مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٢ ١/‏١٠ ص ٩-‏١٤
  • ‏«قد وجدنا مسيَّا»!‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ‏«قد وجدنا مسيَّا»!‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٢
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • نسب يسوع
  • نبوات مسيَّانية
  • وصوله متنبأ عنه
  • محدَّد الهوية من فوق
  • لماذا لم يقبل اليهود يسوع؟‏
  • لماذا كان يجب ان يموت المسيَّا؟‏
  • ‏«وجدنا المسيّا»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٦
  • المسيَّا!‏ تدبير اللّٰه للخلاص
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٩
  • يسوع المسيح المفتاح الى معرفة اللّٰه
    المعرفة التي تؤدي الى الحياة الابدية
  • كانوا يترقبون المسيَّا
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١١
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٢
ب٩٢ ١/‏١٠ ص ٩-‏١٤

‏«قد وجدنا مسيَّا»!‏

‏« [اندراوس] وجد اولا اخاه سمعان فقال له قد وجدنا مسيَّا.‏ الذي تفسيره المسيح.‏» —‏ يوحنا ١:‏٤١‏.‏

١ بماذا شهد يوحنا المعمدان عن يسوع الناصري،‏ وماذا استنتج اندراوس بشأنه؟‏

حدَّق اندراوس طويلا الى الرجل اليهودي المدعو يسوع الناصري.‏ فلم يكن لديه مظهر الملك،‏ او الرجل الحكيم،‏ او الرابّي.‏ ولم يكن لديه لباس ملكي،‏ ولا شعر اشيب،‏ ولا يدان ناعمتان وبشرة شقراء.‏ فيسوع كان شابا —‏ يبلغ من العمر ٣٠ سنة تقريبا —‏ ذا يدين ثَفِنَتين وبشرة بُرُنْزية لعامل يدوي.‏ لذلك ربما لم يندهش اندراوس ان يعلم انه نجار.‏ لكنَّ يوحنا المعمدان قال عن هذا الرجل:‏ «هوذا حمل اللّٰه.‏» وقبل يوم،‏ كان يوحنا قد قال شيئا مذهلا اكثر ايضا:‏ «هذا هو ابن اللّٰه.‏» فهل امكن ان يكون ذلك صحيحا؟‏ لقد قضى اندراوس بعض الوقت يصغي الى يسوع في ذلك اليوم.‏ لا نعرف ما قاله يسوع؛‏ اننا نعرف ان كلماته غيَّرت حياة اندراوس.‏ فأسرع لكي يجد اخاه،‏ سمعان،‏ وهتف،‏ «قد وجدنا مسيَّا»!‏ —‏ يوحنا ١:‏٣٤-‏٤١‏.‏

٢ لماذا من المهم التأمل في الدليل المتعلق بما اذا كان يسوع هو المسيَّا الموعود به؟‏

٢ صار اندراوس وسمعان (‏الذي اعاد يسوع تسميته بطرس)‏ لاحقا رسولين ليسوع.‏ وبعد اكثر من سنتين كتلميذ له،‏ قال بطرس ليسوع:‏ «انت هو المسيح [المسيَّا] ابن اللّٰه الحي.‏» (‏متى ١٦:‏١٦‏)‏ وتَبرهن في النهاية ان الرسل والتلاميذ الامناء كانوا مستعدين للموت من اجل هذا الايمان.‏ وملايين من الناس المخلصين اليوم هم اولياء على نحو مساوٍ.‏ ولكن على اساس ايّ دليل؟‏ على اية حال،‏ الدليل يصنع الفرق بين الايمان والسذاجة المحض.‏ (‏انظروا عبرانيين ١١‏:‏١‏،‏ ع‌ج.‏‏)‏ فدعونا نتأمل في ثلاثة خطوط عامة من الدليل تبرهن ان يسوع كان المسيَّا فعلا.‏

نسب يسوع

٣ ماذا يفصّل انجيلا متى ولوقا عن نسب يسوع؟‏

٣ ان نسب يسوع هو الدليل الاول الذي تقدِّمه الاسفار اليونانية المسيحية دعما لصفته المسيَّانية.‏ وقد انبأ الكتاب المقدس مسبقا بأن المسيَّا كان سيأتي من سلسلة نسب عائلة الملك داود.‏ (‏مزمور ١٣٢:‏١١،‏ ١٢؛‏ اشعياء ١١:‏١،‏ ١٠‏)‏ يبدأ انجيل متى:‏ «كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابرهيم.‏» ويدعم متى هذا الادّعاء الجريء بتتبُّع تحدُّر يسوع من سلسلة نسب ابيه بالتبني،‏ يوسف.‏ (‏متى ١:‏١-‏١٦‏)‏ وانجيل لوقا يتتبَّع نسب يسوع بواسطة امه الطبيعية،‏ مريم،‏ رجوعا بواسطة داود وابرهيم الى آدم.‏ (‏لوقا ٣:‏٢٣-‏٣٨‏)‏a وهكذا يدعم كاتبا الانجيلين بالوثائق كاملا ادّعاءهما ان يسوع كان وريثا لداود،‏ من الناحية الشرعية والطبيعية على السواء.‏

٤،‏ ٥ (‏أ)‏ هل تحدّى معاصرو يسوع تحدُّره من داود،‏ ولماذا ذلك مهم؟‏ (‏ب)‏ كيف تدعم المراجع غير المؤسسة على الكتاب المقدس نسب يسوع؟‏

٤ وحتى المُعارض المُشكِّك جدا لصفة يسوع المسيَّانية لا يمكنه ان ينكر ادّعاء يسوع انه ابن داود.‏ ولماذا؟‏ هنالك سببان.‏ الاول،‏ لقد تَكرر هذا الادّعاء على نحو واسع في اورشليم طوال عقود قبل تدمير المدينة في السنة ٧٠ ب‌م.‏ (‏قارنوا متى ٢١:‏٩؛‏ اعمال ٤:‏٢٧؛‏ ٥:‏٢٧،‏ ٢٨‏.‏)‏ فإذا كان الادّعاء باطلا،‏ فإن ايًّا من خصوم يسوع —‏ وكان لديه كثيرون —‏ كان بامكانه ان يبرهن ان يسوع دجّال بمجرد التحقق من نسبه في سلاسل النسب في دار المحفوظات العامة.‏b ولكنَّ التاريخ ليس لديه ايّ سجل لأيّ شخص تحدَّى تحدُّر يسوع من الملك داود.‏ فمن الواضح ان الادّعاء لم يكن قابلا للمهاجمة.‏ ولا شك ان متى ولوقا نسخا الاسماء البارزة من اجل روايتيهما مباشرة من السجلات العامة.‏

٥ والثاني هو ان المصادر خارج الكتاب المقدس تؤكد القبول العام لنسب يسوع.‏ مثلا،‏ يشير التلمود الى رابّي للقرن الرابع شنّ هجوما سفيها على مريم،‏ ام يسوع،‏ بسبب ‹لعب دور الزانية مع النجارين›؛‏ لكنَّ المقطع نفسه يقرّ بأنها «كانت متحدرة من امراء وحكام.‏» والمثال الابكر هو مؤرخ القرن الثاني هيڠيسيپوس.‏ فقد روى انه عندما اراد القيصر الروماني دوميتيان ان يبيد كل المتحدرين من داود،‏ اتهم بعض اعداء المسيحيين الاولين حفدة يهوذا،‏ اخي يسوع من امه،‏ «بصفتهم من عائلة داود.‏» فإذا كان يهوذا متحدّرا معروفا من داود،‏ أفلم يكن يسوع كذلك؟‏ بلى دون شك!‏ —‏ غلاطية ١:‏١٩؛‏ يهوذا ١‏.‏

نبوات مسيَّانية

٦ الى اي حد وافرة هي النبوات المسيَّانية في الاسفار العبرانية؟‏

٦ وخط الدليل الآخر على ان يسوع كان المسيَّا هو النبوة المتمَّمة.‏ والنبوات التي تنطبق على المسيَّا هي وافرة في الاسفار العبرانية.‏ وفي مؤلَّفه حياة وأوقات يسوع المسيَّا،‏ عدّ ألْفرد إدِرْشايْم ٤٥٦ مقطعا في الاسفار العبرانية اعتبرها الرَّابينيون القدماء مسيَّانية.‏ لكنَّ الرَّابينيين كانت لديهم افكار خاطئة عن المسيَّا؛‏ فالكثير من المقاطع التي اشاروا اليها ليست مسيَّانية على الاطلاق.‏ ومع ذلك،‏ هنالك على الاقل عشرات النبوات التي تحدِّد هوية يسوع بصفته المسيَّا.‏ —‏ قارنوا رؤيا ١٩:‏١٠‏.‏

٧ ما هي بعض النبوات التي تمَّمها يسوع في خلال اقامته المؤقتة في الارض؟‏

٧ بينها:‏ بلدة ولادته (‏ميخا ٥:‏٢؛‏ لوقا ٢:‏٤-‏١١‏)‏؛‏ مأساة قتل الاطفال الجماعي التي حدثت بعد ولادته (‏ارميا ٣١:‏١٥؛‏ متى ٢:‏١٦-‏١٨‏)‏؛‏ يُدعى من مصر (‏هوشع ١١:‏١؛‏ متى ٢:‏١٥‏)‏؛‏ حكام الامم يتَّحدون لإهلاكه (‏مزمور ٢:‏١،‏ ٢؛‏ اعمال ٤:‏٢٥-‏٢٨‏)‏؛‏ خيانته مقابل ٣٠ قطعة من الفضة (‏زكريا ١١:‏١٢؛‏ متى ٢٦:‏١٥‏)‏؛‏ وأيضا طريقة موته.‏ —‏ مزمور ٢٢:‏١٦‏،‏ الحاشية ع‌ج‏؛‏ يوحنا ١٩:‏١٨،‏ ٢٣؛‏ ٢٠:‏٢٥،‏ ٢٧‏.‏c

وصوله متنبأ عنه

٨ (‏أ)‏ اية نبوة تحدِّد بدقة وقت وصول المسيَّا؟‏ (‏ب)‏ اي عاملين يجب معرفتهما لكي نفهم النبوة؟‏

٨ دعونا نركّز على نبوة واحدة.‏ في دانيال ٩:‏٢٥‏،‏ أُخبر اليهود بوقت مجيء المسيَّا.‏ وهي تقول:‏ «اعلم وافهم انه من خروج الامر لتجديد اورشليم وبنائها الى المسيح الرئيس سبعة اسابيع واثنان وستون اسبوعا.‏» من النظرة الاولى قد تبدو هذه النبوة غامضة.‏ ولكنها بالمعنى العام،‏ تتطلب منا ان نجد معلومتين فقط:‏ نقطة بداية،‏ ومدة من الزمن.‏ للايضاح،‏ اذا كانت لديكم خريطة تشير الى كنز مدفون «على بعد ٥٠ قامة شرقي البئر في منتزه البلدة،‏» فقد تجدون الارشادات محيِّرة —‏ وخصوصا اذا لم تعرفوا اين هي هذه البئر،‏ او كم طول ‹القامة.‏› ألا تحاولون العثور على هاتين الحقيقتين لكي تتمكنوا من تحديد مكان الكنز؟‏ حسنا،‏ نبوة دانيال هي كذلك الى حد بعيد،‏ غير اننا نحدِّد وقت البداية ونقيس الفترة التي تلي.‏

٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ ما هي نقطة البداية التي تقاس منها الاسابيع الـ‍ ٦٩؟‏ (‏ب)‏ كم كان طول الاسابيع الـ‍ ٦٩،‏ وكيف نعرف ذلك؟‏

٩ اولا،‏ يلزمنا ان نحدِّد نقطتنا للبداية،‏ التاريخ الذي فيه ‹خرج الامر لتجديد اورشليم وبنائها.‏› ثم يلزمنا ان نعرف المسافة من تلك النقطة،‏ كم كان طول الاسابيع الـ‍ ٦٩ (‏٧ زائد ٦٢)‏ هذه.‏ ولا اية من المعلومتين يصعب الحصول عليها.‏ فنحميا يخبرنا بوضوح تام بأن الامر خرج لبناء السور حول اورشليم،‏ جاعلا اياها اخيرا مدينة مسترَدة،‏ «في السنة العشرين لأرتحشستا الملك.‏» (‏نحميا ٢:‏١،‏ ٥،‏ ٧،‏ ٨‏)‏ وذلك يضع نقطتنا للبداية في السنة ٤٥٥ ق‌م.‏d

١٠ والآن في ما يتعلق بالاسابيع الـ‍ ٦٩ هذه،‏ هل يمكن ان تكون اسابيع حرفية من سبعة ايام؟‏ كلا،‏ لأن المسيَّا لم يظهر بعد السنة ٤٥٥ ق‌م بأكثر من سنة بقليل.‏ وهكذا فإن معظم علماء الكتاب المقدس وترجمات عديدة (‏بما فيها الـ‍ تَناخ اليهودية في حاشية هذا العدد)‏ يوافقون على ان هذه هي اسابيع «من السنين.‏» وهذا المفهوم لـ‍ ‹اسبوع من السنين،‏› او دورة من سبع سنين،‏ كان مألوفا عند اليهود القدماء.‏ فكما كانوا يحفظون يوم سبت في كل يوم سابع،‏ كانوا يحفظون سنة سبت في كل سنة سابعة.‏ (‏خروج ٢٠:‏٨-‏١١؛‏ ٢٣:‏١٠،‏ ١١‏)‏ ولذلك فإن الاسابيع الـ‍ ٦٩ من السنين تعادل ٦٩ مضروبة في ٧ سنين،‏ او ٤٨٣ سنة.‏ وكل ما بقي لنفعله هو ان نعدّ.‏ وتعداد ٤٨٣ سنة من ٤٥٥ ق‌م يأخذنا الى السنة ٢٩ ب‌م —‏ السنة نفسها التي اعتمد فيها يسوع وصار مَشِيح،‏ المسيَّا!‏ —‏ انظروا «السبعون اسبوعا،‏» بصيرة في الاسفار المقدسة،‏ المجلد ٢،‏ الصفحة ٨٩٩.‏

١١ كيف يمكن ان نجيب اولئك الذين يقولون ان ذلك هو مجرد طريقة حديثة لتفسير نبوة دانيال؟‏

١١ قد يعترض البعض ان هذه هي مجرد طريقة حديثة لتفسير النبوة لتلائم التاريخ.‏ اذا كان الامر كذلك،‏ فلماذا كان الناس في ايام يسوع يتوقعون ان يظهر المسيَّا في ذلك الحين؟‏ فالمؤرخ المسيحي لوقا،‏ المؤرخان الرومانيان تاسيتوس وسويتونيوس،‏ المؤرخ اليهودي يوسيفوس،‏ والفيلسوف اليهودي فيلون،‏ جميعهم عاشوا قرب ذلك الوقت وشهدوا لحالة التوقع هذه.‏ (‏لوقا ٣:‏١٥‏)‏ وبعض العلماء اليوم يصرّون على ان الظلم الروماني هو الذي جعل اليهود يتوقون الى المسيَّا ويتوقعونه في تلك الايام.‏ ولكن لماذا توقع اليهود المسيَّا في ذلك الحين بدلا من توقعه في خلال الاضطهاد اليوناني الوحشي في القرون الابكر؟‏ ولماذا قال تاسيتوس ان «النبوات الغامضة» هي التي قادت اليهود الى توقع مجيء حكام اقوياء من اليهودية و«نيل امبراطورية عالمية»؟‏ ابّا هيلِل سيلڤِر،‏ في كتابه،‏ تاريخ التخمين المسيَّاني في اسرائيل،‏ يعترف بأن «المسيَّا كان منتظَرا حوالي الربع الثاني من القرن الاول للميلاد،‏» لا بسبب الاضطهاد الروماني،‏ وانما بسبب ‏«جدول التواريخ الشائع لذلك العهد،‏»‏ المستمد جزئيا من سفر دانيال.‏

محدَّد الهوية من فوق

١٢ كيف حدَّد يهوه هوية يسوع بصفته المسيَّا؟‏

١٢ ان النوع الثالث من الدليل على صفة يسوع المسيَّانية هو شهادة اللّٰه نفسه.‏ فوفقا للوقا ٣:‏٢١،‏ ٢٢‏،‏ بعد معمودية يسوع،‏ مُسح بالقوة الاقدس والاقوى في الكون،‏ روح يهوه اللّٰه القدوس.‏ وبصوته اعترف يهوه بأنه راضٍ عن ابنه،‏ يسوع.‏ وفي مناسبتين اخريين،‏ تكلم يهوه مباشرة الى يسوع من السماء،‏ دالا بذلك على رضاه:‏ مرة،‏ امام ثلاثة من رسل يسوع،‏ ومرة اخرى،‏ امام جمع من المشاهدين.‏ (‏متى ١٧:‏١-‏٥؛‏ يوحنا ١٢:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ أُرسل ملائكة من فوق ليؤكدوا مكانة يسوع بصفته المسيح،‏ او المسيَّا.‏ —‏ لوقا ٢:‏١٠،‏ ١١‏.‏

١٣،‏ ١٤ كيف اظهر يهوه رضاه على يسوع بصفته المسيَّا؟‏

١٣ لقد اظهر يهوه رضاه على مسيحه بمنحه السلطة لانجاز اعمال عظيمة.‏ مثلا،‏ تفوه يسوع بنبوات فصَّلت التاريخ مقدَّما —‏ البعض يمتد الى ايامنا.‏e وأنجز ايضا عجائب،‏ كإطعام الجموع الجياع وشفاء المرضى.‏ حتى انه اقام الموتى.‏ فهل اختلق أتباعه قصص هذه الاعمال الجبارة بعد الحادثة؟‏ حسنا،‏ لقد انجز يسوع الكثير من عجائبه امام شهود عيان،‏ وأحيانا آلاف من الناس دفعة واحدة.‏ وحتى اعداء يسوع لم يستطيعوا ان ينكروا انه قام فعلا بهذه الامور.‏ (‏مرقس ٦:‏٢؛‏ يوحنا ١١:‏٤٧‏)‏ والى جانب ذلك،‏ اذا كان أتباع يسوع ميّالين الى اختلاق روايات كهذه،‏ فحينئذ لماذا يكونون صرحاء جدا عندما يتعلق الامر بنقائصهم؟‏ وفي الواقع،‏ هل كانوا مستعدين ليموتوا من اجل ايمان مؤسس على مجرد اساطير اختلقوها شخصيا؟‏ كلا.‏ ان عجائب يسوع وقائع تاريخية.‏

١٤ وشهادة اللّٰه عن يسوع بصفته المسيَّا ذهبت الى ابعد من ذلك.‏ فبواسطة الروح القدس تأكد ان الدليل على صفة يسوع المسيَّانية قد دُوِّن وصار جزءا من اكثر الكتب ترجمة وتوزيعا بشكل واسع في كل التاريخ.‏

لماذا لم يقبل اليهود يسوع؟‏

١٥ (‏أ)‏ الى اي حد كثيرة هي اوراق اعتماد يسوع التي تحدِّد هويته بصفته المسيَّا؟‏ (‏ب)‏ اية توقعات لليهود قادت كثيرين منهم الى رفض يسوع بصفته المسيَّا؟‏

١٥ اذًا،‏ ككل،‏ تتضمن هذه الفئات الثلاث للدليل حرفيا مئات الوقائع التي تحدِّد هوية يسوع بصفته المسيَّا.‏ أليس ذلك كافيا؟‏ تصوَّروا انكم قدَّمتم طلبا لرخصة سائق او بطاقة اعتماد وقيل لكم ان ثلاث بطائق هوية ليست كافية —‏ يجب ان تجلبوا المئات.‏ كم يكون ذلك غير معقول!‏ اذًا،‏ هوية يسوع محدَّدة بالتأكيد على نحو وافٍ في الكتاب المقدس.‏ ولكن لماذا انكر كثيرون من شعب يسوع كل هذا الدليل على انه المسيَّا؟‏ لأن الدليل،‏ مع انه مهم للايمان الاصيل،‏ لا يضمن الايمان.‏ ومن المحزن ان اناسا كثيرين يؤمنون بما يريدون هم ان يؤمنوا به،‏ حتى في وجه الدليل الغامر.‏ وفي ما يتعلق بالمسيَّا،‏ كانت لدى معظم اليهود افكار محدَّدة جدا عما ارادوه.‏ فقد ارادوا مسيَّا سياسيا،‏ مسيَّا يُنهي الظلم الروماني ويعيد اسرائيل الى مجد يشبه بطريقة مادية ذاك الذي لايام سليمان.‏ اذًا،‏ كيف يمكن ان يقبلوا ابن النجار المتواضع هذا،‏ الناصري هذا الذي لم يظهر ايّ اهتمام بالسياسات او الغنى؟‏ وبشكل خصوصي،‏ كيف يمكن ان يكون مسيَّا بعدما تألم ومات على نحو مخزٍ على خشبة الآلام؟‏

١٦ لماذا كان على أتباع يسوع ان يعدّلوا توقعاتهم الخاصة في ما يتعلق بالمسيَّا؟‏

١٦ ان موت يسوع صدم تلاميذه.‏ وبعد قيامته المجيدة،‏ رجوا بوضوح ان ‹يرد الملْك الى اسرائيل› فورا.‏ (‏اعمال ١:‏٦‏)‏ ولكنهم لم يرفضوا يسوع بصفته المسيَّا لمجرد ان ذلك الرجاء الشخصي لم يتحقق.‏ فقد مارسوا الايمان به على اساس الدليل الوافي المتوافر،‏ فنما فهمهم تدريجيا؛‏ ووضحت الغوامض.‏ ورأوا انه لا يمكن ان يتمّم المسيَّا كل النبوات المتعلقة به في خلال وقته القصير كانسان على هذه الارض.‏ فإحدى النبوات تحدثت عن وصوله بتواضع،‏ راكبا على جحش ابن اتان،‏ فيما تحدثت اخرى عن مجيئه في مجد على السحب!‏ وكيف يمكن ان تكون كلتاهما صحيحتين؟‏ من الواضح انه كان يجب ان يأتي مرة ثانية.‏ —‏ دانيال ٧:‏١٣؛‏ زكريا ٩:‏٩‏.‏

لماذا كان يجب ان يموت المسيَّا؟‏

١٧ كيف اوضحت نبوة دانيال ان المسيَّا كان يجب ان يموت،‏ ولأي سبب كان سيموت؟‏

١٧ وعلاوة على ذلك،‏ اوضحت النبوات المسيَّانية ان المسيَّا كان يجب ان يموت.‏ مثلا،‏ ان النبوة نفسها التي انبأت مسبقا بوقت وصول المسيَّا انبأت في العدد التالي:‏ «بعد اثنين وستين اسبوعا [التي تلت السبعة الاسابيع] يُقطَع المسيح.‏» (‏دانيال ٩:‏٢٦‏)‏ والكلمة العبرانية كارَث المستعملة هنا مقابل «يُقطَع،‏» هي الكلمة نفسها المستعملة مقابل حكم الموت تحت الناموس الموسوي.‏ فلا شك ان المسيَّا كان يجب ان يموت.‏ ولماذا؟‏ يعطينا العدد ٢٤ الجواب:‏ ‹لتتميم الخطايا ولكفارة الاثم وليؤتى بالبر الابدي.‏› واليهود عرفوا جيدا ان الذبيحة،‏ الموت،‏ وحدها كان بامكانها ان تكفّر عن الاثم.‏ —‏ لاويين ١٧:‏١١‏؛‏ قارنوا عبرانيين ٩:‏٢٢‏.‏

١٨ (‏أ)‏ كيف تظهر اشعياء الاصحاح ٥٣ ان المسيَّا يجب ان يتألم ويموت؟‏ (‏ب)‏ اي تناقض ظاهري تثيره هذه النبوة؟‏

١٨ تتحدث اشعياء الاصحاح ٥٣ عن المسيَّا بصفته خادما خصوصيا ليهوه،‏ كان يجب ان يتألم ويموت ليستر خطايا الآخرين.‏ يقول العدد ٥‏:‏ «هو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل آثامنا.‏» وبعد إخبارنا بأن هذا المسيَّا يجب ان يموت ك‍ «ذبيحة اثم» تكشف النبوة نفسها ان الشخص نفسه «تطول ايامه ومسرة الرب بيده تنجح.‏» (‏العدد ١٠‏)‏ أليس ذلك تناقضا؟‏ كيف يمكن ان يموت المسيَّا،‏ ثم «تطول ايامه»؟‏ وكيف يمكن ان يُقدَّم ذبيحة وبعد ذلك ان يجعل «مسرة الرب بيده تنجح»؟‏ وفي الواقع،‏ كيف يمكن ان يموت ويبقى ميتا دون ان يتمّم النبوات المهمة اكثر المتعلقة به،‏ اي انه سيحكم ملكا الى الابد ويجلب السلام والسعادة للعالم بكامله؟‏ —‏ اشعياء ٩:‏٦،‏ ٧‏.‏

١٩ كيف توفِّق قيامة يسوع بين النبوات المتناقضة ظاهريا المتعلقة بالمسيَّا؟‏

١٩ هذا التناقض الظاهري حلَّته عجيبة مثيرة فريدة.‏ فقد اقيم يسوع.‏ وصار مئات من اليهود المستقيمي القلوب شهود عيان لهذه الحقيقة المجيدة.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٦‏)‏ كتب الرسول بولس لاحقا:‏ «هذا [يسوع المسيح] .‏ .‏ .‏ بعدما قدَّم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس الى الابد عن يمين اللّٰه منتظرا بعد ذلك حتى توضع اعداؤه موطئا لقدميه.‏» (‏عبرانيين ١٠:‏١٠،‏ ١٢،‏ ١٣‏)‏ نعم،‏ لقد حدث انه بعد ان اقيم يسوع الى الحياة السماوية،‏ وبعد فترة من ‹الانتظار،‏› تُوِّج اخيرا ملكا وعمل ضد اعداء ابيه،‏ يهوه.‏ وفي دوره كملك سماوي،‏ يؤثر يسوع المسيَّا في حياة كل شخص حي الآن.‏ بأية طريقة؟‏ ان مقالتنا التالية ستعالج ذلك.‏

‏[الحواشي]‏

a عندما تقول لوقا ٣:‏٢٣‏:‏ «يوسف بن هالي،‏» من الواضح انها تعني «صهر،‏» اذ ان هالي كان ابا مريم الطبيعي.‏ —‏ بصيرة في الاسفار المقدسة،‏ المجلد ١،‏ الصفحات ٩١٣-‏٩١٧.‏

b يوضح المؤرخ اليهودي يوسيفوس،‏ في عرضه نسبه الخاص،‏ ان سجلات كهذه كانت متوافرة قبل السنة ٧٠ ب‌م.‏ وقد دُمّرت هذه السجلات كما يظهر مع مدينة اورشليم،‏ مما جعل كل ادّعاءات الصفة المسيَّانية اللاحقة غير مبرهَنة.‏

c انظروا بصيرة في الاسفار المقدسة،‏ المجلد ٢،‏ الصفحة ٣٨٧.‏

d هنالك دليل متين من المصادر اليونانية،‏ البابلية،‏ والفارسية القديمة يدل على ان السنة الاولى لملْك أرتحشستا كانت السنة ٤٧٤ ق‌م.‏ انظروا بصيرة في الاسفار المقدسة،‏ المجلد ٢،‏ الصفحات ٦١٤-‏٦١٦،‏ ٩٠٠.‏

e في نبوة واحدة كهذه،‏ انبأ مسبقا بأن المدّعين الزائفين انهم مسيَّا كانوا سيقومون من ايامه فصاعدا.‏ (‏متى ٢٤:‏٢٣-‏٢٦‏)‏ انظروا المقالة السابقة.‏

كيف تجيبون؟‏

◻ لماذا يجب فحص الدليل المتعلق بما اذا كان يسوع هو المسيَّا الموعود به؟‏

◻ كيف يدعم نسب يسوع صفته المسيَّانية؟‏

◻ كيف تساعد نبوات الكتاب المقدس على البرهان ان يسوع كان المسيَّا؟‏

◻ بأية طرائق اكَّد يهوه شخصيا هوية يسوع بصفته المسيَّا؟‏

◻ لماذا رفض يهود كثيرون يسوع بصفته المسيَّا،‏ ولماذا لم تكن هذه الاسباب سليمة؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

كل عجيبة من عجائب يسوع زوَّدت برهانا اضافيا على صفته المسيَّانية

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة