مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • بص «الجماعة»‏
  • الجماعة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الجماعة
  • بصيرة في الاسفار المقدسة
  • مواد مشابهة
  • لتسبِّح الجماعة يهوه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
  • الاجتماع
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • الجماعات تُبنى
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
  • الشيخ
    بصيرة في الاسفار المقدسة
المزيد
بصيرة في الاسفار المقدسة
بص «الجماعة»‏

الجماعة

مجموعة اشخاص يجتمعون لغاية معينة او نشاط معين.‏ تُستخدم في الكتاب المقدس عدة كلمات عبرانية ويونانية بمعنى جماعة.‏ وإحدى تلك الكلمات الشائعة في الاسفار العبرانية هي عيداه.‏ وهي تُشتق من الجذر ياعاد الذي يعني «عيَّن»،‏ وبالتالي تشير الى مجموعة اجتمعت نتيجة تعيين موعد.‏ (‏قارن ٢ صم ٢٠:‏٥؛‏ مي ٦:‏٩‏.‏)‏ وغالبا ما يرتبط استعمال عيداه بالاسرائيليين،‏ فترد في عبارات مثل «الجماعة» (‏لا ٨:‏٤،‏ ٥؛‏ قض ٢١:‏١٠‏)‏،‏ «جماعة اسرائيل» (‏خر ١٢:‏٣؛‏ عد ٣٢:‏٤؛‏ ١ مل ٨:‏٥‏)‏،‏ و «جماعة يهوه» (‏عد ٢٧:‏١٧‏)‏.‏

هناك كلمة عبرانية اخرى تعني «جماعة»،‏ وهي قاهال التي تأتي من جذر يعني «جمعَ؛‏ اجتمعَ».‏ (‏خر ٣٥:‏١؛‏ لا ٨:‏٤؛‏ عد ٢٠:‏٨؛‏ تث ٤:‏١٠‏)‏ وكثيرا ما تُستعمل عند الاشارة الى تجمُّع منظم،‏ وترد في العبارات التالية:‏ «جماعة اسرائيل» (‏لا ١٦:‏١٧؛‏ يش ٨:‏٣٥؛‏ ١ مل ٨:‏١٤‏)‏،‏ «جماعة اللّٰه» (‏نح ١٣:‏١‏)‏،‏ و«جماعة يهوه» (‏عد ٢٠:‏٤؛‏ تث ٢٣:‏٢،‏ ٣؛‏ ١ اخ ٢٨:‏٨؛‏ مي ٢:‏٥‏)‏.‏ وتُستعمل قاهال لمختلف انواع التجمُّعات.‏ فقد يكون التجمُّع لأهداف دينية (‏تث ٩:‏١٠؛‏ ١٨:‏١٦؛‏ ١ مل ٨:‏٦٥؛‏ مز ٢٢:‏٢٥؛‏ ١٠٧:‏٣٢‏)‏،‏ لمعالجة شؤون مدنية (‏١ مل ١٢:‏٣‏)‏،‏ وللحرب (‏١ صم ١٧:‏٤٧؛‏ حز ١٦:‏٤٠‏)‏.‏ كما يدعى سليمان «الجامعة» (‏بالعبرانية قوهيليت‏)‏ في السفر الذي يحمل هذا الاسم.‏ (‏جا ١:‏١،‏ ١٢‏)‏ فقد كان سليمان،‏ بوصفه الملك،‏ يجمع الشعب لعبادة يهوه.‏ وأحد ابرز الامثلة هو جمعه لرعاياه عند تدشين الهيكل الجديد في اورشليم.‏ —‏ ١ مل ٨:‏١-‏٥؛‏ ٢ اخ ٥:‏٢-‏٦‏.‏

تُستعمل الكلمة اليونانية إِكّلِسيا (‏المركّبة من إِك اي «من» و كلِسيس اي «دعوة»)‏ بالاجمال في الترجمة السبعينية لنقل الكلمة العبرانية قاهال،‏ كما في مزمور ٢٢:‏٢٢ (‏٢١:‏٢٣،‏ سبع‏)‏.‏ كما تُستخدم هذه الكلمة احيانا مقابل كلمة عيداه،‏ مع ان عيداه تُنقل ايضا الى الكلمة اليونانية سيناغوغي (‏حرفيا «إحضار معًا»،‏ من سين اي «معًا» و أغو اي «أحضر»)‏.‏

في الاسفار اليونانية المسيحية تُستعمل كلمة «جماعة» لترجمة الكلمة إِكّلِسيا.‏ وهي تعني مجموعة اشخاص استُدعوا او دُعوا معًا،‏ سواء بطريقة رسمية او غير رسمية.‏ وهي الكلمة المستعملة للحديث عن جماعة اسرائيل في اعمال ٧:‏٣٨‏،‏ كما تُستعمل للاشارة الى «المحفل» او الجموع الذين حرّضهم صائغ الفضة ديمتريوس على بولس ورفيقيه في افسس.‏ (‏اع ١٩:‏٢٣،‏ ٢٤،‏ ٢٩،‏ ٣٢،‏ ٤١‏)‏ غير ان الكلمة تُستعمل في اغلب الاحيان للاشارة الى الجماعة المسيحية ككلّ (‏١ كو ١٢:‏٢٨‏)‏،‏ الى جماعة في مدينة ما مثل اورشليم (‏اع ٨:‏١‏)‏ او انطاكية (‏اع ١٣:‏١‏)‏ او كورنثوس (‏٢ كو ١:‏١‏)‏،‏ او الى مجموعة محددة من الاشخاص يجتمعون في بيت احد (‏رو ١٦:‏٥؛‏ فل ٢‏)‏.‏ وعليه،‏ تُستعمل هذه الكلمة بصيغة الجمع للاشارة الى عدد من الجماعات المسيحية او الى «جماعات اللّٰه» بالاجمال.‏ —‏ اع ١٥:‏٤١؛‏ ١ كو ١١:‏١٦‏.‏

جماعة اسرائيل:‏ من ايام موسى فصاعدا،‏ استُعملت كلمة «جماعة» للاشارة الى امة اسرائيل.‏ وقد حرص يهوه ان يكون نظام الحكم في الجماعة ثيوقراطيا اي بسلطته هو،‏ لا ديمقراطيا اي بسلطة الشعب.‏ ولهذه الغاية دخلت الامة في عهد الشريعة.‏ (‏خر ١٩:‏٣-‏٩؛‏ ٢٤:‏٦-‏٨‏)‏ وبما ان موسى كان وسيط ذلك العهد،‏ جاز ان يقال:‏ «أمرَنا موسى بالشريعة،‏ ميراثا لجماعة يعقوب».‏ (‏تث ٣٣:‏٤‏)‏ كان يهوه قاضيهم ومشترعهم وملكهم.‏ (‏اش ٣٣:‏٢٢‏)‏ وهكذا كانت الامة جماعة تخص اللّٰه،‏ ولذا دُعيت «جماعة يهوه».‏ —‏ عد ١٦:‏٣؛‏ ١ اخ ٢٨:‏٨‏.‏

ترد احيانا الكلمتان العبرانيتان قاهال و عيداه (‏المترجمتان الى «جماعة»)‏ في نفس السياق.‏ (‏لا ٤:‏١٣؛‏ عد ٢٠:‏٨،‏ ١٠‏)‏ حتى ان صيغتَين لهاتين الكلمتين تظهران في العبارة ذاتها في اللغة الاصلية:‏ قِهال عَدات ييسرائيل.‏ وقد تُرجمت الى «جمهور جماعة اسرائيل».‏ (‏خر ١٢:‏٦‏)‏ وفي امة اسرائيل كانت كلمة قاهال تشير الى الجماعة التي تضم الافراد العبرانيين فقط.‏ (‏عد ١٥:‏١٥‏)‏ اما كلمة عيداه،‏ فيبدو انها كانت تشير الى الجماعة التي تشمل الاسرائيليين والاجانب بينهم.‏ (‏خر ١٢:‏١٩‏)‏ فيظهر ان الاجانب المختونين انتموا الى جماعة الاسرائيليين بالمعنى الاوسع للكلمة.‏ —‏ عد ١٥:‏١٤-‏١٦‏.‏

غير انه كانت هناك استثناءات في الانتماء الى «جماعة يهوه».‏ فلا المخصي ولا «مقطوع العضو التناسلي» كان يدخل فيها.‏ كذلك مُنع الابناء غير الشرعيين وذكور العمونيين وذكور الموآبيين من دخولها «ولو في الجيل العاشر».‏ اما ابناء الادوميين والمصريين،‏ فالذين «يولدون لهم في الجيل الثالث يدخلون في جماعة يهوه».‏ (‏تث ٢٣:‏١-‏٨‏)‏ كما ان استثناء ابناء الولد غير الشرعي «ولو في الجيل العاشر» هو تأكيد على تحريم الزنا في شريعة يهوه.‏ (‏خر ٢٠:‏١٤‏)‏ ومع ان المشوَّهين في اعضائهم التناسلية استُثنوا من دخول «جماعة يهوه»،‏ كان يمكن لهؤلاء ان يتعزّوا بكلمات اشعيا في اشعيا ٥٦:‏١-‏٧‏.‏ وطبعا،‏ كان يمكن للافراد الذين مُنعوا من دخول «جماعة يهوه» ان يستفيدوا من التدابير والبركات التي يتيحها يهوه لشعوب الامم عموما.‏ —‏ تك ٢٢:‏١٥-‏١٨‏.‏

كان اعضاء جماعة اسرائيل يُرحمون اذا اخطأوا عن غير قصد.‏ اما الذي يخطئ عن قصد،‏ فكان يُقتل.‏ (‏عد ١٥:‏٢٧-‏٣١‏)‏ مثلا،‏ كان الشخص يُقطع من الجماعة،‏ اي يُقتل،‏ اذا رفض تطهير نفسه حين يكون نجسا طقسيا،‏ اذا اكل لحما من ذبيحة المشاركة وهو نجس،‏ اذا اكل من شحم التقدمات او تناول دما،‏ او اذا اكل من الامور المقدسة وهو نجس.‏ (‏عد ١٩:‏٢٠؛‏ لا ٧:‏٢١-‏٢٧؛‏ ١٧:‏١٠،‏ ١٤؛‏ ٢٢:‏٣‏)‏ كما كان الاشخاص يُقتلون اذا عملوا في السبت (‏خر ٣١:‏١٤‏)‏،‏ اذا اعطوا احدا من اولادهم لمولك،‏ اذا طلبوا مساعدة الوسطاء الروحانيين والمبصّرين،‏ اذا مارسوا بعض انواع الفساد الادبي الجنسي،‏ وإذا لم ‹يذللوا› انفسهم في عيد الكفارة السنوي.‏ —‏ لا ٢٠:‏١-‏٦،‏ ١٧،‏ ١٨؛‏ ٢٣:‏٢٧-‏٣٠‏؛‏ انظر ايضا خر ٣٠:‏٣١-‏٣٣؛‏ لا ١٧:‏٣،‏ ٤،‏ ٨،‏ ٩؛‏ ١٨:‏٢٩؛‏ ١٩:‏٥-‏٨‏.‏

في حين ان جماعة اسرائيل تألفت من افراد،‏ تألفت الامة نفسها من اسباط وعشائر وبيوت.‏ ويُرى هذا التقسيم التنظيمي مما حدث في قضية عخان.‏ ففي هذه القضية تقدَّم اسرائيل سبطا سبطا في البداية،‏ ثم عشيرة عشيرة،‏ ثم بيتا بيتا،‏ وفي الآخِر رجلا رجلا،‏ الى ان اختير عخان المذنب.‏ —‏ يش ٧:‏١٠-‏١٩‏.‏

غالبا ما وُجد في إسرائيل رؤساء يمثلون الشعب وينوبون عنهم.‏ (‏عز ١٠:‏١٤‏)‏ لذا تولى «زعماء الاسباط» تقريب التقدمات بعد الانتهاء من نصب خيمة الاجتماع.‏ (‏عد ٧:‏١-‏١١‏)‏ ومثَّل الكهنة واللاويون و «رؤوس الشعب» الاسرائيليين عند التصديق بختمهم على ‹ميثاق الامانة› في ايام نحميا.‏ (‏نح ٩:‏٣٨–‏١٠:‏٢٧‏)‏ وخلال تنقل الاسرائيليين في الصحراء،‏ كان هناك ‹زعماء للجماعة يُدعَون الى الاجتماع،‏ رجال ذوو شهرة›.‏ وقد انضم ٢٥٠ منهم الى قورح وداثان وأبيرام وأون واجتمعوا على موسى وهارون.‏ (‏عد ١٦:‏١-‏٣‏)‏ كما اختار موسى،‏ بموجب امر من اللّٰه،‏ ٧٠ من شيوخ اسرائيل ممن كانوا عرفاء ليساعدوه في حَمل «حِمل الشعب»،‏ اذ لم يعد بإمكانه ان يحمله وحده.‏ (‏عد ١١:‏١٦،‏ ١٧،‏ ٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وتأتي لاويين ٤:‏١٥ على ذكر «شيوخ الجماعة».‏ لذا يبدو ان ممثلي الشعب كانوا شيوخ الامة ورؤوسها وقضاتها وعرفاءها.‏ —‏ عد ١:‏٤،‏ ١٦؛‏ يش ٢٣:‏٢؛‏ ٢٤:‏١‏.‏

كان بوقان من فضة يُستعملان في الصحراء لدعوة الجماعة للاجتماع والارتحال.‏ وكانت الجماعة تأتي الى موسى عند مدخل خيمة الاجتماع اذا نُفخ في البوقين معا.‏ اما اذا نُفخ في بوق واحد،‏ فكان «الزعماء،‏ رؤوس الوف اسرائيل» وحدهم يأتون الى هناك.‏ (‏عد ١٠:‏١-‏٤‏)‏ وأحيانا كان الملوك يَدعون الى تجمُّعات.‏ (‏١ مل ٨:‏٥؛‏ ٢ اخ ٢٠:‏٤،‏ ٥‏)‏ وقد ارسل حزقيا عدائين لدعوة الشعب للمجيء الى اورشليم للاحتفال بالفصح العظيم في ايامه.‏ —‏ ٢ اخ ٣٠:‏١،‏ ٢،‏ ١٠-‏١٣‏.‏

في فترة لاحقة،‏ نشأ السنهدريم الذي صار يتمتع بسلطة واسعة.‏ والسنهدريم هو هيئة قضائية تألفت من ٧١ عضوا:‏ رئيس الكهنة و ٧٠ شخصا آخر من رجال الامة البارزين،‏ ‹مجلس [«جماعة،‏» ي‌ج‏] الشيوخ›.‏ —‏ مت ٢٦:‏٥٩؛‏ لو ٢٢:‏٦٦‏.‏

خلال اسر اليهود في بابل،‏ او بعد ذلك بوقت قصير،‏ نشأت المجامع التي كانت اماكن عامة يجتمع فيها اليهود.‏ وعلى مر الوقت،‏ بُنيت مجامع في شتى الاماكن.‏ وأحدها كان في الناصرة حيث علّم يسوع.‏ (‏لو ٤:‏١٦-‏٢١‏)‏ كانت المجامع بمثابة مدارس تجري فيها قراءة وتعليم الاسفار المقدسة.‏ كذلك كانت تُقصد للصلاة وتسبيح اللّٰه.‏ —‏ اع ١٥:‏٢١‏؛‏ انظر «‏المجمع‏».‏

كانت جماعة اسرائيل تشغل مكانة مميزة.‏ فقد ذكّر موسى الشعب قائلا:‏ «لأنك شعب مقدس ليهوه إلهك.‏ إياك قد اختار يهوه إلهك لتكون له شعبا،‏ ملكا خاصا،‏ من بين جميع الشعوب التي على وجه الارض».‏ (‏تث ٧:‏٦‏)‏ لكن الجماعة اليهودية لم تعد جماعة اللّٰه،‏ بل رُفضت لأنها رَفضت ابنه.‏ —‏ اع ٤:‏٢٤-‏٢٨؛‏ ١٣:‏٢٣-‏٢٩؛‏ مت ٢١:‏٤٣؛‏ ٢٣:‏٣٧،‏ ٣٨؛‏ لو ١٩:‏٤١-‏٤٤‏.‏

جماعة اللّٰه المسيحية:‏ قبل رفض الامة اليهودية وخسارة مكانتها كجماعة للّٰه،‏ قال يسوع عن نفسه انه «الصخر» الذي عليه سيبني ما دعاه «جماعتي».‏ (‏مت ١٦:‏١٨‏)‏ وهذا ما فهمه الرسول بطرس الذي كان يسوع يكلمه آنذاك.‏ فقد قال لاحقا عن يسوع انه ‹الحجر› الرمزي الذي رفضه الناس ولكنه ‹مختار وكريم عند اللّٰه›.‏ وقال انه ‹حجر الزاوية الاساسي›،‏ ومن يؤمن به لن يخيب ابدا.‏ (‏١ بط ٢:‏٤-‏٦؛‏ مز ١١٨:‏٢٢؛‏ اش ٢٨:‏١٦‏)‏ كذلك كان بولس جازما في اعتبار يسوع المسيح الاساس الذي تُبنى عليه الجماعة المسيحية.‏ (‏اف ٢:‏١٩-‏٢٢؛‏ ١ كو ٣:‏١١‏)‏ وبما ان الجماعة هي ليهوه،‏ لا عجب ان يشار اليها بعبارة «جماعة اللّٰه».‏ —‏ اع ٢٠:‏٢٨؛‏ غل ١:‏١٣‏.‏

وليس المسيح مؤسس الجماعة (‏باليونانية إِكّلِسيا‏)‏ المسيحية فحسب،‏ بل هو ايضا رأسها.‏ ولذا يذكر بولس:‏ «أخضع [اللّٰه] ايضا كل شيء تحت قدميه،‏ وجعله رأسا فوق كل شيء للجماعة،‏ التي هي جسده،‏ ملء الذي يملأ تماما كل شيء في الكل».‏ —‏ اف ١:‏٢٢،‏ ٢٣‏؛‏ انظر ايضا كو ١:‏١٨‏.‏

حلت جماعة اللّٰه المسيحية محل جماعة اسرائيل في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ عندما سُكب الروح القدس على أتباع يسوع في اورشليم.‏ وكان الاعضاء المحتملون الاولون لهذه الجماعة قد اختيروا بُعيد معمودية يسوع عند بداية خدمته الارضية.‏ (‏اع ٢:‏١-‏٤؛‏ يو ١:‏٣٥-‏٤٣‏)‏ ومن بين تلاميذه الاوائل،‏ اختار يسوع ١٢ رسولا.‏ (‏لو ٦:‏١٢-‏١٦‏)‏ وفي وقت لاحق اختار شاول الطرسوسي الذي صار ‹رسولا للامم›.‏ (‏اع ٩:‏١-‏١٩؛‏ رو ١١:‏١٣‏)‏ والرسل الـ‍ ١٢ الامناء للخروف يسوع المسيح،‏ من بينهم متياس الذي حل محل يهوذا،‏ يؤلفون الاساسات الثانوية للجماعة المسيحية.‏ —‏ اع ١:‏٢٣-‏٢٦؛‏ رؤ ٢١:‏١،‏ ٢،‏ ١٤‏.‏

يقال عن هذه الجماعة انها «جماعة الابكار المسجلين في السموات».‏ وهم يخضعون لرئاسة المسيح ويبلغ عددهم ‎٠٠٠,١٤٤.‏ (‏عب ١٢:‏٢٣؛‏ رؤ ٧:‏٤‏)‏ هؤلاء المدعوُّون «اشتُروا من بين الناس» ليؤدوا عملا مهما على الارض،‏ على ان يصيروا لاحقا مع المسيح في السماء كعروس له.‏ ومثلما كانت هناك شروط للانتماء الى جماعة اللّٰه العبرانية،‏ كذلك توجد شروط للانتماء الى «جماعة اللّٰه» المسيحية.‏ فأفراد هذه الجماعة هم متبتّلون روحيا،‏ ويتبعون الخروف يسوع المسيح اينما ذهب،‏ ‹ولا يوجد في افواههم باطل،‏ وهم بلا شائبة›.‏ —‏ رؤ ١٤:‏١-‏٥‏.‏

يهوه هو من يختار اعضاء جماعة اللّٰه المسيحية.‏ (‏رو ٨:‏٣٠؛‏ ٢ تس ٢:‏١٣‏)‏ وقد دُعي اعضاؤها الاولون من الجماعة اليهودية المرفوضة التي لم تقبل بابن اللّٰه مسيّا لهم.‏ ولكن ابتداءً بكرنيليوس في عام ٣٦ ب‌م،‏ صار اعضاء الجماعة المسيحية يُدعَون ايضا من الامم.‏ وهذا ما دفع بولس ليقول:‏ «ليس هناك يهودي ولا يوناني،‏ وليس هناك عبد ولا حر،‏ وليس هناك ذكر ولا انثى؛‏ لأنكم جميعا واحد في اتحاد بالمسيح يسوع».‏ (‏غل ٣:‏٢٨؛‏ اع ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥؛‏ رو ١٠:‏١٢؛‏ اف ٢:‏١١-‏١٦‏)‏ وفي حين ان عهد الشريعة،‏ الذي كان موسى وسيطه وسارت عليه جماعة اسرائيل،‏ قد تمَّمه المسيح وأزاله يهوه اللّٰه من الطريق (‏مت ٥:‏١٧؛‏ ٢ كو ٣:‏١٤؛‏ كو ٢:‏١٣،‏ ١٤‏)‏،‏ ينعم اعضاء جماعة اللّٰه المسيحية بفوائد العهد الجديد،‏ العهد الذي وسيطه هو موسى الاعظم،‏ يسوع المسيح.‏ (‏مت ٢٦:‏٢٨؛‏ عب ١٢:‏٢٢-‏٢٤؛‏ اع ٣:‏١٩-‏٢٣‏)‏ وفي حين ان الكهنة والملوك في اسرائيل كانوا يُعيَّنون بمسحهم بزيت (‏خر ٣٠:‏٢٢-‏٣٠؛‏ ٢ مل ٩:‏٦‏)‏،‏ فإن من يختارهم اللّٰه ليكونوا اعضاء في الجماعة المسيحية يُعيَّنون بمسحهم بالروح القدس (‏٢ كو ١:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ ١ يو ٢:‏٢٠‏)‏ ويتبنّاهم يهوه اللّٰه ابناء له.‏ —‏ اف ١:‏٥‏.‏

كانت الجماعة العبرانية مؤلفة بالاجمال من اسرائيليين طبيعيين.‏ والذين يؤلفون جماعة اللّٰه المسيحية المختارة هم اسرائيليون روحيون يشكّلون اسباط اسرائيل الروحي.‏ (‏رؤ ٧:‏٤-‏٨‏)‏ وبما ان اغلبية الاسرائيليين الطبيعيين رفضوا يسوع المسيح،‏ فإنه «ليس جميع المتحدرين من اسرائيل هم حقا ‹اسرائيل›»،‏ اي اسرائيل الروحي.‏ (‏رو ٩:‏٦-‏٩‏)‏ وقد قال بولس عن جماعة اللّٰه المسيحية المؤلفة من يهود روحيين:‏ «ليس اليهودي من كان في الظاهر يهوديا،‏ ولا الختان ما كان في الظاهر في اللحم.‏ بل اليهودي هو من كان في الباطن يهوديا،‏ وختانه هو ختان القلب بالروح».‏ —‏ رو ٢:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

عندما تأتي الاسفار اليونانية المسيحية على ذكر كلمة «جماعة» بالمعنى العام،‏ فالمقصود هو اجمالا الاعضاء الـ‍ ٠٠٠،‏١٤٤ فيها،‏ اي أتباع المسيح المختارون دون ان يُحسب يسوع بينهم.‏ (‏اف ٥:‏٣٢؛‏ عب ١٢:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ لكن الوحي الإلهي طبّق كلمات داود المسجلة في مزمور ٢٢:‏٢٢ على يسوع المسيح في عبرانيين ٢:‏١٢‏،‏ وهذا يدل على ان كلمة «جماعة» يمكن ان تشمل ايضا رأسها،‏ يسوع المسيح.‏ فقد ذكر كاتب سفر العبرانيين،‏ مقتبسا جزئيا من كلمات داود:‏ «المقدَّس والمقدَّسون جميعهم من واحد،‏ ولهذا السبب لا يخجل بأن يدعوهم ‹إخوة›،‏ اذ يقول:‏ ‹أعلن اسمك لإخوتي،‏ في وسط الجماعة أسبحك بالترنيم›.‏ (‏عب ٢:‏١١،‏ ١٢‏)‏ فمثلما كان داود عضوا في جماعة اسرائيل التي في وسطها سبّح يهوه،‏ كذلك يمكن اعتبار يسوع المسيح في هذه الحالة فردا في الجماعة الروحية،‏ فيما يُدعى الآخرون فيها ‹اخوته›.‏ (‏قارن مت ٢٥:‏٣٩،‏ ٤٠‏.‏)‏ لقد كان داود ينتمي الى جماعة يهوه اللّٰه الاسرائيلية؛‏ وكذلك كان يسوع المسيح عضوا فيها وهو على الارض،‏ وكان يبشّر بين افرادها.‏ وقد صارت بقية من تلك الجماعة جزءا من جماعة يسوع.‏

التنظيم في الجماعة المسيحية:‏ لم تعمل جماعات اللّٰه المسيحية بشكل مستقل الواحدة عن الاخرى رغم انتشارها في مختلف الاماكن،‏ بل اعترفت كلها بسلطة الهيئة الحاكمة المسيحية في اورشليم.‏ كانت هذه الهيئة الحاكمة تتألف من الرسل ومن شيوخ جماعة اورشليم.‏ ولم تنشأ في اماكن اخرى هيئات منافسة تسعى لتشرف هي على الجماعة.‏ وإلى الهيئة الحاكمة المسيحية الامينة في القرن الاول الميلادي رُفعت قضية الختان للنظر فيها.‏ وعندما اتخذت الهيئة قرارها بتوجيه من الروح القدس،‏ قُبل القرار وصار ملزِما لكل الجماعات المسيحية.‏ وأذعنت تلك الجماعات له طوعا.‏ —‏ اع ١٥:‏٢٢-‏٣١‏.‏

فقد ارسلت تلك الهيئة المسيحية في اورشليم ممثلين جائلين عنها.‏ وسلّم بولس وآخرون قرار الهيئة الحاكمة،‏ اذ يقول السجل:‏ «وإذ كانوا يجتازون في المدن كانوا يسلّمونهم الاحكام التي قررها الرسل والشيوخ الذين في اورشليم».‏ وأي اثر تركه ذلك؟‏ «فكانت الجماعات تتشدد في الايمان وتزداد في العدد يوما فيوما».‏ (‏اع ١٦:‏٤،‏ ٥‏)‏ وفي وقت سابق،‏ «لما سمع الرسل في اورشليم ان السامرة قد قبلت كلمة اللّٰه،‏ ارسلوا اليهم بطرس ويوحنا.‏ فنزل هذان وصليا من اجلهم لكي ينالوا روحا قدسا».‏ —‏ اع ٨:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

كانت كل جماعة تلتزم بتوجيهات الهيئة الحاكمة المسيحية التي اشرفت على تعيين الشيوخ.‏ (‏تي ١:‏١،‏ ٥‏)‏ وهكذا،‏ بموجب ارشادات الهيئة الحاكمة المسيحية بتوجيه من الروح القدس،‏ كان يتم تعيين الشيوخ والخدام المساعدين في كل جماعة.‏ وكان على الذين يشغلون هذه المسؤوليات المهمة ان يمتلكوا مؤهلات محددة.‏ (‏١ تي ٣:‏١-‏١٣؛‏ تي ١:‏٥-‏٩‏)‏ والممثلون الجائلون عن الهيئة الحاكمة،‏ مثل بولس،‏ كانوا يتمثلون بالمسيح ورسموا مثالا حسنا يُقتدى به.‏ (‏١ كو ١١:‏١؛‏ في ٤:‏٩‏)‏ وليس هم فقط،‏ بل كان على جميع الرعاة الروحيين ان يصيروا «امثلة للرعية» (‏١ بط ٥:‏٢،‏ ٣‏)‏،‏ وأن يظهروا الاهتمام الصادق بالافراد في الجماعة (‏١ تس ٢:‏٥-‏١٢‏)‏،‏ وأن يساعدوا المرضى روحيا.‏ —‏ غل ٦:‏١؛‏ يع ٥:‏١٣-‏١٦‏؛‏ انظر «الخادم»؛‏ «‏الشيخ‏»؛‏ «الناظر».‏

مثلما نظّم يهوه جماعة اسرائيل تحت قيادة شيوخ ورؤوس وقضاة وعرفاء (‏يش ٢٣:‏٢‏)‏،‏ كذلك نظّم عمل الاشراف في الجماعة المسيحية بتعيين شيوخ في مراكز مسؤولية فيها.‏ (‏اع ١٤:‏٢٣‏)‏ ومثلما كان الرجال المسؤولون يمثّلون احيانا كامل جماعة اسرائيل في بعض الامور،‏ كما في المسائل القضائية (‏تث ١٦:‏١٨‏)‏،‏ كذلك جعل اللّٰه كل جماعة مسيحية تُمثَّل في هذه المسائل برجال مسؤولين عيّنهم الروح القدس في مراكزهم.‏ (‏اع ٢٠:‏٢٨؛‏ ١ كو ٥:‏١-‏٥‏)‏ ولكن في حال نشأت مشاكل بين اعضاء جماعة اللّٰه المسيحية،‏ فإن كلمات يسوع المسيح في متى ١٨:‏١٥-‏١٧ (‏التي قالها قبل رفض يهوه لجماعة اللّٰه اليهودية وهكذا انطبقت في البداية عليها)‏ تُتّخذ اساسا لمعالجة هذه المشاكل.‏

وضع يهوه اللّٰه الاعضاء في «جسد» المسيح الروحي «كما شاء».‏ وذكر بولس:‏ «وضع اللّٰه في الجماعة مختلف الاعضاء:‏ اولا رسلا،‏ ثانيا انبياء،‏ ثالثا معلمين،‏ ثم قوات،‏ ثم مواهب شفاء،‏ وإعانات،‏ وقدرات على التوجيه،‏ وألسنة مختلفة».‏ فلم يكن الجميع يقومون بنفس الادوار،‏ لكنهم جميعا ضروريون للجماعة المسيحية.‏ (‏١ كو ١٢:‏١٢-‏٣١‏)‏ وأوضح بولس ان وجود رسل وأنبياء ومبشرين ورعاة ومعلمين في الجماعة المسيحية هو «لأجل إصلاح القديسين،‏ لعمل الخدمة،‏ لبنيان جسد المسيح،‏ الى ان نبلغ جميعنا الى الوحدانية في الايمان وفي معرفة ابن اللّٰه الدقيقة،‏ الى انسان مكتمل النمو،‏ الى قياس قامة ملء المسيح».‏ —‏ اف ٤:‏١١-‏١٦‏.‏

أعطيت جماعة اسرائيل شرائع من اللّٰه،‏ وقد ادركت بالتجربة انه «ليس بالخبز وحده يحيا الانسان،‏ بل بكل قول يخرج من فم يهوه يحيا الانسان».‏ (‏تث ٨:‏١-‏٣‏)‏ كذلك عرف يسوع المسيح انه لا يحيا الانسان بالخبز وحده،‏ «بل بكل كلمة تخرج من فم يهوه».‏ (‏مت ٤:‏١-‏٤‏)‏ لذا اتُّخذت إجراءات لتحصل الجماعة المسيحية على الطعام الروحي الضروري.‏ فقد تحدَّث المسيح نفسه،‏ في معرض نبوته عن حضوره وآخر ايام هذا العالم،‏ عن «عبد» يوزع هذا الطعام على ‹خدم البيت› المسيحيين.‏ وذكر ان «السيد»،‏ عند مجيئه،‏ سيقيم هذا «العبد الامين الفطين» «على جميع ممتلكاته».‏ —‏ مت ٢٤:‏٣،‏ ٤٥-‏٤٧‏.‏

كانت التجمُّعات لعبادة يهوه والتأمل في شريعته مهمة جدا في جماعة اسرائيل.‏ (‏تث ٣١:‏١٢؛‏ نح ٨:‏١-‏٨‏)‏ كذلك الامر بالنسبة لجماعة اللّٰه المسيحية.‏ فالاجتماعات التي تُعقد لعبادة يهوه ودرس الاسفار المقدسة جزء اساسي من نشاطها حتى ان كاتب سفر العبرانيين ناشد مستلمي رسالته ألا يتركوا اجتماعهم.‏ (‏عب ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ كما انه،‏ في المجامع التي نشأت في وقت لاحق من التاريخ اليهودي،‏ كانت تجري قراءة وتعليم الاسفار المقدسة وتقديم الصلوات والتسبيح ليهوه.‏ وهذه الامور انتقلت الى اماكن الاجتماع المسيحية وإنما بدون الشعائر التي أُضيفت لاحقا في المجامع.‏ كذلك لم يكن هناك صف رجال دين في المجامع،‏ بل كان يمكن لأي يهودي ذَكر تقيّ ان يشارك في قراءة الاسفار المقدسة وشرحها.‏ وهكذا ايضا في الجماعة المسيحية الباكرة.‏ فلم يكن فيها تفرقة بين الاكليروس والعلمانيين او اي تقسيم مماثل.‏ وطبعا،‏ لا في الجماعة المسيحية ولا في المجامع كانت النساء يعلّمن او يتسلطن على الرجال.‏ —‏ ١ تي ٢:‏١١،‏ ١٢‏.‏

والتنظيم الجيد في اجتماعات جماعة اللّٰه المسيحية يعكس شخصية يهوه الذي وضع ترتيب الاجتماعات لأتباع المسيح.‏ ‹فاللّٰه ليس إله تشويش،‏ بل إله سلام›.‏ وبفضل هذا التنظيم،‏ كان كل الحاضرين ينالون فوائد روحية كبيرة.‏ —‏ ١ كو ١٤:‏٢٦-‏٣٥،‏ ٤٠‏؛‏ انظر «‏الاجتماع‏»؛‏ «المحفل المقدس».‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة