متمسكين بحيادنا المسيحي
١ انسجاما مع ارشادات يسوع ليست جماعة شعب يهوه جزءا من العالم ولذلك فهي محايدة تجاه منازعاته. (يوحنا ١٥:١٩) وهي تذعن لقضاء يهوه الوارد في اشعياء ٢:٤ ونتجنب الوقوع في وضع يقاوم يهوه اللّٰه وابنه. (رؤيا ١٦:١٣، ١٤؛ ١٩:١١-٢١) ولكي يستمر ذلك صحيحا يجب على جميع الذين يعاشرون الجماعة كأعضاء فيها ان يكونوا ايضا مسيحيين محايدين تجاه منازعات العالم ويعملوا من كل النفس في طاعتهم ليهوه اللّٰه ويسوع المسيح.
٢ ان اي مسيحي منتذر يتحمل الالتزامات كعضو في هيئة تخالف مباشرة مبادئ الكتاب المقدس (متى ٢٦:٥٢؛ مرقس ١٢:٣١؛ اشعياء ٢:٤) يظهر انه لا يذعن لقضاء يهوه، وهكذا فانه بهذا التصرف يترك معاشرة جماعة شعب يهوه. واذا اعترفت الجماعة بعضوية اي من الذين لا يحافظون على الحياد المسيحي يعني ذلك ان الجماعة ذاتها لا تعود محايدة ولا تنسجم مع وصف يسوع لاتباعه الحقيقيين.
٣ وما يختار الافراد ان يفعلوه في ما يتعلق بما هو مذكور في الفقرة السابقة يعود لهم. ونحن لا نقول لاحد اي قرار يجب ان يتخذه في التمسك بحياده المسيحي. وينطبق ذلك على الصغار بيننا بقدر ما ينطبق على الاكبر سنا. — غلاطية ٦:٥.
٤ نتيجة الدرس الجدي لكلمة اللّٰه تمكن المسيحيون الاحداث في الماضي وكذلك في هذه الايام من اتخاذ قرارهم في التمسك بحيادهمالمسيحي. ولم يتخذ شخص آخر هذا القرار عنهم. فقد تمكنوا من ذلك افراديا على اساس الضمير المدرب على الكتاب المقدس لكل فرد. وكان قرارهم ان يمتنعوا عن اعمال البغض والعنف ضد رفقائهم البشر من الامم الاخرى. اجل، لقد آمنوا وأرادوا ان يشتركوا في اتمام نبوة اشعياء المعروفة جيدا في اشعياء ٢:٤. وهؤلاء الشبان من جميع الامم فعلوا ذلك تماما.
٥ خذوا على سبيل المثال السنوات المضطربة الست للحرب العالمية الثانية. فلم يقتل قط شاهد ليهوه في اية امة اخاه المسيحي من امة اخرى. وكثيرون من البروتستانت ذبحهم البروتستانت، وكثيرون من الكاثوليك ذبحهم الكاثوليك، ولكن لا يمكن لاية ثكلى ان تلقي مسؤولية ذبح زوجها او ابنها على اي من شهود يهوه. تصوروا النتيجة لو اتخذ جميع الكاثوليك والبروتستانت، اجل، وغيرهم في كل العالم موقفا مماثلا! لما كانت هنالك حرب. ولكن الحرب العالمية الثانية اتخذت مجراها الطبيعي. وحينئذ حصد العالم غلة محزنة.
٦ ولكن ما القول في الذين اتبعوا نصيحة يسوع بأن لا يكونوا جزءا من العالم؟ في الواقع، من بعض النواحي، كان ذلك صعبا على هؤلاء اكثر من الذين سايروا العالم. فمن الصعب الى حد ما وقوف المرء بشجاعة انسجاما مع ضميره المدرب على الكتاب المقدس في وسط التعيير والاستهزاء فضلا عن السجن. واولئك المحايدون في الحرب العالمية الثانية لم يكونوا لا حربيين. فقد كانوا مقاتلين بمعنى روحي، مدربين جيدا على استعمال «سيف الروح الذي هو كلمة اللّٰه.» (افسس ٦:١٧) وكانوا محافظين على الاستقامة. وغالبا ما ختموا استقامتهم بدم حياتهم. ولم يخافوا من الموت في سبيل قضية بارة.
٧ في موعظته الشهيرة على الجبل قال قائد شهود يهوه، يسوع المسيح، بين امور اخرى ما هو مسجل لنا في متى ٥:٩، ٢١، ٢٢؛ ١٠:٢٨. «قريب يوم الرب العظيم»! (صفنيا ١:١٤) فقريبا جدا سيذهب كل العالم المذنب بسفك الدم الى الهلاك. أما للذين بلا خوف ليسوا جزءا من العالم، متمسكين بحيادهم، فسيقدم يهوه الدعوة في اشعياء ٢٦:٢٠، ٢١. وشعب يهوه الطاهر سيتمتع بالسلام الابدي على ارض لن تتلطخ ابدا مرة اخرى بدم الحروب والعنف. — مزمور ٤٦:٨، ٩.