مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٦ ١/‏٨ ص ٢١-‏٢٥
  • ابقاء العينين والقلب مركَّزة على الجائزة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ابقاء العينين والقلب مركَّزة على الجائزة
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الخدمة كامل الوقت
  • الى تعييننا
  • تعيينات جديدة
  • العودة الى الولايات المتحدة
  • الى مدرسة جلعاد ثانية
  • تعييننا في الارجنتين
  • العودة ثانية الى الولايات المتحدة
  • طلب الملكوت اولا —‏ حياة هانئة وسعيدة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٣
  • السعي الى هدف مرسوم في السادسة من العمر
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٢
  • عقدتُ العزم على الاستمرار في خدمة خالقي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٥
  • ميراث مسيحي نادر
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
ب٩٦ ١/‏٨ ص ٢١-‏٢٥

ابقاء العينين والقلب مركَّزة على الجائزة

كما روته إديث مايكل

في اوائل ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ كنا نعيش قرب سانت لويس،‏ ميسّوري،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ عندما قامت واحدة من شهود يهوه بزيارتنا.‏ وفي ذلك الوقت تماما انقطع حبل الغسيل،‏ مما جعل ثياب امي الناصعة البياض تقع في الوحل.‏ فقبلَت الكتب التي عُرضت عليها فقط لكي تغادر المرأة،‏ ووضعتها على احد الرفوف صارفةً النظر عنها.‏

كانت تلك السنوات سنوات الكساد،‏ وكان أبي قد سُرِّح من العمل.‏ فسأل ذات يوم هل يوجد شيء في البيت ليقرأه.‏ اخبرته امي عن الكتب.‏ فأخذ يقرأها،‏ وبعد فترة هتف قائلا:‏ «عزيزتي،‏ هذا هو الحق!‏»‏

‏«انه مجرد دين يريد المال كباقي الاديان،‏» اجابت.‏ لكنَّ ابي ألحّ عليها ان تجلس وتبحث معه في الاسفار المقدسة.‏ وعندما فعلت ذلك،‏ اقتنعت هي ايضا.‏ وبعد ذلك ابتدأا يبحثان عن الشهود،‏ فاكتشفا انهم كانوا يجتمعون في قاعة مستأجَرة بالقرب من وسط سانت لويس،‏ قاعة كانت تُستعمل ايضا للحفلات الراقصة ومناسبات اخرى.‏

اخذني ابي وأمي معهما —‏ كنت في الثالثة من العمر تقريبا —‏ ووجدنا القاعة،‏ ولكن كانت تُقام فيها حفلة راقصة.‏ فتحقق ابي من اوقات عقد الاجتماعات،‏ وعدنا لاحقا.‏ وابتدأنا ايضا نحضر درسا اسبوعيا في الكتاب المقدس قرب مكان سكننا.‏ لقد كان يُعقد في منزل المرأة التي زارتنا اولا.‏ «لِمَ لا تجلبون معكم ابناءكم ايضا؟‏» سألت.‏ خجلت امي ان تقول لها انه ليست لديهم احذية.‏ وعندما اوضحت ذلك اخيرا،‏ زوَّد الشهود الاحذية،‏ وابتدأ اخوتي يحضرون الاجتماعات معنا.‏

أُعطيت والدتي مقاطعة قرب منزلنا لتكرز فيها،‏ وابتدأت بالخدمة من بيت الى بيت.‏ كنت ارافقها مختبئة خلفها.‏ وقبل ان تتعلّم القيادة،‏ كنا نسير مسافة اكثر من كيلومتر (‏ميل تقريبا)‏ لنستقل الباص الذي كان يقلّنا الى الاجتماعات في سانت لويس.‏ وحتى عندما كان هنالك جليد او ثلج،‏ لم نكن نفوّت الاجتماعات قط‍.‏

سنة ١٩٣٤،‏ اعتمد ابي وأمي.‏ وأردت انا ايضا ان اعتمد،‏ وبقيت ألحّ حتى طلبت امي من شاهد اكبر سنّا ان يتكلم معي بشأن ذلك.‏ فطرح اسئلة كثيرة بطريقة استطعت ان افهمها.‏ ثم قال لوالديّ انه لا يجب منعي من المعمودية؛‏ فذلك قد يؤذي نموّي الروحي.‏ لذلك اعتمدت في الصيف التالي،‏ وأنا لا ازال في السادسة من العمر.‏

كنت احب كراس البيت والسعادة الذي كنت احتفظ به دائما،‏ حتى انني كنت أبقيه تحت وسادتي وأنا نائمة.‏ وكنت اتوسل مرارا الى امي ان تقرأه عليّ،‏ الى ان حفظته عن ظهر قلب.‏ وكانت توجد على غلافه الخلفي صورة فتاة صغيرة مع اسد في الفردوس.‏ فكنت اقول ان الفتاة الصغيرة هي انا.‏ لقد ساعدتني هذه الصورة ان أُبقي عينيّ على جائزة الحياة في عالم اللّٰه الجديد.‏

كنت خجولة جدا،‏ ولكنني كنت اجيب دائما عن الاسئلة في درس برج المراقبة في الجماعة،‏ مع انني كنت ارتجف.‏

من المؤسف القول ان ابي خاف ان يخسر عمله،‏ لذلك توقف عن معاشرة الشهود.‏ وكذلك اخوتي ايضا.‏

الخدمة كامل الوقت

كانت والدتي تسمح لبعض الفاتحين،‏ او الخدام كامل الوقت،‏ بأن يوقفوا مقطورتهم في فناء منزلنا الخلفي،‏ وبعد المدرسة كنت انضم اليهم في الخدمة.‏ وسرعان ما اردت ان اخدم كفاتحة،‏ لكنَّ ابي عارض ذلك،‏ معتقدا انه يجب ان انال ثقافة دنيوية اعلى.‏ وأخيرا اقنعته والدتي بالسماح لي بأن اخدم كفاتحة.‏ لذلك ابتدأت بالخدمة كامل الوقت في حزيران ١٩٤٣،‏ عندما كنت بعمر ١٤ سنة.‏ ولكي اساهم في نفقات المنزل،‏ قمت بعمل دنيوي بدوام جزئي،‏ وأحيانا كنت اعمل دواما كاملا.‏ ومع ذلك كنت ابلغ الهدف الشهري من ١٥٠ ساعة في عمل الكرازة.‏

بعد مدة،‏ وجدت رفيقة فاتحة،‏ وهي دوروثي كرايدن التي ابتدأت تخدم كفاتحة في كانون الثاني ١٩٤٣،‏ عندما كانت بعمر ١٧ سنة.‏ لقد كانت كاثوليكية مخلصة،‏ ولكنها اعتمدت بعد ستة اشهر من درس الكتاب المقدس.‏ وطوال سنوات كنا مصدر تشجيع وقوة إحدانا للاخرى.‏ وصرنا ألزق من اختين.‏

ابتداء من سنة ١٩٤٥،‏ كنا نقوم بخدمة الفتح معا في بلدات صغيرة في ميسّوري حيث لم تكن توجد اية جماعة.‏ وفي بولينڠ ڠرين،‏ رتَّبنا قاعة للاجتماعات؛‏ وأتت والدتي وساعدتنا.‏ ثم كنا نزور اسبوعيا كل البيوت في البلدة وندعو الناس الى الخطاب العام الذي كنا قد رتَّبنا ان يلقيه اخوة يأتون من سانت لويس.‏ وكان الحضور يتراوح بين ٤٠ و ٥٠ شخصا كل اسبوع.‏ وفي ما بعد فعلنا الامر نفسه في لويزيانا،‏ حيث استأجرنا مكان اجتماع للماسونيين.‏ ولسدّ نفقات استئجار القاعات،‏ وضعنا صناديق للتبرعات،‏ وكل اسبوع كانت تُدفع المصاريف كلها.‏

ثم ذهبنا الى مكسيكو،‏ ميسّوري،‏ حيث استأجرنا مكانا في الطابق الارضي خلف المحلات التجارية.‏ ورتَّبناه كي تستعمله الجماعة الصغيرة الموجودة هناك.‏ كانت للمبنى غُرف مجاورة كنا نسكن فيها.‏ وساعدْنا ايضا في صنع الترتيبات لخطابات عامة في مكسيكو.‏ ثم ذهبنا الى جفرسون سيتي،‏ عاصمة الولاية،‏ حيث كنا نزور صباح كل يوم من ايام الاسبوع الموظفين الحكوميين في مكاتبهم.‏ كنا نسكن في غرفة فوق قاعة الملكوت مع ستيلا ويلي التي كانت كأم لنا.‏

ومن جفرسون سيتي،‏ ذهبنا نحن الثلاث الى بلدتَي فيستس وكريستل سيتي،‏ القريبتَين احداهما من الاخرى.‏ وسكنّا في مكان للدجاج حُوِّل الى مسكن،‏ خلف منزل عائلة مهتمة.‏ ولأنه لم يكن يوجد رجال معتمدون،‏ كنا نعقد نحن كل الاجتماعات.‏ كنا نبيع مستحضرات التجميل،‏ كعمل بدوام جزئي.‏ وكنا نملك القليل من الامور المادية.‏ وفي الواقع،‏ لم يكن بإمكاننا تحمُّل كلفة اصلاح الثقوب في احذيتنا،‏ لذلك كنا نضع فيها كل صباح ورقة كرتونية جديدة،‏ وفي المساء كانت كلٌّ منا تغسل ثوبها الوحيد الذي تملكه.‏

في اوائل سنة ١٩٤٨،‏ عندما كنت بعمر ١٩ سنة،‏ تسلّمنا دوروثي وأنا دعوتَين الى حضور الصف الـ‍ ١٢ لمدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس للمرسلين.‏ وبعد المقرَّر التعليمي الذي دام خمسة اشهر،‏ تخرَّج التلاميذ المئة في ٦ شباط ١٩٤٩.‏ لقد كان وقتا سعيدا جدا.‏ وكان والداي قد انتقلا الى كاليفورنيا،‏ فقطعت والدتي المسافة كلها من هناك لتكون حاضرة.‏

الى تعييننا

تعيَّن ثمانية وعشرون متخرِّجا في ايطاليا —‏ وعُيِّن ستة منهم،‏ بمَن فيهم دوروثي وأنا،‏ في مدينة ميلان.‏ وفي ٤ آذار ١٩٤٩،‏ غادرنا نيويورك على متن السفينة الايطالية ڤولكانيا.‏ استغرقت الرحلة ١١ يوما،‏ والبحر الهائج جعل معظمنا يُصاب بدوار البحر.‏ وقد أتى الاخ بينانتي الى ميناء جَنَوا لملاقاتنا وأخذنا الى ميلان بالقطار.‏

عندما وصلنا الى بيت المرسلين في ميلان،‏ وجدنا زهورا كانت قد وضعتها حدثة ايطالية في كل غرفة من غرفنا.‏ وهذه الفتاة،‏ ماريا ميرافينا،‏ ذهبت بعد سنوات الى جلعاد ثم عادت الى ايطاليا،‏ وخدمنا هي وأنا في بيت المرسلين معا!‏

في الصباح الذي تلا وصولنا الى ميلان،‏ نظرنا عبر نافذة الحمام.‏ ورأينا في الطريق خلف منزلنا مبنى سكنيا ضخما كانت قد انفجرت فيه قنبلة.‏ فقد ألقت قاذفةُ قنابل اميركية خطأ قنبلة قتلت كل العائلات الـ‍ ٨٠ التي كانت تسكن هناك.‏ وفي وقت آخر،‏ استهدف القصف احد المصانع لكنَّ القنابل اخطأته فأصابت مدرسة وقتلت ٥٠٠ ولد.‏ لذلك لم يكن الناس فرِحين جدا بالاميركيين.‏

لقد سئِم الناس الحرب.‏ وقال كثيرون انه إن ابتدأت حرب اخرى،‏ فلن يذهبوا الى الملاجئ للاحتماء من القنابل بل سيبقون في المنزل ويفتحون الغاز ويموتون هناك.‏ فأكّدنا لهم اننا لسنا موجودين هنا لنمثِّل الولايات المتحدة او اية حكومة اخرى بشرية الصنع،‏ بل ملكوت اللّٰه الذي سيُنهي كل الحروب والألم الذي تجلبه.‏

في مدينة ميلان الكبرى،‏ كانت الجماعة الوحيدة المؤلفة من حوالي ٢٠ شخصا او نحو ذلك تجتمع في بيت المرسلين.‏ وحتى ذلك الحين لم تكن قد رُتّبت المقاطعات للكرازة،‏ لذلك ابتدأنا نقدم الشهادة في مبنى سكني ضخم.‏ عند الباب الاول،‏ التقينا السيد جاندينوتي الذي كان يريد ان تهجر زوجته الكنيسة،‏ فقبِل احدى مطبوعاتنا.‏ وكانت السيدة جاندينوتي امرأة مخلصة،‏ تطرح الكثير من الاسئلة.‏ «سأكون سعيدة عندما تتعلمان الايطالية،‏» قالت،‏ «فهكذا يكون بإمكانكما ان تعلّماني الكتاب المقدس.‏»‏

كان سقف شقّتهما عاليا والضوء خافتا،‏ لذلك كانت تضع كرسيّها على الطاولة في الليل بحيث تصير قريبة الى الضوء لكي تقرأ الكتاب المقدس.‏ «اذا درست الكتاب المقدس معكما،‏» سألت،‏ «فهل يمكنني الاستمرار في الذهاب الى الكنيسة؟‏» فقلنا لها ان القرار يعود اليها.‏ فكانت تذهب الى الكنيسة صباح ايام الآحاد وتأتي الى اجتماعاتنا في فترة بعد الظهر.‏ ثم قالت ذات يوم،‏ «لن اذهب الى الكنيسة بعد الآن.‏»‏

‏«لماذا؟‏» سألنا.‏

‏«لأنهم لا يعلّمون الكتاب المقدس،‏ وقد وجدت الحق بدرس الكتاب المقدس معكما.‏» فاعتمدت ودرست مع نساء كثيرات كنَّ يذهبن الى الكنيسة كل يوم.‏ وأخبرتنا لاحقا انه لو قلنا لها ألّا تذهب الى الكنيسة،‏ لَتوقفت عن الدرس ولَما عرفت على الارجح الحق قط.‏

تعيينات جديدة

بعد مدة،‏ عُيِّنّا دوروثي وأنا،‏ مع اربعة مرسلين آخرين،‏ في مدينة ترييستا الايطالية التي كان يحتلّها آنذاك الجنود البريطانيون والاميركيون.‏ وكان يوجد نحو عشرة شهود،‏ لكنَّ هذا العدد ازداد.‏ قمنا بالكرازة في ترييستا ثلاث سنوات،‏ وعندما غادرنا،‏ كان هنالك ٤٠ ناشرا للملكوت،‏ ١٠ منهم كانوا فاتحين.‏

كان تعييننا التالي مدينة ڤيرونا التي لم تكن توجد فيها اية جماعة.‏ ولكن عندما ضغطت الكنيسة على السلطات الدنيوية،‏ أُجبرنا على المغادرة.‏ فعُيِّنّا دوروثي وأنا في روما.‏ وهناك استأجرنا غرفة مفروشة،‏ وخدمنا في مقاطعة قريبة من الڤاتيكان.‏ وأثناء وجودنا هناك ذهبت دوروثي الى لبنان لتتزوج جان شيميكلس.‏ كنا قد بقينا معا نحو ١٢ سنة،‏ وقد افتقدتها حقا.‏

سنة ١٩٥٥،‏ افتُتح بيت جديد للمرسلين في ناحية اخرى من روما في شارع يُدعى نيو آپيان واي.‏ وإحدى المرسلات الاربع المقيمات في البيت كانت ماريا ميرافينا،‏ الفتاة التي وضعت الزهور في غرفنا ليلة وصولنا الى ميلان.‏ وقد تأسست جماعة جديدة في هذه الناحية من المدينة.‏ وبعد المحفل الاممي الذي عُقد في روما ذلك الصيف،‏ تمتعت بامتياز حضور المحفل في نورمبورڠ،‏ المانيا.‏ وكم كان رائعا ان التقي الذين احتملوا الكثير جدا تحت نظام حكم هتلر!‏

العودة الى الولايات المتحدة

سنة ١٩٥٦،‏ وبسبب مشاكل صحية،‏ عدت الى الولايات المتحدة بإجازة مَرَضية.‏ لكنني لم احوِّل نظري قط عن جائزة خدمة يهوه الآن وإلى ما لا نهاية في عالمه الجديد.‏ وخططت للعودة الى ايطاليا.‏ لكنني التقيت اورڤيل مايكل الذي كان يخدم في المركز الرئيسي العالمي لشهود يهوه في بروكلين،‏ نيويورك.‏ وتزوجنا بعد المحفل الاممي سنة ١٩٥٨ في مدينة نيويورك.‏

بُعيد ذلك انتقلنا الى فرونت رويال،‏ ڤيرجينيا،‏ حيث تمتعنا بالخدمة مع جماعة صغيرة.‏ وسكنّا في شقة صغيرة جدا خلف قاعة الملكوت.‏ وأخيرا ،‏ في آذار ١٩٦٠،‏ صار من الضروري ان نعود الى بروكلين لإيجاد عمل دنيوي كي نسدِّد فواتيرنا.‏ فعملْنا في تنظيف عدة بنوك في الليل كي نتمكن من البقاء في الخدمة كامل الوقت.‏

خلال وجودنا في بروكلين،‏ مات ابي،‏ وأُصيبت والدة زوجي بسكتة دماغية خفيفة.‏ لذلك قرَّرنا الانتقال الى أوريڠون كي نكون قريبَين من والدتَينا.‏ ووجدنا كلانا عملا دنيويا بدوام جزئي واستمررنا في خدمة الفتح هناك.‏ وفي خريف سنة ١٩٦٤،‏ عبَرنا مع والدتَينا البلد لحضور الاجتماع السنوي لجمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في پيتسبورڠ،‏ پنسلڤانيا.‏

وخلال زيارتنا رود آيلند،‏ شجَّعنا ناظر الدائرة،‏ آرلِن ماير،‏ وزوجته على الانتقال الى پروڤيدانس،‏ عاصمة الولاية،‏ حيث كانت الحاجة الى ناشري الملكوت اعظم.‏ وحثَّتنا والدتانا على قبول هذا التعيين الجديد،‏ لذلك عند عودتنا الى أوريڠون،‏ بِعْنا معظم امتعة منزلنا وانتقلنا.‏

الى مدرسة جلعاد ثانية

خلال صيف ١٩٦٥،‏ حضرنا محفلا كوريا في يانكي ستاديوم.‏ وقدَّمنا هناك طلبا لحضور مدرسة جلعاد كزوجين.‏ وبعد شهر تقريبا،‏ فوجئنا بتسلُّم طلبَينا اللذين كان يجب ان نعيدهما خلال ٣٠ يوما.‏ كنت قلقة بشأن الذهاب الى بلد بعيد لأن امي لم تكن في صحة جيدة.‏ لكنها شجَّعتني:‏ «املأا هذين الطلبين،‏ انتما تعلمان انه يجب ان تقبلا دائما ايّ امتياز خدمة يقدِّمه يهوه!‏»‏

لقد حسم ذلك المسألة.‏ وقمنا بتعبئة الطلبَين وإرسالهما.‏ وكم كان مفاجئا ان نتسلّم دعوتين الى حضور الصف الـ‍ ٤٢،‏ الذي ابتدأ في ٢٥ نيسان ١٩٦٦!‏ كانت مدرسة جلعاد تقع آنذاك في بروكلين،‏ نيويورك.‏ وبعد اقل من خمسة اشهر،‏ تخرَّج ١٠٦ منا في ١١ ايلول ١٩٦٦.‏

تعييننا في الارجنتين

بعد يومين من التخرُّج،‏ كنا في طريقنا الى الارجنتين على متن خطوط الپيرو الجوية.‏ وعندما وصلنا الى بونس إيريس،‏ استقبلنا في المطار تشارلز آيزنهاور،‏ ناظر الفرع.‏ وساعدنا عندما وصلنا الى ادارة الجمارك ثم اخذنا الى الفرع.‏ كان لدينا يوم واحد لنفرغ حقائبنا ونستقر؛‏ ثم ابتدأت صفوفنا باللغة الاسپانية.‏ فكنا ندرس الاسپانية ١١ ساعة في اليوم في الشهر الاول.‏ وفي الشهر الثاني،‏ كنا ندرس اللغة اربع ساعات في اليوم وابتدأنا نشترك في خدمة الحقل.‏

بقينا في بونس إيريس خمسة اشهر ثم عُيِّنّا في روزاريو،‏ مدينة كبيرة تبعد شمالا نحو اربع ساعات بالقطار.‏ وبعد ان خدمنا هناك ١٥ شهرا،‏ أُرسلنا الى سانتياڠو دل استيرو التي تبعد مسافة اكبر نحو الشمال،‏ وهي مدينة في مقاطعة صحراوية حارة.‏ وخلال فترة وجودنا هناك،‏ ماتت امي في كانون الثاني ١٩٧٣.‏ لم أكن قد رأيتها منذ اربع سنوات.‏ وما ساعد على دعمي وانا حزينة هو الرجاء الاكيد بالقيامة بالإضافة الى المعرفة انني اخدم حيث تريد امي ان اكون.‏ —‏ يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ اعمال ٢٤:‏١٥‏.‏

كان الناس في سانتياڠو دل استيرو ودّيين،‏ وكان من السهل الابتداء بدروس في الكتاب المقدس.‏ فعندما وصلنا سنة ١٩٦٨،‏ كان هنالك نحو ٢٠ او ٣٠ شخصا يحضرون الاجتماعات،‏ ولكن بعد ثماني سنوات بلغ العدد اكثر من مئة شخص في جماعتنا.‏ وإضافة الى ذلك،‏ أُسست جماعتان جديدتان في بلدتَين قريبتَين يتراوح عدد ناشريهما بين الـ‍ ٢٥ والـ‍ ٥٠.‏

العودة ثانية الى الولايات المتحدة

بسبب المشاكل الصحية،‏ عُيِّنّا ثانية سنة ١٩٧٦ في الولايات المتحدة كفاتحَين خصوصيَّين —‏ في فايتڤيل،‏ كارولينا الشمالية.‏ وكان هناك اشخاص كثيرون يتكلمون الاسپانية من اميركا الوسطى واميركا الجنوبية،‏ جمهورية الدومينيكان،‏ پورتو ريكو،‏ وحتى اسپانيا.‏ وكنا نعقد دروسا كثيرة في الكتاب المقدس،‏ وبعد مدة أُسست جماعة اسپانية.‏ لقد قضينا ثماني سنوات تقريبا في هذا التعيين.‏

ولكن كان يلزم ان نكون اقرب الى حماتي،‏ التي كانت مسنّة وعاجزة.‏ كانت تعيش في پورتلَند،‏ أوريڠون،‏ لذلك تسلّمنا تعيينا جديدا في الجماعة الاسپانية في ڤانكوڤر،‏ واشنطن،‏ القريبة من پورتلَند.‏ كانت الجماعة صغيرة عندما وصلنا في كانون الاول ١٩٨٣،‏ لكننا نرى جددا كثيرين.‏

في حزيران ١٩٩٦،‏ أكملتُ ٥٣ سنة في الخدمة كامل الوقت،‏ وقد أكمل زوجي ٥٥ سنة في ١ كانون الثاني ١٩٩٦.‏ وخلال هذه السنوات العديدة،‏ تمتعت بامتياز مساعدة المئات على المجيء الى معرفة حق كلمة اللّٰه ونذر حياتهم ليهوه.‏ وكثيرون من هؤلاء يخدمون الآن كشيوخ وخدام كامل الوقت.‏

احيانا أُسأل عما اذا كنت اتحسر بسبب عدم انجابي الاولاد.‏ لكنَّ الواقع هو ان يهوه باركني بأولاد وحفداء روحيين كثيرين.‏ نعم،‏ ان خدمة يهوه جعلت حياتي غنية ومكافِئة.‏ وأنا اتعاطف كثيرا مع ابنة يفتاح،‏ التي قضت حياتها في خدمة الهيكل ولم تنجب قط اولادا بسبب امتياز خدمتها العظيم.‏ —‏ قضاة ١١:‏٣٨-‏٤٠‏.‏

لا ازال اذكر انتذاري ليهوه عندما كنت مجرد فتاة صغيرة.‏ وصورة الفردوس لا تزال حيّة الآن في ذهني كما كانت آنذاك.‏ ولا تزال عيناي وقلبي مركَّزة على جائزة الحياة بلا نهاية في عالم اللّٰه الجديد.‏ نعم،‏ ان رغبتي هي خدمة يهوه،‏ لا نحو ٥٠ سنة فقط،‏ بل الى الابد —‏ في ظل حكم ملكوته.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

دوروثي كرايدن،‏ ويداها على كتفَيّ،‏ مع رفقاء فاتحين سنة ١٩٤٣

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

في روما،‏ ايطاليا،‏ مع رفيقات مرسلات سنة ١٩٥٣

‏[الصورة في الصفحة ٢٥]‏

مع زوجي

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة