مقالة الدرس ٥٠
التَّرنيمَة ٤٨ السَّيرُ يَومِيًّا مع يَهْوَه
كُنْ مُتَواضِعًا مِثلَ يَهْوَه
«تَمَثَّلوا بِاللّٰهِ كأوْلادٍ مَحبوبين». — أف ٥:١.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
سنَتَعَلَّمُ عن أربَعِ طُرُقٍ لِنَكونَ مُتَواضِعينَ مِثلَ يَهْوَه.
١ لِماذا تَواضُعُ يَهْوَه مُمَيَّز؟
عِندَما تَرى الأشخاصَ الَّذينَ في مَركَزِ سُلطَة، هل تُفَكِّرُ بَينَكَ وبَينَ نَفْسِكَ كم هُم مُتَواضِعون؟ على الأرجَحِ لا. بِالمُقابِل، يَهْوَه، القادِرُ على كُلِّ شَيء، هو إلهٌ مُتَواضِع. (مز ١١٣:٥-٨) فالتَّواضُعُ جُزْءٌ لا يَتَجَزَّأُ مِن شَخصِيَّةِ يَهْوَه؛ فلَيسَ فيهِ على الإطلاقِ ذَرَّةُ تَكَبُّر. في هذِهِ المَقالَة، سنَستَفيدُ كَثيرًا مِنَ التَّأمُّلِ في أربَعَةِ جَوانِبَ مِن شَخصِيَّةِ يَهْوَه الرَّائِعَة، وسَنَرى كَيفَ يَنعَكِسُ تَواضُعُهُ في كُلِّ جانِبٍ مِنها. وسَنُناقِشُ أيضًا كَيفَ أظهَرَ يَسُوع التَّواضُعَ مِثلَ أبيه. وتَأمُّلُنا في هذِهِ الجَوانِبِ مِن شَخصِيَّةِ يَهْوَه سيُساعِدُنا أن نَقتَرِبَ إلَيهِ أكثَرَ ونَكونَ مُتَواضِعينَ أكثَر.
يَهْوَه يَسهُلُ الاقتِرابُ إلَيه
٢ ماذا يُخبِرُنا المَزْمُور ٦٢:٨ عن يَهْوَه؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٢ عُمومًا، لَيسَ سَهلًا أن نَقتَرِبَ إلى النَّاسِ المُتَكَبِّرين. فغُرورُهُم يَدفَعُهُم أن يَتَصَرَّفوا بِطُرُقٍ تَجعَلُنا نَتَرَدَّدُ أن نَأتِيَ إلَيهِم أو حتَّى نَتَجَنَّبُهُم كُلِّيًّا. ما أكبَرَ الفَرقَ بَينَهُم وبَينَ يَهْوَه! فلِأنَّ أبانا السَّماوِيَّ مُتَواضِع، يَدْعونا أن نَقتَرِبَ إلَيهِ ونُخبِرَهُ عن كُلِّ ما يَشغَلُ بالَنا أو يُثقِلُ قَلبَنا. (إقرإ المزمور ٦٢:٨.) ومِثلَ الأبِ الحَنونِ الَّذي يَستَمِعُ بِاهتِمامٍ إلى هُمومِ أوْلادِه، يُحِبُّ يَهْوَه أن يَستَمِعَ إلى صَلَواتِ عُبَّادِه. حتَّى إنَّهُ حَرِصَ أن يُسَجَّلَ الكَثيرُ مِن هذِهِ الصَّلَواتِ في الكِتابِ المُقَدَّس. وهذا يُظهِرُ كم يُريدُ أن نَلجَأَ إلَيه. (يش ١٠:١٢-١٤؛ ١ صم ١:١٠-١٨) ولكنْ ماذا لَو شَعَرنا لِسَبَبٍ ما أنَّنا لا نَستاهِلُ أن نَقتَرِبَ إلى يَهْوَه ونَطلُبَ مُساعَدَتَه؟
أب يتمثل بيهوه، فيصغي بتواضع إلى ابنه الذي كسر المزهرية وهو يلعب (أُنظر الفقرة ٢.)
٣ لِماذا تَقدِرُ أن تَكونَ أكيدًا أنَّ يَهْوَه يُريدُ أن تَقتَرِبَ إلَيهِ دائِمًا في الصَّلاة؟
٣ نَقدِرُ أن نَقتَرِبَ إلى يَهْوَه في الصَّلاةِ حتَّى لَو شَعَرنا أنَّنا لا نَستاهِلُ مَحَبَّتَه. لِماذا نَقولُ ذلِك؟ في المَثَلِ عنِ الابْنِ الضَّالّ، شَبَّهَ يَسُوع يَهْوَه بِأبٍ حَنونٍ جِدًّا لَدَيهِ ابْنٌ أخطَأَ كَثيرًا ثُمَّ تاب. لكنَّ هذا الابْنَ يَشعُرُ الآنَ أنَّهُ لا يَستَحِقُّ أن يَقبَلَهُ أبوهُ كفَردٍ مِنَ العائِلَة. وماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِ الأبِ حينَ عادَ ابْنُهُ إلى البَيت؟ قالَ يَسُوع إنَّ الأبَ حالَما لَمَحَ ابْنَه، «رَكَضَ وعانَقَهُ وقَبَّلَهُ بِحَرارَة». (لو ١٥:١٧-٢٠) يَهْوَه هو مِثلُ هذا الأب. فحالَما يَسمَعُ صَلَواتِ الَّذينَ تَسحَقُهُمُ الهُمومُ أو مَشاعِرُ الذَّنْب، يَدفَعُهُ تَواضُعُهُ أن يُعْطِيَهُم كُلَّ انتِباهِه. (مرا ٣:١٩، ٢٠) ولِأنَّهُ حَنونٌ جِدًّا، يَركُضُ إلَيهِم إذا جازَ التَّعبيرُ لِيُواسِيَهُم ويُؤَكِّدَ لهُم أنَّهُ سيُعامِلُهُم بِرَحمَةٍ ومَحَبَّة. (إش ٥٧:١٥) فكَيفَ يَركُضُ يَهْوَه إلَينا اليَوم؟ غالِبًا ما يَفعَلُ ذلِك مِن خِلالِ الشُّيوخ، أفرادِ عائِلَتِنا الَّذينَ في الحَقّ، وغَيرِهِم مِن إخوَتِنا في الإيمان. (يع ٥:١٤، ١٥) وهو يُقَدِّمُ لنا هذِهِ المُساعَدَةَ لِأنَّهُ يُريدُ أن نَكونَ قَريبينَ مِنه.
٤ كَيفَ أظهَرَ يَسُوع أنَّهُ يُريدُ أن يَقتَرِبَ النَّاسُ إلَيه؟
٤ يَسُوع يَتَمَثَّلُ بِأبيه. يَسُوع يُشبِهُ أباه، لِذلِك هو مُتَواضِع. فخِلالَ حَياتِهِ على الأرض، كانَ سَهلًا على النَّاسِ أن يَقتَرِبوا إلَيه. فهُم شَعَروا بِالحُرِّيَّةِ أن يَطرَحوا علَيهِ الأسئِلَة. (مر ٤:١٠، ١١) وحينَ كانَ هو يَسألُهُم عن مَوْضوعٍ ما، أعْطَوْهُ رَأْيَهُم بِصَراحَة. (مت ١٦:١٣-١٦) وعِندَما عَمِلوا أغلاطًا، لم يَرجُفوا خَوفًا مِنه؛ فهُم عَرَفوا أنَّهُ لَطيف، رَحيم، وصَبور. (مت ١٧:٢٤-٢٧) ولِأنَّهُ كانَ مِثلَ أبيهِ تَمامًا، استَطاعَ أتباعُهُ أن يَعرِفوا يَهْوَه بِشَكلٍ أفضَل. (يو ١٤:٩) وفَهِموا أنَّ يَهْوَه لَيسَ أبَدًا مِثلَ رِجالِ الدِّينِ اليَهُودِ القُساة والمُتَكَبِّرينَ الَّذينَ لا يَهُمُّهُمُ النَّاس. بل هو إلهٌ مُتَواضِعٌ يُريدُ أن يَشعُرَ الجَميعُ بِالحُرِّيَّةِ أن يَقتَرِبوا إلَيه.
٥ كَيفَ يُساعِدُنا التَّواضُعُ أن نُسَهِّلَ على الآخَرينَ أن يَقتَرِبوا إلَينا؟
٥ كَيفَ نَتَمَثَّلُ بِيَهْوَه؟ حينَ نُنَمِّي التَّواضُع، يَسهُلُ على الآخَرينَ أن يَقتَرِبوا إلَينا. فالتَّواضُعُ لا يَدَعُنا نَصيرُ حَسودين، مُتَكَبِّرين، وغَيرَ مُتَسامِحين، صِفاتٌ تُنَفِّرُ الآخَرينَ مِنَّا. كما أنَّ التَّواضُعَ يُساعِدُنا أن نَكونَ لَطيفين، صَبورين، ومُتَسامِحين، صِفاتٌ تَجذِبُ الآخَرينَ إلَينا. (كو ٣:١٢-١٤) والشُّيوخُ بِشَكلٍ خاصٍّ يَجِبُ أن يَعمَلوا كُلَّ ما يَقدِرونَ علَيهِ لِيُسَهِّلوا على الآخَرينَ أن يَقتَرِبوا إلَيهِم. وطَبعًا لن يَقدِرَ الآخَرونَ أن يَقتَرِبوا إلَيهِم إذا لم يَرَوْهُم. وهذا يَعْني أن يَبذُلَ الشُّيوخُ كُلَّ جُهدِهِم لِيَحضُروا اجتِماعاتِ الجَماعَةِ وَجهًا لِوَجه، بَدَلَ أن يَحضُروها دونَ ضَرورَةٍ عَبْرَ مُؤتَمَراتِ الفيديو. وحَسبَما تَسمَحُ ظُروفُهُم، يُحاوِلونَ أن يَخدُموا معَ الإخوَةِ والأخَواتِ مِن بَيتٍ إلى بَيت. وفيما يَتَعَرَّفُ أفرادُ الجَماعَةِ على الشُّيوخِ بِشَكلٍ أفضَل، سيَرتاحونَ أن يَفتَحوا لهُم قَلبَهُم حينَ يَحتاجونَ إلى مُساعَدَة.
يَهْوَه مَرِن
٦-٧ أعْطِ مَثَلًا يُظهِرُ كَيفَ غَيَّرَ يَهْوَه قَرارَهُ كَي يُلَبِّيَ رَغبَةَ خُدَّامِه.
٦ كَثيرونَ مِنَ الأشخاصِ المُتَكَبِّرينَ لَيسوا مَرِنينَ في تَعامُلاتِهِم معَ الآخَرين. لكنَّ يَهْوَه، مع أنَّهُ الأسْمى مِن كُلِّ النَّواحي، إلهٌ مُتَواضِع. لِذلِك فهو مَرِن، مُستَعِدٌّ أن يُغَيِّرَ قَراراتِهِ كَي يُلَبِّيَ رَغبَةَ خُدَّامِه. لاحِظْ كَيفَ تَعامَلَ مع مَرْيَم أُختِ مُوسَى. فهي وهَارُون تَشَكَّيا على مُوسَى الَّذي كانَ يُمَثِّلُ يَهْوَه. فقد كانَت مَرْيَم في الحَقيقَةِ تُقَلِّلُ مِنِ احتِرامِ يَهْوَه. وبِالنَّتيجَة، غَضِبَ يَهْوَه مِنها وضَرَبَها بِالبَرَص. ولكنْ عِندَما تَوَسَّلَ هَارُون مِن أجْلِها وتَرَجَّى مُوسَى يَهْوَه أن يَشْفِيَ أُختَه، استَجابَ يَهْوَه طَلَبَهُما. فهو لم يُصِرَّ بِكِبرِياءٍ على حُكمِهِ ضِدَّها. فلِأنَّهُ مُتَواضِع، غَيَّرَ قَرارَهُ وشَفى مَرْيَم. — عد ١٢:١-١٥.
٧ أظهَرَ يَهْوَه التَّواضُعَ أيضًا في تَعامُلاتِهِ معَ المَلِكِ حَزَقِيَّا. فهو أخبَرَهُ بِواسِطَةِ أحَدِ الأنبِياءِ أنَّهُ سيَموتُ قَريبًا. فتَرَجَّى حَزَقِيَّا يَهْوَه بِدُموعٍ أن يَشْفِيَه. ويَهْوَه سَمِعَ لهُ وأظهَرَ لهُ الرَّحمَةَ حينَ زادَ على عُمرِهِ ١٥ سَنَة. (٢ مل ٢٠:١، ٥، ٦) نَعَم، تَواضُعُ يَهْوَه يَدفَعُهُ أن يَكونَ مُتَعاطِفًا ومَرِنًا.
٨ أعْطِ مَثَلًا يُظهِرُ أنَّ يَسُوع مَرِن. (مرقس ٣:١-٦)
٨ يَسُوع يَتَمَثَّلُ بِأبيه. عِندَما كانَ يَسُوع على الأرض، لم يَمنَعِ الخَيرَ عنِ النَّاسِ حينَ كانَ مُمكِنًا أن يُظهِرَ المُرونَةَ ويُساعِدَهُم. فهو مَثَلًا شَفى المَرْضى يَومَ السَّبت، مع أنَّ مُقاوِميهِ القُساةَ القُلوبِ اعتَرَضوا على ذلِك. (إقرأ مرقس ٣:١-٦.) وفي أيَّامِنا، لا يَزالُ يَسُوع يُظهِرُ المُرونَةَ بِصِفَتِهِ رَأسَ الجَماعَةِ المَسِيحِيَّة. مَثَلًا، حينَ يَرتَكِبُ أحَدٌ في الجَماعَةِ خَطِيَّةً خَطيرَة، يَصبِرُ علَيهِ كَي يُعْطِيَهُ فُرصَةً كافِيَة لِيُصَحِّحَ سُلوكَه. — رؤ ٢:٢-٥.
٩ كَيفَ نُنَمِّي المُرونَةَ ونُظهِرُها؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.)
٩ كَيفَ نَتَمَثَّلُ بِيَهْوَه؟ علَينا أن نَجتَهِدَ لِنُفَكِّرَ ونَتَصَرَّفَ بِمُرونَةٍ مِثلَ يَهْوَه. (يع ٣:١٧) مَثَلًا، الوالِدونَ المَرِنون، في حينِ أنَّهُم لَيسوا مُتَساهِلين، لا يَتَوَقَّعونَ مِن أوْلادِهِمِ الصِّغارِ أكثَرَ مِن طاقَتِهِم. وقد رَسَمَ يَعْقُوب مِثالًا جَيِّدًا في هذا المَجالِ كما تُخبِرُنا الرِّوايَةُ في التَّكْوِين ٣٣:١٢-١٤. أيضًا، يَلزَمُ أن يَتَجَنَّبَ الوالِدونَ المُتَواضِعونَ والمَرِنونَ أن يُقارِنوا بَينَ وَلَدٍ وآخَرَ لِأنَّ هذِهِ المُقارَناتِ لَيسَت عادِلَة. الشُّيوخُ المَسِيحِيُّونَ أيضًا علَيهِم أن يَكونوا مَرِنين. وإحْدى الطُّرُقِ لِيَفعَلوا ذلِك هي أن يَقبَلوا قَرارَ الأكثَرِيَّةِ في هَيئَةِ الشُّيوخِ حتَّى لَو كانَ عَكسَ رَأْيِهِم ما دامَ لا يَكسِرُ مَبادِئَ في الكِتابِ المُقَدَّس. (١ تي ٣:٢، ٣) وجَيِّدٌ أن نُحاوِلَ جَميعًا أن نَفهَمَ وِجهَةَ نَظَرِ الآخَرينَ حتَّى لَو كُنَّا نَرى الأُمورَ مِن مِنظارٍ مُختَلِف. (رو ١٤:١) نَعَم، كُلُّ شَخصٍ في الجَماعَةِ علَيهِ أن يَعمَلَ جُهدَهُ كَي ‹يَرى كُلُّ النَّاسِ أنَّهُ مَرِن›. — في ٤:٥.
الأب المرن لا يتوقع من أولاده أكثر من طاقتهم (أُنظر الفقرة ٩.)
يَهْوَه صَبور
١٠ كَيفَ أظهَرَ يَهْوَه الصَّبرَ في الماضي؟
١٠ رُبَّما لاحَظتَ أنَّ النَّاسَ المُتَكَبِّرينَ لا يُحِبُّونَ أن يَنتَظِروا. فالتَّكَبُّرُ يَجعَلُهُم غَيرَ صَبورين. ما أكبَرَ الفَرقَ بَينَهُم وبَينَ يَهْوَه، المِثالِ الكامِلِ في الصَّبر! مَثَلًا في أيَّامِ نُوح، قالَ يَهْوَه إنَّهُ سيَنتَظِرُ ١٢٠ سَنَةً قَبلَ أن يُهلِكَ الأشرار. (تك ٦:٣) فكانَ لَدى نُوح وَقتٌ كافٍ لِيُرَبِّيَ أوْلادَهُ ويَبْنِيَ الفُلكَ بِمُساعَدَةِ عائِلَتِه. ولاحِقًا، المَلاكُ الَّذي مَثَّلَ يَهْوَه استَمَعَ إلى إبْرَاهِيم بِصَبرٍ فيما كانَ يَسألُهُ عن تَدميرِ سَدُوم وعَمُورَة. الشَّخصُ المُتَكَبِّرُ كانَ يُمكِنُ أن يَقول: ‹كَيفَ تَتَجَرَّأُ أن تَسألَني أسئِلَةً كهذِه؟!›. ولكنْ لِأنَّ هذا المَلاكَ كانَ مِثلَ يَهْوَه، صَبَرَ على إبْرَاهِيم. — تك ١٨:٢٠-٣٣.
١١ حَسَبَ ٢ بُطْرُس ٣:٩، لِماذا يُظهِرُ يَهْوَه الصَّبرَ في أيَّامِنا؟
١١ لا يَزالُ يَهْوَه حتَّى أيَّامِنا يُظهِرُ الصَّبرَ بِكُلِّ تَواضُع. فهو يَنتَظِرُ الوَقتَ الَّذي حَدَّدَهُ لِيَجلُبَ النِّهايَة. ولِماذا هو صَبور؟ «لِأنَّهُ لا يَرغَبُ أن يَهلَكَ أحَد، بل أن يَصِلَ الجَميعُ إلى التَّوبَة». (إقرأ ٢ بطرس ٣:٩.) وهل صَبرُ يَهْوَه بِلا فائِدَة؟ كَلَّا! فمَلايينُ النَّاسِ الَّذينَ قُلوبُهُم طَيِّبَة يَقتَرِبونَ إلَيه. ونَأمُلُ أن يَأخُذَ المَلايينُ بَعد هذِهِ الخُطوَة. ولكنْ صَبرُ يَهْوَه لهُ حُدود. فهو يُحِبُّ النَّاس، لكنَّهُ لَيسَ مُتَساهِلًا. فلن يَدَعَ الشَّرَّ يَستَمِرُّ إلى الأبَد. — حب ٢:٣.
١٢ كَيفَ يُظهِرُ يَسُوع الصَّبرَ تَمَثُّلًا بِيَهْوَه؟
١٢ يَسُوع يَتَمَثَّلُ بِأبيه. مُنذُ آلافِ السِّنينَ ويَسُوع يُظهِرُ الصَّبرَ تَمَثُّلًا بِيَهْوَه. فهو يَرى الشَّيْطَان يَفتَري على يَهْوَه وعلى البَشَرِ الأُمَناء. (تك ٣:٤، ٥؛ أي ١:١١؛ رؤ ١٢:١٠) ويَشهَدُ أيضًا مَآسي تَفوقُ الوَصف. تَخَيَّلْ كم هو مُتَشَوِّقٌ دونَ شَكٍّ أن «يُفَشِّلَ أعمالَ إبْلِيس»! (١ يو ٣:٨) فماذا يُساعِدُهُ أن يَنتَظِرَ بِصَبرٍ مُوافَقَةَ يَهْوَه لِيُزيلَ أعمالَ إبْلِيس بِشَكلٍ كامِل؟ أحَدُ الأُمورِ الَّتي تُساعِدُهُ هو أنَّ تَواضُعَهُ يَدفَعُهُ أن يَترُكَ تَحديدَ الوَقتِ لِمَن يَعودُ إلَيهِ هذا الحَقّ، أي لِيَهْوَه. — أع ١:٧.
١٣ كَيفَ كانَ يَسُوع صَبورًا مع رُسُلِهِ ولِماذا فَعَلَ ذلِك؟
١٣ حينَ كانَ يَسُوع على الأرض، كانَ صَبورًا أيضًا مع رُسُلِه. مَثَلًا، عِندَما تَجادَلوا مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ حَولَ مَن هوَ الأعظَم، لم يَقطَعِ الأمَلَ مِنهُم. بل بَقِيَ صَبورًا معهُم. (لو ٩:٤٦؛ ٢٢:٢٤-٢٧) فهو وَثِقَ أنَّهُم معَ الوَقتِ سيَقومونَ بِالتَّغييراتِ اللَّازِمَة. هل تَرتَكِبُ تَكرارًا الغَلطَةَ نَفْسَها؟ ألَستَ شاكِرًا لِأنَّ لَدَيكَ مَلِكًا مُتَواضِعًا وصَبورًا إلى هذا الحَدّ؟
١٤ كَيفَ نُنَمِّي الصَّبر؟
١٤ كَيفَ نَتَمَثَّلُ بِيَهْوَه؟ عِندَما نَتَبَنَّى «فِكرَ المَسِيح»، نَصيرُ جاهِزينَ لِنُفَكِّرَ ونَتَصَرَّفَ مِثلَ يَهْوَه. (١ كو ٢:١٦) وكَيفَ نَفهَمُ بِشَكلٍ أفضَلَ فِكرَ المَسِيح؟ لَيسَ هُناك طَريقٌ مُختَصَرَة. علَينا أن نَقرَأَ الأناجيل. بَعدَ ذلِك، يَلزَمُ أن نُخَصِّصَ الوَقتَ لِنَتَأمَّلَ كَيفَ تَكشِفُ لنا الرِّواياتُ الَّتي نَقرَأُها طَريقَةَ تَفكيرِ يَسُوع. ودونَ شَكّ، علَينا أن نَطلُبَ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَنا لِنَعكِسَ طَريقَةَ تَفكيرِ يَسُوع المُتَواضِعَة. وفيما نَتَبَنَّى فِكرَ المَسِيح، سنَصيرُ نُشبِهُ اللّٰهَ أكثَر، فسَنَصبِرُ أكثَرَ على رِفاقِنا في الإيمانِ وعلى أنفُسِنا أيضًا. — مت ١٨:٢٦-٣٠، ٣٥.
يَهْوَه يُعْطي المُتَواضِعينَ كَرامَة
١٥ كَيفَ يُطَبِّقُ يَهْوَه الكَلِماتِ في المَزْمُور ١٣٨:٦؟
١٥ إقرإ المزمور ١٣٨:٦. يا لهُ مِن شَرَفٍ لِلأشخاصِ المُتَواضِعينَ أن يُلاحِظَهُم سَيِّدُ الكَون! تَأمَّلْ في أمثِلَةٍ عن أشخاصٍ رُبَّما لم يُقَدِّرْهُمُ الآخَرونَ لكنَّ يَهْوَه أعْطاهُم كَرامَة. البَعضُ مِنهُم قد لا يَخطُرونَ على بالِكَ بِسُرعَة، لكنَّهُم مَذكورونَ في الكِتابِ المُقَدَّس. فيَهْوَه أوْحى إلى مُوسَى أن يُسَجِّلَ اسْمَ مُرَبِّيَةٍ دُعِيَت دَبُّورَة عاشَت في أيَّامِ الآباءِ الأجِلَّاء. فهي خَدَمَت بِأمانَةٍ في بَيتِ إسْحَاق ويَعْقُوب ١٢٥ سَنَةً تَقريبًا! ومع أنَّنا لا نَعرِفُ الكَثيرَ عن هذِهِ المَرأةِ الوَلِيَّة، حَرِصَ يَهْوَه أن يُذكَرَ في كَلِمَتِهِ الموحى بها كم كانَت مَحبوبَة. (تك ٢٤:٥٩؛ ٣٥:٨، الحاشية) وبَعدَ قُرون، اختارَ يَهْوَه دَاوُد، ذاكَ الرَّاعي الصَّغير، وعَيَّنَهُ مَلِكًا على أُمَّةِ إسْرَائِيل. (٢ صم ٢٢:١، ٣٦) وبَعدَ وَقتٍ قَصيرٍ مِن وِلادَةِ يَسُوع، أعْطى اللّٰهُ كَرامَةً لِرُعاةٍ مُتَواضِعينَ حينَ أرسَلَ إلَيهِم مَلائِكَةً لِيُخبِرَهُم أنَّ المَسِيَّا وُلِدَ في بَيْت لَحْم المُجاوِرَة. وأكرَمَهُم أيضًا بِأن يَكونوا أوَّلَ مَن يَعرِفُ هذا الخَبَرَ السَّعيد. (لو ٢:٨-١١) وعِندَما أخَذَ يُوسُف ومَرْيَم يَسُوع إلى الهَيكَل، أكرَمَ يَهْوَه سِمْعَان وحَنَّة المُسِنَّيْنِ حينَ أعْطاهُما الامتِيازَ أن يَرَيا ابْنَه. (لو ٢:٢٥-٣٠، ٣٦-٣٨) نَعَم، «يَهْوَه عالٍ لكنَّهُ يَنتَبِهُ لِلمُتَواضِع».
١٦ كَيفَ تَمَثَّلَ يَسُوع بِأبيهِ في تَعامُلاتِهِ معَ النَّاس؟
١٦ يَسُوع يَتَمَثَّلُ بِأبيه. مِثلَ يَهْوَه، أعْطى يَسُوع كَرامَةً لِلمُتَواضِعين. فهو عَلَّمَ أشخاصًا «غَيرَ مُتَعَلِّمينَ ومِن عامَّةِ الشَّعبِ» حَقائِقَ عن مَملَكَةِ اللّٰه. (أع ٤:١٣؛ مت ١١:٢٥) وقد شَفى المَرْضى وعامَلَهُم بِطُرُقٍ رَدَّت لهُم صِحَّتَهُم وكَرامَتَهُم أيضًا. (لو ٥:١٣) وفي اللَّيلَةِ الأخيرَة قَبلَ مَوتِه، لَعِبَ دَورَ الخادِمِ حينَ غَسَلَ أقدامَ رُسُلِه. (يو ١٣:٥) وقَبلَ أن يَصعَدَ إلى السَّماء، أكرَمَ كُلَّ أتباعِهِ المُتَواضِعين، بِمَن فيهِم نَحنُ اليَوم، حينَ أعْطاهُم أهَمَّ عَمَلٍ يُمكِنُ أن يَقومَ بهِ إنسان: أن يُساعِدوا النَّاسَ لِيَربَحوا الحَياةَ الأبَدِيَّة. — مت ٢٨:١٩، ٢٠.
١٧ كَيفَ نُعْطي الآخَرينَ كَرامَة؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٧ كَيفَ نَتَمَثَّلُ بِيَهْوَه؟ نَحنُ نُعْطي الآخَرينَ كَرامَةً حينَ نوصِلُ الأخبارَ الحُلْوَة إلى كُلِّ الَّذينَ يَسمَعونَنا مَهْما كانَت خَلفِيَّتُهُم، لَونُ بَشَرَتِهِم، أو مُستَواهُمُ العِلمِيّ. ونُكرِمُ إخوَتَنا وأخَواتِنا عِندَما نَعتَبِرُهُم أفضَلَ مِنَّا، بِغَضِّ النَّظَرِ عن أيِّ مَقدِراتٍ أوِ امتِيازاتٍ لَدَينا. (في ٢:٣) ويَهْوَه يَفرَحُ حينَ ‹نَأخُذُ المُبادَرَةَ› بِتَواضُعٍ في إكرامِ بَعضِنا بَعضًا بِهذِهِ الطَّريقَةِ وغَيرِها أيضًا. — رو ١٢:١٠؛ صف ٣:١٢.
نحن نُظهر التواضع مثل يهوه حين نوصل الأخبار الحلوة إلى مختلف الناس (أُنظر الفقرة ١٧.)a
١٨ لِماذا تُريدُ أن تَكونَ مُتَواضِعًا مِثلَ يَهْوَه؟
١٨ فيما نَعمَلُ جُهدَنا لِنَتَمَثَّلَ بِأبينا السَّماوِيِّ المُتَواضِعِ والمُحِبّ، سيَسهُلُ على الآخَرينَ أن يَقتَرِبوا إلَينا، سنَصيرُ مَرِنينَ أكثَر، وصَبورينَ أكثَر. وسَنُعْطي الآخَرينَ كَرامَةً مِثلَما يَفعَلُ يَهْوَه. إذًا، لِنَجتَهِدْ كَي نَقتَرِبَ أكثَرَ إلى إلهِنا المُتَواضِع، وهذا سيَجعَلُنا دونَ شَكٍّ أغْلى على قَلبِه. — إش ٤٣:٤.
التَّرنيمَة ١٥٩ قَدِّموا المَجدَ لِيَهْوَه
a وصف الصور: أختان تُظهران التواضع مثل يهوه، فهما تعلِّمان الحق لنساء في السجن.