مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع ٧/‏٠٦ ص ١١-‏١٣
  • بعد يأس شديد وجدت السعادة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • بعد يأس شديد وجدت السعادة
  • استيقظ!‏ ٢٠٠٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • فرصة للتغيّر
  • البرهان على حسن نيتي
  • حدث بارز في حياتي
  • ضعفي أظهر كم قدرة اللّٰه عظيمة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢٤
  • هل ‹تبتغي عملا حسنا›؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٤
  • ‏«كنت احفر قبري بيدي»‏
    الكتاب المقدس يغيِّر حياة الناس
  • ما ينبغي ان نعرفه عن العصابات
    استيقظ!‏ ١٩٩٨
المزيد
استيقظ!‏ ٢٠٠٦
ع ٧/‏٠٦ ص ١١-‏١٣

بعد يأس شديد وجدت السعادة

كما رواه ڤيسنته ڠونزالس

عندما سمع الجيران انني لم أمُت بعد ان اطلقت النار على نفسي اربع مرات،‏ لقّبوني بسوبرمان.‏ لكنني في الواقع لم اكن رجلا خارقا مثل سوبرمان.‏ قد تتساءل:‏ ‹لماذا حاول ان ينتحر؟‏›.‏ دعني أُوضح لك ما حدث.‏

وُلِدت عام ١٩٥١ في مدينة ڠواياكيل بالإكوادور.‏ وكان والداي قد بنيا منزلا لعائلتنا المؤلفة من تسعة اولاد عند شاطئ البحر في منطقة تُدعى «المنطقة المحتلة».‏ وقد دُعيت بهذا الاسم لأن عائلات فقيرة كثيرة «احتلّتها» بطريقة غير شرعية.‏ فبنوا لأنفسهم بيوتا جدرانها من الخيزران وسقفها من الحديد المتموِّج.‏ وكانت هذه البيوت تقوم على ركائز خشبية لأنها بُنيت في مستنقعات موحلة ينمو فيها نبات القَرَام.‏ ولم تكن الكهرباء تصل اليها.‏ لذلك كنا نطهو الطعام على موقد الفحم،‏ ونمشي كل يوم حوالي كيلومترين ذهابا وإيابا لنجلب مياهًا صالحة للشرب.‏

دخل اشقائي الاكبر سنا معترك العمل في عمر مبكر ليساعدوا في سد حاجات العائلة.‏ اما انا فبدأت اعمل كساعٍ في احد المصانع في السادسة عشرة من عمري،‏ بعدما تركت المدرسة دون ان انهي دراستي.‏ وانصرفنا انا وأصدقائي الى شرب الكحول وانغمسنا في نمط حياة خليع.‏ وفي كل مرة كان يصحو فيها ضميري،‏ كنت اذهب الى الكنيسة لأعترف للكاهن.‏ فكان يقول لي:‏ «يا بني،‏ احسنت باعترافك هذا»،‏ ثم يصرفني دون ان يمنحني اية مساعدة روحية.‏ واستمررت على هذا المنوال الى ان ادركت انه لا جدوى من الاعتراف بعد ارتكاب الخطإ،‏ فتوقفت عن الذهاب الى الكنيسة.‏ في تلك الفترة تقريبا،‏ ابتدأت ألاحظ الظلم الاجتماعي المنتشر من حولي.‏ فقد كانت الاغلبية الفقيرة تكدح في العمل لتؤمّن قوتها،‏ فيما تعيش الاقلية الثرية عيشة رغدا.‏ لذلك بدت لي الحياة تافهة وشعرت ان المستقبل مظلم وأنه لا يوجد قصد من الحياة.‏

في يوم من الايام،‏ اكتشفت ان اربعا من اخواتي يقرأن المطبوعات التي يصدرها شهود يهوه،‏ فحذوت حذوهن.‏ وما لفت انتباهي بشكل خاص هو كتاب بعنوان الحق الذي يقود الى الحياة الابدية.‏ فهذا الكتاب يلقي بشكل منطقي الضوء على مواضيع عديدة في الكتاب المقدس.‏ وأذكر انني قلت في نفسي:‏ ‹هذا هو الحق!‏›.‏ لكنني ادركت خلال السنوات الخمس عشرة التي تلت ان العيش وفق الحق هو امر صعب جدا.‏

في الثانية والعشرين من عمري،‏ ابتدأت العمل في احد المصارف.‏ وذات يوم،‏ اخبرني احد زملائي الموظفين كيف «اقترضَ» المال من المصرف دون علم احد،‏ ثم أعاد هذا «القرض» في وقت لاحق.‏ فبدأت انا ايضا «اقترض» المال بكثرة الى حد انني ما عدت قادرا على اخفاء فعلتي.‏ فاستسلمت لليأس اذ شعرت ان ايفاء هذه الديون امر لن اتمكن من فعله ابدا.‏ لذلك قررت ان اعترف للمسؤولين في المصرف بما حدث.‏ ولكي أكفِّر عن السرقات التي قمت بها،‏ قررت ان اضع حدا لحياتي.‏

كتبت رسالة الى المصرف شرحت فيها ما جرى.‏ ثم اشتريت مسدسا من عيار خفيف،‏ وذهبت الى بقعة منعزلة قرب الشاطئ وأطلقت رصاصتين على رأسي وأخريين على صدري.‏ لكنني لم امت رغم ان اصاباتي كانت بليغة جدا.‏ فقد وجدني درّاج وتدبّر امر نقلي الى المستشفى بسرعة.‏ وبعد ان شفيت،‏ حوكمت بتهمة السرقة ثم أُرسلت الى السجن.‏ وحين أُطلق سراحي،‏ شعرت بالخجل وانتابتني الكآ‌بة بسبب سجلي الاسود.‏ لكن جيراني اطلقوا علي لقب سوبرمان لأنني لم امت رغم اصابتي بأربع رصاصات.‏

فرصة للتغيّر

في تلك الاثناء،‏ زارني مرسل من شهود يهوه اسمه پول سانشيس.‏ كان اول ما لفت انتباهي في هذا الرجل ابتسامته العريضة.‏ وقد دفعتني سعادته وطبعه المتفائل الى قبول دعوته لدرس الكتاب المقدس.‏ وفكرت حينها:‏ ‹لربما يستطيع ان يساعدني على ايجاد السعادة والقصد من الحياة›.‏

تعلمت بمساعدة پول ان للّٰه قصدا من خلق الانسان وأن الذين يحبونه ويطيعونه سيتمكنون في المستقبل من العيش في فردوس على الارض.‏ (‏مزمور ٣٧:‏٢٩‏)‏ وتعلمت ايضا ان اللّٰه لا يتسبب بالظلم والفقر،‏ بل هما نتيجة تمرد الانسان عليه.‏ (‏تثنية ٣٢:‏٤،‏ ٥‏)‏ وقد انارت هذه الحقائق حياتي.‏ لكنّ الاصعب من درس الكتاب المقدس كان تغيير شخصيتي.‏

حصلت في وقت لاحق على وظيفة مكتبية،‏ فصرت مسؤولا عن اموال احدى الشركات.‏ ومرة اخرى استسلمت للتجربة وبدأت اسرق.‏ وعندما لم يعد باستطاعتي اخفاء ذلك،‏ هربت الى مدينة اخرى في الإكوادور واختبأت هناك حوالي سنة محاولا الهرب من البلاد،‏ ولكن دون جدوى.‏ لذلك عدت الى بيتي.‏

وجدني پول مجددا،‏ واستأنفنا الدرس في الكتاب المقدس.‏ لكنني قررت هذه المرة ان أطبّق مبادئ الكتاب المقدس في حياتي وأخدم يهوه.‏ ولأنني اتخذت هذا القرار،‏ اخبرت پول عن السرقات التي قمت بها،‏ فقدّم لي المشورة التي احتاج اليها بكل صراحة.‏ وأشار الى آيات من الكتاب المقدس تتحدث عن هذا الموضوع،‏ آيات مثل افسس ٤:‏٢٨ التي تقول:‏ «لا يسرق السارق في ما بعد،‏ بل بالحري ليكدّ».‏ فأدركت عندئذ ان علي الاعتراف بالسرقات وتقبل عاقبة اخطائي.‏

في تلك الفترة،‏ امتهنت عملا حرا في مجال الرسم،‏ مع انني لم اتوقف يوما عن التفكير في وضعي.‏ وفي احد الايام،‏ جاء رجل الى محترَفي وأبدى اهتماما بإحدى لوحاتي.‏ لكنّني اكتشفت لاحقا انه تحرٍّ وأنه يحمل مذكّرة توقيف أُصدرت بحقي.‏ وهكذا استُدعيت مرة اخرى الى المحكمة وأُرسلت الى السجن.‏ وعندما زارني پول في السجن،‏ قطعت له الوعد التالي:‏ «لن تندم ابدا على الجهد الذي بذلته لتساعدني على فهم الكتاب المقدس».‏ فعاودنا الدرس في السجن.‏

البرهان على حسن نيتي

عندما أُطلق سراحي،‏ صممت ان اخدم يهوه من كل قلبي.‏ وقد برهنت على حسن نيتي خلال السنتين التاليتين.‏ ففي سنة ١٩٨٨،‏ اعتمدت وأصبحت واحدا من شهود يهوه.‏ ولأنني كنت اتوق لأعوّض عن الوقت الذي فاتني،‏ انخرطت في خدمة الفتح كامل الوقت وبذلت جهودا خصوصية لأبلغ اعضاء عصابات الاحداث.‏

اعتاد افراد احدى العصابات ان يخربشوا رسوما وكتابات على حيطان قاعة الملكوت الخاصة بنا.‏ ولأنني كنت اعرف من هم هؤلاء الشبان وأين يسكنون،‏ قمت بزيارتهم وشرحت لهم القصد من وجود قاعة الملكوت.‏ وطلبت منهم بلطف ان يحترموا ملكيتنا،‏ فاستجابوا لطلبي ومنذ ذلك الحين ما عادوا يخربشون على جدران القاعة.‏

في وقت لاحق،‏ عندما كنا نجدِّد القاعة وننزع الدهان القديم،‏ ظهرت كلمة «ضفدع» كانت قد خُربشت على الحائط.‏ فأشار اليها شاهد شاب اسمه فرناندو وهتف قائلا:‏ «هذا انا!‏».‏ فحين كان فرناندو عضوا في العصابة،‏ كتب على الحائط اللقب الذي عُرف به آنذاك.‏ وها هو الآن يزيل كل اثر له!‏

عندما التقيت فرناندو للمرة الاولى،‏ كان تحت تأثير المخدِّرات.‏ وكانت امه قد ارسلته الى مركزين لإعادة التأهيل،‏ ولكن دون جدوى.‏ لذلك رضخَت للواقع وانتقلت من المنزل تاركة فرناندو وحده.‏ فما كان منه إلّا ان باع كل شيء في المنزل،‏ حتى الابواب والنوافذ والسقف،‏ ليسدِّد ثمن المخدِّرات التي يتعاطاها.‏ صادفت فرناندو في الطريق،‏ فاقتربتُ منه وأعطيته مرطِّبا وعرضت عليه درسا في الكتاب المقدس،‏ فقَبِل عرضي هذا.‏ وما زاد من فرحتي اظهاره تجاوبا مع الحق.‏ فقد ترك العصابة،‏ توقف عن تعاطي المخدِّرات،‏ بدأ يحضر الاجتماعات المسيحية،‏ وسرعان ما اصبح شاهدا معتمدا.‏

عندما كنا انا وفرناندو نكرز من بيت الى بيت،‏ كان الناس يتعرّفون الينا ويصرخون متعجبين:‏ «الضفدع!‏» او «سوبرمان!‏»،‏ ثم يسألوننا عن عملنا.‏ فكانوا يستغربون رؤية سارق سابق وعضو سابق في عصابة يزورانهم وفي حوزتهما الكتاب المقدس.‏

في احدى المناسبات،‏ كنت اشهد لرجل فيما كان فرناندو يتحدث الى احد الجيران.‏ فأشار الرجل الى فرناندو وقال لي:‏ «أترى ذلك الشاب هناك؟‏ لقد صوّب في احد الايام مسدسا الى رأسي».‏ فطمّنته بأن فرناندو تخلى عن مسلك حياته السابق وهو يعيش الآن بانسجام مع مبادئ الكتاب المقدس.‏ وحين انتهى فرناندو من حديثه مع الجار،‏ ناديته وعرّفت الرجل به.‏ فقال صاحب البيت:‏ «اريد ان امدحك ايها الشاب على التغييرات التي قمت بها في حياتك».‏

لا يسعني ان اتذكر عدد المرات التي وُجِّهت فيها الينا انا وفرناندو تعليقات مشابهة،‏ تعليقات افسحت لنا المجال لتقديم شهادة حسنة،‏ ما ادى الى تأسيس عدة دروس في الكتاب المقدس.‏ حقا،‏ نشعر كلانا بالفخر لأننا معروفان بأننا شخصان من شهود يهوه.‏

حدث بارز في حياتي

سنة ٢٠٠١،‏ تفاجأت كثيرا وغمرني الفرح حين دُعيت وأنا في الخمسين من عمري الى حضور احد صفوف مدرسة تدريب الخدام التي عُقدت في البيرو.‏ تمنح هذه المدرسة الشهود المؤهلين،‏ طوال ثمانية اسابيع،‏ ارشادا روحيا شاملا يساعدهم على القيام بخدمتهم.‏

تمتّعت بكافة اوجه المدرسة ما عدا واحدا،‏ وهو الخطابة العامة التي كانت تخيفني كثيرا.‏ فقد راح العديد من التلاميذ الاصغر سنا يقدّمون خطابات ممتازة،‏ وكانوا يبدون واثقين جدا من انفسهم.‏ لكن عندما حان دوري لأقدّم خطابي الاول،‏ انتابتني من جديد مشاعر النقص التي كانت تزعجني منذ طفولتي.‏ فاصطكت ركبتاي،‏ ارتجفت يداي المتعرِّقتان،‏ وارتعش صوتي.‏ لكنّ يهوه دعمني بواسطة روحه القدس والاخوة المحبّين.‏ حتى ان احد المدرِّسين اهتم بي اهتماما شخصيا وكان يساعدني بعد انتهاء الصفوف لكي استعدّ لخطاباتي.‏ والاهم من ذلك كله هو انه علّمني ان اثق بيهوه.‏ وبحلول نهاية المقرَّر وللمرة الاولى في حياتي،‏ تمتعت فعلا بإلقاء خطاب امام مجموعة من الناس.‏

لقد امتُحنت ثقتي بنفسي امتحانا كبيرا في محفل كوري لشهود يهوه عُقد في ڠواياكيل.‏ فقد كان علي في ذلك المحفل ان اروي كيف اصبحت شاهدا امام ٠٠٠‏,٢٥ شخص.‏ ولكن فيما كنت اتكلم،‏ غمرني فيض من المشاعر الجيّاشة لأنني حظيت بامتياز تشجيع كل هؤلاء الناس،‏ فابتدأ صوتي يرتجف.‏ لاحقا،‏ اقترب مني احد مندوبي المحفل وقال:‏ «اخ ڠونزالس،‏ عندما رويت اختبارك،‏ كان جميع الحضور يبكون من شدة التأثر».‏ لكنّ هدفي الرئيسي من الاختبار كان تشجيع الذين يجاهدون ليتخلوا عن طرقهم السابقة.‏

انا اخدم الآن كشيخ وفاتح عادي،‏ وأشعر بفرح كبير لأنني تمكنت من مساعدة ١٦ شخصا ليبلغوا الى معرفة حق الكتاب المقدس معرفة دقيقة.‏ كما انني سعيد جدا لأن والديَّ وأربعا من اخواتي نذروا حياتهم ليهوه.‏ وقد ماتت امي امينة للّٰه سنة ٢٠٠١.‏ وأنا اشكر يهوه كثيرا لأنه افسح امامي فرصة التعرّف به.‏ وأعتقد ان افضل طريقة لأظهر تقديري لما فعله لي هي ان ادعو الآخرين ايضا الى الاقتراب اليه.‏ —‏ يعقوب ٤:‏٨‏.‏

‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

فرناندو،‏ الضفدع،‏ عضو سابق في احدى العصابات ساعدته ليتعلّم الحق

‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

پول سانشيس،‏ المرسل الذي درس معي الكتاب المقدس

‏[الصورة في الصفحة ١٣]‏

ڤيسنته ڠونزالس اليوم

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة