مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٣ ٢٢/‏٢ ص ١٣-‏١٧
  • حياة ذات قيمة على الرغم من العزلة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • حياة ذات قيمة على الرغم من العزلة
  • استيقظ!‏ ١٩٩٣
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • التعلم عن يهوه
  • الى تايلند عن طريق اسپانيا
  • الى اوستراليا
  • الى بوڠنڤيل
  • الى افريقيا
  • في اميركا الجنوبية
  • الى پاپوا غينيا الجديدة
  • العمل مع جماعة
  • كرّست حياتي لخدمة يهوه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٣
  • يا له من فرح ان نجلس على مائدة يهوه!‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩١
  • الجزء ٤ —‏ شهود الی اقصی الارض
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
  • ‏«ها نحن أرسلونا»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢٠
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٣
ع٩٣ ٢٢/‏٢ ص ١٣-‏١٧

حياة ذات قيمة على الرغم من العزلة

وُلدتُ في كانون الثاني ١٩٢٧،‏ في مالَقة،‏ اسپانيا،‏ وأنا الولد السادس في عائلة كاثوليكية فقيرة مؤلفة من سبعة اولاد.‏ ومن ١٩٣٦ الى ١٩٣٩ خرَّبت الحرب الاهلية الاسپانية بلدنا،‏ وكنا نتفادى القنابل ونعيش على الطعام المقنَّن.‏ ومع ذلك،‏ كنت ولدا سعيدا يحبّ ان يغني ويرافق الناس.‏

لكنَّ شيئا واحدا كان يخيفني —‏ توقُّع الاحتراق في نار الهاوية.‏ ولاخماد هذا الخوف،‏ انتقلت للعيش في دير بعمر ١٢ سنة.‏ وهناك،‏ لمدة ثلاث سنوات تقريبا،‏ نظفتُ الدرج الرخامي،‏ صليتُ،‏ ونظفتُ من جديد،‏ ولكنني كنت لا ازال اشعر بأن هنالك شيئا ناقصا.‏ وفي سنة ١٩٤١ فرحت لانني تمكنت من المغادرة.‏

بعد عدة سنوات صادقتُ مغنية كانت تعتقد ان صوتي يمكن ان يحصِّل المال،‏ وشجعتني على تلقّي دروس في الغناء والعزف على الپيانو.‏ وعندما انتهت الحرب العالمية الثانية في السنة ١٩٤٥،‏ ذهبت الى المملكة المغربية،‏ حيث ابتدأت اعمل في ملاهٍ ليلية في الدار البيضاء وطنجة.‏ وكانت هذه حياة مثيرة لمراهقة.‏ ولكن بعد كل استعراض،‏ كنت اذهب الى الكنيسة لكي اتوسل الى مريم العذراء ان تسامحني،‏ راجية ان انجو من هاوية نارية.‏

بعد العمل تسع سنوات في ملاهٍ ليلية،‏ التقيت اميركيا اسمه جاك ابرناثي.‏ كان في ذلك الوقت يعمل في المملكة المغربية في شركة بناء اميركية.‏ فتزوجنا في تلك السنة،‏ وتوقفت عن العمل.‏ وبعد ذلك سرعان ما انتقلنا الى اشبيلية،‏ اسپانيا،‏ حيث عشنا حتى السنة ١٩٦٠.‏ ثم انتقلنا الى لودي،‏ كاليفورنيا،‏ الولايات المتحدة الاميركية —‏ انتقال ادَّى الى تغيير آخر في حياتي.‏

التعلم عن يهوه

في سنة ١٩٦١ زارت اثنتان من شهود يهوه بيتنا وتركتا مجلتي برج المراقبة واستيقظ!‏ وعرضتا لاحقا ان تدرسا الكتاب المقدس معي،‏ فقبلت العرض.‏ وهكذا تعلمت عن الاله الحقيقي،‏ يهوه،‏ ابينا السماوي المحب.‏ (‏مزمور ٨٣:‏١٨‏)‏ ويا له من راحة ايضا ان اتعلم انه ليست هنالك هاوية متَّقدة وانما بدلا من ذلك نملك توقع العيش الى الابد في فردوس على الارض!‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٩-‏١١،‏ ٢٩؛‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

وأختي پاكيتا،‏ التي كانت تعيش بالقرب منا،‏ ابتدأت ايضا بالدرس.‏ وسابقا،‏ كنت ادخن وأحبّ ان اشارك في الحفلات.‏ ويا لحدة الطبع التي كانت لي!‏ لكنني تغيَّرت،‏ وفي ١٧ تشرين الاول ١٩٦٢،‏ اعتمدنا پاكيتا وأنا في ساكرامنتو،‏ كاليفورنيا،‏ رامزتين بالتالي الى انتذارنا لخدمة يهوه.‏

الى تايلند عن طريق اسپانيا

بُعَيد ذلك،‏ قامت شركة البناء التي كان زوجي يعمل فيها بنقله الى تايلند،‏ وانضممت انا اليه.‏ وفي الطريق زرت اسپانيا وتمكنت من الاشتراك في معتقداتي مع اعضاء العائلة الآخرين.‏ فتجاوبت پورا زوجة اخي وأصبحت شاهدة.‏

في تلك الايام كان عمل شهود يهوه محظورا في اسپانيا.‏ ومع ذلك،‏ كنا نحضر اجتماعا سريا في غرفة صغيرة فيها طاولة واحدة ودون كراسٍ.‏ فجميعنا نحن الـ‍ ٢٠ كنا نقف.‏ وكم يختلف ذلك عن اجتماعاتنا في كاليفورنيا!‏ ورؤية شعبي يجازفون بحريتهم من اجل الاجتماع اقنعتني بأهمية الاجتماعات المسيحية،‏ درس في حينه قبيل الوصول الى بانكوك،‏ تايلند.‏

‏«اذا وجدتكِ يوما ما تكرزين،‏ فسأتركك،‏» قال لي جاك في اليوم الذي وصلنا فيه الى بانكوك.‏ وفي اليوم التالي ذهب ليدير عمل بناء في منطقة ريفية،‏ فتُركت وحدي في بانكوك الناشطة مع خادمة منزل لا استطيع التفاهم معها.‏ فانشغلت بدرس مطبوعاتي للكتاب المقدس مرارا وتكرارا.‏

وذات يوم في ايلول ١٩٦٣،‏ رأيت عند عودتي الى البيت شخصا غريبا عند عتبة بابي.‏ سيدة ذات شعر اشقر جَعْد كانت تنتظرني.‏ فسألتها:‏ «ماذا استطيع ان افعل لك؟‏»‏

قالت:‏ «انا امثل جمعية برج المراقبة.‏»‏

فقفزتُ بحماس،‏ معانقة ومقبِّلة اياها.‏ كانت ايڤا هيبرت مرسلة من كندا.‏ ومن ذلك اليوم فصاعدا،‏ كانت ايڤا تأتي قانونيا،‏ منتقلة بباصين او ثلاثة لتصل اليّ.‏ وكنت اخاف ان اركب الباصات حيث كان الناس يُحشرون كالسَّردين المعلَّب،‏ ولكن لم تكن هنالك وسيلة اخرى للتنقُّل.‏ فقالت ايڤا:‏ «لن تخدمي يهوه ابدا اذا لم تذهبي في هذه الباصات.‏» ولذلك تدرَّبنا على كيفية ركوب الباصات للذهاب الى الاجتماعات.‏

كنت مترددة في الكرازة،‏ لانني لم اكن اعرف اللغة.‏ وكنت اتمسك بيد ايڤا،‏ سلَّتها،‏ وفستانها.‏ «لا يمكنك ان تخدمي يهوه بهذه الطريقة،‏» قالت.‏

‏«لكنني لا اعرف اللغة،‏» قلت منتحبة.‏

اعطتني ايڤا عشر مجلات وغادرت،‏ تاركة اياي في وسط السوق.‏ فاقتربت بخجل من امرأة صينية وأريتها المجلات،‏ فقبلَتها!‏

‏«ايڤا،‏ لقد وزَّعت المجلات العشر كلها،‏» ابتسمتُ لاحقا بابتهاج.‏ فقالت،‏ «يحبّ يهوه الاشخاص الذين هم مثلك.‏ تابعي ذلك.‏» فتابعتُ،‏ متعلمة تبادل التحيات باللغة التاييَّة والجلوس على الارض،‏ حسب العادة المحلية.‏ وتعلمت ايضا كيفية الوصول الى اماكن مختلفة.‏ وتجاوُب زوجي؟‏ ذات يوم،‏ عندما كان هنالك ضيوف عند جاك،‏ الذي كان قد لان في ما يتعلق بمعتقداتي،‏ قال لهم:‏ «قوموا بجولة مع پيپيتا.‏ فهي تعرف المنطقة لانها تكرز.‏»‏

الى اوستراليا

لقد اعدَّني تدريب ايڤا الحبّي ولكن الثابت للبقاء نشيطة في خدمة يهوه خلال تعيين العمل التالي لزوجي،‏ في شمال غرب اوستراليا.‏ وصلنا في منتصف سنة ١٩٦٥،‏ واستقررت في مخيَّم للعمال في وسط الصحراء حيث كانت شركة جاك تضع خطا للسكة الحديدية.‏ كان الطعام يُرسل بالطائرة،‏ وكان الطقس حارّا ‏—‏ اكثر من ١١٠ درجات فهرنهايت (‏٤٣°م)‏.‏ وكانت هنالك ٢١ عائلة من اميركا الشمالية في المخيَّم،‏ لذلك بدأت اقترب اليهم برسالة الملكوت.‏ ولاحقا،‏ فيما تقدم العمل في خط السكة الحديدية،‏ انتقلنا الى مكان ابعد في الصحراء،‏ حيث كانت العزلة اكبر ايضا.‏

وفي وقت ابكر،‏ كنت قد كتبت الى مكتب الفرع لشهود يهوه في اوستراليا،‏ وكم افرحني ان اتسلم رسالة تقول:‏ «محبة وتحيات حارة .‏ .‏ .‏ افكارنا وصلواتنا ستكون معك في الاشهر المقبلة»!‏ وخلال السنوات التي فيها سافرت مع زوجي في تعيينات عمله الى مناطق نائية من الارض،‏ شجعتني رسائل كهذه من هيئة يهوه.‏ وقد ساعدتني قراءتها على اجتياز فترات الوحدة وشجعتني على الخروج في عمل الكرازة على الرغم من انني غالبا ما كنت منعزلة عن الشهود الآخرين.‏

رتَّب مكتب الفرع في اوستراليا ان يزورني زوجان شاهدان لمدة اسبوع في المخيَّم.‏ وفي خدمتنا قابلنا امرأة مهتمة كانت تعيش بعيدا،‏ ولذلك كنت اسير مرتين في الاسبوع عبر مقاطعة تكثر فيها الحيات والعظايات لكي ازورها.‏ وفيما كنت امشي،‏ كنت اشرع في ترنيمة الملكوت:‏ «فلنصطفَّ هيَّا/‏مع مُعطي السرور/‏فيه مُحتمانا/‏فلنمشِ في النور.‏» وقد درسنا لمدة ١١ شهرا.‏

ثم بعد اقامة لنحو سنة في ملبورن،‏ انتقلت مع زوجي الى مخيَّم قرب بلدة التعدين پورت هِدلَند،‏ ايضا في شمال غرب اوستراليا.‏ وبعد خمسة ايام،‏ كان هنالك زائرون.‏ فالفرع كان قد اعلم الشهود بمكان وجودي.‏ وبعد ان غادروا،‏ تابعت الاجتماعات وحدي،‏ مديرةً درس الكتاب الجماعي،‏ مدرسة الخدمة الثيوقراطية،‏ اجتماع الخدمة،‏ ودرس برج المراقبة.‏ وبعد ترنيم ترنيمة والافتتاح بصلاة،‏ كنت اجيب عن الاسئلة وأختتم بترنيمة وصلاة.‏ وعدُّ الحضور لم يكن مشكلة قط —‏ دائما واحد.‏ ومع ذلك فقد دعمني برنامج الاجتماعات الاسبوعي هذا خلال السنوات العديدة تلك التي فيها خدمت يهوه في العزلة.‏

الى بوڠنڤيل

في سنة ١٩٦٩،‏ بعد ان عملنا باجتهاد اربع سنوات في اوستراليا،‏ عيِّن زوجي ليخدم كناظر للعمال في مشروع لشق طريق الى منجم نحاس في الجبال الرطبة لجزيرة بوڠنڤيل.‏ وفي احدى الامسيات دق شخص البابَ.‏ ففتحه جاك.‏ وقال:‏ «انه شاهد مع زوجته وأولاده الاربعة.‏» كانوا يسكنون قرب الشاطئ.‏ وكنت ازورهم مرة في الاسبوع وأحضر درس برج المراقبة الذي كان يُعقد في المدرسة المحلية.‏

وفي مناسبة اخرى زارني ثلاثة شهود من پاپوا غينيا الجديدة.‏ فقال زوجي لزملائه بفخر:‏ «اينما تذهب زوجتي،‏ فان اصدقاءها الشهود يكونون بانتظارها.‏»‏

الى افريقيا

في سنة ١٩٧٢ وصلنا الى الصحراء في الجزائر،‏ افريقيا الشمالية،‏ حيث كانت شركة جاك تبني نظاما للريّ.‏ وكان ذلك سيصير مشروعا لمدة اربع سنوات.‏ فكتبت الى مكتب الفرع لشهود يهوه في فرنسا عن عمل الكرازة،‏ فأجابوا في رسالة:‏ ‹احذري.‏ فعملنا محظور هناك.‏› وساعدتني الجمعية على الاتصال بشاهدتين خاملتين،‏ فشكَّلنا فريقا للدرس.‏

بعد ذلك،‏ مرضت سيسيليا،‏ احدى جاراتي في مخيَّم العمال.‏ وكنت ازورها كل يوم في المستشفى،‏ اجلب لها الصابون،‏ وأرتب سريرها.‏ وعندما عادت الى المنزل،‏ استمررت في القيام ببعض المهمات لها،‏ واشتركت ايضا معها في رجاء الملكوت.‏ وأدّى ذلك الى درس في الكتاب المقدس،‏ وبعد ثمانية اشهر قالت سيسيليا:‏ «اريد ان اعتمد.‏» ولكن اين وبواسطة من؟‏

تسلَّمنا رسالة من مكتب الفرع في فرنسا ان شاهدا اسمه فرانسوا كان قادما الى الجزائر من اجل عطلة قصيرة.‏ واذا استطعنا ان نجلبه الى قريتنا الصحراوية ونعيده الى المطار في الوقت المحدَّد،‏ فسينجز المعمودية.‏ لكنه لن يستطيع البقاء اكثر من ٢٤ ساعة.‏

وحالما وصل فرانسوا،‏ أُخذ بسرعة بالسيارة الى الصحراء.‏ وذلك المساء،‏ في بيت سيسيليا،‏ سحب قطعة صغيرة من ورق الرسائل من جيب قميصه وألقى خطابا جيدا.‏ وفي الصباح الباكر من ١٨ ايار ١٩٧٤،‏ عمَّد سيسيليا في حوض الاستحمام عندي ورحل ثانية.‏

اندلعت الحرب في الجزائر عند نهاية سنة ١٩٧٥،‏ فاضطررنا جاك وأنا ان نغادر فجأة.‏ وزرت اقربائي في اسپانيا.‏ وفي سنة ١٩٧٦،‏ ابتدأت احزم الحقائب من اجل تعيين جاك التالي —‏ مخيَّم عمال في الغابة المطيرة في سورينام،‏ اميركا الجنوبية.‏

في اميركا الجنوبية

كان المخيَّم في جنوب غرب سورينام مُحاطا بالنباتات الخضراء.‏ وكانت الببغاوات المحدثة جلبة والقِرَدَة الفضولية تنظر من الاشجار الى اسفل الى العائلات الـ‍ ١٥ التي وصلت حديثا،‏ التي كنت اعرف معظمهم من اعمال سابقة.‏ وبعد ستة اشهر،‏ وصل المزيد من عائلات العمال،‏ بمن فيهم سيسيليا التي اعتمدت في الجزائر —‏ رفيقة في الكرازة!‏

اذ اقترب ٢٣ آذار ١٩٧٨،‏ تساءلنا كيف سنحتفل بذكرى موت المسيح.‏ واذ كانت تنقصنا وسيلة نقل الى العاصمة،‏ پاراماريبو،‏ خططنا ان نحتفل بها في بيتي.‏ وسمح لنا مدير المخيَّم بأن نصنع نسخا فوتوڠرافية للصفحة الاخيرة من برج المراقبة التي تعلن الذكرى،‏ فوزعناها من بيت الى بيت في المخيَّم.‏ وقد حضر واحد وعشرون!‏ وألقت سيسيليا الخطاب،‏ وقرأتُ انا الآيات.‏ وعلى الرغم من العزلة،‏ شعرنا ذلك المساء بأننا متحدون مع هيئة يهوه العالمية.‏

وفي هذه الاثناء،‏ ارسل فرع سورينام لشهود يهوه الدعم —‏ زوجين مرسلين شابين في لاند-‏روڤر قديمة.‏ وقبل ان يصلا،‏ كنت قد ابتدأت اشعر بشيء من عدم الفائدة في هذا المخيَّم،‏ لكنَّ المرسلين طمأناني:‏ «پيپيتا،‏ انتِ هنا من اجل قصد.‏» في ذلك الوقت لم اقتنع،‏ ولكن سرعان ما فهمت.‏

فذات يوم خلال زيارة المرسلين،‏ اكتشفنا طريقا غير معبَّدة شُقَّت حديثا وأُثيرت مشاعرنا عند العثور على بعض القرى الاميركية الهندية على بُعد نحو ٣٠ ميلا (‏٥٠ كلم)‏ من مخيَّمنا.‏ وأنتجت بضعة ايام من الكرازة بين الهنود الآراواكيين الوديين هؤلاء عشرات الدروس في الكتاب المقدس.‏ ولذلك عندما غادر المرسلان،‏ ابتدأنا سيسيليا وأنا بزيارة هؤلاء القرويين مرتين في الاسبوع.‏

كنا نستيقظ في الساعة الرابعة صباحا،‏ وبحلول الساعة السابعة كنا نبتدئ بدرسنا الاول في الكتاب المقدس.‏ ونحو الساعة الخامسة بعد الظهر،‏ كنا نعود الى البيت.‏ ولمدة سنتين كنا نعقد ٣٠ درسا كل اسبوع.‏ وسرعان ما دعاني الاولاد في القرية آنتي بايبل Auntie Bible!‏ واعتمد عديدون اخيرا،‏ وبعد سنوات حضر ١٨٢ شخصا محفلا دائريا في هذه القرية.‏ حقا،‏ كما قال صديقاي المرسلان العزيزان،‏ كنا في الدغل من اجل قصد!‏

الى پاپوا غينيا الجديدة

غادرنا سورينام في سنة ١٩٨٠،‏ وفي السنة التالية أُرسلنا الى پاپوا غينيا الجديدة.‏ وبعد ستة اشهر مفرحة مع الشهود في العاصمة،‏ پورت مورزبي،‏ اوصلتني طائرة مروحية الى بيتي التالي —‏ مخيَّم عالٍ في الجبال حيث كانت شركة جاك تنشئ منجم ذهب.‏ لم تكن هنالك طرق.‏ وكان الناس،‏ المعدات،‏ والطعام يصلون جوًّا.‏ وهذا كان المكان الاكثر انعزالا الذي عشت فيه على الاطلاق.‏ ومجدَّدا تساءلت،‏ اين يمكنني ان اجد اناسا لاتكلم اليهم؟‏

كان الناس في مخيَّمنا يعرفونني من قبل،‏ ولم يُرد احد ان يسمع.‏ ولكن نحو ذلك الوقت،‏ فتحت الشركة دكان بقالة.‏ فكانت النساء من اماكن بعيدة يتسوَّقن هناك.‏ وسرعان ما صرت من زبائن الدكان الذين يأتون تكرارا.‏ فهل تبرهن ان ذلك ناجح؟‏

ذات يوم ابتدأت محادثة مع امرأة پاپوية.‏ فأخبرتني انها معلمة.‏ فقلت:‏ «وأنا ايضا معلمة.‏»‏

‏«هل انتِ كذلك؟‏» سألَت.‏

‏«نعم،‏ انا اعلِّم الكتاب المقدس.‏» فقبلتْ فورا عرضي ان ادرس الكتاب المقدس معها.‏ ولاحقا،‏ وافق المزيد من المتسوِّقين في دكان البقالة ان يفعلوا الامر عينه.‏ وقد انتج هذا الاستقرار قرب منجم الذهب سبعة دروس في الكتاب المقدس —‏ منجم ذهب روحي بالفعل!‏

بعد ان قضينا ثلاث سنوات في الجزيرة الپاسيفيكية هذه،‏ ارسلتنا مهمة جديدة الى جزيرة ڠرانادا في الكاريبي.‏ ولكن بعد سنة ونصف،‏ كان على زوجي ان يعود الى الولايات المتحدة لاسباب صحية،‏ ولذلك في سنة ١٩٨٦ استقررنا في بويزي،‏ آيداهو.‏

العمل مع جماعة

بعد العمل كل هذه السنوات في عزلة عن اخوتي وأخواتي المسيحيين،‏ كان عليَّ الآن ان اتعلم العمل مع الآخرين.‏ لكنَّ الشيوخ المسيحيين وغيرهم ساعدوني بصبر.‏ واليوم،‏ اتمتع بحضور الاجتماعات وادارة دروس الكتاب المقدس في هذا الجزء من العالم.‏

ولكن احيانا عندما استريح في زاوية هادئة وأرى نفسي من جديد وأنا اركض وراء ايڤا في بانكوك الناشطة او اندفع الى ترنيم ترنيمة للملكوت فيما اسير في ذلك الطريق الصحراوي في اوستراليا او اكرز بين اولئك الهنود الاميركيين المتواضعين في الغابة المطيرة في سورينام،‏ ابتسم،‏ وتمتلئ عيناي بدموع الشكر على العناية التي نلتها خلال السنوات الكثيرة التي فيها خدمت يهوه في العزلة.‏ —‏ كما روتها هوسيفا ‹پيپيتا› ابرناثي.‏

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

الترنيم مع تلاميذي الاسپان للكتاب المقدس في ملبورن

‏[الصورتان في الصفحة ١٦]‏

ساعدتُ كثيرين في پاپوا غينيا الجديدة على المجيء الى معرفة يهوه

تعليم كلمة اللّٰه في سورينام

‏[الصورة في الصفحة ١٧]‏

اخدم الآن مع جماعة في آيداهو

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة