مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٨ ٢٢/‏١٢ ص ٢٠-‏٢٢
  • الطرق —‏ شرايين الحضارة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الطرق —‏ شرايين الحضارة
  • استيقظ!‏ ١٩٩٨
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الطرق الاولى
  • الاهمية العسكرية
  • انشاء الطرق —‏ علم
  • سبب مآ‌سٍ
  • الطرق الرومانية:‏ آثار تشهد على روعة الهندسة القديمة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٦
  • هل كل الديانات صالحة؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٩
  • هل كانت كل الطرق تؤدي الى روما؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤
  • هل كل الاديان طرق مختلفة تؤدي الى اللّٰه؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠١
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٨
ع٩٨ ٢٢/‏١٢ ص ٢٠-‏٢٢

الطرق —‏ شرايين الحضارة

منذ الازمنة الغابرة،‏ يتصل الناس واحدهم بالآخر بواسطة شبكة كبيرة من الممرات،‏ الدروب،‏ والطرق الرئيسية.‏ وتشهد هذه لرغبة الانسان في السفر والمتاجرة،‏ وأيضا في شنّ الحروب وبناء الامبراطوريات.‏ نعم،‏ تكشف الطرق جانبا مظلما من الطبيعة البشرية.‏

ان التوغل في تاريخ الطرق،‏ منذ وطئت القدم والحافر اولى الممرات حتى وقتنا الحاضر حيث الطرق السريعة المتعددة المسارات،‏ ليس مجرد رحلة عبر الزمن.‏ انه دراسة للطبيعة البشرية ايضا.‏

الطرق الاولى

تقول دائرة المعارف البريطانية الجديدة (‏بالانكليزية)‏:‏ «من المحتمل ان يكون سكان ما بين النهرين اول مَن اتقن انشاء الطرق».‏ سكن هؤلاء الناس في منطقة نهرَي دجلة والفرات.‏ ويضيف هذا المصدر ان طرقهم التي كانت تسير عليها المواكب «كانت طرقا مرصوفة حيث يوضع الطوب المشويّ والحجارة في مِلاط من الزِّفت».‏ ويذكِّر هذا الوصف بما يقوله الكتاب المقدس عن مواد البناء الباكرة:‏ «استبدلوا الحجارة بالطوب،‏ والطين بالزِّفت».‏ —‏ تكوين ١١:‏٣‏،‏ ترجمة تفسيرية.‏

لقد كانت الطرق ضرورية لكي يتمِّم الاسرائيليون القدماء التزاماتهم الدينية.‏ فقبل نحو ٥٠٠‏,١ سنة من ولادة يسوع المسيح،‏ أُوصي الاسرائيليون:‏ «ثلاث مرات في السنة يحضر جميع ذكورك امام الرب الهك [للاحتفال بعيد ديني] في المكان الذي يختاره».‏ (‏تثنية ١٦:‏١٦‏)‏ وصار هذا المكان اورشليم،‏ وغالبا ما كانت العائلات بكاملها تحضر هذه المناسبات المفرحة.‏ لذلك كانت الطرق الجيدة ضرورية!‏

وكما يتضح،‏ أُنشئت الطرق الرئيسية جيدا.‏ قال المؤرخ اليهودي فلاڤيوس يوسيفوس ان سليمان،‏ الذي حكم قبل ولادة المسيح بألف سنة،‏ «لم يغفل عن الاعتناء بالطرق،‏ بل رصف كل الطرق المؤدِّية الى اورشليم بحجارة سوداء».‏

وكانت لإسرائيل ست مدن ملجإ للقاتلين سهوا.‏ وكان يجري ابقاء الطرق المؤدية الى هذه المدن في حالة جيدة.‏ وتشير الاحاديث اليهودية المتناقلة الى انه كانت توضع عند كل تقاطع طرق لافتات مصونة جيدا تشير الى اقرب مدينة ملجإ.‏ —‏ عدد ٣٥:‏٦،‏ ١١-‏٣٤‏.‏

كان للطرق دور حيوي في انتشار التجارة،‏ وإحدى السلع المرغوبة اكثر في الازمنة القديمة كانت الحرير.‏ ويُقال ان الصينيين اكتشفوا كيف يصنعون الحرير من الخيط الذي تنسجه دودة قبل ان صار الاسرائيليون امة بوقت طويل،‏ لكنهم أبقوا صنعه سرًّا حتى بعد ولادة المسيح.‏ وقبل ذلك ايضا،‏ راج الحرير جدا في العالم الغربي بحيث أُصدرت بحسب كتاب تاريخ الطرق (‏بالانكليزية)‏،‏ بقلم جفري هيندلي،‏ مراسيم «لمنع الرجال من ارتدائه»،‏ لأن ارتداءه «اعتُبر للمخنَّثين».‏

عُرف الطريق التجاري الذي كان الحرير يُنقل عبره من الصين باسم طريق الحرير.‏ وبحلول الوقت الذي فيه سلك ماركو پولو ذلك الطريق الى الصين نحو نهاية القرن الـ‍ ١٣ ب‌م،‏ كان قد مضى على وجوده ٤٠٠‏,١ سنة.‏ ولأكثر من ٠٠٠‏,٢ سنة،‏ كان طريق الحرير الطريق الاطول في العالم.‏ فهو يمتد مسافة ٨٠٠‏,١٢ كيلومتر (‏٠٠٠‏,٨ ميل)‏ تقريبا من موطن الحرير شنڠهاي،‏ في الصين،‏ الى قادش،‏ في اسپانيا.‏

الاهمية العسكرية

كانت الرغبة الشديدة في تأسيس امبراطورية الدافع وراء التقدم السريع في انشاء الطرق.‏ فشبكة الطرق في الامبراطورية الرومانية تحت حكم القياصرة،‏ مثلا،‏ امتدت في كل انحاء اوروپا،‏ افريقيا الشمالية،‏ والشرق الاوسط،‏ وبلغت طولا اجماليا يُقدَّر بـ‍ ٠٠٠‏,٨٠ كيلومتر (‏٠٠٠‏,٥٣ ميل)‏.‏ فعندما لم يكن الجنود الرومان يخوضون الحروب،‏ كانوا احيانا يُستخدَمون في انشاء الطرق وترميمها.‏

تبيَّنت ايضا في الآونة الاخيرة اهمية الطرق في الانتصارات.‏ فسعي أدولف هتلر الى السيطرة على شعوب اخرى عجَّله برنامج بنائه طريقا واسعا للسيارات ابتدأ به سنة ١٩٣٤.‏ وبحسب المؤرِّخ هيندلي،‏ منح هذا البرنامج المانيا «اول شبكة للطرق السريعة في العالم».‏

انشاء الطرق —‏ علم

باستعمال اداة تُدعى ڠروما،‏ خطَّط ماسحو الاراضي الرومان طرقا كانت مستقيمة كالأسهم.‏ وبنحت الحجارة صنع البنَّاؤون صُوًى للمسافات متقنة فنيا،‏ وحدَّد المهندسون الحد الاقصى لوزن الحمولة.‏ وكانت للطرق قاعدة وسطح متين.‏ لكنَّ القوام الاساسي لدوامها الطويل كان نظام تصريف المياه الرائع الذي حسَّنه التقوُّس الطفيف للسطح،‏ بالاضافة الى ارتفاع الطريق عن الريف المجاور.‏ وكانت المتاجر ايضا تبيع خرائط للطرق.‏

يقول احد المؤرِّخين:‏ «حين يكتب المرء عن انجازات الرومان كمنشئين للطرق،‏ لا بد ان يجد نفسه يقاوم استعمال المغالاة،‏ مع ان هنالك شكا في ان يكون ايّ من الآثار الباقية من ماضي الانسان لا يزال صالحا للاستخدام اكثر من طرق ايطاليا».‏

بحسب كتاب تاريخ الطرق،‏ ان الطريق الابياوي الذي يمتد من روما باتجاه الجنوب هو «اول طريق مرصوف في تاريخ الانسان الغربي».‏ وكمعدل،‏ بلغ عرض هذا الطريق الرئيسي المشهور ٦ امتار (‏٢٠ قدما)‏ وكان مرصوفا بكتل من صخور اللابة الكبيرة.‏ وبينما كان الرسول بولس في طريقه الى رومية كسجين،‏ سافر سالكا هذا الطريق الذي لا تزال اجزاء منه تُستخدم اليوم.‏ —‏ اعمال ٢٨:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

وقد يجد كثيرون ان مهارات انشاء الطرق عند هنود اميركا الجنوبية الاوائل ليست اقلّ روعة.‏ فمن القرن الـ‍ ١٣ الى القرن الـ‍ ١٦،‏ انشأ الإنكاويون شبكة من الطرق يبلغ طولها ٠٠٠‏,١٦ كيلومتر (‏٠٠٠‏,١٠ ميل)‏،‏ وقد وحَّدت امة يبلغ عدد سكانها نحو ٠٠٠‏,٠٠٠‏,١٠ نسمة.‏ وتمر هذه الطرق عبر بعض المناطق الاكثر مُحُولا ووعورة التي يمكن تخيُّلها،‏ وتمتد عبر الصحراء والغابة المطيرة،‏ حتى انها تعبر جبال الأنديز المهيبة في الپيرو!‏

وفي ما يتعلق بأحد الطرق،‏ تذكر دائرة المعارف البريطانية الجديدة:‏ «كان طريق جبال الأنديز رائعا.‏ فقد بلغ عرضه ٥‏,٧ امتار (‏٢٥ قدما)‏ وعبر اعلى سلاسل الجبال بتعرُّجات وانحدارات غير شديدة.‏ وشمل دهاليز شُقَّت في الصخر الصلب وجدرانا لاحتجاز الركام مبنية على مسافة مئات الاقدام لدعم الطريق.‏ كانت المسايل المائية والهُوى تُملأ بمواد البناء الصلبة،‏ اما مجاري المياه الجبلية الاوسع فكانت تُمدّ فوقها الجسور المعلَّقة المصنوعة من حبال الصوف او الالياف.‏ وكان السطح من الحجر في معظم المناطق واستُعملت المواد الاسفلتية كثيرا».‏

لم يكن الحصان معروفا عند الإنكاويين،‏ لكنَّ شبكة طرقهم زوَّدتهم بما دُعي «ممرا حقيقيا للركض من اجل رسل الملوك».‏ ذكر احد المؤرِّخين:‏ «على طول الطريق كانت توجد محطات للاستراحة والتزوُّد بالمؤن،‏ تبعد الواحدة عن الاخرى نحو كيلومترَين [ميل ونصف]،‏ وتحوي كلٌّ منها حامية صغيرة وفريقا متناوبا من العدَّائين المحترفين.‏ كانت المسافة بين كل محطتين قصيرة كفاية من اجل تبديل سريع،‏ وإذ كانت المحطات تعمل ليلَ نهار،‏ كان الفريق يستطيع ان ينقل رسالة من العاصمة كوزكو الى مدينة كيتو،‏ على بعد ٠٠٠‏,٢ كيلومتر (‏٢٥٠‏,١ ميلا)‏،‏ في حوالي خمسة ايام.‏ وهذا يعني ما معدله ١٥ كيلومترا (‏١٠ اميال)‏ في الساعة على طول طريق لا يقلّ ارتفاعه عن ٠٠٠‏,٤ متر (‏٠٠٠‏,١٥ قدم)‏ فوق سطح البحر —‏ سرعة لم يبلغها قط نظام البريد الامبراطوري الروماني!‏».‏

سبب مآ‌سٍ

يمكن لشرايين جسم الانسان ان تنسدّ،‏ مما يؤدي الى عواقب مأساوية.‏ وكذلك الطرق التي عملت على تحسين نوعية الحياة يمكن ان تنسدّ وتساهم في الحطّ من هذه النوعية.‏ فالطرق عبر الغابات المطيرة،‏ البراري،‏ الادغال،‏ والحدائق الوطنية توقع خسائر فادحة بالحياة الحيوانية والنباتية.‏ وغالبا ما يتأثر ايضا السكان الاصليون في الغابة ومنازلهم.‏ يقول كتاب كيف نُنشئ الطرق (‏بالانكليزية)‏:‏ «مع ان الطريق الرئيسي عبر غابة الامازون ابتُدئ به باسم التقدم،‏ فقد دمر مساحات كبيرة من الغابة المطيرة وكان كارثة لكثيرين يعيشون فيها،‏ اذ دمر نظام حياتهم بكامله».‏

وتختبر المدن ايضا رد فعل معاديا قويا اذ يسدّ كل سنة المزيد من السيارات شرايين المدن.‏ وفي النهاية،‏ عندما تتوفَّر الاموال،‏ يُنشَأ طريق سريع.‏ ولكن على المدى الطويل،‏ تشجع هذه الطرق السريعة على المزيد من السيارات،‏ مما يزيد التلوُّث الذي يُمرض الملايين.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ يُقتل سنويا نحو ٠٠٠‏,٥٠٠ شخص حول العالم من جراء حوادث السير ويُصاب ١٥ مليونا آخرون بجروح،‏ والبعض بشكل خطير.‏ وبالمقارنة،‏ اخذت الحرب العالمية الاولى حياة نحو تسعة ملايين محارب.‏ لكنَّ تلك الحرب انتهت آنذاك.‏ اما الموت على الطرق فهو،‏ من ناحية اخرى،‏ موت بالتقسيط —‏ اكثر من ٠٠٠‏,١ وفاة يوميا،‏ وبشكل مستمر!‏

نعم،‏ ان طرقنا هي بطرائق كثيرة افادة عنا —‏ مرجع يشير الى نقاط القوة ونقاط الضعف فينا.‏ وهي تخبر ايضا كيف ننظر الى هذا الكوكب المهيب الذي اؤتمنا على الاعتناء به.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢١]‏

الطريق الابياوي الذي سافر عليه الرسول بولس لا يزال يُسلك

‏[الصورة في الصفحة ٢٢]‏

يموت سنويا نحو ٠٠٠‏,٥٠٠ شخص حول العالم من جراء حوادث السير

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة