مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب١٠ ١٥/‏٤ ص ١٦-‏١٩
  • المحن وطّدت ثقتنا بيهوه

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • المحن وطّدت ثقتنا بيهوه
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٠
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الاجتماعات والخدمة تقوِّينا
  • ‏«هذا امر لا يصدَّق!‏»‏
  • خطوة غير متوقعة في سن الرابعة
  • فوائد التدريب الالهي منذ الطفولية
  • جويل يحرز تقدما روحيا
  • لمس مساعدة يهوه
  • سفر الكتاب المقدس رقم ٢٩:‏ يوئيل
    ‏«كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع»‏
  • اتخذ الانبياء نموذجا لك:‏ يوئيل
    خدمتنا للملكوت ٢٠١٣
  • هجوم من الشمال
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢٠
  • مَن ‹سينجون›؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٠
ب١٠ ١٥/‏٤ ص ١٦-‏١٩

المحن وطّدت ثقتنا بيهوه

كما روته آدا ديلو ستريتو

انتهيت للتو من نسخ الآية اليومية في دفتري.‏ صحيح اني في الـ‍ ٣٦ من عمري،‏ لكن كتابة هذه الاسطر القليلة استلزمتني ساعتين.‏ ولمَ كل هذه الفترة؟‏ سأدع امي تشرح لك.‏ —‏ جويل

سنة ١٩٦٨ اعتمدتُ انا وزوجي كشاهدين ليهوه.‏ وبعدما انجبنا صبيَّين ممتلئَين صحة،‏ دايڤيد ومارك،‏ وُلد ابننا الثالث جويل قبل اوانه سنة ١٩٧٣ في مستشفى ببلدة بِنش البلجيكية على بعد نحو ٦٠ كلم جنوب بروكسل.‏ وبما انه لم يزنْ سوى ٧‏,١ كلغ،‏ كان علي ان اغادر المستشفى وأتركه فيه حتى يزداد وزنه.‏

مرت عدة اسابيع لم يبدِ فيها ابننا اية علامات تحسن،‏ فأخذناه انا وزوجي لويجي الى طبيب الاطفال.‏ وبعدما انتهى من معاينته قال:‏ «يؤسفني اخباركما ان جويل لديه حسبما يبدو كل العلل التي لا يعانيها اخوَاه».‏ اذاك،‏ ساد صمت طويل.‏ ففي تلك اللحظة عينها،‏ ادركت ان طفلنا الصغير به مشكلة صحية جسيمة.‏ بعد ذلك اخذ الطبيب زوجي جانبا وقال له:‏ «طفلك لديه تثلث الصبغي ٢١»،‏ المعروف ايضا بمتلازمة داوْن (‏اي المنغولية)‏.‏a

احزننا كثيرا تشخيص الطبيب وقررنا استشارة اختصاصي آخر.‏ فراح يفحص جويل طوال ساعة تقريبا دون ان ينبس بأية كلمة.‏ لكن هذه الفترة بدت لنا انا ولويجي دهرا.‏ وأخيرا،‏ رفع الطبيب عينيه وقال:‏ «سيعتمد ابنكما عليكما الى حد كبير».‏ ثم اضاف بنبرة لطيفة حركت مشاعري:‏ «سيكون جويل سعيدا لأن والديه يحبانه!‏».‏ عندئذ،‏ ضممت طفلي الى صدري بين ذراعي،‏ وعدنا الى البيت.‏ وكان عمره آنذاك ثمانية اسابيع.‏

الاجتماعات والخدمة تقوِّينا

بعد الخضوع للمزيد من الفحوصات الطبية،‏ اتضح ان جويل يعاني تشوها كبيرا في قلبه وأنه مصاب بنوع خطير من الكساح (‏مرض في العظام)‏.‏ وبما ان قلبه كان كبيرا جدا،‏ فقد كان يضغط على رئتيه،‏ مما يجعله اكثر عرضة للاخماج.‏ بعد فترة قصيرة،‏ أُصيب بذات الرئة القصبية وهو في شهره الرابع،‏ فاضطررنا ان نعيده الى المستشفى حيث وُضع في الحجر الصحي.‏ وكانت رؤية ابننا يتعذب تعتصر فؤادنا.‏ فقد كنا نتمنى انا ولويجي لو ان بإمكاننا حمله بين ذراعينا ومداعبته.‏ ولكن طوال عشرة اسابيع مضنية لم يُسمح لنا حتى بلمسه.‏ ولم يكن في وسعنا فعل اي شيء آنذاك سوى التفرج،‏ معانقة واحدنا الآخر،‏ والصلاة.‏

خلال تلك المحنة،‏ استمررنا نحضر اجتماعات الجماعة مع دايڤيد ومارك،‏ البالغ عمرهما آنذاك ٦ و ٣ سنوات.‏ فقد كنا نشعر ونحن في قاعة الملكوت ان ذراعَي يهوه تحيطان بنا بحنان.‏ وأثناء الساعات التي كنا نقضيها هناك وسط اخوتنا وأخواتنا المسيحيين،‏ احسسنا ان في مقدورنا إلقاء همنا على يهوه،‏ الامر الذي منحنا سلاما داخليا.‏ (‏مز ٥٥:‏٢٢‏)‏ حتى ان الممرضات اللواتي اعتنين بجويل لاحظن كيف ساعدنا حضور الاجتماعات ان نحافظ على اتزاننا.‏

في غضون هذه المرحلة ايضا،‏ توسلت الى يهوه ان يشددني كي اذهب الى خدمة الحقل.‏ فعوض البقاء في البيت والاسترسال في البكاء،‏ اردت ان اخبر الآخرين كيف استمد القوة من ثقتي بوعد اللّٰه ان يجلب عالما خاليا من الامراض.‏ وكلما كنت اتمكن من المشاركة في الخدمة،‏ كنت اشعر ان يهوه يستجيب صلواتي.‏

‏«هذا امر لا يصدَّق!‏»‏

كم فرحنا يوم جلبنا جويل من المستشفى!‏ لكن سعادتنا هذه ما لبثت ان تحولت الى حزن في اليوم التالي.‏ فقد تدهورت صحة جويل بسرعة،‏ مما اقتضى ان نهرع الى المستشفى.‏ وعندما فحصه الاطباء،‏ قالوا لنا:‏ «لم يعد امام جويل سوى ستة اشهر».‏ وبعد شهرين،‏ حين بلغ شهره الثامن،‏ بدا ان ظن الاطباء في محله لأن حالته الصحية تردَّت.‏ حينذاك،‏ جلس معنا طبيب وقال:‏ «انا آسف،‏ لم يعد في يدنا اية حيلة».‏ ثم اضاف:‏ «الآن،‏ يهوه وحده قادر على مساعدته».‏

عدت الى غرفة جويل منسحقة ومنهوكة،‏ غير اني كنت مصممة على البقاء بجانب سريره.‏ وقد تناوبت عدة اخوات مسيحيات على المكوث معي فيما اهتم لويجي بابنَينا الآخرَين.‏ وبعد اسبوع،‏ أُصيب جويل فجأة بنوبة قلبية.‏ فأسرعت الممرضات الى الغرفة لإنعاشه لكن جهودهن باءت بالفشل.‏ وما هي إلا دقائق قليلة حتى قالت لي احداهن بصوت رقيق:‏ «انتهى الامر .‏ .‏ .‏».‏ فانفجرت بالبكاء وغادرت الغرفة مُنهارة.‏ حاولت ان اصلي ليهوه لكني عجزت عن ايجاد الكلمات التي تعبِّر عن لوعتي.‏ وبعد نحو ١٥ دقيقة،‏ نادتني احدى الممرضات وأخبرتني ان جويل استعاد وعيه.‏ ثم امسكتني بيدي وقالت:‏ «تعالي،‏ يمكنك ان تريه الآن».‏ وحين رأيت طفلي كان قلبه ينبض من جديد!‏ وقد انتشر خبر شفائه بسرعة،‏ فأتى الاطباء والممرضات لرؤيته،‏ وتعجب كثيرون منهم قائلين:‏ «هذا امر لا يصدَّق!‏».‏

خطوة غير متوقعة في سن الرابعة

في السنوات الاولى من حياة جويل،‏ كثيرا ما شدد طبيب الاطفال على اهمية احاطته بالعطف والحنان.‏ وبما انني ولويجي لمسنا عناية يهوه الحبية بعد ولادة جويل،‏ فقد رغبنا ان نوفِّر له خير عناية.‏ وما اكثر الفرص التي أُتيحت لنا لفعل ذلك لأنه كان بحاجة الينا في كل شيء!‏

وفي سنوات جويل السبع الاولى،‏ كانت الاحداث نفسها تتكرر مرة بعد اخرى.‏ فكل سنة بين شهرَي تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ وآذار (‏مارس)‏،‏ كان ابننا يقاسي مشاكل صحية الواحدة تلو الاخرى،‏ فنضطر مرارا الى ادخاله المستشفى.‏ رغم ذلك،‏ كنت ابذل جهدي لأقضي اكبر وقت ممكن مع دايڤيد ومارك اللذين باتا هما ايضا يسهمان في مساعدة جويل.‏ وقد افضت مساهمتهما الى نتائج مذهلة.‏ مثلا،‏ اخبرنا عدة اطباء ان جويل لن يتمكن البتة من المشي.‏ لكن ذات يوم،‏ حين كان في الرابعة من عمره،‏ قال له مارك:‏ «هيا يا جويل،‏ أرِ الماما انك تستطيع ان تمشي!‏».‏ ولدهشتي،‏ خطا خطواته الاولى.‏ ففرحنا كثيرا وصلينا معا كعائلة لنشكر يهوه من صميم قلوبنا.‏ وكنا دائما نمدحه بحرارة على اي تقدم يحرزه وإن كان ضئيلا.‏

فوائد التدريب الالهي منذ الطفولية

كلما امكن،‏ كنا نأخذ جويل معنا الى الاجتماعات في قاعة الملكوت.‏ ولحمايته من الجراثيم التي تمرضه بسهولة،‏ كنا نضعه في عربة اطفال يغلِّفها غطاء بلاستيكي شفاف.‏ وقد سرّ بالاجتماعات بالرغم من وجود هذا الغطاء الذي يعزله عن الآخرين.‏

كان اخوتنا وأخواتنا في الجماعة يدعموننا بمحبتهم الغامرة ومساعدتهم العملية.‏ وثمة اخ كان يذكرنا دائما بكلمات اشعيا ٥٩:‏١‏:‏ «ها ان يد يهوه لا تقصُر عن ان تخلِّص،‏ وأذنه لا تثقُل عن ان تسمع».‏ وقد ساعدتنا هذه الكلمات المطمئنة على وضع ثقتنا في يهوه.‏

بينما كان جويل يكبر،‏ سعينا ان نجعل خدمة يهوه جزءا مهما من حياته.‏ فكنا نتحين الفرص لنتحدث معه عن يهوه بحيث تنمو في قلبه محبة لأبيه السماوي.‏ كما اننا التمسنا من اللّٰه ان يبارك الجهود التي نبذلها في سبيل منح ابننا التدريب الالهي.‏

وقد استجاب يهوه التماساتنا هذه.‏ فحين كان جويل في اوائل سني مراهقته،‏ لاحظنا انه يحب نقل حقائق الكتاب المقدس الى الذين يلتقيهم.‏ مثلا،‏ عندما كان يتعافى من عملية كبيرة وهو في الـ‍ ١٤ من عمره،‏ طرت من الفرح حين سألني:‏ «ماما،‏ هل يمكن ان اعطي الجراح كتاب ان تحيوا؟‏».‏ ولم تمضِ بضع سنوات حتى خضع لعملية اخرى كان يُحتمل ألا ينجو منها.‏ وقبل العملية،‏ اعطى الاطباء رسالة توضح موقفه من الدم كنا قد اعددناها معا.‏ فسأله الجراح:‏ «وهل انت موافق؟‏».‏ فأجاب بكل حزم:‏ «نعم بالتأكيد».‏ وكم شعرنا بالفخر لأن ابننا اعرب عن ثقة بخالقه وعزم على ارضائه!‏ كما اننا قدَّرنا جزيل التقدير الفريق الطبي في المستشفى لأنه كان متعاونا الى اقصى الحدود.‏

جويل يحرز تقدما روحيا

في الـ‍ ١٧ من العمر،‏ رمز جويل الى انتذاره للّٰه بمعمودية الماء،‏ حدث لن ننساه ابدا!‏ ورؤيته يتقدم روحيا تملأنا سرورا.‏ فمذاك،‏ لم تخبُ قط محبته ليهوه وغيرته للحق.‏ فهو يحب ان يقول لكل مَن يلتقيه:‏ «الحق هو حياتي!‏».‏

في اواخر سني مراهقته،‏ تعلَّم جويل القراءة والكتابة بعد بذل جهود حثيثة.‏ فكل كلمة نجح في كتابتها اعتُبرت انجازا.‏ وهو منذ ذلك الحين،‏ يفتتح نهاره بقراءة الآية اليومية من فاحصين الاسفار المقدسة يوميا.‏ ثم ينسخ الآية بعد الكثير من العناء في احد دفاتره التي باتت تشكِّل الآن مجموعة كبيرة جدا!‏

يحرص جويل في ايام الاجتماعات ان نذهب الى قاعة الملكوت باكرا لأنه يحب ان يكون هناك قبل الوقت كي يرحِّب بحرارة بكل الآتين.‏ كما انه يسرّ بالمشاركة في التعليقات والتمثيليات.‏ وهو يساعد في الاهتمام بالميكروفونات ويقوم ايضا بمهمات اخرى.‏ وكل اسبوع،‏ يرافقنا في عمل الكرازة اذا كانت صحته تسمح بذلك.‏ وعام ٢٠٠٧،‏ أُعلن للجماعة انه عيِّن خادما مساعدا،‏ خبر لم نقوَ على حبس دموعنا لدى سماعه.‏ فيا لها من بركة رائعة منحنا اياها يهوه!‏

لمس مساعدة يهوه

سنة ١٩٩٩،‏ قاسينا محنة اخرى حين صدم سيارتنا سائق متهور وأُصيب لويجي بإصابة بليغة.‏ فقد لزم بتر احدى ساقَيه،‏ وخضع لعدة عمليات خطيرة في عموده الفقري.‏ مرة اخرى،‏ وضعنا ثقتنا في يهوه،‏ فأحسسنا بالقوة التي يمنحها لخدامه عند الحاجة.‏ (‏في ٤:‏١٣‏)‏ وصحيح ان هذا الحادث تسبب بإعاقة دائمة للويجي،‏ غير اننا نسعى ان نكون ايجابيين في تفكيرنا.‏ فلأنه لا يقدر ان يزاول اي عمل دنيوي،‏ لديه الآن وقت اكبر للاعتناء بجويل.‏ وهذا الامر يتيح لي تخصيص المزيد من الوقت للنشاطات الروحية.‏ علاوة على ذلك،‏ يستطيع لويجي الاهتمام على نحو افضل بحاجاتنا الروحية وتلك التي للاخوة في الجماعة،‏ حيث لا يزال يقوم بتعيينه كمنسق لهيئة الشيوخ.‏

بسبب ظروفنا الاستثنائية،‏ نحن نقضي وقتا كبيرا معا.‏ وقد تعلَّمنا بمرور السنين ان نكون متعقلين ومنطقيين في توقعاتنا.‏ وحين نصاب بالتثبط،‏ نسكب مشاعرنا ليهوه في الصلاة.‏ ومن المؤسف انه بعدما بلغ دايڤيد ومارك سن الرشد وغادرا البيت،‏ توقفا تدريجيا عن خدمة يهوه.‏ لكننا نأمل ان يعودا اليه يوما ما.‏ —‏ لو ١٥:‏١٧-‏٢٤‏.‏

طوال كل تلك السنين،‏ لمسنا دعم يهوه وتعلَّمنا ان نتكل عليه كلما واجهنا صعوبة ما.‏ وكلمات اشعيا ٤١:‏١٣ تعني لنا الكثير.‏ فهي تقول:‏ «انا،‏ يهوه الهك،‏ الممسك بيمينك،‏ القائل لك:‏ ‹لا تخف.‏ انا اعينك›».‏ فنحن نتعزى الى حد كبير حين نفكِّر ان يهوه يمسك بأيدينا.‏ فعلا،‏ يمكننا القول بحق ان المحن وطّدت ثقتنا بأبينا السماوي،‏ يهوه.‏

‏[الحاشية]‏

a تَظهر الصبغيات (‏‏s‏e‏m‏o‏s‏o‏m‏o‏r‏h‏C‏)‏ عادة على شكل ازواج،‏ لكن الاطفال الذين لديهم تثلث صبغي (‏‏y‏m‏o‏s‏i‏r‏t‏)‏ يملكون ثلاثة صبغيات متماثلة بدلا من اثنين.‏ وتثلث الصبغي ٢١ هو خلل خلقي في الصبغي ٢١ ويسبب تخلفا عقليا.‏

‏[الصورتان في الصفحتين ١٦،‏ ١٧]‏

جويل مع امه آدا

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

آدا،‏ جويل،‏ ولويجي

‏[الصورة في الصفحة ١٩]‏

يحب جويل ان يرحِّب بالاخوة والاخوات في قاعة الملكوت

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة