مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٨ ١/‏٨ ص ١٩-‏٢٤
  • ‏«عملنا ما كان يجب علينا»‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ‏«عملنا ما كان يجب علينا»‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • التعرف بحق الكتاب المقدس
  • التقدُّم في الحق
  • تغييرات في التعيين
  • الحياة في بيت ايل جديرة بأن تُحيا
  • امتياز المساهمة في التوسع
  • دروس تعلَّمتها
  • أهي المهنة الفضلى لكم؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
  • هل يمكنكم ان تتطوّعوا؟‏
    خدمتنا للملكوت ٢٠٠١
  • امتيازات نلتها في الخدمة كامل الوقت
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٤
  • النظر بتقدير الى «بيت اللّٰه»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
ب٩٨ ١/‏٨ ص ١٩-‏٢٤

‏«عملنا ما كان يجب علينا»‏

كما رواه جورج كاوتش

بعد ان قضينا الصباح في الخدمة من بيت الى بيت،‏ اخرج رفيقي شطيرتين.‏ وعندما انتهينا من الاكل،‏ اخرجت سيجارة لأُدخنها.‏ فسألني:‏ «منذ متى وأنت في الحق؟‏».‏ فقلت له:‏ «مساء البارحة حضرت اول اجتماع».‏

وُلدت في ٣ آذار ١٩١٧ في مزرعة تقع على بعد حوالي ٥٠ كيلومترا (‏٣٠ ميلا)‏ شرقي پيتسبورڠ،‏ پنسلڤانيا،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ بالقرب من بلدة آڤِنمور الصغيرة.‏ وهناك تربَّيت مع اخوتي الاربعة وأختي.‏

لم ننل الكثير من التدريب الديني،‏ فقد توقف والداي عن الذهاب الى الكنيسة عندما كنا صغارا.‏ ومع ذلك،‏ كنا نؤمن بالخالق،‏ وكانت حياتنا العائلية تنسجم مع المبادئ الرئيسية الموجودة في الكتاب المقدس.‏

وأفضل تدريب نلته من والديّ كان على تحمُّل المسؤولية وإتمامها.‏ فقد كان هذا محور حياة المزرعة.‏ لكنَّ حياتنا لم تكن عملا وحسب،‏ بل كنا نتمتع ايضا باستجمام سليم كلعب كرة السلة والبايسبول،‏ ركوب الخيل،‏ والسباحة.‏ ورغم اننا لم نكن نملك الكثير من المال،‏ كانت حياة المزرعة مبهجة.‏ تعلمنا في مدرسة ابتدائية تتألف من صف واحد،‏ ثم ذهبنا الى البلدة لنكمل المرحلة الثانوية.‏

وفي احدى الليالي كنت اسير في البلدة مع صديق لي عندما خرجت فتاة جميلة من بيتها لتلقي عليه التحية.‏ فعرَّفني بفِرن پرو التي كانت تسكن في الشارع نفسه حيث تقع المدرسة الثانوية.‏ وعندما كنت امرُّ بمنزلها،‏ غالبا ما كنت اجدها في الخارج تهتم بالاعمال المنزلية.‏ فمن الواضح انها كانت عاملة نشيطة وقد اثَّر ذلك فيَّ.‏ فتطورت بيننا صداقة حميمة ووقعنا في الحب وتزوجنا في نيسان ١٩٣٦.‏

التعرف بحق الكتاب المقدس

قبل ولادتي،‏ كانت تعيش في البلدة امرأة متقدمة في السن وكان الناس يسيئون معاملتها بسبب دينها.‏ كانت امي تزورها ايام السبت عندما تكون ذاهبة الى البلدة للتسوق.‏ فكانت تنظف منزلها وتقضي لها بعض حاجاتها الى ان ماتت.‏ أعتقد ان يهوه بارك امي لأنها كانت لطيفة جدا مع هذه المرأة التي كانت واحدة من تلاميذ الكتاب المقدس،‏ كما كان شهود يهوه يُدعون آنذاك.‏

بُعيد ذلك،‏ ماتت ابنة عمتي الصغيرة فجأة.‏ وقد نالت عمتي التعزية،‏ التي لم تستطع الكنيسة ان تقدمها،‏ من احدى جاراتها التي كانت واحدة من تلاميذ الكتاب المقدس.‏ فقد اوضحت لها تلميذة الكتاب المقدس ماذا يحصل عندما يموت الشخص.‏ (‏ايوب ١٤:‏١٣-‏١٥؛‏ جامعة ٩:‏٥،‏ ١٠‏)‏ وكان هذا مصدر تعزية كبيرة.‏ وتكلمت عمتي بدورها مع امي عن رجاء القيامة،‏ مما اثار اهتمام امي لأن والديها ماتا وهي صغيرة وكانت متشوقة الى معرفة ماذا يحدث للشخص عند الموت.‏ وقد طبعت هذه الحادثة في ذهني اهمية الاستفادة دائما من الفرص للشهادة على نحو غير رسمي.‏

في ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ ابتدأت امي بالاستماع الى البرنامج الاذاعي الذي كان يقدِّمه صباح كل احد جوزيف ف.‏ رذرفورد،‏ رئيس جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس آنذاك.‏ وخلال تلك السنوات بدأ الشهود ايضا بالعمل من بيت الى بيت حيث نقيم.‏ فكانوا يضعون فونوڠرافا متنقلا في فناء بيتنا تحت شجرة مظلِّلة ويشغِّلون الاسطوانات التي سُجلت عليها مواعظ الاخ رذرفورد.‏ وقد أبقت هذه التسجيلات ومجلتَا برج المراقبة و العصر الذهبي (‏الآن استيقظ!‏‏)‏ اهتمام امي حيًّا.‏

بعد سنوات قليلة،‏ سنة ١٩٣٨،‏ أُرسلت بطاقة بريدية الى المشتركين في برج المراقبة تدعوهم الى اجتماع خصوصي في منزل خاص يبعد حوالي ٢٥ كيلومترا (‏١٥ ميلا)‏.‏ ارادت امي ان تحضر،‏ لذلك رافقناها فِرن وأنا واثنان من اخوتي.‏ قدَّم جون بوث وتشارلز هيسلِر،‏ ناظران جائلان من شهود يهوه،‏ خطابين،‏ وكان الحضور نحو اثني عشر شخصا كنا نحن بينهم.‏ بعد ذلك بدأا بتنظيم فريق للمشاركة في الخدمة في الصباح التالي.‏ لكنَّ احدا لم يتطوَّع للذهاب معهما،‏ فاختارني الاخ هيسلِر وسألني:‏ «لمَ لا تذهب معنا؟‏».‏ لم اكن اعرف تماما ماذا كانا سيفعلان،‏ الا انني لم اجد سببا يمنعني عن مساعدتهما.‏

ذهبنا من بيت الى بيت حتى الظهر تقريبا،‏ ثم اخرج الاخ هيسلِر شطيرتين.‏ جلسنا على درج الكنيسة وبدأنا بالأكل.‏ وبعدما تناولت تلك السيجارة علم الاخ هيسلِر انني لم احضر إلّا اجتماعا واحدا.‏ فأخبرني انه سيأتي الى منزلنا على العشاء في تلك الامسية،‏ وطلب منا ان ندعو جيراننا من اجل مناقشة مؤسسة على الكتاب المقدس.‏ بعد العشاء،‏ عقد معنا درسا في الكتاب المقدس وقدَّم خطابا للفريق المؤلف من حوالي عشرة اشخاص الذي كان قد حضر.‏ وأخبرنا اننا يجب ان ندرس الكتاب المقدس كل اسبوع.‏ ومع ان جيراننا لم يوافقوا على ذلك،‏ رتبنا فِرن وأنا للحصول على درس بيتي اسبوعي في الكتاب المقدس.‏

التقدُّم في الحق

بُعيد ابتدائنا بالدرس،‏ اشتركنا فِرن وأنا ذات مرة في خدمة الحقل.‏ وحين جلسنا في مقعد السيارة الخلفي،‏ اشعل كل منا سيجارة.‏ فالتفت الينا اخي وقال:‏ «لقد اكتشفت ان الشهود لا يدخِّنون».‏ فرمت فِرن سيجارتها من النافذة في الحال —‏ أما انا فأنهيت تدخين سيجارتي.‏ ورغم اننا كنا نتمتع بالتدخين،‏ لم نتناول اية سيجارة منذ تلك الحادثة.‏

بعد معموديتنا سنة ١٩٤٠،‏ كنا فِرن وأنا في احد الاجتماعات حيث درسنا مقالة تحث على الاشتراك في عمل الفتح،‏ كما يُدعى عمل الكرازة كامل الوقت.‏ وفي طريقنا الى البيت سألني احد الاخوة:‏ «لمَ لا تشتركان انت وفِرن في عمل الفتح؟‏ فليس لديكما ما يمنعكما».‏ كان الاخ على حق،‏ ولذلك ابدينا استعدادنا.‏ فقدمتُ إشعارا في مكان عملي أُخبرهم فيه انني سأترك العمل بعد ٣٠ يوما،‏ وصنعنا الترتيبات للابتداء بعمل الفتح.‏

استشرنا جمعية برج المراقبة بشأن المكان الذي ينبغي ان نخدم فيه،‏ ثم انتقلنا الى بلتيمور،‏ ماريلند.‏ كان يوجد هناك بيت للفاتحين،‏ وكانت كلفة الطعام والمأوى ١٠ دولارات شهريا.‏ كنا نملك بعض المدَّخرات التي اعتقدنا انها ستكون كافية حتى هرمجدون.‏ (‏رؤيا ١٦:‏١٤،‏ ١٦‏)‏ فلطالما اعتقدنا ان هرمجدون قريبة جدا.‏ لذلك عندما بدأنا بالفتح،‏ تخلينا عن بيتنا وعن كل شيء آخر.‏

خدمنا كفاتحَين في بلتيمور من السنة ١٩٤٢ الى ١٩٤٧.‏ وفي هذه السنوات كانت مقاومة عمل شهود يهوه شديدة.‏ فبدل ان نستقل سيارتنا لنذهب الى بيت التلاميذ الذين ندرس معهم الكتاب المقدس،‏ كنا نطلب احيانا ان يوصلنا شخص ما.‏ وبهذه الطريقة لم تكن اطارات سيارتنا تمزَّق.‏ لا احد يحب مقاومة كهذه،‏ ولكن يمكنني ان اقول اننا كنا دائما نستمتع بخدمة الحقل.‏ وفي الواقع،‏ كنا نتطلع الى شيء من الاثارة اثناء القيام بعمل الرب.‏

سرعان ما انفقنا كل المال الذي ادَّخرناه،‏ وبليت اطارات سيارتنا،‏ وملابسنا،‏ وأحذيتنا.‏ ومرضنا مرتين او ثلاثا لمدة طويلة.‏ لم يكن الاستمرار في عملنا سهلا،‏ لكننا لم نفكر مطلقا في التوقف ولا حتى تكلمنا عن هذا الموضوع.‏ فقد امتنعنا عن امور اخرى في الحياة حتى نتمكن من البقاء في عمل الفتح.‏

تغييرات في التعيين

سنة ١٩٤٧ ذهبنا الى المحفل في لوس انجلوس،‏ كاليفورنيا.‏ وهناك،‏ تسلَّم كل منا اخي وليَم وأنا رسالة تعيين في العمل الجائل لنزور ونساعد الجماعات.‏ ولم ننل آنذاك ايّ تدريب خصوصي على ذلك العمل،‏ انما شرعنا مباشرة بالقيام بتعييننا.‏ وطوال السنوات السبع التالية،‏ خدمنا فِرن وأنا في أوهايو،‏ ميشيڠان،‏ إنديانا،‏ إيلينوي،‏ ونيويورك.‏ وسنة ١٩٥٤ دُعينا الى حضور الصف الـ‍ ٢٤ من جلعاد،‏ وهي مدرسة لتدريب المرسلين.‏ وفيما كنا هناك،‏ أُصيبت فِرن بشلل الاطفال.‏ لكن من المفرح انها تعافت تماما وعُيِّنّا في العمل الجائل في نيويورك وكونكتيكت.‏

فيما كنا نخدم في ستامفورد،‏ كونكتيكت،‏ طلب منا ناثان ه‍.‏ نور،‏ رئيس جمعية برج المراقبة آنذاك،‏ ان نقضي نهاية الاسبوع معه ومع زوجته اودْري.‏ فحضَّرا لنا وجبة عشاء شهية من شرائح لحم البقر وتوابعها.‏ كنا قد تعرّفنا بهما قبلا،‏ وكنت اعرف الاخ نور بما فيه الكفاية لأُدرك ان ثمة امرا ما يدور في رأسه يتعدى المعاشرة والعشاء.‏ ولاحقا في تلك الامسية سألني:‏ «ما رأيك في المجيء الى بيت ايل؟‏».‏

اجبته:‏ «لا اعلم،‏ فأنا لا اعرف الكثير عن حياة بيت ايل».‏

وبعد التفكير في هذا الموضوع لأسابيع عديدة،‏ اخبرنا الاخ نور اننا سنأتي إن اراد هو ان نأتي.‏ وفي الاسبوع التالي،‏ تسلَّمنا رسالة تدعونا الى الابتداء بالعمل في بيت ايل في ٢٧ نيسان ١٩٥٧،‏ يوم ذكرى زواجنا الـ‍ ٢١.‏

في ذلك اليوم الاول في بيت ايل،‏ قدّم لي الاخ نور ارشادات واضحة عمَّا هو مطلوب.‏ قال لي:‏ «لم تعد خادم دائرة بعد الآن؛‏ انت هنا لتعمل في بيت ايل.‏ وهذا اهم عمل يُطلب منك،‏ ونحن نريد منك ان تصرف وقتك وجهدك في تطبيق التدريب الذي تناله هنا في بيت ايل،‏ ونريد منك ان تبقى».‏

الحياة في بيت ايل جديرة بأن تُحيا

اول تعيين لي كان في قسمَي المجلات والبريد.‏ ولاحقا،‏ بعد نحو ثلاث سنوات،‏ طلب مني الاخ نور ان احضر الى مكتبه.‏ وأبلغني عند ذلك ان السبب الحقيقي لإحضاري الى بيت ايل كان الخدمة في البيت.‏ وكانت تعليماته مباشرة جدا:‏ «انت هنا لتدير البيت في بيت ايل».‏

ذكَّرتني ادارة البيت في بيت ايل بالدروس التي تعلمتها من والديّ فيما كنت اكبر في المزرعة.‏ فبيت ايل يشبه كثيرا عائلة عادية.‏ فيجب تنظيف الثياب،‏ تحضير وجبات الطعام،‏ غسل الاطباق،‏ ترتيب الاسرَّة،‏ وإلى ما هنالك.‏ والمسؤولون عن البيت يحاولون ان يجعلوا من بيت ايل مكانا مريحا للعيش،‏ مكانا يمكن للمرء ان يدعوه بيته.‏

اعتقد ان ثمة دروسا كثيرة يمكن للعائلات ان تتعلمها من كيفية عمل بيت ايل.‏ فنحن نستيقظ باكرا في الصباح ونبدأ يومنا بأفكار روحية من خلال التأمل في آية يومية من الكتاب المقدس.‏ ويُتوقّع منا ان نعمل بكد ونعيش حياة متزنة انما مليئة بالعمل.‏ ليس بيت ايل مثل الدير،‏ كما قد يفكر البعض.‏ ونحن ننجز الكثير لأننا نتبع برنامجا في حياتنا.‏ وكثيرون قالوا ان التدريب الذي حصلوا عليه هنا ساعدهم لاحقا على تحمُّل المسؤوليات في عائلاتهم وفي الجماعة المسيحية.‏

قد يعيَّن للاحداث والحدثات الذين يأتون الى بيت ايل عمل التنظيف،‏ غسل الثياب وكيّها،‏ او العمل في المصنع.‏ وبحسب مقاييس العالم،‏ هذا العمل الجسدي يذلنا ويحطّ من مستوانا.‏ غير ان الاحداث في بيت ايل يدركون ان تعيينات العمل هذه هي ضرورية لتعمل عائلتنا بشكل جيد وبسعادة.‏

قد يروِّج العالم ايضا الفكرة انه يلزمكم المركز والشهرة لتكونوا سعداء حقا.‏ وهذا خطأ.‏ فعندما نقوم بما عُيِّن لنا،‏ نكون قد «عملنا ما كان يجب علينا».‏ (‏لوقا ١٧:‏١٠‏)‏ ولا يمكننا ان نحصل على القناعة والسعادة الحقيقيتين إلا اذا تذكرنا القصد من عملنا:‏ ان نصنع مشيئة يهوه ونروِّج مصالح الملكوت.‏ وإذا ابقينا ذلك في ذهننا،‏ يمكن ان يكون ايّ تعيين ممتعا وجالبا الاكتفاء.‏

امتياز المساهمة في التوسع

في المحفل في كليڤلنْد،‏ أوهايو،‏ سنة ١٩٤٢،‏ قبل مجيئنا الى بيت ايل بأكثر من عشر سنوات،‏ قدَّم الاخ نور خطابا بعنوان:‏ «السلام —‏ هل يمكن ان يدوم؟‏».‏ وفيه اظهر بوضوح ان الحرب العالمية الثانية،‏ التي كانت محتدمة آنذاك،‏ ستنتهي وأنه سيكون هنالك فترة سلام تزوِّد الفرصة لتوسُّع حملات الكرازة.‏ وأُسست سنة ١٩٤٣ مدرسة جلعاد لتدريب المرسلين ومدرسة الخدمة الثيوقراطية لتحسين قدرات الاخوة في الخطابة العامة.‏ ونُظمت المحافل الكبيرة ايضا،‏ والبارزة منها على نحو خصوصي خلال خمسينات الـ‍ ١٩٠٠ كانت تلك التي عُقدت في يانكي ستاديوم،‏ نيويورك.‏ وفي ما يتعلق بالمحفلين اللذين عُقدا هناك في سنتَي ١٩٥٠ و ١٩٥٣،‏ حصلتُ على فرصة المساعدة في التنسيق لمدينة العربات المقطورة الضخمة التي اقام فيها عشرات الآلاف طوال الايام الثمانية من كل من هذين المحفلين.‏

بعد تلك المحافل،‏ بما فيها اكبرها سنة ١٩٥٨،‏ كانت هنالك زيادات كبرى في عدد ناشري الملكوت.‏ وهذا اثّر مباشرة في عملنا في بيت ايل.‏ وفي اواخر ستينات الـ‍ ١٩٠٠ وأوائل سبعيناتها،‏ وجدنا انفسنا بحاجة ماسة الى المزيد من مساحات العمل والغرف للعمال.‏ فلنؤوي عائلتنا التي كانت تنمو،‏ كان يلزم المزيد من غرف النوم،‏ المطابخ،‏ وغرف الطعام.‏

لذلك طلب الاخ نور مني ومن الاخ ماكس لارسن،‏ ناظر المصنع،‏ ان نبحث عن قطعة ارض مناسبة من اجل التوسع.‏ ففي سنة ١٩٥٧،‏ عندما اتيت الى بيت ايل،‏ كان افراد عائلتنا المؤلفة من حوالي ٥٠٠ شخص يسكنون في مبنى سكني ضخم واحد.‏ ولكن،‏ على مر السنين،‏ اشترت الجمعية وجدَّدت ثلاثة فنادق مجاورة ضخمة —‏ تاورز،‏ ستانديش،‏ وبوسرت —‏ اضافة الى ابنية سكنية عديدة اصغر.‏ وسنة ١٩٨٦ اشترت الجمعية قطعة الارض التي كان يقع فيها فندق مارڠريت وحولت المبنى الجديد الجميل الذي بُني هناك الى بيت لحوالي ٢٥٠ شخصا.‏ ثم في اوائل تسعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ بُني مبنى سكني من ٣٠ طابقا لإيواء ٠٠٠‏,١ عامل اضافي.‏ والآن يمكن لبيت ايل في بروكلين ان يؤمِّن المأوى والمأكل لأكثر من ٣٠٠‏,٣ عضو من عائلتنا.‏

وقد اشتُريت ايضا قطعة ارض في والكيل،‏ نيويورك،‏ تبعد نحو ١٦٠ كيلومترا (‏١٠٠ ميل)‏ عن بيت ايل في بروكلين.‏ وعلى مر السنين،‏ ابتداء من اواخر ستينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ بُنيت هناك ابنية سكنية ومطبعة ضخمة.‏ والآن يعيش ويعمل هناك نحو ٢٠٠‏,١ عضو من عائلة بيت ايل.‏ وسنة ١٩٨٠ بدأ البحث عن ارض تبلغ مساحتها نحو ٢٥٠ هكتارا (‏٦٠٠ أكر)‏ تكون اقرب الى مدينة نيويورك ويسهل الوصول منها الى الطريق الرئيسي.‏ وعندما علم السمسار بذلك،‏ ضحك وقال:‏ «اين ستجدون قطعة ارض كهذه؟‏ انه امر مستحيل!‏».‏ لكنه عاد فاتصل في الصباح التالي وقال:‏ «لقد وجدت قطعة الارض التي تطلبونها».‏ وتُعرف هذه اليوم بالمركز الثقافي لبرج المراقبة في پاترسن،‏ نيويورك.‏ وهناك تُدار المدارس وتوجد عائلة من اكثر من ٣٠٠‏,١ خادم.‏

دروس تعلَّمتها

تعلَّمت ان الناظر الجيد هو الناظر الذي يستفيد من المعلومات الثمينة التي يقدمها الآخرون.‏ فمعظم الافكار التي حصلت على امتياز تنفيذها بصفتي ناظر البيت في بيت ايل اتت من الآخرين.‏

عندما اتيت الى بيت ايل،‏ كان كثيرون كبار السن،‏ كما انا اليوم.‏ وغالبيتهم ماتوا الآن،‏ فمَن يأخذ مكانهم؟‏ ليس دائما اشخاص يتمتعون بقدرات اكثر من سواهم،‏ انما اشخاص يعملون بجد في تعييناتهم ويكونون مستعدين للعمل.‏

والامر المهم الآخر الذي يجب تذكره هو قيمة وجود زوجة صالحة.‏ فقد كان دعم زوجتي العزيزة فِرن عونا عظيما لي في اتمام تعييناتي الثيوقراطية.‏ فعلى الازواج ان يتأكدوا ان زوجاتهم يتمتعن بتعييناتهم.‏ وأنا احاول ان اخطط لشيء نحب القيام به فِرن وأنا.‏ ولا داعي لأن يكلّفنا الكثير من المال؛‏ مجرد شيء يكسر الروتين اليومي.‏ فمن مسؤولية الزوج ان يقوم بأمور تسعد زوجته،‏ فالوقت الذي يقضيه معها ثمين وينقضي بسرعة،‏ لذا عليه ان يستفيد منه الى اقصى حد.‏

انا سعيد لأنني اعيش في الايام الاخيرة التي تحدّث عنها يسوع.‏ فهذا هو الوقت الاكثر اثارة في كامل تاريخ الجنس البشري.‏ ويمكننا ان نراقب ونرى بأعين ايماننا كيف ينمي الرب هيئته تحضيرا لمجيء العالم الجديد الموعود به.‏ وإذ انظر الى الوراء الى حياتي في خدمة يهوه،‏ يمكنني ان ارى ان يهوه هو من يدير هذه الهيئة وليس الناس.‏ فنحن فقط خدامه،‏ لذلك يجب ان نتطلع اليه دائما من اجل التوجيه.‏ وعندما يشير الى ما يجب فعله،‏ ينبغي ان نطيع فورا ونتعاون لننفذه.‏

قدِّموا من ذواتكم للهيئة تضمنوا حياة حافلة وسعيدة.‏ ومهما كنتم تفعلون —‏ سواء كنتم في خدمة الفتح،‏ العمل الدائري،‏ الخدمة مع احدى الجماعات كناشرين،‏ خدمة بيت ايل،‏ او العمل الارسالي —‏ فاتّبعوا الارشادات،‏ وقدِّروا تعيينكم.‏ ابذلوا جهدكم لتتمتعوا بكل تعيين وكل يوم عمل في خدمة يهوه.‏ في بعض الاوقات ستتعبون،‏ وقد تشعرون بالارهاق او بأنكم مثبطو العزيمة.‏ ولكن عند ذلك يجب ان تتذكروا القصد من نذر حياتكم ليهوه.‏ وهو ان تفعلوا مشيئته،‏ وليس مشيئتكم.‏

لا يمر يوم عمل دون ان استمتع فيه بما افعله.‏ ولماذا؟‏ لأننا عندما نقدِّم ذواتنا من كل النفس ليهوه،‏ نحصل على الاكتفاء من المعرفة اننا «عملنا ما كان يجب علينا».‏

‏[الصورة في الصفحة ١٩]‏

قسم المجلات

‏[الصورة في الصفحة ١٩]‏

مدينة العربات المقطورة،‏ ١٩٥٠

‏[الصورة في الصفحة ١٩]‏

خدمة الفتح في بلتيمور،‏ ١٩٤٦

‏[الصورة في الصفحة ١٩]‏

مع فِرن في مدينة العربات المقطورة سنة ١٩٥٠

‏[الصورة في الصفحة ٢٢]‏

مع اودْري وناثان نور

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

المركز الثقافي لبرج المراقبة في پاترسن،‏ نيويورك

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

مع فِرن اليوم

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة