مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ح‌ع الفصل ١٠ ص ١٣١-‏١٤٥
  • قيمة التأديب في المحبة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • قيمة التأديب في المحبة
  • جعل حياتكم العائلية سعيدة
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • عصا التأديب
  • وضع حدود ثابتة
  • اجعلوا التسلية مضبوطة
  • عندما تؤدبون اتصلوا!‏
  • طرائق مختلفة للتأديب
  • ادّبوا في المحبة
  • درِّبوا ولدكم من الطفولية
    سرّ السعادة العائلية
  • ايها الوالدون،‏ درِّبوا اولادكم بمحبة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
  • التأديب يعطي ثمرا للسلام
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٨
  • التأديب النافع
    استيقظ!‏ ٢٠١٥
المزيد
جعل حياتكم العائلية سعيدة
ح‌ع الفصل ١٠ ص ١٣١-‏١٤٥

الفصل ١٠

قيمة التأديب في المحبة

١ ماذا يلزم اذا أراد المرء ان يكون اولاده طائعين؟‏

الأولاد الطائعون المحبون ذوو العادات الحسنة لا يأتون بالصدفة.‏ فيجري تكييفهم وانتاجهم بالمثال والتأديب.‏

٢ كيف تصطدم آراء كثيرين من المختصين بعلم نفس الأولاد مع مشورة الكتاب المقدس؟‏

٢ وكثيرون من المختصين بعلم نفس الأولاد يضعون إشارة «لا تمسّ!‏» على الأولاد،‏ كما فعل من قال:‏ «هل تدركن ايتها الأمهات انه كلما صفعتنّ ولدكنّ تظهرن انكنّ تبغضن ولدكنّ؟‏» ولكنّ اللّٰه في كلمته يقول:‏ «من يمنع عصاه يمقت ابنه ومن أحبه يطلب له التأديب.‏» (‏أمثال ١٣:‏٢٤‏)‏ وقبل عقود قليلة،‏ وخاصة في الأمم الغربية،‏ كانت الكتب عن تدريب الأولاد بنظرياتها الإباحية تغمر الأسواق.‏ فالتأديب يثبط الولد ويعيق تطوره،‏ قال علماء النفس.‏ وبالنسبة الى الصفع فان مجرد الفكرة كانت لهم رهيبة.‏ فكانت نظرياتهم تصطدم مباشرة مع مشورة يهوه اللّٰه.‏ وكلمته تقول انكم تحصدون ما تزرعون.‏ (‏غلاطية ٦:‏٧‏)‏ فعلى ماذا برهنت العقود القليلة لزرع بزور الإباحية؟‏

٣ و ٤ ماذا نتج من عدم التأديب اللائق في البيت،‏ ولذلك بماذا يوصي الكثيرون؟‏

٣ ان الغلة الوافرة للجريمة والجناح معروفة جيدا.‏ وجرائم الاحداث مسؤولة عن اكثر من ٥٠ في المئة من الجرائم الخطيرة في كثير من الأمم الصناعية.‏ وفي بعض انحاء العالم تصير المدارس مرتعا للفوضى والقتال والإساءة الشفهية والكلمات البذيئة وتخريب الممتلكات والاعتداء الجسدي والابتزاز واحراق المباني والسرقات والاغتصاب والمخدرات والقتل.‏ ونسب متحدث عن اتحاد المعلمين في احد البلدان الكبرى مشكلة التأديب الى فشل المدرسة في الوصول الى الأولاد في سنّ مبكرة،‏ والجناح الى انحطاط العائلة وعدم رغبة الآباء في وضع مقاييس معقولة لسلوك أولادهم.‏ وفي بحث السؤال «لماذا يصير بعض أعضاء العائلة مجرمين دون غيرهم،‏» تقول دائرة المعارف البريطانية:‏ «قد تكون خطط العائلة التأديبية اكثر من الازم رخوة او قاسية او غير ثابتة.‏ ويقترح البحث الأميركي ان التأديب غير السليم يمكن ان يكون مسؤولا عن نحو ٧٠ في المئة من الرجال المجرمين.‏»

٤ والنتائج الجاري اختبارها تؤدي الى تغيير الرأي بين الكثيرين والرجوع الى التأديب.‏

عصا التأديب

٥ ما هي نظرة الكتاب المقدس الى الصفع؟‏

٥ قد يكون الصفع منقذا لحياة الولد،‏ لان كلمة اللّٰه تقول:‏ «لا تمنع التأديب عن الولد لانك ان ضربته بعصا لا يموت.‏ تضربه انت بعصا فتنقذ نفسه من الهاوية (‏المدفن)‏.‏» وأيضا،‏ «الجهالة مرتبطة بقلب الولد.‏ عصا التأديب تبعدها عنه.‏» (‏أمثال ٢٣:‏١٣،‏ ١٤،‏ ٢٢:‏١٥‏)‏ فاذا اعتبر الآباء مصالح حياة أولادهم عزيزة عليهم لا يدعون الاجراء التأديبي بضعف او عدم اكتراث يفلت من أيديهم.‏ وستدفعهم المحبة الى اتخاذ الاجراء،‏ بحكمة وعدل،‏ عند اللزوم.‏

٦ أي شيء يشمله التأديب؟‏

٦ أما التأديب ذاته فلا يقتصر على العقاب.‏ فالتأديب من حيث الأساس يعني «الارشاد والتدريب الذي يلازم ترتيبا او نظاما معيّنا.‏» ولهذا السبب لا تقول الامثال ٨:‏٣٣‏،‏ اشعروا بالتأديب،‏ بل «اسمعوا (‏التأديب،‏ ع‌ج)‏ وكونوا حكماء.‏» والمسيحي،‏ حسب ٢ تيموثاوس ٢:‏٢٤،‏ ٢٥‏،‏ يجب ان «يكون مترفقا بالجميع صالحا للتعليم صبورا على المشقات مؤدبا بالوداعة المقاومين.‏» وكلمة التأديب ذاتها نجدها في العبرانيين ١٢:‏٩‏:‏ «كان لنا آباء اجسادنا مؤدبين وكنا نهابهم.‏ أفلا نخضع بالاولى جدا لابي الأرواح فنحيا.‏»

٧ اية فوائد تنتج من التأديب الابوي؟‏

٧ والأب الذي يفشل في تزويد التأديب لا يربح احترام الولد،‏ تماما كالحكام الذين لا يربحون احترام المواطنين عندما يسمحون للخطأ بان يفلت من العقاب.‏ والتأديب،‏ المعطى بشكل صائب،‏ دليل على ولد يهتم به ابواه.‏ ويساهم في بيت سلمي،‏ لانه «يعطي الذين يتدربون به ثمر برّ للسلام.‏» (‏عبرانيين ١٢:‏١١‏)‏ فالاولاد العديمو الطاعة الاردياء السلوك هم مصدر ازعاج في البيت،‏ وأمثال هؤلاء الأولاد لا يكونون ابدا سعداء حقا،‏ حتى ولا مع انفسهم.‏ «ادّب ابنك فيريحك ويعطي نفسك لذّات.‏» (‏أمثال ٢٩:‏١٧‏)‏ وبعد شيء من التقويم الثابت والحبي يمكن ان يحصل الولد نوعا ما على نظرة جديدة وبداية جديدة وغالبا ما يكون رفيقا مقبولا اكثر.‏ فالتأديب،‏ حقا،‏ يعطي «ثمر برّ للسلام.‏»‏

٨ كيف يمكن ان يؤدب الابوان في المحبة؟‏

٨ «الذي يحبه الرب يؤدبه.‏» (‏عبرانيين ١٢:‏٦‏)‏ وهكذا أيضا الاب او الام الذي يفكر حقا في افضل مصالح أولاده.‏ والتأديب يجب ان يجري بدافع المحبة.‏ فقد يكون الغضب طبيعيا عندما يغتاظ المرء من خطأ الولد،‏ ولكن كما يظهر الكتاب المقدس يجب ان يكون المرء «صبورا على المشقات.‏» (‏٢ تيموثاوس ٢:‏٢٤‏)‏ وبعد ن يهدأ الشخص ربما لا تبدو الخطية الصبيانية كبيرة الى هذا الحد:‏ «تعقّل الانسان يبطئ غضبه وفخره الصفح عن معصية.‏» (‏أمثال ١٩:‏١١‏،‏ انظر أيضا جامعة ٧:‏٨،‏ ٩‏.‏)‏ وقد تكون هنالك ظروف مخففة:‏ فربما كان الولد تعبا جدا او متوعكا.‏ وربما نسي فعلا ما قيل له.‏ ألا يحصل ذلك للراشدين أيضا؟‏ ولكن حتى ان كان الخطأ لا يجب التغاضي عنه فان التأديب لا يلزم ان يكون انفجارا غير مضبوط او ثورانا يخفف الضغط العاطفي للاب او الام.‏ فالتأديب يشمل الارشاد،‏ وبانفجار الغضب يتعلم الولد درسا،‏ لا في ضبط النفس،‏ بل في عدمه.‏ والشعور بالاعتناء به،‏ الذي يدركه الولد في التأديب اللائق،‏ يختفي.‏ فالاتزان ضروري ويروّج السلام.‏

وضع حدود ثابتة

٩ انسجاما مع الامثال ٦:‏٢٠-‏٢٣ ماذا يجب على الآباء ان يزوّدوا لاولادهم؟‏

٩ يجب على الآباء ان يزوّدوا الخطوط الارشادية لاولادهم.‏ «يا ابني احفظ وصايا ابيك ولا تترك شريعة امك.‏ اربطها على قلبك دائما.‏ قلّد بها عنقك.‏ اذا ذهبت تهديك.‏ اذا نمت تحرسك واذا استيقظت فهي تحدّثك.‏ لانّ الوصية مصباح والشريعة نور وتوبيخات الادب طريق الحياة.‏» فهذه الوصايا الابوية تهدي وتحمي الولد،‏ وتعكس اهتمام الابوين بخير وسعادة الولد.‏ —‏ أمثال ٦:‏٢٠-‏٢٣‏.‏

١٠ ماذا يمكن ان يحدث عندما يفشل الآباء في تأديب أولادهم؟‏

١٠ والأب الذي يفشل في ذلك يتحمل المسؤولية.‏ فعالي،‏ رئيس الكهنة في إسرائيل قديما،‏ ترك بنيه ينهمكون في الجشع والاحتقار والفساد الادبي.‏ وقد عبّر لهم عن شيء من الاحتجاج،‏ ولكنه لم يتخذ اجراء حقيقيا لايقاف ارتكابهم الخطأ.‏ قال اللّٰه:‏ «أقضي على بيته الى الابد من اجل الشر الذي يعلم أنّ بنيه قد اوجبوا به اللعنة على انفسهم ولم يردعهم.‏» (‏١ صموئيل ٢:‏١٢-‏١٧ و ٢٢-‏٢٥؛‏ ٣:‏١٣‏)‏ وبشكل مماثل،‏ اذا فشلت الام في واجبها تعاني الخزي:‏ «العصا والتوبيخ يعطيان حكمة والصبي (‏او الصبية)‏ المطلق الى هواه يخجل امه.‏» —‏ أمثال ٢٩:‏١٥‏.‏

١١ لماذا يحتاج الأولاد الى وضع حدود لهم؟‏

١١ يحتاج الأولاد الى وضع حدود لهم.‏ فدونها يشعرون بالقلق.‏ وامتلاكها واتّباعها يجعل الأولاد يشعرون بانهم جزء من فريق.‏ فهم ينتمون اليه ويكونون مقبولين منه لسبب عملهم بموجب مطالبه.‏ والاباحية تهجر الاحداث وتتركهم يتقدمون وحدهم متعثرين.‏ وتظهر النتائج ان الأولاد يحتاجون الى الراشدين،‏ الذين يملكون الاقتناع الثابت بالحدود،‏ والذين ينقلونها اليهم.‏ ويحتاج الأولاد الى الادراك انه توجد حدود لكل فرد على الأرض وان ذلك ينتج الخير والسعادة الشخصية.‏ ولا يمكن التمتع بالحرية الا عندما يعترف الآخرون بمجال حريتنا ونعترف نحن بذاك الذي لهم.‏ وتجاوز الحدود اللائقة يعني دون شك ان المسيء يصل الى حد التطاول والطمع على أخيه.‏ —‏ ١ تسالونيكي ٤:‏٦‏.‏

١٢ لماذا تأديب الذات مهم،‏ وكيف يمكن للآباء ان يساعدوا أولادهم على تطويره؟‏

١٢ وعندما يتعلم الأولاد ان تحدي الحدود اللائقة يجلب التأديب من هذا النوع او ذاك يدركون حدودهم الخاصة،‏ وبالثبات والإرشاد الابوي يطوّرون تأديب الذات اللازم ليحيوا حياة الاكتفاء.‏ فاما ان نؤدب انفسنا من الداخل،‏ واما ان ننال التأديب من مصدر خارجي.‏ (‏١ كورنثوس ٩:‏٢٥،‏ ٢٧‏)‏ واذا طوّرنا التأديب الداخلي وساعدنا أولادنا على فعل الامر ذاته تكون حياتنا وحياتهم أسعد وأبعد عن المشاكل والغم.‏

١٣ ما هي بعض العوامل المهمة التي يجب ان يذكرها الآباء عند وضع الخطوط الارشادية لاولادهم؟‏

١٣ والخطوط الارشادية والحدود للاولاد يجب ان تكون واضحة وعادلة ورحيمة.‏ فلا تتوقعوا منهم اكثر ولا اقل من اللازم.‏ اذكروا عمرهم،‏ لانهم سيتصرفون بموجبه.‏ لا تتوقعوا ان يكونوا راشدين بشكل مصغّر.‏ وقال الرسول بانه لما كان طفلا كطفل كان يتصرف.‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏١١‏)‏ ولكن عندما تؤسسون قواعد معقولة،‏ ويفهمها اولادكم،‏ اجعلوها سارية المفعول بسرعة وثبات.‏ «ليكن كلامكم نعم نعم لا لا.‏» (‏متى ٥:‏٣٧‏)‏ والأولاد بالحقيقة يقدّرون الآباء الذين يلتصقون بكلامهم،‏ الذين يتصفون بالثبات ويمكن الانباء بهم،‏ اذ يشعرون بقوة آبائهم تدعمهم وبانهم يستطيعون ان يعتمدوا على ذلك عندما يأتي الاضطراب ويحتاجون الى العون.‏ واذا اتصف آباؤهم بالعدل والايجابية في تقويم الخطأ يمنح ذلك الأولاد الشعور بالامن والاستقرار.‏ فالاولاد يحبون ان يعرفوا اين هو موقفهم،‏ وبآ‌باء كهؤلاء يعرفون ذلك.‏

١٤ لماذا الثبات مهم عندما لا يتجاوب الأولاد مع توجيه آبائهم؟‏

١٤ يلزم التصميم من جهة الآباء ليظهروا الثبات عندما يتوقف الولد فجأة عن اطاعة الامر الابوي.‏ فبعض الآباء يلجأون حينئذ الى التهديد بالعقاب المحتمل،‏ او ينهمكون في جدل عقيم مع الولد،‏ او يحاولون رشو الولد ليفعل ما امروه به.‏ وكل ما يلزم غالبا هو ان تكونوا ثابتين جدا وتقولوا للولد باقتناع انه يجب ان يفعل ذلك وان يفعله الآن.‏ فاذا كان الولد على وشك الخطو امام سيارة مقبلة يقول له الابوان ما يجب ان يفعله دون تردد.‏ وكما يوضح بعض الباحثين في الموضوع:‏ «جميع الآباء تقريبا يجعلون أولادهم يذهبون الى المدرسة،‏ .‏.‏.‏ ينظفون اسنانهم،‏ يبتعدون عن السطح،‏ يستحمون،‏ وهلم جرا.‏ والأولاد غالبا ما يقاومون.‏ ولكنهم رغم ذلك يطيعون اذ يعرفون ان الآباء يعنون ذلك.‏» فلا يمكن ان تتوقعوا ان يربط اولادكم ارشاداتكم ووصاياكم على قلبهم دائما الا اذا ايّدتم ذلك بثبات.‏ —‏ أمثال ٦:‏٢١‏.‏

١٥ عندما لا يكون الآباء ثابتين في جعل الخطوط الارشادية سارية المفعول كيف يمكن ان يتأثر الأولاد؟‏

١٥ وعندما يجعل الآباء الخطوط الارشادية سارية المفعول بشكل متقطع حسب هوى او مزاج تلك اللحظة،‏ او عند تأجيل التأديب على العصيان طويلا،‏ يجترئ الأولاد على المجازفة بالمخالفات ليروا الى ايّ حد يمكن ان يصلوا وكم يمكن ان يفعلوا دون عقاب.‏ وعندما يظهر ان العقاب يتباطأ يصير الأولاد كالكبار في الاجتراء على ارتكاب الخطأ.‏ «لان القضاء على العمل الرديء لا يُجرى سريعا فلذلك قد امتلأ قلب بني البشر فيهم لفعل الشر.‏» (‏جامعة ٨:‏١١‏)‏ فقولوا ما تعنون واعنوا ما تقولون.‏ وحينئذ يدرك ولدكم ان هذه هي الحال ويعرف انه لا الاستياء والجدل،‏ ولا التصرف كما لو انه يشعر بأنكم قساة وغير محبين،‏ يفيد شيئا.‏

١٦ لتجنب اصدار الأوامر غير المعقولة ماذا يجب ان يفعل الآباء؟‏

١٦ ويتطلب ذلك التفكير قبل التكلم.‏ فالقواعد او الأوامر الصادرة بسرعة تكون غالبا غير معقولة.‏ «ليكن كل انسان مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلم مبطئا في الغضب.‏» (‏يعقوب ١:‏١٩‏)‏ فان لم يكن التأديب عادلا وثابتا يتأثر الشعور الطبيعي بالعدل لدى الأولاد ويتطوّر الاستياء.‏

اجعلوا التسلية مضبوطة

١٧ اية نظرة الى العمل واللعب يجب ان يقدّرها الأولاد؟‏

١٧ اللعب جزء طبيعي من حياة الولد.‏ (‏زكريا ٨:‏٥‏)‏ فيجب ان يدرك الآباء ذلك فيما يُدخلون تدريجيا في حياة الولد التقدير للعمل والشعور بالمسؤولية.‏ ثم مهما كانت الاعمال الصغيرة التي تعطى للولد من الأفضل عموما ان يقوم بها أولا.‏ واللعب يأتي ثانيا.‏

١٨ أي اثر يمكن ان يتركه العشراء في الأولاد؟‏

١٨ يصير بعض الأولاد «أولاد الشارع» او غرباء فعلا عن البيت لسبب طلب التسلية في مكان آخر.‏ فاذا كانت المعاشرات رديئة تصير الآثار رديئة.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏)‏ وشيء من المعاشرة خارج البيت مفيد طبعا للولد ليطوّر فهما أوسع للناس.‏ ولكن عندما تكون هنالك معاشرة خارجية اكثر من الازم،‏ او تترك غير مضبوطة،‏ تضعف الدائرة العائلية او حتى تتحطم.‏

١٩ ما هي بعض الأمور التي يمكن ان يراجعها الآباء ليعرفوا ما اذا كانوا يجعلون البيت مكانا ممتعا لاولادهم؟‏

١٩ وفضلا عن التأديب الذي يمنحه الآباء لتقويم ذلك،‏ يحسن بهم ان يسألوا انفسهم ماذا يمكن ان يفعلوا لجعل البيت اكثر متعة لاولادهم،‏ وما اذا كانوا يصرفون الوقت الكافي معهم،‏ ليس فقط في ارشادهم او تأديبهم،‏ بل أيضا في الكون أصدقاء ورفقاء حقيقيين لاولادهم.‏ وهل انتم عادة مشغولون اكثر من اللازم عن صرف الوقت مع اولادكم،‏ عن اللعب معهم؟‏ ان فرص فعل الأمور مع الولد اذا ضاعت لا ترجع ثانية.‏ فالوقت يسير باتجاه واحد،‏ والولد لا يبقى كما هو بل يستمر في النمو والتغيّر.‏ والفصول تمر بسرعة،‏ ورغم انه يظهر وكأن ابنكم كان البارحة طفلا يتعلم المشي،‏ فانكم تدركون فجأة انه يصير رجلا شابا وان ابنتكم الصغيرة قد صارت سيدة شابة.‏ فاذا حافظتم على الاتزان الجيد وأدّبتم نفسكم في استعمالكم الوقت،‏ فحينئذ فقط يمكن ان تتجنبوا خسارة الفرص التي تقدمها هذه الفترة الثمينة —‏ او ان تمنعوا رؤية اولادكم يبتعدون عنكم وهم لا يزالون في سنواتهم الباكرة.‏ —‏ أمثال ٣:‏٢٧‏.‏

٢٠ و ٢١ حيثما يوجد التليفيزيون في البيت اية مسؤولية يجب ان يتحملها الآباء،‏ ولماذا؟‏

٢٠ وحيثما يكون التليفيزيون المصدر العام للتسلية قد يلزم وضع حدود لاستعماله.‏ فبعض الآباء يستعملون التليفيزيون كحاضنة.‏ وقد يكون ذلك مريحا ويظهر رخيصا،‏ ولكنه في الواقع يمكن ان يصير غالي الثمن.‏ فالبرامج التليفيزيونية غالبا ما تكون مشبعة من العنف والجنس.‏ والانطباع المعطى هو ان العنف طريقة مقبولة لحل المشاكل،‏ والجنس غير الشرعي جزء مقبول من الحياة اليومية.‏ وتظهر التقارير الكثيرة ان ذلك يمكن ان يضعف حساسية الشخص لامثال هذه الممارسات،‏ وخاصة الأشخاص الاحداث.‏ وأنتم تهتمون بان يأكل اولادكم طعاما صحيا وغير ملوّث.‏ فيجب ان تهتموا اكثر أيضا بما تتغذى به عقولهم.‏ وكما اظهر يسوع،‏ لا يدخل الطعام الى قلوبنا،‏ ولكنّ ما نضعه في عقولنا يمكن ان يدخل الى قلوبنا.‏ —‏ مرقس ٧:‏١٨-‏٢٣‏.‏

٢١ وضبط نوع البرامج التي تجري مشاهدتها،‏ وأيضا مقدار الوقت المصروف امام التليفيزيون،‏ يمكن ان يصنع فرقا كبيرا في تطوّر الولد.‏ فالتليفيزيون يمكن ان يزوّد شيئا من التسلية الممتعة وحتى التعليم.‏ ولكن ان لم يجر ضبطه يمكن ان يصير ادمانا،‏ مستهلكا مقادير كبيرة من الوقت.‏ والوقت يعني الحياة،‏ وبعض هذا الوقت يمكن صرفه دون شك بطرائق أخرى اكثر فائدة.‏ ذلك لان التليفيزيون يستبدل العمل بمجرد النظر.‏ ويستبدل لا النشاط الجسدي فقط بل القراءة والمحادثة أيضا.‏ والعائلة تحتاج الى الاتصال والاتحاد،‏ ومجرد الجلوس معا بصمت في الغرفة ذاتها ومشاهدة التليفيزيون لن يسدّ هذه الحاجة.‏ وحيثما يكون الافراط في مشاهدة التليفيزيون مشكلة يمكن للآباء ان يطوروا في أولادهم التقدير للنشاطات الأخرى مكان التليفيزيون —‏ اللعب السليم،‏ القراءة،‏ النشاطات العائلية —‏ وخاصة اذا اخذ الآباء انفسهم القيادة ورسموا المثال.‏

عندما تؤدبون اتصلوا!‏

٢٢ لماذا من المهم ان يفهم الأولاد الكلمات التي يستعملها آباؤهم؟‏

٢٢ يذكر احد الآباء هذا الاختبار:‏

‏«عندما كان ابني بعمر ثلاث سنوات فقط اعطيته موعظة عن الكذب،‏ وكيف يبغض اللّٰه الكذبة،‏ مستعملا الامثال ٦:‏١٦-‏١٩ وغيرها من الآيات.‏ فأصغى وظهر كأنه يتجاوب جيدا.‏ ولكنني شعرت بانه لم يفهم النقطة.‏ ولذلك سألته،‏ يا ابني،‏ هل تعرف ما هو الكذب؟‏ فقال،‏ لا.‏ وبعد ذلك كنت اتاكد دائما انه يعرف ماذا تعني الكلمات ولماذا يجري تأديبه.‏»‏

٢٣ ماذا يمكن ان يتعلق بمساعدة الأولاد ليروا صواب تصرف معين؟‏

٢٣ وعندما يكون الأولاد صغارا بعد قد يتمكن الآباء من إيضاح الأمور فقط بعبارة «لا لا،‏» كلمس موقد حار.‏ ولكن حتى مع أمثال هذه التحذيرات البسيطة الأولى يمكن إعطاء الأسباب.‏ فقد تكون مجرد ان الموقد «حار!‏» وان لمسه «موجع!‏» ولكن،‏ من البداية،‏ اجعلوا امام الولد المبدأ القائل بان الامر يتعلق بخير الولد.‏ ثم أبرزوا ان صفات كاللطف والاعتبار والمحبة مرغوب فيها.‏ ساعدوا الولد ليدرك ان هذه الصفات تشكل الأساس لكل المطالب او القيود الصائبة.‏ وأيضا شددوا لماذا يعبّر او لا يعبّر عمل معيّن عن هذه الصفات المرغوب فيها.‏ وعندما يجري ذلك بثبات قد تتمكنون من الوصول لا الى مجرد عقل الولد بل الى قلبه.‏ —‏ متى ٧:‏١٢،‏ رومية ١٣:‏١٠‏.‏

٢٤ لماذا من المهم ان يحترم الولد السلطة؟‏

٢٤ وكذلك فان الحاجة الى الطاعة والاحترام للسلطة يجب تعليمها تدريجيا.‏ ففي سنة الحياة الأولى تبتدئ بالظهور رغبة الولد او عدم رغبته في التجاوب مع أوامر الراشدين.‏ وعندما يسمح التطور العقلي للولد اغرسوا فيه التقدير لمسؤولية الابوين امام اللّٰه.‏ ويمكن ان يصنع ذلك فرقا كبيرا في تجاوب الولد.‏ فدون ذلك قد ينظر الأولاد الى الطاعة كشيء يجب ان يعبّروا عنه لمجرد كون آبائهم اكبر وأقوى منهم.‏ أما اذا جرت مساعدة الولد ليرى ان الابوين لا يعطيان آراءهما الخاصة بل يعطيان الولد ما يقوله الخالق،‏ ما تقوله كلمته،‏ فسيعطي ذلك المشورة والتوجيه الابوي قوة لا يمكن ان يعطيها ايّ شيء آخر.‏ ويمكن ان يكون ذلك مصدرا حقيقيا للقوة اللازمة عندما تبتدئ بالظهور مجالات صعبة في حياة الحدث ويبتدئ بالشعور بشدة وضغط التمسك بالمبادئ الصائبة في وجه التجربة او المحنة.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏١٠٩-‏١١١،‏ أمثال ٦:‏٢٠-‏٢٢‏.‏

٢٥ كيف يمكن للمشورة في الامثال ١٧:‏٩ ان تساعد الآباء على تأديب أولادهم بالطريقة الصحيحة؟‏

٢٥ «من يستر معصية يطلب المحبة ومن يكرر امرا يفرّق بين الأصدقاء.‏» (‏أمثال ١٧:‏٩‏)‏ ويصح ذلك أيضا في العلائق بين الآباء والأولاد.‏ فاذا ادرك الولد خطأه،‏ وفهم لماذا يحتاج الى التأديب،‏ ونال هذا التأديب،‏ يجب ان تدفع المحبة الآباء الى تجنب الضرب على وتر المعصية.‏ ومهما جرى ارتكابه تاكدوا ان توضحوا ان ما تبغضونه هو الخطأ لا الولد.‏ (‏يهوذا ٢٣‏)‏ فقد يشعر الولد بانه «اخذ دواءه،‏» وقذ يعتبر الاشارات المتكررة الى الحادثة اذلالا لا لزوم له.‏ ويمكن ان ينتج ذلك ابتعاده عن الابوين او الأولاد الآخرين في العائلة.‏ فاذا كان الاب قلقا إزاء تطوّر نموذج خاطئ يمكن ان يعالج القضية بعد ذلك في مناقشة عائلية.‏ لا تقوموا بمجرد سرد ومراجعة للاعمال الماضية،‏ بل تأملوا في المبادئ ذات العلاقة وكيف تنطبق ولماذا هي مهمة للسعادة الدائمة.‏

طرائق مختلفة للتأديب

٢٦ لماذا لا يتجاوب جميع الأولاد بطريقة مرغوب فيها مع نفس النوع من التأديب؟‏

٢٦ «الانتهار يؤثر في الحكيم اكثر من مئة جلدة في الجاهل.‏» (‏أمثال ١٧:‏١٠‏)‏ فالاولاد المختلفون قد يحتاجون الى التأديب بشكل مختلف.‏ ومزاج وطبع الولد افراديا يجب اخذه بعين الاعتبار.‏ فقد يكون الولد رقيق الشعور جدا ولا يكون العقاب الجسدي كالصفع ضروريا دائما.‏ ومع الآخر قد يكون الصفع غير فعال.‏ او قد يكون الولد كالعبد الموصوف في الامثال ٢٩:‏١٩‏،‏ «بالكلام لا يؤدَّب العبد لانه يفهم ولا يُعنى.‏» وفي حالة كهذه يحتاج الولد الى التأديب الجسدي.‏

٢٧ كيف ساعد احد الآباء ابنه الصغير ليتوقف عن الكتابة على الحائط؟‏

٢٧ تقول احدى الأمهات:‏

‏«كان ابني لا يكاد يبلغ السنتين عندما كتب على الحائط —‏ كتابات حمراء صغيرة غير بعيدة عن الأرض.‏ فأراه ابوه إياها وسأله عنها.‏ فحدق بعينيه دون ان يقول نعم او لا.‏ وأخيرا قال ابوه،‏ يا ابني عندما كنت بعمرك تقريبا كتبت على الحائط.‏ أليس ذلك ممتعا؟‏ فاستراح الصغير الآن،‏ وامتلأ وجهه ابتسامة،‏ وابتدأ محادثة حيوية عن كون ذلك ممتعا جدا.‏ لقد عرف ان اباه فهم!‏ ولكن جرى الايضاح انه رغم كون ذلك ممتعا ليست الحيطان مكانا للكتابة.‏ فتأسس الاتصال،‏ وبالنسبة الى هذا الولد كانت المناقشة الإضافية كل ما يلزم.‏»‏

٢٨ كيف يمكن للاب او الام ان يتجنب الجدال مع الولد؟‏

٢٨ وعند التأديب يحسن إعطاء الأسباب بغية التعليم والإرشاد،‏ ولكن ليس من الملائم عادة الجدال مع الولد.‏ قالت احدى الأمهات عندما جادل ولدها حول القيام بعمل معين:‏ «عندما تنجزه نذهب الى الحديقة،‏» الامر الذي كان ممتعا للصغير في ذلك اليوم.‏ فكان سيجري منع المتعة او النزهة حتى ينتهي العمل المعيّن.‏ واذا أتت ووجدت ان العمل لم ينته بعد كانت ستقول،‏ «ألم ينته بعد؟‏ نذهب عندما تنجزه.‏» فلم تجادل،‏ ولكنها حصلت على النتائج.‏

٢٩ ماذا يمكن فعله لجعل الولد يشعر بالعواقب غير المرغوب فيها لارتكابه الخطأ؟‏

٢٩ والشعور بالعواقب غير المرغوب فيها للاعمال الخاطئة يمكن ان يساعد الأولاد ليتعلموا حكمة المبادئ الصائبة.‏ فهل وسّخ الولد شيئا؟‏ ان تنظيفه ذلك شخصيا قد يترك الانطباع الأقوى.‏ وهل اتصف بالظلم او الفظاظة؟‏ ان تعلّم الاعتذار قد يفعل الشيء الكثير لتقويم الميل الخاطئ.‏ وربما كسر شيئا في لحظة غضب.‏ فاذا كان عمره كافيا قد يطلب منه كسب المال للتعويض.‏ وبالنسبة الى بعض الأولاد فان منع بعض الامتيازات لمدة من الوقت قد يعطي الدرس اللازم.‏ وفي الجماعة المسيحية يكون الامتناع عن المعاشرة الودية وسيلة لجعل بعض الخطاة يخجلون.‏ (‏ ٢ تسالونيكي ٣:‏٦،‏ ١٤،‏ ١٥‏)‏ وبالنسبة الى الصغار يمكن ان يكون المنع الوقتي للمرافقة العائلية فعالا اكثر من الصفع.‏ ولكنّ التطرف،‏ كاقفال الباب لمنع الولد من الدخول الى البيت،‏ يتجاوز حدود المحبة.‏ ومهما كانت الوسيلة المستعملة يلزم الاظهار للأولاد انه يجب عليهم ان يتحملوا عواقب مسلكهم.‏ وهذا الامر يعلّمهم المسؤولية.‏

ادّبوا في المحبة

٣٠ لماذا الاتزان مهم عندما يضع الآباء الخطوط الارشادية لاولادهم؟‏

٣٠ «تأكدوا من الأمور الأكثر أهمية،‏» ذاكرين ان «الحكمة التي من فوق .‏.‏.‏ مترفقة.‏» (‏فيلبي ١:‏١٠‏،‏ ع‌ج،‏ يعقوب ٣:‏١٧‏)‏ واذكروا ان الأولاد الصغار هم حزمة طاقة تطلب الانطلاق،‏ وانهم متعطشون الى التعلّم والاكتشاف وتجربة الأشياء الجديدة.‏ ففي وضع الحدود والخطوط الارشادية أظهروا التفكير السليم واتصفوا بالاختيار.‏ وهنالك اتزان يجب الوصول اليه بين ما هو ضروري وما هو غير ضروري.‏ وبعد ان تجعلوا الحدود معروفة،‏ عوض ان تحاولوا ضبط كل التفاصيل الدقيقة،‏ اسمحوا للولد بان يتمتع بالتحرك بحرية وثقة ضمن هذه الحدود.‏ (‏أمثال ٤:‏١١،‏ ١٢‏)‏ والا فان اولادكم قد يسخطون ويكتئبون،‏ وستجدون نفسكم مرهقين لسبب صنع قضايا من الأمور التي ليست بالحقيقة ذات عاقبة معيّنة.‏ —‏ كولوسي ٣:‏٢١‏.‏

٣١ أي مثال يرسمه يهوه اللّٰه في منح التأديب؟‏

٣١ فيا أيها الآباء،‏ أدّبوا ابنكم او ابنتكم «لانّ فيه رجاء،‏» ولكن افعلوا ذلك بطريقة اللّٰه،‏ في المحبة.‏ تمثلوا به:‏ «الذي يحبه الرب يؤدبه وكأب بابن يسرّ به.‏» اجعلوا تأديبكم ثمينا وحبيا،‏ كذاك الذي لخالقكم،‏ لان «توبيخات الادب طريق الحياة.‏» —‏ أمثال ١٩:‏١٨،‏ ٣:‏١٢،‏ ٦:‏٢٣‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة