مشاريع خضراء تفيد إخوتنا والبيئة

كشهود ليهوه،‏ نحن نعرف أن يهوه اللّٰه سيتدخَّل قريبًا لينقذ كوكبنا من الدمار الذي يسبِّبه الإنسان.‏ (‏رؤيا ١١:‏١٨‏)‏ ولكن في الوقت نفسه،‏ نعمل ما نقدر عليه لنحافظ على كوكبنا.‏ مثلًا،‏ نحن نقوم بالعديد من المشاريع الخضراء في المباني التي نستخدمها.‏

المشاريع الخضراء،‏ أو الحلول الخضراء،‏ هي مشاريع هدفها أن تقلِّل الأضرار التي تلحق بالبيئة.‏ فما هي بعض المشاريع الخضراء التي قمنا بها؟‏ وكيف ساعدتنا أن نستعمل التبرعات بحكمة؟‏

مشروع لتبريد قاعة اجتماعات

قاعة اجتماعات ماتولا في موزمبيق بُنيت بجوانب مفتوحة وسقف معدني بسيط.‏ لكن السقف كان يسخن كثيرًا حين تضربه الشمس،‏ وترتفع بالتالي الحرارة داخل القاعة.‏ قال أحد الإخوة:‏ «كنا نعرق من شدة الحر.‏ وعندما ينتهي البرنامج،‏ كنا نسرع إلى الخارج من أجل بعض الهواء البارد والمنعش».‏ فماذا فعلنا كي نساعد إخوتنا أن يحضروا الاجتماعات الدائرية والسنوية في جو مريح أكثر؟‏

قرَّرنا أن نقوم بمشروع أخضر:‏ تركيب طبقة عازلة للسقف،‏ وكذلك مراوح تديرها الرياح.‏ الطبقة العازلة خفَّفت من تأثير حرارة الشمس،‏ والمراوح جدَّدت الهواء داخل القاعة.‏ لا تحتاج هذه المراوح إلى الكهرباء،‏ بل تعتمد على الرياح ومبادئ انتقال الحرارة كي تُخرِج الهواء الساخن الذي يتراكم داخل القاعة.‏ وسعر الواحدة حوالي ٥٠ دولارًا.‏a

هذا المشروع حسَّن كثيرًا التهوية في قاعة الاجتماعات.‏ وبفضل حركة الهواء داخل القاعة،‏ قلَّت الرطوبة والعفونة.‏ كما قلَّ تراكم ثاني أكسيد الكربون،‏ وزادت نسبة الأكسجين.‏ وبالنتيجة،‏ صار الحضور مرتاحين ويركِّزون أكثر على البرنامج.‏ يقول الأخ المذكور سابقًا:‏ «الآن،‏ لا نسرِع إلى الخارج حالما ينتهي البرنامج.‏ بل نبقى في القاعة خلال استراحة الغداء لنتحدَّث مع الإخوة.‏ حين نجلس تحت السقف الجديد،‏ نشعر وكأننا تحت شجرة كبيرة رائعة».‏

مصدر للطاقة المتجدِّدة

ركَّبنا العديد من أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في المباني التي نستخدمها حول العالم.‏ في هذه الأنظمة،‏ تُستعمل ألواح شمسية لتحويل ضوء الشمس،‏ وهو مصدر للطاقة المتجدِّدة،‏ إلى كهرباء.‏ وبالنتيجة،‏ يقلُّ اعتمادنا على الكهرباء المولَّدة من الوقود الأُحفوري.‏ كما أن أنظمة الطاقة الشمسية تكون أقل تلويثًا للبيئة وتساعدنا أن نوفِّر أموال التبرعات.‏

سنة ٢٠٢٣،‏ ركَّبنا نظام طاقة شمسية في مكتب فرع سلوفينيا.‏ وهو يولِّد ٣٠ في المئة من الطاقة التي يحتاجها المبنى.‏ وعندما ينتج النظام كمية كهرباء أكثر من حاجتنا،‏ يذهب الفائض إلى شبكة الطاقة التابعة للبلدية.‏ كلَّف هذا النظام ٠٠٠‏,٣٦٠ دولار.‏ ولكن بفضله،‏ انخفضت فواتير الكهرباء التي يدفعها الفرع.‏ وبالتالي،‏ سيغطِّي النظام كلفته خلال أربع سنين.‏

سنة ٢٠٢٤،‏ ركَّبنا ألواحًا كهروضوئية وبطارية كبيرة في مكتب فرع سري لانكا.‏ كلَّف هذا المشروع حوالي ٣ ملايين دولار.‏ وهو يولِّد ٧٠ في المئة من الكهرباء التي يحتاجها الفرع.‏ والمبالغ التي صرنا نوفِّرها ستغطي كلفة الألواح خلال ثلاث سنين.‏ وفي نفس السنة،‏ ركَّبنا أيضًا نظام طاقة شمسية في مكتب فرع هولندا.‏ كلَّف هذا النظام ١‏,١ مليون دولار.‏ وهو يولِّد ٣٥ في المئة من الكهرباء التي يحتاجها الفرع.‏ وسيغطِّي النظام كلفته خلال تسع سنين.‏

إضافة إلى ذلك،‏ ركَّبنا أنظمة طاقة شمسية في عدة مكاتب ترجمة عن بُعد في المكسيك.‏ لنأخذ مثالًا واحدًا:‏ مكتب الترجمة عن بُعد إلى لغة تاراهومارا (‏الوسطى)‏ في تشيواوا.‏ ففي الشتاء،‏ تنخفض درجة الحرارة تحت الصفر.‏ وفي الصيف،‏ ترتفع فوق الـ‍ ٤٠ درجة مئوية.‏ ولكن بسبب الكلفة العالية للكهرباء،‏ كان الإخوة يتجنَّبون استخدام أنظمة التدفئة والتبريد.‏ يقول جوناثان،‏ أخ يعمل في مكتب الترجمة:‏ «في الشتاء،‏ كنا نلبس ثيابًا سميكة ونضع بطانيات.‏ وفي الصيف،‏ كنا نفتح الشبابيك».‏

سنة ٢٠٢٤،‏ ركَّبنا نظام طاقة شمسية في مكتب الترجمة عن بُعد.‏ كلَّف النظام ٤٨٠‏,٢١ دولارًا،‏ لكنه سيغطِّي كلفته خلال خمس سنين.‏ والآن،‏ صار بإمكان الإخوة أن يستعملوا أنظمة التدفئة والتبريد عند الحاجة.‏ يقول جوناثان:‏ «صرنا نتمتع أكثر بتعييننا،‏ ونقوم به بشكل أفضل.‏ وفي الوقت نفسه،‏ يكون بالنا مرتاحًا.‏ فنحن نعرف أن أموال الهيئة تُستخدَم بحكمة وبطريقة صديقة للبيئة».‏

الاستفادة من مياه المطر

في إفريقيا،‏ بعض قاعات الملكوت ليس لديها مصدر ثابت للماء.‏ لذلك،‏ يضطر إخوتنا أن يحملوا الماء عدة كيلومترات إلى قاعة الملكوت.‏ وفي قاعات أخرى،‏ يشتري إخوتنا الماء الذي توصله شاحنات.‏ لكن هذه الطريقة مكلِّفة وليست صديقة للبيئة.‏

كي نؤمِّن الماء لإخوتنا،‏ ركَّبنا على سطح العديد من قاعات الملكوت مزاريب موصولة بخزانات ماء كبيرة.‏ وقبل تركيب هذه المعدات،‏ درس فريق من الإخوة المناخ المحلي ليصمِّموا أفضل نظام لكل قاعة.‏ كلَّفت المعدات للقاعة الواحدة بين ٦٠٠ و ٠٠٠‏,٣ دولار.‏ ولكن بفضل هذه المعدات،‏ لم يعد إخوتنا مضطرين أن يشتروا الماء.‏ وهذا يخفِّف عليهم إجمالًا نفقات تشغيل قاعة الملكوت.‏

يستفيد إخوتنا كثيرًا من أنظمة مياه المطر التي ركَّبناها.‏ تقول نويميا،‏ أخت في موزمبيق:‏ «سابقًا،‏ كنا نسير مسافات طويلة لنجلب الماء.‏ لذا،‏ كنا نصل إلى القاعة متعبين ومنهكين جدًّا.‏ وبما أن الحصول على الماء كان صعبًا،‏ فلم يكن سهلًا علينا أن نتبع العادات الصحية.‏ أما الآن،‏ فصار بإمكان الجميع أن يغسلوا أيديهم.‏ كما أننا لم نعد نصل إلى القاعة متعبين،‏ بل نصل مرتاحين ونتمتع بالاجتماع.‏ نشكركم من كل قلبنا».‏

كيف نغطِّي تكاليف هذه المشاريع الخضراء؟‏ من خلال التبرعات،‏ بما فيها التبرعات التي تقدِّمها عبر donate.‎jw.‎org‏.‏ شكرًا جزيلًا على كرمك.‏