^١٢ في اليوم التالي،‏ اجاز يهوه صلاحه قدام موسى على جبل سيناء.‏ فنال موسى آنذاك لمحة عن مجد اللّٰه وسمع هذا الاعلان:‏ «الرب الرب اله رحيم ورؤوف [«حنّان»،‏ ع‌ج‏] بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء [«وافر اللطف الحبي والصدق»،‏ ع‌ج‏].‏

خروج ٣٤:‏٦،‏

تشير هذه الكلمات ان صلاح يهوه يرتبط بلطفه الحبي ونواحٍ اخرى من شخصيته.‏ والتأمل في هذه النواحي يساعدنا على إظهار الصلاح.‏ فلنعالج اولا الصفة المذكورة مرتين في هذا الاعلان الرائع عن صلاح اللّٰه.‏

‏«اله .‏ .‏ .‏ وافر اللطف الحبي»‏

١٣ اية صفة تُذكَر مرتين في الاعلان عن صلاح اللّٰه،‏ ولماذا ذلك ملائم؟‏

^١٣ يهوه هو ‹اله وافر اللطف الحبي

ان الكلمة العبرانية المترجمة الى «لطف حبي» تعني ايضا «محبة الولاء».‏ وهي الصفة الوحيدة المذكورة مرتين في إعلان اللّٰه لموسى.‏ وكم هذا ملائم،‏ لأن صفة يهوه البارزة هي المحبة!‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ وعبارة تسبيح يهوه المشهورة،‏ ‹لأنه صالح لأن الى الابد لطفه الحبي›،‏ تُبرِز هذه الصفة.‏

١٤ مَن خصوصا يتمتعون بصلاح اللّٰه ولطفه الحبي؟‏

^١٤ ان احد اوجه صلاح يهوه هو انه ‹وافر اللطف الحبي›.‏ ويظهر ذلك خصوصا في عنايته الرقيقة بخدامه البشر المنتذرين الامناء.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٦،‏ ٧‏)‏ فبإمكان شهود يهوه ان يشهدوا انه ‹يحفظ اللطف الحبي› تجاه الذين يحبونه ويخدمونه.‏ (‏خروج ٢٠:‏٦‏)‏ صحيح ان يهوه لم يعد يُظهِر اللطف الحبي،‏ او محبة الولاء،‏ لأمة اسرائيل الطبيعي لأنهم رفضوا ابنه،‏ لكنَّ الصلاح ومحبة الولاء اللذين يُظهِرهما للمسيحيين الامناء من كل الامم سيظلان الى الابد.‏ —‏ يوحنا ٣:‏٣٦‏.‏

يهوه —‏ رحيم وحنّان

١٥ (‏أ)‏ اية عبارة افتُتح بها الاعلان الذي سمعه موسى على جبل سيناء؟‏ (‏ب)‏ ماذا تشمل الرحمة؟‏

^١٥ افتُتح الاعلان الذي سمعه موسى على جبل سيناء بهذه العبارة:‏ ‏‹الرب الرب اله رحيم وحنّان›.‏ والكلمة العبرانية المترجمة الى «رحمة» يمكن ان تشير الى «الاحشاء» وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بكلمة «رَحِم».‏ لذلك فإن الرحمة تشمل مشاعر الرأفة التي تنبع من اعماق الشخص.‏ لكنَّ الرحمة تشمل اكثر من مجرد الشفقة الصادقة.‏ فينبغي ان تدفعنا الى القيام بشيء للتخفيف من معاناة الآخرين.‏ مثلا،‏ يشعر الشيوخ المسيحيون المحبّون ان عليهم اظهار الرحمة للرفقاء المؤمنين،‏ وهم ‹يظهرون الرحمة بسرور› عندما يكون ذلك ملائما.‏ —‏ روما ١٢:‏٨؛‏ يعقوب ٢:‏١٣؛‏ يهوذا ٢٢،‏ ٢٣‏.‏

١٦ لماذا يمكن القول ان يهوه حنّان؟‏

^١٦ يظهر صلاح اللّٰه ايضا في حنانه.‏ فالشخص الحنّان هو الذي يراعي مشاعر الآخرين بشكل ملحوظ ويُظهِر اللطف،‏ وخصوصا للأقل شأنا،‏ مما يجعله شخصا محبوبا.‏ ويهوه هو افضل مثال في إظهار الحنان اذ تعامل بلطف مع خدامه الامناء.‏ مثلا،‏ قوّى اللّٰه بحنان النبي المسنّ دانيال وأخبر العذراء مريم بلطف بالامتياز الذي كانت ستحظى به ان تلد يسوع.‏ (‏دانيال ١٠:‏١٩؛‏ لوقا ١:‏٢٦-‏٣٨‏)‏ وكشعب ليهوه،‏ لا شك اننا نقدِّر طريقته الحنونة في مناشدتنا من خلال صفحات الكتاب المقدس.‏ ونحن نسبِّحه على هذا الوجه من صلاحه ونسعى الى إظهار الحنان في تعاملاتنا مع الآخرين.‏ وعندما يُصلِح ذوو المؤهلات الروحية احد الرفقاء المؤمنين «بروح الوداعة»،‏ يحاولون ان يكونوا لطفاء،‏ ذوي حنان.‏ —‏ غلاطية ٦:‏١‏.‏

اله بطيء الغضب

١٧ لماذا نحن شاكرون ان يهوه «بطيء الغضب»؟‏

^١٧ ‏«اله .‏ .‏ .‏ بطيء الغضب».‏ تلفت هذه الكلمات الانتباه الى وجه آخر من صلاح يهوه.‏ فهو يحتمل بصبر تقصيراتنا ويمنحنا الوقت للتغلب على الضعفات الخطيرة وإحراز التقدم الروحي.‏ (‏عبرانيين ٥:‏١٢–‏٦:‏٣؛‏ يعقوب ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ كما يفيد صبره الذين لم يصيروا بعد من عبّاده.‏ فلا تزال الفرصة سانحة لهم ليتجاوبوا مع رسالة الملكوت ويتوبوا.‏ (‏روما ٢:‏٤‏)‏ ولكن رغم ان يهوه صبور،‏ يدفعه صلاحه احيانا الى إطلاق العنان لغضبه،‏ كما فعل عندما عبد الاسرائيليون العجل الذهبي عند جبل سيناء.‏ وعمّا قريب،‏ سيُطلق اللّٰه العنان لغضب اعظم ايضا عندما يُنهي نظام الشيطان الشرير.‏ —‏ حزقيال ٣٨:‏١٩،‏ ٢١-‏٢٣‏.‏

١٨ ايّ تباين هنالك بين يهوه والقادة البشر في ما يتعلق بالصدق؟‏

^١٨ ‏‹يهوه اله وافر الصدق›.‏ كم يختلف يهوه عن القادة البشر الذين يعِدون وعودا برّاقة لكنهم يُخلِفون بها!‏ بالتباين،‏ يمكن لعبّاد يهوه الاتِّكال على كل ما هو مذكور في كلمته الموحى بها.‏ وبما ان اللّٰه وافر الصدق والحق،‏ يمكننا دائما الوثوق بوعوده.‏ ولأن ابانا السماوي صالح،‏ فإنه لا يخذلنا بل يستجيب صلواتنا من اجل الحق الروحي اذ يزوِّدنا اياه بوفرة.‏ —‏ مزمور ٤٣:‏٣؛‏ ٦٥:‏٢‏.‏