُفُّهَا كَمِعْطَفٍ + وَكَرِدَاءٍ. فَتَتَغَيَّرُ هِيَ، وَلٰكِنْ أَنْتَ أَنْتَ، وَسِنُوكَ لَنْ تَنْقَضِيَ». +
١٣ وَلِأَيٍّ مِنَ ٱلْمَلَائِكَةِ قَالَ قَطُّ: «اِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي إِلَى أَنْ أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ»؟ + ١٤ أَلَيْسُوا جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا + خَادِمَةً، + مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ مِنْ أَجْلِ ٱلَّذِينَ سَيَرِثُونَ + ٱلْخَلَاصَ؟
٢ لِذٰلِكَ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَنْتَبِهَ أَكْثَرَ مِنَ ٱلْمُعْتَادِ إِلَى مَا سَمِعْنَا، + لِئَلَّا نَنْجَرِفَ أَبَدًا. + ٢ لِأَنَّهُ إِنْ كَانَتِ ٱلْكَلِمَةُ ٱلَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مَلَائِكَةٌ + قَدْ تَبَيَّنَ أَنَّهَا ثَابِتَةٌ، وَكُلُّ تَعَدٍّ وَمَعْصِيَةٍ نَالَ جَزَاءً عَادِلًا، + ٣ فَكَيْفَ نُفْلِتُ + إِنْ أَهْمَلْنَا + خَلَاصًا بِهٰذِهِ ٱلْعَظَمَةِ + قَدْ بَدَأَ رَبُّنَا بِٱلتَّكَلُّمِ بِهِ + وَأَكَّدَ + لَنَا صِحَّتَهُ ٱلَّذِينَ سَمِعُوهُ، ٤ شَاهِدًا ٱللّٰهُ مَعَهُمْ بِآيَاتٍ وَعَلَامَاتٍ عَجِيبَةٍ وَقُوَّاتٍ + مُتَنَوِّعَةٍ وَبِمَا يُوَزِّعُ + ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَى حَسَبِ مَشِيئَتِهِ؟ +
٥ فَإِنَّهُ لِمَلَائِكَةٍ لَمْ يُخْضِعِ ٱلْمَسْكُونَةَ ٱلْآتِيَةَ + ٱلَّتِي نَتَكَلَّمُ عَنْهَا. ٦ لٰكِنَّ وَاحِدًا شَهِدَ فِي مَوْضِعٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ قَائِلًا: «مَا ٱلْإِنْسَانُ حَتَّى تَذْكُرَهُ، + أَوِ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ حَتَّى تَعْتَنِيَ بِهِ؟ + ٧ وَضَعْتَهُ قَلِيلًا عَنِ ٱلْمَلَائِكَةِ، وَبِمَجْدٍ وَكَرَامَةٍ + تَوَّجْتَهُ، وَأَقَمْتَهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. + ٨ أَخْضَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ». + فَبِإِخْضَاعِ ٱللّٰهِ كُلَّ شَيْءٍ لَهُ + لَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا غَيْرَ خَاضِعٍ لَهُ. + إِلَّا أَنَّنَا ٱلْآنَ لَسْنَا نَرَى بَعْدُ كُلَّ شَيْءٍ خَاضِعًا لَهُ. + ٩ وَإِنَّمَا نَرَى يَسُوعَ، ٱلَّذِي وُضِعَ قَلِيلًا عَنِ ٱلْمَلَائِكَةِ، + مُتَوَّجًا بِٱلْمَجْدِ + وَٱلْكَرَامَةِ لِأَنَّهُ عَانَى ٱلْمَوْتَ، + لِيَذُوقَ بِنِعْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمَوْتَ لِأَجْلِ كُلِّ إِنْسَانٍ. +
١٠ وَقَدْ كَانَ يَلِيقُ بِٱللّٰهِ ٱلَّذِي كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَجْلِهِ + وَكُلُّ شَيْءٍ بِهِ، وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى ٱلْمَجْدِ، + أَنْ يُكَمِّلَ بِٱلْآلَامِ + وَكِيلَ خَلَاصِهِمِ ٱلرَّئِيسِيَّ. + ١١ فَٱلْمُقَدِّسُ وَٱلْمُقَدَّسُونَ + جَمِيعُهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، + وَلِهٰذَا ٱلسَّبَبِ لَا يَخْجَلُ بِأَنْ يَدْعُوَهُمْ «إِخْوَةً»، + ١٢ إِذْ يَقُولُ: «أُعْلِنُ ٱسْمَكَ لِإِخْوَتِي، فِي وَسْطِ ٱلْجَمَاعَةِ أُسَبِّحُكَ بِٱلتَّرْنِيمِ». + ١٣ وَأَيْضًا: «سَيَكُونُ ٱتِّكَالِي عَلَيْهِ». + وَأَيْضًا: «هَا أَنَا وَٱلْأَوْلَادُ ٱلصِّغَارُ ٱلَّذِينَ أَعْطَانِيهِمْ يَهْوَهُ». +
١٤ إِذًا، بِمَا أَنَّ «ٱلْأَوْلَادَ ٱلصِّغَارَ» شُرَكَاءُ فِي ٱلدَّمِ وَٱللَّحْمِ، فَكَذٰلِكَ صَارَ هُوَ أَيْضًا شَرِيكًا فِيهِمَا، + لِكَيْ يُبِيدَ + بِمَوْتِهِ + مَنْ فِي وُسْعِهِ أَنْ يُسَبِّبَ ٱلْمَوْتَ، + أَيْ إِبْلِيسَ، + ١٥ وَلِكَيْ يُعْتِقَ + جَمِيعَ ٱلَّذِينَ كَانُوا مُدَّةَ حَيَاتِهِمْ خَاضِعِينَ لِلْعُبُودِيَّةِ خَوْفًا مِنَ ٱلْمَوْتِ. + ١٦ فَإِنَّهُ لَيْسَ يُسَاعِدُ ٱلْمَلَائِكَةَ أَلْبَتَّةَ، بَلْ يُسَاعِدُ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ. + ١٧ مِنْ ثَمَّ كَانَ يَلْزَمُ أَنْ يُشْبِهَ «إِخْوَتَهُ» مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّوَاحِي، + لِكَيْ يَكُونَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ رَحِيمًا وَأَمِينًا فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ، + حَتَّى يُقَرِّبَ ذَبِيحَةَ مُصَالَحَةٍ + تُكَفِّرُ عَنْ خَطَايَا ٱلشَّعْبِ. + ١٨ فَلِأَنَّهُ هُوَ تَأَلَّمَ عِنْدَمَا ٱمْتُحِنَ، + يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْمُمْتَحَنِينَ. +
٣ مِنْ ثَمَّ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ ٱلْقِدِّيسُونَ، يَا مَنْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ ٱلدَّعْوَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ، + تَأَمَّلُوا يَسُوعَ، ٱلرَّسُولَ + وَرَئِيسَ ٱلْكَهَنَةِ ٱلَّذِي نَعْتَرِفُ بِهِ. + ٢ فَقَدْ كَانَ أَمِينًا + لِمَنْ عَيَّنَهُ، كَمَا كَانَ مُوسَى + أَيْضًا أَمِينًا فِي كُلِّ بَيْتِ ٱللّٰهِ. + ٣ وَهُوَ يُحْسَبُ مُسْتَحِقًّا لِمَجْدٍ أَكْثَرَ + مِنْ مُوسَى، بِمِقْدَارِ مَا لِبَانِي + ٱلْبَيْتِ مِنْ كَرَامَةٍ أَكْثَرَ مِنَ ٱلْبَيْتِ. + ٤ صَحِيحٌ أَنَّ كُلَّ بَيْتٍ يَبْنِيهِ أَحَدٌ، وَلٰكِنَّ بَانِيَ كُلِّ شَيْءٍ هُوَ ٱللّٰهُ. + ٥ وَمُوسَى كَانَ أَمِينًا بِصِفَتِهِ خَادِمًا + فِي كُلِّ بَيْتِ ٱللّٰهِ. وَكَانَ ذٰلِكَ شَهَادَةً لِمَا هُوَ عَتِيدٌ أَنْ يُعْلَنَ. + ٦ أَمَّا ٱلْمَسِيحُ فَكَانَ أَمِينًا بِصِفَتِهِ ٱبْنًا + عَلَى بَيْتِ ٱللّٰهِ. وَنَحْنُ بَيْتُهُ، + إِنْ كُنَّا بِثَبَاتٍ نَتَمَسَّكُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ بِحُرِّيَّةِ ٱلْكَلَامِ ٱلَّتِي لَنَا وَبِٱفْتِخَارِنَا بِٱلرَّجَاءِ. +
٧ لِذٰلِكَ كَمَا يَقُولُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ: + «اَلْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ، + ٨ فَلَا تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ كَمَا حَدَثَ عِنْدَمَا أَثَارَ آبَاؤُكُمْ غَضَبِي، + يَوْمَ ٱلِٱمْتِحَانِ + فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، + ٩ حَيْثُ ٱخْتَبَرُونِي وَٱمْتَحَنُونِي، وَمَعَ ذٰلِكَ رَأَوْا أَعْمَالِي + أَرْبَعِينَ سَنَةً. + ١٠ مِنْ أَجْلِ هٰذَا مَقَتُّ ذٰلِكَ ٱلْجِيلَ وَقُلْتُ: ‹إِنَّهُمْ شَارِدُونَ دَائِمًا فِي قُلُوبِهِمْ، + وَلَمْ يَعْرِفُوا طُرُقِي›. + ١١ وَهٰكَذَا حَلَفْتُ فِي غَضَبِي: ‹لَنْ يَدْخُلُوا + رَاحَتِي›». +
١٢ اِحْتَرِزُوا، أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، لِئَلَّا يَنْشَأَ فِي أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ عَدِيمُ ٱلْإِيمَانِ بِٱلِٱبْتِعَادِ عَنِ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ. + ١٣ بَلْ وَاظِبُوا عَلَى حَثِّ + بَعْضِكُمْ بَعْضًا كُلَّ يَوْمٍ، مَا دَامَ يُدْعَى «ٱلْيَوْمَ»، + لِئَلَّا يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِٱلْقُوَّةِ ٱلْخَادِعَةِ + لِلْخَطِيَّةِ. ١٤ لِأَنَّنَا لَا نَنَالُ نَصِيبًا فِي ٱلْمَسِيحِ + إِلَّا إِذَا تَمَسَّكْنَا بِثَبَاتٍ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ بِٱلثِّقَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ لَنَا فِي ٱلْبِدَايَةِ، + ١٥ مَا دَامَ يُقَالُ: «اَلْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ، + فَلَا تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ كَمَا حَدَثَ عِنْدَمَا أَثَارَ آبَاؤُكُمْ غَضَبِي». +
١٦ فَمَنْ هُمُ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا وَمَعَ ذٰلِكَ أَثَارُوا غَضَبَ ٱللّٰهِ؟ + أَلَيْسُوا جَمِيعَ ٱلَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ مِصْرَ عَلَى يَدِ مُوسَى؟ + ١٧ وَمَنْ مَقَتَ ٱللّٰهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً؟ + أَلَيْسَ ٱلَّذِينَ أَخْطَأُوا، ٱلَّذِينَ سَقَطَتْ جُثَثُهُمْ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ؟ + ١٨ وَلِمَنْ حَلَفَ + أَنَّهُمْ لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتَهُ إِلَّا لِلَّذِينَ عَصَوْا؟ + ١٩ فَنَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا بِسَبَبِ عَدَمِ ٱلْإِيمَانِ. +
٤ فَلْنَخَفْ إِذًا، مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ بِٱلدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ، + أَنْ يَبْدُوَ فِي وَقْتٍ مَا أَنَّ أَحَدَكُمْ قَدْ قَصَّرَ عَنْهُ. + ٢ لِأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا قَدْ بُشِّرْنَا + كَمَا بُشِّرُوا هُمْ. + غَيْرَ أَنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلَّتِي سُمِعَتْ لَمْ تَنْفَعْهُمْ، + لِأَنَّهُمْ لَمْ يَتَّحِدُوا فِي ٱلْإِيمَانِ + بِٱلَّذِينَ سَمِعُوا. + ٣ فَإِنَّنَا نَحْنُ ٱلَّذِينَ مَارَسْنَا ٱلْإِيمَانَ نَدْخُلُ ٱلرَّاحَةَ، كَمَا قَالَ: «وَهٰكَذَا حَلَفْتُ + فِي غَضَبِي: ‹لَنْ يَدْخُلُوا + رَاحَتِي›»، + مَعَ أَنَّ أَعْمَالَهُ قَدْ أُنْهِيَتْ + مُنْذُ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ. + ٤ لِأَنَّهُ قَالَ فِي مَوْضِعٍ عَنِ ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ هٰكَذَا: «وَٱسْتَرَاحَ ٱللّٰهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ»، + ٥ وَقَالَ أَيْضًا فِي هٰذَا ٱلْمَوْضِعِ: «لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي». +
٦ فَبِمَا أَنَّهُ يَبْقَى لِلْبَعْضِ أَنْ يَدْخُلُوهَا، وَٱلَّذِينَ بُشِّرُوا + أَوَّلًا لَمْ يَدْخُلُوا بِسَبَبِ ٱلْعِصْيَانِ، + ٧ يَعُودُ فَيُحَدِّدُ يَوْمًا إِذْ يَقُولُ بَعْدَ وَقْتٍ طَوِيلٍ جِدًّا فِي مَزْمُورٍ لِدَاوُدَ: «اَلْيَوْمَ»، كَمَا فِي ٱلْقَوْلِ ٱلْآنِفِ ٱلذِّكْرِ: «اَلْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ، + فَلَا تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ». + ٨ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ يَشُوعُ + قَدْ قَادَهُمْ إِلَى مَكَانِ رَاحَةٍ، + لَمَا تَكَلَّمَ ٱللّٰهُ بَعْدَ ذٰلِكَ + عَنْ يَوْمٍ آخَرَ. ٩ إِذًا تَبْقَى رَاحَةُ سَبْتٍ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ. + ١٠ لِأَنَّ ٱلَّذِي دَخَلَ رَاحَةَ ٱللّٰهِ + ٱسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضًا مِنْ أَعْمَالِهِ، + كَمَا ٱسْتَرَاحَ ٱللّٰهُ مِنْ أَعْمَالِهِ.
١١ إِذًا، فَلْنَبْذُلْ قُصَارَى جُهْدِنَا لِدُخُولِ تِلْكَ ٱلرَّاحَةِ، لِئَلَّا يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي ذٰلِكَ ٱلنَّمُوذَجِ مِنَ ٱلْعِصْيَانِ. + ١٢ لِأَنَّ كَلِمَةَ + ٱللّٰهِ حَيَّةٌ + وَفَعَّالَةٌ + وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ + وَتَخْرُقُ لِتَفْرُقَ بَيْنَ ٱلنَّفْسِ + وَٱلرُّوحِ، + وَبَيْنَ ٱلْمَفَاصِلِ وَمُخِّهَا، وَقَادِرَةٌ أَنْ تُمَيِّزَ أَفْكَارَ ٱلْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ. + ١٣ وَمَا مِنْ خَلِيقَةٍ غَيْرُ ظَاهِرَةٍ أَمَامَهُ، + بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ مَنْ نُؤَدِّي لَهُ ٱلْحِسَابَ. +
١٤ فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ ٱجْتَازَ ٱلسَّمٰوَاتِ، + يَسُوعُ ٱبْنُ ٱللّٰهِ، + فَلْنَتَمَسَّكْ بِٱعْتِرَافِنَا بِهِ. + ١٥ لِأَنَّ رَئِيسَ ٱلْكَهَنَةِ ٱلَّذِي لَنَا لَيْسَ غَيْرَ قَادِرٍ أَنْ يَتَعَاطَفَ + مَعَنَا فِي ضَعَفَاتِنَا، بَلْ قَدِ ٱمْتُحِنَ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَنَا، إِلَّا أَنَّهُ بِلَا خَطِيَّةٍ. + ١٦ فَلْنَقْتَرِبْ + إِذًا بِحُرِّيَّةِ كَلَامٍ + مِنْ عَرْشِ ٱلنِّعْمَةِ، لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عِنْدَمَا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلْعَوْنِ. +
٥ لِأَنَّ كُلَّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ مَأْخُوذٍ مِنْ بَيْنِ ٱلنَّاسِ يُقَامُ عَلَى خِدْمَةِ ٱللّٰهِ بِٱلنِّيَابَةِ عَنِ ٱلنَّاسِ، + لِكَيْ يُقَرِّبَ قَرَابِينَ وَذَبَائِحَ عَنِ ٱلْخَطَايَا. + ٢ وَهُوَ قَادِرٌ أَنْ يَرْفُقَ بِٱلْجَاهِلِينَ وَٱلضَّالِّينَ لِأَنَّهُ هُوَ أَيْضًا مُحَاطٌ بِضَعَفَاتِهِ، + ٣ وَبِسَبَبِهَا هُوَ مُلْزَمٌ أَنْ يُقَدِّمَ قَرَابِينَ عَنِ ٱلْخَطَايَا لِأَجْلِ نَفْسِهِ أَيْضًا كَمَا يَصْنَعُ لِأَجْلِ ٱلشَّعْبِ. +
٤ وَلَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُ هٰذِهِ ٱلْكَرَامَةَ مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهِ، + بَلْ مَنْ دَعَاهُ ٱللّٰهُ، + كَمَا دَعَا هَارُونَ. + ٥ فَكَذٰلِكَ ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا لَمْ يُمَجِّدْ هُوَ نَفْسَهُ + بِٱلصَّيْرُورَةِ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، + بَلْ مَجَّدَهُ + مَنْ قَالَ فِي شَأْنِهِ: «أَنْتَ ٱبْنِي، أَنَا ٱلْيَوْمَ وَلَدْتُكَ». + ٦ وَكَمَا يَقُولُ أَيْضًا فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ». +
٧ وَٱلْمَسِيحُ فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ قَدَّمَ تَضَرُّعَاتٍ وَطَلِبَاتٍ + أَيْضًا، بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ + وَدُمُوعٍ، لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ ٱلْمَوْتِ، وَٱسْتُجِيبَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ. + ٨ وَمَعَ كَوْنِهِ ٱبْنًا، تَعَلَّمَ ٱلطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ. + ٩ وَبَعْدَمَا كُمِّلَ، + عُهِدَ إِلَيْهِ بِٱلْخَلَاصِ ٱلْأَبَدِيِّ + لِجَمِيعِ ٱلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ، + ١٠ لِأَنَّ ٱللّٰهَ دَعَاهُ رَئِيسَ كَهَنَةٍ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ. +
١١ وَفِي مَا يَخْتَصُّ بِهِ عِنْدَنَا كَلَامٌ كَثِيرٌ وَيَصْعُبُ شَرْحُهُ، لِأَنَّ مَسَامِعَكُمْ صَارَتْ بَلِيدَةً. + ١٢ فَإِذْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ + بِسَبَبِ طُولِ ٱلزَّمَانِ، عُدْتُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى مَنْ يُعَلِّمُكُمْ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ ٱلْمَبَادِئَ ٱلْأَوَّلِيَّةَ + لِإِعْلَانَاتِ ٱللّٰهِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، + وَصِرْتُمْ كَٱلَّذِينَ يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلْحَلِيبِ لَا إِلَى ٱلطَّعَامِ ٱلْقَوِيِّ. + ١٣ لِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ ٱلْحَلِيبَ هُوَ غَيْرُ مُلِمٍّ بِكَلِمَةِ ٱلْبِرِّ، لِأَنَّهُ طِفْلٌ. + ١٤ وَأَمَّا ٱلطَّعَامُ ٱلْقَوِيُّ فَلِلنَّاضِجِينَ، ٱلَّذِينَ بِٱلْمُمَارَسَةِ صَارَتْ قُوَى إِدْرَاكِهِمْ + مُدَرَّبَةً عَلَى ٱلتَّمْيِيزِ بَيْنَ ٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ. +
٦ لِذٰلِكَ وَنَحْنُ تَارِكُونَ ٱلتَّعْلِيمَ ٱلْأَوَّلِيَّ + عَنِ ٱلْمَسِيحِ، + لِنَجِدَّ فِي ٱلتَّقَدُّمِ إِلَى ٱلنُّضْجِ + دُونَ أَنْ نَعُودَ إِلَى وَضْعِ ٱلْأَسَاسَاتِ: + اَلتَّوْبَةِ مِنَ ٱلْأَعْمَالِ ٱلْمَيِّتَةِ، + وَٱلْإِيمَانِ بِٱللّٰهِ، + ٢ تَعْلِيمِ ٱلْمَعْمُودِيَّاتِ + وَوَضْعِ ٱلْأَيْدِي، + قِيَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ + وَٱلدَّيْنُونَةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. + ٣ وَهٰذَا مَا سَنَفْعَلُهُ، إِنْ سَمَحَ ٱللّٰهُ. +
٤ لِأَنَّ ٱلَّذِينَ أُنِيرُوا مَرَّةً لَا غَيْرُ، + وَذَاقُوا ٱلْهِبَةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ، + وَصَارُوا مِمَّنْ نَالُوا نَصِيبًا مِنْ رُوحٍ قُدُسٍ، + ٥ وَذَاقُوا + كَلِمَةَ ٱللّٰهِ ٱلْحَسَنَةَ وَقُوَّاتِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْآتِي، + ٦ ثُمَّ زَلُّوا بَعِيدًا، + لَا يُمْكِنُ أَنْ يُرَدُّوا إِلَى ٱلتَّوْبَةِ، + لِأَنَّهُمْ يُعَلِّقُونَ ٱبْنَ ٱللّٰهِ ثَانِيَةً عَلَى ٱلْخَشَبَةِ وَيُعَرِّضُونَهُ لِلْخِزْيِ. + ٧ فَٱلْأَرْضُ ٱلَّتِي تَشْرَبُ ٱلْمَطَرَ ٱلنَّازِلَ عَلَيْهَا مِرَارًا، ثُمَّ تُطْلِعُ نَبْتًا يَنْفَعُ ٱلَّذِينَ تُفْلَحُ مِنْ أَجْلِهِمْ، + تَنَالُ بَرَكَةً مِنَ ٱللّٰهِ. ٨ أَمَّا إِذَا أَنْتَجَتْ شَوْكًا وَحَسَكًا، فَهِيَ مَرْفُوضَةٌ وَتُوشِكُ أَنْ تُلْعَنَ، + وَنِهَايَتُهَا ٱلْحَرْقُ. +
٩ وَمَعَ أَنَّنَا نَتَكَلَّمُ هٰكَذَا، فَنَحْنُ مُقْتَنِعُونَ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ أَنَّكُمْ فِي حَالٍ أَفْضَلَ وَأَنَّ لَكُمْ مَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلْخَلَاصِ. ١٠ لِأَنَّ ٱللّٰهَ لَيْسَ فِيهِ إِثْمٌ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ ٱسْمِهِ + فِي أَنَّكُمْ خَدَمْتُمُ ٱلْقِدِّيسِينَ + وَلَا تَزَالُونَ تَخْدُمُونَهُمْ. ١١ وَلٰكِنَّنَا نَشْتَهِي أَنْ يُظْهِرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ هٰذَا ٱلدَّأْبَ عَيْنَهُ لِحِيَازَةِ تَمَامِ يَقِينِ + ٱلرَّجَاءِ + إِلَى ٱلنِّهَايَةِ، + ١٢ لِكَيْلَا تَكُونُوا كَسَالَى، + بَلْ تَقْتَدُوا + بِٱلَّذِينَ بِٱلْإِيمَانِ وَٱلصَّبْرِ يَرِثُونَ ٱلْوُعُودَ. +
١٣ فَإِنَّ ٱللّٰهَ لَمَّا وَعَدَ إِبْرَاهِيمَ، + وَلَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يَحْلِفَ بِمَنْ هُوَ أَعْظَمُ، حَلَفَ + بِنَفْسِهِ، ١٤ قَائِلًا: «إِنِّي لَأُبَارِكَنَّكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرَنَّكَ تَكْثِيرًا». + ١٥ وَعَلَيْهِ فَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ أَظْهَرَ ٱلصَّبْرَ فَنَالَ هٰذَا ٱلْوَعْدَ. + ١٦ فَٱلنَّاسُ يَحْلِفُونَ بِمَنْ هُوَ أَعْظَمُ، + وَنِهَايَةُ كُلِّ جِدَالٍ عِنْدَهُمْ هِيَ ٱلْقَسَمُ، لِأَنَّهُ ضَمَانَةٌ قَانُونِيَّةٌ لَهُمْ. + ١٧ وَلِذٰلِكَ عِنْدَمَا قَصَدَ ٱللّٰهُ أَنْ يُبَيِّنَ أَكْثَرَ لِوَرَثَةِ + ٱلْوَعْدِ عَدَمَ تَغَيُّرِ + مَشُورَتِهِ، تَوَسَّطَ بِقَسَمٍ، ١٨ حَتَّى بِأَمْرَيْنِ عَدِيمَيِ ٱلتَّغَيُّرِ يَسْتَحِيلُ أَنْ يَكْذِبَ ٱللّٰهُ + فِيهِمَا يَكُونُ لَنَا، نَحْنُ ٱلَّذِينَ وَجَدْنَا ٱلْمَلْجَأَ، تَشْجِيعٌ قَوِيٌّ عَلَى ٱلتَّمَسُّكِ بِٱلرَّجَاءِ + ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا. ١٩ هٰذَا ٱلرَّجَاءُ + هُوَ لَنَا كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ، وَهُوَ أَكِيدٌ وَثَابِتٌ يَدْخُلُ إِلَى دَاخِلِ ٱلْحِجَابِ، + ٢٠ إِلَى حَيْثُ دَخَلَ يَسُوعُ كَسَابِقٍ مِنْ أَجْلِنَا، + ٱلَّذِي صَارَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ إِلَى ٱلْأَبَدِ. +
٧ فَإِنَّ مَلْكِي صَادِقَ هٰذَا، مَلِكَ شَلِيمَ، كَاهِنَ ٱللّٰهِ ٱلْعَلِيِّ، + ٱلَّذِي لَاقَى إِبْرَاهِيمَ عَائِدًا مِنْ كَسْرَةِ ٱلْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ، + ٢ وَٱلَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْرًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، + هُوَ أَوَّلًا «مَلِكُ ٱلْبِرِّ»، إِذَا تُرْجِمَ ٱسْمُهُ، ثُمَّ مَلِكُ شَلِيمَ + أَيْ «مَلِكُ ٱلسَّلَامِ». ٣ وَحَيْثُ إِنَّهُ لَا أَبَ لَهُ وَلَا أُمَّ وَلَا نَسَبَ وَلَا بِدَايَةَ أَيَّامٍ + وَلَا نِهَايَةَ حَيَاةٍ، بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِٱبْنِ ٱللّٰهِ، + فَإِنَّهُ يَبْقَى كَاهِنًا إِلَى مَدَى ٱلدَّهْرِ. +
٤ فَٱنْظُرُوا مَا أَعْظَمَ هٰذَا ٱلَّذِي أَعْطَاهُ إِبْرَاهِيمُ، رَأْسُ ٱلْعَائِلَةِ، عُشْرًا مِنْ خِيرَةِ ٱلْغَنَائِمِ! + ٥ إِنَّ ٱلشَّرِيعَةَ تُوصِي ٱلَّذِينَ يَقْبَلُونَ ٱلْوَظِيفَةَ ٱلْكَهَنُوتِيَّةَ مِنْ بَنِي لَاوِي + بِأَنْ يَجْمَعُوا ٱلْعُشُورَ + مِنَ ٱلشَّعْبِ، + أَيْ مِنْ إِخْوَتِهِمْ، مَعَ أَنَّهُمْ خَرَجُوا مِنْ صُلْبِ إِبْرَاهِيمَ. + ٦ أَمَّا مَلْكِي صَادِقُ ٱلَّذِي لَا نَسَبَ + لَهُ مِنْهُمْ فَقَدْ أَخَذَ ٱلْعُشُورَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ + وَبَارَكَ ٱلَّذِي كَانَتْ لَهُ ٱلْوُعُودُ. + ٧ وَمِمَّا لَا جِدَالَ فِيهِ أَنَّ ٱلْأَدْنَى يُبَارَكُ مِنَ ٱلْأَعْظَمِ. + ٨ فَمِنْ جِهَةٍ يَنَالُ ٱلْعُشُورَ أُنَاسٌ مَائِتُونَ، + وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى يَنَالُهَا إِنْسَانٌ مَشْهُودٌ لَهُ بِأَنَّهُ حَيٌّ. + ٩ وَإِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ، فَحَتَّى لَاوِي ٱلَّذِي يَنَالُ ٱلْعُشُورَ قَدْ دَفَعَ ٱلْعُشُورَ مِنْ خِلَالِ إِبْرَاهِيمَ، ١٠ لِأَنَّهُ كَانَ لَا يَزَالُ فِي صُلْبِ + أَبِيهِ عِنْدَمَا لَاقَاهُ مَلْكِي صَادِقُ. +
١١ وَلَوْ كَانَ ٱلْكَمَالُ + يَتَحَقَّقُ فِعْلًا بِٱلْكَهَنُوتِ ٱللَّاوِيِّ + (لِأَنَّهُ كَانَ أَحَدَ أَوْجُهِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّتِي أُعْطِيَتْ لِلشَّعْبِ)، + فَأَيُّ حَاجَةٍ بَعْدُ + إِلَى أَنْ يَقُومَ كَاهِنٌ آخَرُ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ + وَلَا يُقَالُ عَلَى غِرَارِ هَارُونَ؟ ١٢ لِأَنَّهُ مَا دَامَ يَحْصُلُ تَغْيِيرٌ لِلْكَهَنُوتِ، + فَبِٱلضَّرُورَةِ يَصِيرُ تَغْيِيرٌ أَيْضًا لِلشَّرِيعَةِ. + ١٣ لِأَنَّ ٱلَّذِي يُقَالُ هٰذِا فِيهِ يَنْتَمِي إِلَى سِبْطٍ آخَرَ + لَمْ يَقُمْ أَحَدٌ مِنْهُ بِٱلْخِدْمَةِ عِنْدَ ٱلْمَذْبَحِ. + ١٤ فَمِنَ ٱلْمَعْرُوفِ أَنَّ رَبَّنَا قَدْ طَلَعَ مِنْ يَهُوذَا، + مِنْ سِبْطٍ لَمْ يَتَكَلَّمْ مُوسَى عَنْهُ بِشَيْءٍ مِنْ جِهَةِ ٱلْكَهَنَةِ.
١٥ وَوَاضِحٌ أَكْثَرَ أَنَّهُ عَلَى شَبَهِ مَلْكِي صَادِقَ + يَقُومُ كَاهِنٌ آخَرُ، + ١٦ وَهُوَ لَمْ يَقُمْ عَلَى أَسَاسِ شَرِيعَةٍ تُوصِي بِٱتِّبَاعِ نَسَبٍ جَسَدِيٍّ، + بَلْ عَلَى أَسَاسِ قُوَّةٍ تُمَكِّنُهُ مِنَ ٱلتَّمَتُّعِ بِحَيَاةٍ لَا تُهْلَكُ، + ١٧ لِأَنَّهُ يُشْهَدُ لَهُ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ». +
١٨ إِذًا لَا بُدَّ مِنْ إِبْطَالِ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلسَّابِقَةِ بِسَبَبِ ضُعْفِهَا + وَعَدَمِ فَعَّالِيَّتِهَا. + ١٩ لِأَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ لَمْ تُكَمِّلْ شَيْئًا، + وَأَمَّا إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ + فَقَدْ كَمَّلَ، وَهُوَ رَجَاءٌ نَقْتَرِبُ بِهِ مِنَ ٱللّٰهِ. + ٢٠ وَكَمَا أَنَّ ذٰلِكَ لَمْ يَكُنْ بِدُونِ قَسَمٍ مُؤَكَّدٍ ٢١ (لِأَنَّ هُنَاكَ مَنْ صَارُوا كَهَنَةً بِدُونِ قَسَمٍ مُؤَكَّدٍ، أَمَّا يَسُوعُ فَبِقَسَمٍ مُؤَكَّدٍ مِنَ ٱلَّذِي قَالَ فِي شَأْنِهِ: «حَلَفَ يَهْوَهُ + (وَلَنْ يَنْدَمَ): ‹أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى ٱلْأَبَدِ›»)، + ٢٢ فَبِمِقْدَارِ ذٰلِكَ أَيْضًا صَارَ يَسُوعُ ٱلْكَفَالَةَ لِعَهْدٍ أَفْضَلَ. + ٢٣ فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ لَزِمَ أَنْ يَتَوَالَى كَهَنَةٌ كَثِيرُونَ، + لِأَنَّ ٱلْمَوْتَ مَنَعَهُمْ + مِنَ ٱلْبَقَاءِ، ٢٤ أَمَّا هُوَ فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ يَبْقَى حَيًّا إِلَى ٱلْأَبَدِ، + فَلَهُ كَهَنُوتٌ بِلَا خُلَفَاءَ. ٢٥ وَمِنْ ثَمَّ فَهُوَ قَادِرٌ أَيْضًا أَنْ يُخَلِّصَ تَمَامًا ٱلَّذِينَ يَقْتَرِبُونَ بِهِ إِلَى ٱللّٰهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ كُلَّ حِينٍ لِيَشْفَعَ لَهُمْ. +
٢٦ فَكَانَ يُلَائِمُنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هٰذَا: + وَلِيٌّ، + بِلَا خُبْثٍ، + غَيْرُ مُدَنَّسٍ، + مُنْفَصِلٌ عَنِ ٱلْخُطَاةِ، + وَصَارَ أَعْلَى مِنَ ٱلسَّمٰوَاتِ. + ٢٧ وَهُوَ لَا يَحْتَاجُ كُلَّ يَوْمٍ، + كَرُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ، أَنْ يُقَرِّبَ ذَبَائِحَ عَنْ خَطَايَاهُ هُوَ أَوَّلًا + ثُمَّ عَنْ خَطَايَا ٱلشَّعْبِ + (لِأَنَّهُ فَعَلَ هٰذَا مَرَّةً + لَا غَيْرُ عِنْدَمَا قَرَّبَ + نَفْسَهُ). ٢٨ فَإِنَّ ٱلشَّرِيعَةَ تُعَيِّنُ أُنَاسًا رُؤَسَاءَ كَهَنَةٍ + بِهِمْ ضُعْفٌ، + وَأَمَّا كَلِمَةُ ٱلْقَسَمِ ٱلْمُؤَكَّدِ + ٱلَّذِي أَتَى بَعْدَ ٱلشَّرِيعَةِ فَتُعَيِّنُ ٱبْنًا مُكَمَّلًا + إِلَى ٱلْأَبَدِ.
٨ وَأَمَّا ٱلنُّقْطَةُ ٱلرَّئِيسِيَّةُ فِي ٱلْمَوْضُوعِ فَهِيَ: إِنَّ لَنَا رَئِيسَ كَهَنَةٍ + مِثْلَ هٰذَا، قَدْ جَلَسَ عَنْ يَمِينِ عَرْشِ ٱلْجَلَالَةِ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ، + ٢ خَادِمًا لِأَجْلِ ٱلشَّعْبِ فِي ٱلْمَوْضِعِ ٱلْمُقَدَّسِ + وَٱلْخَيْمَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ ٱلَّتِي نَصَبَهَا يَهْوَهُ + لَا ٱلْإِنْسَانُ. + ٣ لِأَنَّ كُلَّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ يُعَيَّنُ لِيُقَرِّبَ قَرَابِينَ وَذَبَائِحَ، + وَلِذٰلِكَ كَانَ ضَرُورِيًّا أَنْ يَكُونَ لِهٰذَا أَيْضًا شَيْءٌ يُقَرِّبُهُ. + ٤ فَلَوْ كَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ لَمَا كَانَ كَاهِنًا، + لِأَنَّهُ يُوجَدُ أُنَاسٌ يُقَرِّبُونَ ٱلْقَرَابِينَ وَفْقَ ٱلشَّرِيعَةِ، ٥ لٰكِنَّهُمْ إِذْ يُؤَدُّونَ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً، إِنَّمَا يَخْدُمُونَ صُورَةً رَمْزِيَّةً + وَظِلًّا + لِلْأَشْيَاءِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ، كَمَا أُعْطِيَ مُوسَى ٱلْأَمْرَ ٱلْإِلٰهِيَّ + عِنْدَمَا تَهَيَّأَ لِتَنْفِيذِ عَمَلِ ٱلْخَيْمَةِ: + «اُنْظُرْ أَنْ تَصْنَعَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ ٱلنَّمُوذَجِ ٱلَّذِي أُرِيتَهُ فِي ٱلْجَبَلِ». + ٦ أَمَّا ٱلْآنَ فَقَدْ نَالَ يَسُوعُ خِدْمَةً أَسْمَى، بِحَيْثُ إِنَّهُ وَسِيطٌ + أَيْضًا لِعَهْدٍ أَفْضَلَ، + عَهْدٍ ثُبِّتَ قَانُونِيًّا عَلَى وُعُودٍ أَفْضَلَ. +
٧ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذٰلِكَ ٱلْعَهْدُ ٱلْأَوَّلُ بِلَا عَيْبٍ، لَمَا كَانَ هُنَالِكَ دَاعٍ إِلَى ثَانٍ، + ٨ لِأَنَّهُ يَعِيبُ ٱلشَّعْبَ عِنْدَمَا يَقُولُ: «‹هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي›، يَقُولُ يَهْوَهُ، ‹فَأَقْطَعُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْدًا جَدِيدًا، + ٩ لَا بِحَسَبِ ٱلْعَهْدِ + ٱلَّذِي عَمِلْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُ بِيَدِهِمْ لِأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، + لِأَنَّهُمْ لَمْ يَسْتَمِرُّوا عَلَى عَهْدِي، + فَلَمْ أَعُدْ أَعْتَنِي بِهِمْ›، يَقُولُ يَهْوَهُ». +
١٠ «‹لِأَنَّ هٰذَا هُوَ ٱلْعَهْدُ ٱلَّذِي أُعَاهِدُ بِهِ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ›، يَقُولُ يَهْوَهُ. ‹أَجْعَلُ شَرَائِعِي فِي عُقُولِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا فِي قُلُوبِهِمْ. + وَأَكُونُ إِلٰهَهُمْ، + وَهُمْ يَكُونُونَ شَعْبِي. +
١١ «‹وَلَنْ يُعَلِّمَ كُلُّ وَاحِدٍ ٱبْنَ وَطَنِهِ وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ، قَائِلًا: «اِعْرِفْ يَهْوَهَ!». + لِأَنَّ جَمِيعَهُمْ سَيَعْرِفُونَنِي، + مِنْ أَصْغَرِهِمْ إِلَى أَكْبَرِهِمْ. ١٢ لِأَنَّنِي سَأَكُونُ رَحِيمًا تِجَاهَ أَفْعَالِهِمِ ٱلْأَثِيمَةِ، وَلَنْ أَتَذَكَّرَ مِنْ بَعْدُ خَطَايَاهُمْ›». +
١٣ فَبِقَوْلِهِ «عَهْدًا جَدِيدًا» عَتَّقَ ٱلسَّابِقَ. + وَأَمَّا مَا يَعْتُقُ وَيَشِيخُ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ ٱلِٱضْمِحْلَالِ. +
٩ إِذًا، كَانَتْ لِلْعَهْدِ ٱلسَّابِقِ فَرَائِضُ خِدْمَةٍ مُقَدَّسَةٍ + وَكَانَ لَهُ أَيْضًا مَقْدِسُهُ ٱلْأَرْضِيُّ. + ٢ فَقَدْ بُنِيَ ٱلْقِسْمُ ٱلْأَوَّلُ مِنَ ٱلْخَيْمَةِ، وَهُوَ ٱلَّذِي يُدْعَى «ٱلْقُدْسَ»، + وَكَانَتْ فِيهِ ٱلْمَنَارَةُ + وَٱلْمَائِدَةُ + وَأَرْغِفَةُ ٱلتَّقْدِمَةِ. + ٣ أَمَّا وَرَاءَ ٱلْحِجَابِ ٱلثَّانِي + فَكَانَ ٱلْقِسْمُ مِنَ ٱلْخَيْمَةِ ٱلْمَدْعُوُّ «قُدْسَ ٱلْأَقْدَاسِ». + ٤ وَكَانَ لِهٰذَا مِبْخَرَةٌ ذَهَبِيَّةٌ + وَتَابُوتُ ٱلْعَهْدِ + ٱلْمُغَشَّى بِٱلذَّهَبِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، + وَفِيهِ ٱلْجَرَّةُ ٱلذَّهَبِيَّةُ ٱلَّتِي تَحْتَوِي عَلَى ٱلْمَنِّ، + وَعَصَا هَارُونَ ٱلَّتِي أَخْرَجَتِ ٱلْبَرَاعِمَ، + وَلَوْحَا + ٱلْعَهْدِ؛ ٥ أَمَّا فَوْقَهُ فَكَانَ ٱلْكَرُوبَانِ + ٱلْمَجِيدَانِ يُظَلِّلَانِ غِطَاءَ ٱلْكَفَّارَةِ. + لٰكِنْ لَيْسَ ٱلْوَقْتُ ٱلْآنَ لِلتَّكَلُّمِ بِٱلتَّفْصِيلِ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَشْيَاءِ.
٦ وَبَعْدَمَا بُنِيَتْ هٰذِهِ ٱلْأَشْيَاءُ هٰكَذَا، صَارَ ٱلْكَهَنَةُ يَدْخُلُونَ ٱلْقِسْمَ ٱلْأَوَّلَ مِنَ ٱلْخَيْمَةِ + كُلَّ حِينٍ لِإِنْجَازِ ٱلْخِدْمَاتِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. + ٧ وَأَمَّا ٱلْقِسْمُ ٱلثَّانِي فَيَدْخُلُهُ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ وَحْدَهُ مَرَّةً فِي ٱلسَّنَةِ، + وَلَا يَدْخُلُهُ بِدُونِ ٱلدَّمِ + ٱلَّذِي يُقَرِّبُهُ عَنْ نَفْسِهِ + وَعَنْ خَطَايَا جَهْلِ ٱلشَّعْبِ. + ٨ وَهٰكَذَا يُوضِحُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَنَّ ٱلطَّرِيقَ + إِلَى قُدْسِ ٱلْأَقْدَاسِ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُظْهِرَ بَعْدُ مَا دَامَتِ ٱلْخَيْمَةُ ٱلْأُولَى قَائِمَةً. + ٩ وَهٰذِهِ ٱلْخَيْمَةُ عَيْنُهَا هِيَ مِثَالٌ + لِلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ ٱلَّذِي هُوَ ٱلْآنَ، + وَبِحَسَبِ هٰذَا ٱلْمِثَالِ تُقَرَّبُ قَرَابِينُ وَذَبَائِحُ. + لٰكِنَّ هٰذِهِ لَا تَقْدِرُ أَنْ تَمْنَحَ ٱلَّذِي يَقُومُ بِٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ضَمِيرًا + طَاهِرًا تَمَامًا، + ١٠ بَلْ إِنَّمَا تَتَعَلَّقُ بِأَطْعِمَةٍ + وَأَشْرِبَةٍ + وَمَعْمُودِيَّاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ. + إِنَّهَا شَرَائِعُ تَتَعَلَّقُ بِٱلْجَسَدِ + وَقَدْ فُرِضَتْ حَتَّى ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ لِتَقْوِيمِ ٱلْأُمُورِ. +
١١ وَلٰكِنْ عِنْدَمَا جَاءَ ٱلْمَسِيحُ رَئِيسَ كَهَنَةٍ + لِلْخَيْرَاتِ ٱلَّتِي تَحَقَّقَتِ، ٱجْتَازَ ٱلْخَيْمَةَ ٱلْأَعْظَمَ وَٱلْأَكْمَلَ غَيْرَ ٱلْمَصْنُوعَةِ بِأَيْدٍ، ٱلَّتِي لَيْسَتْ مِنْ هٰذِهِ ٱلْخَلِيقَةِ، + ١٢ وَدَخَلَ مَرَّةً لَا غَيْرُ إِلَى قُدْسِ ٱلْأَقْدَاسِ، لَا بِدَمِ + مِعْزًى وَعُجُولٍ، بَلْ بِدَمِهِ ٱلْخَاصِّ، + وَحَصَلَ عَلَى إِنْقَاذٍ أَبَدِيٍّ لَنَا. + ١٣ لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ مِعْزًى + وَثِيرَانٍ + وَرَمَادُ + عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى ٱلْمُدَنَّسِينَ + يُقَدِّسُ إِلَى حَدِّ طَهَارَةِ ٱلْجَسَدِ، + ١٤ فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ دَمُ + ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي بِرُوحٍ أَبَدِيٍّ قَرَّبَ + نَفْسَهُ لِلّٰهِ بِلَا شَائِبَةٍ، يُطَهِّرُ + ضَمَائِرَنَا مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ + لِنُؤَدِّيَ لِلّٰهِ ٱلْحَيِّ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً؟ +
١٥ مِنْ أَجْلِ هٰذَا هُوَ وَسِيطُ + عَهْدٍ جَدِيدٍ، لِكَيْ يَنَالَ ٱلْمَدْعُوُّونَ ٱلْوَعْدَ بِٱلْمِيرَاثِ ٱلْأَبَدِيِّ، + لِأَنَّ مَوْتًا قَدْ حَدَثَ لِفِدَائِهِمْ + مِنَ ٱلتَّعَدِّيَاتِ ٱلَّتِي فِي ٱلْعَهْدِ ٱلسَّابِقِ. + ١٦ فَحَيْثُ يُوجَدُ عَهْدٌ + يَلْزَمُ أَنْ يَتَوَفَّرَ مَوْتُ ٱلْمُعَاهِدِ ٱلْبَشَرِيِّ. ١٧ لِأَنَّ ٱلْعَهْدَ يَكُونُ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ عَلَى أَسَاسِ ذَبَائِحَ مَيِّتَةٍ، إِذْ لَا يَكُونُ نَافِذًا أَبَدًا مَا دَامَ ٱلْمُعَاهِدُ ٱلْبَشَرِيُّ حَيًّا. ١٨ فَمِنْ ثَمَّ، حَتَّى ٱلْعَهْدُ ٱلسَّابِقُ + لَمْ يُدَشَّنْ بِلَا دَمٍ. + ١٩ فَمُوسَى، بَعْدَمَا كَلَّمَ جَمِيعَ ٱلشَّعْبِ بِكُلِّ وَصِيَّةٍ بِحَسَبِ ٱلشَّرِيعَةِ، + أَخَذَ دَمَ ٱلْعُجُولِ وَٱلْمِعْزَى وَبَعْضَ ٱلْمَاءِ مَعَ صُوفٍ قِرْمِزِيٍّ وَزُوفَى + وَرَشَّ ٱلْكِتَابَ وَجَمِيعَ ٱلشَّعْبِ، ٢٠ قَائِلًا: «هٰذَا هُوَ دَمُ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي أَوْصَاكُمُ ٱللّٰهُ بِهِ». + ٢١ وَٱلْخَيْمَةُ + وَجَمِيعُ آنِيَةِ ٱلْخِدْمَةِ رَشَّهَا كَذٰلِكَ بِٱلدَّمِ. + ٢٢ نَعَمْ، إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ تَقْرِيبًا يُطَهَّرُ حَسَبَ ٱلشَّرِيعَةِ بِٱلدَّمِ، + وَبِدُونِ إِرَاقَةِ دَمٍ + لَا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ. +
٢٣ إِذًا، كَانَ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنَّ ٱلصُّوَرَ ٱلرَّمْزِيَّةَ + لِمَا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ تُطَهَّرُ هٰكَذَا، + وَأَمَّا ٱلْأُمُورُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ نَفْسُهَا فَبِذَبَائِحَ أَفْضَلَ مِنْ تِلْكَ ٱلذَّبَائِحِ. ٢٤ لِأَنَّ ٱلْمَسِيحَ لَمْ يَدْخُلْ إِلَى قُدْسِ أَقْدَاسٍ مَصْنُوعٍ بِأَيْدٍ، + هُوَ نُسْخَةٌ عَنِ ٱلْحَقِيقَةِ، + بَلْ إِلَى ٱلسَّمَاءِ عَيْنِهَا، + لِيَظْهَرَ ٱلْآنَ أَمَامَ حَضْرَةِ ٱللّٰهِ مِنْ أَجْلِنَا. + ٢٥ وَلَا لِيُقَرِّبَ نَفْسَهُ مِرَارًا كَثِيرَةً، كَمَا يَدْخُلُ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ إِلَى قُدْسِ ٱلْأَقْدَاسِ + كُلَّ سَنَةٍ + بِدَمِ غَيْرِهِ. ٢٦ وَإِلَّا لَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَأَلَّمَ مِرَارًا كَثِيرَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ + ٱلْعَالَمِ. وَلٰكِنَّهُ ٱلْآنَ قَدْ أَظْهَرَ نَفْسَهُ + مَرَّةً + لَا غَيْرُ عِنْدَ ٱخْتِتَامِ أَنْظِمَةِ ٱلْأَشْيَاءِ + لِيُزِيلَ ٱلْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ. + ٢٧ وَكَمَا هُوَ مَحْفُوظٌ لِلنَّاسِ + أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً وَاحِدَةً فَقَطْ، ثُمَّ يَلِي ذٰلِكَ دَيْنُونَةٌ، + ٢٨ هٰكَذَا ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا قُرِّبَ مَرَّةً + لَا غَيْرُ لِيَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ. + وَحِينَ يَظْهَرُ + ثَانِيَةً + يَكُونُ ذٰلِكَ، لَا لِإِزَالَةِ ٱلْخَطِيَّةِ، + بَلْ لِخَلَاصِ ٱلَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ. +
١٠ فَحَيْثُ إِنَّ لِلشَّرِيعَةِ ظِلَّ + ٱلْخَيْرَاتِ ٱلْآتِيَةِ لَا جَوْهَرَ ٱلْأَشْيَاءِ عَيْنَهُ، لَا يَقْدِرُ ٱلنَّاسُ أَبَدًا، بِٱلذَّبَائِحِ نَفْسِهَا ٱلَّتِي يُقَرِّبُونَهَا بِلَا ٱنْقِطَاعٍ سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ، أَنْ يَجْعَلُوا ٱلَّذِينَ يَتَقَرَّبُونَ إِلَى ٱللّٰهِ كَامِلِينَ. + ٢ وَإِلَّا أَفَمَا كَانُوا قَدْ كَفُّوا عَنْ تَقْرِيبِهَا، لِأَنَّ ٱلَّذِينَ يُؤَدُّونَ ٱلْخِدْمَةَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَقَدْ تَطَهَّرُوا مَرَّةً لَا غَيْرُ لَا يَبْقَى لَهُمْ شُعُورٌ بِٱلْخَطَايَا؟ + ٣ وَلٰكِنْ فِي تِلْكَ ٱلذَّبَائِحِ تَذْكِيرٌ بِٱلْخَطَايَا سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ، + ٤ لِأَنَّهُ مِنَ ٱلْمُسْتَحِيلِ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَمِعْزًى يَنْزِعُ ٱلْخَطَايَا. +
٥ لِذٰلِكَ عِنْدَمَا يَدْخُلُ إِلَى ٱلْعَالَمِ يَقُولُ: «‹ذَبِيحَةً وَقُرْبَانًا لَمْ تُرِدْ، + وَلٰكِنَّكَ هَيَّأْتَ لِي جَسَدًا. + ٦ لَمْ تَرْضَ بِمُحْرَقَاتٍ وَقُرْبَانِ خَطِيَّةٍ›. + ٧ ثُمَّ قُلْتُ: ‹هَا أَنَا آتٍ (كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي دَرْجِ ٱلْكِتَابِ) + لِأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا اَللّٰهُ›». + ٨ فَبَعْدَمَا يَقُولُ أَوَّلًا: «ذَبَائِحَ وَقَرَابِينَ وَمُحْرَقَاتٍ وَقُرْبَانَ خَطِيَّةٍ لَمْ تُرِدْ وَلَمْ تَرْضَ بِهَا» + — اَلذَّبَائِحَ ٱلَّتِي تُقَرَّبُ حَسَبَ ٱلشَّرِيعَةِ + — ٩ يَقُولُ حِينَئِذٍ: «هَا أَنَا آتٍ لِأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ». + فَيُلْغِي مَا هُوَ أَوَّلُ لِكَيْ يُثْبِتَ مَا هُوَ ثَانٍ. + ١٠ بِهٰذِهِ «ٱلْمَشِيئَةِ» + قُدِّسْنَا + بِتَقْرِيبِ + جَسَدِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مَرَّةً + لَا غَيْرُ.
١١ وَكُلُّ كَاهِنٍ يَقِفُ فِي مَكَانِهِ + يَوْمِيًّا + فَيَقُومُ بِٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَامَّةِ وَيُقَرِّبُ ٱلذَّبَائِحَ نَفْسَهَا مِرَارًا كَثِيرَةً، وَذٰلِكَ لِأَنَّهَا لَا تَسْتَطِيعُ أَبَدًا أَنْ تَنْزِعَ ٱلْخَطَايَا تَمَامًا. + ١٢ أَمَّا هٰذَا فَقَرَّبَ ذَبِيحَةً وَاحِدَةً عَنِ ٱلْخَطَايَا إِلَى مَدَى ٱلدَّهْرِ + وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ ٱللّٰهِ، + ١٣ مُنْتَظِرًا مُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْحِينِ أَنْ يُوضَعَ أَعْدَاؤُهُ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْهِ. + ١٤ فَإِنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ، ذَبِيحَةٍ، + جَعَلَ ٱلْمُقَدَّسِينَ كَامِلِينَ + إِلَى مَدَى ٱلدَّهْرِ. ١٥ وَيَشْهَدُ لَنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ + أَيْضًا، لِأَنَّهُ بَعْدَ أَنْ قَالَ: ١٦ «‹هٰذَا هُوَ ٱلْعَهْدُ ٱلَّذِي أُعَاهِدُهُمْ بِهِ بَعْدَ تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ›، يَقُولُ يَهْوَهُ. ‹أَجْعَلُ شَرَائِعِي فِي قُلُوبِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا فِي عُقُولِهِمْ›»، + ١٧ يَرْجِعُ فَيَقُولُ: «وَلَنْ أَتَذَكَّرَ مِنْ بَعْدُ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ». + ١٨ فَحَيْثُ تُوجَدُ مَغْفِرَةٌ + لِهٰذِهِ، لَا تَبْقَى حَاجَةٌ بَعْدُ إِلَى قُرْبَانٍ عَنِ ٱلْخَطَايَا. +
١٩ إِذًا أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، حَيْثُ إِنَّنَا نَثِقُ ثِقَةً تَامَّةً بِأَنَّ لَنَا طَرِيقًا لِلدُّخُولِ + إِلَى قُدْسِ ٱلْأَقْدَاسِ + بِدَمِ يَسُوعَ، ٢٠ طَرِيقًا جَدِيدًا حَيًّا دَشَّنَهُ لَنَا عَبْرَ ٱلْحِجَابِ، + أَيْ جَسَدِهِ، + ٢١ وَبِمَا أَنَّ لَنَا كَاهِنًا عَظِيمًا عَلَى بَيْتِ ٱللّٰهِ، + ٢٢ فَلْنَقْتَرِبْ بِقُلُوبٍ صَادِقَةٍ فِي تَمَامِ يَقِينِ ٱلْإِيمَانِ، وَقُلُوبُنَا مَرْشُوشَةٌ مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ + وَأَجْسَادُنَا مَغْسُولَةٌ بِمَاءٍ طَاهِرٍ. + ٢٣ وَلْنَتَمَسَّكْ بِإِعْلَانِ رَجَائِنَا + جَهْرًا مِنْ دُونِ تَقَلُّبٍ، + لِأَنَّ ٱلَّذِي وَعَدَ أَمِينٌ. + ٢٤ وَلْنُرَاعِ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ + عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ، + ٢٥ غَيْرَ تَارِكِينَ ٱجْتِمَاعَنَا، + كَمَا هُوَ مِنْ عَادَةِ ٱلْبَعْضِ، بَلْ مُشَجِّعِينَ + بَعْضُنَا بَعْضًا، وَبِٱلْأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ ٱلْيَوْمَ يَقْتَرِبُ. +
٢٦ لِأَنَّنَا إِنْ مَارَسْنَا ٱلْخَطِيَّةَ عَمْدًا + بَعْدَمَا نِلْنَا مَعْرِفَةَ ٱلْحَقِّ ٱلدَّقِيقَةَ، + لَا تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ ٱلْخَطَايَا، + ٢٧ بَلْ تَرَقُّبٌ مُخِيفٌ لِلدَّيْنُونَةِ + وَغَيْرَةُ نَارٍ سَوْفَ تَأْكُلُ ٱلْمُقَاوِمِينَ. + ٢٨ مَنْ تَجَاهَلَ شَرِيعَةَ مُوسَى فَعَلَى شَهَادَةِ ٱثْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ يَمُوتُ بِلَا رَأْفَةٍ. + ٢٩ فَكَمْ، تَظُنُّونَ، يُحْسَبُ مُسْتَحِقًّا عِقَابًا أَشَدَّ + مَنْ دَاسَ + ٱبْنَ ٱللّٰهِ، وَٱعْتَبَرَ دَمَ + ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قُدِّسَ بِهِ مُبْتَذَلًا، وَأَسَاءَ بِٱزْدِرَاءٍ إِلَى رُوحِ + ٱلنِّعْمَةِ؟ ٣٠ لِأَنَّنَا نَعْرِفُ ٱلَّذِي قَالَ: «لِي ٱلِٱنْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي»، + وَأَيْضًا: «يَهْوَهُ يَدِينُ شَعْبَهُ». + ٣١ مُخِيفٌ هُوَ ٱلْوُقُوعُ فِي يَدَيِ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ! +
٣٢ وَلٰكِنِ ٱذْكُرُوا عَلَى ٱلدَّوَامِ ٱلْأَيَّامَ ٱلسَّالِفَةَ ٱلَّتِي فِيهَا، بَعْدَمَا أُنِرْتُمُ، + ٱحْتَمَلْتُمْ تَحْتَ ٱلْآلَامِ نِضَالًا عَظِيمًا، + ٣٣ تَارَةً حِينَ صِرْتُمْ عُرْضَةً لِلتَّعْيِيرَاتِ وَٱلضِّيقَاتِ وَكَأَنَّكُمْ فِي ٱلْمَسْرَحِ، + وَتَارَةً حِينَ صِرْتُمْ شُرَكَاءَ ٱلَّذِينَ عُومِلُوا هٰكَذَا. + ٣٤ لِأَنَّكُمْ تَعَاطَفْتُمْ مَعَ ٱلْمَسْجُونِينَ وَأَيْضًا قَبِلْتُمْ بِفَرَحٍ نَهْبَ + مُمْتَلَكَاتِكُمْ، عَارِفِينَ أَنَّ لَكُمْ أَنْتُمْ مُقْتَنًى أَفْضَلَ وَبَاقِيًا. +
٣٥ إِذًا، لَا تَطْرَحُوا مَا لَكُمْ مِنْ حُرِّيَّةِ كَلَامٍ، + ٱلَّتِي لَهَا مُكَافَأَةٌ عَظِيمَةٌ. + ٣٦ فَأَنْتُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلِٱحْتِمَالِ + لِكَيْ تَنَالُوا إِتْمَامَ ٱلْوَعْدِ + بَعْدَ أَنْ تَكُونُوا قَدْ فَعَلْتُمْ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ. + ٣٧ فَإِنَّهُ بَعْدَ «قَلِيلٍ جِدًّا»، + «يَصِلُ ٱلْآتِي وَلَا يَتَأَخَّرُ». + ٣٨ «أَمَّا بَارِّي فَبِٱلْإِيمَانِ يَحْيَا»، + وَ «إِنْ تَرَاجَعَ لَا تُسَرُّ بِهِ نَفْسِي». + ٣٩ وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا مِمَّنْ يَتَرَاجَعُونَ لِلْهَلَاكِ، + بَلْ مِمَّنْ لَهُمْ إِيمَانٌ لِٱسْتِحْيَاءِ ٱلنَّفْسِ. +
١١ اَلْإِيمَانُ + هُوَ ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ، + وَٱلْبُرْهَانُ ٱلْجَلِيُّ عَلَى حَقَائِقَ لَا تُرَى. + ٢ فَإِنَّهُ بِهٰذَا شُهِدَ لِلْأَقْدَمِينَ. +
٣ بِٱلْإِيمَانِ نُدْرِكُ أَنَّ أَنْظِمَةَ ٱلْأَشْيَاءِ + نُظِّمَتْ بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ، + حَتَّى إِنَّ مَا يُرَى أَتَى مِمَّا لَا يُرَى. +
٤ بِٱلْإِيمَانِ قَرَّبَ هَابِيلُ لِلّٰهِ ذَبِيحَةً أَعْظَمَ قِيمَةً مِنْ قَايِينَ، + وَبِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ ٱللّٰهُ + لِقَرَابِينِهِ، وَبِهِ يَتَكَلَّمُ بَعْدُ، مَعَ أَنَّهُ مَاتَ. +
٥ بِٱلْإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ + لِكَيْلَا يَرَى ٱلْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لِأَنَّ ٱللّٰهَ نَقَلَهُ. + فَقَدْ شُهِدَ لَهُ قَبْلَ نَقْلِهِ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى ٱللّٰهَ. + ٦ وَبِدُونِ إِيمَانٍ + يَسْتَحِيلُ إِرْضَاؤُهُ، + لِأَنَّهُ يَجِبُ عَلَى ٱلَّذِي يَقْتَرِبُ إِلَى ٱللّٰهِ أَنْ يُؤْمِنَ بِأَنَّهُ كَائِنٌ + وَبِأَنَّهُ يُكَافِئُ + ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ. +
٧ بِٱلْإِيمَانِ نُوحٌ، + بَعْدَمَا أُعْطِيَ تَحْذِيرًا إِلٰهِيًّا مِنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ، + ٱتَّقَى وَبَنَى فُلْكًا + لِخَلَاصِ أَهْلِ بَيْتِهِ. وَبِهٰذَا ٱلْإِيمَانِ حَكَمَ عَلَى ٱلْعَالَمِ، + وَصَارَ وَارِثًا لِلْبِرِّ + ٱلَّذِي بِحَسَبِ ٱلْإِيمَانِ.
٨ بِٱلْإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ، + لَمَّا دُعِيَ، أَطَاعَ فَخَرَجَ إِلَى مَكَانٍ كَانَ مُعَيَّنًا لَهُ أَنْ يَنَالَهُ مِيرَاثًا. وَخَرَجَ مَعَ أَنَّهُ لَا يَعْرِفُ أَيْنَ يَذْهَبُ. + ٩ بِٱلْإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ كَمَا فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ، + وَسَكَنَ فِي خِيَامٍ + مَعَ إِسْحَاقَ + وَيَعْقُوبَ، + ٱلْوَارِثَيْنِ مَعَهُ لِلْوَعْدِ عَيْنِهِ. + ١٠ لِأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ ٱلْمَدِينَةَ + ٱلَّتِي لَهَا أَسَاسَاتٌ حَقِيقِيَّةٌ، ٱلَّتِي ٱللّٰهُ بَانِيهَا وَصَانِعُهَا. +
١١ بِٱلْإِيمَانِ أَيْضًا نَالَتْ سَارَةُ + نَفْسُهَا قُوَّةً لِتَحْبَلَ بِنَسْلٍ، مَعَ أَنَّهَا جَاوَزَتِ ٱلسِّنَّ، + لِأَنَّهَا ٱعْتَبَرَتْ أَنَّ ٱلَّذِي وَعَدَ أَمِينٌ. + ١٢ وَهٰكَذَا أَيْضًا وُلِدَ مِنْ رَجُلٍ وَاحِدٍ، + وَهُوَ كَٱلْمَيْتِ، + أَوْلَادٌ كَنُجُومِ ٱلسَّمَاءِ فِي ٱلْكَثْرَةِ وَكَٱلرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى شَاطِئِ ٱلْبَحْرِ ٱلَّذِي لَا يُعَدُّ. +
١٣ فِي ٱلْإِيمَانِ مَاتَ + هٰؤُلَاءِ أَجْمَعُونَ، وَلَمْ يَنَالُوا إِتْمَامَ ٱلْوُعُودِ، + بَلْ مِنْ بَعِيدٍ رَأَوْهَا + وَرَحَّبُوا بِهَا وَأَعْلَنُوا جَهْرًا أَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلَاءُ فِي تِلْكَ ٱلْأَرْضِ. + ١٤ فَإِنَّ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ مِثْلَ ذٰلِكَ يُعْطُونَ دَلِيلًا أَنَّهُمْ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِ مَكَانٍ خَاصٍّ بِهِمْ. + ١٥ وَلٰكِنَّهُمْ لَوْ ظَلُّوا يَذْكُرُونَ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانَ ٱلَّذِي خَرَجُوا مِنْهُ، + لَكَانَ لَهُمْ فُرْصَةٌ لِلْعَوْدَةِ. + ١٦ أَمَّا ٱلْآنَ فَهُمْ يَبْتَغُونَ مَكَانًا أَفْضَلَ، مَكَانًا تَابِعًا لِلسَّمَاءِ. + لِذٰلِكَ لَا يَخْجَلُ ٱللّٰهُ بِهِمْ حِينَ يَدْعُونَهُ إِلٰهًا لَهُمْ، + لِأَنَّهُ أَعَدَّ مَدِينَةً + لَهُمْ.
١٧ بِٱلْإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ، لَمَّا ٱمْتُحِنَ، + كَأَنَّمَا قَرَّبَ إِسْحَاقَ. فَذَاكَ ٱلَّذِي قَبِلَ ٱلْوُعُودَ بِسُرُورٍ هَمَّ بِتَقْرِيبِ ٱلِٱبْنِ، مَوْلُودِهِ ٱلْوَحِيدِ، + ١٨ وَكَانَ قَدْ قِيلَ لَهُ: «بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ». *+ ١٩ وَلٰكِنَّهُ حَسِبَ أَنَّ ٱللّٰهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَهُ حَتَّى مِنْ بَيْنِ ٱلْأَمْوَاتِ. + وَمِنْ هُنَاكَ ٱسْتَعَادَهُ، وَفِي هٰذَا رَمْزٌ. +
٢٠ بِٱلْإِيمَانِ أَيْضًا بَارَكَ إِسْحَاقُ يَعْقُوبَ + وَعِيسُو + مِنْ جِهَةِ أُمُورٍ آتِيَةٍ.
٢١ بِٱلْإِيمَانِ يَعْقُوبُ، لَمَّا حَضَرَهُ ٱلْمَوْتُ، + بَارَكَ كُلًّا مِنِ ٱبْنَيْ يُوسُفَ + وَقَدَّمَ ٱلْعِبَادَةَ مُتَوَكِّئًا عَلَى رَأْسِ عُكَّازِهِ. +
٢٢ بِٱلْإِيمَانِ يُوسُفُ، لَمَّا قَارَبَ حَتْفَهُ، ذَكَرَ خُرُوجَ + بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَأَوْصَى بِشَأْنِ عِظَامِهِ. +
٢٣ بِٱلْإِيمَانِ مُوسَى، بَعْدَ وِلَادَتِهِ، + أَخْفَاهُ وَالِدَاهُ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ، لِأَنَّهُمَا رَأَيَا ٱلْوَلَدَ ٱلصَّغِيرَ جَمِيلًا + وَلَمْ يَخَافَا أَمْرَ + ٱلْمَلِكِ. ٢٤ بِٱلْإِيمَانِ مُوسَى، لَمَّا كَبِرَ، + أَبَى أَنْ يُدْعَى ٱبْنَ ٱبْنَةِ فِرْعَوْنَ، + ٢٥ وَٱخْتَارَ أَنْ تُسَاءَ مُعَامَلَتُهُ مَعَ شَعْبِ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلتَّمَتُّعِ ٱلْوَقْتِيِّ بِٱلْخَطِيَّةِ. ٢٦ فَقَدِ ٱعْتَبَرَ عَارَ + ٱلْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ كُنُوزِ مِصْرَ، لِأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ بِإِمْعَانٍ إِلَى ٱلْمُكَافَاةِ. + ٢٧ بِٱلْإِيمَانِ تَرَكَ مِصْرَ، + وَلٰكِنْ لَيْسَ خَوْفًا مِنْ غَضَبِ ٱلْمَلِكِ، + لِأَنَّهُ بَقِيَ رَاسِخًا كَأَنَّهُ يَرَى مَنْ لَا يُرَى. + ٢٨ بِٱلْإِيمَانِ ٱحْتَفَلَ بِٱلْفِصْحِ + وَرَشَّ ٱلدَّمَ، + لِئَلَّا يَمَسَّ ٱلْمُهْلِكُ أَبْكَارَهُمْ. +
٢٩ بِٱلْإِيمَانِ ٱجْتَازُوا فِي ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ كَمَا فِي أَرْضٍ يَابِسَةٍ، + وَلٰكِنْ لَمَّا تَجَاسَرَ ٱلْمِصْرِيُّونَ عَلَى ٱلْعُبُورِ ٱبْتُلِعُوا. +
٣٠ بِٱلْإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طَافُوا حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. + ٣١ بِٱلْإِيمَانِ رَاحَابُ + ٱلْعَاهِرَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ ٱلَّذِينَ عَصَوْا، لِأَنَّهَا قَبِلَتِ ٱلْجَاسُوسَيْنِ بِسَلَامٍ. +
٣٢ وَمَاذَا أَقُولُ بَعْدُ؟ لِأَنَّ ٱلْوَقْتَ يُعْوِزُنِي إِنْ أَخَذْتُ أَرْوِي عَنْ جِدْعُونَ + وَبَارَاقَ + وَشَمْشُونَ + وَيَفْتَاحَ + وَدَاوُدَ + وَصَمُوئِيلَ + وَٱلْأَنْبِيَاءِ ٱلْآخَرِينَ، + ٣٣ ٱلَّذِينَ بِٱلْإِيمَانِ كَسَرُوا مَمَالِكَ، + صَنَعُوا بِرًّا، + نَالُوا وُعُودًا، + سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، + ٣٤ أَهْمَدُوا قُوَّةَ ٱلنَّارِ، + أَفْلَتُوا مِنْ حَدِّ ٱلسَّيْفِ، + تَقَوَّوْا مِنْ حَالَةِ ضُعْفٍ، + صَارُوا بَوَاسِلَ فِي ٱلْحَرْبِ، + دَحَرُوا جُيُوشَ ٱلْغُرَبَاءِ. + ٣٥ اِسْتَعَادَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. + وَآخَرُونَ عُذِّبُوا لِأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا فِدَاءً، لِكَيْ يَحْصُلُوا عَلَى قِيَامَةٍ أَفْضَلَ. ٣٦ وَوَاجَهَ آخَرُونَ ٱمْتِحَانَ ٱلسُّخْرِيَّةِ وَٱلْجَلْدِ، فَضْلًا عَنِ ٱلْقُيُودِ + وَٱلسُّجُونِ. + ٣٧ رُجِمُوا، + ٱمْتُحِنُوا، + نُشِرُوا إِرْبًا إِرْبًا، مَاتُوا + ذَبْحًا بِٱلسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ خِرَافٍ + وَفِي جُلُودِ مِعْزًى، وَهُمْ يُعَانُونَ ٱلْعَوَزَ + وَٱلضِّيقَ + وَٱلْمُعَامَلَةَ ٱلسَّيِّئَةَ، + ٣٨ وَلَمْ يَكُنِ ٱلْعَالَمُ يَسْتَحِقُّهُمْ. هَامُوا فِي ٱلْقِفَارِ وَٱلْجِبَالِ وَٱلْمَغَاوِرِ + وَأَوْجَارِ ٱلْأَرْضِ.
٣٩ هٰؤُلَاءِ جَمِيعُهُمْ لَمْ يَنَالُوا إِتْمَامَ ٱلْوَعْدِ، مَعَ أَنَّهُ شُهِدَ لَهُمْ بِإِيمَانِهِمْ، + ٤٠ لِأَنَّ ٱللّٰهَ سَبَقَ فَنَظَرَ لَنَا شَيْئًا أَفْضَلَ، + لِكَيْلَا يَبْلُغُوا ٱلْكَمَالَ + بِدُونِنَا. +
١٢ لِذٰلِكَ، إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ عَظِيمَةٌ جِدًّا مِنَ ٱلشُّهُودِ + مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَخْلَعْ نَحْنُ أَيْضًا كُلَّ ثِقْلٍ + وَٱلْخَطِيَّةَ ٱلَّتِي تُوقِعُنَا فِي حِبَالَتِهَا بِسُهُولَةٍ، + وَلْنَرْكُضْ بِٱحْتِمَالٍ + فِي ٱلسِّبَاقِ + ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، + ٢ نَاظِرِينَ بِإِمْعَانٍ إِلَى ٱلْوَكِيلِ ٱلرَّئِيسِيِّ + لِإِيمَانِنَا وَمُكَمِّلِهِ، + يَسُوعَ. فَمِنْ أَجْلِ ٱلْفَرَحِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ ٱحْتَمَلَ + خَشَبَةَ ٱلْآلَامِ، مُحْتَقِرًا ٱلْخِزْيَ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ عَرْشِ ٱللّٰهِ. + ٣ فَتَفَكَّرُوا بِإِمْعَانٍ فِي ٱلَّذِي ٱحْتَمَلَ تَهَجُّمَاتٍ + كَهٰذِهِ مِنْ خُطَاةٍ فِي حَقِّ أَنْفُسِهِمْ، لِئَلَّا تَتْعَبُوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ. +
٤ فِي نِضَالِكُمْ ضِدَّ تِلْكَ ٱلْخَطِيَّةِ لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى بَذْلِ ٱلدَّمِ، + ٥ بَلْ نَسِيتُمْ كُلِّيًّا ٱلْوَعْظَ ٱلَّذِي يُخَاطِبُكُمْ كَبَنِينَ: + «يَا ٱبْنِي، لَا تَسْتَخِفَّ بِتَأْدِيبِ يَهْوَهَ، وَلَا تَخُرْ حِينَ يُقَوِّمُكَ، + ٦ لِأَنَّ ٱلَّذِي يُحِبُّهُ يَهْوَهُ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ مَنْ يَتَّخِذُهُ لَهُ ٱبْنًا!». +
٧ إِنَّمَا لِأَجْلِ تَأْدِيبِكُمْ + أَنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ. وَٱللّٰهُ يَتَعَامَلُ مَعَكُمْ كَٱلْبَنِينَ. + فَأَيُّ ٱبْنٍ لَا يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟ + ٨ أَمَّا إِذَا كُنْتُمْ بِدُونِ ٱلتَّأْدِيبِ ٱلَّذِي يَنَالُ ٱلْجَمِيعُ نَصِيبًا مِنْهُ، فَأَنْتُمْ أَوْلَادٌ غَيْرُ شَرْعِيِّينَ + لَا بَنُونَ. ٩ ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءٌ مِنْ لَحْمِنَا يُؤَدِّبُونَنَا، + وَكُنَّا نَحْتَرِمُهُمْ، أَفَلَا نَخْضَعُ بِٱلْأَحْرَى لِأَبِي حَيَاتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ فَنَحْيَا؟ + ١٠ فَأُولٰئِكَ لِأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ كَانُوا يُؤَدِّبُونَنَا كَمَا ٱسْتَحْسَنُوا، + وَأَمَّا هُوَ فَلِفَائِدَتِنَا لِكَيْ نَنَالَ نَصِيبًا مِنْ قَدَاسَتِهِ. + ١١ صَحِيحٌ أَنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ لَا يَبْدُو فِي ٱلْحَاضِرِ مُفْرِحًا بَلْ مُحْزِنًا، + وَلٰكِنَّهُ بَعْدَ ذٰلِكَ يُعْطِي مَنْ تَدَرَّبَ بِهِ ثَمَرَ سَلَامٍ، + أَيْ بِرًّا. +
١٢ لِذٰلِكَ قَوِّمُوا ٱلْأَيْدِيَ ٱلْمُسْتَرْخِيَةَ + وَٱلرُّكَبَ ٱلْوَاهِنَةَ، + ١٣ وَثَابِرُوا عَلَى صُنْعِ سُبُلٍ مُسْتَقِيمَةٍ لِأَقْدَامِكُمْ، + لِكَيْلَا يَتَخَلَّعَ ٱلْأَعْرَجُ، بَلْ بِٱلْحَرِيِّ يُشْفَى. + ١٤ اِسْعَوْا فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ مَعَ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ، + وَفِي أَثَرِ ٱلْقَدَاسَةِ + ٱلَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ ٱلرَّبَّ، + ١٥ مُنْتَبِهِينَ لِئَلَّا يُحْرَمَ أَحَدٌ مِنْ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ، + وَلِئَلَّا يَنْبُتَ أَصْلٌ سَامٌّ + وَيُسَبِّبَ ٱنْزِعَاجًا فَيَتَدَنَّسَ بِهِ كَثِيرُونَ، + ١٦ وَلِئَلَّا يَكُونَ أَحَدٌ عَاهِرًا أَوْ غَيْرَ مُقَدِّرٍ لِلْأُمُورِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، كَعِيسُو + ٱلَّذِي تَخَلَّى عَنْ بَكُورِيَّتِهِ مُقَابِلَ أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ. + ١٧ فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّهُ لَمَّا أَرَادَ بَعْدَ ذٰلِكَ أَنْ يَرِثَ ٱلْبَرَكَةَ + رُفِضَ، + لِأَنَّهُ لَمْ يَجِدْ سَبِيلًا إِلَى تَغْيِيرِ فِكْرِ أَبِيهِ + مَعَ أَنَّهُ طَلَبَ ذٰلِكَ بِدُمُوعٍ. +
١٨ فَإِنَّكُمْ لَمْ تَقْتَرِبُوا مِنْ شَيْءٍ مَلْمُوسٍ + مُشْتَعِلٍ بِٱلنَّارِ، + وَلَا مِنْ سَحَابَةٍ قَاتِمَةٍ وَظَلَامٍ دَامِسٍ وَعَاصِفَةٍ هَوْجَاءَ، + ١٩ وَهُتَافِ بُوقٍ + وَصَوْتِ كَلِمَاتٍ + تَوَسَّلَ سَامِعُوهُ أَلَّا تُزَادَ لَهُمْ كَلِمَةٌ. + ٢٠ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَتَمَكَّنُوا مِنْ تَحَمُّلِ مَا أُمِرُوا بِهِ: «وَإِنْ مَسَّتِ ٱلْجَبَلَ بَهِيمَةٌ تُرْجَمْ». + ٢١ وَكَانَ ٱلْمَشْهَدُ مُخِيفًا حَتَّى قَالَ مُوسَى: «أَنَا خَائِفٌ وَمُرْتَعِدٌ». + ٢٢ وَلٰكِنَّكُمُ ٱقْتَرَبْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنٍ + وَمَدِينَةٍ + لِلّٰهِ ٱلْحَيِّ، أُورُشَلِيمَ ٱلسَّمَاوِيَّةِ، + وَرِبْوَاتٍ مِنَ ٱلْمَلَائِكَةِ + ٢٣ فِي مَحْفِلٍ عَامٍّ، + وَإِلَى جَمَاعَةِ ٱلْأَبْكَارِ + ٱلْمُسَجَّلِينَ + فِي ٱلسَّمٰوَاتِ، وَإِلَى ٱللّٰهِ دَيَّانِ ٱلْجَمِيعِ، + وَإِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلرُّوحِيَّةِ + لِأَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ، + ٢٤ وَإِلَى يَسُوعَ وَسِيطِ + عَهْدٍ جَدِيدٍ، + وَإِلَى دَمِ رَشٍّ + يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ دَمِ هَابِيلَ. +
٢٥ اُنْظُرُوا أَلَّا تَسْتَعْفُوا مِنَ ٱلْمُتَكَلِّمِ. + لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَعْفَوْا مِنَ ٱلَّذِي أَعْطَى ٱلتَّحْذِيرَ ٱلْإِلٰهِيَّ عَلَى ٱلْأَرْضِ + لَمْ يُفْلِتُوا، فَبِٱلْأَحْرَى جِدًّا لَا نُفْلِتُ نَحْنُ إِنْ أَعْرَضْنَا عَنِ ٱلْمُتَكَلِّمِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ. + ٢٦ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ زَعْزَعَ صَوْتُهُ ٱلْأَرْضَ، + وَأَمَّا ٱلْآنَ فَقَدْ وَعَدَ قَائِلًا: «إِنِّي مَرَّةً بَعْدُ سَأُزَلْزِلُ لَا ٱلْأَرْضَ فَقَطْ، بَلِ ٱلسَّمَاءَ أَيْضًا». + ٢٧ فَٱلْعِبَارَةُ «مَرَّةً بَعْدُ» تُشِيرُ إِلَى إِزَالَةِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْمُتَزَعْزِعَةِ ٱلَّتِي هِيَ مَصْنُوعَةٌ، + لِكَيْ تَبْقَى ٱلْأَشْيَاءُ ٱلَّتِي لَا تَتَزَعْزَعُ. + ٢٨ لِذٰلِكَ، بِمَا أَنَّنَا سَنَتَسَلَّمُ مَلَكُوتًا لَا يُمْكِنُ أَنْ يَتَزَعْزَعَ، + فَلْيَكُنْ لَنَا عَلَى ٱلدَّوَامِ نِعْمَةٌ بِهَا نُؤَدِّي لِلّٰهِ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً مَقْبُولَةً، بِتَقْوَى وَمَهَابَةٍ. + ٢٩ لِأَنَّ إِلٰهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ. +
١٣ لِتَسْتَمِرَّ فِيكُمُ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلْأَخَوِيَّةُ. + ٢ لَا تَنْسَوُا ٱلضِّيَافَةَ، + لِأَنَّهُ بِهَا أَضَافَ ٱلْبَعْضُ مَلَائِكَةً دُونَ أَنْ يَعْرِفُوا. + ٣ اُذْكُرُوا ٱلْمُقَيَّدِينَ فِي ٱلسِّجْنِ + كَأَنَّكُمْ مُقَيَّدُونَ مَعَهُمْ، + وَٱلَّذِينَ تُسَاءُ مُعَامَلَتُهُمْ، + لِأَنَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا لَا تَزَالُونَ فِي ٱلْجَسَدِ. ٤ لِيَكُنِ ٱلزَّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ ٱلْجَمِيعِ، وَٱلْفِرَاشُ ٱلزَّوْجِيُّ بِلَا دَنَسٍ، + لِأَنَّ ٱللّٰهَ سَيَدِينُ ٱلْعَاهِرِينَ وَٱلزُّنَاةَ. + ٥ لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ ٱلْمَالِ، + وَكُونُوا قَانِعِينَ + بِٱلْأُمُورِ ٱلْحَاضِرَةِ. + لِأَنَّهُ قَالَ: «لَنْ أَتْرُكَكَ وَلَنْ أَتَخَلَّى عَنْكَ». + ٦ حَتَّى إِنَّنَا نَتَشَجَّعُ + جِدًّا فَنَقُولُ: «يَهْوَهُ مُعِينِي فَلَا أَخَافُ. مَاذَا يَفْعَلُ بِي ٱلْإِنْسَانُ؟». +
٧ اُذْكُرُوا ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَكُمُ، + ٱلَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ. اُنْظُرُوا فِي مَا يَؤُولُ إِلَيْهِ سُلُوكُهُمْ، وَٱقْتَدُوا + بِإِيمَانِهِمْ. +
٨ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَٱلْيَوْمَ وَإِلَى ٱلْأَبَدِ. +
٩ لَا تَنْجَرِفُوا بِتَعَالِيمَ مُتَنَوِّعَةٍ وَغَرِيبَةٍ. + فَإِنَّهُ حَسَنٌ أَنْ يُثَبَّتَ ٱلْقَلْبُ بِٱلنِّعْمَةِ، + لَا بِمَآكِلَ + لَمْ تَنْفَعِ ٱلْمُنْشَغِلِينَ بِهَا.
١٠ لَنَا مَذْبَحٌ لَا سُلْطَةَ لِلَّذِينَ يَقُومُونَ بِٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ فِي ٱلْخَيْمَةِ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْهُ. + ١١ لِأَنَّ أَجْسَادَ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلَّتِي يَدْخُلُ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ بِدَمِهَا تَكْفِيرًا عَنِ ٱلْخَطِيَّةِ إِلَى ٱلْمَوْضِعِ ٱلْمُقَدَّسِ تُحْرَقُ خَارِجَ ٱلْمُخَيَّمِ. + ١٢ لِذٰلِكَ يَسُوعُ أَيْضًا تَأَلَّمَ خَارِجَ بَابِ ٱلْمَدِينَةِ + لِكَيْ يُقَدِّسَ + ٱلشَّعْبَ بِدَمِهِ ٱلْخَاصِّ. + ١٣ فَلْنَخْرُجْ إِذًا إِلَيْهِ إِلَى خَارِجِ ٱلْمُخَيَّمِ، حَامِلِينَ ٱلتَّعْيِيرَ ٱلَّذِي حَمَلَهُ، + ١٤ لِأَنَّهُ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، + لٰكِنَّنَا نَجِدُّ فِي طَلَبِ ٱلْآتِيَةِ. + ١٥ فَلْنُقَرِّبْ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ ذَبِيحَةَ تَسْبِيحٍ لِلّٰهِ، + أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ + تُعْلِنُ ٱسْمَهُ جَهْرًا. + ١٦ وَلَا تَنْسَوْا فِعْلَ ٱلصَّلَاحِ + وَمُشَارَكَةَ ٱلْآخَرِينَ، لِأَنَّهُ بِذَبَائِحَ مِثْلِ هٰذِهِ يَرْضَى ٱللّٰهُ. +
١٧ أَطِيعُوا ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَكُمْ + وَكُونُوا مُذْعِنِينَ، + لِأَنَّهُمْ يَبْقَوْنَ سَاهِرِينَ عَلَى نُفُوسِكُمْ سَهَرَ مَنْ سَيُؤَدِّي حِسَابًا، + لِكَيْ يَفْعَلُوا ذٰلِكَ بِفَرَحٍ لَا بِتَنَهُّدٍ، لِأَنَّ هٰذَا مُضِرٌّ بِكُمْ. +
١٨ وَاصِلُوا ٱلصَّلَاةَ + لِأَجْلِنَا، لِأَنَّنَا نَثِقُ أَنَّ لَنَا ضَمِيرًا حَسَنًا، إِذْ نَرْغَبُ أَنْ نَسْلُكَ حَسَنًا فِي كُلِّ شَيْءٍ. + ١٩ وَلٰكِنَّنِي عَلَى ٱلْأَخَصِّ أَحُثُّكُمْ عَلَى فِعْلِ هٰذَا، لِكَيْ أُرَدَّ إِلَيْكُمْ فِي أَسْرَعِ وَقْتٍ. +
٢٠ وَإِلٰهُ ٱلسَّلَامِ، + ٱلَّذِي أَصْعَدَ مِنْ بَيْنِ ٱلْأَمْوَاتِ + رَاعِيَ ٱلْخِرَافِ + ٱلْعَظِيمَ، + رَبَّنَا يَسُوعَ، وَمَعَهُ دَمُ عَهْدٍ أَبَدِيٍّ، + ٢١ هُوَ يُجَهِّزُكُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ صَالِحٍ لِتَفْعَلُوا مَشِيئَتَهُ، عَامِلًا فِينَا بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مَا هُوَ مَرْضِيٌّ جِدًّا فِي نَظَرِهِ. + لَهُ ٱلْمَجْدُ إِلَى أَبَدِ ٱلْآبِدِينَ! + آمِينَ.
٢٢ وَأَحُثُّكُمْ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، أَنْ تَتَحَمَّلُوا كَلَامَ ٱلتَّشْجِيعِ هٰذَا، لِأَنَّنِي بِكَلِمَاتٍ قَلِيلَةٍ أَنْشَأْتُ رِسَالَةً إِلَيْكُمْ. + ٢٣ اِعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أُطْلِقَ أَخُونَا تِيمُوثَاوُسُ، + ٱلَّذِي مَعَهُ سَوْفَ أَرَاكُمْ، إِنْ أَسْرَعَ فِي مَجِيئِهِ.
٢٤ سَلِّمُوا عَلَى جَمِيعِ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ + بَيْنَكُمْ وَعَلَى جَمِيعِ ٱلْقِدِّيسِينَ. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ ٱلَّذِينَ فِي إِيطَالِيَا. +
٢٥ لِتَكُنِ ٱلنِّعْمَةُ + مَعَكُمْ جَمِيعًا!
انظر حاشية اع ٣:٢٥.