مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٥ ٨/‏٤ ص ٦-‏١١
  • ما يحدِّد صحتكم —‏ ما يمكنكم فعله

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ما يحدِّد صحتكم —‏ ما يمكنكم فعله
  • استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • تصرُّفكم وصحتكم
  • الصحة والمحيط المنزلي
  • الصحة والعناية الصحية
  • تفشي الكوليرا —‏ يوميَّات من افريقيا الغربية
    استيقظ!‏ ١٩٩١
  • مساعدة الاولاد على البقاء احياء!‏
    استيقظ!‏ ١٩٨٩
  • جهود لإنقاذ الاولاد
    استيقظ!‏ ١٩٩٤
  • تحسُّن الصحة عالميا —‏ لكن ليس للجميع
    استيقظ!‏ ١٩٩٩
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٥
ع٩٥ ٨/‏٤ ص ٦-‏١١

ما يحدِّد صحتكم —‏ ما يمكنكم فعله

بخلاف الرزّ او الطحين،‏ لا يستطيع العامل في الاغاثة ان يوزع الصحة.‏ فهي لا تأتي في كيس لأنها ليست سلعة بل حالة.‏ «الصحة،‏» كما تعرِّفها منظمة الصحة العالمية،‏ «هي حالة من الخير الجسدي،‏ العقلي والاجتماعي التام.‏» ولكن ماذا يحدِّد درجة هذا الخير؟‏

قد يُبنى بيت متواضع باستخدام الواح خشبية،‏ مسامير،‏ وألواح من الحديد المموَّج،‏ لكنَّ الاجزاء المختلفة غالبا ما تدعمها اربعة اعمدة عند الزوايا.‏ وبشكل مماثل،‏ تحدِّد صحتَنا تأثيراتٌ عديدة،‏ لكنها جميعا مرتبطة بأربعة تأثيرات «زاويّة.‏» وهي (‏١)‏ التصرُّف،‏ (‏٢)‏ المحيط،‏ (‏٣)‏ العناية الطبية،‏ و (‏٤)‏ التركيب البيولوجي.‏ وكما يمكنكم ان تُدعِّموا بيتكم بتحسين نوعية الاعمدة،‏ يمكنكم ايضا ان تجعلوا صحتكم افضل بتحسين نوعية هذه العوامل المؤثِّرة.‏ والسؤال المطروح هو:‏ كيف يمكن انجاز ذلك بموارد محدودة؟‏

تصرُّفكم وصحتكم

من العوامل الاربعة،‏ تصرُّفكم هو العامل الذي يمكنكم التحكُّم فيه اكثر.‏ وتحسينه هو امر مساعد.‏ صحيح ان الفقر يضع حدودا للتغييرات التي يمكنكم صنعها في نظامكم الغذائي وعاداتكم،‏ ولكن باستخدام الخيارات التي هي متوفِّرة،‏ بإمكانكم ان تصنعوا فرقا كبيرا.‏ لاحظوا المثال التالي.‏

لدى الام عادةً خيار بين ارضاع طفلها بالثدي وإرضاعه بالزجاجة.‏ والارضاع بالثدي،‏ كما يقول صندوق رعاية الطفولة التابع للامم المتحدة،‏ هو «خيار ممتاز،‏ جسديا واقتصاديا على السواء.‏» ويقول الخبراء ان حليب الام هو «الطعام الصحي الاساسي،‏» اذ يمنح الطفل «بشكل دقيق التراكيز الصحيحة من الپروتين،‏ الدهن،‏ اللاكتوز،‏ الڤيتامينات،‏ المعادن والعناصر الشحيحة الضرورية للنموّ المتناسق.‏» وينقل حليب الثدي ايضا الپروتينات المقاومة للمرض،‏ او الاجسام المضادة antibodies،‏ من الام الى الطفل،‏ مما يمنح الرضيع انطلاقة جيدة في محاربة الامراض.‏

الارضاع بالثدي هو الافضل،‏ وخصوصا في البلدان المدارية حيث الاحوال الصحية سيئة.‏ فبخلاف حليب الزجاجة،‏ لا يمكن ان يُخفَّف حليب الثدي بإفراط لتوفير المال،‏ ولا يمكن ان تُرتكب اخطاء خلال تحضيره،‏ والطفل يتناوله دائما من مصدر نظيف.‏ وبالتباين مع ذلك،‏ فإن «الطفل الذي يرضع بالزجاجة في مجتمع فقير،‏» كما تذكر Synergy ،‏ رسالة اخبارية من الجمعية الكندية للصحة العالمية،‏ «يُحتمل ان يموت من المرض الاسهالي اكثر بـ‍ ١٥ مرة تقريبا وأن يموت من ذات الرئة اكثر بأربع مرات بالمقارنة مع الطفل الذي لا يرضع إلا بالثدي.‏»‏

وهنالك ايضا الفائدة الاقتصادية.‏ فالحليب المجفَّف مكلف في العالم النامي.‏ ففي البرازيل،‏ مثلا،‏ قد يكلِّف ارضاع طفل بالزجاجة خُمس الدخل الشهري لعائلة فقيرة.‏ والمال الذي يوفَّر بالارضاع بالثدي يمكن ان يزوِّد وجبات صحية اكثر لكامل العائلة —‏ بمن فيهم الام.‏

نظرا الى كل هذه الفوائد،‏ قد تتوقعون ان يزدهر الارضاع بالثدي.‏ ولكنَّ المرشدين الصحيين في الفيليپين يخبرون بأن الارضاع بالثدي هناك «مهدَّد كثيرا بالزوال،‏» وأظهرت دراسة في البرازيل ان احد العوامل الرئيسية المرتبطة بموت الاطفال من الخمج التنفسي هو «عدم الارضاع بالثدي.‏» ولكن من الممكن ان ينجو طفلكم من هذا المصير.‏ فلديكم الخيار.‏

ومع ذلك،‏ فإن جهود الام لحماية صحة الطفل يحبطها غالبا التصرُّف غير الصحي لأفراد العائلة الآخرين.‏ خذوا على سبيل المثال حالة ام في نيپال.‏ فهي تعيش في غرفة فيها رطوبة مع زوجها وابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات.‏ ويملأ هذه الغرفة الصغيرة،‏ كما تكتب مجلة پانوسكوپ،‏ دخان الطبخ والتبغ.‏ وتعاني الطفلة خمجا تنفسيا.‏ وتتنهد الام وتقول:‏ «لا يمكنني ان اوقف زوجي عن التدخين.‏ والآن اشتري السجائر لزوجي والدواء لطفلتي.‏»‏

والمحزن ان معضلتها تشيع بازدياد اذ ان المزيد من الناس في البلدان النامية ينفقون على التدخين دخلا هم في حاجة ماسة اليه.‏ وفي الواقع،‏ مقابل كل مدخِّن يتوقف عن التدخين في اوروپا او الولايات المتحدة،‏ يبتدئ شخصان بالتدخين في اميركا اللاتينية او افريقيا.‏ وكما يذكر الكتاب الهولندي روكن ڤلْبسْكود،‏ فإن الاعلانات المضلِّلة تتحمل جزءا كبيرا من الملامة.‏ فشعارات مثل «ڤارسيتي:‏ من اجل ذلك الشعور الرائع بذهن صافٍ» و «ڠولد لِيف:‏ السجائر المهمة جدا لأشخاص مهمين جدا» تقنع الفقراء بأن التدخين مرتبط بالتقدُّم والازدهار.‏ لكنَّ العكس هو الصحيح.‏ فهو يبدِّد مالكم ويتلف صحتكم.‏

تأملوا في هذا.‏ كلما دخَّن شخص سيجارة،‏ قصَّر متوسط عمره المتوقع عشر دقائق وزاد خطر اصابته بنوبة قلبية وسكتة،‏ بالاضافة الى سرطانات الرئة،‏ الحلق،‏ والفم وأمراض اخرى.‏ تقول مجلة يو ان كرونيكل:‏ «استهلاك التبغ هو اكبر مسبِّب يمكن تفاديه للموت المبكِّر والعجز في العالم.‏» لاحظوا من فضلكم انها قالت «مسبِّب يمكن تفاديه.‏» فالإقلاع نهائيا عن التدخين هو امر ممكن لكم.‏

طبعا،‏ هنالك خيارات كثيرة اخرى في التصرُّف تؤثر في صحتكم.‏ ويدرج الاطار في الصفحة ١١ من هذه المقالة بعض المواد التي يمكنكم قراءتها في مكتبة احدى قاعات الملكوت لشهود يهوه.‏ صحيح ان تزويد انفسكم بالمعلومات يتطلب جهدا.‏ ولكن كما يقول مسؤول في منظمة الصحة العالمية:‏ «لا يمكن ان يكون هنالك مجتمع ينعم بالصحة دون وجود افراد منوَّرين جرى تعليمهم وتثقيفهم في ما يتعلق بوضعهم الصحي.‏» لذلك قوموا بهذه الخطوة المجانية المعزِّزة للصحة:‏ تثقَّفوا.‏

الصحة والمحيط المنزلي

ان المحيط الاكثر تأثيرا في صحتكم،‏ كما يذكر كتاب الفقراء يموتون صغارا،‏ هو منزلكم وجواركم.‏ ويمكن ان يكون محيطكم خطرا صحيا بسبب الماء.‏ فالاخماج،‏ الامراض الجلدية،‏ الإسهال،‏ الكوليرا،‏ الزُّحار dysentery،‏ التيفوئيد،‏ والعلل الاخرى يسبِّبها الماء غير الكافي وغير الآمن.‏

اذا كان غسل ايديكم لا يتطلب منكم اكثر من فتح حنفية،‏ فقد يصعب عليكم ان تتخيلوا مقدار الوقت الذي يصرفه الناس الذين يفتقرون الى مياه جارية في بيوتهم لكي يحصلوا على الماء كل يوم.‏ وغالبا ما يستخدم اكثر من ٥٠٠ شخص حنفية واحدة.‏ وذلك يتطلب الانتظار.‏ لكنَّ الاشخاص ذوي الدخل المنخفض يعملون ساعات طويلة،‏ والانتظار،‏ كما يذكر كتاب المشاكل البيئية في مدن العالم الثالث،‏ «يضيِّع الوقت الذي يمكن ان يُستخدم لكسب دخل.‏» فلا عجب انه لتوفير الوقت تنقل الى البيت في اغلب الاحيان عائلةٌ مؤلفة من ستة افراد اقلَّ من ٣٠ دلوا من الماء اللازم كل يوم لعائلة في مثل هذا الحجم.‏ لكنَّ هذا الماء قليل جدا لغسل الطعام،‏ الاطباق،‏ والثياب وللنظافة الشخصية.‏ وهذا يؤدي الى احوال تجذب بدورها القمل والذباب،‏ مما يعرِّض صحة العائلة للخطر.‏

فكِّروا في هذه الحالة.‏ اذا كنتم تعتمدون على دراجة هوائية لتصلوا الى عملكم البعيد،‏ فهل تعتبرونه خسارة ان تقضوا بعض الوقت كل اسبوع في تزييت السلسلة،‏ ضبط المكابح،‏ او تغيير احد قضبان العجلتين؟‏ كلا،‏ لأنكم تدركون انه حتى لو كسبتم ساعات قليلة الآن بإهمال الصيانة،‏ فقد تخسرون لاحقا يوم عمل كاملا عندما يصيبها عطل.‏ وبشكل مماثل،‏ قد تكسبون بعض الساعات والقليل من المال كل اسبوع اذا لم تنقلوا ما يكفي من الماء لتصونوا صحتكم،‏ ولكنكم قد تخسرون لاحقا اياما كثيرة ومالا كثيرا عندما تعتلُّ صحتكم بسبب العناية السيئة بها.‏

يمكن ان يُجعل جلب الماء الكافي مشروعا تقوم به العائلة.‏ ومع انه قد تُملي الثقافة المحلية ان تقوم الام والاولاد بدورِ عتّالي الماء،‏ فلن يمتنع الاب المحب عن استخدام عضلاته لنقل الماء هو بنفسه.‏

ولكن بعد ان يبلغ الماء البيت،‏ تنشأ مشكلة ثانية —‏ كيفية ابقائه نظيفا.‏ ينصح خبراء الصحة:‏ لا تخزنوا ماء الشرب مع الماء الذي سيُستخدم لأغراض اخرى في المكان نفسه.‏ غطوا دائما وعاء الخزن بغطاء محكم الاغلاق.‏ دعوا الماء يركد فترة من الوقت حتى تترسب الشوائب في القعر.‏ لا تلمسوا الماء بأصابعكم عندما تغرفونه،‏ بل استعملوا كوبا نظيفا ذا مقبض طويل.‏ نظِّفوا اوعية الماء بانتظام بمحلول تبييض،‏ وبعد ذلك اشطفوها بماء نقي.‏ وماذا عن ماء المطر؟‏ انه حلٌّ موفَّق بالتأكيد (‏هذا اذا امطرت!‏)‏،‏ ويمكن ان يكون آمنا اذا لم تنجرف مع ماء المطر اوساخٌ الى وعاء الخزن وإذا كان الوعاء محميا من الحشرات والقوارض والحيوانات الاخرى.‏

وعندما تشكّون في ما اذا كان الماء آمنا او لا،‏ تقترح منظمة الصحة العالمية ان تضيفوا اليه مادة تُطلق الكلور،‏ مثل تحت كلوريت hypochlorite الصوديوم او تحت كلوريت الكلسيوم.‏ وهذه الوسيلة فعَّالة،‏ وهي رخيصة.‏ فهي تكلِّف العائلة العادية في پيرو،‏ مثلا،‏ اقل من دولارين اميركيين في السنة.‏

الصحة والعناية الصحية

غالبا ما لا يرى الفقراء سوى شكلين من العناية الصحية:‏ (‏١)‏ الموجود ولكن لا يمكن تحمُّل تكاليفه و (‏٢)‏ الذي يمكن تحمُّل تكاليفه ولكنه غير موجود.‏ والشكل الاول توضحه دونا ماريا،‏ واحدة من سكان الاحياء الفقيرة البالغ عددهم نحو ٠٠٠‏,٦٥٠ في سان پاولو:‏ «بالنسبة الينا،‏ الصحة الجيدة هي كسلعة في نافذة معروضات في مركز تسوُّق فخم.‏ بإمكاننا ان ننظر اليها،‏ ولكن من المستحيل ان نحصل عليها.‏» (‏مجلة ڤاندار‏)‏ وفي الواقع،‏ تعيش دونا ماريا في مدينة تُجري فيها المستشفيات عمليات تطعيم مجازة قلبية heart-bypass،‏ زرع،‏ مسح CAT (‏التصوير المقطعي المحوري بواسطة الكمپيوتر)‏،‏ وعلاجات اخرى عالية التقنية.‏ لكنها غير قادرة على تحمُّل تكاليف هذه الامور.‏

اذا كانت العناية الصحية التي لا يمكن تحمُّل تكاليفها هي كسلعة كماليّة في مركز تسوُّق،‏ فالعناية الصحية التي يمكن تحمُّل تكاليفها اشبه بسلعة رخيصة السعر تمتد اليها ايدي مئات الزُّبن المتدافعين في الوقت نفسه.‏ لاحظ تقرير إخباري حديث في بلد جنوب اميركي:‏ ‹يقف المرضى طوال يومين في صف ليعاينهم الطبيب.‏ وليست هنالك اسرَّة شاغرة.‏ والمستشفيات العامة تفتقر الى المال،‏ الادوية،‏ والطعام.‏ ونظام العناية الصحية مريض.‏›‏

ولتحسين هذه العناية الصحية المتدهورة لفائدة العامّة،‏ نقلت منظمة الصحة العالمية عملها تدريجيا من مكافحة الامراض الى تعزيز الصحة بتعليم الناس الوقاية من الامراض ومكافحتها.‏ والبرامج التي تروِّج العناية الصحية الاساسية،‏ كالتغذية الملائمة،‏ الماء الآمن،‏ والاجراءات الصحية العامة الرئيسية،‏ كما تكتب يو ان كرونيكل،‏ ادت الى «تحسُّن كبير في الصحة حول العالم.‏» فهل تفيدكم هذه البرامج؟‏ ربما افادكم احدها.‏ ايّ برنامج؟‏ البرنامج الموسَّع حول التمنيع EPI.‏

يذكر تقرير عن البرنامج الموسَّع حول التمنيع:‏ «لقد حلَّ الملقِّح محلَّ ساعي البريد بوصفه زائر البيوت والقرى الصغيرة المعروف اكثر.‏» وخلال العقد الاخير،‏ أُجري التلقيح من نهر الامازون الى جبال الهملايا،‏ وبحلول العام ١٩٩٠،‏ كما اخبرت منظمة الصحة العالمية،‏ لُقِّح ٨٠ في المئة من اطفال العالم ضد ستة امراض قاتلة.‏a وينقذ البرنامج الموسَّع حول التمنيع حياة اكثر من ثلاثة ملايين طفل كل سنة.‏ و ٠٠٠‏,٤٥٠ آخرون كان من الممكن ان يجعلهم المرض معاقين،‏ ولكنهم الآن قادرون على المشي،‏ الركض،‏ واللعب.‏ وهكذا،‏ للوقاية من الامراض،‏ يتخذ والدون كثيرون قرارا شخصيا ان يلقَّح اولادهم.‏

في بعض الاحيان لا يمكنكم منع مرض ما،‏ ولكن تبقى مكافحته امرا ممكنا.‏ «لقد قُدِّر ان اكثر من نصف كل حالات العناية الصحية بكثير،‏» كما تقول مجلة الصحة العالمية،‏ «هو من نوع العناية الذاتية او العناية التي تزودها العائلة.‏» وأحد اشكال هذه العناية الذاتية هو مزيج بسيط وغير مكلف من الملح،‏ السكر،‏ والماء النظيف يدعى محلول الامهاء الفموي ORS.‏

يعتبر اختصاصيون كثيرون في الصحة المعالجةَ بالامهاء الفموي،‏ التي تشمل استخدام محلول ORS،‏ العلاجَ الاكثر فعَّالية للتجفاف الناتج من الاسهال.‏ وإذا استُخدم في كل انحاء العالم لمكافحة عوارض الاسهال البالغة ٥‏,١ بليونا كل سنة في البلدان النامية،‏ فبإمكان ظرف صغير من املاح ORS لا يكلِّف سوى عشرة سنتات اميركية ان ينقذ حياة كثيرين من الـ‍ ٢‏,٣ ملايين طفل الذين يموتون من الامراض الاسهالية كل سنة.‏

ان هذا ممكن،‏ ولكنَّ استعمال الادوية المضادة للاسهال في بعض البلدان،‏ كما تذكر Monitor Essential Drugs ،‏ وهي رسالة اخبارية لمنظمة الصحة العالمية،‏ لا يزال «شائعا اكثر بكثير من استعمال محلول ORS.‏» ففي بعض البلدان النامية،‏ مثلا،‏ تُستعمل الادوية لمعالجة الاسهال اكثر مما يُستعمل محلول ORS بثلاث مرات.‏ وتذكر الرسالة الاخبارية ان «هذا الاستعمال غير الضروري للادوية مكلف للغاية.‏» حتى ان العائلات الفقيرة قد تضطر الى بيع الطعام لهذا القصد.‏ وهي،‏ علاوة على ذلك،‏ تحذِّر من ان الادوية المضادة للاسهال ليست لها اية قيمة عملية مبرهَنة.‏ «يجب الّا يصف الاطباء ادوية كهذه،‏ .‏ .‏ .‏ ويجب على العائلات الّا تشتريها.‏»‏

وبدلا من ان تنصح باستعمال الادوية،‏ تقدِّم منظمة الصحة العالمية ما يلي لمعالجة امر الاسهال.‏ (‏١)‏ امنعوا التجفاف بإعطاء الطفل المزيد من السوائل،‏ كماء الرزّ او الشاي.‏ (‏٢)‏ اذا أُصيب الطفل بالتجفاف مع ذلك،‏ فاستشيروا مرشدا صحيا لتقييم الحالة،‏ وعالجوا الطفل بمحلول ORS.‏ (‏٣)‏ أَطعموا الطفل بشكل طبيعي خلال عارض الاسهال وبعده.‏ (‏٤)‏ اذا كان الطفل مصابا بتجفاف شديد،‏ يجب ان يُمهى (‏يُردّ السائل الى جسمه)‏ وريديا.‏b

اذا لم يكن بإمكانكم الحصول على ظرف ORS معدّ مسبقا،‏ فاتَّبعوا هذه الوصفة بدقة:‏ اذيبوا ملعقة صغيرة ممسوحة من ملح الطعام،‏ ثماني ملاعق صغيرة ممسوحة من السكر،‏ في لتر (‏خمسة اكواب سعة كل واحد منها ٢٠٠ ملِّيلتر)‏ من الماء النظيف.‏ أَعطوا كوبا عند كل تبرُّز رخو،‏ وللاولاد الصغار نصف كوب.‏ انظروا الاطار في الصفحة ١٠ للمزيد من المعلومات حول هذه المسألة.‏

ولكن ماذا عن العامل الرابع،‏ تركيبنا البيولوجي؟‏ كيف يمكن ان يتأثر؟‏ ستناقش المقالة التالية هذا السؤال.‏

‏[الحاشيتان]‏

a هذه الستة هي الخناق،‏ الحصبة،‏ شلل الاطفال،‏ الكزاز،‏ السل،‏ والشاهوق.‏ وتوصي منظمة الصحة العالمية بأن يُشمل ايضا ببرامج التمنيع التهاب الكبد B،‏ الذي يقتل اكثر مما يقتل الأيدز الآن بكثير.‏

b اقرصوا جلد بطن الطفل.‏ اذا لزم الجلد اكثر من ثانيتين ليعود الى حالته الطبيعية،‏ فقد يكون الطفل مصابا بتجفاف شديد.‏

‏[الاطار في الصفحتين ٨،‏ ٩]‏

العناية الصحية الاساسية —‏ كيف تنجح؟‏

لمعرفة الجواب عن هذا السؤال،‏ تحدثت استيقظ!‏ الى الدكتور مايكل اوكارِل،‏ احد ممثلي منظمة الصحة العالمية في اميركا الجنوبية.‏ وما يلي بعض المقتطفات.‏

‏‹لقد ورثنا نظاما للعناية الصحية قائما على مفهوم معالجة الصحة طبيا.‏ إذا كنتَ مريضا،‏ تذهب الى طبيب.‏ انسَ انك شربت زجاجتَي ويسكي.‏ انسَ انك لا تقوم ابدا بتمارين رياضية.‏ انتَ تذهب الى الطبيب وتقول له:‏ «يا دكتور،‏ اشفِني.‏» فيضع الطبيب شيئا في فمك،‏ يغرز شيئا في ذراعك،‏ يزيل شيئا،‏ او يضع شيئا في جسمك.‏ انا الآن اتكلم بفظاظة هنا،‏ كما ستدركون،‏ لكي اوضح الامور،‏ ولكنَّ اقترابا طبيا من هذا النوع قد صار سائدا.‏ لقد اخطأنا عندما اعتبرنا مشاكل المجتمع مشاكل طبية.‏ اصبح الانتحار،‏ سوء التغذية،‏ واساءة استعمال المخدِّرات مشاكل طبية.‏ لكنها ليست كذلك.‏ حتى انها ليست مشاكل صحية.‏ انها مشاكل اجتماعية ذات عواقب صحية وطبية.‏

‹ثم صار الناس يقولون طوال الـ‍ ٢٠ السنة الماضية،‏ «مهلا،‏ مهلا.‏ نحن نعمل بالطريقة الخاطئة.‏ يلزم ان نعيد تقييم نظرتنا الى الصحة.‏» وتطوَّرت بعض المبادئ التي تشكِّل اساس العناية الصحية الاساسية،‏ مثل:‏

‹ان الوقاية من المرض امر انساني واقتصادي على المدى الطويل اكثر من معالجته.‏ ويخالف هذا المبدأ،‏ مثلا،‏ ان تبني مركزا طبيا يُجري عمليات القلب المفتوح في حين لا تفعل شيئا حيال الاسباب.‏ لا يعني ذلك ان لا تعالج الامراض اذا وُجدت،‏ فأنت تعالجها بالتأكيد.‏ فإذا كانت هنالك حفرة في الشارع تسبب الحوادث كل يوم من ايام الاسبوع،‏ فأنت ستعالج هذا المسكين الذي يسقط فيها ويكسر رجليه،‏ لكنه انساني واقتصادي اكثر ان تفعل هذا:‏ سدّ الحفرة.‏

‹والمبدأ الآخر هو استخدام مواردكم الصحية بفعَّالية.‏ ويخالف هذا المبدأ ان ترسل الى عيادة شخصا يعاني مشكلة يمكن ان تعالَج في البيت.‏ او ان ترسل احدا الى مستشفى متطور لإيجاد علاج لمشكلة كان من الممكن ان تهتم عيادة بأمرها.‏ وكذلك ارسال طبيب يتدرب في جامعة طوال عشر سنوات ليخرج ويعطي لقاحات فيما يستطيع شخص مدرَّب لمدة ستة اشهر ان يقوم بالعمل عينه.‏ فعندما تكون هنالك حاجة الى ان يقوم ذلك الطبيب بالعمل الذي دُرِّب ليقوم به،‏ يجب ان يكون حاضرا.‏ هذا ما تأمرنا به العناية الصحية الاساسية:‏ علِّموا الناس،‏ امنعوا الامراض،‏ واستخدموا مواردكم الصحية بحكمة.‏›‏

‏[الاطار في الصفحة ١٠]‏

محلول ORS آخر للكوليرا

توصي منظمة الصحة العالمية الآن باستعمال محلول ORS (‏محلول الامهاء الفموي)‏ القائم على الرزّ،‏ بدلا من محلول ORS العادي القائم على الڠلوكوز،‏ لمعالجة مرضى الكوليرا.‏ وتُظهر الدراسات ان مرضى الكوليرا المعالَجين بمحلول ORS القائم على الرزّ انخفض النتاج البرازي لديهم ٣٣ في المئة بالمقارنة مع مرضى الكوليرا الذين أُعطوا محلول ORS العادي،‏ وكانت عوارض الاسهال لديهم اقصر.‏ ويُصنع لتر واحد من محلول ORS القائم على الرزّ بابدال الاونصة (‏الـ‍ ٢٠ غ)‏ من السكر بأونصتين او ثلاث اونصات (‏٥٠-‏٨٠ غ)‏ من الرزّ الناعم المطهو.‏ ‏.‏Essential Drugs Monitor —‏

‏[الاطار في الصفحة ١١]‏

لقراءة المزيد عن .‏ .‏ .‏

التصرُّف:‏ «الصحة الجيدة —‏ ماذا يمكنكم فعله حيالها؟‏» (‏استيقظ!‏،‏ عدد ٨ كانون الاول ١٩٨٩،‏ بالانكليزية)‏ «التبغ وصحتكم —‏ هل هنالك رابط حقا؟‏» (‏استيقظ!‏،‏ عدد ٨ تموز ١٩٨٩،‏ بالانكليزية)‏ «مساعدة الاولاد على البقاء احياء!‏» (‏استيقظ!‏،‏ عدد ٨ نيسان ١٩٨٩)‏ «ما يفعله الكحول بجسمكم» —‏ استيقظ!‏،‏ عدد ٨ آذار ١٩٨٠،‏ بالانكليزية.‏

المحيط:‏ «مواجهة تحدي النظافة» (‏استيقظ!‏،‏ عدد ٨ نيسان ١٩٨٩)‏ «ابقوا نظفاء،‏ تبقوا اصحّاء!‏» —‏ استيقظ!‏،‏ عدد ٢٢ ايلول ١٩٧٧،‏ بالانكليزية.‏

العناية الصحية:‏ «اجراءات اخرى منقذة للحياة» (‏استيقظ!‏،‏ عدد ٨ نيسان ١٩٨٩)‏ «شراب ملحي ينقذ الحياة!‏» —‏ استيقظ!‏،‏ عدد ٢٢ ايلول ١٩٨٥،‏ بالانكليزية.‏

‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

جمع الماء يستلزم الانتظار والعمل

‏[مصدر الصورة]‏

Mark Peters/Sipa Press

‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

ماء آمن كافٍ —‏ ضرورة من اجل صحة جيدة

‏[مصدر الصورة]‏

Mark Peters/Sipa Press

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة