هل تساعدون اولادكم ان يختاروا يهوه؟
١ «شعرت ان درس الكتاب المقدس مضجر ومملّ، فقرَّرت سرًّا انني لن اكون واحدا من شهود يهوه عندما اكبر»، هذا ما قاله احد الشبان. ومع ان معظم الاولاد في البيوت المسيحية سيتخذون اخيرا كما نأمل موقفهم الى جانب يهوه، هنالك احداث يتخلَّون عن يهوه ويتركون الحظيرة المسيحية ساعين وراء عالم الشيطان. فكيف يمكن ان ينجح الوالدون في مساعدة اولادهم ان يختاروا يهوه؟
٢ ابتدِئوا بعمر مبكر: ان احد العوامل الاساسية لمساعدة اولادكم ان يختاروا يهوه هو الابتداء بتعليمهم بعمر مبكر. وفي معظم الحالات، تدوم مدى الحياة الانطباعات والدروس التي ينالها الاولاد عندما يكون قلبهم غضًّا ومتقبِّلا. (امثال ٢٢:٦) لذلك ابتدئوا بعمر مبكر بإخبارهم عن صلاح يهوه ومحبته، واغرسوا في ذهنهم الطاعة والاحترام ليهوه وعبادته.
٣ يجب منح الاولاد ارشاد الكتاب المقدس بشكل جدي في مرحلة باكرة من الحياة. ابتدأ زوجان حين كان ولداهما في الثانية من العمر بالقراءة عليهما كتاب المعلم الكبير. وعندما ابتدأ الولدان يذهبان الى المدرسة، كانا يستيقظان باكرا كل صباح ويدرسان بمساعدة أمهما كتاب ان تحيوا و كتابي. وقد كوفئت بسخاء جهود والدَيهما عندما اختارا خدمة يهوه، رامزَين الى انتذارهما بمعمودية الماء بعمر ١٠ و ١١ سنة.
٤ وثمة عامل اساسي آخر هو مساعدة اولادكم بعمر مبكر على وضع اهداف ثيوقراطية يمكنهم بلوغها. وإذا لم تفعلوا ذلك، فقد يملي عليهم الآخرون اهدافا اخرى تترسخ في عقلهم وقلبهم. وقراءة الكتاب المقدس من أوله الى آخره، درس المطبوعات، الانضمام الى مدرسة الخدمة الثيوقراطية، الصيرورة مناديا بالبشارة، والمعمودية يجب ان تُدرج بين هذه الاهداف.
٥ خصِّصوا الوقت لأولادكم: ان كمية ونوعية الوقت الذي تقضونه مع اولادكم تؤثران على الارجح تأثيرا مباشرا في خيارهم ان يخدموا يهوه. فهم يلاحظون بسهولة كم تصرفون من الوقت والجهد في الاستعداد لدرس الكتاب المقدس الذي تعقدونه معهم. فإذا لم تتذكَّروا اين توقفتم في الدرس الاخير او ألغيتم الدرس لأسباب تافهة، تنقلون الرسالة ان الدرس ليس امرا مهمًّا. ولكن عندما يرون انكم تقومون بالتضحيات من اجل عقد الدرس، تستعدون له جيدا، وتعقدونه بانتظام مهما حدث، تُنقل رسالة مختلفة تماما. وكلما اقترب الاولاد من سن البلوغ، صار الوالدون بحاجة اكبر الى الوقت والمهارة لمواجهة فيض المشاعر والشكوك والهموم التي تنتاب اولادهم. فالوقت الذي يخصِّصه الوالدون المحبون والفطناء في هذه المرحلة مهم جدا لكي ينمي الاولاد الثقة بيهوه.
٦ المعاشرة والمثال الجيدان: بالاضافة الى تخصيص الوقت، يجب ان يهيِّئ الوالدون لأولادهم معاشرة مفيدة. (امثال ١٣:٢٠) يقول اب لأربعة اولاد: «عندما اتذكَّر الماضي، اظن ان الصداقات الكثيرة التي نمّاها اولادنا مع الاخوة في الجماعة هي التي ساهمت في دفعهم الى خدمة يهوه».
٧ في بعض الاحيان، قد لا يكون هنالك احداث محليون يؤثرون تأثيرا مفيدا في اولادكم. لكنَّ احداثا كثيرين يخبرون ان ما ساعدهم على اختيار خدمة يهوه هو مثال والديهم. فقد أُعجب احداث كثيرون بوالديهم ورغبوا في التمثل بهم. قال يويِتشيرو عن والدَيه: «لا اذكر انهما قالا يوما امورا سلبية عن الآخرين في الجماعة، ولا سمحا لنا نحن الاولاد بأن نثرثر بشأن اخطاء الآخرين». — لوقا ٦:٤٠-٤٢.
٨ فرح رؤية الاولاد يختارون يهوه: لا توجد وَصْفة محدَّدة تضمن ان يختار اولادكم خدمة يهوه. ولكن اذا بذلتم جهدكم لاتِّباع ارشادات الكتاب المقدس، معطين اولادكم اسبابا وجيهة ليحبوا يهوه وداعمين ذلك بمثالكم الأمين وجهودكم المخلصة لمساعدتهم، يمكن ان تتكلَّل جهودكم بالنجاح. — غلاطية ٦:٩.