مقالة الدرس ٤٥
التَّرنيمَة ١١١ كَثيرَةٌ أفراحُنا
حافِظْ على فَرَحِكَ فيما تَعتَني بِشَخصٍ تُحِبُّه
« الَّذينَ يَزرَعونَ بِالدُّموعِ يَحصُدونَ بِالفَرَح». — مز ١٢٦:٥.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
كَيفَ يَتَعامَلُ الَّذينَ يَعتَنونَ بِشَخصٍ يُحِبُّونَهُ معَ التَّحَدِّياتِ الخُصوصِيَّة الَّتي يُواجِهونَها، وكَيفَ يُحافِظونَ على فَرَحِهِم؟
١-٢ كَيفَ يَشعُرُ يَهْوَه تِجاهَ الَّذينَ يَعتَنونَ بِشَخصٍ يُحِبُّونَه؟ (أمثال ١٩:١٧) (أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.)
يَقولُ أخٌ مِن كُورْيَا اسْمُهُ جِينْ-يُول: «أنا مُتَزَوِّجٌ مُنذُ أكثَرَ مِن ٣٢ سَنَة. في السَّنَواتِ الخَمسِ الأخيرَة، أعتَني بِزَوجَتي الَّتي تُعاني مِن داءِ بَارْكِنْسُون وبِالكادِ تَتَحَرَّك. أُحِبُّ زَوجَتي كَثيرًا، هي غالِيَةٌ جِدًّا على قَلبي. وأفرَحُ بِأن أعتَنِيَ بها. كُلَّ لَيلَة، تَنامُ في سَريرِ مُستَشفًى في بَيتِنا. وأنا أنامُ إلى جانِبِها وأُمسِكُ يَدَها».
٢ هل تَعتَني بِشَخصٍ تُحِبُّه، رُبَّما أحَدِ والِدَيْك، رَفيقِ زَواجِك، وَلَدِك، أو صَديقِك؟ لا شَكَّ أنَّكَ تُقَدِّرُ الامتِيازَ الخُصوصِيَّ أن تُساعِدَهُ بِهذِهِ الطَّريقَةِ الشَّخصِيَّة. واهتِمامُكَ بهِ دَليلٌ على تَعَبُّدِكَ لِيَهْوَه. (١ تي ٥:٤، ٨؛ يع ١:٢٧) مع ذلِك، قد تُواجِهُ تَحَدِّياتٍ لا يُلاحِظُها الآخَرون. وأحيانًا، تَشعُرُ أنَّكَ الشَّخصُ الوَحيدُ الَّذي يَتَألَّم. صَحيحٌ أنَّكَ تَبتَسِمُ لِلنَّاس، ولكنْ حينَ تَكونُ وَحْدَكَ لا تَقدِرُ أن تَحبِسَ دُموعَك. (مز ٦:٦) ومع أنَّ الآخَرينَ قد لا يُحِسُّونَ بِمُعاناتِك، يَهْوَه يَشعُرُ بكَ دائِمًا. (قارن الخروج ٣:٧.) فدُموعُكَ وتَضحِياتُكَ غالِيَةٌ على قَلبِه. (مز ٥٦:٨؛ ١٢٦:٥) وهو يَرى كُلَّ ما تَفعَلُهُ لِتَهتَمَّ بِمَن تُحِبّ. ويَعتَبِرُ نَفْسَهُ مَديونًا لك، ويَعِدُ بِأن يَرُدَّ الدَّين. — إقرإ الأمثال ١٩:١٧.
هل تعتني بشخص تحبه؟ (أُنظر الفقرة ٢.)
٣ أيُّ تَحَدِّياتٍ رُبَّما واجَهَها إبْرَاهِيم وسَارَة فيما اعتَنَيا بِتَارِح؟
٣ يَتَضَمَّنُ الكِتابُ المُقَدَّسُ قِصَصًا عَديدَة عن رِجالٍ ونِساءٍ اعتَنَوْا بِأشخاصٍ يُحِبُّونَهُم. فَكِّرْ في مِثالِ إبْرَاهِيم وسَارَة. فحينَ تَرَكا أُور، كانَ عُمرُ والِدِهِما تَارِح ٢٠٠ سَنَةٍ تَقريبًا. مع ذلِك، رافَقَهُما في هذِهِ الرِّحلَة. وقد قَطَعوا حَوالَيْ ٩٦٠ كيلومِترًا حتَّى وَصَلوا إلى حَارَان. (تك ١١:٣١، ٣٢) ومع أنَّ إبْرَاهِيم وسَارَة كانا دونَ شَكٍّ يُحِبَّانِ تَارِح، تَخَيَّلْ كم كانَ صَعبًا أن يَعتَنِيا به، وخاصَّةً خِلالَ الرِّحلَة. وقد سافَروا على الأرجَحِ على ظَهرِ الجِمالِ أوِ الحَمير، وهذا رُبَّما كانَ صَعبًا لِلغايَةِ على رَجُلٍ مُسِنٍّ مِثلِ تَارِح. ومِنَ الطَّبيعِيِّ أنَّ إبْرَاهِيم وسَارَة شَعَرا أحيانًا بِالتَّعَبِ الشَّديد، أو حتَّى بِالإرهاق. على أيِّ حال، لا بُدَّ أنَّ يَهْوَه أعْطاهُما القُوَّةَ الَّتي احتاجا إلَيها. ومِثلَما دَعَمَ يَهْوَه إبْرَاهِيم وسَارَة، لا شَكَّ أنَّهُ سيَدعَمُكَ ويُقَوِّيك. — مز ٥٥:٢٢.
٤ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
٤ الفَرَحُ يُساعِدُكَ أن تَستَمِرَّ في الاعتِناءِ بِمَن تُحِبّ. (أم ١٥:١٣) فالشَّخصُ الفَرحانُ يَبْقى سَعيدًا رَغمَ ظُروفِه. (يع ١:٢، ٣) ولكنْ كَيفَ تُنَمِّي هذا الفَرَح؟ إحْدى الطُّرُقِ هي أن تَتَّكِلَ على يَهْوَه في الصَّلاةِ وتَطلُبَ مِنهُ أن يُساعِدَكَ لِتَبْقى إيجابِيًّا. وفي هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ طُرُقًا أُخْرى تُساعِدُ الَّذي يَعتَني بِشَخصٍ يُحِبُّهُ أن يَبْقى فَرحانًا. وسَنَرى أيضًا كَيفَ يُمكِنُ أن يُساعِدَهُ الآخَرون. ولكنْ أوَّلًا، لِنُناقِشْ لِماذا يَحتاجُ الَّذي يَعتَني بِأحَدٍ أن يُحافِظَ على فَرَحِهِ وأيُّ تَحَدِّياتٍ قد تَسرِقُ فَرَحَه.
كَيفَ قد يُؤَثِّرُ الاعتِناءُ بِشَخصٍ تُحِبُّهُ على فَرَحِك؟
٥ لِماذا يَحتاجُ الَّذي يَعتَني بِشَخصٍ يُحِبُّهُ أن يُحافِظَ على فَرَحِه؟
٥ إذا خَسِرَ الَّذي يَعتَني بِشَخصٍ يُحِبُّهُ شُعورَهُ بِالفَرَح، فقد يَخسَرُ قُوَّتَهُ أيضًا. (أم ٢٤:١٠) وإذا خَسِرَ قُوَّتَه، فقد يَصيرُ أقَلَّ لُطفًا وأقَلَّ دَعمًا مِمَّا يُريدُ أن يَكون. فما التَّحَدِّياتُ الَّتي تَجعَلُهُ يَخسَرُ فَرَحَه؟
٦ لِماذا يُعاني بَعضُ الَّذينَ يَعتَنونَ بِأحَدٍ مِنَ الإحباطِ والإرهاقِ الشَّديد؟
٦ قد يُعاني الَّذي يَعتَني بِشَخصٍ يُحِبُّهُ مِنَ الإحباطِ والإرهاقِ الشَّديد. تَقولُ أُختٌ اسْمُها لِيَا: «الاهتِمامُ بِشَخصٍ بِحاجَةٍ إلى عِنايَةٍ يَستَنزِفُكَ عاطِفِيًّا حتَّى في الأيَّامِ العادِيَّة. ففي آخِرِ النَّهار، غالِبًا ما أشعُرُ أنَّ طاقَتي استُنزِفَت تَمامًا. وأحيانًا، لا يَعودُ لَدَيَّ طاقَةٌ لِأُجاوِبَ حتَّى على رِسالَةٍ نَصِّيَّة». ويَستَصعِبُ آخَرونَ أن يَرتاحوا كِفايَةً أو يَأخُذوا استِراحَةً قَصيرَة هُم بِأمَسِّ الحاجَةِ إلَيها. تَقولُ أُختٌ اسْمُها إِنَاس: «أُعاني كَثيرًا كَي أنامَ كِفايَة. ففي اللَّيل، غالِبًا ما أستَيقِظُ كُلَّ ساعَتَيْنِ لِأهتَمَّ بِحَماتي. وأنا وزَوجي لم نَقدِرْ مُنذُ سَنَوات أن نَذهَبَ في عُطلَة». ويُضطَرُّ بَعضُ الَّذينَ يَعتَنونَ بِشَخصٍ يُحِبُّونَهُ أن يَرفُضوا دَعَواتٍ اجتِماعِيَّة أو حتَّى تَعييناتٍ ثِيوقراطِيَّة لِأنَّ الشَّخصَ الَّذي يَعتَنونَ بهِ بِحاجَةٍ إلى عِنايَةٍ دائِمَة. وبِالنَّتيجَة، قد يَشعُرونَ بِالوَحدَةِ وبِأنَّ ظَرفَهُم يَتَحَكَّمُ بهِم.
٧ لِماذا يُعاني بَعضُ الَّذينَ يَعتَنونَ بِأحَدٍ مِن مَشاعِرِ الذَّنْبِ أوِ الحُزنِ الشَّديد؟
٧ قد يُحارِبُ الَّذي يَعتَني بِأحَدٍ مَشاعِرَ الذَّنْبِ أوِ الحُزنِ الشَّديد. تَقولُ أُختٌ اسْمُها جِيسِّيكَا: «أشعُرُ دائِمًا أنَّ ما أفعَلُهُ لَيسَ كافِيًا. وإذا أخَذتُ بَعضَ الوَقتِ لِأهتَمَّ بِنَفْسي، أشعُرُ بِالذَّنْبِ وبِأنِّي أنانِيَّة». وبَعضُ الَّذينَ يَعتَنونَ بِشَخصٍ يُحِبُّونَهُ يَشعُرونَ بِالذَّنْبِ لِأنَّهُم أحيانًا يَتَضايَقونَ مِن وَضعِهِم. ويَقلَقُ آخَرونَ لِأنَّهُم يَخافونَ أن يُقَصِّروا في الاعتِناءِ بِالَّذي يُحِبُّونَه. وهُناك أشخاصٌ يُحِسُّونَ بِالذَّنْبِ لِأنَّهُم قالوا في لَحظَةِ غَضَبٍ شَيئًا جارِحًا لِلشَّخصِ الَّذي يَعتَنونَ به. (يع ٣:٢) والبَعضُ حَزينونَ جِدًّا لِأنَّهُم يَخسَرونَ الشَّخصَ المَليءَ بِالصِّحَّةِ والحَياةِ الَّذي كانوا يَعرِفونَه. تَقولُ أُختٌ اسْمُها بَارْبَرَا: «أحَدُ أكبَرِ التَّحَدِّياتِ بِالنِّسبَةِ إلَيَّ هو رُؤيَةُ مَن أُحِبُّ يَذبُلُ أمامَ عَيْنَيَّ يَومًا بَعدَ يَوم».
٨ إرْوِ اختِبارًا يُظهِرُ كَيفَ يُؤَثِّرُ الكَلامُ اللَّطيفُ على الَّذي يَعتَني بِشَخصٍ يُحِبُّه.
٨ يَشعُرُ بَعضُ الَّذينَ يَعتَنونَ بِشَخصٍ يُحِبُّونَهُ أنْ لا أحَدَ يُقَدِّرُهُم. لِماذا؟ لِأنَّ قَليلينَ يَشكُرونَهُم أو يَمدَحونَهُم على تَعَبِهِم وتَضحِياتِهِم. لكنَّ كَلِماتٍ قَليلَة تُعَبِّرُ عنِ التَّقديرِ مَفعولُها كَبيرٌ جِدًّا. (١ تس ٥:١٨) تَقولُ أُختٌ اسْمُها مِيلِيسَّا: «أحيانًا، أبْكي مِن شِدَّةِ الإحباط. ولكنْ حينَ يَقولُ لي أحَدُ الَّذينَ أعتَني بهِم ‹شُكرًا على كُلِّ ما تَفعَلينَهُ مِن أجْلي›، تَرتَفِعُ مَعْنَوِيَّاتي. هذِهِ الكَلِماتُ تُساعِدُني أن أستَيقِظَ في اليَومِ التَّالي جاهِزَةً ومُتَشَوِّقَةً لِأهتَمَّ بهِم مِن جَديد». ويوضِحُ أخٌ اسْمُهُ أَحْمَدُو كَيفَ تُؤَثِّرُ فيهِ عِباراتُ الشُّكرِ والتَّقدير. فهو وزَوجَتُهُ يَعتَنِيانِ بِابْنَةِ أُختِ زَوجَتِهِ الَّتي تَعيشُ معهُما، وهي بِنتٌ صَغيرَة تُعاني مِن نَوباتِ الصَّرْع. يَقول: «مع أنَّها لا تَفهَمُ تَمامًا حَجمَ التَّضحِياتِ الَّتي نُقَدِّمُها لِنَعتَنِيَ بها، يَفيضُ قَلبي فَرَحًا عِندَما تُعَبِّرُ لنا عن تَقديرِها أو حينَ تُخَربِشُ لنا ‹أُحِبُّكُما›».
كَيفَ تَبْقى فَرحانًا؟
٩ كَيفَ يُمكِنُ لِلَّذي يَعتَني بِشَخصٍ يُحِبُّهُ أن يَكونَ مُتَواضِعًا؟
٩ كُنْ مُتَواضِعًا. (أم ١١:٢) لا أحَدَ مِنَّا وَقتُهُ وطاقَتُهُ لا يَنتَهِيان. لِذلِك علَيكَ أن تَضَعَ حُدودًا لِما تَقدِرُ أو لا تَقدِرُ أن تَفعَلَهُ وتَقولَ لا أحيانًا. وهذا لَيسَ خَطَأً. فأنتَ بِذلِك تُظهِرُ أنَّكَ مُتَواضِع. وإذا عَرَضَ الآخَرونَ علَيكَ المُساعَدَة، فاقبَلْها بِفَرَح. يَقولُ أخٌ اسْمُهُ جَاي: «لا نَقدِرُ أن نَفعَلَ كُلَّ شَيءٍ ضِمنَ الوَقتِ الَّذي لَدَينا. فحينَ تُدرِكُ حُدودَكَ وتَحتَرِمُها، تَقدِرُ أن تُحافِظَ على فَرَحِك».
١٠ لِماذا مُهِمٌّ أن يَكونَ التَّمييزُ جُزْءًا مِن شَخصِيَّةِ الَّذي يَعتَني بِأحَدٍ يُحِبُّه؟ (أمثال ١٩:١١)
١٠ لِيَكُنِ التَّمييزُ جُزْءًا مِن شَخصِيَّتِك. (إقرإ الأمثال ١٩:١١.) حينَ يَكونُ لَدَيكَ تَمييز، ستَبْقى على الأرجَحِ هادِئًا حينَ تُستَفَزّ. فالشَّخصُ الَّذي لَدَيهِ هذِهِ الصِّفَةُ يُحاوِلُ أن يَفهَمَ لِماذا يَتَصَرَّفُ أحَدٌ بِطَريقَةٍ مُعَيَّنَة. طَبعًا، بَعضُ الأمراضِ المُزمِنَة قد تَجعَلُ الشَّخصَ يَتَصَرَّفُ بِعَكسِ طَبيعَتِه. (جا ٧:٧) مَثَلًا، الشَّخصُ الَّذي هو عادَةً لَطيفٌ ويُراعي غَيرَهُ قد يَصيرُ فَظًّا أو مُشاجِرًا. أو قد يَتَحَوَّلُ إلى شَخصٍ مُتَطَلِّب، انتِقادِيّ، أو لا يُعجِبُهُ شَيء. وإذا كُنتَ تُساعِدُ شَخصًا مُصابًا بِمَرَضٍ خَطير، فجَيِّدٌ أن تَأخُذَ فِكرَةً عن مَرَضِه. وكُلَّما فَهِمتَ مُشكِلَتَه، صارَ أسهَلَ علَيكَ أن تُمَيِّزَ أنَّ تَصَرُّفاتِهِ ناتِجَةٌ عن حالَتِهِ لا عن شَخصِيَّتِه. — أم ١٤:٢٩.
١١ أيُّ أُمورٍ مُهِمَّة يَلزَمُ أن يُخَصِّصَ الَّذي يَعتَني بِأحَدٍ الوَقتَ لها كُلَّ يَوم؟ (مزمور ١٣٢:٤، ٥)
١١ خَصِّصْ الوَقتَ لِتُقَوِّيَ صَداقَتَكَ مع يَهْوَه. أحيانًا، يَلزَمُ أن لا تَقومَ بِبَعضِ النَّشاطاتِ كَي تَهتَمَّ بِمَسائِلَ أُخْرى «أهَمّ». (في ١:١٠) وإحْدى هذِهِ المَسائِلِ الأهَمِّ هي تَقوِيَةُ عَلاقَتِكَ بِيَهْوَه. المَلِكُ دَاوُد مَثَلًا أعْطى الأوْلَوِيَّةَ لِعِبادَةِ يَهْوَه. (إقرإ المزمور ١٣٢:٤، ٥.) بِشَكلٍ مُشابِه، مُهِمٌّ أن تُرَتِّبَ أوْلَوِيَّاتِكَ بِحَيثُ تُخَصِّصُ بَعضَ الوَقتِ يَومِيًّا لِقِراءَةِ جُزْءٍ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ ولِلصَّلاةِ أيضًا. تَقولُ أُختٌ اسْمُها إِلِيشَا: «ما يُساعِدُني أن أُحافِظَ على فَرَحي هوَ الصَّلاةُ والتَّأمُّلُ في مَزَامِير مُشَجِّعَة. الصَّلاةُ هي حَبلُ إنقاذٍ بِالنِّسبَةِ إلَيَّ. لِذلِك أُصَلِّي عِدَّةَ مَرَّاتٍ خِلالَ النَّهارِ كَي أبْقى هادِئَة».
١٢ لِماذا يَلزَمُ أن يُخَصِّصَ الَّذي يَعتَني بِشَخصٍ يُحِبُّهُ الوَقتَ لِيَهتَمَّ بِصِحَّتِه؟
١٢ خَصِّصِ الوَقتَ لِتَهتَمَّ بِصِحَّتِك. النَّاسُ المَشغولون، مِثلُ الَّذينَ يَعتَنونَ بِشَخصٍ يُحِبُّونَه، قد يَستَصعِبونَ أن يُحافِظوا على نِظامٍ غِذائِيٍّ صِحِّيٍّ لِأنْ لا وَقتَ لَدَيهِم لِيَشتَروا طَعامًا طازَجًا ويُحَضِّروا وَجَباتٍ مُغَذِّيَة. لكنَّ النِّظامَ الغِذائِيَّ الجَيِّدَ ومُمارَسَةَ الرِّياضَةِ بِانتِظامٍ ضَرورِيَّانِ لِصِحَّتِكَ الجَسَدِيَّة والنَّفْسِيَّة. لِذلِك حاوِلْ أن تَستَفيدَ مِن وَقتِكَ المَحدودِ بِتَناوُلِ طَعامٍ صِحِّيٍّ ومُمارَسَةِ الرِّياضَةِ دائِمًا. (أف ٥:١٥، ١٦) أيضًا، حاوِلْ أن تَنامَ كِفايَة. (جا ٤:٦) فالدِّراساتُ تُظهِرُ أنَّ النَّومَ يُساعِدُ في إزالَةِ التُّوكسيناتِ مِن دِماغِنا. تَذكُرُ المَقالَة «كَيفَ يُؤَثِّرُ النَّومُ على الإجهاد؟» الَّتي نَشَرَتها مُؤَسَّسَة «بَانِر هِيلْث» الطِّبِّيَّةُ في الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَةِ الأَمِيرْكِيَّةِ أنَّ النَّومَ كِفايَةً قد يُخَفِّفُ أيضًا مِنَ القَلَقِ ويُجَهِّزُنا لِنُواجِهَ الإجهاد. ويَلزَمُ أيضًا أن تُخَصِّصَ بَعضَ الوَقتِ لِلتَّسلِيَة. (جا ٨:١٥) تُخبِرُ أُختٌ تَعتَني بِشَخصٍ تُحِبُّهُ عن شَيءٍ يُساعِدُها أن تَبْقى فَرحانَة. تَقول: «حينَ يَكونُ الطَّقسُ جَميلًا، أُحاوِلُ أن أخرُجَ مِنَ البَيتِ وأتَمَتَّعَ بِأشِعَّةِ الشَّمس. وكُلَّ شَهرٍ على الأقَلّ، أُرَتِّبُ لِأقْضِيَ يَومًا مُمتِعًا مع إحْدى صَديقاتي».
١٣ لِماذا الضِّحْكُ مُفيدٌ لِلصِّحَّة؟ (أمثال ١٧:٢٢)
١٣ حافِظْ على روحٍ مَرِحَة. (إقرإ الأمثال ١٧:٢٢؛ جا ٣:١، ٤) الضِّحْكُ مُفيدٌ لِصِحَّتِكَ الجَسَدِيَّة والنَّفْسِيَّة. طَبعًا، حينَ تَعتَني بِأحَد، نادِرًا ما تَجْري الأُمورُ تَمامًا كما خَطَّطتَ لها. ولكنْ إذا استَطَعتَ أن تَجِدَ شَيئًا مُضحِكًا في الأوْضاعِ المُزعِجَة، فقد يَسهُلُ علَيكَ أن تَتَحَمَّلَها. وحينَ تَضحَكُ معَ الشَّخصِ الَّذي تَعتَني به، تَصيرُ عَلاقَتُكُما أقْوى.
١٤ كَيفَ يُساعِدُكَ التَّكَلُّمُ مع صَديقٍ تَثِقُ به؟
١٤ تَكَلَّمْ مع صَديقٍ تَثِقُ به. رَغمَ كُلِّ جُهودِك، ستَشعُرُ أحيانًا أنَّ الحِملَ ثَقيلٌ جِدًّا علَيك. وفي أوْقاتٍ كهذِه، مُفيدٌ أن تَفتَحَ قَلبَكَ لِصَديقٍ مُقَرَّب، صَديقٍ لن يَحكُمَ علَيكَ أو يُبالِغَ في رَدَّةِ فِعلِه. (أم ١٧:١٧) وحينَ يَستَمِعُ إلَيكَ ويُطَمِّنُكَ بِكَلامِهِ اللَّطيف، ستَنالُ الدَّعمَ الَّذي تَحتاجُ إلَيهِ لِتُحافِظَ على فَرَحِك. — أم ١٢:٢٥.
١٥ كَيفَ يُساعِدُكَ التَّفكيرُ في أمَلِكَ أن تَشعُرَ بِالفَرَح؟
١٥ تَخَيَّلْ حَياتَكُما معًا في الفِردَوس. تَذَكَّرْ أنَّ دَورَكَ أن تَعتَنِيَ بِشَخصٍ تُحِبُّهُ هو شَيءٌ وَقتِيّ، فهو لَيسَ مِنَ الأعمالِ الَّتي قَصَدَها يَهْوَه لِلبَشَرِ مُنذُ البِدايَة. (٢ كو ٤:١٦-١٨) فالحَياةُ الَّتي نَعيشُها الآنَ لَيسَتِ «الحَياةَ الحَقيقِيَّة». (١ تي ٦:١٩) ولا شَكَّ أنَّكَ ستَفرَحُ كَثيرًا حينَ تَتَكَلَّمُ معَ الشَّخصِ الَّذي تُحِبُّهُ عنِ الأشياءِ الَّتي ستَفعَلانِها معًا في الفِردَوس. (إش ٣٣:٢٤؛ ٦٥:٢١) تَقولُ أُختٌ اسْمُها هِيذِر: «غالِبًا ما أقولُ لِلَّذينَ أعتَني بهِم إنَّنا عن قَريبٍ سنَركُضُ معًا، نَركَبُ الدَّرَّاجَةَ معًا، ونُخَيِّطُ معًا. كما أنَّنا سنَخبِزُ معًا ونَطبُخُ الطَّعامَ لِأحِبَّائِنا الَّذينَ قاموا مِنَ المَوت. وفي الوَقتِ الحاضِر، نَحنُ نَشكُرُ يَهْوَه معًا على أمَلِنا الرَّائِع».
كَيفَ يُمكِنُ لِلآخَرينَ أن يُساعِدوا؟
١٦ كَيفَ نُساعِدُ أحَدًا في جَماعَتِنا يَعتَني بِشَخصٍ يُحِبُّه؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٦ ساعِدِ الَّذي يَهتَمُّ بِشَخصٍ يُحِبُّهُ أن يَكونَ لَدَيهِ وَقتٌ لِنَفْسِه. نَقدِرُ نَحنُ الَّذينَ في الجَماعَةِ أن نُساهِمَ في الاهتِمامِ بِالشَّخصِ الَّذي بِحاجَةٍ إلى عِنايَة. وهكَذا نُساعِدُ الَّذي يَعتَني بهِ أن يُريحَ فِكرَهُ قَليلًا ويَكونَ لَدَيهِ وَقتٌ لِيَهتَمَّ بِمَسائِلَ شَخصِيَّة. (غل ٦:٢) وقد وَضَعَ بَعضُ النَّاشِرينَ بَرنامَجًا أُسبوعِيًّا لِيَفعَلوا ذلِك. تَقولُ أُختٌ اسْمُها نَاتَالْيَا تَعتَني بِزَوجِها المُصابِ بِالشَّلَل: «يَأتي أخٌ مِن جَماعَتِنا مَرَّةً أو مَرَّتَيْنِ في الأُسبوعِ لِيَقْضِيَ الوَقتَ مع زَوجي. فيَخدُمانِ معًا، يَتَحَدَّثانِ معًا، أو حتَّى يَحضُرانِ فيلمًا معًا. هذِهِ الجَلَساتُ غالِيَةٌ جِدًّا على قَلبِ زَوجي، وهي تُتيحُ لي الوَقتَ لِأهتَمَّ بِحاجاتي الشَّخصِيَّة، مِثلِ أن أخرُجَ مِنَ البَيتِ لِأمْشِيَ قَليلًا». وفي بَعضِ الحالات، قد تَقدِرُ أيضًا أن تُمْضِيَ اللَّيلَ في بَيتِ الشَّخصِ الَّذي بِحاجَةٍ إلى عِنايَةٍ كَي يَستَطيعَ الَّذي يَعتَني بهِ أن يَنامَ جَيِّدًا.
كيف تساعد أحدًا في جماعتك يعتني بشخص يحبه؟ (أُنظر الفقرة ١٦.)a
١٧ كَيفَ نُساعِدُ خِلالَ اجتِماعاتِ الجَماعَةِ شَخصًا يَعتَني بِأحَد؟
١٧ ساعِدْ مَن يَعتَني بِشَخصٍ يُحِبُّهُ أن يَستَفيدَ أكثَرَ مِنِ اجتِماعاتِ الجَماعَة. ففي كَثيرٍ مِنَ الأحيان، لا يَقدِرُ الأشخاصُ الَّذينَ يَعتَنونَ بِأحَدٍ أن يُرَكِّزوا جَيِّدًا في اجتِماعاتِ الجَماعَةِ والاجتِماعاتِ الدَّائِرِيَّة والسَّنَوِيَّة لِأنَّهُم مَشغولونَ بِالاعتِناءِ بِالشَّخصِ الَّذي يُحِبُّونَه. لِذلِك يَقدِرُ الإخوَةُ والأخَواتُ في الجَماعَةِ أن يُقَدِّموا المُساعَدَةَ بِالجُلوسِ إلى جانِبِ الَّذي بِحاجَةٍ إلى عِنايَةٍ خِلالَ بَعضِ هذِهِ الاجتِماعاتِ أو جُزْءٍ مِنها. وإذا كانَ الَّذي بِحاجَةٍ إلى عِنايَةٍ يُلازِمُ بَيتَه، يُمكِنُ أن تَعرِضَ أن تَذهَبَ إلى بَيتِهِ وتَحضُرا الاجتِماعَ معًا عَبْرَ الإنتِرنِت. وهكَذا يَقدِرُ الَّذي يَعتَني بهِ أن يَحضُرَ الاجتِماعَ في القاعَة.
١٨ ماذا أيضًا نَقدِرُ أن نَفعَلَ مِن أجْلِ الَّذي يَعتَني بِشَخصٍ يُحِبُّه؟
١٨ إمدَحْهُم وَصَلِّ مِن أجْلِهِم. جَيِّدٌ أن يَهتَمَّ الشُّيوخُ بِانتِظامٍ بِهؤُلاءِ الخِراف. (أم ٢٧:٢٣) وبِغَضِّ النَّظَرِ عن ظُروفِنا، نَقدِرُ جَميعًا أن نَمدَحَ بِكَرَمٍ وبِاستِمرارٍ الَّذينَ يَعتَنونَ بِشَخصٍ يُحِبُّونَه. ونَقدِرُ أيضًا أن نَطلُبَ مِن يَهْوَه أن يَظَلَّ يُعطيهِمِ القُوَّةَ ويُساعِدُهُم لِيُحافِظوا على فَرَحِهِم. — ٢ كو ١:١١.
١٩ إلامَ نَتَطَلَّعُ بِشَوق؟
١٩ قَريبًا جِدًّا، سيَمسَحُ يَهْوَه كُلَّ دَمعَةٍ حَزينَة مِن عُيونِنا. ولن يَكونَ هُناك لا مَرَضٌ ولا مَوت. (رؤ ٢١:٣، ٤) و «سَيَقفِزُ الأعرَجُ كالغَزال». (إش ٣٥:٥، ٦) وسَتَكونُ ضَريبَةُ الكِبَرِ في العُمرِ والألَمِ النَّاتِجِ عنِ الاهتِمامِ بِشَخصٍ مَريضٍ جُزْءًا مِنَ «الأُمورِ السَّابِقَة [الَّتي] لن تَخطُرَ على البال». (إش ٦٥:١٧) وحتَّى في الوَقتِ الحاضِر، فيما نَنتَظِرُ أن يَتَحَقَّقَ أمَلُنا الرَّائِع، يَهْوَه لن يَتَخَلَّى عنَّا أبَدًا. فإذا بَقينا نَتَّكِلُ علَيهِ لِيُعْطِيَنا القُوَّة، فسَيُساعِدُنا أن نَحتَمِلَ «كامِلًا بِصَبرٍ وفَرَح». — كو ١:١١.
التَّرنيمَة ١٥٥ فَرَحُنا الأبَدِيّ
a وصف الصور: أختان شابتان تزوران أختًا كبيرة في العمر كي تعطيا مجالًا لابنتها التي تعتني بها أن تذهب لتمشي في الخارج.