العضلات — من روائع التصميم
الحركة عماد الحياة. فصدركم مثلا يعلو وينخفض مع كل نفَس، وقلبكم ينبض بانتظام. وهذا ما يُبقيكم احياء. فماذا يسبِّب هذه الحركات؟ انها العضلات!
العضلات انسجة متينة ومرنة تمكّن اعضاء جسمكم من العمل والتعبير عن افكاركم ومشاعركم بالحركات. وسواء تمثَّلت هذه الحركات بالابتسام، الضحك، البكاء، التحدث، السير، الركض، العمل، اللعب، القراءة، او الاكل، فإن للعضلات دورا فيها. ولا يمكن تخيُّل ايّ شيء تفعلونه دون ان يكون لأية عضلة دور فيه.
يوجد نحو ٦٥٠ عضلة في جسمكم. وأصغرها متصل بأصغر العظام في الجسم: العظام الموجودة في الاذن. وأكبرها هي العضلات الألَوية في الردفَين التي تحرّك الساقَين. لقد صُمِّمت العضلات لتعمل، وهي تؤلف نحو نصف وزن جسم الرجل ونحو ثلث وزن جسم المرأة. وقد دُعيت «المحرِّكات البيولوجية» اذ انها ‹تحوِّل كل يوم الطاقة الى حركة اكثر من كل المحرِّكات البشرية الصنع مجتمعة، بما فيها السيارات›، كما ذكر الپروفسور في الهندسة الحيوية جيرالد ه. پولاك.
حتى عندما تكونون بلا حراك، تبقى عضلاتكم في حالة تأهب بانتظار الاوامر بالعمل. ففي ايّ وقت تظلّ هنالك بعض الألياف المتقلصة في كل عضلة. ولولا هذا التقلص البسيط، لارتخى فكّكم ولَما ثبتت اعضاء جسمكم الداخلية في مكانها جيدا. حتى عندما تكونون واقفين او جالسين، تقوم عضلاتكم بتعديلات بسيطة لتساعدكم على المحافظة على وَضعتكم او لتحُول دون وقوعكم عن الكرسي.
انواع العضلات
هنالك ثلاثة انواع من العضلات في جسمكم. وكل نوع يقوم بعمل مختلف. الاول هو عضلة القلب، وهي العضلة التي تحرِّكه. ترتاح عضلة القلب نصف عمرها، لأنها يجب ان ترتخي بعد كل تقلص حتى يحين وقت التقلص التالي.
النوع الثاني من العضلات هو العضلة الملساء. تلتف العضلات الملساء حول معظم اعضائكم الداخلية، بما فيها الاوعية الدموية. وكعضلة القلب التي تعمل بطريقة لاإرادية، لا يستطيع المرء ان يتحكم في العضلات الملساء. وهي تنجز مهمات ضرورية مثل تحريك السوائل عبر كليتيكم ومثانتكم، دفع الطعام عبر سبيلكم الهضمي، ضبط جريان الدم في اوعيتكم الدموية، تعديل شكل العدسة في عينيكم، وتوسيع فتحة الضوء في بؤبؤهما.
يتألف معظم عضلاتكم الـ ٦٥٠ من عضلات هيكلية. وهي ارادية تنفِّذ اوامركم بالحركة. وأنتم تتعلمون التحكم في هذه العضلات من الولادة. فالطفل مثلا يتعلم تحريك ذراعيه وساقيه لكي يتمكن من السير والمحافظة على التوازن. وبما ان العضلات لا تؤدي عملها إلا بواسطة التقلص، تعمل العضلات الهيكلية اثنتين اثنتين. وهكذا عندما تتقلص عضلة، ترتخي الاخرى. ولولا هذا العمل الجماعي، لاضطررتم في كل مرة تحكّون رأسكم ان تدعوا الجاذبية تُنزل ذراعكم. لكنَّ عضلتكم الثلاثية الرؤوس triceps، المعاوِنة للعضلة ذات الرأسين biceps، تتقلص لتمكّنكم من اعادة ذراعكم بسرعة الى وضعتها السابقة.
تختلف العضلات في الحجم والشكل. فبعضها طويل ورفيع، كالعضلات المأبضية hamstring في الساقَين. والاخرى كبيرة وثخينة، كالعضلات الألَوية في الردفَين. وجميعها مصمَّمة لكي تتحرَّكوا. ولولا العضلات التي تملأ الفراغات بين الاضلع، لَبقي القفص الصدري جامدا لا يتحرك. ولكن بفضلها يتحرك جدار الصدر كآلة الاكورديون، وهذا ما يساعدكم على التنفس. أما عضلات البطن فهي تشبه جدا الصفائح التي تشكّل الخشب الرقائقي المعاكس، لأنها منظمة على شكل طبقات بزوايا مختلفة، وهكذا لا تتدلى اعضاء بطنكم خارجا.
التعاون بين العضلات والاوتار
ان العضلات التي تشدّ عظامكم متَّصلة بها بواسطة انسجة متينة بيضاء تدعى الاوتار. وتمتد الاوتار عميقا في داخل العضلات، وهي موصولة بها من خلال نسيج ضامّ يحيط بألياف العضلة. ويتيح النسيج الضامّ للقوى التي تتولّد داخل عضلاتكم ان تشدّ الوتر وتحرِّك عظامكم. ووتر العرقوب (وتر أخيل)، الذي هو اقوى وتر، متَّصل بإحدى اقوى العضلات في الجسم: عضلة ربلة (بطن) الساق. وعضلات الربلة تعمل كمخمِّدات الصدمات في الجسم. فعندما تمشون او تركضون او تقفزون، تتحمل هذه العضلات ضغوطا تزيد على الطن.
ان تنوع المهام التي تقوم بها يدكم هو مثال آخر للتعاون بين العضلات والاوتار. فهنالك في ساعدكم عشرون زوجا من العضلات الموصولة بيدكم الكثيرة المفاصل، وكذلك بعظام الاصابع، بواسطة اوتار طويلة تمرّ تحت طوق معصميّ ليفيّ. وبفضل هذه العضلات، مع ٢٠ عضلة غيرها تبطّن راحة يدكم وأصابعكم، تمتلك يدكم المهارة المدهشة اللازمة لتجميع الاجزاء الداخلية الدقيقة لساعة صغيرة او للإمساك بمقبض فأس لقطع الخشب.
اكثر من ٣٠ عضلة وجهية
لا شيء في الجسم يعبِّر عن شخصيتكم اكثر من وجهكم. ولكي يتمكن الوجه من اظهار التنوُّع الكبير للتعابير الوجهية، وضع الخالق فيه عددا كبيرا من العضلات — ما مجموعه اكثر من ٣٠ عضلة. تخيَّلوا هذا: يلزمكم ١٤ عضلة لمجرد الابتسام!
بعض العضلات الوجهية قوية، كالعضلات المتصلة بفكّكم القادرة على الإطباق بقوة ٧٥ كيلوڠراما (٢٠٠ پاوند) لمضغ طعامكم. وهنالك عضلات دقيقة لكنها متينة، كالعضلات التي تتحكم في جفونكم عندما تطرف عيناكم، فترطِّبهما بسائل يزيل الغبار والجراثيم اكثر من ٠٠٠,٢٠ مرة في اليوم.
تصميم مدهش
كل عضلة مصمَّمة لتتقلص بسلاسة. ويجب ان تكون تقلصات العضلات الهيكلية موزونة لكي لا يُستخدم المقدار نفسه من القوة اللازمة لالتقاط ريشة لرفع شيء وزنه ١٠ كيلوڠرامات (٢٠ پاوندا). وكيف يحدث ذلك؟ لنرَ.
تتألف كل العضلات من خلايا. ولأن الخلايا العضلية طويلة الشكل، يشار اليها بكلمة ألياف. وبعض الألياف فاتحة اللون، والاخرى غامقة. والألياف الفاتحة سريعة النفض، او سريعة التقلص. وهي تُستخدم حين تحتاجون الى شحنات كبيرة وقصيرة من الطاقة، كما عندما ترفعون حملا ثقيلا او تركضون في سباق المئة متر. وتتميَّز الألياف العضلية السريعة النفض بقوتها، ومصدر طاقتها الذي يغذِّيها هو نوع من السكر يدعى الڠليكوجن. لكنها تتعب بسرعة، حتى انها قد تصاب بالتشنُّج او الالم بسبب تراكم حمض اللاكتيك.
أما الألياف العضلية الغامقة فهي بطيئة النفض، او بطيئة التقلص، وتعمل بالاستقلاب الاكسجيني. وهذه الألياف، بالمقارنة مع الألياف السريعة التقلص، تنال كمية اكبر من الدم ولها مقدار اكبر من الطاقة التي مصدرها الاكسجين، لذلك تُعتبر «حبال الاحتمال».
وهنالك نوع من الألياف لونه اغمق قليلا من الألياف الفاتحة السريعة التقلص. وهو مشابه لها، إلا انه يقاوم التعب. وبما ان هذا النوع يستخدم السكر والاكسجين على السواء كوقود، فمن المحتمل ان يكون هو المستعمَل عند القيام بعمل طويل ومجهد.
وتوجد هذه الانواع من الالياف مجتمعة في كل شخص، وضمن عضلات مختلفة. مثلا، يمكن ان تصل نسبة الألياف البطيئة النفض في ساقَي عدّائي المسافات الطويلة الى ٨٠ في المئة، أما عدّاؤو سباقات السرعة فتصل نسبة الألياف السريعة النفض عندهم الى اكثر من ٧٥ في المئة.
دور الأعصاب في تحريكها
كل الألياف العضلية تحرِّكها الأعصاب. فعندما ترسل الاعصاب دفعات impulses الى عضلاتكم، تتجاوب العضلات بالنفض، او التقلص. ولكن لا تتقلص معا كل الألياف العضلية لعضلة ما. فالألياف العضلية مقسَّمة الى وحدات محرِّكة motor units. وفي الوحدة المحرِّكة، يتصل عصب واحد بألياف عديدة ويتحكم فيها.
بعض الوحدات المحرِّكة، كالوحدات الموجودة في عضلات ساقَيكم، مؤلفة من اكثر من ٠٠٠,٢ ليف متصل بعصب واحد. لكنَّ كل وحدة محرِّكة في عينكم تتحكم في ثلاثة ألياف فقط. فكلما كان عدد الألياف في الوحدة اصغر وعدد الوحدات في العضلة اكبر، صارت الحركات دقيقة ومنتظمة اكثر، كما هي الحال عند إدخال خيط في ثقب إبرة او عزف الپيانو.
عندما تلتقطون ريشة، لا يتقلص إلا بعض الوحدات المحرِّكة. أما عندما ترفعون حملا ثقيلا، فتبعث اعضاء حسيّة خاصة في أليافكم العضلية رسالة بسرعة البرق الى الدماغ تطلب فيها دعم وحدات محرِّكة اخرى، وهكذا تزداد القوة التي تستخدمونها لرفع الثقل. وعندما تمشون ببطء، لا يشتغل إلا بعض الوحدات المحرِّكة؛ أما عند الركض، فتُنَبَّه وحدات اخرى كثيرة وبوتيرة اكبر.
تختلف عضلة القلب عن العضلة الهيكلية في ان تقلصها، حين يحدث، يكون كاملا. فعندما تُنبَّه خلية واحدة في عضلة القلب، تنتقل الرسالة الى كل الخلايا فتتنبَّه هي ايضا على الفور، وهكذا تتقلص كل العضلة ثم ترتخي. ويحدث ذلك نحو ٧٢ مرة في الدقيقة.
ان عمل العضلات الملساء مشابه كثيرا لعمل عضلة القلب: عندما يبدأ التقلص، يتقلص العضو بكامله. لكنَّ العضلات الملساء قادرة على البقاء متقلصة دون تعب فترةً اطول من عضلة القلب. ويكاد لا يشعر المرء بوجود العضلات الملساء، إلا عندما يشتدّ جوعه احيانا او عندما يأخذ المرأة الطلق.
حافظوا على عضلاتكم
يذكر كتاب العضلات: سحر الحركة (بالانكليزية) ان «التمارين تساعد كل جسمكم، داخليا وخارجيا. . . . والعضلات الممرَّنة بانتظام تنجز الامور دائما بشكل افضل». فالتمارين تقوّي العضلات، الامر الذي يحسِّن مقدرتها على حمل اعضائكم الداخلية ويساعد عضلاتكم على مقاومة التعب.
هنالك نوعان من التمارين المفيدة لعضلاتكم. النوع الاول هو التمارين التي لا تتطلب استقلاب الاكسجين والتي تقومون بها عندما ترفعون الاثقال لوقت قصير كل يوم، وهو يقوّي عضلاتكم. والعضلات القوية لا تخزن فقط السكر والحموض الدهنية، بل تقدر ايضا ان تحرق هذا الوقود بفعّالية اكبر، الامر الذي يساعد عضلاتكم على مقاومة التعب.
والنوع الآخر من التمارين الذي يتطلب استقلاب الاكسجين، كالهرولة او السباحة او ركوب الدراجة او المشي السريع، يعطي الجسم لياقة شاملة. وهذا النوع من تمارين الاحتمال يزيد جريان الدم الى العضلات ويزيد الحُبيبات الخيطية mitochondria التي تنتج ادِنوزين ثلاثي الفسفات ATP، وهو مركَّب يزوِّد الطاقة الضرورية لتتقلص عضلاتكم. ويستفيد قلبكم خصوصا من هذا النوع من التمارين، وقد يساهم ذلك في تفادي الاصابة بنوبة قلبية.
قبل الشروع في عمل شاق، من الافضل القيام بحركات شد وإرخاء للعضلات تجنُّبا لحدوث التواء او ايّ ضرر آخر يصيب عضلاتكم. فهذه التمارين التي تحمّي الجسم ترفع درجة الحرارة في عضلاتكم، فتزداد كمية الدم التي تتدفق اليها، وهذا بدوره يساعد الانزيمات على انتاج المزيد من الطاقة التي تمكّن عضلاتكم من التقلص بشكل افضل. وتبريد الجسم بتمارين التحمية نفسها يساعد على تفادي الاوجاع والتيبُّس اذ يزيل حمض اللاكتيك المتراكم.
ولكن تلزم الاشارة الى ان التمارين القاسية اكثر من اللازم، وخصوصا اذا كنتم غير متمرِّسين، يمكن ان تؤذي العضلات الهيكلية. وإذا وضعتم ايضا ضغطا اكبر من اللازم على عضلاتكم بتقلصات طويلة متكررة، كما يحدث عندما تُنزلون حملا ثقيلا ببطء او تركضون نزولا، فقد تتمزق ألياف عضلية. حتى التمزُّق الصغير الناتج من الاجهاد يمكن ان يؤدي الى تشنُّجات عضلية مؤلمة وإلى التهاب.
لذلك اعتنوا بعضلاتكم. مرِّنوها وأريحوها كما يجب لكي تستمر في خدمتكم كمحرِّك مصمَّم بمهارة، ‹المحرِّك الافضل› في جسمكم.
[النبذة في الصفحة ٢١]
يوجد نحو ٦٥٠ عضلة في جسمكم. وأكبرها هي العضلات الألَوية في الردفَين التي تحرّك الساقَين
[الاطار في الصفحة ٢٤]
العضلات والتغذية
التغذية الجيدة مهمة للمحافظة على عضلات صحية. فالاطعمة الغنية بالكلسيوم كالمنتجات المصنوعة من الحليب، وبالپوتاسيوم كالموز، بالاضافة الى الحمضيات والفواكه المجفَّفة، الخضر ذات اللون الاصفر الفاقع، المكسَّرات، والحبوب تساعد على تنظيم تقلصات العضلات. والخبز والمأكولات الاخرى المصنوعة من الحبوب الكاملة تزوِّد الحديد ومركّبات الڤيتامين ب، وخصوصا الڤيتامين ب١ الضروري لتحويل الكربوهيدرات والپروتينات والدهون الى الوقود الذي تستخدمه عضلاتكم كطاقة. وشرب الكثير من الماء لا يساهم فقط في المحافظة على التوازن الكهرلي electrolyte balance بل يزيل ايضا حمض اللاكتيك وغيره من الفضلات التي يمكن ان تعوق عمل العضلات.
[الاطار/الرسم في الصفحتين ٢٢ و ٢٣]
معجزة تقلص العضلات
قد يبدو عمل العضلات بسيطا، لكنَّ آلية التقلص مدهشة. يقول الپروفسور جيرالد ه. پولاك: «صرت اقف وقفة احترام امام الجمال في تصميم الطبيعة. فتحوُّل الطاقة الكيميائية الى طاقة ميكانيكية يتمّ بطريقة ماهرة جدا — وأميل الى القول بطريقة ذكية جدا — حتى انها تبهر المرء».
فلنستخدم مجهرا إلكترونيا لننظر الى عملية تقلص العضلات المعقدة ونتعلم المزيد عن هذه الرائعة من روائع تصميم خالقنا.
كل خلية عضلية، او ليف عضلي، مؤلف من مجموعة من ألياف صغرى تدعى «الليَيفات العضلية»، وهي مرتَّبة في شكل متوازٍ. وكل لُيَيف عضلي يحتوي على آلاف الخيوط العضلية الاصغر. وبعض الخيوط العضلية أثخن من الاخرى. وتحتوي الخيوط الأثخن على الميوزين، وتحتوي الأرفع على الأكتين، وهما پروتينان يساعدان الخلية العضلية على التقلص.
وعلى سطح كل ليف عضلي يوجد تجويف. والليف العصبي، المتفرِّع من العمود الفقري، ينتهي هنا في هذا التجويف بحيث يتلاءم الشكلان. وتتحرَّك عضلاتنا عندما يعطي الدماغ الامر بذلك وتصل الرسالة، عبر ملايين الخلايا العصبية للجهاز العصبي المركزي، الى طرف العصب. فعندما يُنبَّه طرف العصب، ينفتح اكثر من ١٠٠ كيس صغير ويلقي مادة كيميائية تقوّي الدفعة العصبية عندما تلامس غشاء الخلية العضلية. فيولّد ذلك موجة من النشاطات الكهربائية التي تثير كل الخلية العضلية، مما يجعل غشاء الخلية يُطلق إيونات الكلسيوم المشحونة كهربائيا، وبها تبدأ العملية الميكانيكية لتقلص العضلات.
وتنتشر إيونات الكلسيوم في كل الليف العضلي بواسطة شبكة من الانابيب الصغيرة وتلامس پروتينات مختلفة. ونتيجةً لتأثير الكلسيوم في هذه الپروتينات يُكشف او يُرفع الغطاء بطريقة ما عن مواقع پروتينية محمية موجودة على طول قضيب خيط الأكتين الرفيع.
وفي الوقت نفسه يبدأ عمل ازواج من الرؤوس الكروية الناتئة من خيوط الميوزين الأثخن، رؤوس يعلوها مركَّب شديد الطاقة يدعى ATP. ويتعلق احد الرأسين في طرف خيط الميوزين بأحد المواقع الفاعلة active sites بعدما كُشف على خيط الأكتين، وهكذا يتشكل جسر تصالبي cross bridge بينهما. أما الرأس الآخر فيشقّ الـ ATP ويُطلق ما يكفي من الطاقة ليتمكن الجسر التصالبي من سحب خيط الأكتين على طول خيط الميوزين او تمريره فوقه. وكمجموعة اشخاص يشدّون حبلا بحيث يمسك كل واحد الحبل بيد ويمدّ اليد الاخرى امامها لسحب الحبل اكثر، تُفلِت رؤوس الميوزين قبضتها ثم تعود وترتبط بقضيب الأكتين في مكان ابعد، وفي الوقت نفسه تحرِّك خيطَ الأكتين نحو وسط خيط الميوزين. ويتكرر هذا العمل حتى يكتمل التقلص. وتحدث كل هذه العملية المتسلسلة في اجزاء قليلة من الالف من الثانية!
وعندما يكتمل التقلص، يعود الكلسيوم الى مصدره في غشاء الخلية العضلية، والمواقع المكشوفة على طول قضيب خيط الأكتين تتغطى من جديد، ويرتخي الليف العضلي الى ان يتلقى تنبيهات اخرى. نعم، لقد ‹صُنعنا بإعجاز مدهش›! — مزمور ١٣٩:١٤، ترجمة تفسيرية.
[الرسم]
(اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)
عضلاتنا هي في الواقع طبقة فوق اخرى من حزم ألياف
الخيوط العضلية الرفيعة والثخينة (مكبَّرة جدا)
الليَيف العضلي
العضلة
الليف العضلي
حزمة من الليَيفات العضلية
[الصورة في الصفحة ٢٠]
(مكبَّرة مرتين)
اصغر العضلات متصل بأصغر العظام في الجسم: العظام الموجودة في الاذن
[الصورة في الصفحة ٢٠]
يلزمكم ١٤ عضلة لمجرد الابتسام!
[الصورة في الصفحة ٢٠]
تجعل العضلات عينيكم تطرفان اكثر من ٠٠٠,٢٠ مرة في اليوم
[الصورة في الصفحة ٢٤]
عضلة قلبكم تتقلص وترتخي نحو ٧٢ مرة في الدقيقة
[الصورة في الصفحة ٢٤]
او ٦,٢ بليون مرة طوال معدَّل العمر
[الصورة في الصفحة ٢٤]
تمرين لا يتطلب استقلاب الاكسجين
[مصدر الصورة في الصفحة ٢٠]
J. G. Heck /The Complete Encyclopedia of Illustration :24 Man, p. 21; eye, p. 20; heart, p.