سمة تميِّز البشر
يملك جودي مؤسسة تعنى ببيع التِّرْكات. وقد طلبت منه امرأة ان يساعدها على تصنيف وبيع الاشياء الموجودة في منزل اختها المتوفاة. فيما كان جودي يبحث في موقد قديم، وجد صندوقين عتيقين لحفظ عدة صيد السمك. ويا للدهشة التي اعترته عندما رأى ما يحتويه احد هذين الصندوقين! فقد وجد داخله رزما من الاوراق النقدية الاميركية من فئة الـ ١٠٠ دولار — ما مجموعه ٠٠٠,٨٢ دولار اميركي — ملفوفة في اوراق ألمنيوم! كان جودي وحده في الغرفة. فماذا وجب ان يفعل؟ أيأخذ الصندوق سرا ام يخبر المرأة بأنه وجد المال؟
تُظهِر المعضلة التي واجهها جودي احدى الخصائص التي تميِّزنا عن الحيوانات غير العاقلة. تذكر دائرة معارف الكتاب العالمي (بالانكليزية): «ان احدى السمات التي يتميَّز بها البشر هي طرح اسئلة عميقة عما يجب ولا يجب فعله». فالكلب الجائع الذي يجد قطعة لحم على طاولة لا يفكر هل ينبغي ان يأكلها ام لا. اما جودي فكان قادرا ان يقيِّم قراره ليرى هل هو اخلاقي ام لا. فالمال ليس له، وإذا احتفظ به يكون سارقا. ولكن من المستبعَد ان يُكتشف امره لأن المرأة لا تدري بوجود المال. بالاضافة الى ذلك، معظم الناس في المجتمع الذي يعيش فيه جودي سيعتبرونه أحمق اذا اعطى المال للمرأة.
فماذا تفعل لو كنت مكان جودي؟ يتوقف جوابك على قيم ومبادئ علم الاخلاق التي اخترت العيش بموجبها.
ما هو علم الاخلاق؟
يُعرَّف علم الاخلاق بأنه دراسة المسائل المتعلقة بما هو صواب او خطأ من الناحية الادبية. ولطالما حدَّد الدين المقاييس الادبية التي يحيا الناس بموجبها. فقد كان لكلمة اللّٰه، الكتاب المقدس، تأثير كبير في مجتمعات كثيرة. لكنّ عددا متزايدا من الناس حول العالم اليوم يرفضون شتى المقاييس الدينية على انها غير عملية، ويتخلون عن شرائع الكتاب المقدس الادبية معتبرينها عتيقة الطراز. ولكن بماذا استبدلوها؟
يذكر كتاب اخلاقيات المهنة (بالانكليزية): «ان المنطق الدنيوي . . . يطغى على السلطة التي كان الدين يمارسها في السابق». وعوض الالتفات الى المقاييس الدينية، يطلب كثيرون ارشاد العلمانيين الخبراء بالدراسات الاخلاقية. يقول پول مَكنيل المتخصِّص في اخلاقيات علم الاحياء: «اعتقد ان المتخصِّصين في علم الاخلاق يقومون بدور الكهنة. . . . فقد اصبح الناس اليوم يسترشدون بمبادئ علم الاخلاق عوضا عن الدين».
فكيف تميِّز بين الصواب والخطإ عندما تواجه قرارات صعبة؟ ومَن يقرِّر مقاييسك الاخلاقية، اللّٰه ام انت؟