ايها الآباء — هل ينمو اولادكم روحيا؟
١ يا لبركة امتلاك اولاد يحبون ويخدمون يهوه! ويا للفرح الذي يجلبه ذلك لقلوب الآباء المنتذرين. وقد عبر الرسول يوحنا عن هذا الشعور المتعلق باولاده الروحيين عندما كتب يقول، «ليس لي فرح اعظم من هذا أن اسمع عن اولادي أنهم يسلكون بالحق.» — ٣ يوحنا ٤.
٢ يسأل آباء كثيرون، «ولكن كيف تجعلون اولادكم روحيين في نظرتهم؟» فالسؤال مفهوم نظرا الى الضغوط الشيطانية الموضوعة على الصغار اليوم. والاجوبة من الآباء الذين كانوا ناجحين مساعدة. قال احد الآباء، «المطلب رقم واحد هو رسم المثال الجيد في الروحيات شخصيا.» وهذا الاخ، وهو شيخ مشغول بعائلة من اربعة اولاد للاعتناء بهم، يخصص الوقت ليكون مع اولاده. وحياتهم تدور حول الملكوت. وهم يتحدثون عن الامور الروحية كعائلة. وعندما يذهبون في العطل يذهبون كعائلة ويتاكد الاب من حضورهم الاجتماعات في قاعة الملكوت المحلية.
٣ والعامل الآخر هو جعل خدمة الحقل مناسبة للفرح. وقالت احدى الامهات انها كانت تأخذ الاولاد معها في خدمة الحقل منذ ان كانوا صغارا. وكانوا دائما يتمتعون بالخدمة، غير ذاهبين لمجرد وجوب ذهابهم.
اتصلوا بحرية
٤ وكيف تعرفون ما اذا كان اولادكم ينمون روحيا ان لم تتصلوا بهم بحرية؟ على الاقل، يكون ذلك صعبا. ولذلك يجد كثيرون من الآباء الناجحين انه من الحكمة التكلم بحرية وصراحة مع اولادهم. فيقضون الوقت معا. وعوض معاشرة الراشدين الآخرين بمعزل عن الاولاد، وجدوا انه من الافضل ان يكون الاولاد معهم. وبهذه الطريقة لا يخلق عائق العمر. والآباء الحكماء ايضا يهتمون اهتماما اصيلا بنشاط الاولاد سواء كان ذلك في المدرسة او غيرها. ومثل هذا الاهتمام اللطيف بالاولاد يسهل على الاولاد الاقتراب من آبائهم عندما تنشأ المشاكل، واثقين بأن آباءهم سيفهمون حتى ولو ارتكبوا الخطأ. — امثال ١٥:١٤.
٥ وجد بعض الآباء انه من الحكمة ان يصغوا بانتباه الى ما يقوله اولادهم. فيجدون ما يتعلمه اولادهم داخل البيت وخارجه، ثم يتخذون الخطوات لتصحيح اي تفكير خاطىء قبل ان يتأصل في قلوب وعقول اولادهم. وعوض الازدراء بتعابيرهم يحاول الآباء الحكماء ان يبنوا اولادهم ويشجعوهم على الاستمرار في الجهاد ليبقوا روحيين في هذا العالم المادي. (افسس ٦:١٠-١٣) ومثل هذا الاهتمام الحبي يجذب الآباء والاولاد معا. — امثال ٢٤:٥.
درس كلمة اللّٰه معا
٦ والدرس العائلي القانوني للكتاب المقدس شيء ضروري آخر في تطوير الروحيات. واذا رأى الاولاد ان آباءهم مهتمون بمعرفة الكتاب المقدس بشكل يكفي لتخصيص الوقت للدرس كل اسبوع ستجري مساعدتهم اخيرا على فعل الامر ذاته. وفضلا عن الوقت المخصص لمناقشات جزء معين من احد الكتب او الكراس الخصوصي كل اسبوع، يمنح الآباء المدركون الارشاد او التشجيع الذي قد يحتاج اليه اولادهم في ذلك الحين. والحوادث في المدرسة او في الجوار قد توضح الحاجة الى بحث مواد ملائمة لمعالجة المشكلة الجارية او مواجهة القضية. هذا هو جزء من النمو روحيا.
تزويد الكنز الروحي
٧ اعتقد بعض الآباء خطأ ان افضل شيء يمكن ان يفعلوه لاولادهم هو تزويد الفوائد المادية. وأظهر الاختبار انه عندما يعطي الآباء الاولوية لامور الحياة المادية غالبا ما يؤدي ما يؤدي ذلك الى صيرورة الآباء ضعفاء روحيا واهمال المصالح الروحية لاولادهم. (مرقس ٨:٣٦) وفيما قد يتمتعون بمستوى ارفع من العيش المادي هل يمكن القول ان التضحية بروحيات المرء تستأهل ذلك؟ وقد اختارت عائلات اخرى ان تخفض مستوى عيشها لئلا تتغاضى عن الهدف الحقيقي. (يوحنا ٦:٢٧) وتعلمت ان تكتفي بالاقل ماديا، ولكنها ربحت روحيا لبركتها وبركة اولادها.
٨ فهل تهتمون بحالة عائلتكم الروحية اذا كان الامر كذلك، لم لا تعملون على كنز كنوز روحية حقيقية معا؟ (متى ٦:١٩-٢١) ساعدوا اولادكم على النمو روحيا، وانتم ايضا ستكونون شاكرين لان اولادكم «يسلكون بالحق.»