مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • بص «ألِيشَع»‏
  • ألِيشَع

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ألِيشَع
  • بصيرة في الاسفار المقدسة
  • مواد مشابهة
  • أليشع رأى مركبات نارية،‏ فماذا عنك؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٣
  • اسئلة من القراء
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٣
  • جيش من نار
    دروس من قصص الكتاب المقدس
  • مثال للتضحية بالذات والولاء
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
المزيد
بصيرة في الاسفار المقدسة
بص «ألِيشَع»‏

ألِيشَع

‏[اللّٰه خلاص]:‏

ابن شافاط ونبي ليهوه عاش في القرنين العاشر والتاسع ق‌م؛‏ وهو خلف النبي ايليا.‏ امر يهوه ايليا ان يمسح أليشع الذي من آبل محولة.‏ وحين ذهب ووجده يحرث،‏ طرح رداءه الرسمي عليه مما يشير الى منحه تعيينا.‏ (‏١ مل ١٩:‏١٦‏)‏ وكان أليشع يحرث وأمامه ١٢ فدانا «وهو مع الثاني عشر».‏ ومن المثير للاهتمام ما ذكره وليم تومسون في القرن الـ‍ ١٩ في الارض والكتاب (‏١٨٨٧،‏ ص ١٤٤)‏،‏ اذ قال انه كان من عادة العرب ان يعملوا معا مستخدمين محاريثهم الصغيرة،‏ وإنه كان بإمكان زارع بمفرده ان يبذر الارض المحروثة بأكملها خلال يوم واحد.‏ وبما ان أليشع سار في مؤخرة المجموعة،‏ كان باستطاعته التوقف عن العمل دون ان يعيق الآخرين.‏ وقيامه بذبح فدان بقر واستخدام الادوات الخشبية كوقود يدل على عدم توانيه وعزيمته وتقديره لدعوة يهوه.‏ وقد غادر فورا ليتبع ايليا بعد ان اعد الطعام.‏ —‏ ١ مل ١٩:‏​١٩-‏٢١‏.‏

من المحتمل ان أليشع خدم كغلام لإيليا طوال ست سنوات.‏ وكان ايليا رأسا لباقي الانبياء،‏ وقد عمل معه أليشع بشكل لصيق وعُرف بالذي «يسكب ماء على يدي ايليا» حين كان هذا الاخير يغسل يديه.‏ —‏ ٢ مل ٢:‏​٣-‏٥؛‏ ٣:‏١١‏.‏

عمل أليشع كنبي في اسرائيل منذ انضمامه الى ايليا،‏ وكان ذلك في الفترة التي حكم فيها الملوك من اخآ‌ب الى يهوآش،‏ مرورا بأخزيا ويهورام وياهو.‏ وقد ملك على يهوذا خلال تلك الفترة يهوشافاط،‏ يهورام،‏ اخزيا،‏ عثليا،‏ يهوآش،‏ وعلى الارجح امصيا.‏ وبعد رحيل ايليا،‏ خدم أليشع بمفرده نحو ٦٠ سنة.‏ —‏ الخريطة في المجلد ١،‏ ص X‏.‏

يبدو ان السجل عن نشاط أليشع النبوي المدون في سفر الملوك الثاني لا يتبع بالاجمال ترتيبا زمنيا.‏ ففي الاصحاح ٥ مثلا،‏ يُضرب جيحزي بالبرص مما يتطلب ابعاده عن الاشخاص الاصحاء؛‏ ولكن يبين الاصحاح ٨ انه كان يتكلم بشكل ودي مع يهورام ملك اسرائيل.‏ كما يتحدث الاصحاح ١٣ عن موت يهوآش ملك اسرائيل،‏ ولكن يُذكر بعد ذلك لقاؤه الاخير بأليشع.‏ (‏٢ مل ١٣:‏​١٢-‏٢١‏)‏ وفي بعض اجزاء الرواية،‏ تُقسَّم اعمال وعجائب أليشع كما يبدو بحسب طبيعتها او اوجه الشبه بينها.‏ مثلا،‏ يمكن تقسيمها الى:‏ (‏١)‏ العجائب التي صُنعت من اجل الانبياء وبعض الافراد (‏٢ مل ٤:‏١–‏٦:‏٧‏)‏،‏ و (‏٢)‏ تلك المتعلقة بالامة والملك.‏ —‏ ٢ مل ٦:‏٨–‏٧:‏٢٠‏.‏

يخلف ايليا:‏ باشر أليشع نشاطه كخلف لإيليا نحو سنة ٩١٧ ق‌م او بُعيد ذلك،‏ حين صعد ايليا في عاصفة ريح الى السماء.‏ (‏٢ مل ١:‏١٧؛‏ ٢:‏​١،‏ ١١،‏ ١٢‏)‏ وقبل ان يرحل ايليا طلب منه أليشع ‹نصيب اثنين من روحه›،‏ اي حصة مضاعفة تحق للابن البكر.‏ فقد حظي أليشع بهذه المكانة نتيجة تعيينه رسميا خلفا لإيليا حين طرح هذا الاخير رداءه الرسمي عليه.‏ (‏٢ مل ٢:‏٩‏)‏ وإذ ادرك ايليا ان تحقيق هذا الطلب ليس بيده،‏ اخبر أليشع انه سينال مبتغاه إن رآه عندما يؤخذ منه.‏ وأثبت يهوه ذلك حين سمح لأليشع ان يرى ايليا وهو يصعد في عاصفة ريح الى السماء.‏ وفيما كان ايليا صاعدا،‏ سقط عنه رداؤه الرسمي الخشن.‏ فالتقطه أليشع محددا بالتالي هويته كخلف لإيليا.‏ وعند شاطئ نهر الاردن،‏ ضرب أليشع المياه بالرداء،‏ فأظهر يهوه انه الى جانبه بشق مياه النهر بطريقة عجائبية.‏ —‏ ٢ مل ٢:‏​٩-‏١٥‏.‏

عبر أليشع نهر الاردن عائدا الى جماعة بني الانبياء في اريحا.‏ وتوطدت مكانته اكثر كرأس لجماعة انبياء اللّٰه حين شفى في مدينة اريحا المياه التي كانت رديئة وتسبب حالات اسقاط.‏ فقد ذهب الى منبع الماء وألقى فيه ملحا كان قد وُضع في صحن جديد،‏ «فشفيت المياه الى هذا اليوم».‏ —‏ ٢ مل ٢:‏​١٩-‏٢٢‏.‏

ومن اريحا،‏ صعد أليشع الى بيت ايل التي ترتفع نحو ٩٠٠ م (‏٠٠٠‏,٣ قدم)‏ فوق سطح البحر،‏ حيث كان قد زار جماعة من بني الانبياء برفقة ايليا.‏ (‏٢ مل ٢:‏٣‏)‏ وفي الطريق،‏ خرجت مجموعة من الصبيان الجانحين وأظهروا احتقارا شديدا له ولمنصبه كنبي.‏ فقد سخروا منه قائلين:‏ «اصعد يا اصلع!‏ اصعد يا اصلع!‏».‏ وكانوا يقصدون بهذه الكلمات ان يكمل طريقه صعودا الى بيت ايل او ان يرحل عن الارض كما يُفترض ان يكون سلفه قد فعل.‏ (‏٢ مل ٢:‏١١‏)‏ وليعلّم هؤلاء الاولاد ووالديهم ان يحترموا نبي يهوه،‏ التفت ولعنهم باسم يهوه.‏ فخرجت فجأة دبتان من الغاب ومزقتا اربا اربا ٤٢ ولدا منهم.‏ —‏ ٢ مل ٢:‏​٢٣،‏ ٢٤‏.‏

حين شن يهورام ملك اسرائيل ويهوشافاط ملك يهوذا وملك ادوم حملة لقمع تمرد ميشع ملك موآب (‏الذي نصب ما يُدعى بالحجر الموآبي)‏،‏ علقوا في برية لا ماء فيها.‏ فأراد الملك يهوشافاط ان يسأل نبيا للّٰه.‏ فقام أليشع بدافع الاحترام ليهوشافاط الذي حظي برضى يهوه وليس من اجل يهورام بطلب احضار عازف على آلة وترية،‏ لعله ينال وحيا من يهوه تحت تأثير الموسيقى.‏ (‏قارن ١ صم ١٠:‏​٥،‏ ٦‏.‏)‏ وجعل أليشع الشعب يحفرون قنوات،‏ وفي الصباح التالي امتلأت هذه القنوات بالماء.‏ ولما سطعت شمس الصباح على المياه،‏ بدت للموآبيين دما.‏ فظنوا ان الامر اختلط على الاسرائيليين وحلفائهم فقتل بعضهم بعضا،‏ لذلك اندفعوا الى اخذ الغنيمة.‏ لكنهم فوجئوا حين قام الاسرائيليون وأوقعوا بهم الهزيمة.‏ (‏٢ مل ٣:‏​٤-‏٢٧‏)‏ وقد جرت هذه الحادثة بين سنة ٩١٧ و ٩١٣ ق‌م.‏

بعد ذكر هذه الاحداث يورد سجل أليشع سلسلة من العجائب التي صنعها من اجل افراد من امته.‏ فحين كانت ارملة واحد من بني الانبياء السابقين في حالة عوز شديد،‏ كثّر أليشع بطريقة عجائبية مؤونة الزيت الشحيحة التي كانت لديها وأنقذ ابنيها من الدائن الذي اراد استعبادهما.‏ (‏٢ مل ٤:‏​١-‏٧‏)‏ وهذه العجيبة شبيهة بالعجيبة الثانية لإيليا،‏ التي كثّر فيها الطحين والزيت عند ارملة صرفة.‏ —‏ ١ مل ١٧:‏​٨-‏١٦‏.‏

وفي شونم بوادي يزرعيل،‏ اظهرت امرأة معروفة الضيافة لأليشع بشكل رائع اذ ادركت انه «رجل مقدس للّٰه»،‏ حتى انها هيأت له مكانا يمكث به لأنه غالبا ما كان يمر ببيتها.‏ وبسبب لطفها هذا،‏ وعدها أليشع بابن رغم ان زوجها كان قد شاخ آنذاك.‏ وإتماما لوعده هذا،‏ وُلد الابن بعد نحو سنة لكنه مات وهو لا يزال طفلا.‏ عندئذ صنع أليشع اول عجيبة قيامة له معيدا الحياة الى الصبي،‏ على غرار ما فعله ايليا الذي اقام ابن ارملة صرفة.‏ (‏٢ مل ٤:‏​٨-‏٣٧؛‏ ١ مل ١٧:‏​١٧-‏٢٤‏)‏ لقد كوفئت هذه المرأة بسخاء لأنها اعربت عن اللطف تجاه نبي للّٰه.‏ —‏ قارن مت ١٠:‏٤١‏.‏

رجع أليشع الى الجلجال الواقعة شمال بيت ايل في الجبال،‏ حيث كان بنو الانبياء؛‏ وكانت هنالك مجاعة.‏ وأثناء اعداد الطبيخ،‏ وضع فيه احدهم عن غير قصد بعضا من اليقطين السام.‏ فصرخ بنو الانبياء حالما تذوقوا الطبيخ:‏ «في القدر موت،‏ يا رجل اللّٰه».‏ وبما انه ليس ملائما تبديد الطعام خلال المجاعة،‏ طلب أليشع بعض الطحين ووضعه في القدر،‏ فبات الطبيخ صالحا للأكل و «لم يكن في القدر ما يؤذي».‏ —‏ ٢ مل ٤:‏​٣٨-‏٤١‏.‏

خلال فترة المجاعة الصعبة اعربت بقية امينة من العباد الاسرائيليين،‏ الذين لم ينحنوا للبعل،‏ عن تقديرها لأنبياء يهوه وزودتهم بالطعام.‏ وعندما احضر رجل ٢٠ رغيفا من الشعير وبعض الحبوب،‏ امر أليشع ان تُقدم هذه الكمية الصغيرة طعاما للجميع.‏ ولكن كان هنالك ١٠٠ من ‹بني الانبياء›.‏ ورغم الشكوك التي ساورت مَن قدّم الطعام،‏ اكل الجميع حتى الشبع وفضل عنهم.‏ —‏ ٢ مل ٤:‏​٤٢-‏٤٤‏؛‏ قارن مر ٦:‏​٣٥-‏٤٤‏.‏

يشفي نعمان:‏ خلال فترة حكم بنهدد الثاني ملك ارام،‏ ارسل هذا الملك رئيس جيشه نعمان،‏ رجلا ابرص محترما جدا،‏ الى ملك اسرائيل كي يشفى من برصه.‏ وكان هذا الرجل الباسل قد خلّص ارام مع انه مصاب بهذا المرض.‏ وفي حين ان برصه،‏ كما يتضح،‏ لم يحل دون توليه منصبه المرموق في ارام،‏ كان هذا المرض سيتسبب بعزله عن منصب كهذا في اسرائيل.‏ (‏لا ١٣:‏٤٦‏)‏ لقد ارسل الملك بنهدد نعمان بسبب شهادة فتاة اسرائيلية صغيرة أُسرت وأصبحت تخدم في بيت نعمان؛‏ فهذه الفتاة الصغيرة كانت تثق بيهوه،‏ مما جعلها تخبر سيدتها عن أليشع نبي يهوه في اسرائيل.‏ غير ان ملك اسرائيل كان على ثقة من ان بنهدد يختلق سببا لمحاربته،‏ فقد قال:‏ «هل انا اللّٰه لكي أُميت وأحيي؟‏».‏ وحين علم أليشع بانزعاج الملك،‏ قال له:‏ «ليأت إلي،‏ فيعرف انه يوجد نبي في اسرائيل».‏ —‏ ٢ مل ٥:‏​١-‏٨‏.‏

لم يخرج أليشع لملاقاة نعمان،‏ بل ارسل اليه بواسطة غلامه تعليمات كان عليه بموجبها الاغتسال سبع مرات في نهر الاردن.‏ في البداية،‏ اثار ذلك سخط نعمان،‏ غير انه تواضع في آخر الامر واتبع هذا الاجراء البسيط فطهر.‏ ثم عاد الى أليشع ونذر انه سيخدم يهوه اله اسرائيل بأمانة من ذلك الحين فصاعدا.‏ وأخذ معه ترابا من اسرائيل،‏ «حِمل بغلين»،‏ ليقدّم عليه ذبائح ليهوه وهو يتطلع دون شك نحو الهيكل في اورشليم.‏ وبصفته احد الرسميين عند ملك ارام،‏ كان سيستمر في القيام بعمله الذي شمل مرافقة الملك الى بيت الاله الباطل رِمّون.‏ وبسبب استناد الملك اليه،‏ كان سيضطر الى الانحناء معه؛‏ لكنه قال انه سيتوقف عن عبادة رِمّون.‏ فهو سيؤدي فقط الواجب المطلوب منه تجاه الملك،‏ ولن يقوم بتأدية واجب ديني.‏ وقد عرض هدية على أليشع،‏ غير انها رُفضت.‏ وهذا ينسجم مع مبدإ مدون في الكتاب المقدس.‏ فالعجيبة تمت بقدرة يهوه لا بقدرة أليشع،‏ لذلك فإن هذا الاخير لن ينتفع من المنصب الذي منحه اياه يهوه.‏ —‏ ٢ مل ٥:‏​٩-‏١٩‏؛‏ قارن مت ١٠:‏٨‏.‏

لحق جيحزي،‏ غلام أليشع الطامع بالربح الاناني،‏ نعمان وطلب بعضا من الهدايا التي رفضها سيده.‏ وحاول كاذبا ان يخفي الامر عن أليشع.‏ وبشأن العقاب الذي يستحقه،‏ قال له أليشع:‏ «برص نعمان يلصق بك وبنسلك الى الدهر».‏ —‏ ٢ مل ٥:‏​٢٠-‏٢٧‏.‏

اصبح ضروريا ان ينتقل بنو الانبياء،‏ الذين كان أليشع واحدا منهم،‏ الى مكان اوسع.‏ فذهبوا الى نهر الاردن كي يقطعوا اخشابا من اجل مسكنهم الجديد.‏ وكان احد الانبياء يستعمل فأسا مستعارا،‏ فانخلع رأس الفأس وسقط في الماء.‏ وإذ حرص أليشع كما يبدو ألا يلحق بالانبياء اي تعيير،‏ رمى عود حطب في الماء حيث سقط رأس الفأس،‏ فطفا الرأس على السطح.‏ وقد اثبت يهوه بهذه الطريقة انه يدعم انبياءه.‏ —‏ ٢ مل ٦:‏​١-‏٧‏.‏

اسرائيل تنجو من يد ارام:‏ خلال حكم يهورام ملك اسرائيل،‏ خططت ارام للهجوم على اسرائيل بشكل مباغت.‏ فأحبط أليشع اكثر من مرة خطط بنهدد الثاني بكشفه للملك يهورام كل تحركات الاراميين.‏ في البداية اعتقد بنهدد ان ثمة خائنا في معسكره.‏ ولكن حين اكتشف السبب الحقيقي لمشكلته،‏ ارسل جيشا الى دوثان وطوّقها بالخيل ومركبات الحرب بغية الامساك بأليشع.‏ (‏الصورة في المجلد ١،‏ ص X‏)‏ فاستحوذ الخوف على غلام أليشع،‏ لكن هذا الاخير صلى الى اللّٰه ان يفتح عيني الغلام فأبصر،‏ «وإذا الجبال مملوءة خيلا ومركبات حرب من نار حول أليشع».‏ وفيما اقتربت الحشود الارامية،‏ صلى أليشع ان تحصل عجيبة معاكسة قائلا:‏ «اضرب هذه الامة بالعمى».‏ ثم قال للاراميين:‏ «اتبعوني»؛‏ غير انه لم يكن عليه ان يقتادهم باليد،‏ مما يدل انهم أصيبوا بعمى ذهني لا حرفي.‏ ولم يميزوا أليشع الذي جاءوا للامساك به،‏ ولا عرفوا الى اين كان يأخذهم.‏ —‏ ٢ مل ٦:‏​٨-‏١٩‏.‏

ما نوع العمى الذي ضرب به يهوه الاراميين الذين حاولوا القبض على أليشع؟‏

عن هذا النوع من العمى،‏ ذكر وليم جيمس في مبادئ علم النفس (‏١٩٨١،‏ المجلد ١،‏ ص ٥٩)‏:‏ «ان احد الامور المثيرة جدا للاهتمام الناتجة عن الاضطراب القشري (‏cortical disorder‏)‏ هو العمى الذهني.‏ وهذا العمى لا ينجم عن عدم الاحساس بالانطباعات البصرية،‏ بل عن عدم القدرة على فهمها.‏ ويمكن تفسير ذلك في علم النفس بأنه فقدان المقدرة على الربط بين الاحساسات البصرية وما تعنيه هذه الاحساسات؛‏ وإذا جرى اعتراض المسارات بين مراكز البصر ومراكز الافكار الاخرى،‏ فقد يحدث هذا النوع من العمى».‏

بعد ان اوصل أليشع الاراميين الى السامرة،‏ صلى الى يهوه ان يفتح عيونهم.‏ فوجد الاراميون انفسهم في وسط السامرة امام الملك يهورام نفسه.‏ وقد اظهر أليشع انه يؤمن بقدرة يهوه ولا يملك اي ميل الى الانتقام حين منع ملك اسرائيل من قتل الاراميين،‏ لأنهم بحسب قوله مثل اسرى الحرب.‏ كما طلب من الملك ان يطعمهم،‏ فصُنعت لهم وليمة وأُرسلوا الى موطنهم.‏ وكانت النتيجة انه «لم تعد فرق الغزو الارامية تأتي الى ارض اسرائيل».‏ —‏ ٢ مل ٦:‏​٢٠-‏٢٣‏.‏

ولكن في وقت لاحق غزا بنهدد الثاني ارض اسرائيل،‏ زاحفا اليها بقوة عسكرية كبيرة عوض شن هجمات متقطعة،‏ وحاصر السامرة.‏ واشتد الحصار جدا؛‏ وقد أُخبر الملك عن امرأة واحدة على الاقل قامت بأكل ابنها.‏ وكشخص من ذرية اخآ‌ب اقسم «ابن القاتل»،‏ الملك يهورام،‏ على قتل أليشع.‏ لكن هذا القسم المتهور لم يُنفّذ.‏ ولدى وصول يهورام الى بيت النبي مع معاون قائد مركبته،‏ قال انه فقد كل امل في الحصول على المساعدة من يهوه.‏ فأكد أليشع للملك ان الطعام سيكون متوفرا بكثرة في اليوم التالي.‏ لكن معاون قائد مركبة الملك هزأ من هذه النبوة،‏ مما دفع أليشع الى القول:‏ «ها انك سترى ذلك بعينيك،‏ ولكنك لن تأكل منه».‏ بعد ذلك،‏ جعل يهوه الاراميين يسمعون صوتا في معسكرهم،‏ فاعتقدوا ان جيشا عظيما مؤلفا من امم اجتمعت معا كان يتقدم نحوهم.‏ فهربوا وتركوا المعسكر كما هو،‏ بكل ما فيه من مؤونة.‏ وحين علم الملك بهرب الاراميين،‏ عين معاون قائد المركبة مسؤولا عن حراسة بوابة السامرة.‏ وهناك جرى دوسه حتى الموت عندما اندفع الشعب الاسرائيلي الجائع الى نهب المعسكر.‏ وهكذا رأى هذا الرجل الطعام لكنه لم يأكل منه.‏ —‏ ٢ مل ٦:‏٢٤–‏٧:‏٢٠‏.‏

حزائيل وياهو يُنصَّبان ملكين:‏ يُحوَّل انتباهنا بعد ذلك الى دمشق في ارام،‏ حيث كان الملك بنهدد الثاني مشرفا على الموت.‏ لذلك قابل حزائيل،‏ مبعوث الملك،‏ أليشع وسأله هل كان سيده سيتعافى.‏ عندئذ عمل روح يهوه في أليشع ومكّنه من رؤية صورة مؤلمة سببت له الحزن.‏ فقد رأى ان حزائيل،‏ الذي سيصبح خلفا لبنهدد،‏ سيُلحق بالاسرائيليين اذى لا يوصف،‏ غير ان ذلك سيكون عقابا عادلا من يهوه على خطاياهم.‏ وطلب أليشع من حزائيل ان يقول لبنهدد:‏ «ستشفى شفاء»،‏ ثم تابع قائلا:‏ «وقد اراني يهوه انه يموت موتا».‏ فأخبر حزائيل الملك بالجزء الاول من كلمات أليشع ونفّذ الجزء الثاني منها،‏ اذ خنق الملك بغطاء مبلل واستولى على عرش ارام.‏ —‏ ٢ مل ٨:‏​٧-‏١٥‏.‏

كان على أليشع ان يتمم عملا لم ينجزه ايليا،‏ وهو مسح ياهو كمنفّذ لحكم اللّٰه على بيت اخآ‌ب الشرير.‏ (‏٢ مل ٩:‏​١-‏١٠‏)‏ وقد تمم هذا العمل بعد مرور اكثر من ١٨ سنة على اعطاء يهوه الامر لإيليا.‏ كما شهد أليشع اتمام النبوات المدونة في ١ ملوك ١٩:‏​١٥-‏١٧ و ٢١:‏​٢١-‏٢٤‏.‏

في الوقت الذي مُسح فيه ياهو،‏ كان يهورام ملكا على اسرائيل وأخزيا ابن اخته ملكا على يهوذا.‏ وخلال حكم يهورام،‏ ضايق حزائيل الارامي اسرائيل الى حد كبير وأُصيب يهورام بجروح في المعركة في راموت جلعاد.‏ (‏٢ مل ٩:‏١٥‏)‏ ولم يتلكأ ياهو في تنفيذ المهمة التي أُوكلت اليه والتي اقتضت ان يبيد بيت اخآ‌ب الشرير حتى لا يبقَ له باقٍ.‏ (‏٢ مل ١٠:‏١١‏)‏ فقد سعى اولا وراء يهورام ملك اسرائيل الذي كان يتماثل للشفاء في يزرعيل.‏ وإتماما لنبوة ايليا،‏ قوبل يهورام خارج المدينة وقُتل وأُلقي في قطعة حقل نابوت اليزرعيلي.‏ (‏٢ مل ٩:‏​١٦،‏ ٢١-‏٢٦‏)‏ وعندما دخل ياهو يزرعيل قتل المرأة الشريرة ايزابل،‏ ام يهورام ملك اسرائيل وجدة اخزيا ملك يهوذا.‏ وقد اراد ياهو ان يدفنها،‏ لكن يهوه حرص ان تأكل الكلاب لحمها تماما كما انبأ نبيه ايليا،‏ لكيلا يكون لها قبر يخلّد ذكراها.‏ (‏٢ مل ٩:‏​٣٠-‏٣٧‏)‏ كما قُطعت رؤوس ابناء اخآ‌ب الـ‍ ٧٠ وقُتل اخزيا حفيد اخآ‌ب (‏٢ مل ١٠:‏​١-‏٩؛‏ ٩:‏​٢٧،‏ ٢٨‏)‏،‏ وذُبح ٤٢ من اخوته بسيف ياهو.‏ —‏ ٢ مل ١٠:‏​١٢-‏١٤؛‏ ١ مل ٢١:‏​١٧-‏٢٤‏.‏

تدمير عبادة البعل:‏ فيما تابع ياهو طريقه صعودا الى العاصمة السامرة،‏ التقى يهوناداب الذي ايده كاملا في القضاء على عبادة البعل.‏ وانطلق الاثنان الى السامرة ليشاهدا الضربة الاخيرة التي كانت ستمحو تماما عبادة البعل من اسرائيل.‏ فمن خلال خطة رسمها ياهو،‏ اجتمع جميع عباد البعل في بيت البعل وارتدوا الملابس التي تحدد هويتهم.‏ فامتلأ البيت من الطرف الى الطرف ولم يكن بين المجتمعين اي عابد ليهوه.‏ وبأمر اصدره ياهو،‏ قتل رجاله كل عباد البعل ثم هدموا انصابهم المقدسة وقوضوا بيت البعل وجعلوه مرحاضا.‏ —‏ ٢ مل ١٠:‏​١٥-‏٢٧‏.‏

وهكذا،‏ اكمل أليشع العمل الذي بدأه ايليا.‏ وقُضي على عبادة البعل في اسرائيل.‏ لم يختبر أليشع ما مر به ايليا،‏ اي صعوده في عاصفة ريح الى السماء ليُؤخذ الى مكان آخر قبل موته.‏ فخلال حكم يهوآش ملك اسرائيل،‏ مات أليشع ميتة طبيعية.‏ وفيما كان على فراش الموت،‏ بدأت ارام تسبب المشاكل من جديد لإسرائيل.‏ فجاء الملك يهوآش الى أليشع والتمس منه ظاهريا مساعدة عسكرية ضد الاراميين،‏ قائلا:‏ «يا ابي،‏ يا ابي،‏ يا مركبة اسرائيل وفرسانه!‏».‏ ثم ضرب يهوآش على الارض بسهامه بناء على طلب أليشع.‏ وإذ ضرب ثلاث مرات فقط،‏ مما يدل على افتقاره الى الغيرة الحقيقية،‏ اخبره أليشع انه سيُمنح ثلاثة انتصارات فقط على ارام.‏ وقد تم هذا الامر فعلا.‏ —‏ ٢ مل ١٣:‏​١٤-‏١٩،‏ ٢٥‏.‏

اتمام العمل:‏ في ذلك الوقت كان أليشع قد صنع ١٥ عجيبة بواسطة روح اللّٰه الذي عمل فيه.‏ لكن يهوه استخدمه بعد موته ايضا لصنع العجيبة الـ‍ ١٦.‏ فقد بقي امينا حتى الموت وحظي برضى اللّٰه.‏ يخبرنا السجل انه بعد دفن أليشع،‏ كانت مجموعة من الاشخاص تقوم بدفن رجل آخر.‏ ولكن حين رأوا فرقة غزاة من الموآبيين،‏ ألقوا الرجل في قبر أليشع ولاذوا بالفرار.‏ ولما مس الرجل الميت عظام أليشع،‏ عاد الى الحياة وقام على قدميه.‏ —‏ ٢ مل ١٣:‏​٢٠،‏ ٢١‏.‏

دعا يسوع أليشع نبيا في لوقا ٤:‏٢٧‏؛‏ ولا شك انه جرى التلميح اليه هو وإيليا في عبرانيين ١١:‏٣٥‏،‏ اذ صنعا كلاهما عجائب قيامة.‏ كان ايليا قد باشر عمله كنبي في وقت انغمست فيه اسرائيل في عبادة البعل،‏ الامر الذي تطلب امتلاك غيرة للعبادة الحقة.‏ وقد انجز عملا عظيما اذ جعل كثيرين يرجعون بقلوبهم الى يهوه.‏ اما أليشع فقد بدأ العمل من حيث توقف ايليا؛‏ ورغم ان خدمته كانت مسالمة اكثر،‏ حرص ان يتمم كاملا العمل الذي بدأه ايليا،‏ وعاش حتى رآه منجزا.‏ ويُعزى اليه القيام بـ‍ ١٦ عجيبة مقارنة بعجائب ايليا الـ‍ ٨.‏ وعلى غرار ايليا،‏ امتلك غيرة شديدة لاسم يهوه والعبادة الحقة.‏ وقد اعرب عن الصبر والمحبة واللطف،‏ لكنه كان حازما جدا حين تعلق الامر باسم يهوه.‏ كما انه لم يتردد في اعلان دينونة اللّٰه على الاشرار.‏ فاستحق ان يُشمل ‹بالسحابة العظيمة جدا من الشهود› المذكورة في عبرانيين ١٢:‏١‏.‏

بما ان عمل ايليا اشار نبويا الى امور كانت ستحدث وقت خدمة يسوع الارضية وفي وقت لاحق ايضا،‏ فمن المنطقي افتراض الامر عينه بالنسبة الى عمل أليشع،‏ لأن هذا الاخير اكمل العمل الذي بدأه ايليا وتمم تفويضه الذي كان لم يُنجز بعد.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة