مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٦ ٨/‏٩ ص ٢٢-‏٢٥
  • پومپيي —‏ حيث توقف الزمن

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • پومپيي —‏ حيث توقف الزمن
  • استيقظ!‏ ١٩٩٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ثوران سنة ٧٩ ب‌م
  • لا امان في هرقولانيوم
  • توقف الزمن
  • الحياة الخاصة
  • انه الوقت للعمل
  • لنبقَ مستيقظين الآن اكثر من ايّ وقت مضى!‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٣
  • التأخُّر كان مميتا!‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • من قرائنا
    استيقظ!‏ ١٩٩٧
  • تحت رحمة عملاق نائم
    استيقظ!‏ ٢٠٠٧
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٦
ع٩٦ ٨/‏٩ ص ٢٢-‏٢٥

پومپيي —‏ حيث توقف الزمن

بواسطة مراسل استيقظ!‏ في ايطاليا

مقالٍ على المواقد في المطابخ،‏ دكاكين فيها مخزون وافر من السلع،‏ ينابيع جافة،‏ شوارع لم تتغيّر —‏ كلها حُفظت كما كانت،‏ في مدينة بلا سكان،‏ خالية ومهجورة.‏ انها پومپيي،‏ حيث يبدو ان الزمن توقف.‏

كل شيء بقي على حاله كما في ذلك اليوم المأساوي منذ اكثر من ٩٠٠‏,١ سنة عندما ثار جبل ڤيزوف،‏ البركان المشرف على خليج ناپولي.‏ وقد دفن پومپيي،‏ هرقولانيوم،‏ ستابيا،‏ والريف المحيط بها تحت الرماد واللابة.‏

يقول كتاب پومپيي (‏بالايطالية)‏ انه «لم تكن لدى الشعوب القديمة المتمدنة إلا فكرة مبهمة عن طبيعة ڤيزوف البركانية وكانوا يعتبرونه جبلا مخضوضرا تنتشر فيه الغابات الكثيفة والكروم المبهجة.‏» ولكن في ٢٤ آب سنة ٧٩ ب‌م،‏ ثار هذا الجبل بانفجار مروّع بعد سكوت دام سنوات كثيرة.‏

ثوران سنة ٧٩ ب‌م

قذف البركان عمودا من الغاز،‏ الصُّهارة،‏ والحُطام فأظلمت السماء وانهمر وابل رهيب من الرماد والحصى البركاني.‏ وفي خلال يومين غطّت پومپيي ومساحةً واسعة من الريف طبقةٌ سميكة،‏ بلغ معدل عمقها ٥‏,٢ متر (‏ثماني اقدام)‏.‏ وفيما استمرت الهزات العنيفة تزلزل الارض،‏ غلَّفت المدينةَ غيمةٌ ضخمة من الغازات السامة،‏ غير مرئية لكنها مميتة،‏ محكمة حولها طوقا مُهلكا.‏ وفيما كانت پومپيي تُدفن ببطء،‏ اختفت هرقولانيوم في لمح البصر.‏ وبحسب كتاب ريسكوپريريه پومپيي (‏اعادة اكتشاف پومپيي،‏ بالايطالية)‏،‏ طُمرت هرقولانيوم تحت سيل من «الطين والحُطام البركاني حتى عمق بلغ اثنين وعشرين مترا [٧٢ قدما] قرب الشاطئ.‏»‏

أما ردود فعل سكان پومپيي الـ‍ ٠٠٠‏,١٥ تقريبا فكانت مختلفة.‏ وفقط الذين هربوا فورا نجحوا في انقاذ حياتهم.‏ ولكنّ البعض اذ لم يشاؤوا ترك بيوتهم وكل ما تحتويه،‏ بقوا،‏ آملين تفادي الخطر.‏ والبعض الآخر،‏ الذين اهتموا بانقاذ اشيائهم الثمينة،‏ ترددوا قبل ان يقرروا الفرار،‏ انما لتسحقهم سقوف منازلهم التي انهارت تحت ثقل الرماد.‏

وأحد الامثلة هو مالكة «منزل الفون،‏» التي لم تكن مستعدة كما يظهر لترك ثروتها.‏ يقول روبير إتيان في كتابه لا ڤي كوتيديان أَ پومپيي (‏الحياة اليومية في پومپيي،‏ بالفرنسية)‏:‏ «بسرعة بالغة،‏ جمعت سيدة المنزل اثمن حليها —‏ الاساور الذهبية على شكل افاعٍ،‏ الخواتم،‏ دبابيس الشعر،‏ الاقراط،‏ مرآة فضية،‏ حقيبة ملآنة بالقطع النقدية الذهبية —‏ وجهَّزت نفسها للفرار.‏» ولكنها بقيت في الداخل هلِعة ربما من الرماد المتساقط.‏ ويتابع إتيان:‏ «بُعيد ذلك،‏ انهار السقف،‏ ودفن المرأة المسكينة مع كنوزها.‏» وقد اختنق آخرون بالغازات السامة التي انتشرت في كل مكان.‏

والذين ترددوا كان عليهم ان يركضوا فوق طبقة الرماد اللابي التي تشكَّلت في غضون ذلك لينقذوا حياتهم.‏ وقد سقطوا امواتا،‏ مختنقين من تنشق الغازات المميتة،‏ وتغطوا من جراء الوابل المتواصل من الرماد الرقيق.‏ ووُجدت بقاياهم المثيرة للشفقة بعد قرون،‏ مع اشيائهم القيِّمة الى جانبهم.‏ ودُفنت المدينة وسكانها تحت طبقة من الرماد بلغ عمقها اكثر من ٦ امتار [٢٠ قدما].‏

ولكن،‏ بفضل هذا الوابل المميت،‏ ظهر سكان هذه المدينة من جديد.‏ هل تعرفون كيف؟‏ لاحظوا اشكال اجسادهم في الصورة في هذه الصفحة.‏ وكيف صُنعت؟‏ بسكب جص ناعم داخل الفراغات التي تركتها الاجساد المنحلة في الرماد،‏ مكَّننا علماء الآثار من رؤية الايماءات المعذَّبة الاخيرة للضحايا المساكين —‏ «شابة مستلقية ورأسها على ذراعها؛‏ رجل فمه مغطى بمنديل لم يستطع منع تنشق الغبار والغازات السامة؛‏ الخدام في حمامات الساحة العامة،‏ واقعين في أوضاع غير لائقة من جراء الرجفة والتشنج بسبب الاختناق؛‏ .‏ .‏ .‏ امٌّ تحتضن ابنتها الصغيرة للمرة الاخيرة في معانقة مثيرة للشفقة وغير نافعة.‏» —‏ اركيو،‏ بالايطالية.‏

لا امان في هرقولانيوم

ان الذين لم يفروا بسرعة في هرقولانيوم،‏ التي تبعد عدة كيلومترات عن پومپيي،‏ وجدوا انفسهم واقعين في شرك.‏ فكثيرون اسرعوا باتجاه الشاطئ،‏ آملين ربما ان يهربوا عبر البحر،‏ ولكنّ زلزالا بحريا عنيفا منع السفن من الابحار.‏ والحفريات التي جرت مؤخرا على الشاطئ القديم في هرقولانيوم كشفت عن اكثر من ٣٠٠ هيكل عظمي.‏ وقد دُفن هؤلاء احياء من جراء سيل هائل من الطين والحُطام البركاني فيما كانوا يبحثون عن ملجإ تحت مسطبة تشرف على البحر.‏ هنا ايضا،‏ حاول كثيرون انقاذ اثمن ممتلكاتهم:‏ حلى من ذهب،‏ أوانٍ فضية،‏ طقم كامل من المعدات الجراحية —‏ كلها بقيت هناك،‏ عديمة النفع،‏ بجانب بقايا مالكيها.‏

توقف الزمن

تقدِّم پومپيي شهادة بليغة على هشاشة الحياة في وجه قوى الطبيعة.‏ وبخلاف غيرها من الاماكن الاثرية في العالم،‏ تزوِّد خرائب پومپيي والمناطق المحيطة بها صورة تمكِّن العلماء العصريين والفضوليين من فحص الحياة اليومية في القرن الاول الميلادي.‏

كان ازدهار المنطقة قائما بشكل اساسي على الزراعة،‏ الصناعة،‏ والتجارة.‏ وبالاستخدام المكثَّف للطاقة البشرية —‏ العبيد والاحرار الذين كانوا يُستخدمون يوميا —‏ كان الريف الخصيب ينتج بوفرة.‏ وكان الكثير من نشاطات المدينة مرتبطا بتجارة المواد الغذائية.‏ وكل مَن يزور پومپيي يمكنه ان يرى المطاحن التي استُعملت لطحن القمح،‏ سوق الخضار،‏ ودكاكين باعة الفاكهة وتجار الخمر.‏ ويمكنكم ان تروا الابنية التي استُعملت في ما مضى للتجارة —‏ لتصنيع الصوف والكتان ولنسج الثياب وحياكتها على مستوى صناعي.‏ وبوجود عشرات الصناعات الصغيرة الاخرى،‏ من مشغل الجوهري الى دكان الخردوات،‏ شكَّلت هذه الابنية،‏ مع المنازل،‏ مدينة.‏

ان الشوارع الضيقة التي كانت ذات مرة مزدحمة هي مرصوفة بالحجارة.‏ وعلى جانبيها ارصفة مرتفعة وينابيع عامة مزوَّدة بنظام متقن من القنوات.‏ وعند تقاطع الطرقات الرئيسية يمكن رؤية شيء غريب.‏ هنالك قطع كبيرة ومرتفعة من الحجارة موضوعة في وسط الطرقات لتسهِّل سير المشاة وتمكِّنهم من تجنب تبليل اقدامهم عندما تمطر،‏ وكأنها اسلاف قديمة لممرات المشاة العصرية التي يسلكونها لعبور الطرقات.‏ وكان على الذين يقودون العربات في المدينة ان يمتلكوا شيئا من البراعة ليتجنبوا هذه الحجارة المرتفعة.‏ وهي لا تزال هناك!‏ انّ شيئا لم يتغيَّر.‏

الحياة الخاصة

حتى الكتمان الذي احاط بحياة اهل پومپيي الخاصة لا يصد نظرات الناس العصريين غير المتحفظة.‏ فبالإمكان رؤية امرأة مغطاة بجواهر رائعة ميتة بين ذراعَي مُجالِد في ثكنته.‏ ابواب المنازل والدكاكين مفتوحة على مصراعيها.‏ المطابخ مكشوفة كما لو انها تُركت منذ دقائق قليلة،‏ مع مقالٍ على المواقد،‏ خبز لم يُخبز بعد ما زال في الفرن،‏ وجرار كبيرة مسنودة الى الحائط.‏ وهنالك غرف مزيَّنة بطبقة رائعة من الجص،‏ رسوم على الجدران،‏ وفسيفساء،‏ حيث كان الاغنياء يقيمون المآ‌دب للترفيه،‏ مستعملين اكوابا فضية وأواني مصنوعة بدقة مدهشة.‏ وكانت الحدائق الداخلية الهادئة محاطة بصفوف من الاعمدة ومزيَّنة بينابيع مبهجة امست اليوم صامتة.‏ وتُرى ايضا تماثيل الرخام والبرونز المصنوعة بطريقة متقنة رائعة ومذابح لآلهة الاسرة.‏

ولكنّ نمط حياة الاكثرية كان ابسط بكثير.‏ فكثيرون ممن لم تتوفر لهم تسهيلات الطبخ في المنزل كانوا يترددون الى الحانات الكثيرة.‏ وهناك كان بإمكانهم ان يثرثروا،‏ يقامروا،‏ او يشتروا الطعام والشراب دون ان يدفعوا الكثير.‏ وكانت للبعض منها سمعة رديئة حيث كانت النادلات،‏ اللواتي كن في الغالب مستعبدات،‏ يعملن كبغايا بعد ان يقدِّمن المشروب للزبائن.‏ وبالاضافة الى هذا النوع من الحانات التي لا تحصى،‏ كشفت الحفريات عن اكثر من عشرين مكانا آخر سيئ السمعة،‏ وغالبا ما كانت الرسوم والكتابات الفاحشة على نحو فاضح تميِّز مثل هذه الاماكن.‏

انه الوقت للعمل

ان دمار پومپيي المفاجئ يدفع المرء الى التفكير.‏ فمن الواضح ان الآلاف الذين قضوا هناك لم يتجاوبوا بسرعة كافية مع العلامات التحذيرية للكارثة الوشيكة —‏ الزلازل المتكررة،‏ انفجارات البركان،‏ ووابل الحصى البركاني الرهيب.‏ فقد ترددوا،‏ ربما لأنهم لم يريدوا ان يتخلّوا عن حياتهم المريحة وممتلكاتهم.‏ وربما املوا ان يزول الخطر او انه سيبقى وقت للهرب اذا اصبحت الامور اسوأ.‏ وللأسف،‏ كانوا مخطئين.‏

تخبرنا الاسفار المقدسة ان العالم اليوم بأسره في وضع مشابه.‏ فالمجتمع الفاسد الذي نعيش فيه مبتعد عن اللّٰه.‏ وهو على وشك ان يمضي فجأة.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٠-‏١٢؛‏ افسس ٤:‏١٧-‏١٩‏)‏ وكل الدلائل تشير الى ان هذا الوقت قريب.‏ (‏متى ٢٤:‏٣-‏٤٢؛‏ مرقس ١٣:‏٣-‏٣٧؛‏ لوقا ٢١:‏٧-‏٣٦‏)‏ وخرائب پومپيي المأساوية تقف كشاهد صامت على حماقة التردد.‏

‏[الاطار في الصفحة ٢٤]‏

صلبان مسيحية؟‏

فسَّر البعض وجود صلبان مختلفة في پومپيي،‏ بما فيها واحد مصنوع من الجص على حائط فرن،‏ بأنها دليل على وجود مسيحيين في المدينة قبل دمارها سنة ٧٩ ب‌م.‏ فهل هذا افتراض صحيح؟‏

طبعا لا.‏ يقول انطونيو ڤارونه في كتابه پريزنسه ڠوِداييكه اي كريستيانه أَ پومپيي (‏الوجود اليهودي والمسيحي في پومپيي،‏ بالايطالية)‏ انه لكي نجد «عبادة كاملة للصليب كشيء،‏ يلزم ان ننتظر حتى القرن الرابع،‏ عندما ادى اهتداء الامبراطور والجماهير الوثنية الى جعل تبجيل كهذا منسجما اكثر مع روحياتهم.‏» ويضيف ڤارونه:‏ «حتى في القرنين الثاني والثالث وحتى عصر قسطنطين،‏ من النادر جدا ان نجد رمزا كهذا له علاقة واضحة بالمسيحية.‏»‏

اذا لم تكن هذه الرموز مسيحية،‏ فما هو اصلها؟‏ عدا عن الشكوك حول هوية هذا الرمز الذي اعتُقد انه صليب،‏ وعن اكتشاف رسم في الفرن نفسه لإلاهة بشكل افعى،‏ هنالك «بعض المكتشفات الفاحشة الى حد بعيد والتي من الصعب ان تتوافق ايضا مع الروحيات المسيحية المفترضة لصاحب الفرن،‏» كما يقول ڤارونه.‏ ويضيف:‏ «من المعروف ان شكل الصليب،‏ منذ بدء الحضارة،‏ وقبل ان يصبح رمزا للفداء،‏ كان يُستعمل بمغزى سحري وشعائري واضح.‏» ويشرح هذا العالِم ان الصليب في العصور القديمة كان يُعتبَر قادرا على دفع الاذى او ازالة التأثيرات الشريرة وكان يُستخدَم من حيث الاساس كتعويذة للحماية.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

قوس كاليڠولا وجبل ڤيزوف في الخلف

‏[الصور في الصفحة ٢٣]‏

فوق:‏ اشكال اجساد سكان پومپيي المصنوعة من الجص

الى اليسار:‏ مشهد لقوس نيرون وجزء من هيكل جوپيتر

‏[مصدر الصورة في الصفحة ٢٢]‏

Glazier :Vertical borders

Photos on pages 2 )bottom(,‎ 22,‎ and 23: Soprintendenza Archeologica di Pompei

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة