مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • بص «اللطف»‏
  • اللطف

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • اللطف
  • بصيرة في الاسفار المقدسة
  • مواد مشابهة
  • اللطف الحبي
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • لتصُن «شريعة اللطف الحبي» لسانك
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٠
  • اتَّبعوا دائما اللطف الحبي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩١
  • استفيدوا من لطف يهوه الحبي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٢
المزيد
بصيرة في الاسفار المقدسة
بص «اللطف»‏

اللطف

الاهتمام عمليا بخير الآخرين؛‏ المعروف او الاحسان.‏ والكلمة الرئيسية المنقولة الى «لطف» في الاسفار اليونانية المسيحية هي خرِستوتِس.‏ ويأخذ يهوه اللّٰه المبادرة في الاعراب عن اللطف،‏ وهو افضل مثال في اظهار هذه الصفة بطرق عديدة للآخرين حتى غير الشاكرين والاشرار،‏ وذلك بهدف تشجيعهم على التوبة.‏ (‏لو ٦:‏٣٥؛‏ رو ٢:‏٤؛‏ ١١:‏٢٢؛‏ تي ٣:‏​٤،‏ ٥‏)‏ ويُنصح المسيحيون،‏ الذين هم تحت نير المسيح اللطيف (‏مت ١١:‏٣٠‏)‏،‏ بأن يلبسوا اللطف (‏كو ٣:‏١٢؛‏ اف ٤:‏٣٢‏)‏ وينموا ثمر روح اللّٰه الذي يشمل اللطف.‏ (‏غل ٥:‏٢٢‏)‏ وهكذا يوصون بأنفسهم كخدام للّٰه.‏ (‏٢ كو ٦:‏​٤-‏٦‏)‏ هذا وإن «المحبة .‏ .‏ .‏ لطيفة».‏ —‏ ١ كو ١٣:‏٤‏.‏

و ‹اللطف› (‏او التعقل؛‏ حرفيا،‏ اللين؛‏ باليونانية إِپيِيكيا‏)‏ صفة بارزة لدى المسيح يسوع.‏ (‏٢ كو ١٠:‏١‏)‏ وتذكر الاسفار المقدسة ان سكان مالطة عاملوا بولس ‹بلطف انساني› (‏حرفيا،‏ بمودة نحو البشر؛‏ باليونانية فيلانثروپيا‏)‏.‏ —‏ اع ٢٨:‏٢‏.‏

لطف اللّٰه الحبي:‏ على غرار الاسفار اليونانية المسيحية،‏ تأتي الاسفار العبرانية على ذكر اللطف مرارا وتكرارا.‏ فالكلمة العبرانية حيسيذ التي تشير عموما الى اللطف ترد ٢٤٥ مرة.‏ والفعل حاساذ المرتبط بهذه الكلمة يعني ‹يعمل بولاء (‏او بلطف حبي)‏›،‏ ويشمل اكثر من مجرد الاهتمام الرقيق او اللطف النابع من المحبة.‏ (‏مز ١٨:‏٢٥‏،‏ حاشية ك‌م‌م٨‏)‏ فمعنى حيسيذ هو لطف مجبول بالمحبة يلتصق بشخص او شيء ما الى ان يتحقق الهدف من هذا اللطف.‏ وبحسب القاموس اللاهوتي للعهد القديم،‏ حيسيذ صفة «عملية،‏ اجتماعية،‏ وثابتة .‏ .‏ .‏ [‏حيسيذ‏] في كل استعمالاتها لا تشير الى موقف لدى الانسان فحسب،‏ بل ايضا الى العمل الذي ينتج عن هذا الموقف.‏ انها عمل يحفظ الحياة او يدعمها،‏ تدخُّل لمصلحة شخص في محنة او ضيق،‏ وإعراب عن الصداقة او التعبد للّٰه.‏ وهي تسعى في اثر الخير لا الشر».‏ (‏تحرير ج.‏ ج.‏ بوتيرويك و ه‍.‏ رينغران،‏ ١٩٨٦،‏ المجلد ٥،‏ ص ٥١ [بالانكليزية])‏ لذلك تُنقل كلمة حيسيذ الى عبارة شاملة هي «اللطف الحبي».‏ ويمكن ترجمتها ايضا الى «ولاء» او «محبة تتسم بالولاء» بسبب ارتباطها بالاخلاص والتضامن والولاء الحقيقي.‏ وفي صيغة الجمع،‏ تُترجم الى ‹الطاف حبية›.‏ —‏ مز ٢٥:‏٦‏.‏

اللطف الحبي صفة ثمينة يتحلى بها يهوه اللّٰه ويُسَر بها،‏ وهي تظهر في كل تعاملاته مع خدامه.‏ (‏مز ٣٦:‏٧؛‏ ٦٢:‏١٢؛‏ مي ٧:‏١٨‏)‏ ولولا لطفه الحبي لهلكوا منذ زمن بعيد.‏ (‏مرا ٣:‏٢٢‏)‏ وعلى هذا الاساس،‏ ترجى موسى يهوه ان يرحم الاسرائيليين المتمردين من اجل اسمه العظيم ولطفه الحبي.‏ —‏ عد ١٤:‏​١٣-‏١٩‏.‏

تبيِّن الاسفار المقدسة ان يهوه يعرب عن لطفه الحبي،‏ او ولائه،‏ بطرائق عديدة وفي مجالات مختلفة مثل:‏ الانقاذ والاستحياء (‏مز ٦:‏٤؛‏ ١١٩:‏​٨٨،‏ ١٥٩‏)‏،‏ الحفظ والحماية (‏مز ٤٠:‏١١؛‏ ٦١:‏٧؛‏ ١٤٣:‏١٢‏)‏،‏ والاراحة من المصاعب (‏را ١:‏٨؛‏ ٢:‏٢٠؛‏ مز ٣١:‏​١٦،‏ ٢١‏)‏.‏ وبفضل لطف اللّٰه الحبي يُشفى المرء من خطيته (‏مز ٢٥:‏٧‏)‏ وينال سندا ودعما.‏ (‏مز ٩٤:‏١٨؛‏ ١١٧:‏٢‏)‏ ومن خلاله يحظى مختارو اللّٰه بالعون.‏ (‏مز ٤٤:‏٢٦‏)‏ وقد تعظَّم لطف اللّٰه الحبي في تعاملاته مع لوط (‏تك ١٩:‏​١٨-‏٢٢‏)‏،‏ ابراهيم (‏مي ٧:‏٢٠‏)‏،‏ ويوسف (‏تك ٣٩:‏٢١‏)‏.‏ كما ظهرت هذه الصفة بوضوح عند اختيار زوجة لإسحاق.‏ —‏ تك ٢٤:‏​١٢-‏١٤،‏ ٢٧‏.‏

ومن تأسيس امة اسرائيل فصاعدا،‏ ظل يتعظم لطف يهوه الحبي في ما يتعلق بعهده.‏ (‏خر ١٥:‏١٣؛‏ تث ٧:‏١٢‏)‏ وقد صح ذلك في حالة داود (‏٢ صم ٧:‏١٥؛‏ ١ مل ٣:‏٦؛‏ مز ١٨:‏٥٠‏)‏،‏ وعزرا والذين معه (‏عز ٧:‏٢٨؛‏ ٩:‏٩‏)‏،‏ و «ألوف» غيرهم (‏خر ٣٤:‏٧؛‏ ار ٣٢:‏١٨‏)‏.‏ وحفاظا على عهد الملكوت مع داود،‏ ظل يهوه يعرب عن لطفه الحبي حتى بعد موت يسوع،‏ اذ اقام ‹وليَّه› هذا اتماما للنبوة:‏ «سأمنحكم اللطف الحبي الامين الذي كان نحو داود».‏ —‏ مز ١٦:‏١٠؛‏ اع ١٣:‏٣٤؛‏ اش ٥٥:‏٣‏.‏

ولطف يهوه الحبي هو الذي يجذب الآخرين اليه.‏ (‏ار ٣١:‏٣‏)‏ فهم يتوكلون على لطفه الحبي (‏مز ١٣:‏٥؛‏ ٥٢:‏٨‏)‏،‏ يرجونه (‏مز ٣٣:‏​١٨،‏ ٢٢‏)‏،‏ يصلون من اجله (‏مز ٥١:‏١؛‏ ٨٥:‏٧؛‏ ٩٠:‏١٤؛‏ ١٠٩:‏٢٦؛‏ ١١٩:‏٤١‏)‏،‏ ويتعزون به (‏مز ١١٩:‏٧٦‏)‏.‏ كما انهم يرفعون الشكر ليهوه على لطفه الحبي (‏مز ١٠٧:‏​٨،‏ ١٥،‏ ٢١،‏ ٣١‏)‏،‏ يباركونه ويحمدونه عليه (‏مز ٦٦:‏٢٠؛‏ ١١٥:‏١؛‏ ١٣٨:‏٢‏)‏،‏ ويخبرون الآخرين عنه (‏مز ٩٢:‏٢‏)‏.‏ ومثل داود،‏ لا يجب ان يخفوا لطف يهوه الحبي (‏مز ٤٠:‏١٠‏)‏ لأنه صالح (‏مز ٦٩:‏١٦؛‏ ١٠٩:‏٢١‏)‏ ومصدر اساسي للابتهاج.‏ (‏مز ٣١:‏٧‏)‏ فهذا اللطف الحبي اشبه بطريق يُفرح كل من يسلكه.‏ —‏ مز ٢٥:‏١٠‏.‏

وتُبرز آيات اخرى في الكتاب المقدس كثرة (‏مز ٥:‏٧؛‏ ٦٩:‏١٣؛‏ يون ٤:‏٢‏)‏ وعظمة (‏عد ١٤:‏١٩‏)‏ وديمومة لطف اللّٰه الحبي (‏١ مل ٨:‏٢٣‏)‏.‏ فهو عالٍ كالسموات (‏مز ٣٦:‏٥؛‏ ٥٧:‏١٠؛‏ ١٠٣:‏١١؛‏ ١٠٨:‏٤‏)‏،‏ يملأ الارض (‏مز ٣٣:‏٥؛‏ ١١٩:‏٦٤‏)‏،‏ ويمتد الى الف جيل (‏تث ٧:‏٩‏)‏ و «إلى الدهر» (‏١ اخ ١٦:‏​٣٤،‏ ٤١؛‏ مز ٨٩:‏٢؛‏ اش ٥٤:‏​٨،‏ ١٠؛‏ ار ٣٣:‏١١‏)‏.‏ والعبارة ‹لطف يهوه الحبي الى الدهر› تتكرر في كل الاعداد الـ‍ ٢٦ في المزمور ١٣٦‏.‏

وغالبا ما ترتبط هذه الميزة الرائعة لدى يهوه،‏ اي لطفه الحبي،‏ بصفات جميلة اخرى في شخصيته:‏ الرحمة،‏ الحنان،‏ الحق،‏ الغفران،‏ البر،‏ السلام،‏ والعدل.‏ —‏ خر ٣٤:‏٦؛‏ نح ٩:‏١٧؛‏ مز ٨٥:‏١٠؛‏ ٨٩:‏١٤؛‏ ار ٩:‏٢٤‏.‏

لطف البشر الحبي:‏ يتبين مما ورد اعلاه ان الذين يرغبون في نيل رضى اللّٰه عليهم ان ‹يحبوا اللطف› و ‹يصنعوا لطفا حبيا ومراحم بعضهم الى بعض›.‏ (‏مي ٦:‏٨؛‏ زك ٧:‏٩‏)‏ ويقول مثل حكيم ان «حُسن الانسان لطفه الحبي»،‏ وهذا يجلب له مكافآ‌ت عظيمة.‏ (‏ام ١٩:‏٢٢؛‏ ١١:‏١٧‏)‏ فاللّٰه تذكَّر لطف امة اسرائيل الحبي في صباها وسُرَّ به.‏ (‏ار ٢:‏٢‏)‏ ولكن حين صار لطفها الحبي «كسحاب الصباح وكالندى الذي يمضي باكرا»،‏ حزن يهوه لأنه اله ‹يُسَرُّ باللطف الحبي لا بالذبيحة›.‏ (‏هو ٦:‏​٤،‏ ٦‏)‏ فوبخ هذه الامة معربا بذلك عن لطفه الحبي.‏ (‏هو ٤:‏١؛‏ مز ١٤١:‏٥‏)‏ كما نصحهم ان يرجعوا اليه ويعربوا عن اللطف الحبي والعدل.‏ (‏هو ١٢:‏٦‏)‏ فمن الضروري اذًا ان يتحلى المرء دائما بهاتين الصفتين كي يجد حظوة في اعين اللّٰه والناس.‏ —‏ اي ٦:‏١٤؛‏ ام ٣:‏​٣،‏ ٤‏.‏

يذكر الكتاب المقدس احداثا عديدة اعرب فيها اشخاص عن اللطف الحبي.‏ مثلا،‏ اظهرت سارة لزوجها هذا الولاء حين كانا بين الاعداء اذ حمته قائلة انه اخوها.‏ (‏تك ٢٠:‏١٣‏)‏ وسأل يعقوب يوسف ان يصنع له لطفا حبيا ويعده الا يدفنه في مصر.‏ (‏تك ٤٧:‏٢٩؛‏ ٥٠:‏​١٢،‏ ١٣‏)‏ كذلك طلبت راحاب ان يصنع الاسرائيليون لطفا حبيا وينقذوا عائلتها،‏ تماما مثلما فعلت هي مع الجاسوسين الاسرائيليين.‏ (‏يش ٢:‏​١٢،‏ ١٣‏)‏ كما مدح بوعز راعوث لأنها صنعت لطفا حبيا.‏ (‏را ٣:‏١٠‏)‏ ورجا يوناثان داود الا يقطع لطفه الحبي عنه وعن بيته.‏ —‏ ١ صم ٢٠:‏​١٤،‏ ١٥؛‏ ٢ صم ٩:‏​٣-‏٧‏.‏

اما الدوافع والظروف التي تحفز الاشخاص ان يعربوا عن اللطف او اللطف الحبي فتختلف كثيرا.‏ فقد يتصرف البعض بلطف بسبب عادات الضيافة او طبعهم الودي،‏ لكن ذلك لا يعني بالضرورة ان لديهم تعبدا للّٰه.‏ (‏قارن اع ٢٧:‏​١،‏ ٣؛‏ ٢٨:‏​١،‏ ٢‏.‏)‏ واللطف الذي كان رجل من مدينة بيت ايل سيحظى به هو في الحقيقة ردٌّ على معروف كان سيصنعه.‏ (‏قض ١:‏​٢٢-‏٢٥‏)‏ وفي احيان اخرى،‏ دفعت الظروف الصعبة البعض ان يلتمسوا اللطف الحبي من الآخرين،‏ ردًّا على جميل صنعوه لهم في السابق.‏ (‏تك ٤٠:‏​١٢-‏١٥‏)‏ لكن احيانا لم يوفِ بعض الاشخاص دين اللطف الحبي.‏ (‏تك ٤٠:‏٢٣؛‏ قض ٨:‏٣٥‏)‏ فصاحب الامثال يقول ان كثيرين من الناس يدَّعون ان لديهم لطفا حبيا،‏ لكن قليلين هم امناء حقا ويعربون عنه.‏ (‏ام ٢٠:‏٦‏)‏ شاول وداود مثلا تذكَّرا اللطف الحبي الذي اظهره الآخرون لهما.‏ (‏١ صم ١٥:‏​٦،‏ ٧؛‏ ٢ صم ٢:‏​٥،‏ ٦‏)‏ ويتضح ان ملوك اسرائيل عُرفوا بلطفهم الحبي (‏١ مل ٢٠:‏٣١‏)‏،‏ ربما بالمقارنة مع الحكام الوثنيين.‏ ولكن في احدى المناسبات،‏ صدَّ البعض لطف داود الحبي لأنهم شككوا في دوافعه.‏ —‏ ٢ صم ١٠:‏​٢-‏٤‏.‏

ذكر بولس ان الشريعة لم توضع للابرار،‏ بل للاشرار العديمي اللطف الحبي.‏ (‏١ تي ١:‏٩‏)‏ والكلمة اليونانية أَنوسيوس المنقولة هنا الى «عديمي اللطف الحبي» تُترجم ايضا «غير اولياء».‏ —‏ ٢ تي ٣:‏٢‏.‏

النعمة:‏ ترد الكلمة اليونانية خاريس اكثر من ١٥٠ مرة في الاسفار اليونانية وتختلف ترجمتها حسب السياق.‏ ولكن مهما كانت الكلمات التي تُنقل اليها خاريس،‏ تشير الفكرة الاساسية وراءها الى امر مسرٍّ.‏ (‏١ بط ٢:‏​١٩،‏ ٢٠؛‏ لو ٤:‏٢٢‏)‏ وفي بعض الاحيان تشير بمعناها الاوسع الى الاحسان،‏ اي الى الهبة اللطيفة (‏١ كو ١٦:‏٣؛‏ ٢ كو ٨:‏١٩‏)‏،‏ او الى عمل العطاء اللطيف.‏ (‏٢ كو ٨:‏​٤،‏ ٦‏)‏ اما في احيان اخرى فتحمل معنى الفضل الذي يُنسب الى احد جراء عمل لطيف جدا،‏ او معنى الشكر والامتنان اللذين يتولدان من هذا العمل.‏ —‏ لو ٦:‏​٣٢-‏٣٤؛‏ رو ٦:‏١٧؛‏ ١ كو ١٠:‏٣٠؛‏ ١٥:‏٥٧؛‏ ٢ كو ٢:‏١٤؛‏ ٨:‏١٦؛‏ ٩:‏١٥؛‏ ١ تي ١:‏١٢؛‏ ٢ تي ١:‏٣‏.‏

يقول العالم ر.‏ ش.‏ ترينش في مؤلفه مرادفات العهد الجديد ان خاريس كانت تشير في الاساس الى «معروف او احسان دون طلب او توقع شيء بالمقابل،‏ وهذا ما هيَّأها لتكتسب مدلولها الجديد:‏ معناها الديني،‏ او العقائدي [المُستعمل في الكتابات المسيحية] اذا جاز لي القول؛‏ فصارت تشدِّد على لطف اللّٰه الحبي الكامل والمطلق نحو البشر.‏ وحين يعرِّف أرسطو [‏خاريس‏]،‏ يبرز هذه النقطة بالتحديد،‏ اي ان [‏خاريس‏] تُمنح دون مقابل بدافع وحيد هو سخاء وكرم المعطي».‏ (‏لندن،‏ ١٩٦١،‏ ص ١٥٨ [بالانكليزية])‏ ويذكر جوزف ه.‏ ثاير في معجمه:‏ «تتضمَّن الكلمة [‏خاريس‏] فكرة اللطف الذي يمنح المرء ما لا يستحقه .‏ .‏ .‏ ويستخدم كتبة العهد الجديد [‏خاريس‏] للاشارة خصوصا الى هذا اللطف الذي على اساسه يمنح اللّٰه حظوة حتى للذين لا يستحقونها،‏ يسامح الخطاة على اساءاتهم،‏ ويهبهم الخلاص الابدي بواسطة المسيح».‏ (‏معجم يوناني –‏ انكليزي للعهد الجديد،‏ ١٨٨٩،‏ ص ٦٦٦)‏ وترتبط خاريس ارتباطا لصيقا بالكلمة اليونانية خاريسما التي يقول عنها وليم باركلي في كتاب مفردات العهد الجديد (‏١٩٥٦،‏ ص ٢٩ [بالانكليزية])‏: «تعني الكلمة [‏خاريسما‏] من حيث الاساس هبة لا يستحقها الانسان،‏ او عطية لم يكتسبها عن جدارة او بعرق جبينه».‏ —‏ قارن ٢ كو ١:‏١١‏.‏

وعند استعمال خاريس بهذا المعنى،‏ اي للاشارة الى لطف نحو شخص لا يستحقه كلطف يهوه نحو البشر،‏ تُعتبر كلمة «نعمة» ترجمة ملائمة جدا للكلمة اليونانية.‏ —‏ اع ١٥:‏٤٠؛‏ ١٨:‏٢٧؛‏ ١ بط ٤:‏١٠؛‏ ٥:‏​١٠،‏ ١٢‏.‏

ان العامل يستحق اجرا مقابل تعبه.‏ وهو يعتبر هذا الاجر من حقه وكأنه دَين يجب ان يوفى له،‏ وبالتالي فإن نيله اياه ليس هبة او نعمة.‏ (‏رو ٤:‏٤‏)‏ اما الخطاة المحكوم عليهم بالموت (‏وجميعنا وُلدنا هكذا)‏ فتحريرهم من هذا الحكم وتبريرهم هما بكل معنى الكلمة نعمة لا يستحقونها.‏ (‏رو ٣:‏​٢٣،‏ ٢٤؛‏ ٥:‏١٧‏)‏ ومع ان الذين وُلدوا تحت ترتيب عهد الشريعة كانوا تحت حكم اعظم بالموت اذ كشف هذا العهد انهم خطاة،‏ الا انهم نالوا نعمة عظمى لأن الخلاص أُتيح لهم اولا.‏ —‏ رو ٥:‏​٢٠،‏ ٢١؛‏ ١:‏١٦‏.‏

وأعرب يهوه عن هذه النعمة الخصوصية للبشر عموما من خلال الفدية،‏ اذ حرَّرهم من الحكم بالموت بواسطة دم ابنه الحبيب المسيح يسوع.‏ (‏اف ١:‏٧؛‏ ٢:‏​٤-‏٧‏)‏ فمن خلال هذه النعمة يخلِّص اللّٰه شتى الناس.‏ (‏تي ٢:‏١١‏)‏ وهذا الامر تحدث عنه الانبياء من قبل.‏ (‏١ بط ١:‏١٠‏)‏ وعليه،‏ من الملائم ان يحلل بولس ويحاجَّ قائلا:‏ «ان كان ذلك بالنعمة،‏ فليس بعد من الاعمال،‏ وإلا فليست النعمة بعد نعمة».‏ —‏ رو ١١:‏٦‏.‏

وقد تكلم بولس عن نعمة اللّٰه اكثر من اي كاتب آخر:‏ اكثر من ٩٠ مرة في رسائله الـ‍ ١٤.‏ فهو اتى على ذكر نعمة اللّٰه او يسوع في التحية الافتتاحية لكل رسائله ما عدا الرسالة الى العبرانيين،‏ وكذلك في الملاحظات الختامية لكل رسائله دون استثناء.‏ وأشار كاتبان آخران في الكتاب المقدس الى النعمة في بداية ونهاية كتاباتهما.‏ —‏ ١ بط ١:‏٢؛‏ ٢ بط ١:‏٢؛‏ ٣:‏١٨؛‏ ٢ يو ٣؛‏ رؤ ١:‏٤؛‏ ٢٢:‏٢١‏.‏

ولا عجب ان يشدد بولس على نعمة يهوه لأنه كان في السابق «مجدفا ومضطهدا ووقحا».‏ اوضح قائلا:‏ «غير انني نلت رحمة،‏ لأني كنت جاهلا وبعدم ايمان عملت.‏ لكن نعمة ربنا كثرت جدا مع الايمان والمحبة التي في المسيح يسوع».‏ (‏١ تي ١:‏​١٣،‏ ١٤؛‏ ١ كو ١٥:‏١٠‏)‏ وهو لم يستهن بهذه النعمة،‏ كما فعل البعض بحماقة (‏يه ٤‏)‏،‏ بل قبلها بسرور وامتنان وشجَّع الذين قبلوها ايضا ‹الا يخطئوا القصد منها›.‏ —‏ اع ٢٠:‏٢٤؛‏ غل ٢:‏٢١؛‏ ٢ كو ٦:‏١‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة