شيء جديد في التشييد الاممي
يتعجب كثيرون من مشاريع التشييد كأهرام مصر وسور الصين العظيم. وناطحات السحاب العصرية التي يبلغ ارتفاعها ربع الميل (٤٠٠ م) هي ايضا توحي بالرهبة. ولكنّ ميزات برنامج آخر للبناء تثير الدهشة على نحو معادل.
يبني متطوعون عددا كبيرا من المشاريع الضخمة حول العالم. ومعظم هؤلاء المتطوعين هم من البلدان حيث يجري تشييد الابنية. ولكن بما انه غالبا ما تلزم المساعدة الاضافية، انفق عمال من بلدان اخرى ملايين الدولارات من مالهم الخاص ليدفعوا نفقات سفرهم الى اماكن التشييد البعيدة. ويضحي كثيرون من هؤلاء المتطوعين بعُطلهم ليعملوا؛ ويأخذ آخرون اجازة من استخدامهم القانوني وبالتالي يخسرون دخلا كبيرا.
ان هذا الجهد الرائع للمساعدة هو برنامج تشييد للمتطوعين الامميين يجري تنسيقه من المركز الرئيسي لشهود يهوه في بروكلين، نيويورك. ومنذ بداية برنامج التشييد هذا في تشرين الثاني ١٩٨٥، دفع اكثر من ٠٠٠,٣ شخص نفقات سفرهم الخاصة الى اكثر من ٣٠ مكان عمل في اميركا الشمالية والجنوبية، اوستراليا، افريقيا، اوروپا، وجزر مختلفة.
والآن يعمل نحو ٦٠٠ متطوع من كل الامم في حوالي ٢٥ بلدا. واكثر من ٤٠٠ منهم هم في تعيينات طويلة الامد لسنة او اكثر، ويُدعَون «خداما امميين.» والباقون هم في تعيينات قصيرة الامد من اسبوعين الى ثلاثة اشهر.
لماذا يتطوع جميع هؤلاء العاملين بمهاراتهم وجهدهم مجانا؟ وماذا يعتبرونه مهما حتى انهم يبذلون هذه التضحيات الشخصية؟
لاتمام نبوة الكتاب المقدس
ان السبب للتجاوب الرائع مع برنامج التشييد الاممي موجود في الجواب عن سؤال. فمنذ اكثر من ٩٠٠,١ سنة طرح رسل يسوع المسيح عليه السؤال: «ما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر.» وبعد وصف امور مثل الحروب، المجاعات، الاوبئة، والزلازل الواسعة الانتشار، قال يسوع: «يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم. ثم يأتي المنتهى.» — متى ٢٤:٣، ١٤.
والعمال المتطوعون مقتنعون انه الآن هو الوقت الذي فيه يجري اتمام نبوة يسوع. لذلك هم سعداء ان يفعلوا قدر استطاعتهم لتعزيز المناداة بالملكوت قبل ان تأتي نهاية هذا النظام. وجرى تأسيس برنامج التشييد الاممي هذا لتنسيق جهود مثل هؤلاء الاشخاص لبناء تسهيلات تطبع وتوزع رسالة الملكوت.
توسع عمل الملكوت
في السنة الماضية جرى طبع ٥٠٧,٥٠٩,٦٧٨ نسخ من مجلتي برج المراقبة واستيقظ!، اللتين تبرزان ملكوت اللّٰه بصفته الرجاء الوحيد للجنس البشري، في تسهيلات يديرها شهود يهوه. ان ذلك هو اكثر بكثير من مليوني مجلة — كالتي تقرأونها — تخرج من المطابع كل يوم عمل! وبالاضافة الى ذلك، فإن عشرات الملايين من الكتب المقدسة، الكتب، الكراريس، والكراسات تُطبع وتُوزع كل سنة.
والمطابع الكبرى هي في المركز الرئيسي الاممي لشهود يهوه في بروكلين، نيويورك، وفي الجزء الشمالي من الولاية قرب وولكيل، نيويورك. ولكن خلال خمسينات وستينات الـ ١٩٠٠ بُني ايضا كثير من المطابع خارج الولايات المتحدة. وهكذا بحلول سنة ١٩٧٠ جرى انتاج برج المراقبة واستيقظ! في تسهيلات يديرها شهود يهوه في المانيا، جنوب افريقيا، كندا، انكلترا، سويسرا، الدنمارك، السويد، فنلندا، وفرنسا.
ثم في سنة ١٩٧٢ و ١٩٧٣، بدأ انتاج المجلات ايضا في مطابع شهود يهوه في ست مدن اضافية: اليابان، البرازيل، اوستراليا، غانا، نَيجيريا، والفيليپين. وفي السنوات التالية، اذ نما عمل الملكوت، جرى البدء بتشييد مكاتب فروع جديدة بامكانيات طباعية اعظم ايضا. ولإعطاء فكرة عن التوسع السريع، خذوا في الاعتبار ان مجمّعات الفروع هذه ذات المطابع الجديدة لـ برج المراقبة واستيقظ! جرى تدشينها في التواريخ التالية:
اليونان، ١٦ كانون الثاني ١٩٧٩؛ السويد، ٢٣ كانون الاول ١٩٨٠؛ البرازيل، ٢١ آذار ١٩٨١؛ كندا، ١٠ تشرين الاول ١٩٨١؛ ايطاليا، ٢٤ نيسان ١٩٨٢؛ جمهورية كوريا، ٨ ايار ١٩٨٢؛ اليابان، ١٥ ايار ١٩٨٢؛ اوستراليا، ١٩ آذار ١٩٨٣؛ الدنمارك، ٢١ ايار ١٩٨٣؛ اسپانيا، ٩ تشرين الاول ١٩٨٣؛ النَّذَرلند، ٢٩ تشرين الاول ١٩٨٣؛ المانيا، ٢١ نيسان ١٩٨٤؛ الهند، ٢٠ كانون الثاني ١٩٨٥؛ وجنوب افريقيا، ٢١ آذار ١٩٨٧.
وعلاوة على ذلك، كانت هنالك مناسبات تدشين لمكاتب فروع جديدة او ملحَقات بارزة لمكاتب الفروع الاقدم في ساحل العاج، ٢٧ شباط ١٩٨٢؛ تاهيتي، ١٥ نيسان ١٩٨٣؛ انكلترا، ٢ تشرين الاول ١٩٨٣؛ فنلندا، ٥ ايار ١٩٨٤؛ نَروج، ١٩ ايار ١٩٨٤؛ مارتينيك، ٢٢ آب ١٩٨٤؛ پيرو، ٢٧ كانون الثاني ١٩٨٥؛ المكسيك، ١٣ نيسان ١٩٨٥؛ ڤنزويلا، ٢١ نيسان ١٩٨٥؛ وفرنسا، ٤ ايار ١٩٨٥.
وعلى الرغم من ان شيئا من عمل التشييد في فروع قليلة قام به اشخاص محترفون مدفوع اليهم ليسوا شهودا، فقد قام بشكل عام شهود يهوه انفسهم بمعظم العمل. وبالآلاف تطوعوا بخدماتهم، على الرغم من ان كثيرين منهم لم يكونوا مهرة في حِرف التشييد.
واذ استمرت كرازة شهود يهوه بالملكوت في الازدياد، كانت تلزم تسهيلات اوسع. فكيف كان ممكنا ان تُبنى هذه بفعالية اعظم؟
البرنامج الجديد يسد الحاجة
من اجل التنظيم والمساعدة في النمو الرائع لعمل التشييد الاممي هذا جرى وضع وتطوير برنامج المتطوعين الخصوصي. «خلال مشروع للتشييد، تلزم حِرف معيّنة في اوقات معيّنة،» اوضح احد نظار البرنامج. «فأنتم لا تحتاجون الى بانٍ للسقف عندما يجري صب الاساس. لذلك جرى تأسيس مكتب العمال الاممي في بروكلين، نيويورك، لتنسيق الامور.»
وهكذا اذ يحين وقت الطلبات من اجل الحِرفيين، يخدم مكتب بروكلين ك «منظِّم.» ويزود مشاريعَ التشييد حول العالم بالعمال الملائمين لسد حاجات التشييد هذه. مثلا، فيما كانت الملحَقات السكنية الجديدة لفرع المكسيك على وشك ان تكتمل في سنة ١٩٨٨، أُجري اتصال هاتفي ببروكلين من اجل اشخاص مهرة يمدّون الموكيت. وفي غضون دقائق قليلة، عيّن المكتب اربعة اشخاص ذوي خبرة كانوا سعداء ان يتطوعوا. وعندما حان وقت تدشين ملحَق الفرع في كانون الثاني ١٩٨٩، كان الموكيت قد مُدَّ وبدا جميلا.
التأهل للخدمة
للاشتراك في برنامج المتطوعين الاممين، يلزم العامل ان يكون اولا مؤهلا. فكل متطوع يجب ان يكون شاهدا منتذرا معتمدا ليهوه. وفي الولايات المتحدة، يجب على المتطوع المحتمَل ان يخدم اولا في احد تسهيلات شهود يهوه في نيويورك. ويزود ذلك فرصة لكي يجري تقييم عادات ومَقدرات عمله. وبعدئذ يمكن ان يُدعى الى تقديم طلب من اجل البرنامج. وزوجات المتطوعين المحتمَلين، على الرغم من انهن عادة لا يُدعَين الى الخدمة مع ازواجهن في نيويورك، يمكن ان يتأهلن ايضا للبرنامج ويملأن طلبا.
ويمكن ان يقدم شهود يهوه في بلدان اخرى طلبا للاشتراك في البرنامج اذ يطلبون ورقة طلب من فرعهم المحلي. ويجري ارسال هذا الطلب الى المكتب في المركز الرئيسي في بروكلين الذي يشرف على الخدام الامميين والعمال المتطوعين الامميين الآخرين. ثم يجري اشعار مقدم الطلب عندما تكون مهارات عمله لازمة.
مساهمة الزوجات
على الرغم من ان زوجات عمال التشييد لا يتصفن عادة بالمهارة في الحِرف، فقد جرى تدريب كثيرات على ان يربطن قضبان التسليح الفولاذية بالاسلاك، ان يضعن البلاط ويحقنَّه بالاسمنت، ان ينعِّمن ويدهنَّ. وتعتني الاخريات بالاعمال المنزلية اليومية الضرورية. وبذلك يساهمن جميعهن بطريقة رائعة في العمل في اماكن التشييد حول العالم.
وثمة زوجة انضمت الى زوجها في عمل تشييد فرع جديد في پورتو ريكو كتبت مؤخرا الى مكتب بروكلين: «وصلنا في ١ كانون الثاني ١٩٩١، من اجل تعييننا لفترة شهر. وعملتُ مع المجموعة التي ربطت قضبان التسليح الفولاذية كحصائر. وكان ذلك الى حد بعيد اصعب عمل جسدي قمت به على الاطلاق. فقد تألف بشكل اساسي من حني وربط القضبان الفولاذية معا، باستعمال كمّاشة وبكرة من الاسلاك — طوال اليوم!
«في الايام القليلة الاولى كانت قبعتي الثقيلة تسقط دائما، وكنت دائما اربط قفازيَّ الكبيرين اكثر من المعتاد بالحصيرة. ولكني اخيرا صرت اعمل بطريقة متناسقة اكثر. وخمس او ست ضمائد حمت جروحي. وتعلمت ان آخذ الاقيسة من خرائط البناء، التعليم بالطبشورة، ومدّ الفولاذ لكل حصيرة. لقد كان ذلك عملا يجلب الاكتفاء حقا. فالكثير جدا مما اقوم به عادة على اساس يومي يلزم القيام به مرارا وتكرارا — التنظيف، الطبخ، الغسل، وهلم جرا. ولكنّ تلك الحصائر الفولاذية ستدخل في الجدران التي ستقف ما دام الفرع واقفا. ان هذا التفكير لمكافئ!»
الشكر على امتياز العمل
قال احد نظار عمل التشييد الاممي هذا: «انه الشيء الاكثر لفتا للنظر الذي يمكن ان تتصوروه. اناس يستعملون عطلهم ليسافروا الى اماكن عمل بعيدة، دافعين نفقات سفرهم الخاصة. وهناك قد يعملون بكد اكثر ولساعات اطول مما يعملون طوال سنة. وعندما يعودون الى مواطنهم يكتبون ليشكرونا على الامتياز!»
على سبيل المثال، تقول رسالة حديثة: «اننا نكتب لنشكركم على الامتياز العظيم الذي تمتعنا به اذ عملنا طوال ثلاثة اشهر في الفرع في الفيليپين. فعند نهاية كل يوم عمل كنا منهكين جسديا، كما توقعنا، ولكن مبنيين روحيا تماما من معاشرتنا الرائعة. وتمتعنا بمعرفة كثيرين من المتطوعين الآخرين الذين كانوا هناك، وتأثرنا كثيرا جدا بالشهود المحليين الذين عملنا معهم. حقا صاروا محبوبين الينا، امتدادا لعائلتنا.»
وكتب زوجان ذهبا الى الإكوادور: «تعلمنا ان نعيش دون طعام ذي نسبة عالية من الحريرات، نستحم في مجرد ماء قليل، ونحلق ونغتسل بالدش في ماء بارد. ولم تكن لدينا اية فكرة عن مقدار تأثر تفكيرنا بالاعلان. لقد اعطينا افضل ما عندنا في مكان العمل، ولكننا غادرنا بأكثر مما اعطينا بكثير. واخوتنا في الإكوادور هم فقراء ماديا، وفقا لمقاييس الولايات المتحدة، ولكنّ روحياتهم وتقديرهم لعمل الكرازة بارزة. ولا يمكن للكلمات ان تصف حقا كيف نشعر حيال هذا الامتياز.»
التشييد القلاّب
ان الوجه الفريد لعمل التشييد الاممي هو استعمال الطريقة القلاّبة. وتتألف هذه الطريقة من صب الواح جدرانية كبيرة من الاسمنت المسلَّح بالفولاذ في قطعة من الارض المعدة للبناء. وقد تصل هذه الى علو ثلاثة طوابق وتزن ما قدره ٢٠ طنا. وتُشكَّل الالواح إما على ارضية البناء او على ارضية للصب مجاورة.
يمكن تكديس ستة او ثمانية الواح الواحد فوق الآخر. وعندما تصير الالواح قوية كفاية — عادة بعد سبعة ايام — تُستعمل رافعة لقلبها الى مكانها. وتُستعمل الالواح الآن من اجل الجدران الخارجية والداخلية على السواء، وكذلك في الابنية المتعددة الطوابق. ومئات من هذه الالواح، مثلا، جرى استعمالها في بيت الفرع المؤلف من ١١ طابقا في الفيليپين. وألواح الاسمنت الناعمة المصبوبة مسبقا تحتاج فقط الى الدهن.
ان طريقة التشييد هذه لا توفر الوقت فقط بل تستفيد على نحو فعال من العمال الاقل مهارة. وثمة مطبوعة تجارية، الاسمنت، قالت في ما يتعلق بتشييد المصنع الجديد لشهود يهوه في انكلترا: «كان التشييد القلاّب ملائما على نحو خصوصي لحاجاتهم بسبب بساطة طريقة البناء هذه . . . وكان التوفير في الوقت والكلفة دائما من حسنات النظام الرئيسية.»
واضافت المجلة في ما يتعلق بالتشييد القلاّب: «ان مقدرته على تشييد مساحات كبيرة من الجدران (الحمل الثقيل وغير ذلك) في فترة قصيرة من الوقت، الى جانب استخدام عمال محليين دون الحاجة الى مقدار غير عادي من الاشراف، تعطي الطريقةَ سرعتَها وتوفيرها.» لذلك كم يكون ملائما ان يستفيد برنامج التشييد الجديد من طريقة التشييد البسيطة الفعالة هذه!
مكاتب الهندسة
ان توجيه برنامج التشييد الاممي هذا مُعد من قبل مكتب ضخم للهندسة في المركز الرئيسي لشهود يهوه في بروكلين، نيويورك. وهناك، اكثر بكثير من مئة مهندس، مصمم بناء، ورسام — اعضاء من مستخدَمي المركز الرئيسي — يعملون في خرائط البناء. وللمساعدة في العمل المتزايد الواجب انجازه في فترة محددة، تأسست مؤخرا مكاتب هندسية محلية في اليابان، اوستراليا، وأوروپا.
في سنة ١٩٨٧، جرى ادخال CAD (التصميم بمساعدة الكمپيوتر) لإعداد الرسوم. وتتألف محطة CAD النموذجية من قطع عديدة من المعدات. واذ تُستعمل معا، تجعل هذه من الممكن اعداد الرسوم على كمپيوتر بدلا من اعدادها باليد على لوحة رسم. والآن يجري استعمال اكثر من ٦٥ محطة CAD في بروكلين وفي الفروع.
وبما انه يمكن خزن الرسوم في ذاكرة الكمپيوتر، يمكن دمج التصاميم من المشاريع السابقة في الرسوم الحالية. وذلك يساعد في الانتاجية وأيضا في التوحيد القياسي للتصميم والتشييد.
مشاريع التشييد الحديثة
وكما نما مكتب الهندسة في بروكلين في الحجم، كذلك نمت فكرة تنظيم متطوعين للعمل. ويمكن القول ان البرنامج بدأ في سنة ١٩٨٥ عندما تجاوب عمال من بلدان اخرى ليساعدوا على بناء فرع جديد في پاناما. وتطور ايضا عندما احتاجت الپيرو الى المساعدة في ملحَق ضخم لفرعها. وبدأت صياغة البرنامج حقا بتشييد الفرعين في كوستا ريكا ونَيجيريا. وسرعان ما جرى ارسال المستخدَمين الرئيسيين للمساعدة في مشاريع حول العالم.
ساعد الخدام الامميون والمتطوعون الآخرون الآن على بناء فروع جديدة كثيرة بالاضافة الى ملحَقات للفروع الاقدم، بما فيها معظم تلك التي أُنهيت منذ وقت باكر من سنة ١٩٨٦. وفي السنوات الخمس المنصرمة او نحو ذلك، جرى اكمال المشاريع وتدشينها في پاناما، كوستا ريكا، تشيلي، المكسيك، نيوزيلندا، هايتي، لَيبيريا، النمسا، إكوادور، پاپوا غينيا الجديدة، ڠَيانا، غانا، هاوايي، الپرتغال، هونڠ كونڠ، قبرص، پيرو، السلڤادور، موريشيوس، اليابان، هُندوراس، ڠواتيمالا، نَيجيريا، الارجنتين، اوستراليا، كاليدونيا الجديدة، فيجي، الفيليپين، واليونان.
كان الكثير من هذه مشاريعَ تشييد ضخمة. وفي الواقع، أُنشئت في نَيجيريا مدينة صغيرة على قطعة ارض مساحتها ١٤٠ أكرا (٥٧ هكتارا). فقد جرى بناء مصنع طوله ٤٥٠ قدما (١٤٠ م)، وعرضه ٢٢٥ قدما (٧٠ م)، ومساكن تتسع لاكثر من ٤٠٠ شخص، مكتب، مرأب، وأبنية اخرى. ومواد البناء التي أُرسلت من الولايات المتحدة وحدها كانت كافية لملء ٣٤٧ حاوية شحن، التي اذا وُضع طرف كل واحدة الى جانب طرف الاخرى تمتد ٢,٢ ميلا (٥,٣ كلم)!
واحيانا، هنالك مقاومة من رجال الدين لمشاريع البناء. ففي اليونان نظّم رجال الدين ٤٠ باصا ممتلئا بالمعارضين في آذار ١٩٨٩، ولكنّ الشرطة دعمت حق الشهود الشرعي في البناء، وفشلت المعارضة. فأُكمل الفرع الجديد، بمصنع كبير جديد و٢٢ بناية سكن تتسع لاكثر من ١٧٠ شخصا، ودُشن في هذا الربيع.
وفي فرنسا عارض اسقف إڤرو، جاك ڠايو، الخطط لفرع جديد كبير لشهود يهوه في لوڤييه. وقال ان الخدمة العامة للشهود لا «تحترم كرامة الانسان.» ومع ذلك، لا يوافق آخرون مع الاسقف. فهم يؤمنون ان شهود يهوه لديهم الحق في ان يوسعوا تسهيلاتهم في المنطقة، تماما كما يفعلون في اماكن عديدة في كل مكان من العالم.
والآن، يعمل متطوعو التشييد الامميون في مشاريع الفروع في كولومبيا، پورتو ريكو، زامبيا، البرازيل، انكلترا، كندا، جمهورية الدومينيكان، إكوادور، پولندا، ڠوادلوپ، تايلند، جزر ليوارْد، جزر بَهاما، سامْوا الغربية، تاهيتي، جزر سليمان، ڤنزويلا، جمهورية كوريا، جنوب افريقيا، والمانيا. وثمة مشاريع اخرى على لوحات الرسم، تشمل فروعا جديدة او ملحَقات للفروع الحالية في فرنسا، اسپانيا، المكسيك، سْري لانكا، تايوان، وسورينام.
توقع حاجة
عندما اجازت الهيئة الحاكمة لشهود يهوه توسيعا بمقدار ٥٠ في المئة للفرع في المانيا في سنة ١٩٨٨، اعتبر بعض المراقبين ان الملحَق كبير اكثر مما ينبغي. ولكن في سنتي ١٩٨٩ و ١٩٩٠ صار عمل الكرازة لشهود يهوه شرعيا او من الممكن ادارته دون عائق في پولندا، هنڠاريا، المانيا الشرقية، ورومانيا. وابتداء من ٢٧ آذار، هذه السنة، اعترف الاتحاد السوڤياتي بشهود يهوه كهيئة دينية.
واكثر من ٠٠٠,٢٥٠ شخص في البلدان الاوروپية الشرقية حضروا محافل كورية لشهود يهوه في الصيف الماضي وكانوا متشوقين الى تسلّم مطبوعات الكتاب المقدس. «خلال شهرين فقط،» لاحظ الكتاب السنوي لدائرة المعارف البريطانية ١٩٩١، «شحن مكتب فرع المانيا الغربية لجمعية برج المراقبة ٢٧٥ طنا من المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس، بما في ذلك ٠٠٠,١١٥ كتاب مقدس، الى المانيا الشرقية وحدها.» وهكذا يتضح الآن ان فرع المانيا يحتاج الى كل التوسع الذي أُجيز، ويحتاج اليه سريعا!
الاستعداد لحاجات المستقبل
كما يمكن ان تتصوروا، ان الكرازة ‹ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة قبل ان يأتي المنتهى› اتماما لنبوة يسوع تتطلب جهدا هائلا. (متى ٢٤:١٤) ويبذل المسيحيون الحقيقيون حول العالم هذا الجهد. ويفعلون كل ما في وسعهم على نحو حسن التنظيم لجعل رسالة الملكوت متوافرة لكل الامم.
ولانجاز ذلك، يوسع شهود يهوه قدرتهم على نشر مطبوعات الكتاب المقدس في مركزهم الرئيسي العالمي في بروكلين، نيويورك. وتشييد مبنى من ٣٠ طابقا يقع في ٩٠ شارع ساندز يتسع لألف عضو اضافي من مستخدَمي مركزهم الرئيسي جارٍ الآن ويُخطَّط لاكماله في سنة ١٩٩٣.
ولكنّ اكبر مشروع بناء يجري هو على بعد نحو ٧٠ ميلا (١١٠ كلم) من مدينة نيويورك، قرب پاترسون. «عندما ينتهي [شهود يهوه]، في وقت ما في سنة ١٩٩٦،» ذكرت ذا نيويورك تايمز في ٧ نيسان ١٩٩١، «سيكونون قد بنوا ٦ مبانٍ سكنية بعلو ٢ الى ٥ طوابق ذات ٦٢٤ شقة، مرأبا لـ ٤٥٠ سيارة، فندقا من ١٤٤ غرفة، مطبخا ضخما وغرفة طعام لخدمة ٦٠٠,١ شخص في جلسة واحدة، بناية مكاتب، بناية صفوف وبنايات لخدمات عديدة.» ومئات المتطوعين يقدّمون عملا مجانيا لبناء هذا المركز التثقيفي الضخم للملكوت.
حقا، ثمة برنامج بناء رائع جارٍ في كل جزء من الارض — وكل ذلك ينسّقه وينجزه عمال متطوعون. انه شيء جديد في التشييد الاممي فعلا!
[الصورة في الصفحة ٢١]
ربط قضبان التسليح الفولاذية هو جزء من عمل التشييد
[الصور في الصفحة ٢٣]
في التشييد القلاّب، يمكن ان تُشكَّل الالواح الاسمنتية الواحدة فوق الاخرى. وعندما تصير الالواح قوية كفاية، تُرفع الى مكانها
[الصور في الصفحة ٢٤]
مجمَّع الفرع الجديد في پولندا تجري مراجعته في بروكلين. رسوم معمارية تُعدّ على الكمپيوتر
[الصور في الصفحة ٢٥]
مجمَّعات الفروع كما هي مخطَّطة لپورتو ريكو، زامبيا، وجزر ليوارْد
[الصورة في الصفحة ٢٦]
عمال متطوعون في مشروع تشييد في بلد اوروپي