مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٨ ١/‏١٢ ص ٨-‏١٣
  • مبغَضون من اجل ايمانهم

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • مبغَضون من اجل ايمانهم
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ‏«كلفة» صيرورة المرء تلميذا
  • مبغِضون ومبغَضون
  • المسيحيون الاولون —‏ مبغَضون من قِبل مَن؟‏
  • لماذا كان المسيحيون الاولون مبغَضين في العالم الروماني؟‏
  • لا تفكير في المسايرة!‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • المسيحيون والمجتمع البشري اليوم
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • الدفاع عن ايماننا
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
  • المسيحيون الاوَّلون والعالم
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
ب٩٨ ١/‏١٢ ص ٨-‏١٣

مبغَضون من اجل ايمانهم

‏«تكونون مبغَضين من الجميع من اجل اسمي».‏ —‏ متى ١٠:‏٢٢‏.‏

١،‏ ٢ هل يمكنكم ان ترووا بعض الاختبارات الواقعية عمّا عاناه شهود ليهوه بسبب ممارسة معتقداتهم الدينية؟‏

صاحب متجر مستقيم من جزيرة كريت اعتُقل عشرات المرات ومثلَ امام المحاكم اليونانية مرارا عديدة.‏ وقضى ما مجموعه اكثر من ست سنوات في السجن،‏ بعيدا عن زوجته وأولاده الخمسة.‏ في اليابان،‏ طُرد طالب في الـ‍ ١٧ من العمر من مدرسته رغم حسن سلوكه وتفوُّقه على طلاب صفّه الـ‍ ٤٢.‏ وفي فرنسا،‏ صُرف دون ايّ إمهال عدد من الاشخاص من عملهم على الرغم من سجلاتهم الممتازة كعمّال مجتهدين وأصحاب ضمائر حية.‏ فما القاسم المشترك بين هذه الاختبارات الواقعية؟‏

٢ جميع هؤلاء الاشخاص من شهود يهوه.‏ وماذا كانت «جريمتهم»؟‏ بشكل رئيسي،‏ ممارسة معتقداتهم الدينية.‏ فإطاعةً لتعاليم يسوع المسيح،‏ كان صاحب المتجر يخبر الآخرين بإيمانه.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ لكنه أُدين بموجب قانون يوناني قديم يعتبر الهداية جريمة.‏ والطالب طُرد لأن ضميره المدرَّب حسب الكتاب المقدس لم يسمح له بأن يشارك في تمارين الكندو (‏المسايفة اليابانية)‏ الالزامية.‏ (‏اشعياء ٢:‏٤‏)‏ والذين صُرفوا من عملهم في فرنسا أُعلموا ان السبب الوحيد لطردهم هو انهم عرَّفوا بأنفسهم كشهود ليهوه.‏

٣ لماذا العذاب الاليم على يد اناس آخرين هو من الحالات النادرة نسبيا بين معظم شهود يهوه؟‏

٣ هذه الاختبارات القاسية هي عيِّنة ممّا يعانيه شهود يهوه مؤخرا في بعض البلدان.‏ لكنَّ معظم شهود يهوه لا يتعرَّضون،‏ إلا في حالات نادرة نسبيا،‏ لعذاب أليم على يد اناس آخرين.‏ فشعب يهوه معروف حول العالم بسيرته الحسنة،‏ وهذا الصيت لا يعطي احدا عذرا مشروعا ليرغب في ايذائهم.‏ (‏١ بطرس ٢:‏١١،‏ ١٢‏)‏ وهم لا يحوكون المؤامرات او ينهمكون في سلوك مؤذٍ.‏ (‏١ بطرس ٤:‏١٥‏)‏ على العكس،‏ يحاولون ان يعيشوا وفق مشورة الكتاب المقدس التي تقول ان الخضوع هو للّٰه اولا،‏ ثم للحكومات الدنيوية.‏ وهم يدفعون الضرائب التي يفرضها القانون ويحاولون ان ‹يسالموا جميع الناس›.‏ (‏رومية ١٢:‏١٨؛‏ ١٣:‏٦،‏ ٧؛‏ ١ بطرس ٢:‏١٣-‏١٧‏)‏ وفي عملهم التعليمي المؤسس على الكتاب المقدس،‏ يشجّعون على احترام القانون والقيم العائلية والآداب.‏ وقد مدحتهم حكومات كثيرة على كونهم مواطنين مطيعين للقانون.‏ (‏رومية ١٣:‏٣‏)‏ ولكن،‏ كما توضح الفقرة الاولى،‏ يتعرَّض الشهود احيانا في بعض البلدان للمقاومة وحتى للحظر الحكومي.‏ فهل ينبغي ان يدهشنا ذلك؟‏

‏«كلفة» صيرورة المرء تلميذا

٤ وفقا لما قاله يسوع،‏ ماذا يلزم ان يتوقع المرء عندما يصير واحدا من تلاميذه؟‏

٤ لم يترك يسوع المسيح مجالا للتساؤل عمّا تشمله صيرورة المرء تلميذا له.‏ فقد قال لأتباعه:‏ «ليس عبد اعظم من سيده.‏ إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم».‏ وكان يسوع مبغَضا «بلا سبب».‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٨-‏٢٠،‏ ٢٥؛‏ مزمور ٦٩:‏٤؛‏ لوقا ٢٣:‏٢٢‏)‏ لذلك لزم ان يتوقع تلاميذه الامر نفسه:‏ مقاومة بدون اساس يبرِّرها.‏ وقد حذَّرهم اكثر من مرة قائلا:‏ «تكونون مبغَضين».‏ —‏ متى ١٠:‏٢٢؛‏ ٢٤:‏٩‏.‏

٥،‏ ٦ (‏أ)‏ لماذا حثّ يسوع أتباعه المحتمَلين على ‹حساب الكلفة›؟‏ (‏ب)‏ لماذا اذًا لا ينبغي ان نستغرب المقاومة عندما تواجهنا؟‏

٥ لذلك حثّ يسوع أتباعه المحتمَلين ان ‹يحسبوا كلفة› صيرورتهم تلاميذ له.‏ (‏لوقا ١٤:‏٢٨‏،‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ ولماذا؟‏ ليس لكي يقرِّروا هل يصيرون أتباعا له ام لا،‏ بل لكي يملكوا التصميم على إتمام ما ينطوي عليه ذلك.‏ فيجب ان نكون مستعدين لتحمّل اية محن او مشقات ترافق هذا الامتياز.‏ (‏لوقا ١٤:‏٢٧‏)‏ ولا احد يجبرنا على خدمة يهوه كأتباع للمسيح.‏ فهذا قرار يُتخذ طوعا،‏ ويُتخذ ايضا بعد الاطّلاع على شروطه.‏ فنحن نعرف مسبقا انه بالاضافة الى البركات التي ننالها من امتلاك علاقة انتذار باللّٰه،‏ ‹سنكون مبغَضين›.‏ لذلك لا نستغرب المقاومة عندما تواجهنا.‏ فقد ‹حسبنا الكلفة›،‏ ونحن على اتمّ الاستعداد لتسديدها.‏ —‏ ١ بطرس ٤:‏١٢-‏١٤‏.‏

٦ ولكن لماذا يريد البعض،‏ بمن فيهم بعض السلطات الحكومية،‏ ان يقاوموا المسيحيين الحقيقيين؟‏ للحصول على الجواب،‏ يحسن بنا ان نتأمل في حالة فريقَين دينيَّين في القرن الاول الميلادي.‏ فكلاهما كانا مبغَضَين،‏ ولكن لأسباب مختلفة جدا.‏

مبغِضون ومبغَضون

٧،‏ ٨ اية تعاليم عكست روح الازدراء بالامم،‏ وأيّ موقف نما عند اليهود بسبب ذلك؟‏

٧ بحلول القرن الاول الميلادي،‏ كانت اسرائيل تحت الحكم الروماني.‏ وعموما كانت اليهودية —‏ اي النظام الديني اليهودي —‏ في قبضة قادة تعسُّفيين كالكتبة والفريسيين.‏ (‏متى ٢٣:‏٢-‏٤‏)‏ وكان هؤلاء القادة المتعصبون يأخذون مقتطفات من الناموس الموسوي حول الانفصال عن الامم ويحرِّفونها لكي تبدو وكأنها تتطلب احتقار غير اليهود.‏ وهذا ما انتج دينا ولّد عند اليهود شعورا بالبغض نحو الامم وأثار بدوره بغض الامم لليهود.‏

٨ لم يكن صعبا على القادة اليهود ان يحثّوا على الازدراء بالامم،‏ لأن اليهود في ذلك الوقت كانوا يعتبرون الامم مخلوقات منحطة.‏ فقد علّم القادة الدينيون ان المرأة اليهودية يجب ألا تبقى ابدا وحدها مع اشخاص من الامم،‏ لأنه «يُشتبه في كونهم فاسقين».‏ ووجب على الرجل اليهودي ألا «يبقى وحده معهم لأنه يُشتبه في كونهم سفّاكي دماء».‏ ولم يكن ممكنا استهلاك الحليب الذي حلبه اممي إلا اذا وُجد يهودي هناك ليراقب عملية الحلب.‏ وبسبب تأثير قادتهم،‏ نما عند اليهود شعور بالتعالي والتميُّز الشديد عن غيرهم.‏ —‏ قارنوا يوحنا ٤:‏٩‏.‏

٩ ماذا كان تأثير تعليم القادة اليهود عن غير اليهود؟‏

٩ هذه التعاليم المتعلقة بغير اليهود لم تروِّج علاقات طيبة بين اليهود والامم.‏ فصار الامم يعتبرون اليهود مبغِضين لكل البشرية.‏ وقال المؤرخ الروماني تاسيتوس (‏الذي وُلد نحو سنة ٥٦ ب‌م)‏ عن اليهود انهم «ينظرون الى باقي البشر نظرة الاعداء بكل ما فيها من بغض».‏ وادّعى تاسيتوس ايضا ان الامم الذين صاروا دخلاء الى اليهودية تعلموا ان ينكروا بلدهم ولا يكنّوا ايّ اعتبار لعائلتهم وأصدقائهم.‏ وكان الرومان عموما لا يقاومون اليهود،‏ اذ كان يُحسب حساب لكثرتهم.‏ لكنَّ ثورة يهودية سنة ٦٦ ب‌م دفعت الرومان الى الردّ بقوة،‏ مما ادى الى دمار اورشليم سنة ٧٠ ب‌م.‏

١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ اية معاملة للاجانب امر بها الناموس الموسوي؟‏ (‏ب)‏ ايّ درس نتعلمه مما حدث لليهودية؟‏

١٠ وماذا كان موقف الناموس الموسوي بالمقارنة مع هذه النظرة الى الاجانب؟‏ صحيح ان الناموس ايّد الانفصال عن الامم،‏ لكنَّ ذلك كان بهدف حماية الاسرائيليين،‏ وخصوصا حماية عبادتهم النقية.‏ (‏يشوع ٢٣:‏٦-‏٨‏)‏ ومع ذلك،‏ امر الناموس ان يعامَل الاجانب بعدل وإنصاف وأن تُحسَن ضيافتهم،‏ ما داموا لا يخالفون شرائع اسرائيل بشكل فادح.‏ (‏لاويين ٢٤:‏٢٢‏)‏ أما القادة الدينيون اليهود في ايام يسوع فلم يعاملوا الاجانب بحسب الموقف المعتدل المبيَّن بكل وضوح في الناموس،‏ بل انتجوا ديانة أَبغَضت وأُبغِضت.‏ وفي النهاية خسرت الامة اليهودية في القرن الاول رضى يهوه.‏ —‏ متى ٢٣:‏٣٨‏.‏

١١ وهل يوجد درس نتعلمه من ذلك؟‏ طبعا يوجد.‏ ان موقف التعالي والبر الذاتي الذي يزدري بمَن لا يشاركوننا في معتقداتنا الدينية لا يمثِّل بشكل صحيح عبادة يهوه النقية،‏ وهو لا يسرّ به ايضا.‏ تأملوا في مثال المسيحيين الامناء في القرن الاول.‏ فهم لم يبغضوا غير المسيحيين،‏ ولم يثوروا على روما.‏ ولكنهم كانوا «مبغَضين».‏ لماذا؟‏ ومن قِبل مَن؟‏

المسيحيون الاولون —‏ مبغَضون من قِبل مَن؟‏

١٢ كيف يتضح من الاسفار المقدسة ان يسوع يريد ان يمتلك أتباعه نظرة متزنة الى غير المسيحيين؟‏

١٢ يتضح من تعاليم يسوع انه اراد ان يمتلك تلاميذه نظرة متزنة الى غير المسيحيين.‏ فمن ناحية،‏ قال انه يجب على أتباعه ان ينفصلوا عن العالم،‏ اي ان يتجنبوا المواقف والتصرفات التي تتعارض مع طرق يهوه البارة.‏ وكان يجب ان يبقوا حياديين في مسألتَي الحرب والسياسة.‏ (‏يوحنا ١٧:‏١٤،‏ ١٦‏)‏ ومن ناحية اخرى،‏ لم يعلّم يسوع احتقار الذين ليسوا مسيحيين،‏ بل امر أتباعه بأن ‹يحبوا اعداءهم›.‏ (‏متى ٥:‏٤٤‏)‏ وحث الرسول بولس المسيحيين قائلا:‏ «إن جاع عدوك فأطعمه.‏ وإن عطش فاسقه».‏ (‏رومية ١٢:‏٢٠‏)‏ وأمر المسيحيين ايضا بأن ‹يعملوا الخير للجميع›.‏ —‏ غلاطية ٦:‏١٠‏.‏

١٣ لماذا كان القادة الدينيون اليهود مقاومين جدا لتلاميذ المسيح؟‏

١٣ ولكن سرعان ما وجد تلاميذ المسيح انفسهم «مبغَضين» من ثلاثة مصادر.‏ كان المصدر الاول القادة الدينيين اليهود.‏ ولا عجب ان يجذب المسيحيون انتباههم بسرعة!‏ فقد كانت للمسيحيين مبادئ سامية في الاخلاق والاستقامة،‏ وكانوا ينشرون رسالة رجاء بغيرة شديدة.‏ وهجر الآلاف اليهودية واعتنقوا المسيحية.‏ (‏اعمال ٢:‏٤١؛‏ ٤:‏٤؛‏ ٦:‏٧‏)‏ وكان تلاميذ يسوع اليهود،‏ في نظر القادة الدينيين اليهود،‏ مجرد اشخاص مرتدّين!‏ (‏قارنوا اعمال ١٣:‏٤٥‏.‏)‏ وشعر هؤلاء القادة الغِضاب بأن المسيحية تبطل تقاليدهم.‏ حتى ان المسيحية لم تعترف بنظرة هؤلاء الى الامم!‏ فمن سنة ٣٦ ب‌م فصاعدا،‏ صار بإمكان الامم ان يصيروا مسيحيين يشاركون في الايمان نفسه ويتمتعون بالامتيازات نفسها كالمسيحيين اليهود.‏ —‏ اعمال ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ لماذا جلب المسيحيون على انفسهم بغض العبّاد الوثنيين؟‏ اعطوا مثلا.‏ (‏ب)‏ ايّ فريق ثالث صار المسيحيون الاولون «مبغَضين» في نظره؟‏

١٤ ثانيا،‏ جلب المسيحيون على انفسهم بغض العبّاد الوثنيين.‏ مثلا،‏ في افسس القديمة،‏ كان صنع هياكل فضة للإلاهة ارطاميس يدرّ ربحا وفيرا.‏ ولكن عندما كرز بولس هناك،‏ تجاوب عدد كبير من الافسسيين مع الحق وتركوا عبادة ارطاميس.‏ فشعر الصاغة بأن تجارتهم مهدَّدة وأثاروا الشغب.‏ (‏اعمال ١٩:‏٢٤-‏٤١‏)‏ وحصل امر مماثل بعدما انتشرت المسيحية في بِثينية (‏اليوم في شمالي غربي تركيا)‏.‏ فبعد وقت غير طويل من إكمال الاسفار اليونانية المسيحية،‏ روى پلينيوس الاصغر والي بِثينية ان المعابد الوثنية هُجرت ومبيعات العلف للحيوانات،‏ التي تقدَّم ذبائح،‏ انخفضت بشدة.‏ فأُلقي اللوم على المسيحيين واضطُهدوا،‏ لأن عبادتهم لا تجيز الذبائح الحيوانية والاصنام.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏١-‏٩؛‏ ١ يوحنا ٥:‏٢١‏)‏ فمن الواضح ان انتشار المسيحية اثر في بعض المصالح المتعلقة بالعبادة الوثنية،‏ مما اثار استياء الذين كانوا يخسرون تجارتهم ومالهم.‏

١٥ ثالثا،‏ صار المسيحيون «مبغَضين» من قِبل الرومان القوميين.‏ ففي البداية،‏ كان المسيحيون في نظر الرومان فريقا دينيا صغيرا وربما متعصبا.‏ ولكن على مرّ الوقت،‏ صار مجرد اعتراف المرء بأنه مسيحي يُعتبر جريمة يعاقَب عليها بالموت.‏ فلماذا صار مدنيون مستقيمون يعيشون حياة مسيحية يُعتبرون مستأهلين الاضطهاد والموت؟‏

لماذا كان المسيحيون الاولون مبغَضين في العالم الروماني؟‏

١٦ بأية طرائق بقي المسيحيون منفصلين عن العالم،‏ ولماذا جعلهم ذلك غير محبوبين في العالم الروماني؟‏

١٦ السبب الرئيسي لكون المسيحيين مبغَضين في العالم الروماني هو ممارستهم لمعتقداتهم الدينية.‏ مثلا،‏ بقي المسيحيون منفصلين عن العالم.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٩‏)‏ فلم يشغلوا منصبا سياسيا،‏ ورفضوا الخدمة العسكرية.‏ ونتيجةً لذلك،‏ «مُثِّلوا كأشخاص غير مبالين بالعالم،‏ وعديمي الفائدة في كل شؤون الحياة»،‏ كما يقول المؤرخ اوغسطس نياندر.‏ وعدم كونهم جزءا من العالم عنى ايضا تجنب الطرق الشريرة للعالم الروماني الفاسد.‏ يوضح المؤرخ وِل ديورانت:‏ «كانت الطائفة المسيحية القليلة العدد تقضّ بتقواها ورقّة حاشيتها مضاجع العالم الوثني المنهمك في ملذاته وشهواته».‏ (‏١ بطرس ٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ فباضطهاد المسيحيين وإعدامهم،‏ ربما كان الرومان يحاولون إسكات صوت الضمير المزعج.‏

١٧ ماذا يُظهر فعّالية العمل الكرازي الذي كان مسيحيو القرن الاول يقومون به؟‏

١٧ وكان مسيحيو القرن الاول يكرزون ببشارة ملكوت اللّٰه بغيرة شديدة.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ ونحو سنة ٦٠ ب‌م،‏ كان بإمكان بولس ان يقول ان البشارة ‹قد كُرز بها في كل الخليقة التي تحت السماء›.‏ (‏كولوسي ١:‏٢٣‏)‏ وبحلول نهاية القرن الاول،‏ كان أتباع يسوع قد تلمذوا اشخاصا في كل انحاء الامبراطورية الرومانية —‏ في آسيا وأوروپا وإفريقيا!‏ حتى ان بعض اعضاء «بيت قيصر» صاروا مسيحيين.‏a (‏فيلبي ٤:‏٢٢‏)‏ لكنَّ هذه الكرازة الغيورة اثارت الاستياء.‏ يقول نياندر:‏ «كانت المسيحية تتقدم باطّراد بين الناس من كل المستويات،‏ وهدَّدت بقلب دين الدولة».‏

١٨ كيف صار المسيحيون على خلاف مع الحكومة الرومانية بسبب تقديمهم التعبد المطلق ليهوه؟‏

١٨ وكان أتباع يسوع يقدّمون التعبد المطلق ليهوه.‏ (‏متى ٤:‏٨-‏١٠‏)‏ وربما كان هذا الوجه من عبادتهم اكثر الامور التي جعلتهم على خلاف مع روما.‏ فقد كان الرومان متسامحين مع الاديان الاخرى ما دام أتباعها يشتركون ايضا في عبادة الامبراطور.‏ ولكن لم يكن ممكنا ان يشارك المسيحيون الاولون في هذه العبادة.‏ فقد اعتبروا انفسهم مسؤولين امام سلطة اسمى من سلطة الدولة الرومانية،‏ سلطة يهوه اللّٰه.‏ (‏اعمال ٥:‏٢٩‏)‏ ونتيجةً لذلك،‏ اعتُبر المسيحي عدوا للدولة مهما كان مواطنا صالحا في جميع الامور الاخرى.‏

١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ مَن كانوا مسؤولين الى حد بعيد عن الافتراء الماكر الذي شاع عن المسيحيين الامناء؟‏ (‏ب)‏ اية تهم باطلة وُجهت الى المسيحيين؟‏

١٩ وهنالك سبب آخر ايضا جعل المسيحيين الامناء «مبغَضين» في العالم الروماني.‏ فقد كان الافتراء الماكر عليهم يُصدَّق بسرعة،‏ وكان القادة الدينيون اليهود مسؤولين الى حد بعيد عن التهم الموجهة اليهم.‏ (‏اعمال ١٧:‏٥-‏٨‏)‏ فنحو سنة ٦٠ او ٦١ ب‌م،‏ عندما كان بولس في روما ينتظر محاكمته في الدعوى التي رفعها الى الامبراطور نيرون،‏ قال اليهود البارزون عن المسيحيين:‏ «معلوم عندنا من جهة هذا المذهب انه يقاوَم في كل مكان».‏ (‏اعمال ٢٨:‏٢٢‏)‏ ولا شك ان نيرون سمع بالافتراءات الموجهة اليهم.‏ ففي سنة ٦٤ ب‌م،‏ عندما حُمِّل نيرون مسؤولية الحريق الذي دمّر روما،‏ يقال انه ألقى اللوم على المسيحيين المطعون فيهم من قبل.‏ ويبدو ان ذلك اثار موجة من الاضطهاد العنيف بهدف القضاء على المسيحيين.‏

٢٠ غالبا ما كانت التهم الباطلة ضد المسيحيين مزيجا من الاكاذيب الواضحة وتحريفا لمعتقداتهم.‏ فبسبب ايمانهم بإله واحد وعدم عبادتهم الامبراطور،‏ نُعتوا بالملحدين.‏ وبما ان بعض اعضاء العائلات غير المسيحيين كانوا يقاومون اقرباءهم المسيحيين،‏ اتُّهم المسيحيون بتفكيك العائلات.‏ (‏متى ١٠:‏٢١‏)‏ ونُعتوا بأكلة لحوم البشر؛‏ وهذا الاتهام،‏ كما تقول بعض المصادر،‏ مؤسس على تحريف لكلمات يسوع خلال عشاء الرب.‏ —‏ متى ٢٦:‏٢٦-‏٢٨‏.‏

٢١ لأيّ سببين كان المسيحيون «مبغَضين»؟‏

٢١ اذًا كان المسيحيون الامناء «مبغَضين» من قِبل الرومان لسببين اساسيين:‏ (‏١)‏ معتقداتهم وممارساتهم المؤسسة على الكتاب المقدس،‏ و (‏٢)‏ التهم الباطلة الموجهة اليهم.‏ وبصرف النظر عن السبب،‏ كان للمقاومين هدف واحد:‏ القضاء على المسيحية.‏ وطبعا،‏ كان المحرِّضون الحقيقيون لاضطهاد المسيحيين كائنات مقاوِمة فوق الطبيعة البشرية،‏ اجناد الشر الروحية غير المنظورة.‏ —‏ افسس ٦:‏١٢‏.‏

٢٢ (‏أ)‏ ايّ مثال يُظهر ان شهود يهوه يسعون دائما الى ‹عمل الخير للجميع›؟‏ (‏انظروا الاطار في الصفحة ١١.‏)‏ (‏ب)‏ ماذا ستناقشه المقالة التالية؟‏

٢٢ وكما كان المسيحيون الاولون،‏ كذلك فان شهود يهوه في الازمنة العصرية ‹مبغَضون› في بلدان عديدة.‏ ولكنهم لا يبغضون غير الشهود؛‏ ولا يرفعون ابدا راية العصيان على الحكومات.‏ على العكس،‏ يُعرف الشهود حول العالم بممارستهم المحبة الاصيلة التي تتجاوز كل الحواجز الاجتماعية والعرقية.‏ فلماذا يُضطهَدون اذًا؟‏ وكيف يتجاوبون مع المقاومة؟‏ سيناقَش هذان السؤالان في المقالة التالية.‏

‏[الحاشية]‏

a لا تشير عبارة «بيت قيصر» بالضرورة الى اعضاء عائلة نيرون،‏ الذي كان يحكم آنذاك.‏ فيمكن ان تنطبق على خدّام القصر والمسؤولين ذوي الرتب الوضيعة الذين ربما كانوا يقدّمون خدمات منزلية كالطبخ والتنظيف للامبراطور وأسرته والعاملين في قصره.‏

كيف تجيبون؟‏

◻ لماذا حث يسوع الأتباع المحتمَلين ان يحسبوا كلفة صيرورتهم تلاميذ له؟‏

◻ ايّ تأثير كان للنظرة السائدة الى غير اليهود في اليهودية،‏ وماذا نتعلم من ذلك؟‏

◻ واجه المسيحيون الاولون الامناء المقاومة من اية مصادر ثلاثة؟‏

◻ لأيّ سببَين اساسيَّين كان المسيحيون الاولون ‹مبغَضين› من الرومان؟‏

‏[الاطار في الصفحة ١١]‏

‏‹عمل الخير للجميع›‏

يسعى شهود يهوه دائما الى تطبيق نصيحة الكتاب المقدس ‹بعمل الخير للجميع›.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٠‏)‏ ففي اوقات الشدة،‏ تدفعهم محبة القريب الى مساعدة مَن لا يشاركونهم في آرائهم الدينية.‏ مثلا،‏ خلال الاحداث المفجعة في رواندا سنة ١٩٩٤،‏ تطوَّع شهود من اوروپا للذهاب الى افريقيا والمساعدة على تقديم الاغاثة.‏ وأُنشئت بسرعة مخيَّمات حسنة التنظيم ومستشفيات ميدانية لتقديم العون.‏ وشُحنت جوًّا كميات هائلة من المواد الغذائية والملابس والبطانيات.‏ وكان عدد اللاجئين الذين استفادوا من هذه الاغاثة اكثر من ثلاثة اضعاف عدد الشهود في تلك المنطقة.‏

‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

كرز مسيحيو القرن الاول بالبشارة بغيرة شديدة

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة