مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ح‌ع الفصل ٢ ص ١١-‏٢٥
  • وضع أساس حسن لزواجكم

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • وضع أساس حسن لزواجكم
  • جعل حياتكم العائلية سعيدة
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • اعرفوا نفسكم أولا
  • الانسجام
  • استطيع ان اغيّره
  • العهود المصنوعة في الزواج
  • أساس صخري
  • الاستعداد لزواج ناجح
    سرّ السعادة العائلية
  • الزواج هبة من إله محب
    ‏«احفظوا انفسكم في محبة اللّٰه»‏
  • الارشاد الالهي حول اختيار رفيق الزواج
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
  • ايجاد الفرح في عطية الزواج
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٦
المزيد
جعل حياتكم العائلية سعيدة
ح‌ع الفصل ٢ ص ١١-‏٢٥

الفصل ٢

وضع أساس حسن لزواجكم

١-‏٣ حسب متى ٧:‏٢٤-‏٢٧ على ماذا يتوقف النجاح الحقيقي في الحياة؟‏

البيت او الحياة او الزواج انما هو جيد بقدر ما يكون الأساس الذي يستقر عليه جيدا.‏ ويسوع،‏ في احد امثاله،‏ تحدث عن رجلين —‏ عاقل بنى بيته على الصخر وجاهل بنى على الرمل.‏ فعندما نشأت العاصفة ووقعت مياه الفيضانات والرياح على البيتين،‏ ثبت المبني على الصخر ولكنّ المبني على الرمل سقط سقوطا عظيما.‏

٢ لم يكن يسوع يعلّم الناس كيفية بناء البيوت.‏ فكان يشدد على الحاجة الى بناء حياتهم على أساس حسن.‏ وكمرسل من اللّٰه قال:‏ « كل من يسمع اقوالي هذه ويعمل بها» هو كالرجل الذي يبني على الصخر.‏ و «كل من يسمع اقوالي هذه ولا يعمل بها» هو كالذي يبني على الرمل.‏ —‏ متى ٧:‏٢٤-‏٢٧‏.‏

٣ لاحظوا ان يسوع في كلتا الحالين يظهر انها ليست مجرد قضية سماع المشورة الحكيمة ومعرفة ما يجب فعله.‏ فما يصنع الفرق بين النجاح والفشل هو العمل بما تقوله المشورة الحكيمة.‏ «ان علمتم هذا فطوباكم ان عملتموه.‏» —‏ يوحنا ١٣:‏١٧‏.‏

٤ ما هي بعض الأمور التي يمكن ان نتعلمها من زواج الزوجين البشريين الاولين؟‏ (‏تكوين ٢:‏٢٢-‏٣:‏١٩‏)‏

٤ ويصح ذلك دون شك في الزواج.‏ فاذا بنينا زواجنا على أساس صخري سيثبت تحت ضغوط الحياة.‏ ولكن من اين يأتي هذا الأساس الحسن؟‏ من خالق الزواج،‏ يهوه اللّٰه.‏ فقد ابدأ الزواج عندما جمع الزوجين البشرين الاولين كزوج وزوجة.‏ ثم اعطاهما إرشادات حكيمة لخيرهما.‏ واتّباعهما هذه الارشادات الحكيمة كان سيقرر تمتعهما بمستقبل مجيد ابدي او عدم تمتعهما بأيّ مستقبل على الاطلاق.‏ وقد عرفا كلاهما إرشادات اللّٰه،‏ ولكن من المحزن القول انهما سمحا للانانية بان تمنعهما من اطاعة هذه الارشادات.‏ واختارا ان يتجاهلا المشورة،‏ ونتيجة ذلك انهار زواجهما وحياتهما كبيت مبني على الرمل صدمته العاصفة.‏

٥ و ٦ أي عون يزوّده اللّٰه للأشخاص المتزوجين ولاولئك الذين يتأملون في الزواج؟‏

٥ جمع يهوه اللّٰه ذينك الزوجين الاولين في الزواج،‏ ولكن لا يصنع شخصيا ترتيبات الزواج للازواج اليوم.‏ أما مشورته الحكيمة للزواج السعيد فلا تزال متوافرة.‏ ويلزم كل من يتأمل في الزواج اليوم ان يقرر ما اذا كان سيطبق المشورة.‏ وتظهر كلمة اللّٰه أيضا اننا نستطيع ان نطلب منه العون في اتخاذ قرار حكيم بشأن الرفيق المقبل.‏ —‏ يعقوب ١:‏٥،‏ ٦‏.‏

٦ وطبعا،‏ تختلف الظروف الى حد بعيد في مختلف انحاء الأرض.‏ ففي مناطق كثيرة اليوم يقوم الرجال والنساء باختيارهم الخاص لرفيق الزواج.‏ ولكن بين جزء كبير من سكان الأرض يرتب الآباء الزواج،‏ وأحيانا بواسطة وسيط.‏ وفي بعض المناطق لا يحصل الرجل على زوجة الا بعد دفع «المهر» لابويها،‏ ومقدار المهر قد يجعل الزواج أيضا بعيدا عن متناول يد الرجل.‏ ولكن،‏ مهما كانت الظروف،‏ يزوّد الكتاب المقدس المشورة التي يمكن ان تساهم في النجاح الدائم للزواج.‏

اعرفوا نفسكم أولا

٧-‏١٠ (‏أ)‏ عند التأمل في الزواج ماذا يلزم الشخص ان يعرف عن نفسه؟‏ وكيف يمكن ان يعرف ذلك؟‏ (‏ب)‏ ماذا يقول الكتاب المقدس عن صحة الأسباب للتزوّج؟‏

٧ ماذا تريدون من الزواج؟‏ ما هي حاجاتكم —‏ جسديا وعاطفيا وروحيا؟‏ وما هي قيمكم وأهدافكم وأساليبكم لبلوغها؟‏ للإجابة عن هذه الأسئلة يجب ان تعرفوا نفسكم.‏ وليس ذلك سهلا كما قد يعتقد المرء.‏ فيلزم النضج العاطفي لنفحص انفسنا،‏ وحتى عندئذ لا يمكن ان نرى انفسنا على ما نحن عليه حقا بكل التفاصيل.‏ وقد دلّ الرسول المسيحي بولس على ذلك عندما كتب في ١ كورنثوس ٤:‏٤‏:‏ «لست أشعر بشيء في ذاتي.‏ لكنني لست بذلك مبررا.‏ ولكنّ الذي يحكم فيّ هو الرب.‏»‏

٨ وفي احدى المناسبات أراد الخالق ان يدرك الرجل أيوب بعض الوقائع التي كان يفشل في فهمها،‏ فقال له اللّٰه:‏ «اني اسألك فتعلّمني.‏» (‏أيوب ٣٨:‏٣‏)‏ فالاسئلة يمكن ان تساعدنا على معرفة انفسنا واكتشاف الدوافع.‏ ولذلك اسألوا نفسكم عن اهتمامكم بالزواج.‏

٩ هل تريدون ان تتزوجوا لسدّ الحاجات الجسدية —‏ الطعام واللباس والمأوى؟‏ هذه الحاجات أساسية لنا جميعا،‏ كما يقول الكتاب المقدس:‏ «ان كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما.‏» والحاجة الى الجنس؟‏ هذه أيضا رغبة طبيعية.‏ «التزوّج أصلح من التحرّق.‏» (‏١ تيموثاوس ٦:‏٨،‏ ١ كورنثوس ٧:‏٩‏)‏ وهل للمرافقة؟‏ كان ذلك سببا رئيسيا لتأسيس اللّٰه ترتيب الزواج.‏ وكان السبب الآخر ان يتعاون الشخصان معا في العمل.‏ (‏تكوين ٢:‏١٨،‏ ١:‏٢٦-‏٢٨‏)‏ وإنجاز العمل الصالح هو مصدر اكتفاء ويجب ان تكون له مكافأته:‏ «أن يأكل كل انسان ويشرب ويرى خيرا من كل تعبه فهو عطية اللّٰه.‏» —‏ جامعة ٣:‏١٣‏.‏

١٠ والأشخاص المحبون كثيرا ما يعتبرون القلب رمزا الى مشاعرهم.‏ ولكنّ الكتاب المقدس يطرح سؤالا مزعجا عن القلب:‏ «من يعرفه.‏» (‏ارميا ١٧:‏٩‏)‏ فهل انتم على يقين من معرفة ما في قلبكم؟‏

١١ اية حاجات عاطفية أساسية يلزم سدّها في الزواج؟‏

١١ كثيرا ما تعمينا الجاذبية الجسدية عن الحاجات العاطفية الأخرى.‏ ففي طلب رفيق للزواج هل تمنحون الوزن الكافي لحاجتكم الى نيل الفهم واللطف والرأفة؟‏ والحاجات الأساسية لنا جميعا هي:‏ شخص لنقترب اليه،‏ لنثق به،‏ لنبوح اليه بما لدينا دون الخوف من الاذية.‏ شخص لا يغلق «احشاءه» عنا.‏ (‏١ يوحنا ٣:‏١٧‏)‏ فهل يمكن ان تمنحوا كل ذلك لرفيق زواجكم،‏ وهل يمنحكم ذلك هو أيضا؟‏

١٢ لماذا سدّ الحاجات الجسدية والعاطفية غير كاف للزواج السعيد؟‏

١٢ قال يسوع:‏ «طوبى للشاعرين بحاجتهم الروحية.‏» (‏متى ٥:‏٣‏،‏ ع‌ج)‏ فما هي حاجتكم الروحية؟‏ هل تتعلق بطلب مهنة؟‏ غنى؟‏ ممتلكات مادية؟‏ هل تجلب هذه المساعي السلام والاكتفاء الداخلي؟‏ لا تفعل ذلك عادة.‏ ولذلك يلزم ان ندرك انه في جميع الناس يبقى جوع للروح حتى بعد سدّ كل الحاجات الجسدية.‏ فروحنا تجوع للهوية —‏ معرفة من نحن،‏ ماذا نحن،‏ لماذا نحن هنا،‏ والى اين نذهب.‏ فهل انتم شاعرون بهذه الحاجات الروحية وبطريقة سدّها؟‏

الانسجام

١٣ من اجل الزواج السعيد ماذا يجب ان تدركوا فضلا عن حاجاتكم الخاصة؟‏

١٣ اذا كنتم تفهمون كل هذه الحاجات للجسد والعقل والروح،‏ هل تعرفون ما اذا كان رفيقكم المقبل يفهمها أيضا؟‏ ولا يجب ان تعرفوا فقط حاجاتكم الخاصة من اجل السعادة في الزواج،‏ بل يجب ان تدركوا أيضا حاجات رفيقكم.‏ ولا شك انكم تريدون ان يكون رفيقكم سعيدا أيضا.‏ فعدم السعادة للواحد سيعني عدم السعادة للاثنين.‏

١٤ في كثير من عقود الزواج لماذا يجد الزوجان انهما على غير انسجام؟‏

١٤ تنتهي عقود زواج كثيرة الى الشقاء او الطلاق نتيجة عدم الانسجام.‏ وعدم الانسجام كلمة كبيرة،‏ ولكنّ أهميته في الزواج اكبر ايضا.‏ فاذا اقترن شخصان بشكل غير ملائم يمكن ان تكون الحالة صعبة.‏ ومثل هذه الحالة تذكر بتدبير الناموس الموسوي الذي منع برحمة وضع النير على حيوانين مختلفي الجسم والقوة لسبب المشقة التي ينتجها ذلك.‏ (‏تثنية ٢٢:‏١٠‏)‏ وكذلك أيضا مع الرجل والمرأة اللذين يقترنان في الزواج بشكل غير ملائم.‏ فعندما يملك الرفيقان اهتمامات مختلفة،‏ وأذواقا مختلفة في الأصدقاء ونشاطات التسلية،‏ بقليل من الأمور المشتركة،‏ تقع ربط الزواج تحت ضغط كبير.‏

١٥ و ١٦ ما هي بعض الأمور التي تلزم مناقشتها مع رفيق الزواج المقبل،‏ وكيف؟‏

١٥ «مقاصد بغير مشورة تبطل وبكثرة المشيرين تقوم،‏» يقول لنا الكتاب المقدس.‏ (‏أمثال ١٥:‏٢٢‏)‏ ففي التأمل في الزواج هل جرت مناقشة الأمور العملية؟‏ كيف سيتفق العمل الدنيوي للرجل مع الزواج؟‏ فسيقرر ذلك مكان السكن ومقدار الدخل لسدّ الحاجات العملية.‏ ومن سيعالج الميزانية؟‏ هل هنالك حاجة الي قيام الزوجة بعمل دنيوي،‏ وهل ذلك مرغوب فيه؟‏ ماذا ستكون عليه العلاقة بالانسباء نتيجة الزواج،‏ وخاصة ابوي الفريقين؟‏ وكيف يشعر كل فرد نحو الجنس والأولاد وتدريب الأولاد؟‏ هل يريد الواحد ان يسيطر على الآخر،‏ ام ان الاعتبار اللطيف سيسود العلاقة؟‏

١٦ فهل يمكن مناقشة كل هذه الأسئلة وغيرها بشكل هادئ ومنطقي وبتّها بحيث تستطيعان كلاكما ان تعيشا براحة؟‏ وهل يمكن مواجهة وحلّ المشاكل معا وإبقاء قناة الاتصال مفتوحة على الدوام؟‏ هذا هو السبيل الحيوي للزواج الناجح؟‏

١٧-‏١٩ لماذا البيئة العائلية لها علاقة بالتأمل في الزواج؟‏

١٧ يوجد عادة انسجام اكبر بين الشخصين اللذين لهما بيئتان متماثلتان.‏ وكتاب «مساعد على فهم الكتاب المقدس،‏» الصفحة ١١١٤،‏ يقول عن الزواج في ازمنة الكتاب المقدس:‏

‏«يظهر ان العادة عموما كانت ان يفتش الرجل عن زوجة في دائرة انسبائه او قبيلته الخاصة.‏ وهذا المبدأ يدل عليه قول لابان ليعقوب:‏ أن اعطيك (‏ابنتي)‏ احسن من ان اعطيها لرجل آخر.‏ (‏تكوين ٢٩:‏١٩‏)‏ وتجري ملاحظة ذلك خصوصا بين عبّاد يهوه،‏ كما يوضح مثال ابرهيم،‏ الذي ارسل الى اقربائه في بلده ليأخذ زوجة لابنه اسحق عوض ان يأخذ له زوجة من بنات الكنعانيين الذين هو ساكن بينهم.‏ (‏تكوين ٢٤:‏٣،‏ ٤‏)‏»‏

١٨ وطبعا،‏ لا يعني ذلك انه من الملائم ان يتزوج الشخص اليوم نسيبا قريبا جدا،‏ لان ذلك يمكن ان يسبب مشاكل وراثية قد تنتج ذرية فيها عيب.‏ ولكنّ البيئة العائلية لها علاقة كبيرة بمجموعة القيم التي يملكها الناس.‏ ففي اثناء الطفولة والحداثة يتأثر سلوك الشخص ومشاعره طبيعيا بالجو العائلي.‏ وعندما تكون بيئتا الفريقين متماثلتين يسهل عليهما اكثر عادة ان ينموا في نفس التربة ويزدهرا في نفس المناخ.‏ ولكنّ الأشخاص من مختلف البيئات والأصول يمكن أيضا ان يصنعوا التعديلات الجيدة في الزواج،‏ وخاصة اذا كانوا ناضجين عاطفيا.‏

١٩ من الواضح انه من المفيد ان تتمكنوا من معرفة شيء عن عائلة رفيقكم المقبل.‏ ولكن لاحظوا أيضا علاقة الشخص بالعائلة —‏ بالابوين والاخوة والاخوات.‏ فكيف يتعامل مع الافراد الأكبر او يسلك مع الأولاد الأصغر؟‏

٢٠ و ٢١ في اختيار رفيق الزواج اية نظرة يجب اتخاذها الى نقائص الفرد؟‏

٢٠ رغم كل الحيطة المتخذة يجب ان تذكروا أيضا هذا الامر:‏ ان الانسجام بين الشخصين لن يكون كاملا.‏ فكلاهما ستكون لديهما نقائص.‏ وقد يدركان بعضها قبل الزواج،‏ والبعض الآخر سيعرفانه في ما بعد.‏ وحينئذ ماذا؟‏

٢١ ليست النقائص بحد ذاتها هي ما تجعل الزواج فاشلا،‏ بل كيف يشعر الرفيق تجاهها.‏ فهل تستطيعون ان تروا ان الصلاح يزيد على العيوب،‏ ام انكم تركزون على الرديء وتضربون على هذا الوتر؟‏ وهل تتصفون بالمرونة الكافية لتلتمسوا للرفيق الاعذار،‏ كما تحتاجون وتريدون ان يلتمس لكم الاعذار؟‏ قال الرسول بطرس،‏ «المحبة تستر كثرة من الخطايا.‏» (‏١ بطرس ٤:‏٨‏)‏ فهل تملكون هذا النوع من المحبة لمن تتأملون في التّزوج به؟‏ ان لم يكن الامر كذلك فمن الأفضل ان لا تتزوجوا بهذا الشخص.‏

استطيع ان اغيّره

٢٢-‏٢٤ لماذا ليس من الحكمة التزوّج بشخص على أساس وعده بتغيير طرقه او بنيّة محاولة تغيير الشخص؟‏

٢٢ هل تقولون،‏ استطيع ان اغيّره او اغيّرها،‏ حسبما هي الحال؟‏ ولكن من انتم تحبون؟‏ الشخص على ما هو عليه او هي عليه،‏ ام الشخص على ما سيكون عليه بعد جهودكم لتكييفه؟‏ من الصعب ان نغيّر انفسنا،‏ وأصعب أيضا ان نغيّر الآخرين.‏ ولكنّ الحقائق القوية من كلمة اللّٰه يمكن ان تحمل الفرد على تغيير نفسه.‏ فيمكن ان يخلع المرء الشخصية العتيقة ويتجدد بالقوة التي تحرك الذهن.‏ (‏افسس ٤:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ ولكن يجب ان تشكوا كثيرا في وعد الرفيق المقبل بصنع تغيير مفاجئ لاجلكم!‏ ورغم ان العادات الردية يمكن تقويمها او تكييفها فقد يتطلب ذلك الوقت،‏ وحتى سنوات.‏ ولا يمكن ان نتجاهل أيضا ان الصفات الموروثة وعوامل البيئة قد منحتنا امزجة خاصة وكيّفتنا بطرائق معيّنة لتجعلنا افرادا متميزين.‏ والمحبة الحقيقية يمكن ان تدفعنا الى مساعدة احدنا الآخر على التحسن والتغلب على الضعفات،‏ ولكنها لن تدفعنا الى محاولة وضع الرفيق في قالب جديد وغير طبيعي يسحق شخصيته او شخصيتها.‏

٢٣ يملك البعض في اذهانهم صورة مثالية،‏ ويحاولون ان يجعلوا كل ولع عابر يلائم هذه الصورة.‏ وطبعا،‏ لا يستطيع احد ان يصل الى مستوى حلم مستحيل،‏ ولكنّ المولع يستمر بعناد ويحاول ان يجبر الشخص الآخر على اتمامه.‏ وعندما يفشل ذلك يزول امله الباطل فيفتش في مكان آخر ليجد الصورة المثالية.‏ ولكنّ أمثال هؤلاء لن يجدوا ابدا تلك الصورة المثالية.‏ فهم يطلبون شخصا خياليا لا يوجد الا في تصوّراتهم.‏ والأشخاص الذين يفكرون على هذا النحو لا يصلحون للزواج.‏

٢٤ ربما كانت لديكم أمثال هذه الاحلام.‏ فأغلبنا كانت لدينا في وقت ما من حياتنا.‏ وكثيرون من الاحداث لديهم ذلك.‏ ولكن بزيادة النضج العاطفي ندرك ان أمثال هذه التصوّرات يجب ان توضع جانبا كشيء غير عملي.‏ فالشيء المهم في الزواج هو الواقع،‏ لا مجرد الخيال.‏

٢٥ ما هو الفرق بين المحبة الحقيقية والولع؟‏

٢٥ والمحبة الحقيقية ليست عمياء،‏ كما يعتقد الكثيرون.‏ فهي تستر كثرة من النقائص،‏ ولكنّ المحبة الحقيقية لا تتغافل عنها.‏ فالولع،‏ لا المحبة،‏ هو الاعمى اذ يرفض ان يرى المشاكل التي يمكن ان يراها الآخرون مسبقا.‏ حتى انه يخفي شكوكه المزعجة الخاصة،‏ ولكن كونوا على يقين من ظهورها في ما بعد.‏ فاذا اغمضتم عينيكم عن الوقائع غير السارة في فترة التودّد لا شك انكم ستواجهونها بعد الزفاف.‏ وميلنا الطبيعي هو ان نظهر بأفضل شكل ممكن امام الشخص الذي نأمل ان نرضيه او نجذبه،‏ ولكن على مر الوقت تجري رؤية الصورة الكاملة الحقيقية.‏ فاسمحوا لنفسكم بذلك الوقت لتروا الشخص الآخر على ما هو عليه حقا،‏ وكونوا مستقيمين في تقديم نفسكم على ما انتم عليه فعلا.‏ ونصيحة الرسول في ١ كورنثوس ١٤:‏٢٠ يمكن ان تنطبق أيضا في طلب رفيق الزواج:‏ «لا تكونوا اولادا .‏.‏.‏ وأما في الاذهان فكونوا كاملين.‏»‏

العهود المصنوعة في الزواج

٢٦ حسب الاسفار المقدسة كم يكون رباط الزواج ملزما؟‏ (‏رومية ٧:‏٢،‏ ٣‏)‏

٢٦ يجب على المرء ان يتأمل بشكل رصين في العهود المصنوعة في الزواج.‏ فاذا كان عهد احد الشخصين غير قوي ومتين يستقر الزواج على أساس متزعزع.‏ وفي انحاء كثيرة من العالم اليوم تصنع عقود الزواج ثم تتحطم بسرعة.‏ وغالبا ما يكون ذلك لان الأشخاص الذين يدخلون الزواج لم يعتبروا العهد ملزما ادبيا،‏ متخذين عوض ذلك الموقف،‏ «ان لم ينجح أنهيه.‏» وحيثما توجد وجهة النظر هذه يكون الزواج محكوما عليه تقريبا من البداية،‏ وعوض ان يجلب السعادة ينتج عموما مجرد الغم.‏ وعلى سبيل التباين يظهر الكتاب المقدس ان الزواج يجب ان يكون علاقة مستمرة مدى الحياة.‏ قال اللّٰه عن الزوجين الاولين بان الاثنين «يكونان جسدا واحدا.‏» (‏تكوين ٢:‏١٨ و ٢٣ و ٢٤‏)‏ فلن تكون للرجل امرأة أخرى،‏ ولن يكون للمرأة رجل آخر.‏ وقد اثبت ابن اللّٰه ذلك ثانية اذ قال:‏ «ليسا بعد اثنين بل جسد واحد.‏ فالذي جمعه اللّٰه لا يفرقه انسان.‏» والخيانة الجنسية فقط هي الأساس الصحيح لكسر رباط الزواج.‏ —‏ متى ١٩:‏٣-‏٩‏.‏

٢٧-‏٢٩ (‏أ)‏ ماذا يحسن بالمرأة ان تفتش عنه في الزوج المقبل؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكن للرجل ان يفتش عنه بحكمة في الزوجة المقبلة؟‏

٢٧ ونظرا الى خطورة الزواج يحسن بالمرأة التي تريد ان تكون ناجحة فيه ان تتزوّج فقط رجلا تستطيع ان تحترمه —‏ رجلا ثابتا ومتزنا،‏ ذا تفكير سليم،‏ قادرا على معالجة المسؤولية،‏ ناضجا بشكل يكفي لقبول الانتقاد المساعد.‏ فاسألي نفسك:‏ هل يكون معيلا صالحا،‏ أبا صالحا للأولاد الذين قد يباركون الاتحاد؟‏ وهل يملك مقاييس أدبية سامية بحيث تستطيعان كلاكما ان تصمما بثبات على حفظ فراش الزواج مكرّما وغير نجس؟‏ هل يعرب عن التواضع والحشمة ام انه مستكبر ومعاند،‏ رجل يريد ان يتباهى برئاسته ويعتقد انه دائما على صواب ولا يريد ان يناقش القضايا؟‏ وبمعاشرة الرجل لوقت كاف قبل الزواج يمكن معرفة هذه الأمور،‏ وخاصة اذا جرى التمسك بمبادئ الكتاب المقدس كمقياس للحكم.‏

٢٨ وبشكل مماثل فان الرجل الذي ينظر الى نجاح زواجه بجد يطلب زوجة يستطيع ان يحبها كجسده.‏ ويجب ان تكون معينا له كرفيق في تأسيس البيت.‏ (‏تكوين ٢:‏١٨‏)‏ وكونها مدبّرة صالحة للمنزل هو مهنة لازمة لمختلف المسؤوليات.‏ ويتطلب ذلك الاعراب عن المواهب كطباخة ومزخرفة واقتصادية وأمّ ومعلمة واكثر من ذلك بكثير.‏ ويمكن ان يكون دورها متصفا بالابداع والتحدي يقدم الفرص الكثيرة للنمو والانجاز الشخصي.‏ والزوجة الفاضلة،‏ كالزوج الصالح،‏ عاملة جيدة:‏ «تراقب طرق اهل بيتها ولا تأكل خبز الكسل.‏» —‏ أمثال ٣١:‏٢٧‏.‏

٢٩ اجل،‏ يحسن بهما كليهما ان يفكرا في ما يريانه —‏ في دليل النظافة والترتيب الشخصي او عدم وجوده.‏ الاجتهاد او عوض ذلك الكسل.‏ التعقل والاعتبار بخلاف العناد والانانية.‏ الاقتصاد او الاسراف.‏ القدرة التفكيرية التي تؤدي الى المحادثة الممتعة والغنى الروحي بالتباين مع الكسل العقلي الذي يجعل الحياة على وتيرة واحدة في الاعتناء بالحاجات الجسدية اليومية والقليل غيرها.‏

٣٠ و ٣١ لماذا يمكن للسلوك الفاسد ادبيا في فترة التودّد ان يعيق تمتع المرء بزواج جيد؟‏

٣٠ والاحترام المخلص احدهما للآخر عنصر أساسي للزواج الناجح.‏ وينطبق ذلك أيضا على تعابير المحبة في فترة التودّد.‏ فالحرية الجنسية غير اللائقة او الشهوة غير المضبوطة يمكن ان تجعل العلاقة رخيصة قبل ابتداء الزواج.‏ والفساد الادبي الجنسي ليس أساسا جيدا لابتداء بناء الزواج عليه.‏ فهو يعرب عن انانية عدم الاهتمام بالسعادة المقبلة للشخص الآخر.‏ والانفعال الشهواني العنيف الذي يظهر وقتيا انه يشكل رباطا لا ينقطع يمكن ان يبرد سريعا،‏ وفي خلال أسابيع او حتى أيام يمكن ان يتحول الزواج الى رماد.‏ —‏ قارن رواية شهوة امنون لثامار،‏ المذكورة في ٢ صموئيل ١٣:‏١-‏١٩‏.‏

٣١ والاعراب عن الشهوة في فترة التودّد يمكن ان يزرع بزور الشك وينشئ في ما بعد عدم اليقين في ما يتعلق بالدافع الحقيقي الى الزواج.‏ فهل كان لمجرد تزويد منفذ للشهوة،‏ ام للاشتراك في الحياة مع من يجري تقديره ومحبته بشكل اصيل كشخص؟‏ وعدم ضبط النفس قبل الزواج كثيرا ما ينذر بعدم وجوده بعد ذلك مما ينتج الخيانة الزوجية والشقاء.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ والذكريات الرديئة التي يتركها الفساد الادبي قبل الزواج يمكن ان تعيق التكيّف العاطفي الهادئ وفق الزواج في مراحله الباكرة.‏

٣٢ كيف يمكن للسلوك الفاسد ادبيا في فترة التودّد ان يؤثر في علاقة المرء باللّٰه؟‏

٣٢ والامر الأكثر خطورة أيضا هو ان هذا الفساد الادبي يؤثر في علاقة المرء بخالقنا،‏ الذي نحتاج الى مساعدته بشكل خطير.‏ «لانّ هذه هي إرادة اللّٰه قداستكم.‏ أن تمتنعوا عن الزنا .‏.‏.‏ أن لا يتطاول احد ويطمع على أخيه (‏او،‏ منطقيا،‏ اخته)‏ في هذا الامر .‏.‏.‏ اذاً من يرذل لا يرذل انسانا بل اللّٰه الذي اعطانا أيضا روحه القدوس.‏» —‏ ١ تسالونيكي ٤:‏٣-‏٨‏.‏

أساس صخري

٣٣ و ٣٤ عند اختيار رفيق الزواج اية صفات تظهر الاسفار المقدسة انها اهم بكثير من المظهر الجسدي؟‏

٣٣ فهل يستقر بيتكم،‏ عائلتكم،‏ على أساس صخري ام رملي؟‏ يتوقف ذلك جزئيا على درجة الحكمة المستعملة عند اختيار رفيق الزواج.‏ فالجمال والجنس لا يكفيان.‏ ولا يزيلان عدم الانسجام العقلي والروحي.‏ والمشورة في كلمة اللّٰه هي ما يزوّد الأساس الصخري في الزواج.‏

٣٤ ويظهر الكتاب المقدس ان الشخص الداخلي اهم من المظهر الخارجي.‏ «الحسن غش والجمال باطل،‏» يقول المثل الملهم،‏ «أما المرأة المتقية الرب فهي تمدح.‏» (‏أمثال ٣١:‏٣٠‏)‏ ويتحدث الرسول بطرس،‏ وهو رجل متزوج،‏ عن «انسان القلب الخفي» و «الروح الوديع الهادئ» باعتباره «قدام اللّٰه كثير الثمن.‏» (‏١ بطرس ٣:‏٤‏)‏ فاللّٰه لا ينظر الى المنظر الظاهري للإنسان،‏ ويمكن ان نستفيد من مثاله بالاحتراز من التأثر غير اللائق بمجرد المظهر الخارجي لرفيق الزواج المقبل.‏ —‏ ١ صموئيل ١٦:‏٧‏.‏

٣٥ و ٣٦ (‏أ)‏ لماذا من المهم التزوّج بشخص يملك الايمان باللّٰه وكلمته؟‏ (‏ب)‏ الى أي حد تتوقعون ان يعرب الرفيق المقبل عن هذا الايمان؟‏

٣٥ والملك الحكيم سليمان تأمل في الحياة ووصل الى هذا الاستنتاج:‏ «اتق اللّٰه واحفظ وصاياه لأنّ هذا هو الانسان كله.‏» (‏جامعة ١٢:‏١٣‏)‏ وجرى أمر الاسرائيليين خصوصا،‏ الذين كانوا في عهد لاطاعة شريعة اللّٰه،‏ بعدم صنع عقود زواج مع الأشخاص الذين لا يشتركون في شكل عبادتهم لئلا يبعدوهم عن الاله الحقيقي.‏ «لا تصاهرهم.‏ بنتك لا تعط لابنه وبنته لا تأخذ لابنك.‏ لانه يردّ ابنك من ورائي فيعبد آلهة أخرى.‏» —‏ تثنية ٧:‏٣،‏ ٤‏.‏

٣٦ ولأسباب مماثلة أعطيت النصيحة لاولئك الذين في «العهد الجديد» مع اللّٰه،‏ الذين في الجماعة المسيحية،‏ بان يتزوجوا «في الرب فقط.‏» (‏ارميا ٣١:‏٣١-‏٣٣،‏ ١ كورنثوس ٧:‏٣٩‏)‏ وعوض ان يظهر ذلك التعصب الاعمى فانه يعرب عن دافع الحكمة والمحبة.‏ فلا شيء يمكن ان يمنح ربط الزواج قوة اعظم من الولاء المتبادل للخالق.‏ واذا تزوجتم بشخص يملك الايمان باللّٰه وكلمته،‏ ويفهمها كما تفهمونها انتم،‏ فحينئذ يكون لديكم مرجع مشترك للمشورة.‏ وربما لا تشعرون بضرورة ذلك،‏ ولكن «لا تضلوا.‏ فان المعاشرات الردية تفسد الاخلاق الجيدة.‏» (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏)‏ وحتى داخل الجماعة المسيحية يحسن بالمرء ان يكون على يقين من ان رفيق الزواج المقبل هو حقا خادم للّٰه من كل القلب،‏ لا شخص يحاول ان يحيا على حافة المسيحية فيما يميل بقوة الى مواقف وممارسات العالم.‏ فلا يمكن ان تسيروا مع اللّٰه وتركضوا مع العالم.‏ —‏ يعقوب ٤:‏٤‏.‏

٣٧ و ٣٨ (‏أ)‏ لماذا يجب ان يتجنب المرء الإسراع في التودّد او الزواج؟‏ (‏ب)‏ الى مشورة من يحسن بالذين يتأملون في الزواج ان يصغوا؟‏

٣٧ سأل يسوع:‏ «من منكم وهو يريد ان يبني برجا لا يجلس أولا ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله.‏ لئلا يضع الأساس ولا يقدر ان يكمل.‏» (‏لوقا ١٤:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وينطبق المبدأ ذاته على الزواج.‏ واذ يعتبر اللّٰه الزواج اتحادا مدى الحياة لا يجب الإسراع في اختيار رفيق الزواج.‏ وكونوا على يقين من استعدادكم شخصيا لتكميل ما ابتدأتم به.‏ وحتى التودد لا يجب النظر اليه باستخفاف،‏ كلعبة.‏ فاللعب بعواطف الشخص الآخر تسلية قاسية،‏ والانسحاق العاطفي والغم الذي ينتجه ذلك يمكن ان يدوم طويلا.‏ —‏ أمثال ١٠:‏٢٣،‏ ١٣:‏١٢‏.‏

٣٨ والاحداث المتعقلون الذين يتأملون في الزواج يحسن بهم ان يصغوا الى مشورة الأشخاص الأكبر،‏ وخاصة الذين اظهروا انهم يفكرون في افضل مصالحكم.‏ وتذكرنا أيوب ١٢:‏١٢ بقيمة ذلك اذ تقول:‏ «عند الشيب حكمة وطول الأيام فهم.‏» فأصغوا الى أصوات الخبرة هذه.‏ وقبل كل شيء‏،‏ «توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد.‏ في كل طرقك اعرفه وهو يقوّم سبلك.‏» —‏ أمثال ٣:‏٥،‏ ٦‏.‏

٣٩ كيف يمكن للكتاب المقدس ان يساعد الأشخاص المتزوجين؟‏

٣٩ وكثيرون من الذين يقرأون هذه الكلمات ربما كانوا متزوجين.‏ فرغم ان اساسكم الى حد ما قد وضع يمكن للكتاب المقدس ان يساعدكم على صنع التعديلات حيث يلزم بنتائج مفيدة.‏ ومهما كانت حالة زواجكم يمكن تعزيزها بالتأمل اكثر في مشورة الخالق في السعادة العائلية.‏

‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

هل يستطيع زواجكم ان يثبت في وجه الازمنة العاصفة؟‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة