مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٨٦ ٨/‏١٠ ص ١٤-‏١٧
  • ‏«هل امشي يوما ما ثانية؟‏»‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ‏«هل امشي يوما ما ثانية؟‏»‏
  • استيقظ!‏ ١٩٨٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ‏«هل هو مكتئب بعدُ؟‏»‏
  • ‏«والآن،‏ كم تستطيع ان تتقدم من غير مساعدة؟‏»‏
  • ‏«لك صِلات بقوة اسمى!‏»‏
  • كيف استفدتُ من عناية اللّٰه
    استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • زيارة مريض —‏ كيفية المساعدة
    استيقظ!‏ ١٩٩١
  • المستشفيات —‏ عندما تكونون مريضا
    استيقظ!‏ ١٩٩١
  • لسنا سحرة ولا آلهة
    استيقظ!‏ ١٩٩٤
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٨٦
ع٨٦ ٨/‏١٠ ص ١٤-‏١٧

‏«هل امشي يوما ما ثانية؟‏»‏

في صباح ذلك الاثنين من ايلول ١٩٨٣ ذهبت لالتقط محفظتي الصغيرة كالعادة.‏ وحاولت ان امسك المقبض.‏ «هذا غريب نوعا ما،‏» فكرت — لقد انزلقت من بين اصابعي‏!‏ فلم تكن ثمة قوة في يدي.‏ وفكرت اولا انني ربما كنت قد نمت على يدي خلال الليل وأنها ستصبح عادية ثانية في وقت قصير.‏ ولكنّ الحالة لم تكن هكذا.‏ ففي باقي اليوم صارت المشكلة اسوأ فاسوأ.‏

وفي الصباح التالي فقدت القوة في كلتا ساقيَّ.‏ والطريقة الوحيدة التي استطعت بها ان اغادر السرير كانت بمعونة زوجتي بربارة.‏ فعرفت آنذاك انه يجب عليَّ رؤية طبيب.‏

ووصلنا الى مستشفى محلي صغير في بوتوود،‏ نيوفاوندلند،‏ حيث فحصني ثلاثة اطباء.‏ وبعد المداولة اخبروني انهم يعتقدون انني مصاب بالتهاب الاعصاب المتعددة،‏ مرض شللي معروف كذلك باسم اعراض غيليان — باريه المتزامنة او GBS.‏ وبغية التأكد من ذلك قاموا بترتيبات لكي اذهب الى مستشفى آخر في البلدة الاكبر غراند فولز،‏ نيوفاوندلند.‏ وهناك فحصني طبيب اعصاب.‏ واذ استعمل فحوصا بسيطة أكّد التشخيص السابق — التهاب الاعصاب المتعددة!‏ (‏انظر الاطار المرافق:‏ «ما هو الـ‍ GBS؟‏»)‏ وقال لي ان اتوقع الصيرورة اضعف فأضعف.‏ ولم يكن ذلك صعب التصديق!‏ فقد كان عليَّ آنذاك ان اجاهد لاكثر من عشر دقائق كي ألبس جوربي فقط!‏

ومن اجل المعالجة وافقت على الذهاب الى مستشفى في سانت جونز،‏ اكبر مدينة في نيوفاوندلند.‏ وقادت بربارة السيارة مسافة الـ‍ ٣٠٠ ميل (‏٤٨٠ كلم)‏ الى هنالك.‏ وأذكر انه في مرحلة من الرحلة طلبت مني ان اغيّر المحطة في راديو السيارة،‏ ولكنني لم املك حتى القوة لفعل ذلك!‏ وآنذاك لم اكن قادرا على المشي.‏ وكان السؤال الذي انتابني:‏ «هل امشي يوما ما ثانية؟‏ هل ترزح زوجتي تحت مسؤولية الاعتناء بي باقي حياتي؟‏»‏

وعندما وصلنا الى المستشفى كنت حملا ساكنا.‏ كنت متثبطا — ومرعوبا قليلا في بعض الاحيان.‏ وهنا ايضا قال لي طبيب الاعصاب الرئيسي:‏ «ذلك اكيد.‏ انت مصاب بالتهاب الاعصاب المتعددة،‏ او GBS.‏»‏

في تلك الليلة صممت ان أُطعم نفسي.‏ ولكن كان ينبغي ان تشاهدوني!‏ الطعام على قمة رأسي،‏ وحتى خلف اذنيَّ!‏ فببساطة لم اتمكن من تنسيق يديَّ او ذراعيَّ.‏ كنت لا ازال قادرا على الكلام،‏ ولكن في الصباح التالي كنت مصابا بالشلل تماما.‏ ولم اكن اشعر بوجع حقيقي آنذاك،‏ لكنني شعرت باحساس كوخز الابر.‏

وامتدَّ الشلل الآن الى بطني وتأثر تنفّسي.‏ وكان يجري تنظيم تنفسي كل ساعتين.‏ ثم بدأ الوجع — وجع مُعذِّب جدا.‏ وصارت ركبتاي وكتفاي تنبض كوجع اسنان هائل.‏ ووجدت هذا اصعب فترة للاحتمال.‏ ودام ذلك عدة اسابيع.‏ وبما انني كنت عاجزا عن قرع الجرس من اجل اية عناية لازمة،‏ كان عليَّ ان انادي للممرضات كي يحضرن ويحركنني.‏ وكانت الممرضات يضعن الكمادات الحارة مما يُسكّن الوجع لنحو ٢٠ دقيقة.‏ وشجعني الاطباء اذ اوضحوا انه فيما يكون صعبا احتمال الوجع الا انه علامة جيدة على ان الاعصاب اخذت تُشفى.‏

‏«هل هو مكتئب بعدُ؟‏»‏

وكان افضل مساعدة على الاطلاق حين تدخل بربارة كل يوم وتبقيني مبنيا روحيا اذ تقرأ عليَّ من الكتاب المقدس ومطبوعات الكتاب المقدس.‏ كما كانت تطعمني وتقدم لي بعض المعالجة بالمداواة الطبيعية التي اتطلبها.‏

وأحيانا كانت الممرضات يدعون بربارة ويسألنها بهدوء:‏ «هل هو مكتئب بعدُ؟‏» فقد عرفن انه مع هذا المرض يكون هنالك اجهاد عاطفي مريع.‏ صحيح انه كانت هنالك لحظات تثبّطت فيها،‏ بل ارتعبت،‏ متسائلا:‏ «ربما يؤثر مرضي في مهنتي،‏ فأضطر الى التخلي عن الخدمة الجائلة التي اتمتع بها كثيرا.‏» ولكن بالتشجيع الذي تلقيته من بربارة ومن زيارات اعضاء جماعات شهود يهوه المحلية قاومت باستمرار لافكر ايجابيا.‏

والامر الآخر الذي ساعدني على الاحتمال كان الحمام الدافىء.‏ فكانوا يضعونني في كرسي خاص وينزلونني الى غرفة الاستحمام،‏ وبعدئذ يرفعونني الى بركة من الماء الدافىء الرائع!‏ وقد كان ذلك مساعدا جدا في تسكين الوجع في مفاصلي.‏ وكما ترون،‏ استطعت ان اشعر بالاحساس الدافىء في جلدي رغم انعدام ردود فعلي.‏ وبقدر ما يتعلق الامر بالراحة الجسدية فقد كان ذلك الجزء الاهم من يومي!‏

وساعدني كذلك تذكُّر ما قاله لنا الاطباء،‏ اي انه فيما قد يستغرق هذا عددا من الاشهر او حتى سنة او نحو ذلك فهنالك فرص جيدة للشفاء التام في حالتي.‏ وهذا هو احد الامور التي ابقتني مواظبا.‏

بعد عدة اسابيع،‏ وكجزء من المداواة،‏ وُضعت في كرسي وطُلب مني ان اجلس منتصبا.‏ كان الوجع معذّبا!‏ وفي البداية كانت بضع دقائق هي كل ما استطيع ان احتمل.‏ وثمة ضحية اخرى لهذا المرض اصابت الهدف حين قالت:‏ «الوجع يشبه ما تشعرون به عندما تضربون بعنف عظمة كوعكم — سوى انه لا يتوقف.‏»‏

وبمرور الايام حاولت ان اجلس منتصبا لفترات اطول من الزمن.‏ كما كانت زوجتي تجوب بي المستشفى في كرسي ذي عجلات كي استطيع ان ازور المريضَين الآخرَين المصابين بالـ‍ GBS.‏ ومع انني سمعت انه يصيب عادة حوالى شخص واحد فقط في النصف المليون،‏ فعلى نحو مدهش أُدخل الاثنان الآخران المصابان بالـ‍ GBS بعدي.‏

‏«والآن،‏ كم تستطيع ان تتقدم من غير مساعدة؟‏»‏

بعد نحو ثلاثة اسابيع من الشلل التام يا لها من فرحة ان استيقظ ذات صباح وأجد انني قادر على تحريك ابهام يدي قليلا!‏ فأُضيف ذلك الى تشجيع الاطباء السابق انه يمكن ان يكون هنالك شفاء مبكر.‏ وببط‍ء اتت الحركة الى سائر اصابعي.‏

وبعدما قضيت في المستشفى نحو شهر وضعتني الممرضات في كرسي ذي عجلات،‏ ودفعنه قليلا،‏ وقلن:‏ «والآن،‏ كم تستطيع ان تتقدم من غير مساعدة؟‏» ولم اكن بعد بتلك القوة،‏ لكنني حاولت ان ادحرج الدواليب براحتي يديَّ.‏ وكان عليَّ ان اتوقف تكرارا لارتاح،‏ ولكنني بجهد كبير — وبالعرق يتصبب على وجهي — كنت قادرا على الاندفاع على طول الرواق!‏ فشعرت باحساس كبير من الانجاز.‏

كانت محاولة وقوفي الاولى مرعبة حقا!‏ فقد كان الوجع شديدا الى حد يفوق الوصف.‏ واعتقدت لحظة ان ساقيَّ ستنفذان عبر جسدي.‏ ولكنني حاولت كل يوم ان افعل اكثر قليلا من اليوم السابق.‏ واذ تقدَّمت جرى تزويدي اخيرا بهيكل ذي عجلات لمساعدتي على المشي،‏ وهكذا صرت اعتمد على نفسي اكثر فأكثر.‏ وتعلمت ان اكون صبورا.‏

وبعد ذلك بوقت قصير سُمح لي بالعودة الى البيت ثانية على سبيل التجربة لاقضي نهاية الاسبوع مع بعض الاصدقاء.‏ واستطاعت بربارة ان تعتني بي جيدا هناك.‏ وطبعا،‏ لم يرُق لي ان اكون متكلا كليا على الناس الآخرين،‏ ولكن لم يكن ثمة شيء استطيع فعله حيال ذلك.‏ وهكذا تعلمت درس قبول عناية الآخرين الحبية بتواضع عند الحاجة.‏

واذ كنت اتعافى وأشاهد كيف كان جسمي يشفي نفسه،‏ فكّرت في احيان كثيرة في الآية التي تقول:‏ «بطريقة توحي بالرهبة انا مصنوع على نحو عجيب.‏» (‏مزمور ١٣٩:‏١٤‏،‏ ع ج)‏ وتعلّمت من خلال المصيبة ان اقدّر الجسم البشري.‏ وكم كان مثيرا الآن ان استيقظ كل صباح وأفكر:‏ «ماذا سأتمكن من فعله اليوم مما كنت عاجزا عن فعله بالامس؟‏»‏

‏«لك صِلات بقوة اسمى!‏»‏

تأثَّر اطبائي جدا بشفائي السريع نسبيا.‏ فمعظم الناس يلزمهم وقت اطول بكثير ليقفوا على اقدامهم ثانية.‏ قالت لي احدى الممرضات:‏ «اعتقد ان ما يُسهم في شفائك السريع هو الدعم الحبي الرائع من جماعتك.‏» وعلَّمني ذلك درسا قيّما:‏ الحاجة الى زيارة وتشجيع اولئك المرضى او الذين يختبرون ألما من نوع ما.‏ وقد احتفظت زوجتي بسجل لزوّارنا.‏ فقد اتى ما يزيد على الـ‍ ٣٠٠ ليرونا فيما كنت اتعافى!‏

اتت نهاية الاسبوع الخامس لاستشفائي،‏ وكنت انتظر بفارغ الصبر تقرير طبيبي.‏ وأخيرا اتى ليراني وقال انه في وسعي الذهاب الى البيت.‏ وكان عليَّ ان اعود في اوقات معيَّنة من اجل المداواة الطبيعية والفحص.‏ وبعد عشرة ايام من ارسالي الى البيت ارجعت الهيكل ذا العجلات الى المستشفى،‏ موضحا انني عازم على المشي ثانية من غير مساعدة.‏ وشكرت الطبيب على عنايته،‏ لكنه قال:‏ «لا تشكرني.‏ لك صِلات بقوة اسمى من تلك التي لنا!‏»‏

واذ استمر تعافيَّ في البيت كنت لا ازال املك قوة ضئيلة في يديَّ.‏ وفي الواقع،‏ لم استطع حتى شباط ان استأنف،‏ بطريقة محدودة،‏ نشاطاتي العادية كخادم جائل لشهود يهوه في شرقي كندا.‏ لقد مضى خمسة اشهر منذ ذلك الاثنين في ايلول حين انزلقت المحفظة الصغيرة من بين اصابعي.‏ لقد كنت مصابا بالشلل — أما الآن فأستطيع ان امشي ثانية!‏ — كما رواها ونستون بيكوك.‏

‏[الاطار في الصفحة ١٤]‏

ما هو الـ‍ GBS؟‏

ان اعراض غيليان — باريه المتزامنة (‏المدعوة باسم طبيبي الاعصاب الفرنسيين اللذين اكتشفاها اولا)‏ هي سر بالنسبة الى العلماء.‏ فالسبب الدقيق لا يزال مجهولا،‏ رغم انها تنتج على ما يظهر من بعض الميكروبات الفيروسية الثانوية.‏ وعادة تُشفى الضحايا تلقائيا نوعا ما.‏ ولكن قد ينتج الموت اذا امتد الشلل الى الجهاز التنفسي.‏ وهكذا تقول «مجلة التمريض الجراحي العصبي» ان «الرجاء الوحيد الذي يملكه هؤلاء المرضى هو العناية التمريضية الدقيقة والتامة.‏»‏

وفي الـ‍ GBS يُعتقد ان الجسم بعد الاصابة يُنتج الاجسام المضادة التي تهاجم غطاء الاعصاب — الغلاف النخاعي.‏ وهذه الاعصاب المُعرَّاة تعجز الآن عن نقل الالكترونات التي تضبط عمل العضلات.‏ وهذا بدوره يسبب الضعف والشلل.‏ ويبدأ الشفاء عندما تعيد الاعصاب تغطية نفسها.‏ وقد يستغرق ذلك ١٨ شهرا،‏ وفي اقل من ثلث الحالات يكون هنالك وجع خطير.‏

واذ كتبت لورا باري في «الممرضة الكندية» لاحظت المراحل التي يمر بها معظم المرضى الذين يعانون الـ‍ GBS:‏ «تستمرون في انكار الواقع انكم تعانون من هذا المرض ولكنكم كل الوقت تصيرون اضعف فأضعف.‏ .‏ .‏ .‏ ويهيمن السخط:‏ لماذا انا!‏؟‏ .‏ .‏ .‏ والمرحلة التي تدرك فيها المريضة انها لا تستطيع السيطرة على مرضها .‏ .‏ .‏ تقود تكرارا الى الاكتئاب الذي يمكن ان يكون ساحقا في حالة المريض بأعراض غيليان — باريه المتزامنة.‏»‏

وتختتم الممرضة باري بأنه لضمان الشفاء تلزم مساعدة الممرضات وأعضاء العائلة والاصدقاء الداعمين.‏ وبمساعدتهم قد يتقدم المريض الى القبول،‏ و«المرجو ان يكون المرض قد بلغ في هذا الوقت أوجَه وتوقف عن التقدم اكثر.‏»‏

‏[الاطار في الصفحة ١٧]‏

تذكروا المريض!‏

اقتراحات لزيارة الاصدقاء في المستشفى

● امكثوا فترات قصيرة كي تتجنبوا ارهاق المريض

● ان كنتم تزورون مع فريق حاولوا ان تحددوا عدد الزوار في الغرفة باثنين في كل مرة،‏ فالاعداد الاكبر يمكن ان تكون مرهقة

● تكلموا بنبرة منخفضة،‏ فالحديث بصوت عال يمكن ان يكون مزعجا للمرضى الآخرين

● ابقوا كل حديث ايجابيا وبناء

● حاولوا ان تميزوا حاجات المريض.‏ اعرضوا ان تنجزوا المهمات لاعضاء العائلة ليتحرروا لزيارة المريض قدر الامكان

● اجعلوا نفسكم متوافرين لتزويد وسيلة النقل اللازمة

● ان كان المريض نائما او يتلقى علاجا عند وصولكم اتركوا ملاحظة موجزة او بطاقة لتشيروا الى انكم عُدتموه

● يمكن للمصافحة اللطيفة او ملامسة اليد ان تعيد الطمأنينة الى المريض

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

كنت مصابا بالشلل،‏ أما الآن فأستطيع ان امشي ثانية — وأمسك محفظتي الصغيرة!‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة