مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • بص «يُوحَنّا»‏
  • يُوحَنّا

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • يُوحَنّا
  • بصيرة في الاسفار المقدسة
  • مواد مشابهة
  • يسوع المسيح
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • بُطْرُس
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • الرسول،‏ ١
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • يوحنا (‏انجيل يوحنا)‏
    بصيرة في الاسفار المقدسة
المزيد
بصيرة في الاسفار المقدسة
بص «يُوحَنّا»‏

يُوحَنّا

‏[اسم يقابل الاسم العبراني يهوحانان،‏ ومعناه «يهوه ينعم؛‏ يهوه يتحنن»]:‏

١-‏ يوحنا المعمِّد،‏ ابن زكريا وأليصابات والشخص الذي سبق يسوع.‏ وقد تحدر والداه كلاهما من بيت هارون الكهنوتي.‏ وكان ابوه كاهنا من فرقة ابيا.‏ —‏ لو ١:‏​٥،‏ ٦‏.‏

ولادته العجائبية:‏ في السنة ٣ ق‌م،‏ وخلال الفترة المعيَّنة لفرقة ابيا كي تقوم بخدمتها،‏ جاء دور زكريا ليحظى بالامتياز الرائع لتقريب البخور في المقدس.‏ وفيما كان واقفا امام مذبح البخور،‏ تراءى له الملاك جبرائيل وأبلغه بأنه سيلد ابنا ويدعو اسمه يوحنا،‏ وأن هذا الابن سيكون نذيرا مدى الحياة مثل شمشون.‏ كما اخبره انه سيكون عظيما امام يهوه وأنه سيتقدم امامه ‹ليعد له شعبا مهيأ›.‏ وكان يوحنا سيولد بعجيبة من اللّٰه لأن زكريا وأليصابات كانا متقدمين في السن.‏ —‏ لو ١:‏​٧-‏١٧‏.‏

حين كانت أليصابات حبلى في شهرها السادس،‏ زارتها نسيبتها مريم التي كانت حاملا من روح قدس.‏ وما ان سمعت أليصابات سلام نسيبتها حتى ارتكض الجنين في رحمها؛‏ وإذ امتلأت روحا قدسا اعترفت ان الطفل الذي ستلده مريم سيكون ‹ربها›.‏ —‏ لو ١:‏​٢٦،‏ ٣٦،‏ ٣٩-‏٤٥‏.‏

عندما وُلد طفل أليصابات اراد الجيران والانسباء ان يدعوه باسم ابيه،‏ لكن أليصابات قالت لهم:‏ «كلا!‏ بل يُدعى يوحنا».‏ ثم سُئل ابوه عن الاسم الذي يريد ان يطلقه على الطفل.‏ وبما ان زكريا،‏ كما سبق وقال الملاك،‏ لم يستطع الكلام منذ ابلغه جبرائيل بالخبر،‏ كتب على لوح:‏ «يوحنا اسمه».‏ عندئذ انفتح فمه وصار يتكلم.‏ فأدرك الجميع ان يد يهوه مع الصغير.‏ —‏ لو ١:‏​١٨-‏٢٠،‏ ٥٧-‏٦٦‏.‏

بداية خدمته:‏ امضى يوحنا السنوات الباكرة من حياته في منطقة تلال اليهودية حيث كان والداه يعيشان.‏ وكان «ينمو ويتقوى في الروح،‏ وبقي في القفار الى يوم اظهار نفسه علنا لاسرائيل».‏ (‏لو ١:‏​٣٩،‏ ٨٠‏)‏ وقد بدأ خدمته،‏ وفقا للوقا،‏ في السنة الـ‍ ١٥ من ملك طيباريوس قيصر.‏ ولا بد ان عمره آنذاك كان حوالي ٣٠ سنة.‏ ومع ان السجل لا يذكر انه انخرط في الخدمة الكهنوتية في الهيكل،‏ كانت هذه السن هي التي يبدأ فيها الكهنة القيام بكامل مهامهم الكهنوتية.‏ (‏عد ٤:‏​٢،‏ ٣‏)‏ وكان مجلس الشيوخ الروماني قد نصب طيباريوس امبراطورا في ١٥ ايلول سنة ١٤ ب‌م،‏ وذلك بعد موت اوغسطس في ١٧ آب من السنة نفسها؛‏ وهكذا فإن السنة الـ‍ ١٥ من ملكه امتدت من الجزء الاخير من سنة ٢٨ ب‌م الى آب او ايلول سنة ٢٩ ب‌م.‏ وبما ان يسوع (‏ايضا بعمر ٣٠ سنة تقريبا)‏ تقدم للمعمودية في الخريف،‏ فلا بد ان يوحنا الذي يكبره بستة اشهر بدأ خدمته في ربيع سنة ٢٩ ب‌م.‏ —‏ لو ٣:‏​١-‏٣،‏ ٢٣‏.‏

بدأ يوحنا يكرز في برية اليهودية قائلا:‏ «توبوا،‏ فقد اقترب ملكوت السموات».‏ (‏مت ٣:‏​١،‏ ٢‏)‏ وعلى غرار ايليا النبي،‏ كان لباسه من وبر الجمل وعلى حقويه منطقة من جلد.‏ وتألف طعامه من الجراد والعسل البري.‏ (‏٢ مل ١:‏٨؛‏ مت ٣:‏٤؛‏ مر ١:‏٦‏)‏ وكان معلما،‏ لذلك دعاه تلاميذه «رابي».‏ —‏ يو ٣:‏٢٦‏.‏

القصد من عمله:‏ كرز يوحنا بالمعمودية من اجل مغفرة خطايا الاشخاص التائبين،‏ واقتصرت معموديته على اليهود والمتهودين.‏ (‏مر ١:‏​١-‏٥؛‏ اع ١٣:‏٢٤‏)‏ وكان ارسال يوحنا اعرابا عن لطف اللّٰه الحبي تجاه اليهود.‏ فقد كانوا في علاقة عهد مع يهوه،‏ لكنهم اذنبوا بارتكاب خطايا تنتهك عهد الشريعة.‏ لذلك لفت يوحنا انتباههم الى انهم نكثوا العهد،‏ وحث مستقيمي القلوب بينهم على التوبة.‏ فكانت معموديتهم بالماء رمزا الى توبتهم هذه.‏ وباتوا بعدها مهيئين للاعتراف بالمسيا.‏ (‏اع ١٩:‏٤‏)‏ لقد قصد يوحنا مختلف انواع الاشخاص من اجل ان يعتمدوا،‏ بمن فيهم العاهرات وجباة الضرائب.‏ (‏مت ٢١:‏٣٢‏)‏ كما اتى الى المعمودية فريسيون وصدوقيون،‏ وقد وجه اليهم يوحنا رسالة تحذير قاسية جدا وأخبرهم بالدينونة الوشيكة.‏ ولم يتساهل معهم،‏ داعيا اياهم «سلالة الافاعي» ومظهرا لهم ان اتكالهم على التحدر الجسدي من ابراهيم لا يجدي نفعا.‏ —‏ مت ٣:‏​٧-‏١٢‏.‏

علّم يوحنا الذين اتوا اليه ان يتشاركوا في ما لهم مع الغير وألا يبتزوا الآخرين،‏ وأيضا ان يكتفوا بأجورهم وألا يضايقوا احدا.‏ (‏لو ٣:‏​١٠-‏١٤‏)‏ كما علّم اتباعه المعتمدين كيف يصلّون الى اللّٰه.‏ (‏لو ١١:‏١‏)‏ في ذلك الوقت،‏ «كان الشعب في ترقب،‏ والجميع يفتكرون في قلوبهم عن يوحنا:‏ ‹لعله هو المسيح؟‏›».‏ فأنكر يوحنا انه هو وأعلن ان مَن سيأتي بعده اعظم منه بكثير.‏ (‏لو ٣:‏​١٥-‏١٧‏)‏ وحين جاء اليه في بيت عنيا في عبر الاردن كهنة ولاويون وسألوه هل هو ايليا او «النبي»،‏ اعترف بأنه لا هذا ولا ذاك.‏ —‏ يو ١:‏​١٩-‏٢٨‏.‏

لم يصنع يوحنا عجائب مثل ايليا (‏يو ١٠:‏​٤٠-‏٤٢‏)‏،‏ غير انه جاء بروح ايليا وقدرته.‏ فأنجز عملا عظيما ‹برد قلوب الآباء الى الاولاد،‏ والعصاة الى حكمة الابرار›.‏ كما تمم القصد الذي أُرسل من اجله ان «يعد ليهوه شعبا مهيأ».‏ حقا،‏ «رد [يوحنا] كثيرين من بني اسرائيل الى يهوه الههم».‏ (‏لو ١:‏​١٦،‏ ١٧‏)‏ وكان سابقا لممثل يهوه،‏ يسوع المسيح.‏

يوحنا يعرّف بـ‍ «حمل اللّٰه»:‏ في خريف سنة ٢٩ ب‌م،‏ جاء يسوع الى يوحنا كي يعتمد.‏ فلم يقبل يوحنا في البداية،‏ مدركا انه شخص خاطئ وأن يسوع بار.‏ غير ان يسوع اصر على طلبه.‏ وكان اللّٰه قد وعد يوحنا ان يعطيه علامة ليتمكن من تمييز ابن اللّٰه.‏ (‏مت ٣:‏١٣؛‏ مر ١:‏٩؛‏ لو ٣:‏٢١؛‏ يو ١:‏٣٣‏)‏ وحين اعتمد يسوع تمّت العلامة،‏ اذ رأى يوحنا روح اللّٰه نازلا عليه وسمع صوت اللّٰه يعلن ان يسوع هو ابنه.‏ وكما يتضح،‏ لم يحضر هذه المعمودية اشخاص آخرون.‏ —‏ مت ٣:‏​١٦،‏ ١٧؛‏ مر ١:‏​٩-‏١١؛‏ يو ١:‏​٣٢-‏٣٤؛‏ ٥:‏​٣١،‏ ٣٧‏.‏

بقي يسوع في البرية حوالي ٤٠ يوما بعد معموديته.‏ وعند عودته لفت يوحنا نظر تلاميذه الى يسوع،‏ قائلا انه «حمل اللّٰه الذي يرفع خطية العالم».‏ (‏يو ١:‏٢٩‏)‏ وفي اليوم التالي،‏ تعرّف بابن اللّٰه اندراوس وتلميذ آخر يرجح انه يوحنا بن زبدي.‏ (‏يو ١:‏​٣٥-‏٤٠‏)‏ وهكذا بدأ يوحنا المعمِّد،‏ بصفته ‹بوابا› امينا للحظيرة الاسرائيلية،‏ يوجه تلاميذه لينتقلوا الى عهدة «الراعي الفاضل».‏ —‏ يو ١٠:‏​١-‏٣،‏ ١١‏.‏

بينما كان تلاميذ يسوع يعمدون في بلاد اليهودية،‏ كان يوحنا يعمد ايضا في عين نون قرب ساليم.‏ (‏يو ٣:‏​٢٢-‏٢٤‏)‏ وحين أُخبر ان يسوع يتلمذ اناسا كثيرين،‏ لم تتملكه الغيرة بل اجاب بالقول:‏ «فرحي هذا قد اكتمل.‏ ذاك لا بد له ان يزداد،‏ وأما انا فلا بد لي ان انقص».‏ —‏ يو ٣:‏​٢٦-‏٣٠‏.‏

نهاية خدمته:‏ تبرهنت صحة تلك العبارة التي تفوه بها يوحنا.‏ فبعد سنة او اكثر من الخدمة بنشاط أُجبر على التوقف عن عمله.‏ فقد اودعه هيرودس انتيباس السجن بسبب توبيخه اياه على ارتكابه الزنا بالزواج من هيروديا التي اخذها من اخيه فيلبس.‏ وأنتيباس،‏ الذي كان متهودا اسميا وملزَما بتطبيق الشريعة،‏ كان يخاف يوحنا عالما انه رجل بار.‏ —‏ مر ٦:‏​١٧-‏٢٠؛‏ لو ٣:‏​١٩،‏ ٢٠‏.‏

فيما كان يوحنا في السجن سمع ان يسوع يصنع اعمالا عجائبية،‏ بما في ذلك اقامة ابن ارملة في نايين.‏ وإذ اراد ان يتحقق الامر من يسوع نفسه،‏ ارسل اثنين من تلاميذه ليسألاه:‏ «أأنت الآتي ام نترقب آخر؟‏».‏ فلم يجبهما يسوع على الفور،‏ بل شفى امامهما اشخاصا كثيرين وطرد شياطين.‏ ثم طلب منهما اخبار يوحنا ان العمي والصم والعرج يُشفون وأن البشارة يُكرز بها.‏ وهكذا،‏ لا بالكلام فحسب بل ايضا بالشهادة التي قدمتها اعمال يسوع،‏ مُنح يوحنا التعزية وأُكد له من جديد ان يسوع هو حقا المسيا (‏المسيح)‏.‏ (‏مت ١١:‏​٢-‏٦؛‏ لو ٧:‏​١٨-‏٢٣‏)‏ وبعدما مضى رسولا يوحنا في سبيلهما،‏ اوضح يسوع للجموع ان يوحنا لم يكن مجرد نبي،‏ بل هو مَن كتب عنه ملاخي نبي يهوه.‏ وطبّق عليه ايضا النبوة المدونة في اشعيا ٤٠:‏٣‏،‏ مثلما فعل زكريا ابو يوحنا في وقت سابق.‏ —‏ مل ٣:‏١؛‏ مت ١١:‏​٧-‏١٠؛‏ لو ١:‏​٦٧،‏ ٧٦؛‏ ٧:‏​٢٤-‏٢٧‏.‏

اوضح يسوع المسيح ايضا لتلاميذه ان مجيء يوحنا كان اتماما للنبوة في ملاخي ٤:‏​٥،‏ ٦ التي تقول ان اللّٰه سيرسل ايليا النبي قبل مجيء يوم يهوه العظيم والمخوف.‏ ولكن رغم عظمة يوحنا (‏«لم يقم بين المولودين من النساء اعظم من يوحنا المعمدان»)‏ لن يكون واحدا من صف «العروس» الذي سيحكم مع المسيح في ملكوته السماوي (‏رؤ ٢١:‏​٩-‏١١؛‏ ٢٢:‏​٣-‏٥‏)‏،‏ وذلك لأن يسوع قال:‏ «من هو اصغر في ملكوت السموات هو اعظم من [يوحنا]».‏ (‏مت ١١:‏​١١-‏١٥؛‏ ١٧:‏​١٠-‏١٣؛‏ لو ٧:‏​٢٨-‏٣٠‏)‏ وقد دافع يسوع عن يوحنا بطريقة غير مباشرة حين اتُّهم ان به شيطانا.‏ —‏ مت ١١:‏​١٦-‏١٩؛‏ لو ٧:‏​٣١-‏٣٥‏.‏

بعد فترة من هذه الحادثة،‏ فجرت هيروديا الحقد الذي كانت تضمره ليوحنا.‏ فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد هيرودس سرّته ابنة هيروديا برقصها،‏ فأقسم ان يعطيها مهما طلبت.‏ وبتأثير من امها،‏ طلبت رأس يوحنا.‏ فأعطاها هيرودس ما تريد من اجل القسم الذي صنعه ومن اجل الحاضرين معه.‏ فقد قُطع رأس يوحنا في السجن وأعطي للصبية على طبق كبير،‏ فجاءت به الى امها.‏ بعد ذلك،‏ اتى تلاميذ يوحنا ليرفعوا جثته ويدفنوها،‏ ثم اخبروا يسوع بما حدث.‏ —‏ مت ١٤:‏​١-‏١٢؛‏ مر ٦:‏​٢١-‏٢٩‏.‏

بعد موت يوحنا،‏ سمع هيرودس بخدمة يسوع التي اشتملت على الكرازة والشفاء وإخراج الشياطين.‏ فشعر بالخوف خشية ان يكون يسوع هو يوحنا القائم من الاموات.‏ ثم رغب بشدة ان يراه،‏ لا ليسمع كرازته بل لأنه لم يكن على يقين من صحة استنتاجه هذا.‏ —‏ مت ١٤:‏​١،‏ ٢؛‏ مر ٦:‏​١٤-‏١٦؛‏ لو ٩:‏​٧-‏٩‏.‏

معمودية يوحنا تنتهي:‏ استمرت معمودية يوحنا حتى يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ اليوم الذي سُكب فيه الروح القدس.‏ ومن ذلك الحين فصاعدا،‏ اصبح يُكرز بمعمودية تجري «باسم الآب والابن والروح القدس».‏ (‏مت ٢٨:‏١٩؛‏ اع ٢:‏​٢١،‏ ٣٨‏)‏ وتوجب على الذين اعتمدوا بعد ذلك بمعمودية يوحنا ان يعتمدوا مرة اخرى باسم الرب يسوع لكي ينالوا الروح القدس.‏ —‏ اع ١٩:‏​١-‏٧‏.‏

٢-‏ ابو الرسول سمعان بطرس،‏ وهو يُدعى يوحنا في يوحنا ١:‏٤٢ و ٢١:‏​١٥-‏١٧ وفقا للمخطوطة السينائية والترجمات «اللاتينية القديمة».‏ وتدعوه بعض المخطوطات والترجمات الاخرى يونا.‏ اما يسوع فيسميه يونان في متى ١٦:‏١٧‏.‏

٣-‏ الرسول يوحنا.‏ وهو ابن رجل يُدعى زبدي،‏ اما امه فهي سالومة على ما يبدو.‏ (‏قارن مت ٢٧:‏​٥٥،‏ ٥٦؛‏ مر ١٥:‏٤٠‏)‏ وهو اخو الرسول يعقوب،‏ ويُرجح انه اصغر منه سنا اذ يُدرج عادة اسم يعقوب اولا حين يُؤتى على ذكرهما معا.‏ (‏مت ١٠:‏٢؛‏ مر ١:‏​١٩،‏ ٢٩؛‏ ٣:‏١٧؛‏ ١٠:‏​٣٥،‏ ٤١؛‏ لو ٦:‏١٤؛‏ ٨:‏٥١؛‏ ٩:‏٢٨؛‏ اع ١:‏١٣‏)‏ وقد تزوج زبدي بسالومة التي كانت من بيت داود،‏ ومن المحتمل انها الاخت الجسدية لمريم ام يسوع.‏

خلفيته:‏ كانت عائلة يوحنا تعيش في بحبوحة كما يبدو.‏ فمشروع صيد السمك الذي لهم كان كبيرا الى حد استخدامهم اجراء ودخول شركاء معهم.‏ (‏مر ١:‏​١٩،‏ ٢٠؛‏ لو ٥:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ وكانت سالومة زوجة زبدي بين النساء اللواتي رافقن يسوع وخدمنه اثناء وجوده في الجليل (‏قارن مت ٢٧:‏​٥٥،‏ ٥٦؛‏ مر ١٥:‏​٤٠،‏ ٤١‏)‏،‏ كما انها ساهمت في جلب اطياب لتهيئة جسد يسوع للدفن.‏ (‏مر ١٦:‏١‏)‏ وقد كان ليوحنا بيت خاص به كما يتضح.‏ —‏ يو ١٩:‏​٢٦،‏ ٢٧‏.‏

كان زبدي وسالومة عبرانيين امينين،‏ وتشير الادلة الى انهما ربيا يوحنا بحسب تعاليم الاسفار المقدسة.‏ ويُعتقد عموما ان ابنهما هذا هو تلميذ يوحنا المعمِّد الذي كان مع اندراوس حين اعلن يوحنا لهما:‏ «هوذا حمل اللّٰه!‏».‏ وقبوله الفوري ليسوع بصفته المسيح يُظهر انه كان مطلعا على الاسفار العبرانية.‏ (‏يو ١:‏​٣٥،‏ ٣٦،‏ ٤٠-‏٤٢‏)‏ ورغم انه لا يُذكر ابدا ان زبدي اصبح تلميذا ليوحنا المعمِّد او للمسيح،‏ يبدو انه لم يقاوم انخراط ابنيه في الكرازة كامل الوقت مع يسوع.‏

عندما أُحضر يوحنا وبطرس امام الرؤساء اليهود،‏ اعتُبرا ‹انسانين غير متعلمين وعاميين›.‏ لكن ذلك لم يعنِ انهما لم يتلقيا اي تعليم او انه ما كان باستطاعتهما القراءة والكتابة،‏ بل عنى انهما لم يتدربا في المدارس الربانية.‏ وبالاحرى،‏ يذكر السجل ان الرؤساء «عرفوا انهما كانا مع يسوع».‏ —‏ اع ٤:‏١٣‏.‏

يصبح تلميذا للمسيح:‏ بعدما تعرّف يوحنا بيسوع بصفته المسيح في خريف سنة ٢٩ ب‌م،‏ لا شك انه تبعه الى الجليل وشهد اول عجيبة له في قانا.‏ (‏يو ٢:‏​١-‏١١‏)‏ ويُحتمل انه رافق يسوع من الجليل الى اورشليم وأيضا اثناء عودته الى الجليل عبر السامرة.‏ هذا لأن الوصف الحي للاحداث المذكورة في روايته هو كما يبدو دلالة واضحة على انها رواية كتبها شاهد عيان،‏ لكن السجل لا يذكر ذلك.‏ (‏يو ٢–‏٥‏)‏ غير ان يوحنا استمر يعمل في صيد السمك فترة من الوقت بعد تعرفه بيسوع.‏ ففي السنة التالية،‏ حين كان يسوع يمشي عند بحر الجليل،‏ رأى يعقوب ويوحنا،‏ في المركب مع ابيهما زبدي،‏ يصلحان شباكهما.‏ ولما دعاهما الى العمل كامل الوقت ‹كصيادي ناس›،‏ تخبرنا رواية لوقا انهما ‹اعادا المركب الى البر،‏ وتركا كل شيء وتبعاه›.‏ (‏مت ٤:‏​١٨-‏٢٢؛‏ لو ٥:‏​١٠،‏ ١١؛‏ مر ١:‏​١٩،‏ ٢٠‏)‏ وقد اختيرا لاحقا ليكونا رسولين للرب يسوع المسيح.‏ —‏ مت ١٠:‏​٢-‏٤‏.‏

كان يوحنا احد الثلاثة الذين تمتعوا بمعاشرة لصيقة جدا ليسوع.‏ فقد أُخذ بطرس ويعقوب ويوحنا الى جبل التجلي.‏ (‏مت ١٧:‏​١،‏ ٢؛‏ مر ٩:‏٢؛‏ لو ٩:‏​٢٨،‏ ٢٩‏)‏ كما سُمح لهم من بين كل الرسل بالدخول مع يسوع الى بيت يايرس.‏ (‏مر ٥:‏٣٧؛‏ لو ٨:‏٥١‏)‏ وحظوا ايضا بامتياز مرافقة يسوع مسافة ابعد من تلك التي اجتازها مع الآخرين في بستان جتسيماني في الليلة التي جرت فيها خيانته،‏ مع انه في ذلك الوقت لم يدرك حتى هؤلاء الثلاثة المغزى الكامل للمناسبة اذ استسلموا للنوم ثلاث مرات وقام يسوع بإيقاظهم.‏ (‏مت ٢٦:‏​٣٧،‏ ٤٠-‏٤٥؛‏ مر ١٤:‏​٣٣،‏ ٣٧-‏٤١‏)‏ وقد شغل يوحنا الموضع الذي بجانب يسوع اثناء الاحتفال بالفصح الاخير وتأسيس عشاء الرب.‏ (‏يو ١٣:‏٢٣‏)‏ وهو التلميذ الذي حظي بشرف عظيم عند موت يسوع،‏ اذ عُهد اليه الاهتمام بأمه مريم.‏ —‏ يو ٢١:‏​٧،‏ ٢٠؛‏ ١٩:‏​٢٦،‏ ٢٧‏.‏

تحديد هوية يوحنا في انجيله:‏ لا يشير يوحنا ابدا الى نفسه بالاسم يوحنا في الانجيل الذي كتبه.‏ فهو يُدعى اما احد ابني زبدي او التلميذ الذي كان يسوع يحبه.‏ وحين يتحدث عن يوحنا المعمِّد،‏ يدعوه «يوحنا» فقط بخلاف كتبة الاناجيل الآخرين.‏ وهو امر من الطبيعي ان يفعله شخص يحمل نفس الاسم،‏ لأنه في هذه الحال لن يخطئ احد في معرفة مَن المقصود.‏ اما الآخرون فعليهم استعمال كنية او لقب او عبارات وصفية اخرى ليحددوا مَن يقصدون،‏ كما يفعل يوحنا نفسه حين يتحدث عن اي من النساء اللواتي يحملن الاسم مريم.‏ —‏ يو ١١:‏​١،‏ ٢؛‏ ١٩:‏٢٥؛‏ ٢٠:‏١‏.‏

لدى التأمل في رواية يوحنا على ضوء ما تقدم،‏ يتضح انه رفيق اندراوس المجهول الاسم الذي عرّفه يوحنا المعمِّد بيسوع المسيح.‏ (‏يو ١:‏​٣٥-‏٤٠‏)‏ وبعد قيامة يسوع،‏ تقدّم يوحنا بطرس حين ركضا باتجاه القبر ليتحققا من خبر قيامته.‏ (‏يو ٢٠:‏​٢-‏٨‏)‏ وقد حظي يوحنا بامتياز رؤية يسوع المقام في ذلك المساء عينه (‏يو ٢٠:‏١٩؛‏ لو ٢٤:‏٣٦‏)‏،‏ وأيضا في الاسبوع التالي.‏ (‏يو ٢٠:‏٢٦‏)‏ وكذلك كان بين السبعة الذين استأنفوا عمل الصيد والذين تراءى لهم يسوع.‏ (‏يو ٢١:‏​١-‏١٤‏)‏ كما انه كان موجودا عند الجبل في الجليل عقب قيامة يسوع من الاموات،‏ وسمع شخصيا ما اوصى به حين قال:‏ «تلمذوا اناسا من جميع الامم».‏ —‏ مت ٢٨:‏​١٦-‏٢٠‏.‏

تاريخ يوحنا اللاحق:‏ بعد صعود يسوع،‏ كان يوحنا بين التلاميذ الـ‍ ١٢٠ تقريبا الذين كانوا مجتمعين في اورشليم عندما اختير متياس بالقرعة وحُسب مع الرسل الـ‍ ١١ الآخرين.‏ (‏اع ١:‏​١٢-‏٢٦‏)‏ كما كان موجودا حين سُكب الروح في يوم الخمسين،‏ ورأى ٠٠٠‏,٣ شخص ينضمون الى الجماعة في ذلك اليوم.‏ (‏اع ٢:‏​١-‏١٣،‏ ٤١‏)‏ وأوضح يوحنا وبطرس للرؤساء اليهود المبدأ الذي تتبعه جماعة شعب اللّٰه حين قالا:‏ «ان كان برّا عند اللّٰه ان نسمع لكم وليس للّٰه،‏ فاحكموا انتم.‏ اما نحن فلا نقدر ان نكف عن التكلم بما رأينا وسمعنا».‏ (‏اع ٤:‏​١٩،‏ ٢٠‏)‏ ومرة اخرى،‏ اشترك يوحنا مع الرسل الآخرين في اخبار السنهدريم انه «ينبغي ان يطاع اللّٰه حاكما لا الناس».‏ —‏ اع ٥:‏​٢٧-‏٣٢‏.‏

بعد موت استفانوس على يد اليهود الحانقين،‏ حدث اضطهاد عظيم على الجماعة في اورشليم وتبدد التلاميذ.‏ غير ان يوحنا بقي في اورشليم مع باقي الرسل.‏ وحين اندفع كثيرون في السامرة الى قبول كلمة اللّٰه تجاوبا مع كرازة فيلبس المبشر،‏ ارسلت الهيئة الحاكمة كلا من بطرس ويوحنا لمساعدة التلاميذ الجدد على نيل الروح القدس.‏ (‏اع ٨:‏​١-‏٥،‏ ١٤-‏١٧‏)‏ وقال بولس لاحقا ان يوحنا كان بين ‹المعتبرين انهم اعمدة› في الجماعة في اورشليم.‏ وكعضو في الهيئة الحاكمة،‏ صافح يوحنا بولس وبرنابا ‹باليد اشارة الى شركتهم معا›،‏ وذلك حين أُرسلا في مهمة كرازية الى الامم.‏ (‏غل ٢:‏٩‏)‏ ونحو سنة ٤٩ ب‌م،‏ حضر يوحنا اجتماع الهيئة الحاكمة للبحث في مسألة ختان المهتدين الذين كانوا من اصل اممي.‏ —‏ اع ١٥:‏​٥،‏ ٦،‏ ٢٨،‏ ٢٩‏.‏

حين كان يسوع المسيح لا يزال على الارض،‏ اشار الى ان يوحنا سيبقى حيا فترة من الوقت بعد موت الرسل الآخرين.‏ (‏يو ٢١:‏​٢٠-‏٢٢‏)‏ وفعلا،‏ ظل يوحنا يخدم يهوه بأمانة طوال ٧٠ سنة تقريبا.‏ وقُبيل نهاية حياته،‏ نُفي الى جزيرة بطمس لأنه ‹تكلم عن اللّٰه وشهد ليسوع›.‏ (‏رؤ ١:‏٩‏)‏ وهذا يثبت انه كان منهمكا بنشاط في الكرازة بالبشارة رغم سنه المتقدمة جدا (‏نحو ٩٦ ب‌م)‏.‏

حظي يوحنا اثناء وجوده في بطمس بنيل رؤيا رائعة،‏ وقد دوّن بأمانة ما كُشف له في سفر الرؤيا.‏ (‏رؤ ١:‏​١،‏ ٢‏)‏ ويُعتقد عموما انه نُفي بأمر من الامبراطور دوميتيان،‏ وأن الامبراطور نيرفا (‏٩٦-‏٩٨ ب‌م)‏ خلف دوميتيان هو الذي افرج عنه.‏ ويذكر التقليد ان يوحنا ذهب الى افسس حيث كتب انجيله وثلاث رسائل هي:‏ رسالة يوحنا الاولى والثانية والثالثة؛‏ وقد حدث ذلك نحو سنة ٩٨ ب‌م.‏ وبحسب التقليد ايضا،‏ يُعتقد انه مات في افسس نحو سنة ١٠٠ ب‌م،‏ خلال حكم الامبراطور تراجان.‏

شخصيته:‏ اجمع العلماء عموما على ان يوحنا كان ضعيف الهمة وعاطفيا،‏ وأنه شخص يتأمل مشاعره وخواطره.‏ وعلى حد قول احد المعلقين:‏ «عاش يوحنا حياته كالملاك لأنه كان شخصا كثير التأمل يملك افكارا سامية ومثالية».‏ (‏تعليق على الاسفار المقدسة بقلم لانڠيه،‏ ترجمة وتحرير ف.‏ شاف،‏ ١٩٧٦،‏ المجلد ٩،‏ ص ٦)‏ ويقيّم العلماء شخصية يوحنا بهذه الطريقة لأنه اكثر الحديث عن المحبة ولأنه لا يُذكر على نحو بارز جدا كبطرس وبولس في رواية سفر اعمال الرسل،‏ وكذلك لأنهم لاحظوا انه على ما يبدو ترك بطرس يأخذ القيادة في الكلام حين كانا معا.‏

صحيح ان بطرس كان دائما المتقدم في الكلام كمتحدث عن نفسه وعن يوحنا اثناء وجودهما معا،‏ لكن الروايات لا تقول ان يوحنا لزم الصمت.‏ فحين مثلا امام الرؤساء والشيوخ،‏ تكلما كلاهما دون خوف.‏ (‏اع ٤:‏​١٣،‏ ١٩‏)‏ كما تكلم يوحنا بجرأة امام السنهدريم على غرار الرسل الآخرين،‏ مع ان السجل يذكر تحديدا اسم بطرس.‏ (‏اع ٥:‏٢٩‏)‏ اما بشأن كونه شخصا نشيطا عالي الهمة،‏ أفلم يتقدم بطرس بلهفة حين ركضا الى قبر يسوع؟‏ —‏ يو ٢٠:‏​٢-‏٨‏.‏

في بداية خدمة يوحنا وأخيه يعقوب كرسولين،‏ اعطاهما يسوع اللقب بوانرجس (‏الذي يعني «ابني الرعد»)‏.‏ (‏مر ٣:‏١٧‏)‏ ودون شك،‏ لا يشير هذا اللقب الى انهما كانا عاطفيين بإفراط او انهما افتقرا الى الحيوية،‏ بل يشير الى تحليهما بشخصية دينامية.‏ فحين رفضت قرية سامرية استقبال يسوع،‏ كان ‹ابنا الرعد› هذان مستعدين لإنزال نار من السماء لتفني سكان القرية.‏ وفي وقت سابق،‏ حاول يوحنا ان يمنع رجلا من اخراج شياطين باسم يسوع.‏ وقد قدّم يسوع التوبيخ والتقويم في الحادثتين كلتيهما.‏ —‏ لو ٩:‏​٤٩-‏٥٦‏.‏

اظهر الاخوان في هاتين المناسبتين انهما اخطأا فهم الامور،‏ كما انهما افتقرا كثيرا الى الاتزان وروح المحبة والرحمة،‏ وهي صفات نمياها لاحقا.‏ لكنهما اعربا في الوقت نفسه عن روح الولاء وعن شخصية حازمة وقوية.‏ ولأن هذه الشخصية وُجهت في المسار الصحيح،‏ جعلت منهما شاهدين قويين،‏ نشيطين،‏ وأمينين.‏ فقد مات يعقوب شهيدا على يد هيرودس اغريباس الاول (‏اع ١٢:‏​١،‏ ٢‏)‏؛‏ اما يوحنا —‏ احد اعمدة الجماعة —‏ فاحتمل كشريك «في الضيق والملكوت والاحتمال مع يسوع» بصفته آخر رسول بقي على قيد الحياة.‏ —‏ رؤ ١:‏٩‏.‏

كما يبدو،‏ جعل يعقوب ويوحنا امهما تطلب من المسيح ان يجلسا بجانبه في ملكوته،‏ معربين عن روح الطموح التي ادت الى اغتياظ الرسل الآخرين منهما.‏ غير ان ما حدث اتاح ليسوع فرصة رائعة ليوضح ان العظيم بينهم سيكون مَن خدم الآخرين.‏ ثم لفت نظرهم الى انه هو ايضا جاء ليخدم وليقدّم حياته فدية عن كثيرين.‏ (‏مت ٢٠:‏​٢٠-‏٢٨؛‏ مر ١٠:‏​٣٥-‏٤٥‏)‏ ولكن رغم رغبتهما الانانية تلك،‏ تُظهر هذه الحادثة ايمانهما بأن الملكوت حقيقي.‏

دون شك،‏ لو امتلك يوحنا شخصية ضعيفة يصعب التعامل معها وكان بليدا ومنطويا على نفسه،‏ كما يصوره المعلقون الدينيون،‏ لما استخدمه يسوع المسيح على الارجح في كتابة سفر الرؤيا الذي يتسم بالقوة ويحرض على العمل.‏ ففي هذا السفر يشجع المسيح المسيحيين مرارا ان يغلبوا العالم،‏ ويخبرهم بالبشارة التي ينبغي ان يُكرز بها في كل انحاء الارض،‏ كما يعلن رسائل دينونة اللّٰه المدوية كالرعد.‏

صحيح ان يوحنا يتحدث عن المحبة اكثر من كتبة الاناجيل الآخرين،‏ لكن ذلك ليس دليلا على انه عاطفي بإفراط.‏ فالمحبة صفة تتجلى فيها القوة.‏ وقد تأسست الشريعة كلها والانبياء على المحبة.‏ (‏مت ٢٢:‏​٣٦-‏٤٠‏)‏ و «المحبة لا تفنى ابدا».‏ (‏١ كو ١٣:‏٨‏)‏ وهي «رباط وحدة كامل».‏ (‏كو ٣:‏١٤‏)‏ كما ان المحبة التي دعا اليها يوحنا هي محبة تلتصق بمبدإ،‏ قادرة على التوبيخ ومنح التقويم والتأديب بحزم،‏ وبإمكانها ايضا الاعراب عن اللطف والرحمة.‏

يعرب يوحنا على الدوام،‏ حيثما يُذكر في روايات الاناجيل الازائية الثلاث وأيضا في كل كتاباته،‏ عن نفس المحبة والولاء الشديدين ليسوع المسيح وأبيه يهوه.‏ ويتجلى ولاؤه وبغضه للشر بتدوينه الدوافع والصفات السيئة التي اظهرها الآخرون في تصرفاتهم.‏ فهو الوحيد الذي يخبرنا ان يهوذا هو مَن تذمر لأن مريم استعملت دهنا عطرا باهظ الثمن لتمسح قدمي يسوع،‏ وأن سبب تذمره هو ان صندوق المال كان عنده وكان سارقا.‏ (‏يو ١٢:‏​٤-‏٦‏)‏ وهو الذي يُظهر ان نيقوديموس ‹جاء ليلا› الى يسوع.‏ (‏يو ٣:‏٢‏)‏ كما انه دوّن الضعف الخطير عند يوسف الذي من الرامة حين كتب انه كان «تلميذا ليسوع ولكن في السر لخوفه من اليهود».‏ (‏يو ١٩:‏٣٨‏)‏ فيوحنا لم يحتمل الفكرة ان الشخص يمكن ان يعترف بأنه تلميذ للسيد وأن يخجل من ذلك في الوقت نفسه.‏

حين كتب يوحنا انجيله ورسائله،‏ كان قد نمّى ثمر الروح بشكل افضل بكثير مما تحلى به حين كان شابا وعشيرا جديدا ليسوع.‏ فلم يعد يعرب بالتأكيد عن الصفة التي اظهرها حين طلب في وقت سابق مكانا مميزا في الملكوت.‏ ويمكننا ان نجد في كتاباته ما ينم عن نضجه،‏ بالاضافة الى المشورة الجيدة،‏ الامر الذي يساعدنا ان نقتدي بمثاله ونكون اشخاصا امناء وأولياء مفعمين بالنشاط.‏

٤-‏ يوحنا مرقس،‏ احد تلاميذ يسوع وكاتب السفر الذي يحمل العنوان «البشارة على ما روى مرقس».‏ وهو يُدعى في الغالب مرقس المبشر،‏ غير ان مرقس هو لقبه.‏ وقد كان بيت امه مريم في اورشليم مكانا يجتمع فيه التلاميذ.‏ (‏اع ١٢:‏١٢‏)‏ رافق يوحنا مرقس بولس وبرنابا في رحلة بولس الارسالية الاولى (‏اع ١٢:‏٢٥؛‏ ١٣:‏٥‏)‏،‏ لكنه تركهما في برجة ببمفيلية وعاد الى اورشليم.‏ (‏اع ١٣:‏١٣‏)‏ نتيجة لذلك رفض بولس لاحقا ان يأخذه معه في رحلته التالية،‏ مما جعل برنابا يذهب في اتجاه آخر ويأخذ معه مرقس.‏ (‏اع ١٥:‏​٣٦-‏٤١‏)‏ لكن مرقس اثبت لاحقا كما يتضح انه عامل مجتهد وجدير بالثقة،‏ لأن بولس كتب الى تيموثاوس من مكان سجنه في روما:‏ «خذ مرقس وأت به معك،‏ فهو نافع لي للخدمة».‏ —‏ ٢ تي ٤:‏١١‏؛‏ انظر «‏مَرْقُس‏».‏

٥-‏ رئيس يهودي (‏ربما نسيب الكاهن الكبير حنان)‏ عمل مع حنان وقيافا على اعتقال الرسولين بطرس ويوحنا وإحضارهما للمثول امامهم.‏ ورغم امتلاكهم دليلا على العجيبة التي صنعها بطرس بشفائه رجلا مقعدا،‏ امروا بطرس ويوحنا بالتوقف عن الكرازة وهددوهما ايضا.‏ ولكن لأنهم لم يجدوا سببا لاتخاذ اجراء ضد الرسولين ولأنهم خافوا من الشعب،‏ اطلقوا سراحهما.‏ —‏ اع ٣:‏​١-‏٨؛‏ ٤:‏​٥-‏٢٢‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة