مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٥ ٢٢/‏٥ ص ٨-‏١٣
  • المدافعون عن التبغ يطلقون مناطيدهم في الهواء

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • المدافعون عن التبغ يطلقون مناطيدهم في الهواء
  • استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • مواد مشابهة
  • لماذا يدخِّن الناس،‏ لماذا يجب ألا يدخِّنوا
    استيقظ!‏ ١٩٨٧
  • شركات التبغ عالقة في عاصفة نارية
    استيقظ!‏ ١٩٩٦
  • لمَ الاقلاع عن التدخين؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٠
  • استعد لمواجهة العقبات
    استيقظ!‏ ٢٠١٠
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٥
ع٩٥ ٢٢/‏٥ ص ٨-‏١٣

المدافعون عن التبغ يطلقون مناطيدهم في الهواء

في اربعينات الـ‍ ١٩٠٠ كانت لندن مدينة محاصَرة.‏ وكانت الطائرات المقاتلة والقذائف الطائرة الالمانية تنهال مسبِّبة الرعب والدمار.‏ ولكن لو لم يكن الوضع مريعا الى هذا الحد،‏ لتسلَّى السكان بمشهد غريب.‏

فالآلاف من المناطيد الكبيرة المربوطة بحبال طويلة كانت تطفو في السماء.‏ والهدف منها كان ان تعيق الغارات الجوية التي تحدث على مستوى منخفض وأن تعترض،‏ كما كان يُرجى،‏ سبيل بعض القذائف الطائرة في كبد السماء.‏ ورغم ما كان عليه هذا الحاجز المنطادي من ابداع،‏ فقد لاقى حدا ادنى من النجاح.‏

وعلى نحو مماثل،‏ وجدت شركات السجائر نفسها محاصَرة.‏ فأمبراطوريات التبغ الواسعة الانتشار،‏ التي كانت ذات مرة حصونا منيعة من القوة السياسية والاقتصادية،‏ اصبحت تُهاجَم من كل حدب وصوب.‏

ينتج المجتمع الطبي صفحة تلو الاخرى من الدراسات التي تثبت الجرم.‏ والرسميون الصحيون الذين يقومون بحملات عنيفة يستخدمون الحالة للمنفعة.‏ والوالدون الغضاب يتَّهمون بأن اولادهم يقعون ضحية.‏ والمشترعون المصمِّمون يمنعون التدخين في مباني المكاتب،‏ المطاعم،‏ المنشآ‌ت العسكرية،‏ والطائرات.‏ وفي بلدان كثيرة حُظرت اعلانات التبغ في التلفزيون والراديو.‏ وفي الولايات المتحدة تقاضي ولايات بكاملها الشركات مطالبة بملايين الدولارات كتكاليف للعناية بالصحة.‏ وحتى المحامون ينضمون الى المعركة.‏

ولذلك،‏ في محاولة لصد مهاجميها،‏ اطلقت شركات التبغ بعض المناطيد الدفاعية الخاصة بها.‏ ولكن يبدو انها كلام في الهواء.‏

وفي السنة الماضية،‏ استطاع الشعب الاميركي ان يرى بوضوح المشترعين الساخطين والرسميين الصحيين الحكوميين وهم يعدّون العدة لهجوم شديد ضد صناعة التبغ.‏ وفي جلسات السماع امام هيئة الكونڠرس الاميركي في نيسان ١٩٩٤،‏ جرت مواجهة مديري سبع شركات اميركية كبيرة للتبغ بالاحصاءات التي تثبت الجرم:‏ اكثر من ٠٠٠‏,٤٠٠ اميركي يموتون كل سنة وملايين آخرون هم مرضى،‏ على وشك الموت،‏ ومدمنون.‏

وماذا قالوا دفاعا عن انفسهم؟‏ قدَّم المديرون المتورطون في المعركة بعض التصاريح المثيرة للاهتمام في دفاعهم:‏ «التدخين .‏ .‏ .‏ لم يتبرهن بعد ان له دورا مسبِّبا للإصابة بالامراض،‏» هذا ما اكده ناطق باسم مؤسسة للتبغ.‏ واكثر من ذلك،‏ وُصفت عادة التدخين بأنها غير مؤذية كأيّ نشاط ممتع آخر،‏ مثل تناول الحلويات او شرب القهوة.‏ «ان وجود النيكوتين لا يجعل من السجائر مخدِّرا،‏ او من التدخين ادمانا،‏» هذا ما قاله مسؤول تنفيذي كبير في احدى شركات التبغ.‏ وأكَّد عالِم في احدى شركات التبغ:‏ «الفرضية بأن النيكوتين في السجائر بأيّ مستوى يسبب الادمان هي غير صحيحة.‏»‏

فإن كانت السجائر لا تسبب الادمان،‏ ردَّت اللجنة،‏ فلماذا تحاول شركات التبغ ان تتلاعب بمستويات النيكوتين في منتجاتها؟‏ «من اجل المذاق،‏» اوضح مدير آخر لشركة تبغ.‏ فهل هنالك ما هو اسوأ من سيجارة بلا مذاق؟‏ وعندما أُظهرت له اكوام الابحاث من ملفات شركته التي تقترح ان النيكوتين يسبب الادمان،‏ تشبث بتصريحه.‏

وكما يبدو،‏ سيتشبث هو وغيره بهذا الرأي مهما امتلأت المقابر من ضحايا التبغ.‏ وباكرا في السنة ١٩٩٣ اطلق الدكتور لاني بريستو،‏ رئيس مجلس امناء الجمعية الطبية الاميركية،‏ تحديا مثيرا للاهتمام.‏ تخبر مجلة الجمعية الطبية الاميركية:‏ «لقد دعا مديري شركات التبغ الاميركية الكبيرة الى التمشي معه في اجنحة المستشفيات لرؤية احدى نتائج التدخين —‏ مرضى سرطان الرئة وغيرهم من ذوي العلل الرئوية.‏ فلم يقبل احد هذه الدعوة.‏»‏

وتتبجح صناعة التبغ بأنها تزود وظائف جيدة في اقتصاد عالمي تزدهر فيه البطالة بسرعة.‏ ففي الارجنتين،‏ مثلا،‏ هنالك مليون وظيفة توجدها هذه الصناعة،‏ مع اربعة ملايين وظيفة اخرى ذات علاقة غير مباشرة.‏ وتجعل ايرادات الضرائب الضخمة شركات التبغ تنال حظوة عند حكومات عديدة.‏

وأنعمت احدى مؤسسات التبغ بنوع خاص على اقليات بهبات سخية —‏ اعراب ظاهري عن الميل الى الاهتمام بحاجات المواطنين.‏ ولكنَّ الوثائق الداخلية للشركة كشفت عن الدافع الحقيقي وراء «ميزانية تنمية الدائرة الانتخابية» هذه —‏ خلق شعور بالرضا بين الناخبين المحتمَلين.‏

وصنعت ايضا شركة التبغ هذه عينها اصدقاء لها في اوساط الفنون الجميلة اذ قدَّمت تبرعات ضخمة للمتاحف،‏ المدارس،‏ اكاديميات الرقص،‏ ومعاهد الموسيقى.‏ وتشجَّع المسؤولون عن الهيئات الفنية على قبول اموال التبغ التي يحتاجون اليها حاجة ماسة.‏ ومؤخرا،‏ واجه اعضاء اللجنة الفنية في مدينة نيويورك مأزقا مربكا اذ طلبت شركة التبغ هذه عينها منهم ان يدعموا جهودها للتأثير في اعضاء الحكومة بغية معارضة التشريع ضد التدخين.‏

وطبعا،‏ لا تخجل شركات التبغ العملاقة الثرية من توزيع الاموال هنا وهناك على السياسيين،‏ الذي يمكنهم ان يستخدموا نفوذهم ضد اية اقتراحات معادية لمصالح التبغ.‏ وناصر رسميو الحكومة ذوو المراكز المرموقة قضية شركات التبغ.‏ والبعض كانت لديهم روابط مالية بهذه الصناعة او كانوا يشعرون بضرورة مكافأتها على دعمها السخي لحملة الانتخابات من اموال التبغ.‏

ويُخبَر ان عضوا في الكونڠرس الاميركي تلقَّى اكثر من ٠٠٠‏,٢١ دولار اميركي كهبات من شركات السجائر وبالتالي اعطى صوته ضد عدد من القضايا المعارضة للتبغ.‏

وثمة شخص مسرف في التدخين كان ذات مرة عضوا في مجلس الشيوخ الاميركي عن احدى الولايات،‏ وكان من الذين دفعت لهم جيدا شركات التبغ للتأثير في قرارات المجلس،‏ اكتشف مؤخرا انه يعاني من سرطان الحلق،‏ الرئة،‏ والكبد.‏ والآن هو نادم بإخلاص ويقول بأسف ان «الاستلقاء على الفراش بسبب مرض انتم سبَّبتموه لنفسكم» يجعل الشخص يشعر بالجنون.‏

وبإنفاق الكثير من المال على الاعلانات للتأثير في الناس تهاجم شركات التبغ العملاقة المقاومةَ بقوة.‏ وأحد الاعلانات يلوِّح براية الحرية،‏ محذرا بجدية،‏ «اليوم تُحظر السجائر.‏ وغدا ماذا؟‏» يلمِّح الاعلان الى ان الكافئين،‏ الكحول،‏ والهامبرڠر ستكون الضحايا التالية لمَن يُظَن انهم المحرِّمون المتعصِّبون.‏

تسعى اعلانات الصحف الى اضعاف الثقة بدراسة لوكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة،‏ ويُستشهد بها بشكل واسع،‏ صنَّفت الدخان المحيط بنا كمسبِّب للسرطان.‏ وأعلنت شركات التبغ عن خطط لشن معركة قانونية.‏ واتهم برنامج تلفزيوني احدى الشركات بالعبث بمستويات النيكوتين للتشجيع على الادمان.‏ والشبكة التي اذاعت العرض رُفعت عليها فورا دعوى بقيمة ١٠ بلايين دولار اميركي.‏

تكافح شركات التبغ بقوة،‏ لكنَّ الهواء لا يزال يثقل اكثر فأكثر بالاتهامات.‏ فقد أُجريت ٠٠٠‏,٥٠ دراسة تقريبا خلال العقود الاربعة الماضية،‏ مما ادى الى جبل يكبر باستمرار من البراهين على مخاطر استعمال التبغ.‏

وكيف تحاول شركات التبغ تفادي التهم التي تُلقى عليها؟‏ انها تتشبث بعناد بالواقع المفتَرض:‏ المدخنون يقلعون عن التدخين.‏ ولذلك تقول ان النيكوتين لا يسبِّب الادمان.‏ لكنَّ الاحصاءات تظهر العكس.‏ صحيح ان ٤٠ مليون اميركي اقلعوا عن التدخين.‏ لكن هنالك ٥٠ مليونا لا يزالون يدخنون،‏ و ٧٠ في المئة من هؤلاء يقولون انهم يرغبون في ان يقلعوا.‏ ومن الـ‍ ١٧ مليونا الذين يسعون الى الاقلاع كل سنة،‏ يفشل ٩٠ في المئة في غضون سنة.‏

وبعد جراحة سرطان الرئة،‏ يرجع حوالي ٥٠ في المئة من المدخنين الاميركيين الى عادتهم.‏ ومن المدخنين الذين أُصيبوا بنوبات قلبية،‏ يدخن ٣٨ في المئة حتى قبل ان يغادروا المستشفى.‏ وأربعون في المئة من المدخنين الذين نُزعت حنجرتهم المريضة بالسرطان سيحاولون ان يدخنوا ثانية.‏

ومن ملايين المدخنين المراهقين في الولايات المتحدة،‏ يقول ثلاثة ارباعهم انهم قاموا بمحاولة جدِّية واحدة على الاقل للإقلاع لكنهم فشلوا.‏ وتظهر الاحصاءات ايضا انه بالنسبة الى كثيرين من الاحداث يكون تدخين التبغ خطوة اولى نحو مخدِّرات اثقل.‏ ويُرجَّح ان يستعمل المدخنون المراهقون الكوكائين اكثر من غير المدخنين بما يزيد على ٥٠ مرة.‏ وتوافق على ذلك مدخِّنة عمرها ١٣ سنة.‏ «ليس لديَّ ادنى شك في ان السجائر هي مخدِّر يقود الى استعمال مخدِّرات اثقل،‏» كتبت.‏ «فجميع مَن اعرفهم تقريبا،‏ باستثناء ثلاثة اشخاص،‏ ابتدأوا يدخنون قبل تعاطي المخدِّرات.‏»‏

وماذا عن السجائر المنخفضة القطران؟‏ تظهر الدراسات انها في الواقع يمكن ان تكون اكثر خطورة —‏ لسببين:‏ الاول،‏ غالبا ما يستنشق المدخِّن بعمق اكثر كي يستخرج النيكوتين الذي يرغب فيه جسمه،‏ معرِّضا المزيد من انسجة الرئتين لتأثيرات الدخان السامة؛‏ الثاني،‏ ان الاعتقاد الخاطئ انه يدخن سيجارة «صحية اكثر» يمكن ان يمنعه من القيام بالجهد للاقلاع عنها تماما.‏

جرى القيام بأكثر من ٠٠٠‏,٢ دراسة على النيكوتين وحده.‏ وهي تكشف ان النيكوتين هو احدى المواد الاكثر تسبيبا للإدمان التي يعرفها الانسان،‏ وإحدى المواد الاكثر ايذاء.‏ يعجِّل النيكوتين سرعة القلب ويضيِّق الاوعية الدموية.‏ ويصير جزءا من الدم المتدفِّق في سبع ثوانٍ —‏ اسرع حتى من الحقنة المباشرة في الوريد.‏ وهو يجعل الدماغ يطلب المزيد،‏ رغبة شديدة يقول البعض انها مسبِّبة للإدمان مرتين اكثر من الهروئين.‏

وهل تعلم شركات التبغ،‏ رغم انكارها،‏ بخصائص النيكوتين التي تسبِّب الادمان؟‏ تشير الأدلة الى انها تعرف لوقت طويل.‏ مثلا،‏ يُظهر تقرير في السنة ١٩٨٣ ان باحثا من احدى شركات التبغ ذكر ان جرذان المختبرات ابدت اعراض الادمان المعهودة،‏ اذ كانت تتناول هي بنفسها وبانتظام جرعات النيكوتين بتحريك اداة تزوِّدها به.‏ ويُخبَر ان شركة التبغ كتمت الدراسة بسرعة وأن هذه لم تظهر إلا مؤخرا.‏

لم تجلس شركات التبغ العملاقة مكتوفة اليدين والمدافع تطلق النار عليها من كل حدب وصوب.‏ و«مجلس الابحاث المتعلقة بالتبغ» في مدينة نيويورك يدير ما تدعوه ذا وول ستريت جورنال «اطول حملة معلومات مضلِّلة في تاريخ التجارة الاميركية.‏»‏

وتحت راية ادارة بحث مستقل،‏ انفق المجلس ملايين الدولارات على محاربة المعتدين.‏ وابتدأ ذلك كله في السنة ١٩٥٣ عندما وجد الدكتور أرنست ويندر من مركز سلون-‏كاتّرينڠ التذكاري للسرطان ان قطران التبغ المدهون على ظهور الفئران سبَّب اوراما.‏ وقد اسست الشركات المجلس لتبطل الأدلة القاطعة المتراكمة ضد منتَجها بالردّ بدليل علمي من قِبَلها.‏

ولكن كيف يمكن لعلماء المجلس ان يخرجوا بنتائج مناقضة تماما لنتائج ابحاث باقي جماعة الباحثين؟‏ تكشف الوثائق الصادرة مؤخرا ان مؤامرة قد حيكت بإتقان.‏ فكثيرون من باحثي المجلس،‏ اذ كبَّلتهم الاتفاقيات الخطية وضبطت عملهم زمر المحامين المتيقظين،‏ وجدوا ان المخاوف الصحية المتزايدة هي مبرَّرة.‏ ولكن عند مواجهة المجلس بالوقائع،‏ استنادا الى ذا وول ستريت جورنال،‏ «كان يتغاضى احيانا عن،‏ او حتى يوقف،‏ دراساته التي تدل ان التدخين خطِر على الصحة.‏»‏

وراء جدران التكتم،‏ استمر البحث عن سيجارة آمنة اكثر طوال سنوات.‏ وفعل ذلك علنا كان سيبدو اعترافا ضمنيا بأن التدخين هو حقا خطِر على الصحة.‏ وعند نهاية سبعينات الـ‍ ١٩٠٠ اوصى محام عالي المقام من احدى شركات التبغ بالتخلي عن الجهود لإنتاج سيجارة «آمنة» لأنها جهود عديمة النفع وبإخفاء كل الوثائق ذات العلاقة.‏

صار امران واضحَين بسبب سنوات الاختبار:‏ النيكوتين يسبِّب الادمان حقا،‏ وتدخين السجائر يقتل فعلا.‏ ورغم انكار هذين الواقعين بحماس علنا،‏ تُظهر شركات التبغ بأعمالها انها تعرف الوقائع حق المعرفة.‏

قال دايڤد كِسلر،‏ عضو في ادارة الاغذية والعقاقير للولايات المتحدة (‏FDA)‏،‏ متَّهِما بالتلاعب العمدي:‏ «ان بعض سجائر اليوم تبلغ في الواقع مستوى اجهزة عالية التكنولوجيا تعطي النيكوتين بكميات مدروسة بدقة .‏ .‏ .‏ كافية لجعل الشخص مدمنا ولتعزيز هذا الادمان.‏»‏

كشف كِسلر ان شركات التبغ تملك عددا من شهادات براءة الاختراع التي تبرهن عن نيتها.‏ احداها هي لسلالة من التبغ معدَّلة وراثيا بأعلى ما عُرف من نتاج النيكوتين.‏ والاجراء الآخر يعالج مرشِّحات السجائر (‏الفلتر)‏ وورقها بالنيكوتين من اجل زيادة مقداره.‏ والآخر ايضا يقدِّم مقدارا من النيكوتين في نفخات المدخِّن الاولى اكثر مما في الاخيرة.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ تُظهر وثائق الشركات ان مركَّبات الأمونيا تُضاف الى السجائر لإطلاق المزيد من النيكوتين من التبغ.‏ «نحو ضعف المقدار العادي المستنشَق يدخل في مجرى دم المدخِّن،‏» وفق ما يقوله تقرير لـ‍ نيويورك تايمز.‏ وتعلن الـ‍ FDA ان النيكوتين هو مخدِّر يسبِّب الادمان ويهدف الى التحكُّم في السجائر كي تصبح مكثَّفة اكثر.‏

والحكومات ايضا تعتمد على السجائر ولكن بطريقتها الخاصة.‏ مثلا،‏ تجمع الحكومة الاميركية ١٢ بليون دولار اميركي سنويا من ضرائب الولايات والضرائب الفدرالية على منتجات التبغ.‏ لكنَّ المكتب الفدرالي للتقدير التكنولوجي لكمية الضرائب يحسب ٦٨ بليون دولار اميركي سنويا كخسارة بسبب التدخين على اساس تكاليف العناية الصحية وخسارة الانتاجية.‏

ادِّعاءات بالمكافآ‌ت الاقتصادية والوظائف الوافرة،‏ دعم كريم للفنون الجميلة،‏ انكارات عنيفة للمخاطر الصحية —‏ فعلا،‏ لقد اطلقت شركات التبغ مناطيد غريبة الشكل دفاعا عن نفسها.‏ وما اذا كانت ستبرهن انها فعَّالة اكثر من الحاجز المنطادي فوق لندن ام لا فذلك يبقى لنرى.‏

لكنه واضح ان الشركات العملاقة لم تعد تقوى على إخفاء طبيعتها الحقيقية.‏ لقد جنت الملايين وقتلت الملايين،‏ لكنها تبدو غير متأثرة بأن النتيجة الاخيرة هي ضريبة رهيبة من الارواح البشرية.‏

‏[النبذة في الصفحة ٨]‏

يبدو انها كلام في الهواء

‏[النبذة في الصفحة ٩]‏

تدل دراسة حكومية ان دخان السجائر المحيط بنا يسبِّب السرطان

‏[النبذة في الصفحة ١٠]‏

النيكوتين هو احدى المواد المعروفة الاكثر تسبيبا للإدمان

‏[النبذة في الصفحة ١١]‏

جنت الملايين وقتلت الملايين

‏[الاطار في الصفحة ١٠]‏

٠٠٠‏,٥٠ دراسة —‏ ماذا وجدت؟‏

اليكم عيِّنة صغيرة من المخاوف الصحية التي اثارها الباحثون بشأن استعمال التبغ:‏

سرطان الرئة:‏ يشكل المدخنون ٨٧ في المئة من وفيات سرطان الرئة.‏

امراض القلب:‏ المدخنون هم في خطر اكبر بنسبة ٧٠ في المئة للاصابة بمرض قلبي وعائي.‏

سرطان الثدي:‏ النساء اللواتي يدخنَّ ٤٠ سيجارة او اكثر يوميا لديهن امكانية اكبر بنسبة ٧٤ في المئة للموت من سرطان الثدي.‏

خلل في السمع:‏ لدى اطفال النساء المدخنات صعوبة اكبر في سماع الاصوات.‏

مخاطر متعلقة بالسكري:‏ المصابون بالسكري الذين يدخنون او يمضغون التبغ هم في خطر اكبر لأذى الكليتين ويصابون بشكل اسرع باعتلال الشبكية.‏

سرطان القولون:‏ تظهر دراستان تشملان اكثر من ٠٠٠‏,١٥٠ شخص ارتباطا واضحا بين التدخين وسرطان القولون.‏

الربو:‏ الدخان المحيط بنا يمكن ان يجعل الربو اسوأ عند الصغار.‏

الاستعداد للتدخين:‏ بنات النساء اللواتي كن يدخنَّ خلال الحمل يرجَّح اربع مرات اكثر ان يدخنَّ.‏

ابيضاض الدم (‏اللوكيميا)‏:‏ يبدو ان التدخين يسبب ابيضاض الدم النقيي.‏

اذى التمرينات:‏ وفق دراسة للجيش الاميركي،‏ يرجَّح اكثر ان يعاني المدخنون الاذى اثناء التمرين.‏

الذاكرة:‏ الجرعات الكبيرة من النيكوتين يمكن ان تأخذ ضريبتها من المهارة الفكرية عندما يقوم الشخص بمهمات معقَّدة.‏

الكآ‌بة:‏ يبحث الاطباء النفسانيون عن دليل على رابط بين التدخين والكآ‌بة الخطيرة وكذلك الفصام.‏

الانتحار:‏ اظهرت دراسة على الممرضات ان الانتحار كان مرجَّحا مرتين اكثر بين الممرضات اللواتي يدخنَّ.‏

اخطار اخرى تُضاف الى القائمة:‏ سرطان الفم،‏ الحنجرة،‏ الحلق،‏ المريء،‏ الپنكرياس،‏ المعدة،‏ المعي الدقيق،‏ المثانة،‏ الكلية،‏ وعنق الرحم؛‏ السكتة،‏ النوبة القلبية،‏ المرض المزمن في الرئتين،‏ مرض في جهاز الدوران،‏ القرحات الهضمية،‏ السكري،‏ العقم،‏ نقص وزن الولادة،‏ تخلخل العظام،‏ وأخماج الاذن.‏ وكذلك يمكن اضافة اخطار الحرائق،‏ لأن التدخين هو السبب الرئيسي لحرائق البيوت،‏ الفنادق،‏ والمستشفيات.‏

‏[الاطار في الصفحة ١٢]‏

التبغ الذي بلا دخان —‏ بديل خطِر

ان شركة التبغ الاكثر نجاحا في صناعة نشوق بـ‍ ١‏,١ بليون دولار اميركي،‏ تصطاد القليلي الخبرة بطُعمها المطيَّب.‏ فلديها اصناف مطيَّبة شعبية.‏ والتأثير الطفيف للتبغ الذي تبعثه يمنح الاكتفاء ولكن ليس لوقت طويل.‏ قال نائب سابق لرئيس شركة التبغ هذه:‏ «قد يبتدئ كثيرون بالمنتَجات المطيَّبة اكثر،‏ ولكن في النهاية سيتحوَّلون الى [الصنف الاقوى].‏» تقول الاعلانات انه «علكة قوية للرجال الاقوياء» وإنه «يمنح الاكتفاء.‏»‏

واقتبست ذا وول ستريت جورنال،‏ التي اخبرت عن هذه الاستراتيجية للشركة،‏ انكارها انها «تغيِّر مستويات النيكوتين.‏» وذكرت الـ‍ جورنال ايضا ان عالِمَين كيميائيَّين سابقَين في التبغ للشركة قالا،‏ في معرض حديثهما للمرة الاولى عن الموضوع،‏ انه «فيما لا تتلاعب الشركة بمستويات النيكوتين،‏ فهي تتلاعب حقا بمقدار النيكوتين الذي يمتصه المستعملون.‏» ويقولان ايضا ان الشركة تضيف مواد كيميائية لزيادة قَلوية نشوقها.‏ وكلما ازدادت القَلوية في النشوق «ازداد اطلاق النيكوتين.‏» وتضيف الـ‍ جورنال هذا الايضاح المتعلق بالنشوق والتبغ الذي يُمضَغ:‏ «النشوق،‏ الذي يُخلَط احيانا بينه وبين التبغ الذي يُمضَغ،‏ هو تبغ مقطَّع يمصُّه المستعملون،‏ ولكن لا يمضغونه.‏ يأخذ المستعملون مقدارا ضئيلا بين الابهام والسبابة،‏ ويضعونه بين الخد واللثة،‏ وينقِّلونه بألسنتهم ويبصقون بين الحين والآخر.‏»‏

والاصناف المطيَّبة المصنوعة للمبتدئين تطلق من ٧ الى ٢٢ في المئة فقط من نيكوتينها كي يُمتص ويصل الى مجرى الدم.‏ ويمكن ان يجعل الصنف الاقوى المستعملين الجدد يغصون.‏ انه تبغ مقطَّع بشكل دقيق للرجال «الحقيقيين.‏» وسبعة وتسعون في المئة من النيكوتين الذي فيه هو «حُر،‏» متوافر للامتصاص المباشر في مجرى الدم.‏ وفي الولايات المتحدة يبتدئ المستعملون باستخدام النشوق بعمر تسع سنوات كمعدل.‏ وأيّ ولد بعمر تسع سنوات سيقاوم وقتا طويلا الانتقال الى الاصناف الاقوى والانضمام الى الرجال «الحقيقيين»؟‏

ان كمية النيكوتين الناتجة هي في الواقع اقوى من الكمية التي للسيجارة.‏ ويخبَر ان مستعملي النشوق يُرجَّح ٤ مرات اكثر ان يصابوا بسرطان الفم،‏ وإمكانية اصابتهم بسرطان الحلق هي اكبر بـ‍ ٥٠ مرة مما للذين لا يستعملونه.‏

علا صراخ العامة في الولايات المتحدة وقتيا عندما رُفعت دعوى ضد شركة تبغ من قِبل امّ لولد هو نجم سابق في مدرسة ثانوية في العاب القوى مات من سرطان الفم.‏ لقد حصل على علبة مجانية من النشوق في مباراة للروديو بعمر ١٢ سنة وصار يستعمل اربع علب اسبوعيا.‏ وبعد ان خضع لعدد من العمليات الجراحية المؤلمة التي استأصلت اجزاء من لسانه،‏ فكه،‏ وعنقه،‏ انسحب اطباؤه.‏ ومات الشاب بعمر ١٩ سنة.‏

‏[الاطار في الصفحة ١٣]‏

كيفية الاقلاع عن التدخين

نجح ملايين الناس في التحرر من إدمانهم للنيكوتين.‏ فإذا كنتم مدخِّنا،‏ حتى ولو لوقت طويل،‏ يمكنكم انتم ايضا ان تتخلصوا من هذه العادة المؤذية.‏ اليكم بعض الاقتراحات التي يمكن ان تساعدكم:‏

‏• اعرفوا مسبقا ما يجب توقُّعه:‏ فأعراض الانقطاع يمكن ان تشمل القلق،‏ حدة الطبع،‏ الدوار،‏ آلام الرأس،‏ الارق،‏ الاضطرابات في المعدة،‏ الجوع،‏ الاشتهاء،‏ التركيز الضعيف،‏ والرعشات اللاارادية.‏ وطبعا،‏ ليس هذا التوقع سارًّا،‏ لكنَّ الاعراض الاكثر حدة تدوم اياما قليلة فقط وتتلاشى تدريجيا اذ يخلو الجسم من النيكوتين.‏

‏• الآن تبتدئ المعركة العقلية جدِّيا.‏ فليس جسدكم فقط هو الذي كان يشتهي النيكوتين بل عقلكم كانت تتحكم فيه تصرفات مرتبطة بالتدخين.‏ حلِّلوا روتينكم لتروا متى تمدون يدكم آليا لتناول سيجارة،‏ وغيِّروا هذا النمط.‏ مثلا،‏ اذا كنتم تدخنون دائما مباشرة بعد وجبة طعام،‏ فصمِّموا على القيام حالا والتمشي او جلي الاطباق.‏

‏• عندما تباغتكم رغبة شديدة،‏ ربما بسبب لحظة اجهاد،‏ تذكَّروا ان النزوة ستمرُّ عادة في غضون خمس دقائق.‏ واستعدوا لتشغلوا ذهنكم بكتابة رسالة،‏ التمرن،‏ او تناول وجبة خفيفة صحية.‏ والصلاة مساعد فعَّال في السيطرة على الذات.‏

‏• اذا كنتم متثبطين بسبب محاولات فاشلة للاقلاع عن التدخين،‏ فلا تستسلموا.‏ والمهم هو ان تستمروا في المحاولة.‏

‏• اذا كانت امكانية زيادة الوزن تعيقكم،‏ فتذكروا ان فوائد الاقلاع عن السجائر ترجح الى حد بعيد على مخاطر پاوندات اضافية قليلة.‏ وربما من المساعد ان يكون في متناولكم فاكهة او خضرة.‏ واشربوا الكثير من الماء.‏

‏• الاقلاع عن التدخين شيء،‏ والاستمرار في الإحجام عن التبغ شيء مختلف تماما.‏ ضعوا اهدافا من فترات زمنية تمتنعون فيها عن التدخين —‏ يوم،‏ اسبوع،‏ ثلاثة اشهر،‏ الى الابد.‏

قال يسوع:‏ «تحب قريبك كنفسك.‏» (‏مرقس ١٢:‏٣١‏)‏ فلكي تحبوا قريبكم،‏ توقفوا عن التدخين.‏ ولكي تحبوا نفسكم،‏ توقفوا عن التدخين.‏ —‏ انظروا ايضا «التدخين —‏ النظرة المسيحية،‏» في استيقظ!‏،‏ ٨ تموز ١٩٨٩،‏ الصفحات ١٣-‏١٥،‏ بالانكليزية.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة