مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • بص «الآلهة والإلاهات»‏
  • الآلهة والإلاهات

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الآلهة والإلاهات
  • بصيرة في الاسفار المقدسة
  • مواد مشابهة
  • القضية القضائية الكونية التي تشملكم
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٨
  • هل يوجد إله حقيقي واحد فقط؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦
  • الخيوط المشتركة في الاساطير
    بحث الجنس البشري عن اللّٰه
  • الجزء ٣:‏ ١٩٤٢-‏١٥١٣ ق‌م —‏ مصر ساحة معركة الآلهة
    استيقظ!‏ ١٩٨٩
المزيد
بصيرة في الاسفار المقدسة
بص «الآلهة والإلاهات»‏

الآلهة والإلاهات

ان الآلهة التي عبدها البشر،‏ ولا يزالون يعبدونها،‏ هي من صنع اشخاص ناقصين يفكِّرون بغباء،‏ «حوَّلوا مجد اللّٰه الذي لا يدركه الفساد الى ما يشبه صورة الانسان القابل للفساد والطيور وذوات الاربع والزحافات».‏ (‏رو ١:‏٢١-‏٢٣‏)‏ فلا عجب ان هذه المعبودات تعكس صفات عابديها الناقصين وضعفاتهم.‏ وإحدى العبارات العبرانية التي تُستعمَل للاشارة الى الاصنام او الآلهة المزيفة تعني «عديمة النفع» او «عديمة الجدوى».‏ —‏ لا ١٩:‏٤؛‏ اش ٢:‏٢٠‏.‏

يقول الكتاب المقدس عن الشيطان ابليس انه «إله نظام الاشياء هذا».‏ (‏٢ كو ٤:‏٤‏)‏ ولا شك ان ‹الإله› المذكور في هذه الآية هو الشيطان لأنها تقول عنه انه «قد اعمى اذهان غير المؤمنين».‏ كما تذكر الرؤيا ١٢:‏٩ انه «يضل المسكونة كلها».‏ وبما ان الشيطان عرض على يسوع «جميع ممالك العالم» مقابل «عمل عبادة»،‏ فهذا دليل على انه يسيطر على هذا العالم.‏ —‏ متى ٤:‏٨،‏ ٩‏.‏

عندما يقدِّم البشر العبادة للاصنام هم في الحقيقة يقدِّمونها «للشياطين .‏.‏.‏ وليس للّٰه».‏ (‏١ كو ١٠:‏٢٠؛‏ مز ١٠٦:‏٣٦،‏ ٣٧‏)‏ فيهوه اللّٰه يطلب العبادة له وحده.‏ (‏اش ٤٢:‏٨‏)‏ والذي يعبد الاصنام يُنكر الإله الحقيقي،‏ وبالتالي يخدم مصالح عدو يهوه الرئيسي،‏ الشيطان،‏ وأبالسته.‏

رغم ان الكتاب المقدس يشير الى العديد من آلهة وإلاهات الشعوب القديمة،‏ إلا انه لا يمكن دائما تحديد هويتها بدقة.‏

اصل الآلهة والإلاهات:‏ عند المقارنة بين آلهة وإلاهات الشعوب القديمة نجدها متشابهة بشكل كبير،‏ ولا يمكن ان يكون ذلك بالصدفة.‏ كتب ج.‏ غارنيير عن ذلك:‏ «المصريون،‏ الكلدانيون،‏ الفينيقيون،‏ اليونانيون والرومان،‏ وكذلك ايضا الهندوس،‏ البوذيون في الصين والتيبت،‏ القوطيون،‏ الانكلو-‏سكسونيون،‏ الدرويديون،‏ المكسيكيون والبيرويون،‏ سكان اوستراليا الاصليون،‏ وحتى الشعوب الهمجية في جزر البحر الجنوبي،‏ لا بد انهم جميعا اخذوا افكارهم الدينية من مصدر مشترك ومركز مشترك.‏ فإننا نجد في كل مكان تطابقا مذهلا في الطقوس،‏ الشعائر،‏ العادات،‏ التقاليد،‏ وأسماء آلهتهم وإلاهاتهم والعلاقات بينها».‏ —‏ عبادة الموتى،‏ لندن،‏ ١٩٠٤،‏ ص ٣.‏

تشير الاسفار المقدسة الى ان الافكار الدينية الخاطئة نشأت في ارض شنعار بعد الطوفان.‏ فلا شك ان بناء مدينة بابل وبرجها (‏على الارجح زقورة لتُستخدَم في العبادة المزيفة)‏ بدأ تحت اشراف نمرود،‏ ‹صياد جبار مقاوم ليهوه›.‏ ولم يكن الهدف من مشروع البناء هذا اكرام يهوه اللّٰه،‏ بل تمجيد البنائين انفسهم لأنهم ارادوا ان يصنعوا لأنفسهم «اسما شهيرا».‏ كما انه كان يتعارض كليا مع قصد اللّٰه ان ينتشر البشر في الارض.‏ لكنَّ القادر على كل شيء فشَّل خطط هؤلاء البنائين عندما جعلهم يتكلمون لغات مختلفة.‏ وحين لم يعودوا يقدرون ان يفهموا واحدهم الآخر،‏ توقفوا شيئا فشيئا عن بناء المدينة وتفرَّقوا.‏ (‏تك ١٠:‏٨-‏١٠؛‏ ١١:‏٢-‏٩‏)‏ ولكن يبدو ان نمرود بقي في بابل ووسَّع نطاق نفوذه،‏ وبذلك اسس اول امبراطورية بابلية.‏ —‏ تك ١٠:‏١١،‏ ١٢‏.‏

والذين تفرَّقوا اخذوا دينهم المزيف معهم اينما ذهبوا،‏ ومارسوه هناك في ظروف جديدة،‏ بلغتهم الجديدة،‏ وفي مكانهم الجديد.‏ وقد حدث ذلك في ايام فالج الذي وُلد بعد حوالي مئة سنة من الطوفان ومات بعمر ٢٣٩ سنة.‏ وبما ان نوحًا وابنه سامًا عاشا اكثر من فالج،‏ فلا بد ان الناس تفرَّقوا في زمن كانت فيه تفاصيل الاحداث السابقة،‏ مثل الطوفان،‏ معروفة.‏ (‏تك ٩:‏٢٨؛‏ ١٠:‏٢٥؛‏ ١١:‏١٠-‏١٩‏)‏ ولا بد ان ما عرفه الذين تفرقوا بقي بشكل ما في بالهم.‏ والدليل هو ان الاساطير القديمة تنقل عدة اجزاء من قصة الكتاب المقدس،‏ انما بطريقة محرَّفة فيها آلهة عديدة.‏ فتصوِّر الاساطير بعض الآلهة انها تقتل الحيات.‏ كما ان اديان الكثير من الشعوب القديمة شملت عبادة إله فاعل خير مات ميتة عنيفة على الارض ثم أُعيد الى الحياة.‏ وربما يشير ذلك الى ان هذا الإله كان في الحقيقة انسانا مؤلَّها اعتُبر خطأ ‹النسل الموعود به›.‏ (‏قارن تك ٣:‏١٥‏.‏)‏ ايضا،‏ تتحدث الاساطير عن علاقات غرامية جمعت بين آلهة ونساء على الارض،‏ وعن الاعمال البطولية التي قام بها نسلهم الهجين.‏ (‏قارن تك ٦:‏١،‏ ٢،‏ ٤؛‏ يه ٦‏.‏)‏ كما انه لا يوجد على الارجح شعب إلا ولديه اسطورة عن طوفان عالمي،‏ وأجزاء من القصة عن بناء برج.‏

آلهة بابل:‏ من المنطقي التوقُّع انه بعد موت نمرود راح البابليون يكرِّمونه لأنه بالنسبة اليهم مؤسس مدينتهم وبانيها وأول ملك عليها،‏ ومُنشئ اول امبراطورية بابلية.‏ وبحسب التقليد،‏ مات نمرود ميتة عنيفة.‏ وبما ان الإله مردوك (‏مرودخ)‏ كان يُعتبَر مؤسس بابل،‏ يظن البعض ان مردوك يمثِّل نمرود المؤلَّه.‏ غير ان العلماء يختلفون كثيرا في الرأي حول ربط الآلهة ببشر معيَّنين.‏

بمرور الوقت،‏ ازداد عدد آلهة الامبراطورية البابلية الاولى وشمل عدة مجموعات من ثلاثة آلهة.‏ مثلا،‏ تألف احد الثواليث من آنو (‏إله السماء)‏،‏ انليل (‏إله الارض والهواء والريح)‏،‏ وإيا (‏إله المياه)‏.‏ وتألف ثالوث آخر من سين إله القمر،‏ شمش إله الشمس،‏ وعشتار إلاهة الخصب،‏ وهي حبيبة او زوجة الإله تموز.‏ (‏الصورة في المجلد X،‏ ص X)‏ كما كان لدى البابليين ثواليث من ابالسة،‏ مثل لابارتو،‏ لاباسو،‏ وأخّازو.‏ وانتشرت عبادة الاجرام السماوية (‏اش ٤٧:‏١٣‏)‏،‏ وارتبطت عدة كواكب بآ‌لهة معيَّنة.‏ مثلا،‏ ارتبط كوكب المشتري بمردوك،‏ الإله الرئيسي عند البابليين؛‏ الزهرة بعشتار،‏ إلاهة الحب والخصب؛‏ زحل بنينورتا،‏ إله الحرب والصيد وحامي المزروعات؛‏ عطارد بنَبُو،‏ إله الحكمة والزراعة؛‏ والمرِّيخ بنرجل،‏ إله الحرب والوبإ والعالم السفلي.‏

مع الوقت،‏ صار لكل مدينة في بلاد بابل القديمة إله حارس خاص بها،‏ ما يشبه اليوم «القديس الشفيع».‏ الإله سين في اور،‏ إيا في اريدو،‏ انليل في نيبور،‏ نرجل في كوث،‏ نَبُو في بورسيبا،‏ ومردوك (‏مرودخ)‏ في مدينة بابل.‏ طبعا،‏ عندما جعل حمورابي بابل عاصمة بلاد بابل،‏ علا شأن الإله مردوك،‏ الإله المفضل في المدينة.‏ وفي النهاية مُنح خصائص آلهة قديمة وأخذ مكانها في الاساطير البابلية.‏ لاحقا،‏ حل اللقب «بيلو» (‏او «السيد»)‏ محل الاسم «مردوك»،‏ ومع الوقت صار يُدعى بيل.‏ كما صارت زوجته تُدعى بيليت (‏«السيدة»،‏ سيدة الآلهة)‏.‏ —‏ انظر «بيل»؛‏ «‏نَبُو‏» رقم ٤.‏

تصوِّر الكتابات البابلية القديمة الآلهة والإلاهات بطريقة تشبه البشر الخطاة الفانين.‏ فهي تقول ان هذه الآلهة وُلدت،‏ احبَّت،‏ انجبت عائلة،‏ حاربت،‏ وحتى ماتت،‏ كما حصل مع الإله تموز.‏ ويُقال انها ارتعبت من الطوفان حتى انها ‹ربضت مثل الكلاب›.‏ وقد وُصفت بأنها طمَّاعة،‏ لأنها غالبا ما تأكل بشراهة وتشرب حتى تسكر.‏ كما كانت غضوبة وحقودة وشكَّاكة وتكره واحدها الآخر كرها شديدا.‏ مثلا،‏ صممت الإلاهة تيامات ان تهلك باقي الآلهة،‏ لكنَّ مردوك تغلَّب عليها وشطرها نصفَين،‏ فشكَّل السماء من احد نصفَيها واستخدم النصف الآخر ليؤسس الارض.‏ وإريشكيجال،‏ إلاهة العالم السفلي،‏ اوصت نمتارو،‏ إله الوبإ،‏ ان يسجن اختها عشتار ويصيبها بـ‍ ٦٠ مصيبة.‏ —‏ انظر «نرجل».‏

كل ذلك يعطي فكرة عن البيئة التي تركها ابراهيم الامين خلفه عندما خرج من مدينة اور الكلدانية التي كانت غارقة في عبادة الاصنام البابلية.‏ (‏تك ١١:‏٣١؛‏ ١٢:‏١؛‏ يش ٢٤:‏٢،‏ ١٤،‏ ١٥‏)‏ وبعد مئات السنين،‏ أُجبر آلاف الاسرى اليهود على الذهاب الى بابل،‏ «ارض منحوتات» و ‹اصنام قذرة›.‏ —‏ ار ٥٠:‏١،‏ ٢،‏ ٣٨؛‏ ٢ مل الفصل ٢٥‏.‏

آلهة اشور:‏ بشكل عام،‏ هناك تشابه كبير جدا بين آلهة وإلاهات الاشوريين والبابليين.‏ ولكن حسبما يبدو،‏ كان الإله الرئيسي اشور موجودا فقط في مجموعة الآلهة الاشورية.‏ وبما ان بلاد اشور سُميت على اسمه،‏ يظن البعض انه في الواقع ابن سام،‏ اشور،‏ الذي ألَّهه عبَّاد الآلهة المزيفة.‏ —‏ تك ١٠:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

اختلف مركز عبادة الإله اشور باختلاف مقر حكم الملوك الاشوريين،‏ بعكس الإله البابلي مردوك الذي عبده الناس ايضا في اشور انما بقي مركز عبادته في مدينة بابل.‏ ايضا،‏ بنى الاشوريون معابد للإله اشور في انحاء عديدة من بلادهم.‏ وكان رمزه الرئيسي راية عسكرية يحملها الجيش معه الى قلب المعركة.‏ وكان يُمثَّل بدائرة او قرص له جناحان،‏ غالبا ما يكون في داخله رجل لديه لحية يحمل احيانا قوسا او يرمي سهما.‏ ويُصوَّر اشور ايضا بشكل يوحي انه جزء من ثالوث.‏ فبالاضافة الى الرجل داخل الدائرة،‏ يظهر رأسان بشريان فوق الجناحَين،‏ واحد على كل من جانبَي الرجل في الوسط.‏ —‏ انظر الصورة في المجلد X،‏ ص X؛‏ «‏أشور‏»؛‏ «نسروخ».‏

بعد ان سقطت السامرة سنة ٧٤٠ ق‌م،‏ وجد الاسرى من اسباط المملكة الشمالية العشرة انفسهم بين هؤلاء الاشوريين.‏ (‏٢ مل ١٧:‏١-‏٦‏)‏ لاحقا،‏ تنبأ النبي ناحوم عن سقوط نينوى (‏عاصمة اشور)‏ وانهزام آلهتها.‏ وقد حدث ذلك سنة ٦٣٢ ق‌م.‏ —‏ نا ١:‏١،‏ ١٤‏.‏

آلهة مصر:‏ ان الآلهة والإلاهات التي عبدها المصريون هي دليل على انهم ورثوا عبادتهم من البابليين.‏ فكانت لديهم ثواليث من الآلهة وحتى مجموعات من ثلاثة ثواليث (‏تاسوع)‏.‏ وأحد ثواليثهم المعروفة تألف من اوزيريس،‏ زوجته إيزيس،‏ وابنهما حورس.‏ —‏ الصورة في المجلد X،‏ ص X.‏

كان اوزيريس ابرز الآلهة المصرية،‏ وكان بالنسبة الى المصريين ابن جيب إله الارض ونوت إلاهة السماء.‏ ويُقال ان اوزيريس تزوج إيزيس وملك على مصر.‏ كما تروي الاساطير ان اوزيريس قتله اخوه سيت وأنه أُعيد الى الحياة وصار قاضي الموتى وملكهم.‏ ويعتبر علماء كثيرون ان اوزيريس وإيزيس هما نفسهما تموز وعشتار،‏ لأن العلاقة بين اوزيريس وإيزيس وصفاتهما تشبه الى حد كبير العلاقة بين تموز وعشتار وصفاتهما.‏

وكانت ايضا عبادة الام والابن شائعة جدا في مصر.‏ فغالبا ما تُصوَّر إيزيس وهي تحمل الطفل حورس على ركبتَيها،‏ وذلك يشبه كثيرا صورة مريم العذراء والطفل يسوع التي يبجِّلها بعض المنتمين الى العالم المسيحي عن جهل احيانا.‏ (‏الصورة في المجلد X،‏ ص X)‏ اما بالنسبة الى الإله حورس،‏ فلا شك ان قصته هي تشويه للوعد الذي اعطاه اللّٰه في عدن عن النسل الذي سيسحق رأس الحية.‏ (‏تك ٣:‏١٥‏)‏ فيُصوَّر حورس احيانا وهو يدوس تماسيح ويُمسك حيات وعقارب.‏ وبحسب احدى الروايات،‏ عندما كان حورس ينتقم لموت ابيه اوزيريس،‏ غيَّر سيت (‏الذي قتل اوزيريس)‏ نفسه الى حية.‏

كثيرا ما يظهر الرمز المقدس،‏ مفتاح الحياة (‏crux ansata)‏،‏ على المنحوتات والرسومات المصرية.‏ شكله على شكل الحرف T مع حلقة بيضاوية في الاعلى.‏ وهو على الارجح يمثِّل اتحاد العضوَين التناسليَّين الذكري والانثوي،‏ ويُعتَبر رمزا للحياة.‏ وغالبا ما تُصوَّر الآلهة المصرية وهي تحمل هذا المفتاح.‏ —‏ الصورة في المجلد X،‏ ص X.‏

لقد بجَّل المصريون مخلوقات كثيرة واعتبروها مقدسة.‏ من بين هذه المخلوقات:‏ ابن آوى،‏ ابو منجل،‏ الاسد،‏ البقرة،‏ التمساح،‏ الثور،‏ الجُعَل،‏ الحية،‏ الذئب،‏ الصقر،‏ الضفدع،‏ العقرب،‏ فرس النهر،‏ القط،‏ الكبش،‏ والنسر.‏ غير ان هذه المخلوقات لم تكن مقدسة في كل انحاء مصر،‏ ما ادى احيانا الى حروب اهلية.‏ كانت الحيوانات مكرَّسة لآلهة معيَّنة،‏ حتى ان بعضها كان يُعتبَر تجسيدا لإله او إلاهة.‏ مثلا،‏ اعتُبر الثور ابيس تجسيدا للإله اوزيريس وانبعاثا للإله بتاح.‏

وفقا لهيرودوتُس (‏٢:‏٦٥-‏٦٧)‏،‏ اذا قتل شخص حيوانا مقدَّسا عن قصد كان يُقتل؛‏ اما اذا قتله عن غير قصد،‏ فكان الكهنة يفرضون عليه غرامة.‏ ولكن اذا قتل شخص ابا منجل او بازا،‏ سواء عن قصد او عن غير قصد،‏ فكان يُقتل،‏ وغالبا ما يكون ذلك على يد مجموعة غاضبة من الشعب.‏ وإذا مات قِطٌّ كان كل اهل البيت يحلقون حواجبهم،‏ اما اذا مات كلب فكانوا يحلقون كل جسمهم.‏ ايضا،‏ كان المصريون يحنِّطون الحيوانات المقدسة ويقيمون لها دفنا فخما.‏ وقد عُثر على العديد من الحيوانات المحنَّطة،‏ من بينها تماسيح وثيران وصقور وقطط.‏

تروي الاساطير ان الآلهة المصرية كانت لديها ضعفات ونقائص مثل البشر.‏ ويُقال انها كانت تقلق وتخاف،‏ وكثيرا ما تعرضت للخطر.‏ فالإله اوزيريس قُتل.‏ وعندما كان حورس صغيرا،‏ يُقال انه عانى من آلام داخلية،‏ صداع،‏ وزُحار،‏ وإن عقربا لسعه فمات لكنَّه أُعيد الى الحياة.‏ ويُعتقد ان إيزيس كانت تعاني من خراج ثديي.‏ كما قيل عن إله الشمس رع انه،‏ عندما تقدَّم في العمر،‏ ضعفت قوته وصار لعابه يسيل من فمه.‏ وقد صنعت إيزيس حية سحرية لدغته فكان على وشك ان يموت،‏ لكنَّها قالت كلمات سحرية ادَّت الى شفائه.‏ ايضا تُصوَّر الإلهة سخمت،‏ التي تمثِّل القوة المدمِّرة للشمس،‏ على انها متعطشة للدماء.‏ وكانت تستمتع بقتل البشر حتى انه يُقال ان رع خاف على مستقبل البشرية.‏ ولينقذ البشر من الابادة،‏ وزَّع في ساحة الحرب ٠٠٠‏,٧ ابريق من خليط البيرة والرمَّان.‏ فظنَّت سخمت انه دم بشر وشربت منه بشراهة حتى سكرت ولم تعد قادرة على القتل.‏ ويُقال ان الإلاهة نفتيس جعلت اخاها اوزيريس،‏ زوج اختها إيزيس،‏ يسكر وأقامت معه علاقة.‏ كما يُصوَّر إلاها الشمس تيم وحورس وهما يمارسان العادة السرية.‏

من اللافت انه عندما عيَّن فرعون يوسف الحاكم الثاني على ارض مصر،‏ صار في مكانة اعلى من عبَّاد آلهة مصر المزيفة.‏ —‏ تك ٤١:‏٣٧-‏٤٤‏.‏

الضربات العشر:‏ اذلَّ يهوه آلهة المصريين وعاقبها حين جلب الضربات على ارض مصر.‏ (‏خر ١٢:‏١٢؛‏ عد ٣٣:‏٤‏؛‏ الصور في المجلد X،‏ ص X)‏ فالضربة الاولى،‏ تحويل مياه النيل وكل مياه مصر الى دم،‏ اذلَّت إله النيل حابي.‏ وموت السمك في النيل كان ايضا ضربة للدين في مصر،‏ لأن بعض انواع السمك كانت تُبجَّل،‏ حتى انها كانت تحنَّط.‏ (‏خر ٧:‏١٩-‏٢١‏)‏ كما ان الضفدع الذي كان بالنسبة الى المصريين رمزا للخصوبة ولمفهومهم للقيامة،‏ كان يُعتبَر مكرَّسا للإلاهة الضفدع حقت.‏ وبذلك تكون ضربة الضفادع قد اذلَّت هذه الإلاهة.‏ (‏خر ٨:‏٥-‏١٤‏)‏ والضربة الثالثة اجبرت الكهنة الذين يمارسون السحر ان يعترفوا بالهزيمة عندما لم يقدروا ان يستخدموا فنونهم السحرية الغامضة ليحوِّلوا التراب الى برغش.‏ (‏خر ٨:‏١٦-‏١٩‏)‏ وكان يُنسب الى الإله تحوت (‏توت)‏ الفضل في اختراع السحر او الفنون السحرية الغامضة.‏ ولكن حتى هذا الإله لم يقدر ان يساعد الكهنة الذين يمارسون السحر ان يقلِّدوا الضربة الثالثة.‏

صار الحد الفاصل بين المصريين وعباد الإله الحقيقي واضحا ابتداء من الضربة الرابعة.‏ فقد هجمت اعداد كبيرة من الذباب على بيوت المصريين،‏ اما الاسرائيليون المقيمون في ارض جاسان فلم يتأثروا.‏ (‏خر ٨:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ والضربة التالية كانت مرضا مميتا اصاب المواشي،‏ وقد اذلَّت الإلاهة البقرة حتحور،‏ والإله ابيس،‏ وإلاهة السماء نوت التي كانت تصوَّر بهيئة بقرة لها نجوم على بطنها.‏ (‏خر ٩:‏١-‏٦‏)‏ اما ضربة الحبوب الملتهبة فقد اذلَّت الآلهة والإلاهات التي اعتقد المصريون ان لها مقدرات شفائية،‏ مثل تحوت وإيزيس وبتاح.‏ (‏خر ٩:‏٨-‏١١‏)‏ وعاصفة البَرَد اهانت الآلهة التي كانت في نظرهم تسيطر على عناصر الطبيعة،‏ مثل رشبو الذي حسبما يظهر كانوا يعتقدون انه يسيطر على البرق،‏ وتحوت الذي قيل انه يتحكم بالمطر والرعد.‏ (‏خر ٩:‏٢٢-‏٢٦‏)‏ وضربة الجراد ألحقت الهزيمة بالآلهة التي كانوا يعتقدون انها تؤمِّن حصادا وافرا،‏ مثل إله الخصوبة مين الذي اعتبروه حامي المحاصيل.‏ (‏خر ١٠:‏١٢-‏١٥‏)‏ ومن بين الآلهة التي اذلَّتها ضربة العتمة كانت آلهة الشمس،‏ مثل رع وحورس،‏ وأيضا تحوت إله القمر الذي آمنوا انه ينظِّم الشمس والقمر والنجوم.‏ —‏ خر ١٠:‏٢١-‏٢٣‏.‏

وأكبر اذلال للآلهة والإلاهات المصرية كان موت الابكار.‏ (‏خر ١٢:‏١٢‏)‏ فحكام مصر كانوا يسمُّون انفسهم آلهة،‏ ابناء رع او آمون-‏رع.‏ وقد ادَّعى المصريون ان رع،‏ او آمون-‏رع،‏ اقام علاقة مع الملكة،‏ واعتبروا الابن الذي وُلد إلها متجسدا وكرَّسوه لرع،‏ او آمون-‏رع،‏ في هيكله.‏ لذلك فإن موت بكر فرعون عنى في الحقيقة موت إله.‏ (‏خر ١٢:‏٢٩‏)‏ وهذا بحد ذاته كان ضربة قوية لدين مصر.‏ كما تبيَّن كم كانت كل الآلهة عاجزة تماما لأنها لم تقدر ان تخلِّص ابكار المصريين من الموت.‏ —‏ انظر «آمون» رقم ٤.‏

آلهة كنعان:‏ تُظهر المراجع الدنيوية ان الكنعانيين اعتبروا الإله إيل الخالق وصاحب السيادة.‏ ومع انه كان بعيدا نوعا ما عن شؤون الارض،‏ غالبا ما صُوِّرت الآلهة الاخرى وهي تقترب منه لتطلب طلباتها.‏ ويوصَف إيل على انه ابن متمرد خلع والده عن العرش وخصاه،‏ وأنه طاغية متعطش للدماء،‏ قاتل،‏ وزانٍ.‏ وهو يُسمَّى في نصوص رأس شمرا «الاب الثور»،‏ ويصوَّر بشعر رمادي ولحية رمادية.‏ وكانت زوجته الإلاهة اشيرة التي اعتُبرت ام الآلهة،‏ كما اعتُبر إيل اب الآلهة.‏

لكنَّ ابرز آلهة كنعان كان إله الخصب بعل،‏ وهو إله السماء والمطر والعاصفة.‏ (‏قض ٢:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وغالبا ما يُدعى بعل في نصوص رأس شمرا ابن داجون،‏ رغم انه يُقال ايضا ان إيل هو ابوه.‏ ولكن بما ان عناة اخت بعل تدعو إيل اباها،‏ وهو بدوره يدعوها ابنته،‏ فمن المحتمل ان يُعتبر بعل ابن إيل،‏ علما انه قد يُعتبر ايضا حفيد إيل.‏ وفي الاساطير،‏ يصوَّر بعل انه يهاجم الإله يَم (‏الإله الذي يسيطر على المياه والذي يبدو انه كان ابن إيل المفضَّل والمحبوب)‏ ويسيطر عليه.‏ لكنَّ بعل يُقتل في صراعه مع الإله مُوت،‏ الذي يُعتبر ابن إيل وإله الموت والجفاف.‏ وهكذا يكون لدى كنعان،‏ مثل بابل،‏ إله مات ميتة عنيفة ثم أُعيد الى الحياة.‏ —‏ انظر «بَعْل» رقم ٤.‏

تذكر نصوص رأس شمرا ثلاث إلاهات رئيسية:‏ عناة،‏ اشيرة،‏ وعشتورث (‏عشتروت)‏.‏ ولكن يبدو ان ادوار هذه الإلاهات تداخلت كثيرا.‏ ففي سوريا،‏ حيث وُجدت نصوص رأس شمرا،‏ ربما اعتُبرت عناة زوجة بعل لأنها تصوَّر وهي تقيم علاقة مع بعل،‏ رغم انه يُشار اليها تكرارا بعبارة «العذراء».‏ لكنَّ الاسفار المقدسة لا تذكر مع بعل إلا عشتورث وأشيرة (‏السارية المقدسة)‏.‏ لذلك،‏ احيانا ربما تُعتبر اشيرة وعشتورث (‏عشتروت)‏ ايضا زوجتَين لبعل.‏ —‏ قض ٢:‏١٣؛‏ ٣:‏٧؛‏ ١٠:‏٦؛‏ ١ صم ٧:‏٤؛‏ ١٢:‏١٠؛‏ ١ مل ١٨:‏١٩‏،‏ انظر «السارية المقدسة»؛‏ «عشتورث»؛‏ «النُّصْب المقدس».‏

وحين تشير نصوص رأس شمرا الى الإلاهة عناة،‏ تعطي فكرة عن انحطاط آلهة الكنعانيين التي لا بد انهم تشاركوا فيها مع السوريين.‏ فعناة توصف بأنها اجمل اخوات بعل،‏ لكنَّ طبعها عنيف جدا.‏ فتصوَّر وهي تهدِّد ان تسحق جمجمة ابيها إيل،‏ وتجعل الدم يسيل على شعره ولحيته الرماديَّين اذا لم يلبِّ رغباتها.‏ وفي مناسبة اخرى،‏ تظهر عناة وهي ترتكب مجزرة كبيرة.‏ ثم تعلِّق رؤوس اعدائها الاقوياء على ظهرها،‏ وأيديهم على حزامها،‏ وتغوص في الدماء حتى ركبتَيها،‏ ووركَيها ايضا.‏ ويظهر فرحها الكبير بالقتل بهذه الطريقة من خلال الكلمات:‏ «تضحك من كل قلبها وتمتلئ فرحا».‏ —‏ نصوص الشرق الادنى القديمة،‏ تحرير ج.‏ بريتشارد،‏ ١٩٧٤،‏ الصفحات ١٣٦،‏ ١٣٧،‏ ١٤٢،‏ ١٥٢.‏

لقد كانت عبادة الكنعانيين منحطة جدا،‏ ما يؤكِّد ان حكم اللّٰه بإهلاكهم كان حكما عادلا.‏ (‏لا ١٨؛‏ تث ٩:‏٣،‏ ٤‏)‏ لكنَّ الاسرائيليين لم ينفِّذوا حكم اللّٰه كاملا،‏ لذلك وقعوا اخيرا في الفخ ومارسوا الامور المنحطة المرتبطة بعبادة آلهة كنعان.‏ —‏ مز ١٠٦:‏٣٤-‏٤٣‏؛‏ انظر ايضا «‏كَنْعان‏،‏ الكَنْعانيّ».‏ رقم ٢.‏

آلهة مادي وفارس:‏ تشير الادلة ان ملوك امبراطورية مادي وفارس كانوا زرادشتيين.‏ لا يمكن اثبات او نفي ما اذا كان كورش الكبير يتبع تعاليم زرادشت،‏ ولكن منذ زمن داريوس الاول ترد في كتابات الملوك اشارات متكررة الى اهورا مَزدا،‏ الإله الرئيسي في الديانة الزرادشتية.‏ فقد اشار اليه داريوس الاول بأنه خالق السماء والارض والانسان،‏ واعتبر ان هذا الإله هو مَن منحه الحكمة والمهارات الجسدية والمُلك.‏

تتميز الديانة الزرادشتية بالايمان بالثنائية،‏ اي الايمان بوجود إلهَين اثنَين احدهما للخير والآخر للشر.‏ فكان اهورا مَزدا بالنسبة الى الزرادشتيين خالق كل ما هو خير،‏ وأنغرا مينيو خالق كل ما هو شر.‏ وقد اعتقدوا ان انغرا مينيو قادر ان يسبب الزلازل والعواصف والامراض والموت،‏ وأيضا الاضطرابات والحروب.‏ كما آمنوا ان ارواحا ادنى ساعدت هذَين الإلهَين ليقوم كل منهما بأعماله.‏

كان رمز الإله اهورا مَزدا يشبه كثيرا رمز إله الاشوريين اشور:‏ دائرة لها جناحان يطلع منها احيانا رجل لديه لحية وذيل طائر.‏

ربما كان اهورا مَزدا جزءا من ثالوث.‏ وهذا الاستنتاج مبني على طلب ارتحشستا منيمون الحماية من اهورا مَزدا،‏ اناهيتا (‏إلاهة المياه والخصوبة)‏،‏ ومِثرا (‏إله النور)‏؛‏ كما انه نسب الفضل الى هذه الآلهة الثلاثة في اعادة بناء قاعة الاعمدة في سوسة.‏

لقد ربط بعض العلماء اناهيتا بإلاهة البابليين عشتار.‏ يقول إ.‏ أ.‏ جيمس في كتابه عبادة الإلاهة الام (‏١٩٥٩،‏ ص ٩٤)‏:‏ «عبدها الناس واعتبروها ‹الإلاهة الكبرى التي تُدعى السيدة›،‏ ‹الطاهرة القديرة›،‏ التي تطهِّر ‹نُطفة الذكور ورحم الإناث وحليبهن›.‏ .‏.‏.‏ وكانت تقابل إلاهة السوريين عنات،‏ إلاهة البابليين إنانا-‏عشتار،‏ إلاهة الحثيين كومانا،‏ وإلاهة اليونانيين افروديت».‏

وفقا للمؤرخ اليوناني هيرودوتس (‏١:‏١٣١)‏،‏ عبد الفرس ايضا عناصر الطبيعة والاجرام السماوية.‏ كتب:‏ «حسب معرفتي،‏ عادات الفرس هي كما يلي.‏ ليس من عادتهم ان يصنعوا تماثيل ومعابد ومذابح،‏ حتى انهم يعتبرون مَن يصنعها احمق،‏ باعتقادي،‏ لأنهم لا يؤمنون كاليونانيين ان الآلهة هي على شبه الناس.‏ فهم يسمّون قبة السماء زيوس ويقدمون له الذبائح على اعلى قمم الجبال.‏ ويذبحون ايضا للشمس والقمر والارض والنار والماء والريح.‏ هذه هي الآلهة الوحيدة التي قدموا لها ذبائح من البداية.‏ لكنهم تعلموا لاحقا من الاشوريين والعرب ان يذبحوا للإلاهة افروديت ‹السماوية› التي دعاها الاشوريون ميليتة،‏ والعرب أليلات،‏ والفرس مِترا».‏

يحتوي الزند افستا (‏الابِستاق)‏،‏ الكتابات المقدسة عند الزرادشتيين،‏ على صلوات للنار والماء والكواكب وأيضا لنور الشمس والقمر والنجوم.‏ كما يُشار الى النار بأنها ابن اهورا مَزدا.‏

رغم ان الملك كورش ربما كان زرادشتيا،‏ تقول نبوة الكتاب المقدس بأنه الشخص الذي عيَّنه يهوه ليهزم بابل ويحرِّر الاسرى اليهود.‏ (‏اش ٤٤:‏٢٦–‏٤٥:‏٧‏؛‏ قارن ام ٢١:‏١‏.‏)‏ وبعد دمار بابل سنة ٥٣٩ ق‌م،‏ صار الاسرائيليون خاضعين لإمبراطورية مادي وفارس الزرادشتية.‏

آلهة اليونان:‏ تكشف دراسة الآلهة والإلاهات في اليونان القديمة تأثير الديانة البابلية.‏ يذكر البروفسور جورج رولنسون من جامعة اوكسفورد:‏ «ان الشبه الكبير بين النظام [الديني] الكلداني وذاك الذي للميثولوجيا الكلاسيكية يستحق انتباها خصوصيا.‏ وهذا الشبه عامّ جدا،‏ وفي بعض النواحي متقارب جدا،‏ الى حد لا يسمح بالافتراض ان هذه المطابقة اتت بالصدفة.‏ فالتصنيف العامّ نفسه يمكن ايجاده في مجموعة آلهة اليونان وروما وفي مجموعة آلهة الكلدانيين؛‏ وفي حالات كثيرة،‏ يمكن ايجاد نفس التتابع في سلسلة النسب؛‏ ومن المثير للاهتمام انه،‏ في بعض الحالات،‏ حتى الاسماء والالقاب المألوفة للمعبودات الكلاسيكية يمكن تفسيرها على ضوء مصادر كلدانية.‏ فلا شك انه كان هناك تبادل للمعتقدات بطريقة او بأخرى.‏ فقد انتقلت المفاهيم والافكار الميثولوجيَّة باكرا جدا من شواطئ الخليج العربي الى سواحل البحر الابيض المتوسط».‏ —‏  الدول الملكية العظمى السبع للعالم الشرقي القديم،‏ ١٨٨٥،‏ المجلد ١،‏ الصفحتان ٧١،‏ ٧٢.‏

يمكن ملاحظة تشويه اعلان اللّٰه المتعلِّق بالنسل الموعود به في الاسطورة التي تروي كيف قتل الإله ابولو الثعبان بايثون،‏ والاسطورة التي تخبر كيف خنق هرقل (‏ابن زيوس والمرأة البشرية ألكميني)‏ حيَّتَين.‏ وهنا ايضا ترد القصة المألوفة عن إله مات ثم اعيد الى الحياة.‏ فكل سنة،‏ كانت تقام ذكرى الموت العنيف للإله ادونيس وعودته الى الحياة.‏ وقد ناحت النساء بشكل خاص على موته،‏ وحملن تماثيل لجثته في موكب جنازي ورمينها في البحر او الينابيع.‏ وهناك إله آخر احتفل اليونانيون بموته العنيف وعودته الى الحياة هو الإله ديونيسوس،‏ او باخوس.‏ وهو،‏ مثل الإله ادونيس،‏ يقابل إله البابليين تموز.‏

شبَّهت الاساطير الآلهة والإلاهات اليونانية بالرجال والنساء.‏ فأجسادها صُوِّرت كأجساد بشرية،‏ رغم الاعتقاد بأنها كانت اكبر بكثير من البشر وأجمل وأقوى منهم.‏ وقد اعتُقد ان اجسادها لا تفنى لأن السائل الذي يجري في عروقها ليس دما.‏ لكنَّ البشر كانوا يقدرون ان يصيبوها بأسلحتهم ويسببوا لها جروحا مؤلمة.‏ غير ان الجروح كانت دائما تشفى وتبقى الآلهة بعمر الشباب.‏

توصَف آلهة اليونان عموما على انها فاسدة اخلاقيا وعندها ضعفات مثل البشر.‏ فكانت تتشاجر وتتعارك وتتآ‌مر واحدها على الآخر.‏ مثلا،‏ يُقال ان كبير آلهة اليونان زيوس نزع والده كرونوس عن العرش.‏ وكان كرونوس قد نزع هو ايضا والده اورانوس عن العرش وخصاه.‏ ويُصوَّر اورانوس وكرونوس كلاهما كأبوَين متوحشَين.‏ فأورانوس اخفى في الارض اولاده الذين انجبهم من زوجته غايا (‏جايا)‏ فور ولادتهم،‏ ولم يسمح لهم حتى بأن يروا النور.‏ اما كرونوس فقد ابتلع اولاده الذين انجبتهم له ريا.‏ ويُقال ان بعض الآلهة مارست امورا كريهة جدا مثل الزنى،‏ العهارة،‏ سفاح القربى،‏ الاغتصاب،‏ الكذب،‏ السرقة،‏ السكر،‏ والقتل.‏ وكل مَن كان يُغضِب احد الآلهة او الإلاهات كان يُعاقَب بطريقة وحشية جدا.‏ مثلا،‏ عندما تحدى الساتير مارسياس الإله ابولو في مسابقة موسيقية،‏ علَّقه ابولو على جزع شجرة وسلخه حيًّا.‏ كما يُقال ان الإلاهة ارطاميس حوَّلت الصياد اكتيون الى ايَّل ثم جعلت كلابه تلتهمه لأنه رآها عارية.‏

طبعا،‏ ادَّعى البعض ان هذه الاساطير هي فقط من نسج خيال الشعراء.‏ ولكن تعليقا على ذلك كتب اوغسطين في القرن الخامس ب‌م:‏ «صحيح انهم في دفاعهم عن آلهتهم قالوا ان هذه الروايات هي غير صحيحة وليست إلا خرافات من تأليف الشعراء،‏ لكنَّ هذه الحجة تجعل الامر مقرفا اكثر،‏ خصوصا اذا نظرنا اليه من منظار تعاليمنا الدينية الطاهرة.‏ وإذا اخذنا في الاعتبار خبث الشيطان،‏ فهل يوجد مكر اكثر من هذا ليخدع به البشر؟‏ فعندما يُفترى على حاكم صادق ومستقيم،‏ أفلا يكون الافتراء شائنا نظرا الى انه غير صحيح ولا اساس له؟‏».‏ (‏مدينة اللّٰه،‏ الكتاب ٢،‏ الفصل ٩)‏ لكنَّ شعبية هذه الروايات الشعرية التي مثَّلوها على المسرح اليوناني تُظهر ان الاغلبية لم يعتبروها افتراء،‏ بل قبلوها كما هي.‏ فعهارة الآلهة بررت شر البشر،‏ وقد احب الناس ذلك.‏ —‏ انظر «اليونان،‏ اليونانيون» (‏الدين اليوناني)‏.‏

اضطر بولس بسبب خدمته ان يتعامل مع عباد الإلهَين اليونانيَّين زفس (‏زيوس)‏ وهرمس.‏ (‏اع ١٤:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وكان سكان اثينا يخافون الآلهة لذلك بنوا لها معابد ومذابح عديدة.‏ (‏اع ١٧:‏٢٢-‏٢٩‏)‏ والممارسات الجنسية المقرفة التي كان اليونانيون يمارسونها في عبادتهم اثرت في الجماعة المسيحية في كورنثوس،‏ حتى ان الرسول بولس وجد انه من الضروري ان يوبِّخها.‏ —‏ ١ كو الفصل ٥‏.‏

آلهة روما:‏ تأثر دين الرومان كثيرا بالإتروسكيون،‏ وهم شعب يُعتقد عموما انه اتى من آسيا الصغرى.‏ ولا شك ان رؤية الغيب تربط دين الإتروسكيين بدين البابليين.‏ مثلا،‏ النماذج الطينية للأكباد التي استُعملت لرؤية الغيب في بلاد ما بين النهرَين تشبه النماذج البرونزية للأكباد التي وُجدَت في بياتشنزا،‏ في منطقة ايميليا رومانيا بإيطاليا.‏ لذلك عندما تبنَّى الرومان آلهة الإتروسكيين كانوا في الحقيقة ينالون ميراثا من البابليين.‏ (‏انظر «المنجِّمون».‏)‏ فالثالوث الروماني الذي يتألف من جوبيتر (‏كبير الآلهة،‏ إله السماء والنور)‏،‏ جونو (‏زوجة جوبيتر التي اعتُقد انها تهتم بالمسائل التي تهم النساء)‏،‏ ومينيرفا (‏إلاهة تهتم بكل الحِرَف اليدوية)‏ يُقابل عند الإتروسكيين الثالوث الذي يتألف من الآلهة تينيا،‏ يوني،‏ ومنرفا.‏

مع الوقت،‏ دخلت الآلهة اليونانية البارزة بين مجموعة الآلهة الرومانية،‏ علما انها عُرفت بأسماء مختلفة.‏ كما ان الرومان تبنوا آلهة من بلاد اخرى،‏ ومنها الإله الفارسي مِثراس (‏الذي كان يُحتفل بعيد ميلاده في ٢٥ كانون الاول [ديسمبر])‏ وإلاهة الخصب الفريجيَّة سيبيل والإلاهة المصرية إيزيس اللتان تُقابلان الإلاهة البابلية عشتار.‏ اضافة الى ذلك،‏ ألَّه الناس الاباطرة الرومان.‏

عبد الرومان الإله ساتورن (‏زحل)‏ لأنه اوصل بلادهم الى عصر ذهبي.‏ وتكريما له،‏ اقاموا احتفالا طوله يوم واحد،‏ يُدعى ساتورناليا (‏عيد زحل)‏،‏ ثم اطالوا مدة الاحتفال الى سبعة ايام في الجزء الثاني من شهر كانون الاول (‏ديسمبر)‏.‏ وقد تميزت هذه الاحتفالات بطقوس العربدة.‏ وتبادل الناس هدايا مثل الشموع والفاكهة المشمَّعة،‏ وأعطوا الاولاد خصوصا دمى مصنوعة من الطين.‏ وفي ايام الاحتفال،‏ لم تكن تُفرض اية عقوبات.‏ كما كانت تُغلق المدارس والمحاكم،‏ وحتى العمليات الحربية كانت تتوقف.‏ وكان العبيد والاسياد يتبادلون الادوار،‏ كما سُمح للعبيد ان يقولوا ما يحلو لهم دون الخوف من العقاب.‏

رفض المسيحيون الاوائل ان يشاركوا في العبادة التي مارسها الرومان،‏ وخصوصا عبادة الامبراطور،‏ مما عرَّضهم لاضطهاد عنيف.‏ غير انهم لم يسايروا ابدا على موقفهم ان ‹يطيعوا اللّٰه حاكما لا الناس›،‏ ورفضوا ان يعطوا الحكام الرومان العبادة التي تحق للّٰه.‏ —‏ اع ٥:‏٢٩؛‏ مر ١٢:‏١٧‏؛‏ انظر «روما» (‏الدين)‏.‏

آلهة الامم بالمقارنة مع يهوه:‏ لم يبقَ اليوم من الآلهة المذكورة في الكتاب المقدس إلا اسماؤها.‏ ورغم ان عبَّادها قدَّموا اولادهم ذبيحة لها في وقت من الاوقات،‏ إلا انها لم تستطع ان تخلِّص الذين طلبوا منها المساعدة في وقت الحاجة لأنها مزيفة.‏ (‏٢ مل ١٧:‏٣١‏)‏ مثلا،‏ بعد انتصارات ملك اشور العسكرية،‏ تفاخر على لسان الربشاقى قائلا:‏ «هل انقذ آلهة الامم كل واحد ارضه من يد ملك اشور؟‏ اين آلهة حماة وأرفاد؟‏ اين آلهة سفروايم وهيناع وعوا؟‏ هل انقذوا السامرة من يدي؟‏ مَن من جميع آلهة الاراضي انقذ ارضه من يدي،‏ حتى ينقذ يهوه اورشليم من يدي؟‏».‏ (‏٢ مل ١٨:‏٢٨،‏ ٣١-‏٣٥‏)‏ لكنَّ يهوه لم يخذل شعبه كما فعلت تلك الآلهة المزيفة.‏ ففي ليلة واحدة قتل ملاك يهوه ٠٠٠‏,١٨٥ جندي في معسكر الاشوريين.‏ فانسحب ملك اشور المتكبر سنحاريب مذلولا الى نينوى،‏ وقتله لاحقا اثنان من ابنائه في معبد إلهه نسروخ.‏ (‏٢ مل ١٩:‏١٧-‏١٩،‏ ٣٥-‏٣٧‏)‏ حقا،‏ «كل آلهة الشعوب آلهة عديمة النفع،‏ اما يهوه فقد صنع السموات».‏ —‏ مز ٩٦:‏٥‏.‏

صحيح ان الآلهة المزيفة تملك صفات صانعيها،‏ لكنَّ الناس ايضا يصيرون مثل الآلهة التي يعبدونها.‏ مثلا،‏ كرَّس منسى ملك يهوذا حياته للآلهة المزيفة الى حد انه احرق ابنه بالنار،‏ لكنَّ ذلك لم يجعله ملكا افضل.‏ فقد صار مثل الآلهة المتعطشة للدماء التي عبدها،‏ وسفك الكثير من الدماء البريئة.‏ (‏٢ مل ٢١:‏١-‏٦،‏ ١٦‏)‏ بالمقابل،‏ فإن الذين يعبدون الإله الحق يبذلون كل جهدهم ليتمثَّلوا بصانعهم الكامل،‏ ويُظهرون ثمر روحه:‏ المحبة،‏ الفرح،‏ السلام،‏ الصبر،‏ اللطف،‏ الصلاح،‏ الايمان،‏ الوداعة،‏ وضبط النفس.‏ —‏ اف ٥:‏١؛‏ غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة