مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٦ ١/‏١٠ ص ٩-‏١٣
  • ‏‹اعكفوا على إضافة الغرباء›‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ‏‹اعكفوا على إضافة الغرباء›‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • إعزاز الغرباء
  • يهوه،‏ المُضيف الكامل
  • أضاف ملائكة
  • شعب مضياف
  • الاعراب عن الضيافة للآخرين
    خدمتنا للملكوت ١٩٨٣
  • الضيافة مفرحة وضرورية
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠١٨
  • لنكُنْ مضيافين
    رنِّم ليهوه بفرح
  • كونوا مضيافين
    رنِّموا ليهوه
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
ب٩٦ ١/‏١٠ ص ٩-‏١٣

‏‹اعكفوا على إضافة الغرباء›‏

‏«مشتركين في احتياجات القديسين.‏ عاكفين على اضافة الغرباء.‏» —‏ رومية ١٢:‏١٣‏.‏

١ ما هي احدى حاجات البشر الاساسية،‏ وكيف يُعرب عنها؟‏

ان السير في طريق منعزل ضمن محيط غريب في ساعة متأخرة من الليل يمكن ان يكون اختبارا مقلقا هذه الايام.‏ ولكنَّ وجود المرء بين حشد من الناس وهو لا يعرف احدا ولا احد يعرفه هو ايضا اختبار يسبِّب التوتر.‏ فحاجة المرء الى الشعور بأن احدا يهتم به،‏ بأنه مرغوب فيه،‏ وبأنه محبوب هي في الواقع جزء مكمِّل للطبيعة البشرية.‏ ولا احد يرغب في ان يعامَل كغريب او دخيل.‏

٢ كيف سدَّ يهوه حاجتنا الى الرفقة؟‏

٢ ويهوه اللّٰه،‏ صانع وخالق كل الاشياء،‏ يدرك جيدا حاجة البشر الى الرفقة.‏ فكمصمّم لخليقته البشرية،‏ عرف اللّٰه منذ البداية انه «ليس جيدا ان يكون آدم [«الانسان،‏» ع‌ج‏] وحده،‏» فاتّخذ اجراء حيال ذلك.‏ (‏تكوين ٢:‏١٨،‏ ٢١،‏ ٢٢‏)‏ ويزخر سجل الكتاب المقدس بأمثلة لأعمال اللطف التي اعرب عنها يهوه وخدامه نحو البشر.‏ ويمكِّننا ذلك ان نتعلم كيف ‹نعكف على إضافة الغرباء،‏› مما يجلب الفرح والبهجة للآخرين والاكتفاء لنا.‏ —‏ رومية ١٢:‏١٣‏.‏

إعزاز الغرباء

٣ اشرحوا المعنى الاساسي للضيافة.‏

٣ ان الكلمة «ضيافة» كما تُستعمل في الكتاب المقدس تُترجم عن الكلمة اليونانية فيلوكسِنيا،‏ المؤلفة من جذرَين يعنيان «محبة» و«غريب.‏» لذلك تعني الضيافة من حيث الاساس «محبة الغرباء.‏» لكنَّ هذا ليس مجرد اجراء شكليّ او مجاملة.‏ فهو يشمل مشاعر المرء وعواطفه.‏ والفعل فيليو،‏ استنادا الى فهرس كلمات الكتاب المقدس الشامل (‏بالانكليزية،‏ Exhaustive Concordance of the Bible)‏ لواضعه جيمس سترونڠ،‏ يعني «ان يكون المرء صديقا لـ‍ (‏ان يُعزّ [شخصا او شيئا])‏،‏ اي ان يشعر بمودة نحو (‏مما يشير الى تعلُّق شخصي،‏ امر له علاقة بالعاطفة او الشعور)‏.‏» ولذلك تتعدّى الضيافة المحبة المؤسسة على مبدإ،‏ ربما بدافع الشعور بالواجب او الالتزام.‏ انها عادة تعبير عن إعزاز،‏ مودَّة،‏ وصداقة اصيلة.‏

٤ لمَن ينبغي الاعراب عن الضيافة؟‏

٤ ان مَن ينال هذا الاعزاز والمودَّة هو «الغريب» (‏باليونانية،‏ كْسِنوس‏)‏.‏ ومَن يمكن ان يكون هذا؟‏ مرة اخرى،‏ يُعرِّف فهرس كلمات س‍ترونڠ الكلمة كْسِنوس بأنها ‏‹اجنبي (‏حرفيا دخيل،‏ او مجازيا جديد‏)‏؛‏ مما يدلُّ ضمنيا على ضيف او (‏العكس)‏ غريب.‏› لذلك فإن الضيافة،‏ كما هي ممثَّلة في الكتاب المقدس،‏ يمكن ان تعكس اللطف المعبَّر عنه لشخص نُعزّه او يمكن ان تمتدّ لتشمل حتى الشخص الغريب تماما.‏ اوضح يسوع:‏ «إن احببتم الذين يحبونكم فأي اجر لكم.‏ أليس العشّارون ايضا يفعلون ذلك.‏ وإن سلّمتم على اخوتكم فقط فأي فضل تصنعون.‏ أليس العشّارون ايضا يفعلون هكذا.‏» (‏متى ٥:‏ ٤٦،‏ ٤٧‏)‏ فالضيافة الاصيلة تتجاوز الانقسام وعدم المساواة اللذين يفرضهما التحامل والخوف.‏

يهوه،‏ المُضيف الكامل

٥،‏ ٦ (‏أ)‏ بماذا كان يسوع يفكر عندما قال ان «اباكم الذي في السموات هو كامل»؟‏ (‏ب)‏ كيف يُرى سخاء يهوه؟‏

٥ بعد ان اشار يسوع الى النقص في المحبة التي يُعبِّر عنها البشر واحدهم نحو الآخر،‏ كما هو مذكور آنفا،‏ اضاف هذه الملاحظة:‏ «كونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السموات هو كامل.‏» (‏متى ٥:‏٤٨‏)‏ طبعا،‏ يهوه هو كامل من جميع النواحي.‏ (‏تثنية ٣٢:‏٤‏)‏ لكنَّ يسوع كان يركِّز على وجه خصوصي لكمال يهوه،‏ كما ذكر سابقا:‏ «يشرق [اللّٰه] شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين.‏» (‏متى ٥:‏٤٥‏)‏ ففي إظهار اللطف،‏ ليس عند يهوه اية محاباة.‏

٦ ويهوه يملك كل شيء لأنه الخالق.‏ يقول يهوه:‏ «لي حيوان الوعر والبهائم على الجبال الألوف.‏ قد علِمتُ كل طيور الجبال ووحوش البرية عندي.‏» (‏مزمور ٥٠:‏١٠،‏ ١١‏)‏ لكنه لا يحتكر ايّ شيء بأنانية.‏ فهو يُعيل بسخائه كل خلائقه.‏ قال صاحب المزمور عن يهوه:‏ «تفتح يدك فتُشبع كل حي رضى.‏» —‏ مزمور ١٤٥:‏١٦‏.‏

٧ ماذا يمكن ان نتعلم من طريقة معاملة يهوه الغرباء والمحتاجين؟‏

٧ يزوِّد يهوه الناس بحاجاتهم —‏ حتى الذين لا يعرفونه،‏ الغرباء عنه.‏ ذكَّر بولس وبرنابا عبدة الاوثان في مدينة لِسترة بأن يهوه «لم يترك نفسه بلا شاهد وهو يفعل خيرا يعطينا من السماء امطارا وأزمنة مثمرة ويملأ قلوبنا طعاما وسرورا.‏» (‏اعمال ١٤:‏١٧‏)‏ فيهوه لطيف وسخيّ خصوصا نحو المحتاجين.‏ (‏تثنية ١٠:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وهنالك الكثير لنتعلمه من يهوه في إظهار اللطف والسخاء —‏ الاعراب عن الضيافة —‏ للآخرين.‏

٨ كيف اظهر يهوه سخاءه بالاعتناء بحاجاتنا الروحية؟‏

٨ وبالإضافة الى تزويد يهوه مخلوقاته بالحاجات المادية بوفرة،‏ فهو يهتم بحاجاتهم بطريقة روحية.‏ وقد عمل يهوه بطريقة تُظهر اقصى درجات السخاء من اجل خيرنا الروحي،‏ حتى قبل ان يدرك ايّ منا انه في حالة ميؤوس منها روحيا.‏ نقرأ في رومية ٥:‏٨،‏ ١٠‏:‏ «اللّٰه بيَّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا.‏ .‏ .‏ .‏ ونحن اعداء قد صولحنا مع اللّٰه بموت ابنه.‏» وهذا التدبير يجعل من الممكن ان تكون للبشر الخطاة علاقة عائلية سعيدة بأبينا السماوي.‏ (‏رومية ٨:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ وتأكد يهوه ايضا من تزويدنا بالارشاد والتوجيه الملائمَين لننجح في حياتنا رغم حالتنا الخاطئة والناقصة.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏١٠٥؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏.‏

٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ لماذا يمكننا القول ان يهوه هو المُضيف الكامل؟‏ (‏ب)‏ كيف ينبغي ان يتمثَّل العبّاد الحقيقيون بيهوه من هذا القبيل؟‏

٩ نظرا الى ذلك،‏ يمكننا القول ان يهوه هو حقا المُضيف الكامل بطرائق كثيرة.‏ فهو لا يُهمل المعوزين،‏ المتواضعين،‏ والوضعاء.‏ وهو يُظهر اهتماما وعناية اصيلَين بالغرباء،‏ حتى بأعدائه،‏ وهو لا يتوقع مكافأة مادية في المقابل.‏ في كل هذا،‏ أليس هو المثال الافضل للمُضيف الكامل؟‏

١٠ بصفته إله اللطف الحبي والسخاء العظيمَين،‏ يريد يهوه ان يتمثَّل عبّاده به.‏ ونحن نرى في كامل الكتاب المقدس امثلة بارزة لصفة الضيافة هذه التي تنمُّ عن اللطف.‏ تذكر دائرة المعارف اليهودية (‏بالانكليزية)‏ انه «في اسرائيل القديمة،‏ لم تكن الضيافة مجرد مسألة حسن سلوك،‏ بل شرعة ادبية .‏ .‏ .‏ فعادات الكتاب المقدس ان يرحِّب المرء بالمسافر المُرهَق ويستقبل الغريب عنده كانت الاساس الذي منه تطوَّرت الضيافة وكل الاوجه المتعلقة بها الى مزيَّة قيِّمة جدا في التقليد اليهودي.‏» والضيافة هي اكثر من علامة تميِّز قومية او مجموعة عرقية معينة،‏ انها صفة يجب ان تميِّز كل عبّاد يهوه الحقيقيين.‏

أضاف ملائكة

١١ ايّ مثال بارز يُظهر ان الضيافة جلبت بركات غير متوقَّعة؟‏ (‏انظروا ايضا تكوين ١٩:‏١-‏٣؛‏ قضاة ١٣:‏١١-‏١٦‏.‏)‏

١١ ان احدى روايات الكتاب المقدس المعروفة جيدا عن اظهار الضيافة هي رواية ابراهيم وسارة عندما كانا يخيِّمان عند بلوطات ممرا،‏ قرب حبرون.‏ (‏تكوين ١٨:‏١-‏١٠؛‏ ٢٣:‏١٩‏)‏ لا شك ان الرسول بولس كان يفكر في هذه الحادثة عندما قدَّم هذا النصح:‏ «لا تنسوا اضافة الغرباء لأن بها أضاف اناس ملائكة وهم لا يدرون.‏» (‏عبرانيين ١٣:‏٢‏)‏ ان درس هذه الرواية سيساعدنا لنرى ان الضيافة ليست مجرد عادة او طريقة ننشأ عليها.‏ وبالأحرى،‏ انها صفة الهية تجلب بركات رائعة.‏

١٢ كيف اظهر ابراهيم محبته للغرباء؟‏

١٢ تشير التكوين ١٨:‏١،‏ ٢ الى ان ابراهيم لم يكن يعرف الزائرين ولم يتوقَّع قدومهم،‏ فقد كانوا ثلاثة غرباء عابري سبيل،‏ ليس اكثر.‏ وبحسب بعض المعلّقين،‏ كانت العادة عند الشرقيين ان المسافر في ارض غريبة يحقّ له ان يتوقَّع الضيافة ولو كان لا يعرف احدا هناك.‏ لكنَّ ابراهيم لم ينتظر حتى يستخدم الغرباء حقَّهم هذا؛‏ بل اخذ المبادرة.‏ فقد «ركض» لاستقبال هؤلاء الغرباء الذين كانوا على مسافة منه —‏ كل ذلك «وقت حرّ النهار،‏» وكان ابراهيم في الـ‍ ٩٩ من العمر!‏ أفلا يُظهر ذلك لماذا اشار بولس الى ابراهيم كمثال لنقتدي به؟‏ هذا ما تعنيه الضيافة،‏ إعزاز الغرباء او محبتهم،‏ الاهتمام بحاجاتهم.‏ انها صفة ايجابية.‏

١٣ لماذا «سجد» ابراهيم للزائرين؟‏

١٣ تخبرنا الرواية ايضا ان ابراهيم،‏ بعد لقائه الغرباء،‏ «سجد الى الارض.‏» السجود لأشخاص غرباء تماما؟‏ كان السجود الذي قام به ابراهيم احدى طرائق تحية ضيف مكرَّم او شخص ذي مركز رفيع،‏ ولا يجب الخلط بينه وبين عمل العبادة المقصور على اللّٰه فقط.‏ (‏قارنوا اعمال ١٠:‏٢٥،‏ ٢٦؛‏ رؤيا ١٩:‏١٠‏.‏)‏ وقد اكرم ابراهيم هؤلاء الغرباء كأشخاص مهمّين بالسجود لهم،‏ لا بمجرد انحناء الرأس بل بالسجود «الى الارض.‏» فرغم انه كان رأس عائلة كبيرة وثرية من العائلات التي يترأسها الأب،‏ فقد اعتبر ان هؤلاء الغرباء يستحقون كرامة اكثر منه.‏ وكم يختلف هذا عن عادة الاشتباه في امر الغرباء الشائعة،‏ موقف الحذر منهم!‏ لقد اظهر ابراهيم حقا معنى العبارة:‏ «في اظهار الكرامة بعضكم لبعض خذوا القيادة.‏» —‏ رومية ١٢:‏١٠‏،‏ ع‌ج‏.‏

١٤ ايّ جهد وتضحية كانا مشمولَين بإظهار ابراهيم الضيافة للغرباء؟‏

١٤ يُظهر باقي الرواية ان مشاعر ابراهيم كانت اصيلة.‏ فوجبة الطعام نفسها كانت غير عادية.‏ حتى في الأُسر الكبيرة التي تملك الكثير من المواشي،‏ لم يكن ‹العجل الرخص والجيد› طعاما يوميا.‏ يذكر كتاب امثلة يومية من الكتاب المقدس (‏بالانكليزية)‏،‏ لواضعه جون كيتو،‏ عن العادات الشائعة في المنطقة:‏ «لم يكن يجري التمتع بالكماليّات إلّا في بعض الاعياد،‏ او عند وصول غريب؛‏ وفقط في مناسبات كهذه كان الناس يأكلون لحوم الحيوانات،‏ حتى الذين يملكون الكثير من القطعان والبقر.‏» ولأن المناخ الدافئ لم يكن يسمح بتخزين ايّ طعام قابل للفساد،‏ كان تحضير وجبة كهذه يتطلب إعدادها فورا.‏ ولا عجب انه في هذه الرواية القصيرة،‏ ترِد الكلمة «اسرعي» او «اسرَع» ثلاث مرات،‏ وقد «ركض» ابراهيم حرفيا ليعدّ وجبة الطعام!‏ —‏ تكوين ١٨:‏٦-‏٨‏.‏

١٥ كما اظهر مثال ابراهيم،‏ ما هي النظرة اللائقة الى التدابير المادية عند اظهار الضيافة؟‏

١٥ لكنَّ الهدف ليس مجرد اعداد وليمة كبيرة للتأثير في شخص ما.‏ فرغم ان ابراهيم وسارة بذلا كل هذا الجهد لإعداد وجبة الطعام وتقديمها،‏ لاحظوا كيف اشار ابراهيم اليها في وقت ابكر:‏ «ليؤخذ قليل ماء واغسلوا ارجلكم واتكئوا تحت الشجرة.‏ فآ‌خذ كسرة خبز فتُسندون قلوبكم ثم تجتازون.‏ لأنكم قد مررتم على عبدكم.‏» (‏تكوين ١٨:‏٤،‏ ٥‏)‏ و‹كسرة الخبز› هذه تبيَّن انها مأدبة تتألف من عجل مسمَّن مع خبز ملَّة مصنوع من دقيق السميذ،‏ زبد،‏ ولبن —‏ وليمة تليق بملك.‏ وما هو الدرس؟‏ ان الشيء المهم،‏ او ما يجب التشديد عليه عند اظهار الضيافة،‏ ليس كم يكون الطعام والشراب فاخرَين،‏ او كم تكون التسلية متقنة،‏ وهلمّ جرا.‏ فالضيافة لا تعتمد على مقدرة المرء على شراء اشياء غالية الثمن.‏ وبالأحرى انها مؤسسة على الاهتمام الاصيل بخير الآخرين وعلى الرغبة في فعل الخير لهم بحسب امكانيات الشخص.‏ يذكر احد امثال الكتاب المقدس:‏ «اكلة من البقول حيث تكون المحبة خير من ثور معلوف ومعه بغضة،‏» وفي ذلك يكمن مفتاح الضيافة الاصيلة.‏ —‏ امثال ١٥:‏١٧‏.‏

١٦ كيف اظهر ابراهيم التقدير للأمور الروحية في ما فعله للزائرين؟‏

١٦ ولكن يجب ان ننتبه لوجود طابع روحي ايضا للحادثة بكاملها.‏ فقد ادرك ابراهيم بطريقة ما ان هؤلاء الزائرين كانوا رسلا من يهوه.‏ وهذا مُشار اليه في الكلمات التي خاطبهم بها:‏ «يا سيد [«يهوه،‏» ع‌ج‏] إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك.‏»‏a (‏تكوين ١٨:‏٣‏؛‏ قارنوا خروج ٣٣:‏٢٠‏.‏)‏ لم يعرف ابراهيم مسبقا هل كان الرسل يحملون رسالة له من يهوه ام انهم مارّون من هناك فحسْب.‏ وبصرف النظر عن ذلك،‏ ادرك ان هنالك قصدا ليهوه يتم.‏ فقد كان هؤلاء الملائكة يقومون بمهمة اعطاهم اياها يهوه.‏ وكان من دواعي سروره ان يتمكّن من المساهمة في ذلك.‏ لقد ادرك ان خدام يهوه يستحقون الافضل،‏ وكان في هذه الحال سيقدِّم الافضل.‏ وبفعله ذلك،‏ كان سيتمتع هو او شخص آخر ببركة روحية.‏ وكما تبيَّن في النهاية،‏ بورك ابراهيم وسارة بسخاء على ضيافتهما المخلصة.‏ —‏ تكوين ١٨:‏٩-‏١٥؛‏ ٢١:‏١،‏ ٢‏.‏

شعب مضياف

١٧ ماذا طلب يهوه من الاسرائيليين في ما يتعلق بالغرباء والمحتاجين بينهم؟‏

١٧ لم تكن الامة المتحدرة من ابراهيم لتنسى مثاله البارز.‏ فالناموس الذي اعطاه يهوه للاسرائيليين شمل تدابير إظهار الضيافة للغرباء بينهم.‏ «كالوطني منكم يكون لكم الغريب النازل عندكم وتحبه كنفسك لأنكم كنتم غرباء في ارض مصر انا الرب الهكم.‏» (‏لاويين ١٩:‏٣٤‏)‏ فكان على الشعب ان يُظهروا اعتبارا خصوصيا للمحتاجين الى دعم مادي وألّا يستخفوا بهم.‏ وعندما كان يهوه يباركهم بحصاد وافر،‏ عندما كانوا يفرحون بأعيادهم،‏ عندما كانوا يستريحون من اعمالهم في سنوات السبت،‏ وفي مناسبات اخرى،‏ كان على الشعب ان يتذكروا البائسين —‏ الارامل،‏ اليتامى،‏ والغرباء.‏ —‏ تثنية ١٦:‏٩-‏١٤؛‏ ٢٤:‏١٩-‏٢١؛‏ ٢٦:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

١٨ ما هي اهمية الضيافة في ما يتعلق بنيل رضى يهوه وبركته؟‏

١٨ ان اهمية اظهار اللطف،‏ السخاء،‏ والضيافة للآخرين،‏ وخصوصا المحتاجين،‏ يمكن ان تُرى في طريقة تعامل يهوه مع الاسرائيليين عندما تجاهلوا ممارسة هذه الصفات.‏ فقد أوضح يهوه ان اظهار اللطف والسخاء للغرباء والمحتاجين هو احد المطالب كي ينال شعبه بركاته الدائمة.‏ (‏مزمور ٨٢:‏٢،‏ ٣؛‏ اشعياء ١:‏١٧؛‏ ارميا ٧:‏٥-‏٧؛‏ حزقيال ٢٢:‏٧؛‏ زكريا ٧:‏٩-‏١١‏)‏ فعندما كانت الامة تبذل جهدها للقيام بهذه المطالب وغيرها،‏ كانت تزدهر وتتمتع بوفرة مادية وروحية.‏ وعندما انهمكوا في مساعيهم الشخصية الانانية وأهملوا اظهار هذه الصفات التي تنمّ عن اللطف للمحتاجين،‏ دانهم يهوه،‏ ونفَّذ فيهم اخيرا العقاب المضاد.‏ —‏ تثنية ٢٧:‏١٩؛‏ ٢٨:‏١٥،‏ ٤٥‏.‏

١٩ في ايّ امر اضافي ينبغي ان نتأمل؟‏

١٩ فكم هو مهم اذًا ان نفحص انفسنا ونتأكد هل نعيش بانسجام مع توقُّعات يهوه من هذا القبيل!‏ ويصحّ ذلك اليوم خصوصا نظرا الى روح الانانية والانقسام الموجودة في العالم.‏ فكيف يمكن ان نظهر الضيافة المسيحية في عالم منقسم؟‏ هذا ما ستناقشه المقالة التالية.‏

‏[الحاشية]‏

a من اجل مناقشة مفصَّلة لهذه النقطة،‏ انظروا المقالة «هل رأى احد اللّٰه؟‏» في برج المراقبة عدد ١٥ ايار ١٩٨٨،‏ الصفحات ٢١-‏٢٣،‏ بالانكليزية.‏

هل تذكرون؟‏

◻ ما معنى الكلمة المُترجَمة «ضيافة» في الكتاب المقدس؟‏

◻ بأية طرائق يكون يهوه المثال الكامل لإظهار الضيافة؟‏

◻ الى ايّ حد اظهر ابراهيم ضيافته؟‏

◻ لماذا ينبغي لكل العبّاد الحقيقيين ان ‹يعكفوا على إضافة الغرباء›؟‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة