مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • سل٧٣ الفصل ٢ ص ٨-‏٢١
  • هل يمكن للبشر ان يجلبوا سلاما وأمنا دائمين؟‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • هل يمكن للبشر ان يجلبوا سلاما وأمنا دائمين؟‏
  • السلام والامن الحقيقيان —‏ من اي مصدر؟‏
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الالحاح والخوف يدفع الناس الى العمل
  • عالم بلا حرب بجهود البشر؟‏
  • هل يمكن للناس ان يمنعوا «القنبلة البشرية» من الانفجار؟‏
  • هل يمكن للبشر ان يصنعوا سلاما مع الارض؟‏
  • الامن بازالة الجريمة
  • اعظم المشاكل على الاطلاق
  • في اي شيء ستضعون رجاءكم؟‏
  • هل يمكن للبشر ان يجلبوا سلاماً وأمناً دائمين؟‏
    السلام والامن الحقيقيان —‏ كيف يمكنكم ايجادهما؟‏
  • الاختيار الذي نواجهه جميعا
    السلام والامن الحقيقيان —‏ من اي مصدر؟‏
  • السلام والامن الحقيقيان قريبان!‏
    السلام والامن الحقيقيان —‏ كيف يمكنكم ايجادهما؟‏
  • السلام الحقيقي —‏ من ايّ مصدر؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
المزيد
السلام والامن الحقيقيان —‏ من اي مصدر؟‏
سل٧٣ الفصل ٢ ص ٨-‏٢١

الفصل ٢

هل يمكن للبشر ان يجلبوا سلاما وأمنا دائمين؟‏

١ لماذا من المهم ان يكون رجاؤنا بالسلام والامن مؤسسا على الواقع والحق؟‏

الرجاء الاصيل مؤسس على الواقع والحق.‏ أما الآمال الباطلة فتعمي الناس عن الرجاء الحقيقي،‏ خادعة اياهم.‏ وفي وقت الازمة،‏ كتلك التي نواجهها الآن،‏ فان الآمال الباطلة تسلب الانسان ايضا حياته.‏

٢،‏ ٣ (‏ا)‏ اية اسئلة من المفيد ان نطرحها على انفسنا من جهة المشاكل المتعلقة بجلب السلام والامن؟‏ (‏ب)‏ اية مسألة اضافية تواجه الذين يدعون الايمان باللّٰه؟‏

٢ ولذلك يلزم ان نسأل انفسنا:‏ هل نقدّر بوضوح كم هي كبيرة تلك المشاكل التي يجب حلّها لجلب السلام والامن الاصيلين؟‏ وهل ندرك كم صارت الحالة ملحّة؟‏ اي دليل لدينا فعلا على ان حلول البشر تعادل جسامة المهمة؟‏

٣ وكذلك نواجه مسألة ما اذا كنا نستطيع ان نثق بقادة العالم وباللّٰه في الوقت ذاته.‏ يعتقد البعض انهم يستطيعون ذلك.‏ ويعتقدون ان الجهود البشرية الآن في سبيل جلب سلام دائم تحظى بتأييد اللّٰه.‏ ولكن،‏ هل الامر كذلك؟‏ نظرا الى وجود كثير من الاكاذيب يحسن بنا ان نفحص الوقائع.‏

الالحاح والخوف يدفع الناس الى العمل

٤-‏٦ ماذا يتحققه قادة العالم الآن في ما يتعلق بخطورة المشاكل التي تواجه الجنس البشري؟‏

٤ لآلاف السنين يطلب الناس السلام والامن الدائمين بلا نجاح.‏ أما الآن فهنالك ظرف جديد يعتقد كثيرون انه سيجعل الناس يحيطون بالمشاكل وينجحون.‏ فما هو هذا الظرف الجديد؟‏

٥ لاول مرة يعترف قادة العالم بانه يجب عليهم ان يختاروا بين السلام العالمي والانتحار العالمي.‏ ويوافقون على ان حربا نووية عامة تكون مميتة بحيث لا يمكن ان يكون هنالك رابحون فقط.‏ وليس ذلك فحسب،‏ ولكنّ كثيرين وخاصة العلماء يقولون بوجود خطر اعظم ايضا نتيجة التلوث في كل العالم،‏ وكذلك نتيجة «التفجر السكاني،‏» مع انتشار المجاعة والمرض والاضطراب الذي يهدد ذلك بجلبه.‏ ويقولون ان الوقت ينتهي من اجل اجراء عالمي من جميع الامم اذا كان يجب تجنب كارثة عالمية.‏ وكما يقول تقرير من واشنطن:‏

‏«فجأة وفي عدد من البلدان المختلفة —‏ الولايات المتحدة،‏ بريطانيا،‏ فرنسا،‏ المانيا،‏ ايطاليا،‏ السويد،‏ تشيكوسلوفاكيا،‏ الاتحاد السوفياتي،‏ الهند،‏ اليابان —‏ يشعر ذوو النفوذ بخطر وشيك لا مثيل له في الاختبار البشري.‏ والمنبئون بالمستقبل يدعونه ازمة الازمات،‏ ذروة اخطاء الانسان السرمدية.‏» —‏ واشنطن بوست.‏٢

٦ يدرك هؤلاء انه رغم ان البشر قد ينجون من هذه الازمات،‏ الواحدة بعد الاخرى،‏ الا انهم لا يستطيعون ان ينجوا اذا اتت كلها او حتى عدد منها دفعة واحدة.‏ ولكن السؤال هو،‏ هل يحوّل الخوف من الكارثة البشر فعلا من الانقسام والنزاع الى مسلك يجلب السلام والامن الحقيقيين؟‏

عالم بلا حرب بجهود البشر؟‏

٧-‏١١ (‏ا)‏ في ما يتعلق بقدرة الانسان على وضع نهاية للحرب،‏ ماذا يظهر التاريخ؟‏ (‏ب)‏ هل الخوف من الحرب الذرية اساس سليم للسلام؟‏ (‏ج)‏ هل يضمن توقيع اتفاقات نزع السلاح او معاهدات السلام سلاما دائما؟‏

٧ اي سبب حقيقي لدينا للاعتقاد ان البشر يستطيعون ان يجلبوا نهاية تامة للحرب؟‏ وماذا يظهر التاريخ؟‏

٨ صحيح ان هنالك سنوات قليلة متفرقة كانت فيها هذه الكرة الارضية خالية من الحرب.‏ ولكنها كانت قليلة جدا.‏ فالمحلل العسكري هانسون و.‏ بولدوين حسب انه في نحو ٤٥٧‏,٣ سنة من التاريخ المسجل كان هنالك اكثر من ٢٣٠‏,٣ سنة حرب ومجرد ٢٢٧ سنة سلام.‏٣

٩ ولكن ألا يغيّر الخوف المتبادل من الحرب الذرية هذا الامر؟‏ اذكروا ان الناس تعلّموا الخوف من الاسلحة النووية منذ اكثر من ربع قرن حين محت القنبلة الذرية مدينتين يابانيتين.‏ ولكن ماذا يدفعهم خوفهم الى فعله منذ ذلك الحين؟‏ قادهم،‏ في الواقع،‏ الى تكويم امثال هذه الاسلحة اكثر فاكثر وحتى الى ابتكار اسلحة اخرى بقوة تدميرية اعظم بكثير.‏

١٠ ألا توافقون ان الخوف الناتج من التهديد بالهجوم،‏ عوض ان يضمن السلام الحقيقي،‏ انما يخلق الريبة والتوتر؟‏ واذا كنتم تحافظون على السلام مع جاركم لمجرد معرفتكم انه مسلح ويهدد باستعمال اسلحته،‏ هل هذا سلام حقيقي؟‏ وهل يمكن ان تشعروا بالامن ما دام هذا الجار ساكنا في جواركم؟‏ ان مثل هذا الخوف يمكن ان يؤدي بسهولة الى اعمال عنف متسرعة طائشة.‏ ولا شك ان «ميزان الرعب» الذي بناه قادة العالم ليس اساسا للسلام الاصيل.‏

١١ صحيح ان الامم قد توقع اتفاقات لنزع السلاح او معاهدات للسلام.‏ ولكن على مر القرون جرى حرفيا توقيع آلاف من هذه الاتفاقات.‏ ومع ذلك كلما صار الميل الى الحرب قويا كانت هذه المعاهدات عديمة النفع،‏ مجرد قطع ورق.‏ وهل من الواقع الاعتقاد ان قادة العالم اليوم يحافظون على كلامهم اذا ظهر ان المصالح القومية الانانية تملي بخلاف ذلك؟‏ والشيء الاهم،‏ هل تخاطرون برجائكم بالحياة بسلام وأمن على اساس وعدهم بالمحافظة على السلام؟‏

١٢،‏ ١٣ (‏ا)‏ كيف ينسجم ما انبأ به الكتاب المقدس عن فشل الانسان في انجاز سلام دائم مع ما يحدث فعلا؟‏ (‏ب)‏ ماذا يثبت الكتاب المقدس انه المصدر الحقيقي للحرب؟‏

١٢ اذن،‏ ما القول في الكتاب المقدس؟‏ هل يحثنا على وضع رجائنا وثقتنا في الجهود البشرية لجلب السلام في وجه كل الادلة التي تظهر عجز الانسان عن انجاز ذلك؟‏ على الضد من ذلك،‏ فقد انبأ منذ زمن بعيد بان البشر من تلقاء انفسهم لن يجلبوا ابدا سلاما دائما.‏ وحذر مسبقا من انه،‏ حتى اثناء الفترة التي تسبق قيام ملكوت اللّٰه بازالة جميع الذين لا يملكون المحبة الحقيقية للبر من الارض،‏ ستكون هنالك «حروب وقلاقل» مع قيام أمة على أمة ومملكة على مملكة في حرب عامة.‏ (‏لوقا ٢١:‏​٩،‏ ١٠،‏ ٣١؛‏ رؤيا ٦:‏​١-‏٤‏)‏ وقد حدثت اعظم المجازر واكثرها تدميرا في التاريخ البشري في جيلنا في حربين عالميتين.‏ ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية كان هنالك اكثر من ثلاثمئة حرب او ثورة عنف،‏ معدل نحو واحدة كل شهر!‏ فما انبأ به الكتاب المقدس ينسجم مع ما يحدث فعلا ولا يعطينا ذلك رجاء باطلا.‏

١٣ والكتاب المقدس يثبت ايضا هوية المصدر الحقيقي للمشاكل.‏ فهو يظهر ان الحرب لا يسببها الرصاص او القنابل او السفن الحربية بل الناس،‏ الانانية البشرية.‏ (‏يعقوب ٤:‏​١-‏٣‏)‏ فاذا اراد البشر ان ينجزوا سلاما دائما يجب ان يصنعوا اولا تغييرا عالميا في الناس.‏ ولكن على اساس سجل الانسان على مر القرون،‏ هل تقولون ان مثل هذا الامر مرجح؟‏ وما القول في سجل هذا الجيل؟‏ هل يدل ان مثل هذا التغيير وشيك الوقوع —‏ ان الناس في كل مكان يهجرون انانيتهم،‏ قوميتهم المقسّمة،‏ بغضهم العنصري،‏ جشعهم التجاري؟‏ كلا،‏ دون شك!‏ ويقول الكتاب المقدس بالصواب ان الناس اذ يطلبون السلام ليتمكنوا من الاستمرار في مسعى انانيتهم لا ينجحون ابدا.‏ —‏ اشعياء ٥٧:‏​١٩-‏٢١؛‏ ٥٩:‏​٧،‏ ٨‏.‏

هل يمكن للناس ان يمنعوا «القنبلة البشرية» من الانفجار؟‏

١٤-‏١٧ (‏ا)‏ باية سرعة يزيد عدد سكان الارض،‏ وماذا يعني ذلك في ما يتعلق بمشكلة تزويد الطعام؟‏ (‏ب)‏ ماذا يقول العلماء انفسهم في ما اذا كانوا يملكون الحل اللازم؟‏

١٤ وصل عدد سكان الارض الى بليون (‏ألف مليون)‏ شخص لاول مرة في اوائل القرن التاسع العشر.‏ وعند حلول السنة ١٩٣٠ نما الى بليونين.‏ وهنالك الآن اكثر من ٦‏,٣ بلايين شخص على الارض،‏ وتظهر التقديرات ان الرقم سيتجاوز ستة بلايين في السنوات الثلاثين التالية!‏ فماذا يعني ذلك؟‏

١٥ يعني ان هنالك كل يوم نحو ٠٠٠‏,٢٠٠ فم اكثر لاطعامها.‏ واكثر هذه الافواه هي في المناطق التي يصيب فيها الفقر والجوع والمرض الآن الملايين.‏ وكما قال استاذ العلوم جورج بورغستروم من جامعة ولاية ميشيغان:‏

‏«كل من يعتقد ان ازمة البروتين العالمية الحاضرة ستنقضي وتعتني بنفسها يجب ان يذكر:‏ ان الجياع في العالم يتكاثرون بضعف سرعة الذين يتغذون حسنا.‏»‏٤

١٦ ولكن ألم يطور العلماء الزراعيون انواعا جديدة عالية الانتاج من الارز والحنطة والذرة في ما جرى الترحيب به «كثورة خضراء»؟‏ بلى،‏ ولكن هل يحل ذلك مشكلة جوع العالم؟‏ يقول الآن عدد اكبر فاكبر من خبراء الاغذية،‏ كلا.‏ ويحذر كثيرون من ان الانواع الجديدة من الحبوب قد تساهم ايضا في المجاعة.‏ كيف؟‏ قالت رسالة مستعجلة للصحافة المشتركة للسنة ١٩٧١:‏

‏«ان الاصناف المولّدة الجديدة لا تقاوم الآفات الزراعية كالانواع القديمة.‏ وهنالك امكانية لان يتلف كامل محصول البلد —‏ وربما محصول العالم —‏ مرض زراعي جديد.‏ وقد حدث ذلك تقريبا في السنة الماضية لمحصول الذرة في الولايات المتحدة.‏»‏٥

١٧ والعلماء انفسهم،‏ في الواقع،‏ كثيرا ما يحذرون من انهم لا يملكون الحل.‏ وكما عبر عن ذلك احد علماء الاحياء المشهورين:‏

‏«يعتقد البعض ان المعركة لاطعام سكان العالم خاسرة الآن،‏ والاستنتاج المسبق هو انه عند حلول السنة ١٩٨٥ ستكون لدينا مجاعات عالمية يجوع فيها مئات الملايين من الناس حتى الموت.‏ ولا بد ان اعترف بانني في هذا الوقت لا ارى برنامجا سريعا رئيسيا يقودني الى مخالفة هذا الاستنتاج.‏»‏٦

١٨-‏٢١ (‏ا)‏ ماذا انبأ الكتاب المقدس عن هذه الحالة؟‏ (‏ب)‏ هل يحل المشكلة خفض مقدار النفقة العسكرية؟‏ (‏ج)‏ لماذا تطورت مثل هذه الحالة الخطيرة؟‏

١٨ لم يتمكن المجتمع العصري،‏ بكل علمه الزراعي،‏ من تجنب نفس الاحوال التي سبق وحذر منها الكتاب المقدس.‏ فقد انبأ بدقة بمجيء نقص خطير في الاغذية على نطاق عالمي اثناء «انقضاء نظام الاشياء.‏» —‏ متى ٢٤:‏​٣،‏ ٧‏،‏ ع⁠ج؛‏ رؤيا ٦:‏​٥-‏٨‏.‏

١٩ والمشكلة تكمن على الغالب،‏ لا في الاساليب الزراعية بصورة رئيسية،‏ بل في الناس ومواقفهم التي تخالف مبادئ الكتاب المقدس.‏ فلعشرات السنين الآن تنفق الامم مبالغ كبيرة على التسلح فيما يواجه الملايين الجوع حول الارض.‏ وحسب تقرير للامم المتحدة،‏ تنفق الامم في السنوات الاخيرة ٢٠٠ بليون دولار سنويا على قواها المسلحة.‏ وهذا هو اكثر من مجموع الدخل السنوي لثلث سكان الارض!‏

٢٠ وحتى اذا جرى هجر التعزيز العسكري الهائل فان نظام العالم الاقتصادي المقسّم يعمل ضد اي حل حقيقي للمشكلة.‏ فحتى عندما يكون الطعام متوافرا فان الرغبة في الارباح الكبيرة كثيرا ما تمنع توزيعه على المحتاجين.‏ وفي بعض البلدان تدفع الحكومات للمزارعين لئلا ينتجوا بعض المحاصيل،‏ وعوض ان تدع الانتاج العالي يجلب انخفاضا في السعر يجري ايضا تدمير المحاصيل.‏

٢١ وكم يختلف كل ذلك عن المبادئ المرسومة في الكتاب المقدس،‏ التي تشجع على الموقف الحبي من اولئك المحتاجين.‏ (‏تثنية ٢٤:‏​١٩-‏٢١‏)‏ فقد بنى الناس انظمتهم الاقتصادية على الانانية،‏ وعوض جلب السلام والامن تطورت الآن حالة تهدد بعواقب خطيرة.‏ وعاجلا ام آجلا يحصد الناس ما يزرعونه،‏ تماما كما يوضح الكتاب المقدس.‏ —‏ غلاطية ٦:‏٧‏.‏

هل يمكن للبشر ان يصنعوا سلاما مع الارض؟‏

٢٢-‏٢٥ (‏ا)‏ كم هي خطيرة مشكلة التلوث؟‏ (‏ب)‏ رغم ان البعض ينظرون الى العلم البشري طلبا للحل،‏ ماذا يقول العلماء؟‏

٢٢ لعشرات السنين الآن يصنع الناس حربا مع الارض التي يعيشون عليها.‏ كيف؟‏ بالتلوث العالمي.‏ والتلوث فضلات سامة يسببها الانسان تتراكم في مخزون مائه وفي الهواء الذي يتنفسه والطعام الذي يأكله حتى لا يستطيع ابعادها.‏ وهكذا يعرض الانسان للخطر تلك العناصر الاساسية التي يحتاج اليها للحياة.‏

٢٣ واولئك الذين يتكلون على البشر لجلب السلام والامن يقولون ان الانسان سيجد طريقة لينجو من هذه الازمة كما نجا من الازمات الماضية.‏ ويعتقدون ان العلم البشري سيزوّد الحل.‏

٢٤ ولكنّ الذين يعبّرون ايضا عن اخطر الشكوك اليوم هم العلماء انفسهم.‏ لاحظوا ما يلي:‏

‏«قال الدكتور وليم د.‏ ماكلروي،‏ المدير السابق للمؤسسة العلمية القومية،‏ في الآونة الاخيرة ان التجاوب الطبيعي مع التهديد الذي يقدمه التلوث هو ان الانسان نجا من اخطار اخرى قبلا ويمكن ان يفعل ذلك ثانية.‏ وهذا الامر،‏ من سوء الحظ،‏ لا ينسجم ابدا مع الوقائع.‏ فالحقيقة البسيطة اليوم هي ان نجاة الانسان في مجتمع مقبول غير اكيدة على الاطلاق .‏ .‏ .‏ والتدمير الذاتي بانحطاط البيئة امكانية حقيقية.‏» —‏ جريدة اتلانتا.‏٧

٢٥ يمكن للبشر ان يبتكروا وينتجوا الآلات على نطاق واسع،‏ خالقين مجتمعا صناعيا.‏ ولكنهم في استعمال الآلات يخربون بيئتهم.‏ وكما يقول الدكتور رونيه ديبوس،‏ أحد مراجع التلوث:‏

‏«في رأيي لا توجد فرصة لحل مشكلة التلوث —‏ او التهديدات الاخرى للحياة البشرية —‏ اذا قبلنا الفكرة القائلة ان التقنية ستسود مستقبلنا.‏»‏٨

٢٦-‏٢٨ (‏ا)‏ هل انبأ الكتاب المقدس بتطور مثل هذه الحالة الحرجة في ما يتعلق بالارض؟‏ (‏ب)‏ ما هو حقا مصدر مشكلة التلوث؟‏ (‏ج)‏ في معالجة مشاكل التلوث،‏ اية معرفة حيوية تنقص العلماء البشر،‏ ولكن من يملكها؟‏

٢٦ وايضا انبأ الكتاب المقدس بعدم حكمة الانسان في استعماله هبات الارض السخية.‏ فالنبوة في الرؤيا ١١:‏١٨ انبأت بالوقت الذي يجب ان يتخذ فيه اللّٰه الاجراء «ليهلك الذين كانوا يهلكون الارض.‏»‏

٢٧ ومرة اخرى يتضح ان الكتاب المقدس بشكل موثوق به يلفت الانتباه الى المصدر الحقيقي لمشاكل التلوث للجنس البشري.‏ فهل هو الصناعة والآلات؟‏ كلا،‏ بصورة رئيسية.‏ فبصورة رئيسية،‏ هو الناس الذين يسببون التلوث.‏ وهم يلوثون لسبب الرغبة الانانية او الجهل او كليهما.‏ فقد بنوا الانظمة الاقتصادية الحاضرة لاشباع رغباتهم،‏ ولكنهم يجدون الآن هذه الانظمة تبعد ذات الامور التي يحتاجون اليها ليتمتعوا بالحياة.‏

٢٨ صحيح انه يقال اليوم الشيء الكثير عن اثر البيئة في الكائنات الحية والبحث العلمي في بيئة الارض.‏ ولكنّ العلماء مع ذلك لا يفهمون كاملا عمل العلائق الاحيائية التي تعتمد الحياة عليها.‏ تقول مجلة «تايم» عن هذه العلائق:‏

‏«وحتى الابسط معقد حتى لا يستطيع اكبر الادمغة الالكترونية ان يحلّه كاملا.‏»‏٩

فمن المعترف به ان البشر لا يفهمون العلم المعقد لاثر بيئة الارض في الكائنات الحية.‏ اما اللّٰه فيفهم ذلك لانه خلقه.‏ أليس حكيما وعمليا ان ننظر الى خالق هذه الامور لتزويد الحل للمشاكل؟‏

الامن بازالة الجريمة

٢٩-‏٣١ (‏ا)‏ ما هو مدى انتشار مشكلة الجريمة؟‏ (‏ب)‏ لماذا سنّ الشرائع الجديدة لا يبعد الجريمة؟‏ (‏ج)‏ ماذا يدل ان الازدهار المادي لا يحل المشكلة؟‏

٢٩ رغم ان التلوث يعرض للخطر الامور الضرورية جدا لوجود الانسان فان زيادة الجريمة هي التي تجعل معظم الناس في خوف.‏ فالجريمة باستمرار تسلب عددا اكبر فاكبر من الناس امنهم الشخصي،‏ ليس فقط في المدن الكبيرة،‏ بل في المدن الصغيرة والمناطق الريفية.‏ وليس مجرد الممتلكات بل غالبا ما يصير جسد المرء في خطر.‏ فهل يمكن للبشر ان يجلبوا لكم امنا حقيقيا من هذه الاخطار؟‏

٣٠ وهل يمكن ان يفعلوا ذلك بسنّ الشرائع الجديدة؟‏ هنالك الآن مئات وحتى آلاف الشرائع في كتب الحقوق في العالم.‏ ومع ذلك لم توقف هذه الشرائع زيادة الجريمة.‏ وايضا كثيرا ما يتطور الفساد العميق الجذور في ذات الهيئات التي تنفذ القانون.‏ وعدم الاستقامة في المراكز العليا قد يبطل جهود الرسميين المستقيمين الذين ينفذون القانون.‏ وتبقى الحقيقة القائلة ان البر لا يمكن حقنه في قلوب الناس بالقوانين.‏

٣١ وهل يكمن الحل في الاساليب الجديدة للكشف عن الجريمة واحباطها؟‏ يبتكر المجرمون طرائق جديدة للتغلب على كل اسلوب جديد يجري انتاجه.‏ اذن،‏ هل تحل المشكلة زيادة الازدهار في «عصر سلام» من صنع الانسان؟‏ لا شك انه من الخطأ الاستنتاج ان الجريمة هي من مميزات ذوي الدخل المنخفض فقط.‏ مثلا،‏ لاحظوا هذا التقرير:‏

‏«ان عدد الجرائم المرتكبة من رجال الاعمال والمهنيين في اوستراليا قد ارتفع الى درجة مخيفة في السنتين او السنوات الثلاث الماضية.‏» —‏ المجلة الاوسترالية.‏١٠

وكذلك تقول النيويورك تايمز ان السرقة في منطقة وول ستريت التجارية شيء «عام،‏» وتضيف قائلة:‏ «كل فرد يسرق —‏ السعاة والمستخدمون وحتى الموظفون المشرفون.‏»‏١١ وتظهر الوقائع ان معدلات الجريمة الاعلى توجد في الامم الصناعية الاغنى.‏ ولا يجب تجاهل ارتفاع موجة ادمان المخدرات.‏

٣٢ هل يتم ما انبأ به الكتاب المقدس عن هذه الحالة؟‏

٣٢ وما يحدث هو كما انبأت نبوات الكتاب المقدس منذ زمن بعيد:‏ «في الايام الاخيرة ستأتي ازمنة صعبة.‏ لان الناس يكونون محبين لانفسهم .‏ .‏ .‏ عديمي النزاهة شرسين غير محبين للصلاح .‏ .‏ .‏ محبين للذات دون محبة للّٰه.‏» (‏٢ تي ٣:‏​١-‏٤‏)‏ ومن الجدير بالملاحظة خصوصا هو ان هذه الاحوال انبئ بانها ستوجد بين الذين يدّعون الايمان باللّٰه،‏ ولكنهم يبرهنون على بطل ادعائهم.‏ (‏العدد ٥‏)‏ ألا نجد ان الامم في العالم المسيحي اليوم هي المصابة اكثر بالجريمة والامراض الاجتماعية المماثلة؟‏ وانبأ يسوع ايضا «بكثرة الاثم» للفترة التي تسبق اهلاك ملكوت اللّٰه للاشرار ليجعل الارض مكانا يرثه الودعاء.‏ و «كثرة الاثم» هذه هي واقع الحياة في ايامنا.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٢؛‏ ٥:‏٥‏.‏

اعظم المشاكل على الاطلاق

٣٣-‏٣٨ (‏ا)‏ حتى اذا استطاع البشر ان يحلّوا كل المشاكل الجاري بحثها حتى الآن،‏ اي عدوّين كبيرين للسلام والامن يبقيان ايضا؟‏ (‏ب)‏ اية آمال يراها الاطباء الباحثون للتغلب على الامراض الرئيسية التي تصيب الجنس البشري؟‏

٣٣ لنفرض ان البشر استطاعوا ان يحلّوا مشاكل الحرب والفقر والجوع والتلوث والجريمة وادمان المخدرات.‏ هل يجلب ذلك لكم سلاما وأمنا كاملين؟‏ كلا،‏ يكون هنالك ايضا شيء ناقص.‏ يبقى هنالك المرض والموت كعدوّين لامنكم لم يقهرا.‏ وفي الواقع،‏ ما هو معنى او اهمية السلام من كل المشاكل الاخرى اذا كان على المرء ان يشاهد عضوا حبيبا في عائلته يمرض ويموت او يجد جسده يفتك به مرض مميت؟‏

٣٤ جرى في الاونة الاخيرة تقدم طبي مثير للاعجاب.‏ ولكن اي أمن حقيقي يجلبه ذلك لنا؟‏ بماذا تعترف المراجع الطبية نفسها.‏

٣٥ يظهر تقرير في صحيفة وول ستريت،‏١٢ بعنوان «العلم يتقهقر في الحرب مع المرض في البلدان الفقيرة،‏» ان ثلاثة امراض (‏الملاريا،‏ التراخوما،‏ شيستوسومياسيس)‏ تصيب الآن ٨٠٠ مليون شخص في امثال هذه الامم.‏ وتدل التقارير الطبية ان العدد الذي يتأثر ينمو باستمرار.‏ ولذلك فان ربع عدد سكان العالم تقريبا مصاب بمجرد ثلاثة من الامراض الكثيرة.‏

٣٦ وما القول في الامم الاغنى؟‏ هنا مرض القلب هو القاتل الاول.‏ وفي الآونة الاخيرة،‏ في مؤتمر للجوع وسوء التغذية،‏ دعي مرض القلب «وبائيا.‏» ففي كندا يصيب واحدا من كل اربعة راشدين.‏ وفي الولايات المتحدة فان اكثر من ٥٠ في المئة من الوفيات كل سنة هو من مرض القلب مع كثير من الشبان الآن بين الضحايا.‏ ومع ذلك،‏ حسب تقرير في النيويورك تايمز،‏ «قال الدكتور موسى،‏ رسميّ مؤسسة القلب الاميركية،‏ ان الاطباء يعترفون بانهم لا يستطيعون ان يبيدوا مرض القلب.‏»‏١٣

٣٧ وعدد ضحايا مرض السرطان المخيف يستمر ايضا في الازدياد.‏ واي رجاء هنالك بالتخلص منه؟‏ يقول هاري غراندفست،‏ استاذ الجراحة في جامعة كولومبيا:‏ «هنالك مجرد ادلة غامضة بعد على طبيعة مشكلة السرطان —‏ فاتركوا حلّها.‏»‏١٤

٣٨ وحتى اكثر الناس حماسة في العلم الطبي يعترفون بانه من غير المرجح في مدى حياتنا ان يوجد علاج لمرض القلب والسرطان والملاريا والامراض الاخرى الاخرى الاكثر فتكا.‏ وحتى اذا وجدوا العلاج فانهم يدركون ان ذلك لا يطيل ايضا معدل عمر اغلب الاشخاص.‏ فالناس ايضا يكبرون ويموتون.‏ اذن،‏ اي رجاء حقيقي بالامن من المرض والشيخوخة والموت يمكن للبشر ان يقدموه؟‏

٣٩ اين يمكن ان نتعلم سبب قصر الحياة البشرية وامتلائها بالمشاكل؟‏

٣٩ كم تبقى الكلمات المسجلة في الكتاب المقدس في ايوب ١٤:‏​١،‏ ٢ صحيحة اليوم،‏ رغم كتابتها منذ آلاف السنين:‏ «الانسان مولود المرأة قليل الايام وشبعان تعبا.‏ يخرج كالزهر ثم ينحسم ويبرح كالظل ولا يقف.‏» والكتاب المقدس يظهر ايضا سبب ذلك،‏ ويثبت هوية المصدر الرئيسي الخفي لكل مشاكل الانسان،‏ كما سنرى في ما بعد.‏

في اي شيء ستضعون رجاءكم؟‏

٤٠،‏ ٤١ ماذا تعتقدون —‏ انه واقعي اكثر ان تنظروا الى البشر لحل المشاكل التي تواجه الجنس البشري،‏ ام ان اللّٰه وحده يستطيع ذلك؟‏ ولماذا؟‏

٤٠ اذن،‏ بكل استقامة،‏ هل هو واقعي ان تثقوا بقادة العالم او غيرهم من البشر لحل المشاكل التي تواجه الجنس البشري؟‏ ام هو واقعي اكثر ان تتكلوا على الحل الذي يشير اليه الكتاب المقدس،‏ اي الاجراء الذي يتخذه اللّٰه نفسه بواسطة حكومة سماوية بارة؟‏ كتب المرنم الملهم منذ زمن بعيد هذه الكلمات:‏

‏«لا تتكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده.‏ تخرج روحه فيعود الى ترابه.‏ في ذلك اليوم نفسه تهلك افكاره.‏ طوبى لمن اله يعقوب معينه ورجاؤه على الرب الهه الصانع السموات والارض والبحر وكل ما فيها.‏» —‏ مزمور ١٤٦:‏​٣-‏٦‏.‏

٤١ لا تنسوا ابدا ان البشر مهما كانوا مخلصين،‏ او مهما كانوا ذوي نفوذ واقوياء كقادة العالم،‏ هم خلائق مائتة.‏ لا يقدرون ان يخلّصوا انفسهم،‏ فكيف يمكن ان يخلّصوا الآخرين؟‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة