-
«الامة» التي تطعم الملايين المصابين بالجوعبرج المراقبة ١٩٨٦ | ١٥ تموز (يوليو)
-
-
٣ مَن في قرننا اختبروا «غيظ» اللّٰه المذكور في اشعياء ٢٧:٤ ؟
٣ رغم اننا ابتعدنا عشرات السنين عن الحوادث المعيّنة، يحسن بنا ان نفحص باختصار بعض التطورات في اثناء سنوات الحرب العالمية الاولى. ففي ذلك الوقت كان ليهوه اللّٰه سبب صحيح ليشعر «بالغيظ» على امم العالم المسيحي بسبب انهماكها في ذلك النزاع السافك الدم. (قارن اشعياء ٢٧:٤.) وقد فعلوا ذلك عوضا عن تسليم سياداتهم القومية الى اللّٰه العلي عندما تأسس ملكوته في السموات سنة ١٩١٤ بين يدي ابنه الممجد يسوع المسيح. وقد اضافوا وقودا الى غيظه باضطهادهم بقية اسرائيل الروحي، مانعين بتعمُّد تلاميذ الكتاب المقدس المسيحيين الاولياء هؤلاء عن المناداة بحرية بملكوته المؤسس. ولكنّ العديد من بقية اسرائيل الروحي استسلموا في الواقع للضغوط العالمية وهكذا قصّروا في مسؤوليتهم كشعب مختار مأخوذ من نظام الاشياء العالمي هذا. وفي ذلك الحين لم يروا قضية الحياد المطلق تجاه منازعات هذا العالم وهكذا اصبحوا تحت مسؤولية سفك الدم، ولمدة من الوقت استحقوا درجة من «غيظ» اللّٰه ايضا.
٤ كيف اثر «غيظ» اللّٰه في خدامه المسيحيين، واي درس يمكن ان نتعلمه من ذلك؟
٤ لو كنتم عائشين آنذاك كيف تفكرون انكم كنتم تتجاوبون ازاء ضغوط زمن الحرب تلك؟ يجب عليكم ان تتأملوا في امور كهذه، لانه بفعلكم ذلك يمكن ان ترسخوا قراركم بشأن ما تفعلونه في وجه اية ضغوط للمستقبل. ووقتئذ ربما بدا انه وقت للكف عن المناداة بالملكوت ولاجتناب الانظار. وقد مال كثيرون بهذا الاتجاه، شاعرين بأنه يجب عليهم ببساطة ان ينتظروا تمجيدهم الباكر ليكونوا مع يسوع المسيح المتوَّج. (لوقا ٢٢:٢٨-٣٠) ولكنّ تلقي شيء من «غيظ» يهوه كان اختبارا تأديبيا لم يذهب سدى لدى المسيحيين الحقيقيين لتلك الفترة، وهكذا لم يكن بلا ثمر.
-
-
«الامة» التي تطعم الملايين المصابين بالجوعبرج المراقبة ١٩٨٦ | ١٥ تموز (يوليو)
-
-
٦ و ٧ (أ) ماذا في الازمنة العصرية اصبح مثل «الشوك والحسك»؟ (ب) ماذا يمكننا ان نتوقع بشأنها في المستقبل؟
٦ وعندما استأنفت بقية اسرائيل الروحي بحماس كرازتهم بالملكوت سنة ١٩١٩ حان ليهوه ان يقول:
«ليس لي غيظ. (من يعطيني) الشوك والحسك في القتال (فأدوسها) وأحرقها (في الوقت ذاته).» — اشعياء ٢٧:٤.
٧ وبعد اختتام الحرب العالمية الاولى أُقيمت عصبة الامم في رفض لملكوت اللّٰه برئاسة المسيح. ويمكننا تشبيه ذلك «بالشوك والحسك» الموضوعة في طريق يهوه اللّٰه كمانع او عائق. والآن قد حلّت هيئة الامم المتحدة محل تلك العصبة. وبواسطة الامم المتحدة فان مختلف الامم الاعضاء يكشفون عن تصميمهم على الوقوف ضد ملكوت المسيح المنادى به وعن قصدهم الاحتفاظ بسيادتهم العالمية. وفي «قتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء» في هرمجدون سيدوس مجازيا كل «الشوك والحسك،» ساحقا اياها وأخيرا محرقا اياها كما لو كان لتحويلها الى مجرد رماد. وهكذا سيظهر من هو حقا المتسلط الكوني. فيمكنكم اذاً ان تروا انه حتى ولو لم تكونوا احياء بين المسيحيين الممسوحين آنذاك حوالى الحرب العالمية الاولى يمكن ان تتأثروا — للخير او للشر — بالنتائج الاخيرة للحوادث المناظرة لاشعياء ٢٧:١ . — رؤيا ١٦:١٤-١٦؛ ١٧:١–١٨:٤.
-