فأمر نبوخذناصَّر هؤلاء الاربعة بأن يخضعوا لمقرَّر تدريب خصوصي لمدة ثلاث سنوات في «كتابة الكلدانيين ولسانهم.‏»‏

‏(‏دانيال ١:‏٤،‏ ٥‏)‏ وذلك كان خطِرا من حيث الامكانية لاسباب متعددة.‏ وعلى الارجح،‏ لم يكن منهاج الدراسة مجرد مقرَّر لغوي لمدة ثلاث سنوات.‏ فالبعض يعتقدون ان تعبير «الكلدانيين» في هذا المقطع يشير،‏ «لا الى البابليين كشعب،‏ وانما الى فئة المتعلِّمين.‏» (‏كتب سونسينو للكتاب المقدس‏)‏ وفي تعليقه على دانيال،‏ يذكر ك.‏ ف.‏ كايْل:‏ «كان يجب ان يتعلّم دانيال ورفقاؤه حكمة الكهنة والمتعلِّمين الكلدانيين،‏ التي كان يجري تعليمها في مدارس بابل.‏»‏

أما بالنسبة الى دروسهم،‏ فإن حوادث لاحقة في حياة العبرانيين الاحداث الاربعة جميعا تثبت دون شك ان منهاج دراستهم الالزامي لمدة ثلاث سنوات في الثقافة البابلية لم يجعلهم ينحرفون عن تعلُّقهم العميق بيهوه وعبادته النقية.‏ (‏دانيال،‏ الاصحاحان ٣ و ٦‏)‏ فمكَّنهم يهوه من الخروج سالمين من هذا الانهماك في التعليم العالي البابلي المفروض عليهم لمدة ثلاث سنوات.‏ «أما هؤلاء الفتيان الاربعة فأعطاهم اللّٰه معرفة وعقلا في كل كتابة وحكمة وكان دانيال فهيما بكل الرؤى والاحلام.‏ وفي كل امرِ حكمةِ فَهْمٍ الذي سألهم عنه الملك وجدهم عشرة اضعاف فوق كل المجوس والسحرة الذين في كل مملكته.‏» —‏ دانيال ١:‏١٧،‏ ٢٠‏.‏