مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٨٨ ١/‏٩ ص ١٩-‏٢٣
  • مشاركة في الفتح مدى الحياة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • مشاركة في الفتح مدى الحياة
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٨
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • اتصالات باكرة
  • الشهادة الريفية
  • فاتحتين مقاطعات جديدة
  • أالى ترشيش ام نينوى؟‏
  • الشهادة خلال هجوم صاعق
  • ايجاد «خراف» في ويلز
  • لبسوا بدلات عليها مثلَّثات ارجوانية
    تجارب عاشها شهود ليهوه
  • يهوه يجتذب المتواضعين الى الحق
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٣
  • افضل شيء لفعله بحياتي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٥
  • ‏‹طلب الملكوت اولا›‏
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٨
ب٨٨ ١/‏٩ ص ١٩-‏٢٣

مشاركة في الفتح مدى الحياة

في غرفة نظيفة وذات تجهيزات بسيطة في كارديف،‏ ويلز،‏ اختُتم الآن درس الكتاب الجماعي.‏ ويشكر مدير الدرس الاختين الفاتحتين،‏ مود كلارك وماري غرانت،‏ اللتين هما الآن في التسعينات من عمرهما،‏ على ضيافتهما ويشجعهما على استعادة الذكريات .‏ .‏ .‏

مود:‏ مضت الآن ٦٥ سنة منذ ان التقينا ماري وأنا اولا وابتدأنا بالفتح معا.‏

ماري:‏ نعم،‏ كان ذلك في سنة ١٩٢٣،‏ في ليلة باردة ومثلجة من كانون الثاني!‏ هل تذكرين،‏ يا مود؟‏ لقد اخذتك مباشرة من سكة حديد ماتش وانلوك الى مسكني.‏ وكان لدينا القليل للأكل،‏ ثم درسنا معا «ظلال المسكن.‏» وفي الصباح التالي انطلقنا بدراجتينا للكرازة لمزارعي شروبشاير.‏

اتصالات باكرة

مود:‏ طبعا،‏ لقد كنا جاهزتين لذلك.‏ وكنا كلتانا فاتحتين لمدة من الوقت.‏ وحتى عندما كنت فتاة صغيرة كنت اهتم دائما بكلمة اللّٰه.‏ وأستطيع ان اتذكر تلاوة سبعة مزامير في الكنيسة كي احصل على كتاب مقدس مجاني!‏ وحدث في سنة ١٩٠٨،‏ عندما كنت في الـ‍ ١١ من عمري،‏ ان اختي الكبرى قرأت كتاب «نظام الدهور الالهي» وتركت الكنيسة التي كنا نحضرها،‏ فصرنا من تلاميذ الكتاب المقدس.‏ وصارت حقائق الكتاب المقدس محور محادثاتنا في البيت.‏ ولكن عندما مات ابي بدأت أتساءل ‹اين هم الموتى؟‏›‏

وكم كان مؤثرا ان اجد الجواب عندما ذهبت لمشاهدة «رواية الخلق المصورة،‏» التي عُرضت في بلدتي في شيفيلد!‏ وفي هذه الصور المتحركة،‏ المنسَّقة مع تسجيلات على الفونوغراف،‏ رأيت تصويرا لاقامة ابن المرأة الشونمية.‏ نعم،‏ تعلمت ان الموتى يكونون فاقدي الحس حتى اقامتهم.‏ —‏ ٢ ملوك ٤:‏٣٢-‏٣٧‏.‏

ودون توانٍ استقلت من الكنيسة الانغليكانية واتخذت ما كنا نسميه عمل الرعاية،‏ تقديم مطبوعات الكتاب المقدس في المنطقة نفسها التي كنت معروفة فيها بتوزيع مجلات الكنيسة.‏ ورمزت الى انتذاري ليهوه في آب ١٩١٨ في محفل في مدينة ليدز المجاورة.‏

وبعد قضاء اوقات عطلة سعيدة مع اختين موزعتين للمطبوعات جائلتين في دربيشاير صممت ان اجعل خدمة الفتح عملي للحياة.‏ وفي آب ١٩٢٢ اخذت تعييني الاول:‏ بيغلزوايد في بدفوردشاير.‏

وقالت لي موزعة للمطبوعات جائلة:‏ «اذا استطعت المواظبة على ذلك طوال الستة الاشهر الاولى ستكونين على ما يرام.‏» ولم تكن هذه الاشهر الاولية سهلة.‏ فقد وقع لي حادث في دراجتي.‏ ثم عادت رفيقتي الاولى في الفتح الى موطنها.‏ ولكنني صممت على الاستمرار،‏ ولذلك كتبت الى الجمعية اطلب شريكة.‏ وأعطاني يهوه ماري!‏

ماري،‏ انت اتخذت موقفا بجانب الحق في وقت ابكر مني،‏ أليس كذلك؟‏

ماري:‏ نعم،‏ يا مود.‏ في الوقت الذي كنا نعيش فيه في كارديف،‏ جنوب ويلز.‏ فعندما كنت في الـ‍ ١٦ من عمري استدعتني جدتي لاقرأ كتاب «نظام الدهور الالهي،‏» الذي حصلت عليه في اجتماع عام نظمه تلاميذ الكتاب المقدس.‏ وقد اردت دائما ان افهم الكتاب المقدس وأصير مرسلة عندما اكبر.‏ واذ قرأت هذا المجلد عرفت انني وجدت الحق.‏

ابتدأت احضر اجتماعات تلاميذ الكتاب المقدس بالرغم من معارضة امي الشديدة.‏ وكان أبواي ثريين،‏ واذ لم يسمحا لي بالعمل وجدت الظروف في البيت مقيِّدة جدا.‏ وبالرغم من ذلك تدبرت امر الحصول على باقي مجموعة المطبوعات المساعدة على درس الكتاب المقدس.‏ وعندما عرفت امي أحرقت الكتب بغضب وقالت لي انني اصغر من ان اعرف امورا كهذه.‏ وللاستعاضة عنها كان عليَّ آنذاك ان اعيد ادخال الكتب سرا الى البيت واحدا فواحدا بعد الزيارات الصباحية الباكرة لبيت واحدة من تلاميذ الكتاب المقدس على بعد حوالى ميلين.‏ وكنت اقرأها بحرص قبل ان يستيقظ باقي اهل البيت،‏ مخبئة اياها في سقيفة الحديقة خلال النهار.‏

وفي سنة ١٩١٣،‏ عندما كنت في الـ‍ ١٧ من عمري،‏ سافرت الى لندن في عطلة لرؤية الاماكن المهمة.‏ ولسعادتي،‏ صادف ذلك زيارة الاخ رصل لمحفل منعقد في قاعة كينغزواي.‏ وهناك عبَّرت عن رغبتي في المعمودية.‏ واقتربت الاخت موزعة المطبوعات الجائلة التي تعمل في كارديف من الاخ رصل وسألته ان كان يعتقد انني اصغر من اللازم.‏ فسألني عن عمري وطرح عليَّ اسئلة ليرى ان كنت افهم الاسفار المقدسة وليعرف ما اذا كنت قد نذرت حياتي ليهوه.‏ ونتيجة لذلك،‏ لبست عباءة سوداء طويلة وانضممت الى المرشحين الآخرين للمعمودية في لندن تابرناكل.‏ وأتذكر جيدا الكلمات التي رنمناها عندما خرجنا من الماء:‏

‏«اذ دُفنتُ مع المسيح

وأُقمتُ ايضا معه،‏

ماذا يبقى هنالك لافعله؟‏

أن اتوقف عن

الخصام والمنازعات،‏

أن اسير في جدة الحياة.‏»‏

وبعد ذلك اقترب اخ مني وقال:‏ «لا بد ان تكوني آخر الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ الداخلين؛‏ فأنت الوحيدة التي لديك وقت قصير باقٍ كهذا لتجعلي دعوتك واختيارك اكيدين.‏» كانت هذه افكار كثيرين ممن ينظرون الى سنة ١٩١٤ القريبة بتوقع شديد.‏ ولكن بالنسبة اليَّ تبرهن انه وقت امتحان اذ كنت احتمل المقاومة الكبيرة في البيت.‏ وكنت احضر الاجتماعات قدر ما استطيع.‏ وفي سنة ١٩١٦ تمتعت بامتياز الخدمة كمرشدة في عرض «رواية الخلق المصورة» في كارديف.‏ وبعد انهاء تدريبي كممرضة في مانشستر بدأت خدمتي للفتح كامل الوقت في سنة ١٩٢٢.‏

الشهادة الريفية

مود:‏ لقد كان علينا في الواقع ان نأخذ المبادرة في ذلك الوقت.‏ وقد اخبرنا الجميع بأننا منهمكتان في العمل المسيحي.‏ وكان الناس في ذلك الوقت يحبون القراءة.‏ فقدَّمنا «قيثارة اللّٰه» وسلسلة «دروس في الاسفار المقدسة.‏» وطبعا،‏ احتجنا الى محفظة كبيرة تماما لنحمل فيها كل تلك المطبوعات.‏ وكانت محفظتي كبيرة حتى انني عندما وصلت الى احدى المزارع المنعزلة ذات يوم اعتقدت زوجة المزارع انني قريبة آتية من كندا للزيارة.‏ وكم ضحكنا!‏

واذ كان الفتح حياتنا كنا ننال معيشتنا من عمل توزيع الكتب التي تحتوي على رسالة الملكوت.‏ واستعملنا مواردنا بعناية وعشنا باقتصاد،‏ مبدِّلتين الكتب بالزبدة ومنتوجات المزرعة الاخرى وملتقطتين البطاطا والكرنب والملفوف التي تسقط من عربات المزارع على السكك الضيقة المعرَّجة والمغبرة.‏ وصرنا ماهرتين في اصلاح دواليب دراجتينا،‏ وتقدَّمنا في الخياطة الجيدة،‏ صانعتين ألبستنا الخاصة.‏

واذ كان الاخوة،‏ الذين يخدمون كخطباء جائلين،‏ يلقون خطابات الكتاب المقدس في البلدات كنا ماري وانا نأتي وراءهم لملاحقة الاهتمام الذي تثيره كرازتهم.‏ ونشأت فرق صغيرة من الاشخاص المهتمين في شروزباري وبلدات اخرى.‏ وكنا نتطلع الى المحافل!‏ وأعتقد ان محفل لندن في سنة ١٩٢٦ كان بارزا.‏ وهناك تمتعنا بامتيازات اضافية لتوزيع كراسة «مقياس للشعب» في شوارع العاصمة.‏ ثم ازدادت اثارتنا عندما قرأنا محتوى رسالة من الجمعية.‏ وكان ذلك تغييرا في تعييننا:‏ ايرلندا الشمالية.‏

فاتحتين مقاطعات جديدة

وصلنا الى اقليم أنتريم،‏ ايرلندا الشمالية،‏ لنخدم كفاتحتين بين اناس منقسمين دينيا.‏ وبقينا في بادئ الامر في غرين أيلند.‏ وكانت رطبة وباردة،‏ ولم تكن لدينا نار لاسابيع بسبب اضراب عمال الفحم في انكلترا.‏ ويمكنني ان اتصور انفسنا الآن جالستين بمعطفين وقفافيز في الامسيات،‏ محاولتين الدرس فيما كنا نرتعد من البرد.‏ ثم اتى الصيف،‏ وكم كنا شاكرتين يهوه على امتياز العمل في البيئة الجميلة لأودية أنتريم.‏ وكان الناس يصغون جيدا الى رسالة الملكوت.‏ نعم،‏ كثيرا ما كانوا يجادلون ولكنهم كانوا لطفاء.‏ «ادخلا،‏» كانوا يقولون،‏ وكانوا يضعون القدر على «الغريشا» (‏مواد متفحمة حمراء من الحرارة)‏ لتغلي،‏ وتستمر مناقشاتنا.‏

ماري:‏ واذ كنا آنذاك اربع فتيات فاتحات معا في تعييننا التصقنا ببرنامج ثيوقراطي كامل للاجتماعات.‏ ففي كل صباح كنا نناقش آية من الاسفار المقدسة ونقرأ «قراري الصباحي،‏» الذي يقول جزئيا،‏ ‹يوميا سأتذكر عند عرش النعمة السماوية المصالح العامة لعمل الحصاد،‏ وخصوصا المشاركة التي أحصل انا على امتياز التمتع بها في هذا العمل،‏ والرفقاء العمال الاعزاء في البتل وفي كل مكان.‏› والاربعاء مساء كانت لدينا صلاتنا،‏ والتسبيح،‏ واجتماع الشهادة.‏ وأيام الآحاد كنا ندرس «برج المراقبة» معا،‏ ونجتمع حول الأرغن الصغير الذي كثيرا ما نجده في بيوت الناس لنرنم من «ترانيم الفجر الالفي» مثل:‏

‏«لا تعتقدوا ابدا ان الانتصار قد أُحرز،‏

ولا تجلسوا مرة براحة بالكم

فمهمتكم الشاقة لن تُنجز

حتى تنالوا اكليلكم.‏»‏

مود:‏ ويا له من تغيير عندما جرى تعييننا في عمل خصوصي قد افتُتح —‏ صرنا «فاتحتي المحالّ التجارية.‏» فكيف سنشهد لرجال الاعمال،‏ مديري المصارف،‏ وأمثالهم؟‏ تلك الابنية الكبيرة في بلفاست كانت تبدو مرعبة.‏ ولكننا تذكرنا فيلبي ٤:‏١٣‏:‏ «استطيع كل شيء في (‏ذاك)‏ الذي يقويني.‏» ولم نكن لنفكر في رفض تعييننا.‏ ويا للاختبارات العظيمة التي حصلنا عليها في التحدث الى اولئك الرجال وتوزيع كثير من المطبوعات لديهم!‏ وفي السنة ١٩٣١ انتهينا من المحالّ التجارية وكنا قد قضينا خمس سنوات في ايرلندا الشمالية.‏ وتساءلنا اين سيكون تعييننا التالي.‏ ولدهشتنا كان المحالّ التجارية في دبلن.‏

أالى ترشيش ام نينوى؟‏

يجب ان نعترف بأننا في بادئ الامر شعرنا كيونان،‏ الذي عُيِّن للكرازة في نينوى واتجه بدلا منها الى ترشيش.‏ فكنا نفضل تعيينا مختلفا.‏ وسرعان ما ادركنا كم يجب الاتكال على يهوه.‏ وكم كان رهيبا ان نقف عند نيلسون بيلار في دبلن ونرى الشوارع مليئة بالكهنة والراهبات،‏ والرجال يرفعون قبعاتهم والنساء يرسمن اشارة الصليب على انفسهن احتراما ‹للعذراء المباركة.‏› وفي ذلك الوقت كان هنالك اربعة اشخاص من تلاميذ الكتاب المقدس في دبلن.‏

تدبرنا ان نحصل على غرف عند رب منزل كاثوليكي روماني.‏ وطبعا،‏ كان علينا ان نخبئ مطبوعاتنا تحت السرير،‏ لان الكاهن كان يقوم بزيارات قانونية للبيت.‏ وفي احد الايام مر رجل اعمال من دبلن ببيتنا قائلا:‏ ‹لقد تركتما كتبا في مصرفي.‏› وكان متأثرا بها جدا حتى انه ذهب الى كل متجر ليرى ان كانوا يبيعون كتب القاضي رذرفورد.‏ وبعد ذلك كتب الى نيويورك وجرى اعطاؤه عنواننا.‏ ورتب حفلة لجميع اصدقائه كي يخبرهم بما تعلمه.‏

وفي وقت لاحق من تلك السنة حضرنا محفلا في ليفربول،‏ انكلترا،‏ حيث تعلمنا عن اسمنا الجديد،‏ شهود يهوه.‏ وعند عودتنا الى دبلن اشتركنا في حملة توزيع كراسة «الملكوت،‏ رجاء العالم» التي تحتوي على قرار المحفل.‏ فمررنا بجميع اديرة الرهبان والراهبات،‏ والمحالّ التجارية،‏ مقدمتين نسخا مجانية من الكراسة.‏ وجرى قبولها كلها!‏

ماري:‏ وذات يوم رأينا سفينة تطوف نهر ليفاي،‏ وأعطانا ذلك فكرة الشهادة لملاحي السفن على رصيف الميناء.‏ وعندما حاولنا دخول منطقة رصيف الميناء اعترضنا شرطي وسألنا عما نفعل.‏ وعندما اريناه الكتب قال،‏ «تقدَّما.‏» ووجدنا عدة قباطنة سفن من بلدان اخرى يعرفون الشهود.‏ وعندما ننظر الى الوراء الى هذه الاختبارات نتعجب من الطريقة التي بها اعتنى يهوه بنا اذ كانت كل واحدة منا تذهب وحدها الى السفينة.‏

الشهادة خلال هجوم صاعق

مود:‏ في سنة ١٩٣٩ عندما اندلعت الحرب عدنا الى ليفربول وانضممنا الى ٢٠ فاتحا آخر يسكنون في بيت الفاتحين.‏ وكنا نعيش في ذلك الوقت بين الغارات الجوية والانفجارات ونشهد حيثما يريد الناس ان يصغوا.‏ وغالبا ما كنا نجد انفسنا نضع التسجيلات في الفونوغرافات،‏ نناقش رسالة الملكوت،‏ ومن ثم نعود راكضتين الى بيت الفاتحين،‏ أو نركض بسرعة من ملجإ الى التالي بسبب الغارات الجوية.‏ وفي اثناء هذه الفترة لم نكن نخاف،‏ لاننا كنا نقوم بعمل الرب.‏

وفيما كنا ننزل الى الشوارع كثيرا ما كان الناس ينهالون علينا بالشتائم بسبب الموقف الحيادي الذي يحافظ عليه الشهود في اثناء وقت الصراع هذا.‏ وأتذكر،‏ في احد البيوت،‏ انه اصغى شاب الى التسجيلات وقبل درسا قانونيا في الكتاب المقدس.‏ ونشأت صعوبة.‏ فكان قد تطوع منذ فترة قصيرة للانضمام الى البحرية البريطانية.‏ فكتب رسالة الى السلطات مبيِّنا موقفه الحيادي وتسلَّم بالمقابل اعفاء كليا من الخدمة العسكرية.‏ وانضم الينا لاحقا في الخدمة كامل الوقت.‏

ماري:‏ لن انسى ابدا ايام الحرب هذه،‏ يا مود.‏ هل تذكرين ماذا حدث عندما انتقلنا الى ناتسفورد في شيشاير في السنة ١٩٤٢؟‏ صرخت الينا امرأة،‏ ‹ماذا تفعلان لمجهود الحرب؟‏› وقبل ان نستطيع الاجابة اجاب شخص عابر،‏ ‹انها تقوم بعمل ليست لدينا الشجاعة لنقوم به.‏› تدَّخل رجل مسن،‏ ‹انهما يقومان بعمل جيد.‏›‏

مود:‏ حقا،‏ كان عمل دروس الكتاب المقدس شيئا مهما.‏ اني اتذكر اختبارا عظيما عندما مررت بمزرعة والتقيت سيدة اخبرتني بأن ابنها الصغير قُتل بحادث سير.‏ فوضعت لديها كراسة «رجاء للموتى» وبدأت درسا في الكتاب المقدس.‏ وبعد سبعة دروس فقط بدأت هذه السيدة ترافقني في عمل الشهادة.‏ وبعد عدة اشهر قبل زوجها الحق،‏ وفي خلال سنتين باع هذان الزوجان مزرعتهما وابتدأا بالفتح.‏ وانضمت اليهما في ما بعد ابنتهما في العمل كامل الوقت،‏ والآن تخدم هي وزوجها في البتل في لندن.‏

وفي محفل لايسيستر سنة ١٩٤١ اعلن الاخ شرودر ان الفاتحين الخصوصيين سيحصلون على مساعدة مالية صغيرة لاعانتهم في ضرورات الحياة.‏ ولحوالى ٢٠ سنة كان يهوه قد بارك عملنا لتوزيع المطبوعات وبهذه الطريقة زودنا بما نحتاجه.‏ ولم يتخلَّ يهوه عنا قط.‏ فبرهنا انه:‏ «لم تسقط كلمة واحدة من كل كلامه الصالح الذي تكلم به.‏» —‏ ١ ملوك ٨:‏٥٦‏.‏

ايجاد «خراف» في ويلز

وجدتنا سنة ١٩٥٤ في ميلفورد هافن،‏ ويلز.‏ وبالرغم من مقاومة رجال الدين كرزنا ووجدنا بعض الاشخاص المشبهين بالخراف الذين يتجاوبون.‏ فنظمناهم في فريق وأريناهم كيفية ادارة الاجتماعات وأعطينا تعليقات قصيرة وذات معنى.‏ وكم كان مناسبة مبهجة ان نرى سبعة اشخاص يعتمدون في مغسلة الخراف المملوءة بالماء الساخن الذي نُقل الى هناك في مماخض الحليب!‏

وفي قرية وادي ولش في آبرساينون جلب الذهاب في جولة المجلات نتائج جيدة.‏ ومع ان السيدة التي قبلت قانونيا نسخا من المجلات قالت،‏ «انا لا اؤمن بما تخبرونني به،‏» فقد وافقت على قراءة المجلات.‏ وفي زيارة لاحقة وجدتُ الزوج مشغولا بتزيين البيت.‏ وبعد محادثة ودية صُنعت الترتيبات للبدء بدرس في الكتاب المقدس في الاسبوع التالي.‏ وأقمنا صداقات مع ابنائه الثلاثة الذين اتوا للانضمام الى الدرس.‏ وأخيرا فان الام وابناءها نذروا حياتهم ليهوه واعتمدوا.‏ وحتى الآن قبل الحق ٣٥ عضوا من هذه العائلة،‏ والبعض يخدمون كفاتحين اضافيين،‏ قانونيين،‏ او خصوصيين،‏ والبعض كشيوخ.‏

والآن نحن هنا في كارديف نستعيد الذكريات عن حياتنا.‏ وليس لدينا ايّ ندم.‏ فقد زود يهوه كل حاجتنا بطريقة مادية.‏ ونلنا حياة رائعة من الخدمة معا كفاتحتين،‏ ولا نزال نحسب الخدمة كامل الوقت كنزنا الاعظم في الحياة.‏

والآن يتأثر قلبانا برؤية صفوف الفاتحين تزداد.‏ وكل اولئك الاحداث يتبنون هذه الخدمة القيّمة —‏ ما اعظم فرحنا!‏ لقد خدمنا ماري وانا في الفتح معا ٦٥ سنة.‏ وكانت حياتنا بسيطة لكنها ناشطة،‏ صعبة لكنها مكافِئة.‏ اننا نوصي فعلا بعمل الفتح مدى الحياة.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

مود (‏الى اليسار)‏ وماري لا تزالان تجدان كنزهما الاعظم في الخدمة كامل الوقت ليهوه

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة