«ثبِّتوا قلوبكم»
«تحتاجون الى الاحتمال لكي تنالوا إتمام الوعد بعد ان تكونوا قد فعلتم مشيئة اللّٰه». — عبرانيين ١٠:٣٦.
١، ٢ (أ) ماذا حدث لعدد من المسيحيين في القرن الاول؟ (ب) لماذا من السهل ان يضعف الايمان؟
من بين كل كتبة الكتاب المقدس، الرسول بولس هو اكثر مَن اتى على ذكر الايمان. وقد تحدث مرارا عن الذين ضعف ايمانهم او مات. مثلا، هنالك هيمينايس والاسكندر اللذان ‹تحطمت بهما السفينة من جهة الايمان›. (١ تيموثاوس ١:١٩، ٢٠) وديماس الذي ترك بولس لأنه «احب نظام الاشياء الحاضر». (٢ تيموثاوس ٤:١٠) وهنالك بعض الذين ‹انكروا الايمان› بتصرفاتهم غير المسيحية وغير المسؤولة. وآخرون خدعتهم الحكمة الزائفة «فحادوا عن الايمان». — ١ تيموثاوس ٥:٨؛ ٦:٢٠، ٢١.
٢ ولكن لماذا فشل هؤلاء المسيحيون الممسوحون في هذه المجالات؟ حسنا، ان «الايمان هو الترقب الاكيد لأمور مرجوة، والبرهان الجلي على حقائق لا تُرى». (عبرانيين ١١:١) فنحن نمارس الايمان بالامور التي لا نراها، لكننا لا نحتاج اليه للاشياء التي تُرى. وأن نعمل جاهدين لتجميع ثروة منظورة اسهل مما لتجميع كنوز روحية لا تُرى. (متى ١٩:٢١، ٢٢) فهنالك امور كثيرة منظورة، مثل «شهوة الجسد وشهوة العيون»، تروق كثيرا جسدنا الناقص ويمكن ان تُضعِف ايماننا. — ١ يوحنا ٢:١٦.
٣ ايّ نوع من الايمان ينبغي ان ينميه المسيحي؟
٣ لكنَّ الرسول بولس يقول: «يجب على الذي يقترب الى اللّٰه ان يؤمن بأنه كائن وبأنه يكافئ الذين يجدّون في طلبه». وهذا هو الايمان الذي كان لدى موسى. فقد «كان ينظر بإمعان الى المكافأة» و«بقي راسخا كأنه يرى مَن لا يُرى». (عبرانيين ١١:٦، ٢٤، ٢٦، ٢٧) والمسيحي يحتاج الى هذا النوع من الايمان. وكما ذكرت المقالة السابقة، كان ابراهيم مثالا رائعا في هذا المجال.
مثال ايمان ابراهيم
٤ كيف تأثر مسلك حياة ابراهيم بإيمانه؟
٤ كان ابراهيم في اور عندما نال وعد اللّٰه بأنه سينجب نسلا يكون بركة لأشخاص من جميع الامم. (تكوين ١٢:١-٣؛ اعمال ٧:٢، ٣) وعلى اساس هذا الوعد، اطاع ابراهيم يهوه وانتقل اولا الى حاران ثم الى كنعان. وهناك وعد يهوه بإعطاء الارض لنسله. (تكوين ١٢:٧؛ نحميا ٩:٧، ٨) ولكنَّ الكثير مما وعده به كان سيتم بعد موته. مثلا، لم يمتلك ابراهيم قط ايّ جزء من ارض كنعان، ما خلا مغارة المكفيلة، التي اشتراها كقبر. (تكوين ٢٣:١-٢٠) ومع ذلك، كان يؤمن بكلمة يهوه. والاهم هو انه كان يؤمن بمدينة مقبلة، «المدينة التي لها اساسات حقيقية، التي اللّٰه بانيها وصانعها». (عبرانيين ١١:١٠) وقد دعمه هذا الايمان طوال حياته.
٥، ٦ كيف امتُحن ايمان ابراهيم في ما يتعلق بوعد يهوه؟
٥ وهذا ما يُرى خصوصا في ما يتعلق بالوعد بأن نسل ابراهيم سيصير امة عظيمة. فلكي يتم هذا الوعد، كان من الضروري ان يكون لابراهيم ابن، وقد انتظر طويلا لينجب ولدا. ولا نعرف كم كان عمره عندما سمع لأول مرة وعد اللّٰه، ولكن عندما قام بالرحلة الطويلة الى حاران، لم يكن يهوه قد اعطاه ولدا بعد. (تكوين ١١:٣٠) وظل في حاران مدة تكفي ‹ليقتني مقتنيات ونفوسا›، وعندما انتقل الى كنعان، كان ابن خمس وسبعين سنة وكانت سارة ابنة خمس وستين، ولكن لم يكن لهما ابن. (تكوين ١٢:٤، ٥) وعندما بلغت سارة منتصف سبعيناتها، استنتجت انها الآن اكبر من ان تلد لابراهيم ولدا. فأعطته جاريتها هاجر، كما جرت العادة ان يُفعل، فرُزق بابن منها. ولكنه لم يكن الولد الموعود به. وأخيرا، صُرفَت هاجر وابنها اسماعيل. ولكن عندما توسل ابراهيم من اجلهما، وعد يهوه بأن يباركهما. — تكوين ١٦:١-٤، ١٠؛ ١٧:١٥، ١٦، ١٨-٢٠؛ ٢١:٨-٢١.
٦ وفي وقت اللّٰه المعيَّن، بعد قطع الوعد لأول مرة بوقت طويل، رُزق ابراهيم البالغ من العمر ١٠٠ سنة وسارة البالغة من العمر ٩٠ سنة بابن دُعي اسحاق. وكم كان ذلك رائعا دون شك! فعندما انجب الجسمان ‹المائتان› لهذين الزوجين المسنين حياة جديدة، كان ذلك اشبه بالقيامة. (روما ٤:١٩-٢١) لقد دام الانتظار طويلا، ولكن عندما تم الوعد اخيرا، تبيَّن ان الانتظار كان في محله.
٧ كيف يُربَط بين الايمان والاحتمال؟
٧ يذكِّرنا مثال ابراهيم بأن الايمان لا ينبغي ان يكون لمجرد فترة قصيرة. فقد ربط بولس بين الايمان والاحتمال عندما كتب: «تحتاجون الى الاحتمال لكي تنالوا إتمام الوعد بعد ان تكونوا قد فعلتم مشيئة اللّٰه . . . لسنا ممَّن يتراجعون للهلاك، بل ممَّن لهم ايمان لاستحياء النفس». (عبرانيين ١٠:٣٦-٣٩) لقد انتظر كثيرون فترة طويلة لإتمام الوعد. والبعض انتظروا كل حياتهم. وما دعمهم هو ايمانهم القوي. ومثل ابراهيم، سينالون المكافأة في وقت يهوه المعيَّن. — حبقوق ٢:٣.
الاستماع للّٰه
٨ كيف نستمع للّٰه اليوم، ولماذا سيقوِّي ذلك ايماننا؟
٨ ثمة اربعة امور على الاقل قوَّت ايمان ابراهيم، وهي نفسها يمكن ان تساعدنا. اولا، لقد اعرب عن ‹ايمانه بأن اللّٰه كائن› بالاصغاء الى يهوه عندما يتكلم. وهكذا كان مختلفا عن اليهود في ايام ارميا، الذين آمنوا بيهوه ولكنهم لم يؤمنوا بكلماته. (ارميا ٤٤:١٥-١٩) واليوم، يتكلم يهوه معنا من خلال صفحات الكتاب المقدس، كلمته الموحى بها التي قال بطرس انها مثل «سراج يضيء في مكان مظلم . . . في قلوبكم». (٢ بطرس ١:١٩) فعندما نقرأ الكتاب المقدس بانتباه، ‹نتغذى بكلمات الايمان›. (١ تيموثاوس ٤:٦؛ روما ١٠:١٧) وفي هذه الايام الاخيرة ايضا، يزوِّد ‹العبد الامين الفطين الطعام الروحي في حينه›، الارشاد حول تطبيق مبادئ الكتاب المقدس وفهم نبواته. (متى ٢٤:٤٥-٤٧) والاستماع ليهوه بواسطة هاتين الوسيلتين هو شرط واجب لامتلاك ايمان قوي.
٩ ماذا سينتج اذا كنا نؤمن حقا بالرجاء المسيحي؟
٩ كان ايمان ابراهيم مرتبطا ارتباطا وثيقا برجائه. فقد «آمن على اساس الرجاء لكي يصير ابا لأمم كثيرة». (روما ٤:١٨) وهذا امر ثانٍ يمكن ان يساعدنا. فلا ينبغي ان ننسى ان يهوه «يكافئ الذين يجدّون في طلبه». قال الرسول بولس: «نعمل بكدّ ونجتهد، لأننا القينا رجاءنا على اللّٰه الحي». (١ تيموثاوس ٤:١٠) فإذا كنا نؤمن حقا بالرجاء المسيحي، يكون كامل مسلك حياتنا اعرابا عن ايماننا، تماما كابراهيم.
التكلم مع اللّٰه
١٠ ايّ نوع من الصلاة يقوِّي ايماننا؟
١٠ لقد تكلم ابراهيم مع اللّٰه، وهذا هو الامر الثالث الذي قوّى ايمانه. واليوم، يمكننا نحن ايضا ان نتكلم مع يهوه، مستخدمين هبة الصلاة بواسطة يسوع المسيح. (يوحنا ١٤:٦؛ افسس ٦:١٨) فبعد ان قال يسوع مثلا يشدِّد على الحاجة الى الصلاة باستمرار، طرح هذا السؤال: «متى جاء ابن الانسان، فهل يجد حقا الايمان على الارض؟». (لوقا ١٨:٨) والصلاة التي تبني الايمان لا تكون دون تفكير او تُتلى بشكل آلي. فهي ذات مغزى. مثلا، ان الصلاة من كل القلب حيوية عند اتِّخاذ قرارات مهمة او تحت الضغط الشديد. — لوقا ٦:١٢، ١٣؛ ٢٢:٤١-٤٤.
١١ (أ) كيف تقوَّى ابراهيم عندما باح بمكنونات قلبه للّٰه؟ (ب) ماذا نتعلم مما حدث لابراهيم؟
١١ وإذ كان ابراهيم يشيخ ولم يكن يهوه قد اعطاه النسل الموعود به، تكلم مع اللّٰه عما يقلقه، فطمأنه يهوه. وماذا كانت النتيجة؟ «آمن [ابراهيم] بالرب فحسبه له برًّا». ثم اعطاه يهوه علامة ليؤكد كلماته المطمئنة. (تكوين ١٥:١-١٨) ونحن ايضا، يقوِّي يهوه ايماننا اذا بحنا بمكنونات قلبنا له في الصلاة، قبلنا طمأنته في كلمته، الكتاب المقدس، وأطعناه بإيمان تام. — متى ٢١:٢٢؛ يهوذا ٢٠، ٢١.
١٢، ١٣ (أ) كيف بورك ابراهيم عندما اتَّبع ارشاد يهوه؟ (ب) اية اختبارات ستقوِّي ايماننا؟
١٢ والامر الرابع الذي قوّى ايمان ابراهيم هو الدعم الذي زوَّده اياه يهوه عندما اتَّبع ارشاده. فعندما ذهب ابراهيم لإنقاذ لوط من الملوك الغزاة، ساعده يهوه ان ينتصر عليهم. (تكوين ١٤:١٦، ٢٠) وعندما كان يعيش كنزيل في الارض التي سيرثها نسله، باركه يهوه ماديا. (قارنوا تكوين ١٤:٢١-٢٣.) ووجَّه يهوه خادم ابراهيم ليجد زوجة مناسبة لاسحاق. (تكوين ٢٤:١٠-٢٧) نعم، لقد «بارك الرب ابراهيم في كل شيء». (تكوين ٢٤:١) ونتيجة لذلك، كان ايمانه قويا جدا وعلاقته بيهوه اللّٰه لصيقة بحيث دعاه يهوه «خليلي». — اشعياء ٤١:٨؛ يعقوب ٢:٢٣.
١٣ فهل يمكن ان نملك اليوم ايمانا قويا كهذا؟ اجل، اذا كنا مثل ابراهيم نجرِّب يهوه بإطاعة وصاياه، فسيباركنا نحن ايضا، وهذا سيقوِّي ايماننا. مثلا، ان القاء نظرة على تقرير سنة الخدمة ١٩٩٨ يُظهِر ان كثيرين نالوا بركات رائعة عندما اطاعوا وصيته ان يكرزوا بالبشارة. — مرقس ١٣:١٠.
سجل ايمان اليوم
١٤ كيف بارك يهوه حملة توزيع اخبار الملكوت رقم ٣٥؟
١٤ لاقت الحملة العالمية في تشرين الاول (اكتوبر) ١٩٩٧ لتوزيع اخبار الملكوت رقم ٣٥ نجاحا باهرا، وذلك بفضل غيرة وحماسة ملايين الشهود. وما حدث في غانا هو مثال لما حدث في اماكن كثيرة ايضا. فقد وُزع تقريبا مليونا نسخة ونصف بأربع لغات، فطُلب نحو ٠٠٠,٢ درس في الكتاب المقدس. وفي قبرص، لاحظ شاهدان يوزِّعان اخبار الملكوت ان كاهنا يتبعهما. فعرضا عليه نسخة من اخبار الملكوت. ولكنه كان قد حصل على نسخة منها. وقال لهما: «لقد تأثرت كثيرا بالرسالة التي تعرضها حتى انني اردت ان اهنئ الذين اعدوها». وفي الدانمارك، وُزع مليون نسخة ونصف من اخبار الملكوت بنتائج رائعة. قالت امرأة هناك تعمل في مجال العلاقات العامة: «تحمل النشرة رسالة للجميع. انها سهلة الفهم ومؤثرة وتثير فيكم رغبة في معرفة المزيد. انها حقا تصيب الهدف!».
١٥ ايّ اختبارَين يُظهِران ان يهوه بارك الجهود المبذولة للوصول الى الناس اينما كانوا؟
١٥ في سنة ١٩٩٨، بُذلت الجهود للكرازة للناس اينما كانوا، وليس في بيوتهم فقط. ففي ساحل العاج، زار زوجان مرسلان ٣٢٢ سفينة عند ارصفة المواني. ووزَّعا ٢٤٧ كتابا، ٢٨٤,٢ مجلة، ٥٠٠ كراسة، ومئات النشرات، بالاضافة الى افلام الڤيديو ليشاهدها البحارة اثناء رحلاتهم. وفي كندا، ذهب شاهد الى مكان لحدادة السيارات. وكان صاحب المتجر مهتما، فبقي الاخ عنده طوال اربع ساعات ونصف، رغم ان الوقت المصروف في الشهادة كان ساعة او ما يقاربها بسبب مجيء الزبائن. وأخيرا، جرى الترتيب لعقد درس عند الساعة العاشرة مساء. لكنَّ الدرس لم يكن يبدأ احيانا حتى منتصف الليل ويدوم حتى الساعة الثانية صباحا. ولا شك ان هذا الموعد كان تحديا، ولكن جرى الحصول على نتائج جيدة. فقرَّر الرجل اقفال متجره ايام الآحاد ليحضر الاجتماعات. وسرعان ما احرز تقدما جيدا هو وعائلته.
١٦ ايّ اختبارَين يُظهِران ان كراسة ماذا يطلب؟ وكتاب المعرفة هما اداتان فعّالتان في عمل الكرازة والتعليم؟
١٦ لا تزال كراسة ماذا يطلب اللّٰه منا؟ وكتاب المعرفة التي تؤدي الى الحياة الابدية اداتَين فعّالتَين في عمل الكرازة والتعليم. ففي ايطاليا، قبلت راهبة تنتظر الباص نسخة من اخبار الملكوت. وفي اليوم التالي، جرى التحدث اليها وقبلت كراسة ماذا يطلب؟. وبعدئذ، صار يُعقد معها درس في الكتاب المقدس يوميا عند محطة الباص لمدة ١٠ الى ١٥ دقيقة. وبعد شهر ونصف، قررت ترك الدير والذهاب الى موطنها ڠواتيمالا لإكمال درسها. وفي ملاوي، استاءت لوبينا التي كانت ترتاد الكنيسة بحماس عندما ابتدأت بناتها يدرسن الكتاب المقدس مع شهود يهوه. لكنَّ البنات كن يتحدثن عن حق الكتاب المقدس مع امهنّ كلما امكن ذلك. وفي حزيران (يونيو) ١٩٩٧، رأت لوبينا كتاب المعرفة وأثارت اهتمامها عبارة «المعرفة التي تؤدي». وفي تموز (يوليو)، وافقت على درس في الكتاب المقدس. وفي آب (اغسطس)، حضرت المحفل الكوري وأصغت بانتباه الى كامل البرنامج. وبحلول نهاية ذلك الشهر، كانت قد تركت كنيستها وتأهلت لتصير ناشرة غير معتمدة. وقد اعتمدت في تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٩٧.
١٧، ١٨ كيف تبرهن ان كاسيتات الڤيديو التي انتجتها الجمعية مفيدة في مساعدة الاشخاص على ‹رؤية› الامور الروحية؟
١٧ ان كاسيتات الڤيديو التي انتجتها الجمعية ساعدت كثيرين على ‹رؤية› الامور الروحية. ففي موريشيوس، ترك رجل كنيسته بسبب الانشقاقات فيها. لكنَّ مرسلا اظهر له الوحدة بين شهود يهوه باستخدام كاسيت الڤيديو متَّحدون بالتعليم الالهي. وقال الرجل معبِّرا عن تأثره: «انتم يا شهود يهوه تعيشون منذ الآن في الفردوس!». ووافق على درس في الكتاب المقدس. وثمة اخت في اليابان جعلت زوجها غير المؤمن يشاهد كاسيت الڤيديو شهود يهوه — الهيئة وراء الاسم، مما دفعه الى قبول درس قانوني في الكتاب المقدس. وبعد ان شاهد كاسيت الڤيديو متَّحدون بالتعليم الالهي، اراد ان يصير من شهود يهوه. وساعدته سلسلة كاسيتات الڤيديو المؤلفة من ثلاثة اجزاء بعنوان الكتاب المقدس — كتاب واقع ونبوة على تطبيق مبادئ الكتاب المقدس في حياته. وأخيرا، اظهر له كاسيت الڤيديو شهود يهوه يثبتون في وجه الاعتداء النازي ان يهوه يقوِّي شعبه ضد هجمات الشيطان. واعتمد في تشرين الاول (اكتوبر) ١٩٩٧.
١٨ ان هذه مجرد اختبارات قليلة من بين اختبارات كثيرة جدا خلال سنة الخدمة الماضية. وهي تُظهِر ان شهود يهوه لديهم ايمان فعّال وأن يهوه يقوِّي هذا الايمان بمباركة نشاطهم. — يعقوب ٢:١٧.
نمّوا الايمان الآن
١٩ (أ) كيف نكون في وضع افضل من ابراهيم؟ (ب) كم شخصا اجتمعوا السنة الماضية للاحتفال بذكرى موت يسوع الفدائي؟ (ج) اية بلدان كان لديها عدد حضور بارز في الذِّكرى السنة الماضية؟ (انظروا الجدول في الصفحات ١٢ الى ١٥.)
١٩ من نواحٍ عديدة، نحن اليوم في وضع افضل من ابراهيم. فنحن نعرف ان يهوه تمم كل وعوده لابراهيم لأن ذريته ورثوا كنعان وصاروا امة عظيمة. (١ ملوك ٤:٢٠؛ عبرانيين ١١:١٢) وعلاوة على ذلك، بعد نحو ٩٧١,١ سنة من مغادرة ابراهيم حاران، اعتمد يسوع، احد المتحدرين منه، في الماء من يوحنا المعمدان ثم في الروح القدس من يهوه نفسه فصار المسيّا، اي نسل ابراهيم بالمعنى الروحي الكامل. (متى ٣:١٦، ١٧؛ غلاطية ٣:١٦) وفي ١٤ نيسان القمري سنة ٣٣ بم، بذل يسوع حياته فدية من اجل الذين سيمارسون الايمان به. (متى ٢٠:٢٨؛ يوحنا ٣:١٦) وصار بإمكان الملايين ان يتباركوا بواسطته. وفي السنة الماضية اجتمع في ١٤ نيسان القمري ٣١٢,٨٩٦,١٣ للاحتفال بذكرى عمل المحبة الرائع هذا. فيا لها من تبرئة ليهوه، متمِّم الوعود العظيم!
٢٠، ٢١ كيف تبارك اشخاص من جميع الامم بواسطة نسل ابراهيم في القرن الاول، وكيف يتباركون الآن؟
٢٠ في القرن الاول، آمن كثيرون من كل الامم، ابتداء من اسرائيل الجسدي، بنسل ابراهيم هذا وصاروا ابناء ممسوحين للّٰه، اعضاء في «اسرائيل اللّٰه» الروحي الجديد. (غلاطية ٣:٢٦-٢٩؛ ٦:١٦؛ اعمال ٣:٢٥، ٢٦) وكان لديهم رجاء اكيد بحياة روحانية خالدة في السماء كحكام معاونين في ملكوت اللّٰه. ولن يحظى بذلك سوى ٠٠٠,١٤٤، ولا يزال قليلون منهم هنا على الارض. (كشف ٥:٩، ١٠؛ ٧:٤) ففي السنة الماضية، شهد ٧٥٦,٨ لايمانهم بأنهم من هذا العدد بتناول الرمزين في الاحتفال بالذِّكرى.
٢١ ان معظم شهود يهوه اليوم هم من ‹الجمع الكثير› المنبإ به في الكشف ٧:٩-١٧. ولأنهم يتباركون بواسطة يسوع، لديهم رجاء الحياة الابدية في ارض فردوسية. (كشف ٢١:٣-٥) والـ ٦٥٠,٨٨٨,٥ الذين اشتركوا في عمل الكرازة سنة ١٩٩٨ هم دليل على ان هذا الجمع هو «كثير» حقا. وكان من المبهج خصوصا ان تخبر كلٌّ من روسيا وأوكرانيا عن اكثر من ٠٠٠,١٠٠ ناشر للمرة الاولى. والبارز ايضا هو تقرير الولايات المتحدة: ٢٨٣,٠٤٠,١ ناشرا في آب (اغسطس)! وهذه مجرد ثلاثة بلدان من ١٩ اخبرت عن اكثر من ٠٠٠,١٠٠ ناشر في السنة الماضية.
رجاء سيتحقق عمّا قريب
٢٢، ٢٣ (أ) لماذا ينبغي ان نثبِّت قلوبنا اليوم؟ (ب) كيف يمكننا ان نُثبِت اننا كابراهيم، وليس كعديمي الايمان الذين تحدث عنهم بولس؟
٢٢ جرى تذكير حاضري الذِّكرى بمدى تقدُّمنا في إتمام وعود يهوه. ففي سنة ١٩١٤، توِّج يسوع ملكا لملكوت اللّٰه السماوي، مبتدئا حضوره في سلطة الملكوت. (متى ٢٤:٣؛ كشف ١١:١٥) نعم، ان نسل ابراهيم يحكم الآن في السماء! قال يعقوب للمسيحيين في ايامه: «اصبروا؛ . . . ثبِّتوا قلوبكم، لأن حضور الرب قد اقترب». (يعقوب ٥:٨) وهذا الحضور اضحى حقيقة الآن! فكم يدفعنا ذلك اكثر ان نثبِّت قلوبنا!
٢٣ فلتتجدد دائما ثقتنا بوعود اللّٰه بواسطة الدرس القانوني في الكتاب المقدس والصلاة ذات المغزى. ونتمنى ألّا نخسر بركة يهوه اذ نطيع كلمته. عندئذ نكون كابراهيم، وليس كالذين تحدث عنهم بولس ان ايمانهم ضعف ومات. ولن ينتزع منا احد ايماننا الاقدس. (يهوذا ٢٠) ونصلي ان تكون هذه حال كل خدام يهوه خلال سنة الخدمة ١٩٩٩ وأن يستمروا كذلك الى الابد.
هل تعرفون؟
◻ كيف يمكننا ان نستمع للّٰه اليوم؟
◻ اية فوائد تأتي من الصلوات ذات المغزى الى اللّٰه؟
◻ كيف يقوى ايماننا اذا اتَّبعنا ارشاد يهوه بطاعة؟
◻ اية اوجه من التقرير السنوي (في الصفحات ١٢ الى ١٥) تجدونها مثيرة للاهتمام خصوصا؟
[الجدول في الصفحات ١٢-١٥]
تقرير سنة الخدمة ١٩٩٨ لشهود يهوه حول العالم
(انظر المجلد)
[الصورة في الصفحة ١٦]
اذا استمعنا لكلمة يهوه، تتجدد ثقتنا بوعوده
[الصورة في الصفحة ١٨]
عندما نشترك في الخدمة يقوى ايماننا