مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٢ ١/‏١٠ ص ١٤-‏١٩
  • حضور المسيَّا وحكمه

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • حضور المسيَّا وحكمه
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٢
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • طريقة رجوع المسيح
  • متى يبدأ؟‏
  • لماذا وقت الاضطراب؟‏
  • عندما يحكم المسيح الارض
  • كيف يؤثر حكمه فيكم
  • إلقاء الضوء على حضور المسيح
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • متى سيأتي ملكوت اللّٰه؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٨
  • رجوع المسيح
    المباحثة من الاسفار المقدسة
  • مجيء يسوع أم حضور يسوع —‏ أيهما؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٢
ب٩٢ ١/‏١٠ ص ١٤-‏١٩

حضور المسيَّا وحكمه

‏«ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا الى السماء.‏» —‏ اعمال ١:‏١١‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ كيف عزّى ملاكان رسل يسوع عندما صعد الى السماء؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة يثيرها توقُّع رجوع المسيح؟‏

وقف احد عشر رجلا في المنحدر الشرقي لجبل الزيتون،‏ محدّقين عاليا الى السماء.‏ فقبل لحظات كان يسوع المسيح قد ارتفع من بينهم،‏ وكان شكله يتلاشى الى ان حجبته سحابة.‏ وفي سنواتهم معه،‏ كان هؤلاء الرجال قد رأوا يسوع يعطي برهانا وافرا على انه المسيَّا؛‏ حتى انهم اختبروا الحزن على موته والابتهاج بقيامته.‏ وها هو الآن قد ذهب.‏

٢ وظهر فجأة ملاكان ونطقا بهذه الكلمات المعزّية:‏ «ايها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء.‏ ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا الى السماء.‏» (‏اعمال ١:‏١١‏)‏ كم يكون ذلك مطمئنا —‏ فصعود يسوع الى السماء لم يعنِ انه تخلّى عن الارض والجنس البشري!‏ على العكس،‏ كان يسوع سيعود.‏ ولا شك ان هذه الكلمات ملأت الرسل رجاء.‏ وملايين من الناس اليوم ايضا يعلّقون اهمية كبيرة على الوعد برجوع المسيح.‏ والبعض يتحدثون عنه بصفته «المجيء الثاني.‏» ولكنَّ الغالبية تبدو مشوَّشة الذهن بشأن ما يعنيه رجوع المسيح حقا.‏ فبأية طريقة يرجع المسيح؟‏ متى؟‏ وكيف يؤثر ذلك في حياتنا اليوم؟‏

طريقة رجوع المسيح

٣ بماذا يؤمن اناس كثيرون في ما يتعلق برجوع المسيح؟‏

٣ وفقا للكتاب عِلم انجيلي للاهوت المسيح،‏ «يؤسِّس المجيء الثاني او رجوع المسيح (‏پارُوسيا‏)‏ ملكوت اللّٰه،‏ بشكل نهائي،‏ بشكل علني،‏ والى الابد.‏» وهو ايمان متمسَّك به بشكل واسع انّ رجوع المسيح سيكون منظورا بشكل علني،‏ مرئيا حرفيا من قِبل كل امرئ على الكوكب.‏ ولدعم هذه الفكرة،‏ يشير كثيرون الى رؤيا ١:‏٧‏،‏ التي تقول:‏ «هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه.‏» ولكن هل المقصود ان يُفهم هذا العدد حرفيا؟‏

٤،‏ ٥ (‏أ)‏ كيف نعرف ان الرؤيا ١:‏٧ ليس المقصود بها معنى حرفيا؟‏ (‏ب)‏ كيف تؤكد كلمات يسوع هذا الفهم؟‏

٤ تذكَّروا ان سفر الرؤيا مقدَّم «بعلامات.‏» (‏رؤيا ١:‏١‏،‏ ع‌ج‏)‏ اذًا،‏ لا بد ان يكون هذا المقطع رمزيا؛‏ وعلى اية حال،‏ كيف يمكن ان يرى «الذين طعنوه» رجوع المسيح؟‏ فهم اموات منذ ما يقارب ٢٠ قرنا!‏ وأكثر من ذلك،‏ قال الملاكان ان المسيح سيرجع «هكذا» كما رحل.‏ حسنا،‏ كيف غادر؟‏ والملايين يراقبون؟‏ كلا،‏ فإن مجرد امناء قليلين شاهدوا الحادثة.‏ وعندما كلَّمهم الملاكان،‏ هل كان الرسل يراقبون حرفيا رحلة المسيح في كل طريقه الى السماء؟‏ كلا،‏ فكان هنالك غطاء من السحاب حجب يسوع عن النظر.‏ وفي وقت ما لاحقا،‏ لا بد انه دخل السموات الروحية ككائن روحاني،‏ غير منظور للاعين البشرية.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٥٠‏)‏ ولذلك فإن جُلّ ما رآه الرسل هو بداية رحلة يسوع؛‏ ولم يستطيعوا ان يراقبوا نهايتها،‏ رجوعه الى حضرة ابيه،‏ يهوه،‏ السماوية.‏ فذلك لم يتمكنوا من تمييزه إلا بأعين الايمان.‏ —‏ يوحنا ٢٠:‏١٧‏.‏

٥ يعلّم الكتاب المقدس ان يسوع يرجع بالطريقة عينها تماما.‏ ويسوع نفسه قال قبيل موته:‏ «بعد قليل لا يراني العالم.‏»‏ (‏يوحنا ١٤:‏١٩‏)‏ وقال ايضا ان ‹ملكوت اللّٰه لا يأتي بمراقبة.‏› (‏لوقا ١٧:‏٢٠‏)‏ اذًا بأيّ معنى «ستنظره كل عين»؟‏ لكي نجيب،‏ نحتاج اولا الى فهم واضح للكلمة التي استعملها يسوع وأتباعه في ما يتعلق برجوعه.‏

٦ (‏أ)‏ لماذا كلمات مثل «الرجوع،‏» «الوصول،‏» «المجيء،‏» و «الاتيان» ليست ترجمات ملائمة للكلمة اليونانية پارُوسيا؟‏ (‏ب)‏ ماذا يُظهر ان الـ‍ پارُوسيا،‏ او «الحضور،‏» يدوم وقتا اطول بكثير من مجرد حادثة آنيَّة؟‏

٦ ان الواقع هو ان المسيح يفعل اكثر بكثير من مجرد «الرجوع.‏» فهذه الكلمة،‏ مثل «الاتيان،‏» «الوصول،‏» او «المجيء،‏» تتضمن حادثة واحدة في مرحلة قصيرة من الزمن.‏ لكنَّ الكلمة اليونانية التي استعملها يسوع وأتباعه تعني اكثر بكثير.‏ فالكلمة هي پارُوسيا،‏ وتعني حرفيا «الكون بجانب،‏» او «الحضور.‏» ومعظم العلماء يوافقون على ان هذه الكلمة تشمل لا مجرد الوصول وانما الحضور اللاحق —‏ كما في حالة زيارة رسمية من شخصية ملكية.‏ وهذا الحضور ليس حادثة آنيَّة؛‏ انه حقبة خصوصية،‏ فترة موسومة من الزمن.‏ وفي متى ٢٤:‏٣٧-‏٣٩‏،‏ قال يسوع ان «حضور [‏پارُوسيا‏] ابن الانسان» سيكون مثل «ايام نوح» التي بلغت الذروة في الطوفان.‏ ونوح كان يبني الفلك ويحذّر الاشرار طوال عقود قبلما اتى الطوفان ومحا ذلك النظام العالمي الفاسد.‏ اذًا،‏ على نحو مماثل،‏ يدوم حضور المسيح غير المنظور طوال فترة من العقود قبل ان يبلغ ايضا الذروة في الدمار العظيم.‏

٧ (‏أ)‏ ماذا يبرهن ان الـ‍ پارُوسيا ليس منظورا للاعين البشرية؟‏ (‏ب)‏ كيف ومتى تتمّ الآيات التي تصف رجوع المسيح بصفته منظورا لـ‍ «كل عين»؟‏

٧ لا شك ان الـ‍ پارُوسيا ليس منظورا حرفيا للاعين البشرية.‏ فلو كان كذلك،‏ لماذا صرف يسوع وقتا كثيرا الى هذا الحد،‏ كما سنرى،‏ يعطي أتباعه علامة تساعدهم على تمييز هذا الحضور؟‏a غير انه عندما يأتي المسيح ليدمّر نظام الشيطان العالمي،‏ ستكون حقيقة حضوره ظاهرة بشكل ساحق للجميع.‏ وعندئذ «ستنظره كل عين.‏» وحتى خصوم يسوع سيتمكنون من التمييز،‏ لرعبهم،‏ ان حكم المسيح حقيقي.‏ —‏ انظروا متى ٢٤:‏٣٠؛‏ ٢ تسالونيكي ٢:‏٨؛‏ رؤيا ١:‏٥،‏ ٦‏.‏

متى يبدأ؟‏

٨ اية حادثة تسم بداية حضور المسيح،‏ وأين حدث ذلك؟‏

٨ يبدأ حضور المسيَّا بحادثة تتمّم محورا متكررا للنبوات المسيَّانية.‏ فهو متوَّج ملكا في السماء.‏ (‏٢ صموئيل ٧:‏١٢-‏١٦؛‏ اشعياء ٩:‏٦،‏ ٧؛‏ حزقيال ٢١:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ ويسوع نفسه اظهر ان حضوره سيكون مرتبطا بملْكه.‏ ففي ايضاحات متعددة،‏ شبَّه نفسه بسيد يترك بيته وعبيده وراءه،‏ مسافرا لمدة طويلة الى «كورة بعيدة» حيث يتسلم «ملْكا.‏» وقد اعطى واحدا من مثل هذه الايضاحات كجزء من ردّه على سؤال رسله عن وقت بداية الـ‍ پارُوسيا الذي له؛‏ وأعطى آخر لأنهم «كانوا يظنون ان ملكوت اللّٰه عتيد ان يظهر في الحال.‏» (‏لوقا ١٩:‏١١،‏ ١٢،‏ ١٥؛‏ متى ٢٤:‏٣؛‏ ٢٥:‏١٤،‏ ١٩‏)‏ ولذلك،‏ في خلال زمنه على الارض كانسان،‏ كان تتويجه لا يزال بعيدا،‏ ليحدث في ‹الكورة البعيدة› للسماء.‏ فمتى كان سيحدث؟‏

٩،‏ ١٠ اي دليل هنالك على ان المسيح يحكم حاليا في السماء،‏ ومتى بدأ حكمه؟‏

٩ عندما سأل يسوعَ تلاميذُه:‏ «ما هي علامة (‏حضورك واختتام نظام الاشياء)‏،‏» اجاب يسوع بإعطائهم وصفا مفصَّلا لذلك الوقت المقبل.‏ (‏متى،‏ الاصحاح ٢٤؛‏ مرقس،‏ الاصحاح ١٣؛‏ لوقا،‏ الاصحاح ٢١‏؛‏ انظروا ايضا ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥؛‏ رؤيا،‏ الاصحاح ٦‏.‏)‏ وهذه العلامة تُعتبر بمثابة صورة مفصَّلة لعصر مضطرب.‏ انه وقت تسمه الحروب الاممية،‏ الجريمة المتزايدة،‏ تدهور الحياة العائلية،‏ الاوبئة المَرَضية،‏ المجاعات،‏ والزلازل —‏ لا كمشاكل محلية وانما كأزمات تطوّق الكرة الارضية.‏ فهل يبدو ذلك مألوفا؟‏ كل يوم يمرّ يؤكد ان القرن الـ‍ ٢٠ يلائم تماما وصف يسوع.‏

١٠ ويوافق المؤرخون على ان السنة ١٩١٤ كانت نقطة تحوّل في التاريخ البشري،‏ سنة محورية بعدها بدأ كثير من هذه المشاكل يخرج عن السيطرة،‏ متصاعدا على نطاق عالمي.‏ نعم،‏ ان حوادث العالم المادية اتماما لنبوة الكتاب المقدس تشير جميعها الى السنة ١٩١٤ بصفتها السنة التي بدأ فيها يسوع يحكم ملكا في السماء.‏ وأكثر من ذلك،‏ تزوّد النبوة في دانيال الاصحاح ٤ دليلا زمنيا يقودنا الى السنة عينها تماما —‏ ١٩١٤ —‏ بصفتها الوقت الذي يبدأ فيه مَلك يهوه المعيَّن حكمه.‏b

لماذا وقت الاضطراب؟‏

١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ لماذا يصعب على البعض ان يؤمنوا بأن المسيح يحكم الآن في السماء؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نوضح ما حدث بعدما تُوِّج يسوع ملكا؟‏

١١ ولكنَّ البعض يتساءلون،‏ ‹لماذا العالم مضطرب الى هذا الحد اذا كان المسيَّا يحكم في السماء؟‏ هل حكمه غير فعّال؟‏› ان الايضاح قد يساعد.‏ بلد يحكمه رئيس شرير.‏ وقد اقام نظاما فاسدا ذا مجسّات تمتد الى كل زاوية من البلد.‏ ولكن يُجرى انتخاب؛‏ فيفوز الرجل الصالح.‏ فماذا يحدث الآن؟‏ كما هي الحال في بعض البلدان الديمقراطية،‏ تتبع ذلك فترة انتقالية لبضعة شهور قبل ان يتولى الرئيس الجديد السلطة.‏ وكيف يعمل هذان الرجلان خلال فترة كهذه؟‏ هل يهاجم ويزيل الرجل الصالح فورا كل الشرور التي صنعها سلفه في كل انحاء البلد؟‏ ألا يركّز،‏ بدلا من ذلك،‏ على المدينة العاصمة اولا،‏ مقيما هيئة مستشارين جديدة وقاطعا العلاقات مع الاصدقاء الاحمّاء والأتباع المعْوَجّين للرئيس السابق؟‏ بهذه الطريقة،‏ عندما يأتي الى السلطة الكاملة،‏ يمكنه ان يعمل انطلاقا من مركز قوة فعّال نظيف.‏ أما الرئيس الفاسد،‏ أفلا يستغل الوقت القصير الذي بقي لديه لينتزع من البلد كل الارباح غير الشرعية التي يستطيع انتزاعها قبل ان يفقد كل السلطة؟‏

١٢ في الواقع،‏ ان الامر مماثل في ما يتعلق بـ‍ پارُوسيا المسيح.‏ فالرؤيا ١٢:‏٧-‏١٢ تُظهر انه عندما جُعل المسيح ملكا في السماء،‏ طرح اولا الشيطان والابالسة من السماء،‏ منظّفا بالتالي موقع حكومته.‏ واذ عانى هذه الهزيمة المنتظَرة طويلا،‏ كيف يتصرف الشيطان في خلال ‹الزمان القليل› قبل ان يمارس المسيح سلطته الكاملة هنا على الارض؟‏ مثل ذلك الرئيس الفاسد،‏ يحاول ان يحصل على كل شيء يستطيع الحصول عليه من هذا النظام القديم.‏ وهو لا يريد مالا بل أتباعا.‏ ويريد ان يُبعد قدر ما يستطيع من الناس عن يهوه ومَلكه الحاكم.‏

١٣ كيف تُظهر الاسفار المقدسة ان بداية حكم المسيح ستكون وقتا مضطربا هنا على الارض؟‏

١٣ اذًا،‏ لا عجب انّ بداية حكم المسيَّا تعني وقت «ويل لساكني الارض.‏» (‏رؤيا ١٢:‏١٢‏)‏ وبشكل مماثل،‏ يُظهر المزمور ١١٠:‏١،‏ ٢،‏ ٦ ان المسيَّا يبدأ حكمه ‹في وسط اعدائه.‏› إلا انه في وقت لاحق يسحق «الامم،‏» مع كل وجه لنظام الشيطان الفاسد،‏ جاعلا اياهم في طيّ النسيان.‏

عندما يحكم المسيح الارض

١٤ ماذا سيكون المسيَّا قادرا على فعله بعدما يدمّر نظام اشياء الشيطان الشرير؟‏

١٤ بعدما يدمّر نظام الشيطان وكل الذين يدعمونه،‏ سيكون الملك المسيَّاني،‏ يسوع المسيح،‏ اخيرا قادرا على اتمام نبوات الكتاب المقدس الرائعة التي تصف حكمه الالفي.‏ وتساعدنا اشعياء ١١:‏١-‏١٠ ان نرى ايّ نوع من الحكام سيكون عليه المسيَّا.‏ فيخبرنا العدد ٢ انه سيكون لديه «روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة.‏»‏

١٥ ماذا سيعني ‹روح القوة› في الحكم المسيَّاني؟‏

١٥ تأملوا في ما سيعنيه ‹روح القوة› في حكم يسوع.‏ فعندما كان على الارض،‏ كانت لديه درجة من القوة من يهوه،‏ ممكّنة اياه من انجاز العجائب.‏ وقد اظهر رغبة قلبية في مساعدة الناس،‏ اذ قال:‏ «اريد.‏» (‏متى ٨:‏٣‏)‏ لكنَّ عجائبه في تلك الايام كانت مجرد لمحة مسبقة لما سيفعله عندما يحكم من السماء.‏ فيسوع سيعمل العجائب على نطاق عالمي!‏ والناس المرضى،‏ العمي،‏ الصمّ،‏ الجُدْع،‏ والعرج سيُشفون الى الابد.‏ (‏اشعياء ٣٥:‏٥،‏ ٦‏)‏ ووفرة الطعام،‏ اذ توزَّع بعدل،‏ ستُنهي الجوع الى الابد.‏ (‏مزمور ٧٢:‏١٦‏)‏ وماذا عن الملايين التي لا تُحصى الموجودة في القبور التي يسرّ اللّٰه بتذكّرها؟‏ ستتضمن «قوة» يسوع السلطة لاقامتهم،‏ معطية اياهم الفرصة للعيش الى الابد في الفردوس.‏ (‏يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ ومع ذلك،‏ حتى بكل هذه القوة،‏ سيبقى الملك المسيَّاني دائما متواضعا الى حد بعيد.‏ فهو يجد «لذة .‏ .‏ .‏ في مخافة الرب.‏» —‏ اشعياء ١١:‏٣‏.‏

١٦ اي نوع من القضاة سيكون الملك المسيَّاني،‏ وكيف يتباين ذلك مع سجل القضاة البشر؟‏

١٦ وهذا الملك سيكون قاضيا كاملا.‏ فهو «لا يقضي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع اذنيه.‏» فأيّ قاضٍ بشري،‏ في الماضي او الحاضر،‏ يمكن وصفه على هذا النحو؟‏ وحتى الانسان السديد الرأي يمكن ان يقضي فقط بحسب ما يراه ويسمعه،‏ مستخدما اية حكمة او فطنة يملكها.‏ وهكذا،‏ يمكن ان يتأثر او يتشوش ذهن القضاة وهيئات المحلَّفين لهذا العالم القديم بالسَّفْسطة الحاذقة،‏ تهريج قاعات المحاكم،‏ او الادلة المتضاربة.‏ ولا يستطيع غالبا إلا الغني والقوي ان يتحمل تكاليف دفاع فعّال،‏ مشتريا العدل في الواقع.‏ لكنَّ الامر ليس كذلك في ظل القاضي المسيَّاني.‏ فهو يقرأ القلوب.‏ ولا شيء يفلت من ملاحظته.‏ والعدل،‏ الملطَّف بالمحبة والرحمة،‏ لن يكون للبيع.‏ وهو سيسود دائما.‏ —‏ اشعياء ١١:‏٣-‏٥‏.‏

كيف يؤثر حكمه فيكم

١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ اية صورة زاهية لمستقبل الجنس البشري مرسومة في اشعياء ١١:‏٦-‏٩‏؟‏ (‏ب)‏ على مَن تنطبق هذه النبوة بشكل رئيسي،‏ ولماذا ذلك؟‏ (‏ج)‏ كيف سيكون لهذه النبوة اتمام حرفي؟‏

١٧ من المفهوم ان حكم المسيَّا له تأثير عميق في رعاياه.‏ فهو يغيّر الناس.‏ واشعياء ١١:‏٦-‏٩ تُظهر الى ايّ حد شاملة هي هذه التغييرات.‏ فهذه النبوة ترسم صورة مؤثرة لحيوانات مفترسة خطرة —‏ دببة،‏ ذئاب،‏ نمور،‏ اسود،‏ أصلال —‏ ترافق حيوانات أليفة غير مؤذية وحتى اطفالا.‏ لكنَّ هذه الحيوانات المفترسة لا تشكّل ايّ خطر.‏ ولماذا؟‏ يجيب العدد ٩‏:‏ «لا يسوؤون ولا يُفسدون في كل جبل قدسي لأن الارض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر.‏»‏

١٨ طبعا،‏ ان «معرفة الرب» لا يمكن ان تؤثر في الحيوانات الحرفية؛‏ ولذلك فإن هذه الاعداد لا بد ان تنطبق بشكل رئيسي على الناس.‏ فحكم المسيَّا يرعى برنامجا تعليميا عالميا،‏ معلّما الناس عن يهوه وطرقه،‏ معلّما الجميع ان يتعاملوا مع رفيقهم الانسان بمحبة،‏ احترام،‏ وكرامة.‏ وفي الفردوس القادم،‏ سيرفع المسيَّا الجنس البشري عجائبيا الى الكمال الجسدي والادبي.‏ والسمات الحيوانية العنيفة التي تشوّه الطبيعة البشرية ستمضي.‏ وبمعنى حرفي ايضا سيكون الجنس البشري في سلام مع الحيوانات —‏ اخيرا!‏ —‏ قارنوا تكوين ١:‏٢٨‏.‏

١٩ كيف يؤثر حكم المسيَّا في حياة الناس في الايام الاخيرة هذه؟‏

١٩ ولكن تذكَّروا ان المسيَّا يحكم الآن.‏ وحتى الآن يتعلم رعايا ملكوته العيش معا بسلام،‏ متمّمين اشعياء ١١:‏٦-‏٩ بمعنى واحد.‏ وأكثر من ذلك،‏ يتمّم يسوع،‏ طوال ٨٠ سنة تقريبا،‏ اشعياء ١١:‏١٠‏:‏ «يكون في ذلك اليوم ان اصل يسَّى القائم راية للشعوب اياه تطلب الامم ويكون محله مجدا.‏» فالناس من كل امة يطلبون المسيَّا.‏ ولماذا؟‏ لأنه منذ بدأ يحكم،‏ «قائم راية للشعوب.‏» وهو يجعل حضوره معروفا في كل العالم بواسطة البرنامج التعليمي الواسع الموصوف آنفا.‏ وفي الواقع،‏ انبأ يسوع مسبقا بأن عملا كرازيا عالميا سيكون علامة بارزة لحضوره قبل نهاية النظام القديم هذا.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

٢٠ اي موقف يجب ان يتجنبه كل رعايا حكم المسيَّا،‏ ولماذا؟‏

٢٠ ولذلك فإن حضور المسيح في السلطة الملكية ليس امرا نظريا مستبعَدا،‏ مجرد موضوع مناظرة فكرية بين اللاهوتيين.‏ فحكمه يؤثر في الحياة ويغيّرها هنا على الارض،‏ كما انبأ اشعياء مسبقا بأنه سيفعل.‏ ويسوع اخرج الملايين من رعايا ملكوته من النظام العالمي الفاسد هذا.‏ فهل انتم واحد من امثال هؤلاء الرعايا؟‏ اذًا اخدموا بكل حماسة وفرح يستحقهما حاكمنا!‏ ومن المسلَّم به انه من السهل جدا ان نكلّ،‏ ان ننضم الى صرخة العالم الساخرة:‏ «اين هو موعد (‏حضوره)‏.‏» (‏٢ بطرس ٣:‏٤‏)‏ ولكن كما قال يسوع نفسه،‏ «الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص.‏» —‏ متى ٢٤:‏١٣‏.‏

٢١ كيف يمكن ان نعزّز جميعنا تقديرنا للرجاء المسيَّاني؟‏

٢١ ان كل يوم يمرّ يقرّبنا اكثر الى اليوم العظيم الذي سيوجّه فيه يهوه ابنه ليجعل حضوره ظاهرا للعالم اجمع.‏ فلا تدعوا رجاءكم بذلك اليوم يبهت.‏ تأملوا في مسيَّانية يسوع وصفاته كملك حاكم.‏ وفكّروا ايضا بعمق في يهوه اللّٰه،‏ المصدر والعقل الموجّه للرجاء المسيَّاني المذكور في الكتاب المقدس.‏ واذ تفعلون ذلك،‏ لا شك انكم ستشعرون اكثر فأكثر كما شعر الرسول بولس عندما كتب:‏ «يا لعمق غنى اللّٰه وحكمته وعلمه.‏» —‏ رومية ١١:‏٣٣‏.‏

‏[الحاشيتان]‏

a قديما في السنة ١٨٦٤ عبّر اللاهوتي ر.‏ ڠوڤِت عن ذلك على هذا النحو:‏ «يبدو ذلك لي حاسما جدا.‏ فإعطاء علامة للحضور يُظهر انه خفي.‏ فنحن لا نحتاج الى اشارة تعلن لنا حضور ما نراه.‏»‏

b من اجل التفاصيل،‏ انظروا الكتاب ‏«ليأت ملكوتك،‏»‏ الصفحات ١٣٢-‏١٣٨.‏

كيف تجيبون؟‏

◻ بأية طريقة يرجع المسيح؟‏

◻ كيف نعرف ان پارُوسيا المسيح هو غير منظور ويدوم فترة لا بأس بها من الوقت؟‏

◻ متى يبدأ حضور المسيح،‏ وكيف نعرف ذلك؟‏

◻ اي نوع من الحكام السماويين هو المسيَّا؟‏

◻ بأية طرائق يؤثر حكم المسيح في حياة رعاياه؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

الرجاء بأن يسوع كان سيعود عنى الكثير لرسله الامناء

‏[الصورة في الصفحة ١٧]‏

اذ يحكم من السماء،‏ سينجز يسوع العجائب على نطاق عالمي

‏[مصدر الصورة]‏

Earth: Based on NASA photo

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة