مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٦ ١/‏٤ ص ٢٢-‏٢٦
  • ‏«لا تعملوا للطعام الفاني»‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ‏«لا تعملوا للطعام الفاني»‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • مثال والدتي الامين
  • الانتذار والمعمودية
  • الخدمة في المركز الرئيسي العالمي
  • دعم العائلة
  • الزواج والعائلة
  • التقوّي بالطعام الروحي
  • جعل الخدمة كامل الوقت مهنة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٩
  • حياة غنية في خدمة يهوه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
  • طلب الملكوت اولا —‏ حياة هانئة وسعيدة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٣
  • هل يمكنكم ان تتطوّعوا؟‏
    خدمتنا للملكوت ٢٠٠١
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
ب٩٦ ١/‏٤ ص ٢٢-‏٢٦

‏«لا تعملوا للطعام الفاني»‏

كما رواه دايڤد لنسترَم

كنا،‏ اخي إلوود وأنا،‏ على ارتفاع ٣٠ قدما (‏٩ م)‏ في الهواء،‏ ندهن لافتة جديدة على مبنى مصنع برج المراقبة.‏ وبعد اكثر من ٤٠ سنة،‏ لا تزال هناك تحثّ:‏ ‏«اقرأوا كلمة اللّٰه الكتاب المقدس يوميا.‏»‏ وكل اسبوع يرى آلاف الناس هذه اللافتة وهم يعبرون جسر بروكلين الشهير.‏

تتضمن ذكرياتي الابكر يوم الغسل العائلي.‏ فعند الساعة ٠٠:‏٥ صباحًا كانت امي تنهض لتغسل ثياب عائلتنا الكبيرة،‏ وكان ابي يستعد للعمل.‏ وكانا يبدأان من جديد احدى مناقشاتهما الحامية،‏ اذ كان ابي يجادل ان الانسان تطوّر بطريقة ما على مرّ ملايين السنين،‏ وأمي تقتبس من الكتاب المقدس لتثبت ان البشر خُلقوا مباشرة من اللّٰه.‏

وحتى عندما كنت في السابعة من العمر فقط،‏ ادركتُ ان امي كانت على حق.‏ ومع انني كنت احب ابي،‏ كنت ارى ان ايمانه لا يعطي املا للمستقبل.‏ وكم كانت ستسرّ امي لو علمت ان اثنين من ابنائها دهنا،‏ بعد سنوات عديدة،‏ لافتة تحثّ الناس على قراءة الكتاب المقدس،‏ الكتاب الذي احبته كثيرا!‏

ولكنني استبق الامور.‏ فكيف حدث انني حصلت على امتياز كهذا؟‏ يلزم ان اعود الى سنة ١٩٠٦،‏ قبل ولادتي بثلاث سنوات.‏

مثال والدتي الامين

في ذلك الوقت كان والداي متزوجين حديثا ويعيشان في خيمة في آريزونا.‏ وزارها تلميذ للكتاب المقدس،‏ كما كان شهود يهوه يُدعَون آنذاك،‏ وأعطى امي سلسلة كتب كتبها تشارلز تاز رصل،‏ بعنوان دروس في الاسفار المقدسة.‏ بقيت امي مستيقظة طوال الليل تقرأ الكتب وسرعان ما ادركت ان هذا هو الحق الذي كانت تفتش عنه.‏ وانتظرت بفارغ الصبر عودة ابي الذي كان يبحث عن عمل.‏

كان ابي ايضا مستاء مما كانت تعلّمه الكنائس،‏ ولذلك قَبِل لبعض الوقت حقائق الكتاب المقدس هذه.‏ ولكنه في ما بعد اختار طريقه الخاص دينيا،‏ حتى انه صعّب الامر على امي.‏ غير انها لم تكف قط عن الاهتمام بحاجات اولادها الجسدية والروحية على السواء.‏

لن انسى ابدا امي وهي تنزل الى الطابق السفلي كل ليلة بعد عملها المضني كل النهار،‏ لتقرأ علينا جزءا من الكتاب المقدس او لتُطلِعنا على بعض الجواهر الروحية النفيسة.‏ كان ابي ايضا عاملا مجتهدا،‏ وفيما كنت اكبر علّمني مهنة الدَّهن.‏ نعم،‏ علّمني ابي ان اعمل،‏ ولكنّ امي علّمتني ما يجب ان اعمل لاجله،‏ كما اوصى يسوع،‏ ‹الطعام الذي لا يفنى.‏› —‏ يوحنا ٦:‏٢٧‏،‏ ترجمة الكسليك.‏

استقرت عائلتنا اخيرا في بلدة صغيرة في النزبرڠ في ولاية واشنطن،‏ حوالي ١١٠ اميال (‏١٨٠ كلم)‏ شرق سيياتل.‏ وعندما بدأنا نحن الاولاد بحضور اجتماعات تلاميذ الكتاب المقدس مع امي،‏ كنا نجتمع في بيوت خاصة.‏ ثم توقف كل الرجال عن درس الكتاب المقدس عندما جرى التشديد على الحاجة الى الاشتراك في الخدمة من بيت الى بيت.‏ ولكنّ امي لم تتردد قط.‏ وهذا ترك فيَّ الانطباع الدائم ان اثق على الدوام بتوجيه هيئة يهوه.‏

وأخيرا،‏ صار لأبي وأمي تسعة اولاد.‏ وولدْتُ انا في ١ تشرين الاول ١٩٠٩،‏ وكنت ولدهما الثالث.‏ وكمجموع،‏ اقتدى ستة منا بمثال امنا الجيد وأصبحوا شهودا غيورين ليهوه.‏

الانتذار والمعمودية

عندما كنت في اواخر سنوات مراهقتي،‏ انتذرت ليهوه،‏ ورمزت الى ذلك بمعمودية الماء في سنة ١٩٢٧.‏ جرت المعمودية في سيياتل في مبنى قديم كان في ما مضى كنيسة معمدانية.‏ ويسرّني انهم ازالوا برج الكنيسة القديم.‏ جرى اصطحابنا الى البركة في الطابق السفلي حيث أُعطينا اثوابا سوداء طويلة لارتدائها.‏ فبدا وكأننا ذاهبون الى جنازة.‏

وبعد بضعة اشهر،‏ عدت من جديد الى سيياتل،‏ وفي هذا الوقت تذوقت لاول مرة طعم الشهادة من بيت الى بيت.‏ والشخص الذي كان يتولّى القيادة ارشدني قائلا:‏ «اذهب انت في هذا الاتجاه،‏ وسأذهب انا في الاتجاه الآخر.‏» ورغم اضطرابي،‏ وضعت مجموعتين من الكراريس لدى سيدة لطيفة جدّا.‏ وتابعت الخدمة من باب الى باب عندما عدْتُ الى النزبرڠ،‏ والآن،‏ بعد ٧٠ سنة تقريبا،‏ ما زالت هذه الخدمة ممتعة جدا بالنسبة إلي.‏

الخدمة في المركز الرئيسي العالمي

بعيد ذلك شجعني رجل خدم في البتل في بروكلين،‏ المركز الرئيسي العالمي لجمعية برج المراقبة،‏ على التطوع للخدمة هناك.‏ وبعد مدة قصيرة من محادثتنا ظهر اعلان في مجلة برج المراقبة عن الحاجة الى المساعدة في البتل.‏ فقدّمتُ طلبا.‏ ولن انسى ابدا سعادتي عندما تسلمت رسالة كي احضر من اجل خدمة البتل في بروكلين،‏ نيويورك،‏ في ١٠ آذار ١٩٣٠.‏ وهكذا بدأت مهنتي كامل الوقت،‏ العمل من اجل ‹الطعام الذي لا يفنى.‏›‏

قد يفكّر المرء انه نظرا الى خبرتي كدَهّان كان سيعيَّن لي ان ادهن شيئا ما.‏ ولكن عوضا عن ذلك،‏ كانت مهنتي الاولى العمل على آلة الدرز في المصنع.‏ ومع انه كان عملا رتيبا،‏ فقد استمتعت به لأكثر من ست سنوات.‏ فالمطبعة الرحوية الضخمة التي كنا ندعوها بتحبُّب السفينة الحربية العزيزة انتجت كراريس كانت ترسل بواسطة ناقلة الى طابقنا الذي تحتها.‏ وقد تمتعنا برؤية ما اذا كان بإمكاننا درز الكراريس بالسرعة نفسها التي نتلقاها بها من السفينة الحربية.‏

وبعد ذلك عملت في عدد من الاقسام،‏ بما فيها القسم حيث صنعنا الفونوڠرافات.‏ وقد استعملنا هذه الآلات لبث رسائل مسجلة من الكتاب المقدس على اصحاب البيوت عند عتبة ابوابهم.‏ وقد صُمّم الفونوڠراف العمودي وأُنتج بواسطة متطوعين في قسمنا.‏ ولا يبثّ هذا الفونوڠراف فقط رسائل جرى تسجيلها ولكنه يحتوي ايضا على حُجيرات خاصة لحمل الكراريس وربما شطيرة.‏ كان لدي امتياز اظهار كيفية استعمال هذا الجهاز الجديد في محفل في ديترويت،‏ ميشيڠان،‏ سنة ١٩٤٠.‏

ولكننا كنا نصنع اكثر من مجرد آلات في غاية الاتقان.‏ فكنا ايضًا نصنع تعديلات روحية مهمة.‏ مثلا،‏ كان شهود يهوه يضعون شارة الصليب والتاج.‏ ثم فهمنا ان يسوع أُعدم على خشبة مستقيمة،‏ وليس على صليب.‏ (‏اعمال ٥:‏٣٠‏)‏ وهكذا توقف وضع هذه الشارات.‏ وكان امتيازي ان ازيل المشابك من هذه الشارات.‏ وبعد ذلك،‏ أُذيب الذهب وجرى بيعه.‏

ومع انه كان لدينا برنامج عمل اسبوعي ناشط من خمسة ايام ونصف،‏ كنا نساهم في الخدمة المسيحية في نهايات الاسابيع.‏ وذات يوم،‏ اعتُقل ١٦ منا ووُضعوا في السجن في بروكلين.‏ ولماذا؟‏ في تلك الايام،‏ كنا نعتبر ان الكلمة دين مترادفة مع الدين الباطل.‏ فحملنا لافتات تعلن في الجانب الاول «الدين شرك وخدعة» وفي الجانب الآخر «اخدموا اللّٰه والمسيح الملك.‏» وبسبب حملنا هذه اللافتات وُضعنا في السجن،‏ ولكنّ هايدن كوڤنڠتن،‏ محامي جمعية برج المراقبة،‏ اخرجنا بكفالة.‏ وفي ذلك الوقت جرى خوض العديد من القضايا المتعلقة بحرية العبادة امام محكمة الولايات المتحدة العليا،‏ وكان من المثير ان نكون في البتل ونسمع مباشرة التقارير عن انتصاراتنا.‏

وأخيرا عُيّنتُ للقيام بأعمال استخدم فيها خبرتي في الدَّهن.‏ كانت محطتنا الاذاعية WBBR تقع في جزيرة ستاتن،‏ احد الاقسام الادارية الخمسة لمدينة نيويورك.‏ وكانت ابراج المحطة الاذاعية ترتفع اكثر من ٢٠٠ قدم (‏٦٠ م)‏،‏ وكانت لها ثلاث مجموعات من اسلاك التثبيت.‏ فجلست على لوح طوله ثلاث اقدام (‏٩‏,٠ م)‏ وعرضه ثمانية انشات (‏٢٠ سم)‏،‏ فيما كان زميل لي في العمل يرفعني الى الاعلى.‏ وإذ كنت جالسا عند هذا الارتفاع على هذا المقعد الصغير،‏ دهنت اسلاك التثبيت والابراج.‏ وسألني البعض إن لم نكن قد كثّرنا الصلاة طلبا للحماية ونحن نقوم بهذا العمل!‏

ان العمل الصيفي الذي لن انساه ابدا كان تنظيف النوافذ وطلاء عتبة نوافذ مبنى المصنع.‏ وكنا ندعوه عطلتنا الصيفية.‏ فكنا نجهّز سقالتنا الخشبية،‏ ونسحب انفسنا بواسطة البكرة والحبل صعودا ونزولا الى طوابق المبنى الثمانية.‏

دعم العائلة

سنة ١٩٣٢ توفي والدي،‏ وتساءلت ان كان ينبغي ان اعود الى البيت لاساعد على الاعتناء بأمي.‏ وهكذا ذات يوم قبل وجبة الغداء وضعت ملاحظة عند رأس الطاولة حيث كان يجلس الاخ رذرفورد،‏ رئيس الجمعية.‏ وفي هذه الملاحظة،‏ طلبت ان اتكلم اليه.‏ وعندما علم بقلقي وعرف انه لدي اخوة وأخوات لا يزالون يعيشون في البيت،‏ سألني:‏ «هل تريد ان تبقى في البتل وتعمل عمل الرب؟‏»‏

‏«طبعا اريد،‏» اجبت.‏

فاقترح ان اكتب رسالة الى امي لأرى ان كانت توافق على قراري ان ابقى.‏ وهذا ما فعلته،‏ فأجابت معبِّرة عن موافقتها الكاملة على قراري.‏ لقد قدّرتُ فعلا لطف الاخ رذرفورد ونصيحته.‏

وخلال سنواتي العديدة التي قضيتها في البتل كنت اكتب بانتظام الى عائلتي وأشجعهم على خدمة يهوه،‏ تماما كما شجعتني امي.‏ توفيت والدتي في تموز ١٩٣٧.‏ وكم كانت والدتي قوة مؤثرة في عائلتنا!‏ اخي وأختي الاكبران،‏ پول وإستير،‏ وأختي الاصغر لويس فقط لم يصبحوا شهودا.‏ ورغم ذلك،‏ كان پول يؤيد عملنا،‏ وقدّم قطعة ارض بنينا عليها قاعتنا الاولى للملكوت.‏

سنة ١٩٣٦ اصبحت اختي إيڤا فاتحة،‏ او كارزة كامل الوقت.‏ وفي تلك السنة نفسها تزوجت رالف توماس،‏ وفي سنة ١٩٣٩ عُيِّنا في العمل الجائل لخدمة جماعات شهود يهوه.‏ ولاحقا،‏ انتقلا الى المكسيك حيث قضيا ٢٥ سنة يساعدان في عمل الملكوت.‏

سنة ١٩٣٩ تبنت اختاي أليس وفرانسِس ايضًا خدمة الفتح.‏ وكم كانت سعادتي كبيرة عندما رأيت أليس خلف منضدة في محفل سانت لويس سنة ١٩٤١ تُظهر كيفية استعمال جهاز الفونوڠراف الذي ساهمتُ في صنعه!‏ ومع ان أليس كانت تضطر ان تقطع خدمتها احيانا بسبب المسؤوليات العائلية،‏ فقد صرفت كمجموع اكثر من ٤٠ سنة في الخدمة كامل الوقت.‏ لكنَّ فرانسِس استمرت فحضرت مدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس سنة ١٩٤٤ وخدمت لبعض الوقت كمرسلة في پورتو ريكو.‏

جويل وإلوود،‏ الاصغر سنا في العائلة،‏ اصبحا فاتحين في مونتانا في اوائل اربعينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ بقي جويل شاهدا امينا وهو يخدم الآن كخادم مساعد.‏ وانضمّ إلوود اليَّ في البتل سنة ١٩٤٤،‏ مما جلب لقلبي فرحا عظيما.‏ فقد كان دون الخامسة عندما تركت المنزل.‏ وكما اشرت سابقا،‏ عملنا معا في طلاء تلك اللافتة على مبنى المصنع،‏ «اقرأوا كلمة اللّٰه الكتاب المقدس يوميا.‏» ولطالما تساءلت كم من الاشخاص الذين رأوا هذه اللافتة على مر السنين تشجعوا على قراءة كتابهم المقدس.‏

خدم إلوود في البتل حتى سنة ١٩٥٦ حين تزوج إيما فلايت.‏ ولسنوات عديدة،‏ عمل إلوود وإيما معا في الخدمة كامل الوقت،‏ خادمين لبعض الوقت في كينيا،‏ افريقيا،‏ وأيضا في اسپانيا.‏ ولكنّ إلوود اصيب بالسرطان وتوفي في اسپانيا سنة ١٩٧٨.‏ وبقيَت إيما في اسپانيا في عمل الفتح حتى هذا اليوم.‏

الزواج والعائلة

في ايلول ١٩٥٣ تركت البتل لأتزوج أليس ريڤيرا،‏ فاتحة في جماعة بروكلين سنتر حيث كنت احضر.‏ وقد اعلمت أليس انني املك الرجاء السماوي،‏ ولكنها بقيت مهتمة بالزواج بي.‏ —‏ فيلبي ٣:‏١٤‏.‏

بعد ٢٣ سنة من العيش في البتل،‏ كان تعديلا كبيرا ان ابدأ عملا دنيويا كدَهّان كي نستمر أليس وأنا في عمل الفتح.‏ كانت أليس دائما داعمة حتى عندما اضطرت لاسباب صحية ان تتوقف عن عمل الفتح.‏ وسنة ١٩٥٤ كنا نتوقع مولودنا الاول.‏ إلّا ان الولادة لم تجرِ حسنا،‏ ولكنَّ ابننا جون كان بحالة جيدة.‏ خسرت أليس الكثير من الدم خلال العملية القيصرية حتى ان الاطباء لم يعتقدوا انها ستبقى حية.‏ وفي احدى المراحل لم يتمكنوا حتى من ان يتبيّنوا نبضة قلبها.‏ ولكنَّ تلك الليلة انقضت وهي حية،‏ وتعافت كاملا على مرّ الوقت.‏

بعد سنوات قليلة،‏ عندما توفي والد أليس،‏ انتقلنا الى لونڠ آيلند لنكون مع والدتها.‏ وبما انه لم تكن لدينا سيارة،‏ كنت امشي او استعمل الباص والقطار النفقي للتنقل.‏ وهكذا تمكنت من الاستمرار في عمل الفتح ودعم عائلتي.‏ ان افراح الخدمة كامل الوقت فاقت كثيرا كل التضحيات.‏ ومساعدة الناس —‏ مثل جو ناتالي،‏ الذي ترك مهنته الواعدة بالنجاح كلاعب بايسبول ليصبح شاهدا —‏ انما هي احدى بركاتي العديدة.‏

وفي سنة ١٩٦٧،‏ عندما ساءت الاوضاع في منطقة نيويورك،‏ قررت ان اعيد أليس وجون الى النزبرڠ،‏ بلدتي الام،‏ لاعيش هناك.‏ والآن اجده مكافئا ان ارى العديد من حفداء وأبناء حفداء امي يشاركون في الخدمة كامل الوقت.‏ حتى ان البعض منهم يخدمون في البتل.‏ وجون مع زوجته وأولاده يخدمون ايضا يهوه بأمانة.‏

يؤسفني انني خسرت زوجتي الغالية،‏ أليس،‏ في الموت سنة ١٩٨٩.‏ ولكنّ بقائي مشغولا في الخدمة كامل الوقت ساعدني كثيرا على تحمل الخسارة.‏ اختي أليس وأنا نتمتع الآن بالفتح معا.‏ وكم هو رائع ان نعيش من جديد تحت سقف واحد ونجد انفسنا مشغولين في هذا العمل الكلي الاهمية!‏

في ربيع ١٩٩٤ زرت البتل لاول مرة منذ ٢٥ سنة تقريبا.‏ وكم سرني ان ارى العشرات من اولئك الذين عملت معهم قبل اكثر من ٤٠ سنة!‏ وعندما ذهبت الى البتل سنة ١٩٣٠،‏ كان هنالك فقط ٢٥٠ شخصا في العائلة،‏ أما اليوم فهنالك في عائلة البتل في بروكلين اكثر من ٥٠٠‏,٣ شخص!‏

التقوّي بالطعام الروحي

باكرا في معظم الايام،‏ اسير على طول نهر ياكيما قرب منزلنا.‏ ومن هناك استطيع ان ارى الثلج المهيب الذي يكلل جبل رينير الذي يرتفع اكثر من ٠٠٠‏,١٤ قدم (‏٣٠٠‏,٤ م)‏ في الفضاء.‏ والحياة البرية موجودة هناك بوفرة.‏ واحيانا ارى ايّلا،‏ حتى انني رأيت ذات مرة ألكة.‏

اتاحت لي اوقات الهدوء والانعزال هذه ان اتأمل في تدابير يهوه الرائعة.‏ وأنا اصلّي ان يمنحني القوة لأستمر في خدمة الهنا،‏ يهوه،‏ بأمانة.‏ وأحب ايضا ان ارنم وأنا اسير وحدي،‏ وخصوصا ترنيمة «تفريح قلب يهوه،‏» التي تقول كلماتها:‏ «يا رب،‏ نذْرُنا لك ان ننجز حصادك.‏ الحكمة نصيبنا،‏ تفريح قلبك المنى.‏»‏

انا مسرور لأنني اخترت القيام بعمل يفرّح قلب يهوه.‏ وأصلّي ان اواصل هذا العمل حتى انال المكافأة السماوية التي وعد بها.‏ ورغبتي ان تحمل هذه القصة الآخرين ايضا على استخدام حياتهم في ‹العمل من اجل الطعام الذي لا يفنى.‏› —‏ يوحنا ٦:‏٢٧‏.‏

‏[الصور في الصفحة ٢٣]‏

إلوود يدهن لافتة «اقرأوا كلمة اللّٰه الكتاب المقدس يوميا»‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

مع ڠرانت سوتر وجون كُرزن،‏ ونحن نعرض الفونوڠراف الجديد في المحفل سنة ١٩٤٠

‏[الصورة في الصفحة ٢٥]‏

في سنة ١٩٤٤ اعضاء عائلتنا الذين كانوا في الحق كانوا في الخدمة كامل الوقت:‏ دايڤد،‏ أليس،‏ جويل،‏ إيڤا،‏ إلوود،‏ وفرانسِس

‏[الصورة في الصفحة ٢٥]‏

اخوتي الاحياء من اليسار:‏ أليس،‏ إيڤا،‏ جويل،‏ دايڤد،‏ وفرانسِس

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة