مقالة الدرس ٤٧
التَّرنيمَة ٣٨ لن يَترُكَك
« إنَّكَ غالٍ جِدًّا في نَظَرِ اللّٰه»!
« إنَّكَ غالٍ جِدًّا في نَظَرِ اللّٰه». — دا ٩:٢٣.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
تُساعِدُ هذِهِ المَقالَةُ الَّذينَ يَشعُرونَ بِعَدَمِ القيمَةِ أن يُدرِكوا قيمَتَهُمُ الحَقيقِيَّة في نَظَرِ يَهْوَه.
١-٢ ماذا يُساعِدُنا أن نُدرِكَ أنَّ قيمَتَنا كَبيرَة في نَظَرِ يَهْوَه؟
خُدَّامُ يَهْوَه عَزيزونَ على قَلبِه. لكنَّ البَعضَ مِنهُم يَستَصعِبونَ أن يُصَدِّقوا أنَّهُ يُحِبُّهُم. فرُبَّما عامَلَهُم أحَدٌ بِطَريقَةٍ حَسَّسَتهُم أنَّهُم أدْنى. هل حَصَلَ هذا معك؟ ماذا يُساعِدُكَ أن تُدرِكَ أنَّكَ غالٍ على قَلبِ يَهْوَه؟
٢ مُفيدٌ أن تُفَكِّرَ في حَوادِثَ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ تُظهِرُ لكَ كَيفَ يُريدُ يَهْوَه أن يَنظُرَ البَشَرُ واحِدُهُم إلى الآخَرِ وكَيفَ يَرغَبُ أن يَتَعامَلوا معًا. فابْنُهُ يَسُوع عامَلَ الآخَرينَ بِكَرامَةٍ واحتِرام. وهكَذا أظهَرَ لنا أنَّهُ هو وأباهُ يُقَدِّرانِ كَثيرًا الأشخاصَ المُتَواضِعينَ الَّذينَ يَشعُرونَ أنَّهُم بِلا أهَمِّيَّة. (يو ٥:١٩؛ عب ١:٣) وفي هذِهِ المَقالَة، سنُناقِش (١) كَيفَ ساعَدَ يَسُوع النَّاسَ أن يُدرِكوا قيمَتَهُمُ الحَقيقِيَّة، و (٢) كَيفَ نُقنِعُ أنفُسَنا أنَّنا فِعلًا كُنوزٌ لها قيمَةٌ كَبيرَة في نَظَرِ اللّٰه. — حج ٢:٧.
كَيفَ ساعَدَ يَسُوع النَّاسَ أن يُدرِكوا قيمَتَهُم؟
٣ كَيفَ عامَلَ يَسُوع الجَلِيلِيِّينَ الَّذينَ أتَوْا إلَيهِ لِيُساعِدَهُم؟
٣ خِلالَ جَولَةِ يَسُوع التَّبشيرِيَّة الثَّالِثَة في الجَلِيل، أتى النَّاسُ إلَيهِ مِن مِنطَقَةٍ بَعدَ أُخْرى لِيَسمَعوا كَلامَهُ ويُشْفَوْا مِن أمراضِهِم. وقد قالَ يَسُوع إنَّهُم «كانوا مُتَأذِّينَ ومَتروكينَ مِثلَ خِرافٍ لا راعي لها». (مت ٩:٣٦؛ أُنظر الملاحظات الدراسية.) فرِجالُ دينِهِمِ اعتَبَروهُم أشخاصًا جاهِلينَ لا يَستَحِقُّونَ أيَّ اعتِبار، حتَّى إنَّهُم دَعَوْهُم ‹مَلعونين›. (يو ٧:٤٧-٤٩ والملاحظة الدراسية) أمَّا يَسُوع فأعْطاهُم كَرامَةً حينَ خَصَّصَ الوَقتَ لِيُعَلِّمَهُم ويَشْفِيَهُم مِن أمراضِهِم. (مت ٩:٣٥) إضافَةً إلى ذلِك، كَي يُساعِدَ المَزيدَ مِنَ الأشخاص، دَرَّبَ رُسُلَهُ على التَّبشيرِ وأعْطاهُمُ السُّلطَةَ أن يَشْفوا الأمراضَ والعاهات. — مت ١٠:٥-٨.
٤ ماذا نَتَعَلَّمُ مِن تَعامُلاتِ يَسُوع مع سامِعيهِ المُتَواضِعين؟
٤ مِن خِلالِ تَعامُلاتِ يَسُوع مع سامِعيهِ بِكَرامَةٍ واعتِبار، أظهَرَ أنَّهُ هو وأباهُ يُعْطِيانِ قيمَةً كَبيرَة لِلَّذينَ غالِبًا ما يَعتَبِرُهُمُ المُجتَمَعُ بِلا قيمَة. فإذا كُنتَ تَخدُمُ يَهْوَه لكنَّكَ تَشُكُّ في قيمَتِك، ففَكِّرْ في اهتِمامِ يَسُوع بِالنَّاسِ المُتَواضِعينَ الَّذينَ أرادوا أن يَتَعَلَّموا مِنه. وهذا سيُساعِدُكَ أن تَرى كم أنتَ غالٍ في نَظَرِ يَهْوَه.
٥ صِفْ حالَةَ امرَأةٍ مِنَ الجَلِيل الْتَقى بها يَسُوع.
٥ لم يُعَلِّمْ يَسُوع جُموعًا كَبيرَة مِنَ النَّاسِ فَقَط، بلِ اهتَمَّ بِالأفرادِ أيضًا. مَثَلًا، خِلالَ خِدمَتِهِ في الجَلِيل، الْتَقى امرَأةً كانَت تُعاني مِن نَزيفِ دَمٍ مُنذُ ١٢ سَنَة. (مر ٥:٢٥) ولِأنَّ حالَتَها الصِّحِّيَّة جَعَلَتها نَجِسَةً حَسَبَ الشَّريعَة، كانَ كُلُّ مَن يَلمُسُها يَصيرُ نَجِسًا. وهذا دونَ شَكٍّ حَدَّ كَثيرًا مِنِ احتِكاكِها بِالنَّاس. إضافَةً إلى ذلِك، لم تَكُنْ تَقدِرُ أن تَذهَبَ إلى المَجمَعِ أو تُشارِكَ في الأعيادِ مع باقي اليَهُود. (لا ١٥:١٩، ٢٥) لا شَكَّ أنَّ هذِهِ المَرأةَ كانَت تُعاني مِن ألَمٍ جَسَدِيٍّ وعاطِفِيّ. — مر ٥:٢٦.
٦ ماذا فَعَلَتِ المَرأةُ كَي تُشْفى؟
٦ أرادَت هذِهِ المَرأةُ المِسكينَة أن يَشْفِيَها يَسُوع. لكنَّها لم تَأتِ إلَيهِ وتَطلُبْ مِنهُ ذلِك. لِماذا؟ رُبَّما شَعَرَت بِالإحراجِ أو بِالذُّلِّ بِسَبَبِ حالَتِها. أو رُبَّما خافَت أن يَرفُضَها لِأنَّها دَخَلَت بَينَ الجَمعِ وهي نَجِسَةٌ حَسَبَ الشَّريعَة. لِذلِكَ اكتَفَت بِأن تَلمُسَ ثَوبَهُ وهي مُقتَنِعَةٌ أنَّ هذا وَحْدَهُ سيَشْفيها. (مر ٥:٢٧، ٢٨) وكانَ إيمانُها في مَحَلِّه. فهي شُفِيَت تَمامًا! بَعدَ ذلِك، سَألَ يَسُوع مَنِ الَّذي لَمَسَه، فاعتَرَفَت بِما فَعَلَته. وكَيفَ عامَلَها يَسُوع؟
٧ كَيفَ عامَلَ يَسُوع هذِهِ المَرأةَ المُعَذَّبَة بِسَبَبِ مَرَضِها؟ (مرقس ٥:٣٤)
٧ عامَلَ يَسُوع هذِهِ المَرأةَ بِلُطفٍ واحتِرام. فهو لاحَظَ أنَّها «تَرجُفُ مِنَ الخَوف». (مر ٥:٣٣) فأحَسَّ معها وطَمَّنَها بِكَلِماتِهِ الرَّقيقَة. حتَّى إنَّهُ دَعاها «ابْنَة»، وهذا التَّعبيرُ التَّحَبُّبِيُّ لَيسَ مُهَذَّبًا فَقَط بل فيهِ لُطفٌ وحَنانٌ أيضًا. (إقرأ مرقس ٥:٣٤.) وتَذكُرُ المُلاحَظَةُ الدِّراسِيَّة على هذِهِ الكَلِمَة أنَّ «هذِه هيَ المَرَّةُ الوَحيدَة المُسَجَّلَة الَّتي استَعمَلَ فيها يَسُوع كَلِمَةَ ‹ابْنَة› وهو يَتَكَلَّمُ مُباشَرَةً معَ امرَأة، رُبَّما بِسَبَبِ وَضعِها الحَسَّاسِ ولِأنَّها كانَت ‹تَرجُف›». تَخَيَّلْ كمِ ارتاحَت! فلَو لم يُطَمِّنْها يَسُوع، رُبَّما كانَت رَحَلَت سَليمَةً جَسَدِيًّا ولكنْ مُثقَلَةً عاطِفِيًّا بِمَشاعِرِ الذَّنْب. لكنَّ يَسُوع ساعَدَها أن تَرى نَفْسَها كما هي فِعلًا: إبْنَةً غالِيَة على قَلبِ أبيها السَّماوِيِّ المُحِبّ.
٨ أيُّ صُعوباتٍ مَرَّت بها أُختٌ مِنَ البَرَازِيل؟
٨ اليَومَ أيضًا يُعاني بَعضُ خُدَّامِ اللّٰهِ مِن مَشاكِلَ صِحِّيَّة تُؤَثِّرُ علَيهِم عاطِفِيًّا. مَارِيَّاa مَثَلًا فاتِحَةٌ عادِيَّة مِنَ البَرَازِيل وُلِدَت مِن دونِ رِجلَيْنِ ويَدٍ يُسْرى. تُخبِر: «كانَ رِفاقي في المَدرَسَةِ يَتَنَمَّرونَ علَيَّ بِاستِمرارٍ بِسَبَبِ إعاقَتي ويَدْعونَني بِألقابٍ مُحَقِّرَة. حتَّى أفرادُ عائِلَتي كانوا يُعامِلونَني بِطَريقَةٍ سَيِّئَة».
٩ مَن ساعَدَ مَارِيَّا أن تُدرِكَ أنَّها غالِيَةٌ على قَلبِ يَهْوَه؟
٩ كَيفَ نالَت مَارِيَّا المُساعَدَة؟ عِندَما صارَت مِن شُهودِ يَهْوَه، دَعَمَها رِفاقُها المَسِيحِيُّونَ وساعَدوها أن تَرى نَفْسَها كما يَراها يَهْوَه. تَقول: «صَفَحاتُ دَفتَري لا تَكْفي لِأكتُبَ عن كُلِّ الَّذينَ ساعَدوني! أشكُرُ يَهْوَه مِن كُلِّ قَلبي لِأنَّهُ أعْطاني عائِلَةً روحِيَّة رائِعَة». فإخوَةُ مَارِيَّا وأخَواتُها الرُّوحِيُّونَ ساعَدوها أن تُدرِكَ أنَّها غالِيَةٌ على قَلبِ يَهْوَه.
١٠ أيُّ مَشاكِلَ عانَت مِنها مَرْيَم المَجْدَلِيَّة؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَيْن.)
١٠ لاحِظْ كَيفَ ساعَدَ يَسُوع شَخصًا آخَرَ هو مَرْيَم المَجْدَلِيَّة. فقد كانَ فيها سَبعَةُ شَيَاطِين. (لو ٨:٢) ورُبَّما كانَت تَتَصَرَّفُ بِطَريقَةٍ غَريبَة تَحتَ تَأثيرِ هؤُلاءِ الأبَالِسَة، وعلى الأرجَحِ كانَ النَّاسُ يَتَجَنَّبونَها نَتيجَةَ ذلِك. وخِلالَ هذِهِ المَرحَلَةِ السَّوداءِ مِن حَياتِها، لا بُدَّ أنَّها شَعَرَت بِالذُّلِّ واليَأسِ وبِأنْ لا أحَدَ يُحِبُّها. لكنَّ يَسُوع طَرَدَ الشَّيَاطِينَ الَّذينَ كانوا يُعَذِّبونَها، فصارَت بَعدَ ذلِك مِن أتباعِهِ الأُمَناء. وقد ساعَدَها يَسُوع بِطَريقَةٍ أُخْرى لِتُدرِكَ كم هي غالِيَةٌ في نَظَرِ اللّٰه. كَيف؟
كيف أكَّد يسوع لمريم المجدلية أنها غالية على قلب يهوه؟ (أُنظر الفقرتين ١٠-١١.)
١١ كَيفَ أظهَرَ يَسُوع لِمَرْيَم المَجْدَلِيَّة أنَّها غالِيَةٌ في نَظَرِ اللّٰه؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَيْن.)
١١ دَعا يَسُوع مَرْيَم المَجْدَلِيَّة أن تُرافِقَهُ في جَولاتِهِ التَّبشيرِيَّة.b ونَتيجَةَ ذلِك، ظَلَّت تَستَمِعُ إلَيهِ وتَستَفيدُ مِن تَعاليمِه. كما أنَّ يَسُوع ظَهَرَ لها في نَفْسِ اليَومِ الَّذي أُقيمَ فيه. وكانَت مِن أوَّلِ التَّلاميذِ الَّذينَ تَكَلَّمَ معهُم في ذلِكَ اليَوم. حتَّى إنَّ يَسُوع طَلَبَ مِنها أن تُخبِرَ رُسُلَهُ أنَّهُ أُقيم. يا لها مِن أدِلَّةٍ قَوِيَّة أكَّدَت لها أنَّها غالِيَةٌ في نَظَرِ يَهْوَه! — يو ٢٠:١١-١٨.
١٢ أوْضِحْ لِماذا خَلفِيَّةُ لِيدِيَا جَعَلَتها تَشعُرُ أنَّها مَنبوذَة.
١٢ مِثلَ مَرْيَم المَجْدَلِيَّة، كَثيرونَ اليَومَ يُحارِبونَ الشُّعورَ بِأنْ لا أحَدَ يُحِبُّهُم. تَقولُ أُختٌ مِن إسْبَانْيَا اسْمُها لِيدِيَا إنَّ أُمَّها كانَت تَنْوي أن تُجهِضَها قَبلَ أن تولَد. حتَّى وهي طِفلَة، تَتَذَكَّرُ كَيفَ كانَت أُمُّها تُهمِلُها وتُسيءُ إلَيها بِالكَلام. تَقول: «كانَ هَدَفي في الحَياةِ أن يَقبَلَني الآخَرونَ ويُحِبُّوني. خِفتُ أن لا أستَحِقَّ أبَدًا هذِهِ المَحَبَّةَ لِأنَّ أُمِّي أقنَعَتني بِأنِّي شَخصٌ سَيِّئ».
١٣ ماذا ساعَدَ لِيدِيَا أن تُدرِكَ كم هي غالِيَةٌ على قَلبِ يَهْوَه؟
١٣ بَعدَما تَعَلَّمَت لِيدِيَا الحَقّ، ساعَدَتها صَلَواتُها ودَرسُها أن تُدرِكَ كم هي غالِيَةٌ على قَلبِ يَهْوَه. كما أنَّ كَلِماتِ رِفاقِها في الإيمانِ وتَصَرُّفاتِهِمِ اللَّطيفَة أقنَعَتها بِأنَّ لها قيمَة. تَقول: «غالِبًا ما يَقولُ لي زَوجي كم يُحِبُّني. وهو يُذَكِّرُني دائِمًا بِصِفاتي الجَيِّدَة. أصدِقائي أيضًا يَفعَلونَ نَفْسَ الشَّيء». هل يَخطُرُ على بالِكَ أحَدٌ بِحاجَةٍ إلى مُساعَدَةٍ لِيُدرِكَ كم هو غالٍ في عَيْنَيْ يَهْوَه؟
كَيفَ نَرى أنفُسَنا مِثلَما يَرانا يَهْوَه؟
١٤ كَيفَ تُساعِدُنا ١ صَمُوئِيل ١٦:٧ أن نَرى الآخَرينَ مِثلَما يَراهُم يَهْوَه؟ (أُنظُرْ أيضًا الإطار «لِماذا شَعبُ يَهْوَه عَزيزونَ على قَلبِه؟».)
١٤ تَذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه لا يَراكَ كما يَراكَ النَّاس. (إقرأ ١ صموئيل ١٦:٧.) فهو لا يُقَيِّمُكَ على أساسِ شَكلِك، وَضعِكَ الاجتِماعِيّ، أو مُستَواكَ العِلمِيّ. (إش ٥٥:٨، ٩) لِذلِك بَدَلَ أن تَقيسَ قيمَتَكَ حَسَبَ مَقاييسِ العالَم، قَيِّمْ نَفْسَكَ حَسَبَ مَقاييسِ يَهْوَه. مَثَلًا، قد تَقرَأُ قِصَصًا في الكِتابِ المُقَدَّسِ تُظهِرُ أنَّ يَهْوَه قَدَّرَ الَّذينَ شَكُّوا أحيانًا في قيمَتِهِم، مِثلَ إيلِيَّا ونُعْمِي وحَنَّة. وقد تُحِبُّ أيضًا أن تَكتُبَ عنِ الأشياءِ الَّتي حَصَلَت معك وأكَّدَت لكَ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّكَ ويُقَدِّرُكَ كَثيرًا. أيضًا، جَيِّدٌ أن تَقومَ بِبَحثٍ في مَطبوعاتِنا عنِ التَّغَلُّبِ على مَشاعِرِ عَدَمِ القيمَة.c
١٥ لِماذا كانَ دَانْيَال ‹غالِيًا جِدًّا في نَظَرِ اللّٰه›؟ (دانيال ٩:٢٣)
١٥ لا تَنْسَ أنَّ أمانَتَكَ تَجعَلُكَ غالِيًا في نَظَرِ يَهْوَه. في مَرحَلَةٍ ما مِن حَياةِ النَّبِيِّ دَانْيَال، رُبَّما حينَ كانَ في آخِرِ تِسعيناتِه، شَعَرَ أنَّهُ مُحبَطٌ و ‹مُتعَبٌ جِدًّا›. (دا ٩:٢٠، ٢١) فكَيفَ شَجَّعَهُ يَهْوَه؟ أرسَلَ إلَيهِ المَلاكَ جِبْرَائِيل لِيُذَكِّرَهُ أنَّهُ «غالٍ جِدًّا في نَظَرِ اللّٰه» وأنَّ صَلَواتِهِ استُجيبَت. (إقرأ دانيال ٩:٢٣.) فما الَّذي جَعَلَ دَانْيَال غالِيًا إلى هذِهِ الدَّرَجَةِ في عَيْنَيْ يَهْوَه؟ طَبعًا صِفاتُهُ الحُلْوَة، وخاصَّةً مَحَبَّتَهُ لِلصَّوابِ وأمانَتَه. (حز ١٤:١٤) وقد حَفِظَ يَهْوَه هذِهِ القِصَّةَ في كَلِمَتِهِ كَي يُشَجِّعَنا نَحن. (رو ١٥:٤، الحاشية) وهو يَسمَعُ صَلَواتِكَ أيضًا ويُقَدِّرُكَ نَتيجَةَ مَحَبَّتِكَ لِلصَّوابِ وأمانَتِك. — مي ٦:٨، الحواشي؛ عب ٦:١٠.
١٦ ماذا يُساعِدُكَ أن تَرى يَهْوَه أبًا مُحِبًّا؟
١٦ إعتَبِرْ يَهْوَه أبًا يُحِبُّك. فهو يُريدُ أن يُساعِدَك، لا أن يَجِدَ عُيوبَك. (مز ١٣٠:٣؛ مت ٧:١١؛ لو ١٢:٦، ٧) والتَّأمُّلُ في هذِهِ الفِكرَةِ يُساعِدُ كَثيرينَ مِمَّن تُعَذِّبُهُم مَشاعِرُ عَدَمِ القيمَة. إلَيكَ مِثالَ مِيشِيل، أُختٍ مِن إسْبَانْيَا شَعَرَت أنَّها مَنبوذَةٌ وبِلا نَفعٍ بَعدَما أساءَ إلَيها زَوجُها بِكَلامِهِ طَوالَ سَنَوات. تَقول: «كُلَّما شَعَرتُ أنِّي بِلا نَفع، أُحاوِلُ أن أتَخَيَّلَ يَهْوَه يَحمِلُني بَينَ ذِراعَيْهِ ويَحْميني ويُعَبِّرُ لي عن مَحَبَّتِه». (مز ٢٨:٩) لاحِظْ أيضًا ما قالَتهُ أُختٌ مِن جَنوبِ إفْرِيقْيَا اسْمُها لُورِين. فهي تُذَكِّرُ نَفْسَها: «ما دامَ يَهْوَه جَذَبَني إلَيهِ بِكُلِّ لُطفٍ بِحِبالِ المَحَبَّة، أبْقاني قَريبَةً مِنهُ كُلَّ هذِهِ السِّنين، حتَّى إنَّهُ يَستَخدِمُني لِأُعَلِّمَ غَيري، فهو بِالتَّأكيدِ يُقَدِّرُني ويَعتَبِرُني نافِعَة». — هو ١١:٤.
١٧ ماذا يُساعِدُكَ أن تَقتَنِعَ بِأنَّ يَهْوَه راضٍ عنك؟ (مزمور ٥:١٢) (أُنظُرْ أيضًا الصُّورة.)
١٧ أقنِعْ نَفْسَكَ بِأنَّ يَهْوَه راضٍ عنك. (إقرإ المزمور ٥:١٢.) قالَ دَاوُد إنَّ رِضى يَهْوَه هو مِثلُ «تُرسٍ كَبيرٍ» يَحْمي المُستَقيمين. وإذا أبْقَيتَ في بالِكَ أنَّ يَهْوَه راضٍ عنكَ وأنَّهُ يَدعَمُك، فهذِهِ الفِكرَةُ ستَحْميكَ مِن شُكوكِكَ في نَفْسِكَ الَّتي تُحاوِلُ أن تَخنُقَك. ولكنْ كَيفَ تَعرِفُ أنَّ يَهْوَه راضٍ عنك؟ كما رَأينا مِن قَبل، يَهْوَه يُعْطيكَ ضَمانَةً مِن خِلالِ كَلِمَتِه. كما أنَّهُ يَستَخدِمُ الشُّيوخ، أصدِقاءَكَ المُقَرَّبين، وغَيرَهُم لِيُذَكِّرَكَ أنَّكَ غالٍ على قَلبِه. فكَيفَ يَلزَمُ أن تَكونَ رَدَّةُ فِعلِكَ إذا شَجَّعَكَ أحَدُهُم؟
الفكرة أن يهوه راضٍ عنا تحمينا من مشاعر عدم القيمة (أُنظر الفقرة ١٧.)
١٨ لِماذا يَلزَمُ أن تَقبَلَ المَدح؟
١٨ لا تَرفُضِ المَدحَ الصَّادِقَ مِنَ الأشخاصِ الَّذينَ يَعرِفونَكَ ويُحِبُّونَك. أبْقِ في بالِكَ أنَّ يَهْوَه رُبَّما يَستَخدِمُهُم لِيُساعِدَكَ أن تَقتَنِعَ بِأنَّهُ راضٍ عنك. تَقولُ مِيشِيل المَذكورَة سابِقًا: «قَليلًا بَعدَ قَليل، أتَعَلَّمُ أن أُصَدِّقَ الكَلِماتِ اللَّطيفَة الَّتي يَقولُها لي الآخَرون. هذا لَيسَ سَهلًا علَيَّ! لكنِّي أعرِفُ أنَّ هذا ما يُريدُهُ يَهْوَه مِنِّي». وتَستَفيدُ مِيشِيل أيضًا مِن جُهودِ الشُّيوخِ المُحِبِّينَ الَّذينَ يُحاوِلونَ أن يُساعِدوها. وهيَ الآنَ فاتِحَةٌ ومُتَطَوِّعَةٌ تَعمَلُ عن بُعدٍ لِبَيْت إيل.
١٩ لِماذا تَقدِرُ أن تَثِقَ أنَّكَ غالٍ في نَظَرِ اللّٰه؟
١٩ يُذَكِّرُنا يَسُوع بِلُطفٍ أنَّنا مُهِمُّونَ جِدًّا بِالنِّسبَةِ إلى أبينا السَّماوِيّ. (لو ١٢:٢٤) لِذلِك نَقدِرُ أن نَثِقَ أنَّ يَهْوَه يَرانا غالينَ جِدًّا. فلا نَنْسَ أبَدًا هذِهِ الفِكرَة! ولْنَعمَلْ كُلَّ جُهدِنا كَي نُساعِدَ غَيرَنا أن يَرَوْا كم هُم عَزيزونَ على قَلبِ يَهْوَه.
التَّرنيمَة ١٣٩ تَخَيَّلْ نَفْسَكَ في العالَمِ الجَديد
a تَمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.
b كانَت مَرْيَم المَجْدَلِيَّة مِنَ النِّساءِ اللَّواتي سافَرْنَ مع يَسُوع. وهؤُلاءِ النِّساءُ استَعمَلْنَ مُمتَلَكاتِهِنَّ كَي يَخدُمْنَ يَسُوع ورُسُلَه. — مت ٢٧:٥٥، ٥٦؛ لو ٨:١-٣.
c مَثَلًا، انظُرِ الفَصل ٢٤ في كِتاب إقتَرِبْ إلى يَهْوَه، واقرَإ الآياتِ والأمثِلَةَ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ الَّتي تَحتَ مَوْضوع «الشُّكوك» في كِتاب آياتٌ مُفيدَة لِحَياتِنا المَسِيحِيَّة.