مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٠١ ٢٢/‏٤ ص ١٩-‏٢٣
  • وجدت الامان رغم انني صمَّاء وعمياء

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • وجدت الامان رغم انني صمَّاء وعمياء
  • استيقظ!‏ ٢٠٠١
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • إرسالي الى مدرسة خصوصية بعيدة
  • العودة الى البيت ونشوء المشاكل
  • الجهود لتحسين حياتي
  • الانتقال الى العاصمة واشنطن
  • البحث عن الدين الحقيقي
  • شعرت بارتياح تام
  • العثور على الامان الذي بحثت عنه
  • وقت امتحان
  • ابونا المحب يباركنا
  • قدِّر اخوتك الصمّ
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٩
  • لغة ترونها!‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٨
  • الاصغاء بعينيكم
    استيقظ!‏ ١٩٩٨
  • ‏‹يهوه يضيء بوجهه عليهم›‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٩
المزيد
استيقظ!‏ ٢٠٠١
ع٠١ ٢٢/‏٤ ص ١٩-‏٢٣

وجدت الامان رغم انني صمَّاء وعمياء

كما روته جانيس آدمز

وُلدتُ شبه صمَّاء لكنني تعلَّمت ان اتكيَّف مع الذين يسمعون.‏ ثم في الجامعة،‏ صدمني مرشد الطلاب الحسن النية عندما اخبرني انني سأصير عمياء،‏ وأعطاني مقالة تتناول موضوع العيش دون بصر وسمع.‏ وقع نظري فورا على عبارة تقول ان الاشخاص الصمّ والعُمي في الوقت نفسه هم اكثر الناس معاناة للوحدة في العالم.‏ فانفجرت بالبكاء.‏

وُلدت في ١١ تموز (‏يوليو)‏ ١٩٥٤ في ديمُويْن،‏ آيُوْوا بالولايات المتحدة الاميركية،‏ فرُزق دايل وفيليس دِن هارتوڠ بابنتهما الوحيدة.‏ لم يكن والداي يعرفان انهما كليهما يحملان حالة وراثية تُعرف باسم متلازمة آشِر،‏ التي تسبب صَمَما خِلْقيّا وفقدانا تدريجيا للنظر.‏

لم يشك والداي في البداية اني اعاني مشكلة.‏ وذلك ربما لأنني كنت اتمكّن من سماع بعض التردُّدات السَّمْعية المنخفضة وأستجيب احيانا للاصوات.‏ ولكن عندما تعذَّر عليّ النطق،‏ ادركا وجود امر خطير.‏ وأخيرا شخَّص الطبيب انني مصابة بالصَّمَم؛‏ وكنت آنذاك بعمر ثلاث سنوات تقريبا.‏

حطَّم هذا الخبر والديَّ،‏ لكنهما صمَّما ان احصل على افضل تعليم ممكن.‏ فوضعاني في روضة للاطفال رفيعة المستوى لذوي السمع الثقيل.‏ ولكن لأنني شبه صمَّاء اخفقت.‏ وكنت احيانا اضرب الحائط برأسي تعبيرا عن شعوري بالاحباط.‏

إرسالي الى مدرسة خصوصية بعيدة

اختار والداي إدخالي الى المعهد المركزي للصمّ في سانت لويس،‏ ميسّوري.‏ وبالرغم من الكلفة الكبيرة وألم إبعادي عنهما وأنا في الخامسة من عمري،‏ اعتبرا ان هذا هو املي الوحيد لأحيا حياة ناجحة وسعيدة.‏ فآ‌نذاك كنا انا ووالداي عاجزين حقا عن الاتصال بالكلام.‏

شاهدتُ امي وهي تحزم امتعتي في حقيبة للثياب.‏ وبدت الرحلة بالسيارة بلا نهاية.‏ عندما وصلنا الى المعهد،‏ اتذكر انني قلت في نفسي حين رأيت البنات الصغيرات الاخريات من دون امهاتهن:‏ ‹لن ابقى هنا،‏ فأنا لي ام وأب›.‏ وعندما حان موعد مغادرة والديَّ،‏ حاولا ان يشرحا لي انهما سيعودان بعد بضعة اشهر.‏ لكنني بكيت وبكيت وتمسَّكت بهما،‏ فانتزعتني الناظرة بالقوة كي يتمكنا من المغادرة.‏

شعرت بأنه تُخلِّي عني.‏ وفي ليلتي الاولى مع البنات الاخريات في المدرسة حاولت ان اعزِّي بنتا تبكي،‏ فأظهرتُ انني اتكلم معها مع انني لم اكن آنذاك استطيع التكلم.‏ فوبَّختني الناظرة ووضعتْ فاصلا بيننا كي لا نحاول الاتصال،‏ ولم تزله بعد ذلك.‏ كانت العزلة مؤلمة جدا.‏

اكتشفت تدريجيا اننا كلنا في هذا المكان لاننا لا نسمع.‏ وقلت في نفسي ان والديّ يحبانني بالرغم مما فعلاه،‏ لكنَّ اللوم يقع عليَّ لانني اخفقت في روضة الاطفال.‏ فصمَّمت ان انجح هذه المرة وأعود اخيرا الى عائلتي.‏

كان التعليم في المعهد ممتازا.‏ ومع انه لم يُسمح لنا باستعمال لغة الاشارات،‏ كنا نُعطى دروسا فردية كثيرة في قراءة الشفاه والتكلم.‏ ودُرِّست ايضا كل المواد الدراسية التي كانت تُعلَّم في المدارس العادية.‏ ورغم ان اسلوب تعليم قراءة الشفاه دون استعمال لغة الاشارات،‏ كما اعتقد،‏ لا ينجح جيدا مع كثيرين من الاولاد الصمّ،‏ فقد نجح معي وشعرت بالانجاز.‏ وبمساعدة سمَّاعتيّ،‏ تعلَّمت كيف افهم الحديث من حركات الفم والاصوات الخفيفة والمكتومة الصادرة عن كلام الآخرين.‏ وبدأ الناس السلماء السمع يفهمون كلامي المتحسِّن،‏ رغم عدم وضوحه كاملا.‏ سُرَّ والداي والمدرسة جدا بنجاحي.‏ ومع ذلك اشتقت الى العودة الى البيت.‏

كنت في كل عطلة صيفية اتوسل الى والديَّ ان يُبقياني في البيت ويرسلاني الى المدرسة في آيُوْوا،‏ ولكن لم تكن هنالك بعد برامج دراسية محلية للصمّ.‏ بعد رجوعي الى المدرسة،‏ كانت امي تبعث اليّ برسالة كل يوم وتضع فيها علِكة.‏ كم كنت اقدِّر قطع العِلك تلك بسبب المحبة التي تمثِّلها!‏ فادَّخرتها كلها بدلا من ان امضغها،‏ وكانت عزيزة بشكل خصوصي عندما اكون مكتئبة.‏

العودة الى البيت ونشوء المشاكل

اخيرا جلبني والداي الى البيت وأنا في العاشرة من عمري.‏ فغمرني الفرح والشعور بالامان لكوني مع عائلتي!‏ دخلت مدرسة خصوصية محلية في ديمُويْن للاولاد الصمّ.‏ وفي النهاية وُضعت في صفوف عادية لانني كنت أجيد قراءة الشفاه الى حد ما وأنطق بوضوح.‏ لكنني واجهت تحديات كثيرة في وضعي الجديد.‏

في المبنى السكني في المعهد المركزي للصمّ،‏ كنت اشعر بأنني مقبولة من نظرائي الصمّ.‏ لكن الآن،‏ بالرغم من مقدرتي على قراءة الشفاه،‏ كنت عندما اتواجد مع اكثر من شخص لا اتمكن من متابعة حديثهم السريع.‏ لذلك كانوا يتجنبونني.‏ فرغبت بشدة ان اكون مقبولة!‏

وجعلتني هذه الرغبة اسعى الى نيل استحسان الفتيان المراهقين،‏ مما ادَّى الى تورُّطي في اوضاع غير سليمة.‏ ولم أكن اعرف كيف اقول لا.‏ اغتُصبت بعمر ١٤ سنة،‏ لكنني لم اخبر احدا.‏ ومع ان والديّ كانا دائما محبَّين ويهتمان بي،‏ شعرت بالعزلة والعجز.‏

بواسطة سمَّاعتيّ تمكنت من التمتع بالموسيقى قليلا،‏ لكنّ اختياري للموسيقى كان غير سليم.‏ فكنت استمع الى الأسيد روك الصاخبة.‏ وصرت ايضا اتعاطى الماريجوانا وأتحاشى الآخرين اكثر فأكثر.‏ ما زلت اشعر بندم شديد عندما اتذكر ما فعلته خلال سنوات الاضطراب النفسي تلك والالم الذي سببته لنفسي ولعائلتي.‏

الجهود لتحسين حياتي

خلال هذه الفترة،‏ كنت اشعر بتعطُّش دائم الى التعلُّم وبرغبة في ان اكون خلَّاقة.‏ فكنت اقرأ باستمرار،‏ ارسم،‏ اخيط،‏ وأطرِّز.‏ أردت ان انجز في حياتي امورا اكثر من التي يخبئها المستقبل لرفقائي الذين كانوا متورِّطين في المخدرات.‏ لذلك تسجَّلت في جامعة قريبة لغير الصمّ لأتابع اهتمامي بالفن.‏ ونحو هذا الوقت قررت ان اتعلَّم لغة الاشارات لأنني كنت منزعجة من العزلة الاجتماعية التي وجدت نفسي فيها.‏

اخيرا انتقلت الى المعهد الفني الوطني للصمّ في روتشستر،‏ نيويورك،‏ لأتخصَّص في فن صناعة الخزف.‏ ومع ان نظري كان يسوء شيئا فشيئا —‏ واقع رفضت الى حد ما الاعتراف به —‏ شعرت ان حياتي تسير في الاتجاه الصحيح.‏ لكنّ مرشد الطلاب جعلني اواجه الواقع بإخباري انني قريبا سأصير عمياء.‏

لم يكن المعهد مجهَّزا جيدا ليلائم حاجاتي،‏ فكان عليّ ان اترك.‏ وماذا كنت سأفعل؟‏ احزنني كثيرا انني سأصير عمياء بعد فترة قصيرة،‏ لكنني صمَّمت ان اجد طريقة لأحيا مستقلة ولا ينتهي بي الامر،‏ كما تقول المقالة التي اعطاني اياها مرشد الطلاب،‏ الى كوني ‹واحدة من اكثر الناس معاناة للوحدة في العالم›.‏ فعدت الى البيت في آيُوْوا لأتعلَّم القراءة بنظام برايل وكيفية استعمال العصا للتنقل.‏

الانتقال الى العاصمة واشنطن

كانت جامعة ڠالوديت في العاصمة واشنطن،‏ وهي كلية الآداب الوحيدة في العالم للصمّ،‏ تقدّم خدمات متخصِّصة للطلاب المصابين بالصَّمَم والعمى معا.‏ فانتقلت الى هناك وتخرَّجت بدرجة امتياز سنة ١٩٧٩.‏ ومرة اخرى شعرت بالفرح لانني نجحت اكاديميا.‏

ومع ذلك،‏ كنت لا ازال اشعر بأنني معزولة اجتماعيا عن نظرائي.‏ قبل ان اخسر نظري،‏ تعلَّمت لغة الاشارات لأشعر بأنني انتمي الى فريق،‏ الى جماعة الصمّ.‏ ولكن مع انني كنت استعمل لغة الاشارات نفسها التي يستعملها الصمّ الآخرون،‏ فقد تجنَّبني بعض الصمّ بسبب شعورهم بالحرج،‏ إذ كان عليّ ان اتلمس ايديهم لأفهمهم.‏ فرحت اتساءل هل يقبلني يوما فريق ما من الناس.‏

البحث عن الدين الحقيقي

لم يمنحني الدين التعزية في حداثتي.‏ حتى في الجامعة،‏ لم احصل على اجوبة عن اسئلتي الكثيرة مع انني درست مقرَّرا في الدين.‏ وبعد التخرُّج من الجامعة،‏ واصلت بحثي عن الاجوبة.‏ في تلك الاثناء لم اكن سعيدة في علاقاتي مع الآخرين،‏ فابتدأت اصلّي الى اللّٰه من اجل الارشاد.‏

في سنة ١٩٨١،‏ عدت الى جامعة ڠالوديت لأحصل على شهادة الماجستير في الارشاد التأهيلي.‏ وواصلت الصلاة طلبا للمساعدة على ايجاد الكنيسة الصحيحة.‏ عرض عليّ عدة اشخاص ان يأخذوني الى كنائسهم،‏ لكن لسبب او لآخر لم يأخذوني.‏ ثم التقيت بيل،‏ شاب سمعه طبيعي وهو ايضا طالب دراسات عليا.‏ لقد اكتشف عن طريق الصدفة المحض انني اشاركه اهتمامه بالكتاب المقدس،‏ فأخبرني انه يتعلَّم امورا كثيرة مدهشة من شهود يهوه.‏

كنت اظن ان شهود يهوه دين يهودي،‏ ووجدت ان كثيرين من الصمّ يعتقدون الامر نفسه.‏ لكنّ بيل اكّد لي انهم ليسوا كذلك وقال ان افضل طريقة لمعرفتهم هي بحضور احد اجتماعاتهم.‏ لم ارد حقا ان اذهب لكنني تذكرت صلاتي.‏ فوافقت على مضض،‏ بشرط ان نجلس في الصف الاخير لكي نتمكن من الهروب في حال مارسوا اي ضغط علينا.‏

شعرت بارتياح تام

في طريقنا الى الاجتماع كنت متوترة جدا.‏ كنا كلانا نرتدي سروالا من الجينز الازرق وقميصا صوفيا ناعما.‏ وقد اسعدني اننا وصلنا متأخِّرَين قليلا لاننا بذلك لم نضطر الى التحدث الى احد قبل الاجتماع.‏ فسَّر لي بيل بالتفصيل كل الامور التي لم اتمكَّن من رؤيتها او سماعها.‏ ومع انني لم افهم كاملا ما كان يجري،‏ فقد اثَّر فيَّ امران:‏ استعمال الخطيب للكتاب المقدس مرارا كثيرة؛‏ واشتراك الاولاد الجالسين قرب والديهم.‏ بعد الاجتماع لم يضغط احد علينا،‏ بل رحبوا بنا بحرارة بالرغم من الثياب التي كنا نرتديها وخلفيتنا العرقية المختلفة.‏

كنا وحدنا من البيض في قاعة الملكوت.‏ ومع انني لم اكن اعتقد ان عندي اي تحامل ضد السود،‏ شعرت في البداية بعدم ارتياح لوجودي هناك.‏ لكنّ رسالة حق الكتاب المقدس كان لها تأثير اقوى من ان يجعلني عدم ارتياحي امتنع عن الحضور.‏ فابتدأت احضر الاجتماعات قانونيا.‏ وكان التحدي الاكبر لي عدم وجود صمّ في الجماعة.‏ لذلك عندما سمعنا عن جماعة اخرى يحضر فيها بعض الصمّ،‏ ذهبنا الى هناك.‏ ومرة اخرى،‏ كنا وحدنا من البيض في هذه الجماعة.‏ لكنهم جعلونا نشعر بارتياح تام.‏

عُرض علينا درس في الكتاب المقدس فقبلنا.‏ وأخيرا حصلت على اجوبة عن اسئلتي.‏ لم افهم دائما الاجوبة بسرعة،‏ لكنها كانت مؤسسة على الاسفار المقدسة.‏ وبمزيد من البحث والتأمل فهمت اخيرا حقائق الكتاب المقدس.‏ لقد شعرت لأول مرة في حياتي انني قريبة من يهوه بصفته الاله الحقيقي.‏ وفي الوقت نفسه،‏ صرنا انا وبيل صديقَين حميمَين.‏ كنت اعرف انه يعزّني،‏ لكنني فوجئت عندما طلب مني ان اتزوجه.‏ فوافقت والفرح يغمرني.‏ اعتمد بيل بعيد زواجنا،‏ واعتمدت انا بعده بأشهر قليلة،‏ في ٢٦ شباط (‏فبراير)‏ ١٩٨٣.‏

العثور على الامان الذي بحثت عنه

في البداية خفت ان اشعر بالعزلة لأن جماعتنا فيها أصمّان آخران فقط وهما ليسا ماهرَين في الاتصال بشخص اصمّ وأعمى.‏ ورغم انني شعرت بأن جماعتنا تتصف بالمحبة والدفء لم اتمكن في البداية من الاتصال مباشرة بهم.‏ وهذا احزنني.‏ فشعرت احيانا كثيرة بالتثبط والعزلة.‏ لكنّ كل تصرُّف لطيف من اخ روحي او اخت روحية كان يؤثر فيّ ويرفع معنوياتي.‏ وشجعني بيل ايضا ان اثابر على خدمتي وأصلّي الى يهوه من اجل جلب مزيد من الصمّ لمعاشرة الجماعة.‏

قرَّرت ان احصل على كلب مدرَّب لارشاد العُمي لأكون اكثر استقلالا.‏ وقد ساعد الكلب ايضا على تبديد شعوري بالعزلة.‏ فأثناء وجود بيل في العمل،‏ صار بإمكاني الذهاب الى قاعة الملكوت لألتقي الفريق الذي يجتمع للاشتراك في الخدمة المسيحية.‏ وعلى مر السنين حصلت على اربعة كلاب وكان كل واحد منها كعضو في العائلة.‏

رغم ان الكلب كان مساعِدا لي كنت اتوق الى المزيد من الاتصال بالناس.‏ ومع مرور الوقت بارك يهوه جهودنا لتنمية الاهتمام بدرس الكتاب المقدس بين الصمّ.‏ نما الاهتمام كثيرا بحيث تشكَّلت جماعة تستخدم لغة الاشارات في العاصمة واشنطن.‏ فتمكنت اخيرا من الاتصال بكل عضو في الجماعة!‏

تأهَّل بيل ليخدم كشيخ وعُيِّن الناظر المشرف لجماعة لغة الاشارات.‏ أسعدني كثيرا ان اعقد دروسا في الكتاب المقدس مع اشخاص صمّ وآخرين صمّ وعُمي،‏ وعدد منهم الآن يخدم يهوه بأمانة.‏ وأعطيت ايضا بعض الاخوات السليمات السمع دروسا في لغة الاشارات ليكنّ فعّالات اكثر في الخدمة في حقل الصمّ.‏

وقت امتحان

في سنة ١٩٩٢،‏ سيطرت عليَّ كآ‌بة شديدة كان لها ارتباط بالاساءة التي عانيتها في حداثتي.‏ فكنت طوال سنتين اكاد لا استطيع القيام بنشاطاتي الطبيعية.‏ شعرت بأنني مقيَّدة،‏ لا بسبب صَمَمي او عماي،‏ بل بسبب اضطرابي العاطفي الشديد.‏ وفي احيان كثيرة كنت اشعر انني لا اقوى على الذهاب الى الاجتماع او الخروج في الخدمة،‏ وكنت اتوسل الى يهوه ان يمنحني القوة لأحافظ على الاستقامة.‏ ونتيجة ذلك،‏ قلَّما خسرت اجتماعا،‏ وبقيت قانونية في الخدمة خلال هاتين السنتين المظلمتين.‏ —‏ متى ٦:‏٣٣‏.‏

في سنة ١٩٩٤ انتقلنا الى ڤانكوڤر،‏ في مقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا،‏ لنساعد على تشكيل جماعة اخرى تستخدم لغة الاشارات.‏ لم يكن الانتقال سهلا.‏ فقد تركت مدينة مألوفة وأصدقاء اعزاء كثيرين.‏ ومع انني لم اكن قد تجاوزت الكآ‌بة والقلق بعد،‏ فإن الفرح الناتج من رؤية تشكُّل جماعة جديدة في ڤانكوڤر استأهل كل التضحيات التي بذلناها.‏ لقد صار عندي اصدقاء اعزاء في الجماعة الجديدة،‏ لذلك اشعر وكأنني بين أهلي الآن.‏

ابونا المحب يباركنا

في سنة ١٩٩٩،‏ قمنا انا وزوجي وشاهدان آخران بزيارة هايتي مدة ستة اسابيع للمساعدة في الخدمة في حقل الصمّ.‏ عملنا بالاشتراك مع مكتب الفرع لشهود يهوه هناك،‏ فعلَّمنا مقرَّرا في لغة الاشارات لأعضاء الجماعة وكرزنا معهم في مقاطعة الصمّ التي لم يعمل فيها نسبيا احد.‏ وفي بضعة اسابيع،‏ ابتُدئ بأكثر من ٣٠ درسا في الكتاب المقدس مع مهتمين من الصمّ!‏ عدت الى البيت وأنا اشعر بنشاط روحي متجدِّد وشرعت في الخدمة كامل الوقت كفاتحة في ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٩٩.‏ وبمساعدة يهوه،‏ زوجي الحبيب،‏ وجماعة داعِمة،‏ لم تعد نوبات الكآ‌بة تسلبني فرحي.‏

اختبرت بمرور السنين كم يهوه حنون.‏ (‏يعقوب ٥:‏١١‏)‏ فهو يهتم بكل شعبه —‏ وخصوصا الذين لديهم حاجات خصوصية.‏ فبواسطة هيئته،‏ تمكنت من الحصول على ترجمة العالم الجديد للاسفار المقدسة بالاضافة الى مساعِدات اخرى كثيرة على درس الكتاب المقدس بنظام برايل.‏ كما انني اتمتع بالمحافل التي تُعقد بلغة الاشارات.‏ والجماعة تدعمني بمحبة بواسطة الترجمة باللمس،‏ وهكذا اكون مشمولة كاملا بكل الاجتماعات.‏ بالرغم من عجزي المزدوج،‏ وجدت الامان بين شعب يهوه.‏ وأنا لا آخذ فقط بل اعطي ايضا،‏ وهذا يمنحني فرحا عظيما.‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٣٥‏.‏

اتطلَّع الى المستقبل حين استعيد سمعي ونظري كليهما في عالم يهوه الجديد.‏ والآن انا لست واحدة من اكثر الناس معاناة للوحدة في العالم،‏ فلي عائلة عالمية من ملايين الاخوة والاخوات الروحيين.‏ وكل ذلك بفضل يهوه الذي وعد بأنه لن يتركني ولن يتخلّى عني.‏ نعم،‏ بالرغم من كل التحديات يمكنني ان اقول:‏ «يهوه معيني؛‏ لن أخاف».‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏٥،‏ ٦‏.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

الترجمة باللمس

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

مع زوجي،‏ بيل،‏ اليوم

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة