مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٣ ١/‏٤ ص ١٩-‏٢٣
  • النمو مع هيئة يهوه في جنوب افريقيا

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • النمو مع هيئة يهوه في جنوب افريقيا
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ميراث مسيحي
  • عمل ناجح
  • لماذا تركت المدرسة باكرا
  • خدمة البتل ومدرسة جلعاد
  • خدمتي المستمرة
  • درس مؤلم
  • بركات اضافية
  • الحياة في ظل التمييز العنصري
  • توسُّع البتل
  • عشتُ حياة سعيدة في خدمة يهوه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢١
  • مصمما ان اكون راسخا وغير متزعزع
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٦
  • هل يمكنكم ان تتطوّعوا؟‏
    خدمتنا للملكوت ٢٠٠١
  • أهي المهنة الفضلى لكم؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
ب٩٣ ١/‏٤ ص ١٩-‏٢٣

النمو مع هيئة يهوه في جنوب افريقيا

كما رواها فرانس مُلِر

عندما اقتربنا اخي دايڤيد وأنا من القطار الليلي الذي كنا نأخذه عادة من محطة كيپ تاون المركزية،‏ ادهشتنا رؤية اللافتة «البيض فقط.‏» لقد فاز الحزب القومي بالانتخابات سنة ١٩٤٨ وأدخل سياسة التمييز العنصري.‏

طبعا،‏ كانت تجري ممارسة التمييز العنصري منذ وقت طويل في جنوب افريقيا،‏ كما كانت الحال في معظم البلدان في افريقيا خلال ازمنة الاستعمار.‏ ولكنَّ القانون يفرضه الآن،‏ ولم يعد يُسمح لنا بالانتقال بالحافلة نفسها مع الجنوب افريقيين ذوي البشرة السوداء.‏ وبعد خمس وأربعين سنة،‏ تجري ازالة التمييز العنصري.‏

وخلال كامل فترة التمييز العنصري المعترف به شرعيا،‏ التي قدَّمت تحديات لمواصلة خدمتنا بالطريقة التي كنا نريدها،‏ خدمتُ كخادم كامل الوقت من شهود يهوه.‏ والآن،‏ بعمر ٦٥ سنة،‏ يمكنني ان انظر الى الوراء الى النمو الرائع لهيئة يهوه في افريقيا الجنوبية،‏ وأنا شاكر على امتياز النمو معها.‏

ميراث مسيحي

عندما كان ابي حدثا،‏ كان مُلزَما بقراءة الكتاب المقدس بصوت عالٍ لجدّي باكرا كل صباح.‏ وعلى مر الوقت طوَّر ابي محبة عميقة لكلمة اللّٰه.‏ وعندما وُلدْتُ سنة ١٩٢٨،‏ كان ابي يخدم في المجمع الكنسي للكنيسة المصلَحة الهولندية في پوتجيتِرْزراس.‏ وفي تلك السنة اعطاه عمي نسخة من كتاب قيثارة اللّٰه.‏

لكنَّ ابي طلب من امي ان تحرق الكتاب،‏ قائلا انه من فرقة دينية منشقة.‏ لكنها احتفظت به،‏ وذات يوم عندما التقطه ابي صدفة،‏ انفتح الى العنوان الفرعي «هل يعذِّب اللّٰه احدا؟‏» وعلى الرغم من انه كان واثقا بأن تلاميذ الكتاب المقدس،‏ كما كان شهود يهوه يُدعون آنذاك،‏ هم على خطإ،‏ إلا ان فضوله تغلَّب عليه فابتدأ يقرأ.‏ ولم يتمكَّن من التوقف عن قراءة الكتاب.‏ وفي ساعات الصباح الباكرة،‏ فيما كان يأوي الى الفراش،‏ قال:‏ «حبيبتي،‏ اخشى ان يكون الحق معهم.‏»‏

في اليوم التالي،‏ ركب ابي الدراجة مسافة ٣٠ ميلا (‏٥٠ كلم)‏ ليحصل على المزيد من الكتب من اقرب تلميذ للكتاب المقدس.‏ وقانونيا،‏ كان يقرأ الى وقت متأخر من الليل.‏ حتى انه حاول ان يقنع قسّ الكنيسة المصلَحة الهولندية بحقائق الكتاب المقدس التي كان يتعلمها،‏ راجيا ان تقوم الكنيسة بالتعديلات.‏ فكانت جهوده غير مثمرة،‏ ولذلك استقال من الكنيسة وابتدأ يكرز بغيرة.‏ وصار حق الكتاب المقدس الشيء الاهم في حياته وفي بيتنا.‏ وفي هذه البيئة كان انني تربَّيت.‏

وفي ما بعد،‏ صار ابي فاتحا،‏ او خادما كامل الوقت.‏ وسافر مسافات طويلة بسيارة فورد قديمة من طراز T ليكرز.‏ وبعد بضع سنين،‏ ارغمته حاجات عائلتنا المتزايدة على التوقف عن الفتح،‏ ولكنه بقي نشيطا جدا في عمل الكرازة.‏ وفي بعض ايام الآحاد كنا نسافر حتى ٦٠ ميلا (‏٩٠ كلم)‏ لنكرز معه في بلدة پيترسبورڠ.‏

عمل ناجح

وأخيرا،‏ فتح ابي متجر بضائع عموميا صغيرا للبيع بالمفرَّق.‏ وبسرعة،‏ تضاعف حجمه وفُتح متجر ثانٍ.‏ ودخل بعض المزارعين الاغنياء مع ابي في شركة عمل،‏ وعلى مر الوقت اداروا معا متجرا للبيع بالجملة بالاضافة الى سلسلة من ستة متاجر للبيع بالمفرَّق منتشرة في منطقة واسعة.‏

وانضم بعض إخوتي الاكبر الى مغامرة العمل وكان لديهم الآن توقع الصيرورة اغنياء.‏ إلا ان روحياتنا ابتدأت تسوء.‏ وصرنا مقبولين اكثر لدى الاصدقاء والجيران العالميين،‏ الذين دعونا الى حفلاتهم.‏ واذ ادرك الخطر،‏ دعا ابي الى اجتماع عائلي وقرَّر ان يصفِّي العمل وينتقل الى پريتوريا لكي نتمكن من القيام بالمزيد في خدمة يهوه.‏ واحتفظ بمتجر واحد فقط كان يعتني به عمّال مأجورون.‏

ابتدأ شقيقاي كْويس ودايڤيد بعمل الفتح،‏ وهكذا انضمَّا الى شقيقتي الكبرى،‏ لينا.‏ وخلال شهر واحد في سنة ١٩٤٢،‏ صرفت عائلتنا المؤلَّفة من عشرة اشخاص ما مجموعه ٠٠٠‏,١ ساعة في عمل الكرازة.‏ وفي تلك السنة رمزتُ الى نذر حياتي ليهوه بالتغطيس في الماء.‏

لماذا تركت المدرسة باكرا

في السنة ١٩٤٤،‏ بينما كانت الحرب العالمية الثانية في اوجها،‏ سألني ڠِرت نلْ،‏ ناظر جائل من شهود يهوه،‏ عما اذا كنت اخطط للانخراط في صفوف الفاتحين.‏ «نعم،‏» اجبت،‏ «بعد سنتين عندما انتهي من المدرسة الثانوية.‏»‏

واذ عكس وجهة نظر كثيرين من شهود يهوه في ذلك الوقت،‏ حذَّر:‏ «انتبه لئلا تفاجئك هرمجدون وأنت جالس على مقاعد المدرسة.‏» وبما انني لم اكن اريد ان يحدث ذلك،‏ تركت المدرسة وانخرطت في عمل الفتح في ١ كانون الثاني ١٩٤٥.‏

كان تعييني الاول في ڤيرينيڠنڠ،‏ قرب جوهانسبورڠ،‏ ورفيقاي كانا پيت ڤِنْتْسِل وداني أوتو.‏ وغالبا ما كنت اصرف اكثر من ٢٠٠ ساعة شهريا في الكرازة.‏ وبعد مدة،‏ أُعيد تعيين پيت ليخدم في مدينة پريتوريا،‏ وكان على داني ان يتوقف عن الفتح ليساعد والده المسنّ في المزرعة.‏ وهذا جعلني الشاهد الوحيد للاعتناء بدروس الكتاب المقدس البيتية الـ‍ ٢٣ في ڤيرينيڠنڠ.‏

وبعد ذلك بوقت قصير،‏ تلقيت رسالة من مكتب الفرع تعيِّنني في پريتوريا.‏ وعلى الرغم من انني لم افهم سبب التعيين الجديد في ذلك الوقت،‏ ادركت لاحقا انه لم يكن من الحكمة ترك حدث عديم الخبرة يبلغ ١٧ سنة من العمر وحده.‏ فكنت لا ازال بحاجة الى كثير من التدريب وقد اتثبَّط.‏

بعد ان خدمت في پريتوريا وحصلت على الخبرة اللازمة،‏ دُعيت الى الصيرورة فاتحا خصوصيا.‏ وحينئذ رتَّبنا پيت ڤِنْتْسِل وأنا ان نمنح الاحداث الذين اتوا الى پريتوريا ليخدموا كفاتحين تدريبا عمليا على الخدمة.‏ في ذلك الحين جرى تعيين پيت ناظرا جائلا في المنطقة.‏ وفي ما بعد تزوج شقيقتي لينا،‏ وهما يخدمان الآن معا في مكتب فرع جنوب افريقيا.‏

وبين اولئك الذين اتوا ليخدموا كفاتحين في پريتوريا كانت مارتي فُس،‏ حدثة جذابة نشأت في عائلة من الشهود.‏ فانجذبنا رومانسيا واحدنا الى الآخر،‏ ولكن كنا لا نزال مراهقَين،‏ اصغر من ان نتزوج.‏ ومع ذلك،‏ عندما تلقينا تعيينَين الى مكانين آخرين،‏ بقينا على اتصال بالمراسلة.‏

خدمة البتل ومدرسة جلعاد

في السنة ١٩٤٨،‏ دُعيت الى الخدمة في مكتب فرع جمعية برج المراقبة في كيپ تاون.‏ وفي ذلك الوقت،‏ لم يكن هنالك مكان اقامة مشترَك للـ‍ ١٧ منا الذين عملوا في ثلاثة مكاتب مستأجرة ومصنع صغير مجاور.‏ فالبعض منا كانوا يسكنون مع عائلات والآخرون في أنزال.‏

وفي كل يوم عمل كان اعضاء عائلة البتل الـ‍ ١٧ يجتمعون من اجل العبادة الصباحية في حجرة الخزائن المقفلة في المصنع الصغير.‏ وكان على كثيرين منا ان يرتِّبوا من اجل وجبات غدائهم الخاصة.‏ ثم بعد عمل يوم كامل،‏ كنا نرحل الى امكنة سكننا في انحاء مختلفة من كيپ تاون.‏ وفي احدى هذه الرحلات،‏ كما ذُكر سابقا،‏ كان ان ادهشتنا شقيقي دايڤيد وأنا اللافتة التي تعلن،‏ «البيض فقط.‏»‏

عندما وصلتُ للمرة الاولى الى مكتب فرع كيپ تاون،‏ ادركت انه لا يزال لديَّ الكثير لأتعلمه،‏ ولذلك سألت الاخ فيلپس،‏ ناظر فرعنا:‏ «ماذا يجب ان افعل لأعوِّض عما فاتني؟‏»‏

‏«يا فرانس،‏» اجاب،‏ «لا تقلق بشأن التعويض عما فاتك.‏ يكفي ان تماشي!‏» فحاولت دائما ان افعل ذلك،‏ وتعلَّمت انه بمماشاة ما تزوِّده هيئة يهوه من طعام روحي وتوجيه،‏ سيستمر الشخص في النمو معها.‏

وفي سنة ١٩٥٠،‏ دُعيت الى حضور الصف الـ‍ ١٦ لمدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس من اجل التدريب الارسالي.‏ وكانت المدرسة آنذاك تقع في ساوث لانسينڠ،‏ نيويورك،‏ نحو ٢٥٠ ميلا (‏٤٠٠ كلم)‏ شمال بروكلين،‏ نيويورك.‏ وعندما كنا نعمل وقتيا في المركز الرئيسي العالمي لشهود يهوه في بروكلين،‏ شاهدت مركز هيئة يهوه المنظورة مباشرة.‏ فملأني التعبد الصادر من كل النفس لاولئك الذين يأخذون القيادة هناك بالتقدير العميق لهيئة يهوه.‏

خدمتي المستمرة

بعد العودة الى جنوب افريقيا،‏ جرى تعييني لأخدم كناظر جائل في الترانْسْڤال الشمالية،‏ حيث كنت قد نَمَوت.‏ وبعد ان تراسلنا لست سنوات،‏ تزوجنا مارتي وأنا في كانون الاول ١٩٥٢،‏ وانضمَّت اليَّ في العمل الجائل.‏ وكان تقدير اخوتنا المسيحيين لزياراتنا مبهجا للقلب.‏

مثلا،‏ ذات مرة عندما كنا نخدم جماعة في مجتمع زراعي،‏ مكثنا عند عائلة اعتذرت عن عدم امتلاك الحليب من اجل الشاي او القهوة.‏ ولاحقا علمنا انهم كانوا قد باعوا بقرتهم الحلوب الوحيدة لكي يحصلوا على مال يكفي لشراء البنزين لأخذنا لزيارة انحاء بعيدة من مقاطعتهم لنشهد للمزارعين.‏ فكم احببنا اخوة من هذا النوع!‏

وأحيانا كنت اشعر بأنني غير كفء للعمل الدائري،‏ وخصوصا عند معالجة المشاكل التي تتعلق بالاكبر سنا.‏ وذات مرة شعرت بإرهاق عاطفي شديد حتى انني اخبرت مارتي بأن لا تفاجَأ اذا أُعيد تعييننا في عمل الفتح بسبب النقص في خبرتي.‏ فأكَّدت لي انها ستكون سعيدة لتخدم في ايّ مجال ما دام بامكاننا البقاء في الخدمة كامل الوقت.‏

وتخيَّلوا دهشتنا عندما وصلنا الى الجماعة التالية ووجدنا ان بريدنا يحتوي على رسالة تعيين لنخدم في العمل الكوري!‏ فجُلْنا سنتين تقريبا في كل مكان من جنوب افريقيا وناميبيا،‏ التي كانت تُدعى آنذاك جنوب-‏غرب افريقيا.‏ ولكن بسبب نظام التمييز العنصري،‏ غالبا ما كان عملنا صعبا.‏ فكثيرا ما رُفض اعطاؤنا تصاريح للدخول الى مناطق السود،‏ وأحيانا لم نُعطَ إذنا بالمحافل.‏

مثلا،‏ في السنة ١٩٦٠،‏ حصلنا على إذن لعقد محفل كوري في سُوِيتو.‏ والاخوة السود من جماعات بعيدة كانوا قد اشتروا آنذاك تذاكر سفر بالقطار وبالباص ليأتوا،‏ لكنَّ الحكومة علمت بخططنا وألغت الإذن.‏ وبحكمة،‏ اقتربنا من مدير ودِّي في بلدة تبعد ١٢ ميلا (‏٢٠ كلم)‏ في الجهة الاخرى من جوهانسبورڠ.‏ فأعطانا بلطف تسهيلات افضل ايضا،‏ وعقدنا محفلا رائعا تمتع به اكثر من ٠٠٠‏,١٢!‏

كم تغيَّرت الحالة في السنوات الاخيرة!‏ والآن،‏ بازالة التمييز العنصري،‏ يمكننا ان نجتمع معا بحرية في ايّ مكان في مناطق السود،‏ البيض،‏ الخِلاسيين،‏ او الهنود.‏ والجميع،‏ بصرف النظر عن العرق،‏ يمكنهم ان يجلسوا معا ويتمتعوا بالرفقة.‏ واختلافات اللغة فقط تؤثر في المكان الذي قد يرغب الشخص في ان يجلس فيه.‏

درس مؤلم

قبلا،‏ في السنة ١٩٤٧،‏ اقترف ابي غلطة كبيرة.‏ فمتجره،‏ الواقع على بعد ١٢٠ ميلا (‏٢٠٠ كلم)‏ من المكان الذي يسكنه هو وأمي،‏ اصبح غير مربح بسبب الادارة غير الأمينة،‏ ولذلك رجع وحده ليديره هو بنفسه.‏ فأدَّت فترات الانفصال الطويلة عن امي الى وقوعه في التجربة.‏ ونتيجة لذلك،‏ جرى فصله.‏

طبع ذلك فيَّ بطريقة شخصية ومؤلمة ان الغيرة لحق الكتاب المقدس لا تكفي.‏ فالجميع يجب ان يلتصقوا بمبادئ الكتاب المقدس.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٥‏)‏ وبعد سنين عديدة،‏ أُعيد ابي كعضو في الجماعة المسيحية وخدم بأمانة حتى موته في سنة ١٩٧٠.‏ ووالدتي العزيزة بقيت امينة حتى موتها في سنة ١٩٩١.‏

بركات اضافية

في السنة ١٩٥٨،‏ حضرنا مارتي وأنا اكبر محفل عقده شهود يهوه على الاطلاق،‏ في يانكي ستاديوم وپولو ڠراوندز في نيويورك.‏ فغمرنا بالفرح ان نكون جزءا من هيئة يهوه الرائعة.‏ وكوننا مع ذلك الحشد الغفير من اكثر من ٠٠٠‏,٢٥٣ يوم الاحد بعد الظهر كان اختبارا لن ننساه ابدا.‏ فهنا،‏ بالنسبة الينا،‏ سطعت حقيقة كون ‹الجمع الكثير من كل الامم› مجتمعين معا بسلام.‏ (‏رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وبقيت مارتي في نيويورك لتحضر مدرسة جلعاد،‏ وعدت انا الى العمل الكوري في جنوب افريقيا.‏

وفي السنة ١٩٥٩،‏ بعد ان عادت مارتي من حضور الصف الـ‍ ٣٢ لمدرسة جلعاد،‏ دُعينا الى الخدمة في مكتب فرع جنوب افريقيا،‏ الذي كان آنذاك واقعا قرب إلَنْسْفونْتايْن،‏ شرق جوهانسبورڠ.‏ وطوال السنين،‏ رأيت تقدُّم الهيئة بطرائق كثيرة جدا،‏ وخصوصا نموها في المحبة والعطف.‏ وتعلَّمت ان يهوه يوجِّه هيئته بواسطة يسوع المسيح وسيستخدم اولئك الذين يجعلون انفسهم متوافرين.‏

وفي السنة ١٩٦٢،‏ عدت الى بروكلين،‏ نيويورك،‏ لأحضر منهجا تدريبيا للفروع لعشرة اشهر.‏ فتبرهن ان ذلك مساعد عندما جرى تعييني في سنة ١٩٦٧ ناظر فرع جنوب افريقيا.‏ وفي سنة ١٩٧٦،‏ جرى تعيين لجان الفروع،‏ ولذلك تقع الآن مسؤولية اتخاذ القرارات المهمة في جنوب افريقيا على عاتق خمسة شيوخ مسيحيين ذوي خبرة.‏

الحياة في ظل التمييز العنصري

اثَّرت قوانين التمييز العنصري في سير عمل فرعنا.‏ فعندما شُيِّد بيت ايل إلَنْسْفونْتايْن في سنة ١٩٥٢،‏ تطلَّب القانون مبنى اضافيا في الخلف لإيواء الاخوة السود والخِلاسيين.‏ وتطلَّب القانون ايضا ان يأكلوا منفصلين عن البيض في ما يُدعى مساكن افريقية.‏ وفي ما بعد،‏ جرى الترتيب ان يأكلوا في مطبخ البتل.‏ وترتيب الاكل هذا كان موجودا عندما وصلنا الى البتل في السنة ١٩٥٩.‏ فكل شيء فيَّ ثار على هذا التمييز على اساس العرق.‏

بعد مدة،‏ ألغت الحكومة الإذن ببقاء اخوتنا السود في المبنى خلف بيت ايل الرئيسي.‏ فكان هؤلاء الاخوة ملزَمين بأن يبقوا في منطقة السود التي تبعد نحو ١٢ ميلا (‏٢٠ كلم)‏.‏ فسكن البعض في بيوت مستأجرة والآخرون في أنزال للعزَّاب.‏ واستمرت هذه الحالة السيئة سنين كثيرة.‏

توسُّع البتل

في هذه الاثناء لزم توسيع بتل إلَنْسْفونْتايْن.‏ وبعد توسيعه ثلاثة اضعاف،‏ وصلنا الى حدود عقارنا.‏ فأوصت الهيئة الحاكمة بوجوب البحث عن عقار جديد في مكان تسمح فيه السلطات المحلية لنا بأن نبني مجمَّع بتل يمكن لإخوتنا السود ايضا ان يقيموا فيه.‏ وكل صباح كانت عائلة البتل تصلِّي ان يفتح يهوه بطريقة ما الطريق لذلك.‏

وكم كان يوما مبهجا عندما وجدنا اخيرا قطعة ارض ملائمة في ضواحي كْروجَرْزْدورپ،‏ غربي جوهانسبورڠ!‏ ولكننا أُلزمنا من جديد ببناء مبنى منفصل لاخوتنا السود.‏ فأذعنا،‏ ولكننا لم نقدر ان نحصل على إذن لنأوي هناك اكثر من ٢٠ شخصا اسود.‏ ومما يدعو الى الشكر انه بحلول منتصف ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ بدأت الحالة تتغيَّر.‏ فخفَّفت الحكومة من حدة قوانينها الصارمة للتمييز العنصري،‏ ودُعي اخوة اكثر من السود،‏ الخِلاسيين،‏ والهنود ليخدموا معنا في البتل.‏

والآن لدينا عائلة بتل متحدة وسعيدة،‏ حيث يمكن للافراد،‏ مهما يكن عرقهم او لونهم،‏ ان يسكنوا في ايّ مبنى يختارونه.‏ وأيضا،‏ بعد سنين من الصراع،‏ مُنحنا اخيرا الاعتراف الشرعي كدين.‏ وجرى تشكيل جمعية شرعية محلية مسجَّلة هكذا «شهود يهوه لجنوب افريقيا.‏» والآن لدينا رسميون لعقد الزواج،‏ وفي مناطق السود السكنية،‏ تنمو قاعات الملكوت بسرعة كالفطر.‏

كم تقدَّمت هيئة يهوه منذ الايام الباكرة التي كنت اخدم فيها في مكتب فرع كيپ تاون!‏ فمن عائلة صغيرة مؤلَّفة من ١٧ بدون بيت ايل،‏ نَمَونا الى عائلة بتل تزيد على ٤٦٠،‏ لديها مجمَّع بتل عصري بأجهزة كمپيوتر معقَّدة،‏ مطابع رحوية،‏ وبيت ايل جميل!‏ نعم،‏ كان لديَّ امتياز النمو مع هيئة يهوه في جنوب افريقيا.‏ فقد ازداد عددنا من نحو ٤٠٠ ناشر للملكوت عندما باشرتُ الخدمة قبل نحو ٥٠ سنة الى نحو ٠٠٠‏,٥٥ اليوم!‏

اشكر يهوه على حيازتي،‏ طوال الـ‍ ٤٠ سنة الماضية،‏ زوجة داعمة جدا الى جانبي.‏ ان «كأسي ريَّا.‏» (‏مزمور ٢٣:‏٥‏)‏ ومارتي وأنا شاكران على كوننا جزءا من هيئة يهوه التي يوجِّهها الروح ونحن مصمِّمان على الاستمرار في خدمة يهوه في بيته،‏ في البتل،‏ ومجاراة هيئته التقدمية.‏

‏[الخريطتان في الصفحة ١٩]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

انڠولا

زائير

زامبيا

زمبابوي

بوتْسْوانا

ناميبيا

سْوازيلند

ليسوتو

جنوب افريقيا

پريتوريا

جوهانسبورڠ

كيپ تاون

پورت اليزابيث

المحيط الاطلسي الجنوبي

المحيط الهندي

قناة موزَمبيق

‏[الصورة في الصفحة ٢٠]‏

پيت ڤِنْتْسِل وفرانس مُلِر (‏الى اليسار)‏ في عمل الفتح سنة ١٩٤٥

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

فرانس ومارتي مُلِر

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة