الفصل ١١
لِمَاذَا تَكْثُرُ ٱلْمَصَائِبُ؟
١، ٢ مَاذَا يَسْأَلُ أَشْخَاصٌ كَثِيرُونَ؟
مَوْجَةُ تُسُونَامِي تُدَمِّرُ قَرْيَةً؛ رَجُلٌ يُطْلِقُ ٱلنَّارَ فِي كَنِيسَةٍ فَيَتَسَبَّبُ بِقَتْلِ وَجَرْحِ كَثِيرِينَ؛ أُمٌّ تَمُوتُ بِمَرَضِ ٱلسَّرَطَانِ تَارِكَةً وَرَاءَهَا ٥ أَوْلَادٍ.
٢ عِنْدَمَا تَحْصُلُ مَصَائِبُ كَهٰذِهِ، يَسْأَلُ كَثِيرُونَ: ‹لِمَاذَا؟›. فَهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَعْرِفُوا لِمَاذَا ٱلْعَالَمُ مَلِيءٌ بِٱلْكُرْهِ وَٱلْمُعَانَاةِ. فَهَلْ يَخْطُرُ هٰذَا ٱلسُّؤَالُ عَلَى بَالِكَ؟
٣، ٤ (أ) هَلْ خَطَأٌ أَنْ نَسْأَلَ لِمَاذَا يَسْمَحُ ٱللّٰهُ بِٱلْعَذَابِ؟ أَعْطِ مَثَلًا. (ب) كَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَهُ عِنْدَمَا يَرَى ٱلشَّرَّ وَٱلْمُعَانَاةَ؟
٣ نَقْرَأُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ رِجَالٍ مُؤْمِنِينَ سَأَلُوا هُمْ أَيْضًا سُؤَالًا كَهٰذَا. مَثَلًا، سَأَلَ ٱلنَّبِيُّ حَبَقُّوقُ يَهْوَهَ: «لِمَاذَا تُرِينِي ٱلسُّوءَ وَتُبْصِرُ ٱلشَّقَاءَ؟ لِمَ ٱلسَّلْبُ وَٱلْعُنْفُ قُدَّامِي؟ لِمَاذَا يَحْدُثُ ٱلْخِصَامُ؟». — حبقوق ١:٣.
٤ بِحَسَبِ ٱلْآيَةِ فِي حَبَقُّوق ٢:٢، ٣، أَجَابَ ٱللّٰهُ عَنْ أَسْئِلَةِ هٰذَا ٱلنَّبِيِّ وَوَعَدَهُ أَنْ يُصْلِحَ ٱلْوَضْعَ. فَيَهْوَهُ يُحِبُّ ٱلْبَشَرَ كَثِيرًا. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّهُ ‹يَهْتَمُّ بِنَا›. (١ بطرس ٥:٧) وَفِي ٱلْوَاقِعِ، يَكْرَهُ ٱللّٰهُ أَنْ يَرَى ٱلشَّرَّ وَٱلْمُعَانَاةَ أَكْثَرَ مِنَّا بِكَثِيرٍ. (اشعيا ٥٥:٨، ٩) لِنُنَاقِشِ ٱلْآنَ لِمَاذَا تَكْثُرُ ٱلْمَصَائِبُ فِي ٱلْعَالَمِ.
لِمَاذَا ٱلْحَيَاةُ مَلِيئَةٌ بِٱلْعَذَابِ؟
٥ مَاذَا يَقُولُ كَثِيرُونَ مِنْ رِجَالِ ٱلدِّينِ عَنِ ٱلْمَصَائِبِ؟ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ؟
٥ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ، يَقُولُ رِجَالُ ٱلدِّينِ حِينَ يَتَعَذَّبُ ٱلنَّاسُ إِنَّهَا مَشِيئَةُ ٱللّٰهِ. فَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْبَعْضِ، قَدَّرَ ٱللّٰهُ مَا سَيَحْصُلُ فِي حَيَاةِ كُلِّ إِنْسَانٍ، بِمَا فِي ذٰلِكَ ٱلْمَصَائِبُ. وَهُمْ يَقُولُونَ إِنَّنَا لَا نَقْدِرُ أَنْ نَفْهَمَ لِمَاذَا. وَيُعَلِّمُ آخَرُونَ أَنَّ ٱلنَّاسَ، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْأَطْفَالُ، يَمُوتُونَ لِأَنَّ ٱللّٰهَ يُرِيدُ أَنْ يَكُونُوا مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ. لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلْأَفْكَارَ لَيْسَتْ صَحِيحَةً. فَيَهْوَهُ لَا يُسَبِّبُ أَبَدًا ٱلْمَصَائِبَ لِأَحَدٍ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «حَاشَا لِلّٰهِ مِنْ فِعْلِ ٱلشَّرِّ، وَلِلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مِنْ إِتْيَانِ ٱلظُّلْمِ!». — ايوب ٣٤:١٠.
٦ لِمَاذَا يَلُومُ كَثِيرُونَ ٱللّٰهَ عَلَى ٱلْمَصَائِبِ فِي ٱلْأَرْضِ؟
٦ يَلُومُ كَثِيرُونَ ٱللّٰهَ عَلَى ٱلْمَصَائِبِ فِي ٱلْأَرْضِ لِأَنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ هُوَ مَنْ يَحْكُمُ ٱلْعَالَمَ. وَلٰكِنْ كَمَا تَعَلَّمْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٣، ٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ هُوَ حَاكِمُ ٱلْعَالَمِ ٱلْآنَ.
٧، ٨ لِمَاذَا تَكْثُرُ ٱلْمَصَائِبُ؟
٧ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ «ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ . . . هُوَ تَحْتَ سُلْطَةِ ٱلشِّرِّيرِ». (١ يوحنا ٥:١٩) وَحَاكِمُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ، ٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ، شَرِسٌ وَقَاسٍ جِدًّا. وَهُوَ «يُضِلُّ ٱلْمَسْكُونَةَ كُلَّهَا». (رؤيا ١٢:٩) لِذٰلِكَ صِفَاتُ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلنَّاسِ تُشْبِهُ صِفَاتِهِ. هٰذَا وَاحِدٌ مِنْ أَسْبَابِ ٱنْتِشَارِ ٱلْكَذِبِ وَٱلْكُرْهِ وَٱلْقَسْوَةِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ.
٨ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، بَعْدَمَا تَمَرَّدَ آدَمُ وَحَوَّاءُ، أَوْرَثَا أَوْلَادَهُمَا ٱلْخَطِيَّةَ، أَيِ ٱلْمَيْلَ إِلَى ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ. وَبِسَبَبِ هٰذَا ٱلْمَيْلِ، يُسَبِّبُ ٱلنَّاسُ ٱلْمُعَانَاةَ لِلْآخَرِينَ. فَهُمْ يُرِيدُونَ عَادَةً أَنْ يَكُونُوا أَهَمَّ مِنْ غَيْرِهِمْ. وَيَتَقَاتَلُونَ وَيَشْتَرِكُونَ فِي ٱلْحُرُوبِ وَيَسْتَقْوُونَ عَلَى ٱلضُّعَفَاءِ. (جامعة ٤:١؛ ٨:٩) وَهُنَاكَ سَبَبٌ آخَرُ لِلْمَصَائِبِ هُوَ «ٱلْوَقْتُ وَٱلْحَوَادِثُ غَيْرُ ٱلْمُتَوَقَّعَةِ». (جامعة ٩:١١) فَفِي بَعْضِ ٱلْأَوْقَاتِ، يَتَأَذَّى ٱلنَّاسُ لِأَنَّهُمْ فِي ٱلْمَكَانِ ٱلْخَطَإِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْخَطَإِ.
٩ لِمَاذَا نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ يَهْوَهَ لَدَيْهِ سَبَبٌ مُهِمٌّ لِيَسْمَحَ بِأَنْ نُعَانِيَ؟
٩ يَهْوَهُ لَيْسَ ٱلسَّبَبَ وَرَاءَ مُعَانَاةِ ٱلْبَشَرِ. فَهُوَ لَا يُسَبِّبُ ٱلْحُرُوبَ وَٱلْجَرَائِمَ وَٱلظُّلْمَ، وَلَا ٱلْكَوَارِثَ كَٱلزَّلَازِلِ وَٱلْأَعَاصِيرِ وَٱلْفَيَضَانَاتِ. وَلٰكِنْ رُبَّمَا تَتَسَاءَلُ: ‹لِمَاذَا لَا يَمْنَعُ يَهْوَهُ حُدُوثَ ٱلْمَصَائِبِ؟ أَلَيْسَ هُوَ ٱلْأَقْوَى فِي ٱلْكَوْنِ؟›. يُحِبُّنَا ٱللّٰهُ كَثِيرًا، لِذٰلِكَ لَا شَكَّ أَنَّ لَدَيْهِ سَبَبًا مُهِمًّا لِيَسْمَحَ بِأَنْ نُعَانِيَ. — ١ يوحنا ٤:٨.
لِمَاذَا لَا يَمْنَعُ ٱللّٰهُ حُدُوثَ ٱلْمَصَائِبِ؟
١٠ كَيْفَ تَحَدَّى ٱلشَّيْطَانُ يَهْوَهَ؟
١٠ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ، كَذَبَ إِبْلِيسُ عَلَى آدَمَ وَحَوَّاءَ، وَٱتَّهَمَ ٱللّٰهَ بِأَنَّهُ حَاكِمٌ سَيِّئٌ. فَقَدْ قَالَ إِنَّ ٱللّٰهَ يَحْرِمُ آدَمَ وَحَوَّاءَ مِنْ شَيْءٍ يُفِيدُهُمَا. وَأَرَادَ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يَعْتَقِدَا أَنَّهُمَا لَا يَحْتَاجَانِ إِلَى ٱللّٰهِ، وَأَنَّهُ هُوَ أَفْضَلُ حَاكِمٍ لَهُمَا. — تكوين ٣:٢-٥؛ اُنْظُرْ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ٢٧.
١١ أَيُّ سُؤَالٍ سَنُجِيبُ عَنْهُ؟
١١ لَمْ يُطِعْ آدَمُ وَحَوَّاءُ يَهْوَهَ وَتَمَرَّدَا عَلَيْهِ. وَظَنَّا أَنَّهُ يَحِقُّ لَهُمَا أَنْ يُقَرِّرَا مَا ٱلصَّحُّ وَمَا ٱلْخَطَأُ. فَكَيْفَ كَانَ يَهْوَهُ سَيُبَرْهِنُ أَنَّهُمَا مُخْطِئَانِ، وَأَنَّهُ يَعْرِفُ مَا هُوَ ٱلْأَفْضَلُ لِلْبَشَرِ؟
١٢، ١٣ (أ) لِمَاذَا لَمْ يُهْلِكْ يَهْوَهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ فَوْرًا؟ (ب) لِمَاذَا سَمَحَ يَهْوَهُ لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَكُونَ حَاكِمَ ٱلْعَالَمِ وَسَمَحَ لِلْبَشَرِ أَنْ يَحْكُمُوا أَنْفُسَهُمْ؟
١٢ أَرَادَ يَهْوَهُ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ أَنْ تَمْتَلِئَ ٱلْأَرْضُ بِأَوْلَادِ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَأَنْ يُحَوِّلُوهَا إِلَى جَنَّةٍ. وَكَانَ سَيُحَقِّقُ مَا يُرِيدُهُ مَهْمَا فَعَلَ إِبْلِيسُ. (تكوين ١:٢٨؛ اشعيا ٥٥:١٠، ١١) لِذٰلِكَ، لَمْ يُهْلِكْ يَهْوَهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ فَوْرًا بَعْدَمَا تَمَرَّدَا، بَلْ سَمَحَ لَهُمَا أَنْ يُنْجِبَا أَوْلَادًا. ثُمَّ أَعْطَى أَوْلَادَهُمَا ٱلْفُرْصَةَ لِيَخْتَارُوا مَنْ يُرِيدُونَ أَنْ يَحْكُمَ عَلَيْهِمْ.
١٣ لَقَدْ تَحَدَّى ٱلشَّيْطَانُ يَهْوَهَ أَمَامَ مَلَايِينِ ٱلْمَلَائِكَةِ. (ايوب ٣٨:٧؛ دانيال ٧:١٠) لِذٰلِكَ أَعْطَاهُ يَهْوَهُ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ لِيُظْهِرَ هَلِ ٱتِّهَامُهُ صَحِيحٌ. كَمَا أَنَّهُ أَعْطَى ٱلْبَشَرَ أَيْضًا ٱلْوَقْتَ لِيُؤَسِّسُوا حُكُومَاتٍ فِي عَالَمٍ يَحْكُمُهُ ٱلشَّيْطَانُ، وَذٰلِكَ لِيُظْهِرُوا هَلْ يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَنْجَحُوا دُونَ مُسَاعَدَةِ ٱللّٰهِ.
١٤ مَاذَا ظَهَرَ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ؟
١٤ مُنْذُ آلَافِ ٱلسِّنِينَ، يُحَاوِلُ ٱلْبَشَرُ أَنْ يَحْكُمُوا أَنْفُسَهُمْ لٰكِنَّهُمْ يَفْشَلُونَ. لَقَدْ ظَهَرَ بِوُضُوحٍ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَاذِبٌ وَأَنَّ ٱلْبَشَرَ بِحَاجَةٍ فِعْلًا إِلَى مُسَاعَدَةِ ٱللّٰهِ. قَالَ ٱلنَّبِيُّ إِرْمِيَا: «عَرَفْتُ يَا يَهْوَهُ أَنَّهُ لَيْسَ لِلْبَشَرِ طَرِيقُهُمْ. لَيْسَ لِإِنْسَانٍ يَمْشِي أَنْ يُوَجِّهَ خُطُوَاتِهِ». — ارميا ١٠:٢٣.
لِمَاذَا ٱنْتَظَرَ يَهْوَهُ كُلَّ هٰذَا ٱلْوَقْتِ؟
١٥، ١٦ (أ) لِمَاذَا يَنْتَظِرُ يَهْوَهُ مُدَّةً طَوِيلَةً قَبْلَ أَنْ يُنْهِيَ ٱلْمُعَانَاةَ؟ (ب) لِمَاذَا لَا يُصْلِحُ يَهْوَهُ ٱلْمَشَاكِلَ ٱلَّتِي يُسَبِّبُهَا ٱلشَّيْطَانُ؟
١٥ هَلْ ضَرُورِيٌّ أَنْ يَنْتَظِرَ يَهْوَهُ كُلَّ هٰذِهِ ٱلْمُدَّةِ؟ وَلِمَاذَا لَا يَمْنَعُ حُدُوثَ ٱلْمَصَائِبِ؟ لَزِمَ أَنْ يَمُرَّ وَقْتٌ كَافٍ لِيَظْهَرَ أَنَّ حُكْمَ ٱلشَّيْطَانِ فَاشِلٌ. لَقَدْ جَرَّبَ ٱلْإِنْسَانُ كُلَّ أَنْوَاعِ ٱلْحُكْمِ وَلَمْ يَنْجَحْ. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْبَشَرَ تَقَدَّمُوا فِي ٱلْعِلْمِ وَٱلتِّكْنُولُوجْيَا، لٰكِنَّ ٱلظُّلْمَ وَٱلْفَقْرَ وَٱلْحَرْبَ وَٱلْجَرِيمَةَ ٱزْدَادَتْ كَثِيرًا. إِذًا، نَحْنُ لَا نَقْدِرُ أَنْ نَحْكُمَ أَنْفُسَنَا. نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱللّٰهِ.
١٦ وَيَهْوَهُ لَا يُصْلِحُ ٱلْآنَ ٱلْمَشَاكِلَ ٱلَّتِي يُسَبِّبُهَا ٱلشَّيْطَانُ. فَلَوْ فَعَلَ ذٰلِكَ، لَكَانَ يُسَاعِدُ ٱلشَّيْطَانَ فِي حُكْمِهِ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، سَيَظُنُّ ٱلْبَشَرُ أَيْضًا أَنَّهُمْ يَقْدِرُونَ أَنْ يَحْكُمُوا أَنْفُسَهُمْ، كَمَا قَالَ ٱلشَّيْطَانُ. لٰكِنَّ كَلَامَ ٱلشَّيْطَانِ كَذِبٌ. وَبِمَا أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَكْذِبُ أَبَدًا، فَلَنْ يَفْعَلَ أَيَّ شَيْءٍ يَجْعَلُ ٱلنَّاسَ يُصَدِّقُونَ كَذِبَ ٱلشَّيْطَانِ. — عبرانيين ٦:١٨.
١٧، ١٨ كَيْفَ سَيُصْلِحُ يَهْوَهُ ٱلْأَذَى ٱلَّذِي يُسَبِّبُهُ ٱلشَّيْطَانُ؟
١٧ هَلْ يَقْدِرُ يَهْوَهُ أَنْ يُصْلِحَ كُلَّ ٱلْأَذَى ٱلَّذِي سَبَّبَهُ تَمَرُّدُ ٱلشَّيْطَانِ وَٱلْبَشَرِ؟ نَعَمْ. فَلَا شَيْءَ مُسْتَحِيلٌ عِنْدَ ٱللّٰهِ. وَهُوَ يَعْرِفُ مَتَى سَيَظْهَرُ كَامِلًا أَنَّ ٱتِّهَامَاتِ ٱلشَّيْطَانِ خَاطِئَةٌ. بَعْدَ ذٰلِكَ، سَيَجْعَلُ ٱللّٰهُ ٱلْأَرْضَ جَنَّةً جَمِيلَةً مِثْلَمَا أَرَادَ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ. وَسَيُقِيمُ مِنَ ٱلْمَوْتِ كُلَّ ٱلَّذِينَ فِي «ٱلْقُبُورِ ٱلتَّذْكَارِيَّةِ». (يوحنا ٥:٢٨، ٢٩) وَلَنْ نَمْرَضَ أَبَدًا أَوْ نَمُوتَ. وَيَهْوَهُ أَوْكَلَ إِلَى يَسُوعَ أَنْ «يُحْبِطَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ». لِذٰلِكَ سَيُصْلِحُ يَسُوعُ كُلَّ ٱلْأَذَى ٱلَّذِي سَبَّبَهُ ٱلشَّيْطَانُ. (١ يوحنا ٣:٨) وَلٰكِنْ حَتَّى يَأْتِيَ هٰذَا ٱلْوَقْتُ، يَصْبِرُ يَهْوَهُ عَلَيْنَا لِيُعْطِيَنَا ٱلْفُرْصَةَ كَيْ نَتَعَرَّفَ إِلَيْهِ وَنَخْتَارَ أَنْ يَكُونَ حَاكِمَنَا. (اقرأ ٢ بطرس ٣:٩، ١٠.) وَهُوَ يُسَاعِدُنَا كَيْ نَحْتَمِلَ عِنْدَمَا نُوَاجِهُ ظُرُوفًا صَعْبَةً. — يوحنا ٤:٢٣؛ اقرأ ١ كورنثوس ١٠:١٣.
١٨ لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَا يُجْبِرُنَا أَنْ نَخْتَارَهُ لِيَحْكُمَ عَلَيْنَا. فَهُوَ أَعْطَانَا إِرَادَةً حُرَّةً. فَمَا أَهَمِّيَّةُ ٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ؟
مَاذَا سَتُقَرِّرُ؟
١٩ أَيَّةُ هَدِيَّةٍ أَعْطَانَا إِيَّاهَا يَهْوَهُ؟ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَشْكُرَهُ عَلَيْهَا؟
١٩ اَلْإِرَادَةُ ٱلْحُرَّةُ هَدِيَّةٌ رَائِعَةٌ مِنْ يَهْوَهَ تُمَيِّزُ ٱلْإِنْسَانَ عَنِ ٱلْحَيَوَانِ. فَٱلْإِنْسَانُ لَا تُوَجِّهُهُ ٱلْغَرِيزَةُ، بَلْ يَقْدِرُ أَنْ يُمَيِّزَ بَيْنَ ٱلصَّحِّ وَٱلْخَطَإِ. وَنَحْنُ نَقْدِرُ أَنْ نُقَرِّرَ كَيْفَ نَعِيشُ حَيَاتَنَا وَهَلْ نُرْضِي يَهْوَهَ. (امثال ٣٠:٢٤) لَسْنَا آلَاتٍ يَتَحَكَّمُ بِهَا صَانِعُهَا، بَلْ لَدَيْنَا ٱلْحُرِّيَّةُ كَيْ نُقَرِّرَ كَيْفَ تَكُونُ شَخْصِيَّتُنَا وَمَنْ هُمْ أَصْدِقَاؤُنَا وَمَاذَا سَنَفْعَلُ بِحَيَاتِنَا. لَقَدْ أَعْطَانَا يَهْوَهُ هٰذِهِ ٱلْهَدِيَّةَ لِأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ نَفْرَحَ فِي حَيَاتِنَا.
٢٠، ٢١ أَيُّ ٱخْتِيَارٍ هُوَ ٱلْأَفْضَلُ؟
٢٠ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نُحِبَّهُ. (متى ٢٢:٣٧، ٣٨) وَهُوَ مِثْلُ ٱلْأَبِ ٱلَّذِي يَفْرَحُ عِنْدَمَا يُعَبِّرُ لَهُ ٱبْنُهُ عَنْ مَحَبَّتِهِ دُونَ أَنْ يُجْبِرَهُ أَحَدٌ. لِذٰلِكَ أَعْطَانَا ٱلْحُرِّيَّةَ لِنَخْتَارَ هَلْ نَخْدُمُهُ أَمْ لَا. قَرَّرَ ٱلشَّيْطَانُ وَآدَمُ وَحَوَّاءُ أَنْ لَا يَخْدُمُوا يَهْوَهَ. فَمَاذَا سَتُقَرِّرُ أَنْتَ؟
٢١ اِخْتَرْ أَنْ تَخْدُمَ يَهْوَهَ. مَلَايِينُ ٱلنَّاسِ قَرَّرُوا أَنْ يُرْضُوا ٱللّٰهَ لَا ٱلشَّيْطَانَ. (امثال ٢٧:١١) وَمَاذَا يَجِبُ أَنْ تَفْعَلَ ٱلْآنَ لِتَعِيشَ فِي عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ بَعْدَمَا يُنْهِي ٱلشَّرَّ وَٱلْمُعَانَاةَ؟ سَيُجِيبُ ٱلْفَصْلُ ٱلتَّالِي عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ.