مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٦ ٢٢/‏٢ ص ٤-‏٩
  • ثأر الميكروبات

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ثأر الميكروبات
  • استيقظ!‏ ١٩٩٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • بدا الانتصار اكيدا
  • الامراض القديمة تعود
  • امراض جديدة ساحقة
  • لماذا تظهر امراض جديدة؟‏
  • حدود عِلم الطب
  • الوضع اليوم
  • الاوبئة في القرن العشرين
    استيقظ!‏ ١٩٩٧
  • تلك الجراثيم القوية —‏ كيف تظهر مجددا
    استيقظ!‏ ٢٠٠٣
  • الانتصارات والهزائم في الحرب ضد المرض
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤
  • عالم خالٍ من الامراض
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٦
ع٩٦ ٢٢/‏٢ ص ٤-‏٩

ثأر الميكروبات

شهد القرن الـ‍ ٢٠ تقدُّما مذهلا في عِلم الطب.‏ فطوال آلاف السنين،‏ وقف البشر عاجزين فعليا امام بلوى الميكروبات المميتة.‏ لكنَّ الامور ابتدأت تتغيَّر في اواسط ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠ عندما اكتشف العلماء السُّلفانيلاميد،‏ اول مادة تستطيع هزم البكتيريا دون ان تؤذي بشكل خطير الشخص المخموج.‏a

وفي السنوات التي تلت،‏ طوَّر العلماء عقاقير جديدة فعَّالة لمحاربة الامراض الخمَجية —‏ الكلوروكين لمهاجمة الملاريا،‏ والمضادات الحيوية للتغلب على ذات الرئة،‏ الحمّى القرمزية،‏ والسلّ.‏ وبحلول سنة ١٩٦٥،‏ كان قد جرى تطوير اكثر من ٠٠٠‏,٢٥ منتَج من المضادات الحيوية المختلفة.‏ فاستنتج علماء كثيرون ان الامراض البكتيريّة لم تعُد مصدرا كبيرا للقلق او حافزا مهمّا لاجراء البحوث حولها.‏ فلماذا دراسة امراض لن تعود موجودة قريبا؟‏

في دول العالم المتقدمة،‏ خفضت اللقاحات الجديدة بشكل هائل عدد الذين يموتون من الحصبة،‏ النُّكاف (‏ابو كعيب)‏،‏ والحصبة الالمانية.‏ وكانت حملة التلقيح الواسعة النطاق ضد شلل الاطفال،‏ التي ابتدأت سنة ١٩٥٥،‏ ناجحة جدا بحيث انخفضت بسرعة حالات المرض في اوروپا الغربية وأميركا الشمالية من ٠٠٠‏,٧٦ حالة في تلك السنة الى اقل من ٠٠٠‏,١ حالة في سنة ١٩٦٧.‏ واستؤصل عالميا مرض الجُدَري الذي كان القاتل الرئيسي.‏

وشهد ايضا هذا القرن اختراع المِجْهر الالكتروني،‏ وهو اداة فعَّالة جدا تمكِّن العلماء من رؤية الڤيروسات الاصغر بمليون مرة من ظفر الانسان.‏ ومثل هذه المجاهر،‏ الى جانب النواحي الاخرى للتقدُّم التكنولوجي،‏ جعلت من الممكن فهم الامراض الخمَجية ومحاربتها على نحو لم يسبق له مثيل.‏

بدا الانتصار اكيدا

نتيجة لهذه الاكتشافات،‏ صار المجتمع الطبي مفعما بالثقة.‏ فميكروبات المرض الخمَجي كانت تسقط تحت اسلحة الادوية الحديثة.‏ وكان الناس على يقين من ان انتصار العِلم على الميكروبات سيكون سريعا،‏ حاسما،‏ وكاملا!‏ واعتقدوا انه اذا لم يكن في المتناول الآن علاج لمرض معيَّن،‏ فلا بد ان يكون عما قريب.‏

وفي وقت باكر كسنة ١٩٤٨،‏ تفاخر وزير خارجية الولايات المتحدة جورج ك.‏ مارشال بأن قهر كل الامراض الخمَجية صار وشيكا.‏ وبعد ثلاث سنوات،‏ اكَّدت منظمة الصحة العالمية (‏WHO)‏ ان الملاريا الآسيوية قد تصير عما قريب مرضا «لا اهمية كبرى له بعد الآن.‏» وبحلول اواسط ستينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ كان يُعتقد عموما ان عصر الطاعون والطاعون الدَّبْلي قد انقضى بحيث قال كبير الاطباء في الولايات المتحدة وليَم ه‍.‏ ستيووارت للمستخدَمين في حقل الصحة ان الوقت قد حان لنطوي صفحة الامراض الخمَجية.‏

الامراض القديمة تعود

لكنَّ صفحة الامراض الخمَجية أبت ان تُطوى.‏ فالميكروبات لم تُبَد من الكوكب لمجرد ان العِلم اخترع عقاقير ولقاحات.‏ وبدلا من ان تُهزَم،‏ عادت الميكروبات القاتلة المعروفة بقوة!‏ وفضلا عن ذلك،‏ ظهرت ميكروبات مميتة اخرى —‏ ميكروبات لم يكن يعرفها الاطباء سابقا.‏ لذلك تثور الميكروبات القديمة والحديثة على السواء،‏ مهدِّدةً ملايين لا تُحصى من الناس حول العالم،‏ مبرِّحة بهم،‏ او مودية بحياتهم.‏

والامراض القاتلة التي اعتُقد ذات مرة انه تمَّت السيطرة عليها تَظهر من جديد بشكل مميت اكثر من قبل وصعب المعالجة اكثر بالعقاقير.‏ وأحد الامثلة هو السلّ.‏ ذكرت مؤخرا منظمة الصحة العالمية:‏ «منذ سنة ١٩٤٤،‏ استُعملت عقاقير السلّ بصورة شاملة في اليابان،‏ اميركا الشمالية وأوروپا للتخفيض الى حدّ كبير من الاصابات بالسلّ والموت منه.‏ ولكنَّ الجهود للسيطرة على السلّ في الدول الاقلّ تقدُّما أُهملت،‏ .‏ .‏ .‏ مما مكَّن المرض من العودة الى البلدان الغنية بأشكال اخطر ومقاوِمة اكثر لعقاقير متعدِّدة.‏» واليوم،‏ يقتل السلّ،‏ الذي تسبِّبه عادةً بكتيريا منقولة بالهواء تستقر بالرئتين،‏ نحو ثلاثة ملايين شخص كل سنة —‏ اكثر من ٠٠٠‏,٧ في اليوم.‏ وبحلول سنة ٢٠٠٥،‏ يمكن ان ترتفع ضريبة الموت الى اربعة ملايين كل سنة.‏

وتزداد ايضا الامراض القاتلة القديمة الاخرى.‏ فالكوليرا الآن متفشّية في انحاء كثيرة من افريقيا،‏ آسيا،‏ وأميركا اللاتينية؛‏ وهي تعذِّب وتقتل اعدادا متزايدة من الناس.‏ وقد ظهرت في آسيا سلالة منها جديدة كليا.‏

ويزداد بسرعة ايضا الضَّنْك (‏ابو الرُّكَب)‏ Dengue الذي تنقله بعوضة Aëdes aegypti‏؛‏ وهو الآن يهدِّد ٥‏,٢ بليون شخص في اكثر من ١٠٠ بلد حول العالم.‏ ومنذ خمسينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ ظهر شكل نَزْفي جديد مميت للمرض وانتشر في كل انحاء المنطقة المدارية.‏ ويُقدَّر انه يقتل ٠٠٠‏,٢٠ شخص تقريبا كل سنة.‏ وكما هي الحال مع معظم الامراض الڤيروسية،‏ لا يوجد لقاح للوقاية من المرض ولا عقَّار للشفاء منه.‏

والملاريا،‏ التي أمل العِلم ذات مرة ان يستأصلها،‏ تقتل الآن نحو مليوني شخص كل سنة.‏ والقضاء على طفيليّات الملاريا وأيضا على البعوض الذي يحملها يزداد صعوبة.‏

امراض جديدة ساحقة

الأيدز المميت هو ربما اشهر الامراض الجديدة التي ظهرت مؤخرا لبلاء الجنس البشري.‏ وهذا المرض العضال يسبِّبه ڤيروس لم يُعرف إلا منذ اثنتي عشرة سنة تقريبا.‏ ومع ذلك،‏ في اواخر سنة ١٩٩٤،‏ كان عدد الذين خُمجوا بالڤيروس حول العالم بين ١٣ و ١٥ مليونا.‏

والامراض الخمَجية الاخرى التي لم تكن معروفة في الماضي تشمل متلازمة هانتاڤيروس الرئوية.‏ وتنقل فئران الحقول هذا المرض الذي ظهر في جنوبي غربي الولايات المتحدة وتبيَّن انه مميت في اكثر من نصف الحالات المخبَر بها.‏ وتطوَّر نوعان من الحُمَّيات النَّزفية —‏ كلاهما جديد ومميت —‏ في اميركا الجنوبية.‏ وظهرت ايضا امراض مروِّعة اخرى —‏ ڤيروسات تحمل اسماء غريبة غير مألوفة —‏ اللاسّا،‏ حُمّى وادي ريفْت،‏ الاوروپُوش،‏ التهاب الدماغ روسييو،‏ ك.‏ ڠواناريتو،‏ VEE (‏التهاب الدماغ الخَيْلي الڤنزويلي)‏،‏ جُدَري السعدان،‏ تشيكُنْڠُنْيا (‏اعتلال مفصلي حاد)‏،‏ الموكولا،‏ الدوفِنْهاخي،‏ لودانْتِك،‏ الڤيروس الدماغي كياسانور فوريسْت،‏ العامل سِمليكي فوريسْت،‏ الحمّى النَّزفية كرايميان-‏كونڠو،‏ الأونْيونْڠنْيونڠ (‏التهاب مفصلي متعدِّد)‏،‏ السينْدْبيس،‏ الماربورڠ،‏ الإيبولا.‏

لماذا تظهر امراض جديدة؟‏

على الرغم من كل المعرفة والامور التي يملكها عِلم الطب الحديث،‏ لماذا يتبيَّن ان هزم الميكروبات القاتلة صعب للغاية؟‏ احد الاسباب هو ازدياد سهولة التنقُّل في مجتمع اليوم.‏ فوسائل النقل الحديثة يمكن بسرعة ان تجعل الوباء المحلي عالميا.‏ فالسفر بالطائرات النفاثة يسهِّل انتقال المرض المميت،‏ المختبئ داخل الشخص المخموج،‏ من ناحية في العالم الى كل ناحية اخرى في غضون ساعات.‏

والسبب الثاني الذي يسهِّل تفشّي الميكروبات هو الازدياد السريع في عدد سكان العالم —‏ وخصوصا في المدن.‏ طبعا،‏ تنتج النفاية في المدن.‏ والنفاية تحتوي على اوعية پلاستيكية وإطارات ملآنة من مياه المطر العذبة.‏ وفي المنطقة المدارية،‏ يؤدي ذلك الى تكاثر البعوض الذي يحمل الامراض القاتلة كالملاريا،‏ الحمّى الصفراء،‏ والضَّنْك.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ كما تسهِّل الغابة الكثيفة اتِّقاد نيران الحريق،‏ هكذا تزوِّد كثافة السكان العالية ظروفا مثالية تعزِّز سرعة تفشّي السلّ،‏ الانفلونزا،‏ والامراض الاخرى المنقولة بالهواء.‏

والسبب الثالث لعودة الميكروبات له علاقة بالتغييرات في سلوك البشر.‏ فالميكروبات التي تنتقل جنسيا ازدهرت وتفشّت نتيجة الازدياد الذي لم يسبق له مثيل في العلاقات الجنسية المتعدِّدة الشركاء،‏ والذي وسم الجزء الاخير من القرن الـ‍ ٢٠.‏ وتفشّي الأيدز هو مثال واحد فقط.‏b

والسبب الرابع الذي لاجله يتبيَّن ان هزم الميكروبات القاتلة صعب للغاية هو غزو الانسان للادغال والغابات المطيرة.‏ يذكر المؤلف ريتشارد پريستون في كتابه المنطقة الحارة:‏ «يبدو ان ظهور الأيدز،‏ الإيبولا،‏ والكثير من العوامل المَرَضية الناشئة في الغابات المطيرة هو عاقبة طبيعية لتدمير الغلاف الحيوي المداري.‏ فالڤيروسات التي تظهر تأتي من انحاء في الارض متضرِّرة بيئيا.‏ والكثير منها يأتي من اطراف غابة مطيرة مدارية مهشَّمة .‏ .‏ .‏ فالغابات المطيرة المدارية هي مخازن ضخمة للحياة على الكوكب،‏ اذ تحتوي على معظم الانواع النباتية والحيوانية في العالم.‏ والغابات المطيرة هي ايضا اكبر مخازن العالم للڤيروسات،‏ لأن كل الكائنات الحية تحمل ڤيروسات.‏»‏

وهكذا،‏ صار البشر يحتكون اكثر بالحشرات والحيوانات ذات الدم الحار التي تقيم فيها الڤيروسات،‏ تتكاثر،‏ وتموت دون ان تؤذيها.‏ ولكن عندما «يقفز» احد الڤيروسات من الحيوان الى الانسان،‏ قد يصير الڤيروس مميتا.‏

حدود عِلم الطب

والاسباب الاخرى لعودة الامراض الخمَجية لها علاقة بعِلم الطب عينه.‏ فالكثير من البكتيريا يقاوم الآن المضادات الحيوية التي كانت تقتله سابقا.‏ وما يدعو الى السخرية هو ان المضادات الحيوية عينها ساعدت على خلق هذه الحالة.‏ مثلا،‏ اذا قتل المضاد الحيوي ٩٩ في المئة فقط من البكتيريا المؤذية في شخص مخموج،‏ فعندئذٍ يمكن للواحد في المئة من البكتيريا الناجية التي قاومت المضاد الحيوي ان تنمو وتتكاثر كسلالة قوية من الاعشاب الضارة في حقل محروث حديثا.‏

وتتفاقم المشكلة عندما لا يُكمل المرضى علاج المضادات الحيوية الذي يصفه لهم طبيبهم.‏ فقد يتوقف المرضى عن تناول الاقراص حالما يشعرون بالتحسُّن.‏ وفي حين ان الميكروبات الاضعف قد تُقتل،‏ فإن الاقوى تنجو وتتكاثر بسكون.‏ وفي غضون عدة اسابيع يظهر المرض من جديد،‏ لكنَّ شفاءه بالعقاقير يكون هذه المرة اصعب او مستحيلا.‏ وعندما تغزو سلالات الميكروبات هذه المقاوِمة للعقاقير اناسا آخرين،‏ تنتج مشكلة صحية عامة وخطيرة.‏

ذكر مؤخرا خبراء في منظمة الصحة العالمية:‏ «ان مقاومة [المضادات الحيوية والعوامل الاخرى المضادة للميكروبات] شائعة في بلدان كثيرة،‏ ومقاومة العقاقير المتعددة تترك الاطباء عاجزين فعليا عن ان يعالجوا بنجاح عدد الامراض المتزايد.‏ ففي المستشفيات وحدها،‏ يَظهر يوميا ما يُقدَّر بمليون حالة من الاخماج البكتيريّة حول العالم،‏ ومعظمها مقاوِم للعقاقير.‏»‏

ونقل الدم الذي ازداد استعماله منذ الحرب العالمية الثانية ساعد ايضا على تفشّي الامراض الخمَجية.‏ وعلى الرغم من جهود العِلم لابقاء الدم خاليا من الميكروبات المميتة،‏ يساهم نقل الدم كثيرا في تفشّي التهاب الكبد،‏ الڤيروس المضخِّم للخلايا،‏ البكتيريا المقاوِمة للمضادات الحيوية،‏ الملاريا،‏ الحمّى الصفراء،‏ مرض شاڠاس،‏ الأيدز،‏ والكثير من الامراض المخيفة الاخرى.‏

الوضع اليوم

على الرغم من ان عِلم الطب شهد ازديادا سريعا في المعرفة خلال هذا القرن،‏ تبقى ألغاز كثيرة.‏ يقوم س.‏ ج.‏ پيترز بدراسة للميكروبات الخطرة في مراكز مكافحة الامراض،‏ المختبر الصحي العام الرئيسي في اميركا.‏ وفي مقابلة معه في ايار ١٩٩٥،‏ قال عن الإيبولا:‏ «نحن لا نعرف لماذا هو خبيث الى هذا الحدّ بالنسبة الى الانسان،‏ ونحن لا نعرف ماذا يفعل [او] اين يكون عندما لا يُحدث هذه الاوبئة.‏ ولا نستطيع العثور عليه.‏ ليست هنالك فصيلة ڤيروسات اخرى .‏ .‏ .‏ نجهلها جهلا مطبقا الى هذا الحدّ.‏»‏

وحتى عندما توجد المعرفة الطبية،‏ العقاقير،‏ واللقاحات الفعَّالة لمحاربة المرض،‏ فإن جعلها في متناول المحتاجين اليها يتطلب المال.‏ فالملايين يعيشون في فقر.‏ ويذكر تقرير الصحة العالمية لعام ١٩٩٥،‏ اصدار منظمة الصحة العالمية:‏ «ان الفقر هو السبب الرئيسي الذي لاجله لا يُلقَّح الاطفال،‏ لا تُزوَّد المياه الصالحة للشرب وتدابير حفظ الصحة،‏ لا يجري الحصول على العقاقير الشافية والعلاجات الاخرى .‏ .‏ .‏ وكل سنة يموت في العالم النامي ٢‏,١٢ مليون ولد دون الـ‍ ٥ من العمر،‏ معظمهم من اسباب يمكن تجنُّبها لقاء عدة سنتات اميركية فقط لكل ولد.‏ انهم يموتون بأعداد كبيرة بسبب عدم مبالاة العالم،‏ لكنَّ الغالبية يموتون لانهم فقراء.‏»‏

بحلول سنة ١٩٩٥،‏ كانت الامراض الخمَجية والطفيليّات اكبر القاتلات في العالم،‏ اذ قضت على حياة ٤‏,١٦ مليون شخص كل سنة.‏ والمؤسف ان ملايين لا تُحصى من الناس يعيشون في ظروف مثالية لنشوء وتفشّي الميكروبات المميتة.‏ تأملوا في الحالة المحزنة اليوم.‏ فأكثر من بليون شخص هم في فقر مدقع.‏ ونصف سكان العالم لا يستطيعون الحصول دائما على العلاج الطبي والعقاقير الاساسية.‏ وفي شوارع المدن الضخمة الملوَّثة يهيم ملايين الاولاد المهجورين،‏ وكثيرون منهم يحقنون انفسهم بالمخدِّرات ويمارسون العهارة.‏ وملايين اللاجئين يذوون في المخيَّمات غير الصحية وسط الكوليرا،‏ الزُّحار،‏ والامراض الاخرى.‏

ففي الحرب بين الانسان والميكروبات،‏ تعمل الاحوال بشكل متزايد لمصلحة الميكروبات.‏

‏[الحاشيتان]‏

a السُّلفانيلاميد مركَّب بلّوري تُصنع منه عقاقير السُّلفا في المختبر.‏ وعقاقير السُّلفا يمكنها ان تكبح نموّ البكتيريا،‏ سامحةً لآليّات الجسم الدفاعية بأن تقتلها.‏

b امثلة اخرى للامراض المنتقلة جنسيا:‏ هنالك حول العالم نحو ٢٣٦ مليون شخص مخموجين بداء المشعَّرات ونحو ١٦٢ مليون شخص مصابين بأخماج غِمْدية.‏ وكل سنة هنالك نحو ٣٢ مليون حالة جديدة من الاورام الثّؤلولية التناسلية،‏ ٧٨ مليونا من السيلان،‏ ٢١ مليونا من الحلإ التناسلي،‏ ١٩ مليونا من السفلس،‏ و ٩ ملايين من القُرحة الليِّنة.‏

‏[النبذة في الصفحة ٦]‏

‏«في المستشفيات وحدها،‏ يَظهر يوميا ما يُقدَّر بمليون حالة من الاخماج البكتيريّة حول العالم،‏ ومعظمها مقاوِم للعقاقير.‏» منظمة الصحة العالمية

‏[الاطار في الصفحة ٧]‏

عندما تصدُّ الميكروبات الهجوم

الميكروب الصغير المعروف بالبكتيرية «يزن ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠١‏,٠ غرام.‏ والحوت الازرق يزن ٠٠٠‏,٠٠٠‏,١٠٠ غرام تقريبا.‏ لكنَّ البكتيرية يمكنها ان تقتل الحوت.‏» —‏ برنارد ديكسون،‏ ١٩٩٤.‏

بين البكتيريا المخيفة اكثر التي توجد في المستشفيات هنالك سلالات العنقودية الذهبية Staphylococcus aureas المقاوِمة للعقاقير.‏ هذه السلالات تصيب المرضى والضعفاء،‏ مسبِّبةً الاخماج الدموية المميتة،‏ ذات الرئة،‏ والصدمة السُّمِّية.‏ وبحسب احد الاحصاءات،‏ تقتل العنقوديات نحو ٠٠٠‏,٦٠ شخص في الولايات المتحدة كل سنة —‏ اكثر ممَّن يُقتلون في حوادث السير.‏ وعلى مرّ السنين،‏ صارت سلالات البكتيريا هذه مقاوِمة جدا للمضادات الحيوية بحيث كان هنالك بحلول سنة ١٩٨٨ مجرد مضاد حيوي واحد فعَّال ضدها،‏ عقَّار الڤانكوميسين.‏ ولكن سرعان ما ابتدأت تظهر تقارير من حول العالم عن سلالات مقاوِمة للڤانكوميسين.‏

ولكن حتى عندما تقوم المضادات الحيوية بالعمل المفتَرض ان تقوم به،‏ قد تنشأ مشاكل اخرى.‏ ففي اواسط سنة ١٩٩٣،‏ ذهبت جوان راي الى مستشفى في الولايات المتحدة لاجراء عملية بسيطة.‏ وتوقَّعت ان تعود الى البيت بعد مجرد ايام قليلة.‏ وبدلا من ذلك لزم ان تبقى في المستشفى ٣٢٢ يوما،‏ وخصوصا بسبب الاخماج التي طوَّرتها بعد العملية.‏ حارب الاطباء الاخماج بجرعات كبيرة من المضادات الحيوية،‏ بما في ذلك الڤانكوميسين،‏ لكنَّ الميكروبات صدَّت الهجوم.‏ تقول جوان:‏ «لم اكن استطيع استعمال يديَّ.‏ ولم اكن استطيع استعمال قدميَّ.‏ .‏ .‏ .‏ حتى انني لم استطِع التقاط كتاب لأقرأه.‏»‏

جاهد الاطباء ليجدوا سبب بقاء جوان مريضة بعد اشهر من العلاج بالمضادات الحيوية.‏ فأظهر الفحص المخبري ان جوان مصابة،‏ فضلا عن خمج العنقوديات،‏ بنوع آخر من البكتيريا في جهازها —‏ المكوَّرة المِعَوية enterococcus المقاوِمة للڤانكوميسين.‏ وكما يوحي الاسم،‏ لم يقضِ الڤانكوميسين على هذه البكتيريا؛‏ وبدا ايضا انها منيعة ضد كل مضاد حيوي آخر.‏

ثم عرف الاطباء شيئا اذهلهم.‏ فالبكتيريا لم تكن فقط تقاوم العقاقير التي يجب ان تقتلها بل،‏ بخلاف ما توقَّعوه،‏ كانت تستعمل الڤانكوميسين في الواقع لتحيا!‏ قال طبيب جوان،‏ وهو اختصاصي في المرض الخمَجي:‏ «احتاجت [البكتيريا] الى ذلك الڤانكوميسين لتتكاثر،‏ ولولاه لما نمت.‏ لذلك فهي،‏ من بعض الاوجه،‏ تستعمل الڤانكوميسين كطعام.‏» وعندما توقَّف الاطباء عن اعطاء جوان الڤانكوميسين،‏ ماتت البكتيريا وتحسَّنت صحة جوان.‏

‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

تزدهر الميكروبات عندما يتناول المرضى المضادات الحيوية بشكل غير صحيح

‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

نقل الدم يجعل الميكروبات المميتة تتفشّى

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة