مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«عبد» امين فطين
    برج المراقبة ٢٠٠٤ | ١ آذار (‏مارس)‏
    • ‏«عبد» امين فطين

      ‏«مَن هو العبد الامين الفطين الذي اقامه سيده على خدم بيته؟‏».‏ —‏ متى ٢٤:‏٤٥‏.‏

      ١،‏ ٢ لماذا من المهم ان ننال اليوم الطعام الروحي بانتظام؟‏

      بعد ظهر يوم الثلاثاء في ١١ نيسان القمري سنة ٣٣ ب‌م،‏ طرح تلاميذ يسوع سؤالا يحمل مغزى عميقا لنا اليوم.‏ فقد سألوه:‏ «ماذا تكون علامة حضورك واختتام نظام الاشياء؟‏».‏ في الاجابة عن هذا السؤال،‏ اعطى يسوع نبوة جديرة بالملاحظة عندما تحدَّث عن فترة اضطراب تميِّزها الحروب،‏ المجاعات،‏ الزلازل،‏ والامراض.‏ لكنَّ هذه ليست سوى «بداية الشدائد»،‏ لأن الاسوأ سيلي.‏ فيا له من مستقبل مريع!‏ —‏ متى ٢٤:‏٣،‏ ٧،‏ ٨،‏ ١٥-‏٢٢؛‏ لوقا ٢١:‏١٠،‏ ١١‏.‏

      ٢ منذ سنة ١٩١٤،‏ تتمّ معظم اوجه نبوة يسوع.‏ ‹فالشدائد› تُحدِق بالجنس البشري.‏ إلا ان ذلك لا يلزم ان يخيف المسيحيين الحقيقيين.‏ فقد وعد يسوع انه سيوفِّر لهم الطعام الروحي المغذي.‏ ولكن بما ان يسوع الآن في السماء،‏ فكيف يمكنه تزويدنا نحن العائشين على الارض بطعامنا الروحي؟‏

      ٣ اية ترتيبات قام بها يسوع لننال ‹الطعام في حينه›؟‏

      ٣ اعطى يسوع الجواب عن هذا السؤال.‏ ففي نبوته البالغة الاهمية،‏ سأل:‏ «مَن هو العبد الامين الفطين الذي اقامه سيده على خدم بيته ليعطيهم طعامهم في حينه؟‏».‏ ثم اجاب قائلا:‏ «يا لسعادة ذلك العبد،‏ اذا جاء سيده ووجده يفعل هكذا!‏ الحق اقول لكم:‏ انه يقيمه على جميع ممتلكاته».‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ فسيعيَّن «عبد» لتزويد الطعام الروحي،‏ «عبد» امين و فطين.‏ فهل ينطبق هذا الوصف على شخص واحد،‏ او على سلسلة متعاقبة من الاشخاص الذين يتغيرون بمرور الزمن،‏ او ان لهذه الكلمات انطباقا آخر؟‏ من المهم ان نعرف الجواب عن هذا السؤال لأن العبد الامين هو الذي سيزوِّد الطعام الروحي الذي نحن في امسّ الحاجة اليه.‏

      شخص واحد ام صف؟‏

      ٤ كيف نعرف ان «العبد الامين الفطين» لا يمكن ان يكون شخصا واحدا؟‏

      ٤ لا يمكن ان يكون «العبد الامين الفطين» شخصا واحدا.‏ ولمَ لا؟‏ لأن العبد ابتدأ بتزويد الطعام الروحي في القرن الاول.‏ وقد قال يسوع انه سيستمر في ذلك حتى مجيء السيد،‏ الذي حصل سنة ١٩١٤.‏ وهذا يعني ان العبد عليه ان يخدم بأمانة طوال نحو ٩٠٠‏,١ سنة.‏ لكنَّ ذلك مستحيل!‏ فحتى متوشالح لم يعِش كل هذه الفترة!‏ —‏ تكوين ٥:‏٢٧‏.‏

      ٥ لماذا لا تنطبق عبارة «العبد الامين الفطين» على كلّ مسيحي افراديا؟‏

      ٥ وهل تنطبق عبارة «العبد الامين الفطين» بشكل عام على كلّ مسيحي افراديا؟‏ صحيح ان كل المسيحيين يجب ان يكونوا امناء وفطناء،‏ ولكن من الواضح ان يسوع كان يفكر في امر آخر عندما تحدث عن «العبد الامين الفطين».‏ وكيف نعرف ذلك؟‏ من قوله انه عندما ‹يجيء السيد›،‏ سيقيم العبد «على جميع ممتلكاته».‏ فكيف يمكن إقامة كلّ مسيحي افراديا على كل شيء —‏ على «جميع» ممتلكات السيد؟‏!‏

      ٦ كيف كانت امة اسرائيل ‹عبدا› للّٰه؟‏

      ٦ اذًا،‏ الاستنتاج المنطقي الوحيد هو ان يسوع كان يشير بعبارة «العبد الامين الفطين» الى فريق من المسيحيين.‏ فهل يمكن ان تشير هذه العبارة الى صفّ؟‏ نعم.‏ لنأخذ على سبيل المثال امة اسرائيل.‏ فقبل المسيح بسبع مئة سنة،‏ دعا يهوه الامة بكاملها «شهودي» و «‏عبدي الذي اخترته».‏ (‏اشعياء ٤٣:‏١٠‏،‏ امالة الحروف لنا)‏ ومن سنة ١٥١٣ ق‌م،‏ حين أُعطيت الشريعة الموسوية،‏ حتى يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ كان كل فرد من امة اسرائيل جزءا من صفّ العبد هذا.‏ لكنَّ معظم الاسرائيليين لم يلعبوا ايّ دور في إدارة شؤون الامة او في تنظيم برنامج للتغذية الروحية.‏ فقد استخدم يهوه الملوك،‏ القضاة،‏ الانبياء،‏ الكهنة،‏ واللاويين لإنجاز هذه المهمات.‏ رغم ذلك،‏ كانت اسرائيل كأمة تمثِّل سلطان يهوه وتُحدِّث بتسبيحه بين الامم.‏ وكان على كل اسرائيلي ان يكون شاهدا ليهوه.‏ —‏ تثنية ٢٦:‏١٩؛‏ اشعياء ٤٣:‏٢١؛‏ ملاخي ٢:‏٧؛‏ روما ٣:‏١،‏ ٢‏.‏

      ‏«عبد» يُطرَد

      ٧ لماذا لم تعُد امة اسرائيل القديمة مؤهَّلة لتكون ‹عبدا› للّٰه؟‏

      ٧ بما ان امة اسرائيل القديمة كانت ‹عبدا› للّٰه قبل قرون،‏ فهل كانت ايضا العبد الذي تحدث عنه يسوع؟‏ كلا.‏ فمن المؤسف ان الامة لم تبرهن انها امينة وفطينة.‏ وصف بولس الوضع بإيجاز عندما اقتبس كلمات يهوه الموجَّهة اليها قائلا:‏ «اسم اللّٰه يُجدَّف عليه بسببكم بين الامم».‏ (‏روما ٢:‏٢٤‏)‏ وقد وصل تمرّد اسرائيل الطويل الامد الى ذروته عندما رفضوا يسوع،‏ مما ادّى الى رفض يهوه لهم.‏ —‏ متى ٢١:‏٤٢،‏ ٤٣‏.‏

      ٨ متى عُيِّن «عبد» ليحلّ محل اسرائيل،‏ وماذا حدث آنذاك؟‏

      ٨ لم تعنِ خيانة اسرائيل،‏ «عبد» اللّٰه،‏ ان العبّاد الامناء سيُحرَمون من الطعام الروحي.‏ ففي يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ اي بعد خمسين يوما من قيامة يسوع،‏ سُكِب الروح القدس على نحو ١٢٠ تلميذا كانوا مجتمعين في علية في اورشليم.‏ وفي تلك اللحظة،‏ وُلدت امة جديدة.‏ وصارت ولادتها معروفة عندما ابتدأ اعضاؤها يخبرون بجرأة سكان اورشليم عن «عظائم اللّٰه».‏ (‏اعمال ٢:‏١١‏)‏ وهكذا،‏ صارت هذه الامة الجديدة الروحية ‹عبدا› سيعلن مجد يهوه للامم ويزوِّد الطعام في حينه.‏ (‏١ بطرس ٢:‏٩‏)‏ وقد دُعيت هذه الامة بحقّ «اسرائيل اللّٰه».‏ —‏ غلاطية ٦:‏١٦‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ مِمَّن يتألف «العبد الامين الفطين»؟‏ (‏ب)‏ مَن هم ‹خدم البيت›؟‏

      ٩ ان كل فرد من «اسرائيل اللّٰه» هو مسيحي منتذر ومعتمد،‏ ممسوح بالروح القدس،‏ ولديه رجاء سماوي.‏ لذلك تشير عبارة «العبد الامين الفطين» الى كل اعضاء الامة الروحية الممسوحة كصفّ على الارض في اية فترة زمنية منذ سنة ٣٣ ب‌م،‏ تماما كما كان كل اسرائيلي في اية فترة زمنية من سنة ١٥١٣ ق‌م حتى يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م عضوا في صفّ العبد في ازمنة ما قبل المسيحية.‏ ولكن مَن هم ‹خدم البيت›،‏ الذين ينالون الغذاء الروحي من العبد؟‏ في القرن الاول بعد الميلاد،‏ كان لدى كل مسيحي رجاء سماوي.‏ لذلك اشارت عبارة ‹خدم البيت› الى المسيحيين الممسوحين،‏ ولكن ليس كصفّ،‏ بل كأفراد.‏ فالجميع،‏ بمَن فيهم الذين يتولّون مراكز المسؤولية في الجماعة،‏ كانوا بحاجة الى الطعام الروحي الذي زوَّده العبد.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٢:‏١٢،‏ ١٩-‏٢٧؛‏ عبرانيين ٥:‏١١-‏١٣؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

      ‏«لكل واحد عمله»‏

      ١٠،‏ ١١ كيف نعرف انه لن ينال كل اعضاء صفّ العبد التعيين نفسه؟‏

      ١٠ في حين ان «اسرائيل اللّٰه» هو العبد الامين الفطين الذي أُوكل اليه عمل ليقوم به كصفّ،‏ تُلقى على عاتق كل عضو مسؤولية شخصية ايضا.‏ وهذا ما توضحه كلمات يسوع في مرقس ١٣:‏٣٤ التي تتحدث عن «رجل مسافر ترك بيته وأعطى عبيده السلطة،‏ لكل واحد عمله،‏ وأوصى البواب ان يداوم على السهر».‏ فقد نال كل عضو في صف العبد تعيينا:‏ زيادة ممتلكات المسيح الارضية.‏ وكان يجب عليه ان يُنجز هذه المهمة حسب قدرته وظروفه.‏ —‏ متى ٢٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ١١ إضافة الى ذلك،‏ قال الرسول بطرس للمسيحيين الممسوحين في ايامه:‏ «كلٌّ على قدر ما نال من موهبة،‏ ليخدم بها بعضكم بعضا كوكلاء فاضلين على نعمة اللّٰه الظاهرة بطرائق متنوعة».‏ (‏١ بطرس ٤:‏١٠‏)‏ فهؤلاء الممسوحون لديهم مسؤولية:‏ ان يخدموا بعضهم بعضا مستخدمين المواهب التي انعم بها اللّٰه عليهم.‏ كما ان كلمات بطرس تدل انه لن يتمتع كل المسيحيين بالقدرات والمسؤوليات والامتيازات نفسها.‏ إلا ان كل عضو في صفّ العبد بإمكانه المساهمة بطريقة ما في نمو الامة الروحية.‏ كيف ذلك؟‏

      ١٢ كيف ساهم كل عضو في صفّ العبد،‏ سواء أكان ذكرا ام انثى،‏ في نمو صفّ العبد؟‏

      ١٢ اولا،‏ كان مطلوبا من كلٍّ منهم ان يكون شاهدا ليهوه،‏ اذ يكرز ببشارة الملكوت.‏ (‏اشعياء ٤٣:‏١٠-‏١٢؛‏ متى ٢٤:‏١٤‏)‏ فقبلما صعد يسوع الى السماء،‏ اوصى كل تلاميذه الامناء،‏ ذكورا وإناثا،‏ ان يكونوا معلِّمين قائلا:‏ «اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الأمم،‏ وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس،‏ وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به.‏ وها انا معكم كل الايام الى اختتام نظام الاشياء».‏ —‏ متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

      ١٣ ايّ امتياز تمتع به كل الممسوحين؟‏

      ١٣ عند العثور على تلاميذ جدد،‏ كان يجب تعليمهم ان يحفظوا جميع ما اوصى المسيح تلاميذَه به.‏ وبمرور الوقت،‏ صار المتجاوبون اهلا لتعليم الآخرين.‏ وقد زُوِّد الطعام الروحي المغذي لأعضاء صفّ العبد المقبلين في امم عديدة.‏ وكل المسيحيين الممسوحين،‏ ذكورا وإناثا،‏ ساهموا في إتمام التفويض بالتلمذة.‏ (‏اعمال ٢:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وكان هذا العمل سيستمر حتى نهاية نظام الاشياء هذا.‏

      ١٤ على مَن اقتصر امتياز التعليم في الجماعة،‏ وكيف شعرت النساء الممسوحات الامينات حيال ذلك؟‏

      ١٤ صار المعتمدون الجدد الممسوحون جزءا من صفّ العبد.‏ وبغضّ النظر عمَّن علَّمهم في البداية،‏ فقد ظلوا ينالون الارشاد من شيوخ الجماعة،‏ افراد بلغوا المؤهلات المذكورة في الاسفار المقدسة.‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏١-‏٧؛‏ تيطس ١:‏٦-‏٩‏)‏ وكان لدى هؤلاء الرجال المعيَّنين امتياز المساهمة في نمو الامة بطريقة مميَّزة.‏ لكنَّ النساء المسيحيات الممسوحات الامينات لم يشعرن بالاستياء لأن التعليم في الجماعة لم يُعيَّن إلا للرجال المسيحيين.‏ (‏١ كورنثوس ١٤:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ بل سرّهنَّ ان يستفدن من العمل الدؤوب الذي قام به الذكور في الجماعة وكنَّ ايضا شاكرات على الامتيازات المُتاحة لهن،‏ بما في ذلك إعلان البشائر للآخرين.‏ اليوم ايضا،‏ تُعرِب الاخوات الممسوحات الغيورات عن الموقف المتواضع نفسه،‏ سواء أكان الشيوخ المعيَّنون من الممسوحين ام لا.‏

      ١٥ ماذا كان المصدر الرئيسي للطعام الروحي في القرن الاول،‏ ومَن تولّى القيادة في توزيعه؟‏

      ١٥ في القرن الاول،‏ كان الطعام الروحي الاساسي يزوَّد مباشرة بواسطة رسائل الرسل والتلاميذ الآخرين الذين يتولّون القيادة.‏ وقد مُرِّرت هذه الرسائل —‏ وخصوصا البعض من الاسفار الـ‍ ٢٧ الموحى بها التي تؤلِّف الاسفار اليونانية المسيحية —‏ الى الجماعات.‏ ولا شك انها كانت المرجع الذي يستند اليه الشيوخ في تعليمهم.‏ بهذه الطريقة،‏ وزَّع ممثِّلو العبد بأمانة الطعام الروحي المغذي على المسيحيين المخلصين.‏ وأثبت بذلك صفّ العبد في القرن الاول انه انجز تفويضه بأمانة.‏

      ‏«العبد» بعد ١٩ قرنا

      ١٦،‏ ١٧ كيف اثبت صفّ العبد انه امين في إتمام تعيينه قُبيل سنة ١٩١٤ وخلالها؟‏

      ١٦ ما القول في عصرنا؟‏ هل وجد يسوع،‏ عندما ابتدأ حضوره سنة ١٩١٤،‏ فريقا من المسيحيين الممسوحين يوزِّعون بأمانة الطعام في حينه؟‏ لا شك في ذلك.‏ ويمكن تحديد هوية هذا الفريق بوضوح بواسطة الثمر الجيد الذي ينتجه.‏ (‏متى ٧:‏٢٠‏)‏ والاحداث التي صارت مذَّاك هي دليل اضافي يُثبِت هويته.‏

      ١٧ فعندما اتى يسوع،‏ كان نحو ٠٠٠‏,٥ فرد من ‹خدم البيت› مشغولين بنشر حقّ الكتاب المقدس.‏ ورغم ان العمّال كانوا قليلين،‏ فقد استخدم العبد عدة اساليب مبتكَرة لنشر البشارة.‏ (‏متى ٩:‏٣٨‏)‏ مثلا،‏ نُشِرت مواعظ حول مواضيع من الكتاب المقدس في ٠٠٠‏,٢ صحيفة تقريبا.‏ وهكذا،‏ وصل حق كلمة اللّٰه الى عشرات آلاف القراء في الوقت نفسه.‏ اضافة الى ذلك،‏ جرى إعداد برنامج طوله ثماني ساعات هو عبارة عن فيلم سينمائي وصور منزلقة.‏ وبفضل هذا العرض الخلاّق،‏ نُقلَت رسالة الكتاب المقدس،‏ من بداية الخلق الى نهاية حكم المسيح الالفي،‏ الى حضور بلغ مجموعه اكثر من تسعة ملايين شخص في ثلاث قارات.‏ واستُخدمت المطبوعات ايضا.‏ ففي سنة ١٩١٤ مثلا،‏ طُبع نحو ٠٠٠‏,٥٠ نسخة من هذه المجلة.‏

      ١٨ متى اقام يسوع العبد على جميع ممتلكاته،‏ ولماذا؟‏

      ١٨ نعم،‏ عندما جاء السيد،‏ وجد عبده الامين يعطي بإخلاص الطعام لخدم البيت ويكرز بالبشارة.‏ لكنَّ مسؤوليات اكبر كانت تكمن امام هذا العبد.‏ قال يسوع:‏ «الحق اقول لكم:‏ انه يقيمه على جميع ممتلكاته».‏ (‏متى ٢٤:‏٤٧‏)‏ وقد قام يسوع بذلك سنة ١٩١٩،‏ بعدما اجتاز العبد فترة امتحان.‏ ولكن لماذا نال «العبد الامين الفطين» مسؤوليات اكبر؟‏ لأن ممتلكات السيد زادت.‏ فقد تسلّم يسوع المُلك سنة ١٩١٤.‏

      ١٩ كيف يجري سدّ حاجات ‹الجمع الكثير› الروحية؟‏

      ١٩ وما هي الممتلكات التي اقام السيد المتوَّج حديثا عبدَه الامين عليها؟‏ كل المقتنيات الروحية التي يملكها يسوع على الارض.‏ مثلا،‏ بعد مرور عقدَين على تتويج المسيح سنة ١٩١٤،‏ حُدِّدَت هوية ‹الجمع الكثير› من ‹الخراف الاخر›.‏ (‏كشف ٧:‏٩؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ ولم يكن هؤلاء اعضاء ممسوحين من «اسرائيل اللّٰه»،‏ بل رجالا ونساء مخلصين ذوي رجاء ارضي يحبون يهوه ويريدون ان يخدموه كما يخدمه الممسوحون.‏ والكلمات التالية في سفر زكريا تصف موقفهم من «العبد الامين الفطين»:‏ «نذهب معكم لأننا سمعنا ان اللّٰه معكم».‏ (‏زكريا ٨:‏٢٣‏)‏ وقد تناول هؤلاء المسيحيون المعتمدون حديثا من الطعام الروحي المغذي نفسه الذي تناول منه خدم البيت الممسوحون.‏ ومذّاك،‏ يتناول هذان الصفّان من المائدة الروحية نفسها.‏ فكم كانت هذه بركة عظيمة لأفراد ‹الجمع الكثير›!‏

      ٢٠ ايّ دور يلعبه ‹الجمع الكثير› في زيادة ممتلكات السيد؟‏

      ٢٠ لقد سرّ افراد ‹الجمع الكثير› ان ينضموا الى صفّ العبد الممسوح في الكرازة بالبشارة.‏ ونتيجة لكرازتهم،‏ ازدادت ممتلكات السيد على الارض،‏ مما ضاعف مسؤوليات «العبد الامين الفطين».‏ وبازدياد عدد طالبي الحق،‏ لزم توسيع اماكن الطباعة لتلبية طلبات المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس.‏ فتأسست مكاتب فروع شهود يهوه في بلد بعد آخر.‏ وأُرسل المرسلون «الى اقصى الارض».‏ (‏اعمال ١:‏٨‏)‏ كما ازدادت صفوف مسبِّحي اللّٰه من نحو خمسة آلاف شخص ممسوح سنة ١٩١٤ الى اكثر من ستة ملايين شخص،‏ معظمهم من ‹الجمع الكثير›.‏ حقا،‏ لقد ازدادت ممتلكات الملك كثيرا منذ تتويجه سنة ١٩١٤!‏

      ٢١ ايّ مثلَين سنناقشهما في درسنا التالي؟‏

      ٢١ يُظهِر كل ما تقدَّم ان العبد برهن انه ‹امين وفطين›.‏ وبعدما تحدث يسوع عن «العبد الامين الفطين»،‏ ابرز هاتَين الصفتَين اذ قدَّم مثلَين:‏ مثَل العذارى الفطنات والعذارى الحمقاوات ومثَل الوزنات.‏ (‏متى ٢٥:‏١-‏٣٠‏)‏ وهذان المثلان جديران بالاهتمام.‏ فأيّ مغزى يحملانه لنا اليوم؟‏ سنجيب عن هذا السؤال في المقالة التالية.‏

  • ‏«العبد الامين» يجتاز الامتحان!‏
    برج المراقبة ٢٠٠٤ | ١ آذار (‏مارس)‏
    • ‏«العبد الامين» يجتاز الامتحان!‏

      ‏«انه الوقت المعيَّن لابتداء الدينونة ببيت اللّٰه».‏ —‏ ١ بطرس ٤:‏١٧‏.‏

      ١ ماذا وجد يسوع عندما تفقّد «العبد»؟‏

      في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ اقام يسوع ‹عبدا› ليزوِّد «خدم بيته» بالطعام في حينه.‏ وبعدما تُوِّج ملكا في سنة ١٩١٤،‏ حان الوقت ليتفقّد هذا «العبد».‏ وقد وجد ان صفّ «العبد» بمعظمه ‹امين وفطين›،‏ فأقامه «على جميع ممتلكاته».‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ ولكن كان هنالك ايضا عبد سيئ ليس امينا وفطينا.‏

      ‏«‏ذلك العبد السيئ»‏

      ٢،‏ ٣ من اين خرج «ذلك العبد السيئ»،‏ وكيف حدث ذلك؟‏

      ٢ تحدَّث يسوع عن العبد السيئ مباشرة بعد حديثه عن «العبد الامين الفطين».‏ قال:‏ «إنْ قال ذلك العبد السيئ في قلبه:‏ ‹سيدي يتأخر›،‏ وابتدأ يضرب العبيد رفقاءه،‏ ويأكل ويشرب مع السكارى المدمنين،‏ يأتي سيد ذلك العبد في يوم لا يترقبه وفي ساعة لا يعرفها،‏ ويعاقبه بأشدّ صرامة ويجعل نصيبه مع المرائين.‏ هناك يكون البكاء وصرير الاسنان».‏ (‏متى ٢٤:‏٤٨-‏٥١‏)‏ ان عبارة «‏ذلك العبد السيئ» تعيد الى ذهننا كلمات يسوع السابقة عن العبد الامين الفطين.‏ فهذه العبارة تدل ان «العبد السيئ» خرج من صفوف العبد الامين.‏a فكيف حدث ذلك؟‏

      ٣ قبل سنة ١٩١٤،‏ كان اعضاء كثيرون من صفّ العبد الامين يعلِّقون الآمال على الاتِّحاد بالعريس في السماء في تلك السنة،‏ لكنَّ آمالهم خابت.‏ نتيجة لذلك ولتطورات اخرى،‏ تثبّط كثيرون منهم.‏ حتى ان قليلين اغتاظوا وراح البعض منهم ‹يضربون› إخوتهم السابقين شفهيا ويعاشرون «السكارى المدمنين»:‏ اديان العالم المسيحي.‏ —‏ اشعياء ٢٨:‏١-‏٣؛‏ ٣٢:‏٦‏.‏

      ٤ كيف عاقب يسوع «العبد السيئ» وكل الذي يعربون عن الموقف نفسه؟‏

      ٤ عندما تحوَّل هؤلاء المسيحيون السابقون الى «العبد السيئ»،‏ عاقبهم يسوع «بأشدّ صرامة».‏ كيف؟‏ رفضَهم وحرمَهم رجاءهم السماوي.‏ إلا انه لم يهلكهم فورا.‏ فكان يجب ان يعانوا فترة من البكاء وصرير الاسنان في «الظلمة الخارجية»،‏ خارج الجماعة المسيحية.‏ (‏متى ٨:‏١٢‏)‏ منذ تلك الفترة،‏ يعرب عدد قليل من الممسوحين عن موقف شرير مماثل،‏ وبذلك يظهرون انهم جزء من «العبد السيئ».‏ ويقتدي بعض من ‹الخراف الاخر› بمسلك عدم الامانة هذا.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وكل اعداء المسيح هؤلاء يُرمَون في «الظلمة الخارجية» الروحية نفسها.‏

      ٥ كيف تجاوب العبد الامين الفطين بالمقارنة مع «العبد السيئ»؟‏

      ٥ مرّ اعضاء «العبد الامين الفطين» بالامتحانات نفسها التي مرّ بها «ذلك العبد السيئ».‏ لكنَّ ذلك لم يحملهم على الغيظ،‏ بل ساهم في إصلاحهم.‏ (‏٢ كورنثوس ١٣:‏١١‏)‏ فقد ازدادت محبتهم ليهوه ولإخوتهم.‏ لذلك،‏ صاروا «عمود الحق ودعامته» خلال هذه «الايام الاخيرة» العصيبة.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٣:‏١٥؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١‏.‏

      العذارى الفطنات والعذارى الحمقاوات

      ٦ (‏أ)‏ كيف ابرز يسوع صفة الفطنة لدى صفّ عبده الامين؟‏ (‏ب)‏ اية رسالة اعلنها المسيحيون الممسوحون قبل سنة ١٩١٤؟‏

      ٦ بعدما تحدّث يسوع عن «ذلك العبد السيئ»،‏ قدَّم مثَلَين ليُظهِر لماذا سيكون بعض المسيحيين الممسوحين امناء وفطناء بعكس البعض الآخر.‏b في المثل الاول،‏ ابرز يسوع صفة الفطنة.‏ قال:‏ «يُشَبَّه ملكوت السموات بعشر عذارى اخذن سُرُجهن وخرجن للقاء العريس.‏ وكانت خمس منهن حمقاوات،‏ وخمس فطنات.‏ فالحمقاوات اخذن سُرُجهن ولم يأخذن معهن زيتا،‏ وأما الفطنات فأخذن زيتا في اوعيتهن مع سُرُجهن».‏ (‏متى ٢٥:‏١-‏٤‏)‏ تذكِّرنا العذارى العشر بالمسيحيين الممسوحين قبل سنة ١٩١٤.‏ فقد عرفوا من خلال الحسابات المؤسسة على الكتاب المقدس ان العريس،‏ يسوع المسيح،‏ اوشك ان يصل.‏ ‹فخرجوا› للقائه،‏ وذلك بواسطة الكرازة بجرأة بأن «الازمنة المعيَّنة للامم» ستنتهي سنة ١٩١٤.‏ —‏ لوقا ٢١:‏٢٤‏.‏

      ٧ متى ولماذا ‹نام› المسيحيون الممسوحون نوما روحيا؟‏

      ٧ كان المسيحيون الممسوحون على حقّ.‏ فالازمنة المعيّنة للامم انتهت بالفعل سنة ١٩١٤ وتأسس ملكوت اللّٰه برئاسة المسيح يسوع.‏ لكنَّ ذلك حدث في السموات غير المنظورة.‏ أما على الارض فقد ابتدأ الجنس البشري يعاني ‹ويلا› سبق ان أُنبئ به.‏ (‏كشف ١٢:‏١٠،‏ ١٢‏)‏ بعد ذلك،‏ اتت فترة امتحان.‏ فالمسيحيون الممسوحون لم يكن لديهم فهم واضح للامور.‏ لذلك اعتقدوا ان ‹العريس تأخر› ووقعوا في الحيرة.‏ وبسبب الحيرة والعداء الذي اظهره العالم لهم،‏ تباطأوا عموما حتى كاد عمل الكرازة المنظَّم يتوقف.‏ وكالعذارى في المثَل،‏ ‹نعسوا وناموا› روحيا،‏ تماما كما فعل المدَّعون المسيحية غير الامناء بعد موت رسل يسوع.‏ —‏ متى ٢٥:‏٥؛‏ كشف ١١:‏٧،‏ ٨؛‏ ١٢:‏١٧‏.‏

      ٨ ماذا ادّى الى الصراخ:‏ «هوذا العريس!‏»،‏ وأيّ امر حان الوقت للمسيحيين الممسوحين ان يفعلوه؟‏

      ٨ ثم حدث امر غير متوقَّع سنة ١٩١٩.‏ نقرأ:‏ «عند نصف الليل صار صراخ:‏ ‹هوذا العريس!‏ اخرجن للقائه›.‏ حينئذ قامت اولئك العذارى جميعا وهيأن سُرُجهن».‏ (‏متى ٢٥:‏٦،‏ ٧‏)‏ فعندما بدا الوضع ميؤوسا منه،‏ دُعي الممسوحون ان يهبّوا الى العمل.‏ فكان يسوع،‏ «ملاك العهد»،‏ قد اتى سنة ١٩١٨ الى هيكل يهوه الروحي ليتفقّد جماعة اللّٰه ويطهِّرها.‏ (‏ملاخي ٣:‏١‏)‏ لذلك فقد حان الوقت لكي يخرج المسيحيون الممسوحون للقائه في الديار الارضية لهذا الهيكل،‏ اي ‹لينيروا› روحيا.‏ —‏ اشعياء ٦٠:‏١‏،‏ ع‌ج؛‏ فيلبي ٢:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ٩،‏ ١٠ لماذا كان بعض المسيحيين سنة ١٩١٩ ‹فطناء› والبعض ‹حمقى›؟‏

      ٩ ولكن مهلا!‏ في المثَل،‏ واجهت بعض العذارى مشكلة.‏ قال يسوع:‏ «قالت الحمقاوات للفطنات:‏ ‹أعطيننا من زيتكن،‏ لأن سُرُجنا على وشك ان تنطفئ›».‏ (‏متى ٢٥:‏٨‏)‏ ان السُّرُج،‏ التي تضيء بواسطة الزيت،‏ تذكِّرنا بكلمة حق اللّٰه وروحه القدس الذي يقوّي العبّاد الحقيقيين ليكونوا حاملي نور.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٣٠؛‏ دانيال ٥:‏١٤‏)‏ قبل سنة ١٩١٩،‏ كان المسيحيون الممسوحون الفطناء يمرّون مؤقتا في حالة ضعف روحي.‏ ومع ذلك فقد سعَوا جهدهم ليدركوا ما هي مشيئة اللّٰه لهم.‏ لهذا السبب عندما صدرت الدعوة ان يُنيروا،‏ كانوا مستعدين لفعل ذلك.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏٢؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

      ١٠ إلا ان بعض الممسوحين لم يكونوا على استعداد للقيام بالتضحيات او لبذل الجهد،‏ رغم توقهم ان يكونوا مع العريس.‏ لذلك عندما حان الوقت ليصيروا نشاطى في الكرازة بالبشارة،‏ لم يكونوا مستعدين.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ حتى انهم حاولوا إعاقة عمل رفقائهم الغيورين اذ طلبوا منهم ان يعطوهم من زيتهم.‏ وكيف تجاوبت العذارى الفطنات مع هذا الطلب،‏ كما اخبر يسوع في مثله؟‏ قلن للعذارى الحمقاوات:‏ «لعله لا يكفي لنا ولكنّ.‏ اذهبن بالاحرى الى الباعة واشترين لأنفسكن».‏ (‏متى ٢٥:‏٩‏)‏ على نحو مماثل،‏ رفض المسيحيون الممسوحون الاولياء سنة ١٩١٩ ان يفعلوا ايّ شيء قد يضعف قدرتهم على حمل النور.‏ وهكذا،‏ اجتازوا فترة التفقّد.‏

      ١١ ماذا حدث للعذارى الحمقاوات؟‏

      ١١ اختتم يسوع مثله قائلا:‏ «بينما [العذارى الحمقاوات] ذاهبات ليشترين،‏ وصل العريس،‏ فدخلت معه العذارى المستعدات الى وليمة العرس؛‏ وأُغلق الباب.‏ وفي ما بعد اتت باقي العذارى ايضا،‏ قائلات:‏ ‹يا سيد،‏ يا سيد،‏ افتح لنا!‏›.‏ فأجاب وقال:‏ ‹الحق اقول لكنّ:‏ اني لا اعرفكن›».‏ (‏متى ٢٥:‏١٠-‏١٢‏)‏ نعم،‏ لم تكن بعض العذارى مستعدات عند وصول العريس.‏ لذلك لم يجتزن فترة التفقّد وأضعن فرصة حضور وليمة العرس السماوي.‏ فما افدح خسارتهن!‏

      مثَل الوزنات

      ١٢ (‏أ)‏ كيف ابرز يسوع صفة الامانة؟‏ (‏ب)‏ مَن هو الانسان الذي «سافر»؟‏

      ١٢ بعدما قدَّم يسوع مثلا لإبراز الفطنة،‏ قدَّم مثلا آخر لإبراز صفة الامانة.‏ قال:‏ «كأنما انسان مسافر استدعى عبيده وسلَّمهم ممتلكاته.‏ فأعطى واحدا خمس وزنات،‏ وآخر وزنتين،‏ وآخر وزنة،‏ كل واحد حسب قدرته،‏ وسافر».‏ (‏متى ٢٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ ان ‹الانسان› في المثَل هو يسوع نفسه.‏ وقد «سافر» عندما صعد الى السماء سنة ٣٣ ب‌م.‏ ولكن قبل صعوده،‏ سلَّم «ممتلكاته» لتلاميذه الامناء.‏ فكيف حدث ذلك؟‏

      ١٣ كيف هيأ يسوع حقل نشاط واسعا وفوَّض الى «عبيده» ان يتاجروا؟‏

      ١٣ ابتدأ يسوع خلال خدمته على الارض بتهيئة حقل واسع للنشاط عندما كرز ببشارة الملكوت في كل انحاء اسرائيل.‏ (‏متى ٩:‏٣٥-‏٣٨‏)‏ وقبلما «سافر»،‏ عهِد بهذا الحقل الى تلاميذه الامناء قائلا:‏ «اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم،‏ وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس،‏ وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به».‏ (‏متى ٢٨:‏١٨-‏٢٠‏)‏ بهذه الكلمات،‏ فوَّض يسوع الى «عبيده» ان يتاجروا حتى عودته،‏ «كل واحد حسب قدرته».‏

      ١٤ لماذا لم يكن من المتوقع ان يتاجر الجميع بشكل متساوٍ؟‏

      ١٤ تدل هذه العبارة انه لم تكن لدى جميع مسيحيي القرن الاول ظروف وإمكانيات متساوية.‏ فالبعض،‏ كبولس وتيموثاوس،‏ سمحت لهم ظروفهم بالاشتراك على نحو اكمل في عمل الكرازة والتعليم.‏ في حين ان ظروف الآخرين حدَّت كثيرا مما يمكنهم فعله.‏ مثلا،‏ كان بعض المسيحيين عبيدا،‏ مرضى،‏ مسنين،‏ او لديهم مسؤوليات عائلية.‏ ولا شك ان بعض الامتيازات في الجماعة لم تكن متاحة للجميع.‏ فالنساء الممسوحات وبعض الرجال الممسوحين لم يعلِّموا في الجماعة.‏ (‏١ كورنثوس ١٤:‏٣٤؛‏ ١ تيموثاوس ٣:‏١؛‏ يعقوب ٣:‏١‏)‏ لكنَّ جميع تلاميذ المسيح الممسوحين آنذاك،‏ مهما كانت ظروفهم او جنسهم،‏ فوِّض اليهم ان يتاجروا،‏ مستفيدين من الفرص والظروف المتاحة لهم ليقوموا بالخدمة المسيحية.‏ اليوم ايضا،‏ يقوم تلاميذ المسيح بالامر عينه.‏

      فترة التفقّد تبدأ

      ١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ متى آن الاوان لتسوية الحساب؟‏ (‏ب)‏ اية مجالات جديدة ‹للمتاجرة› فُتحَت امام الامناء؟‏

      ١٥ يتابع المثَل:‏ «بعد زمان طويل جاء سيد اولئك العبيد وسوّى حسابه معهم».‏ (‏متى ٢٥:‏١٩‏)‏ سنة ١٩١٤،‏ بعد سنة ٣٣ ب‌م بوقت طويل،‏ ابتدأ حضور المسيح يسوع الملكي.‏ وبعد ثلاث سنوات ونصف،‏ سنة ١٩١٨،‏ اتى الى هيكل اللّٰه الروحي وتمَّم كلمات بطرس:‏ «انه الوقت المعيَّن لابتداء الدينونة ببيت اللّٰه».‏ (‏١ بطرس ٤:‏١٧؛‏ ملاخي ٣:‏١‏)‏ فقد آن الاوان لتسوية الحساب.‏

      ١٦ فماذا فعل العبيد،‏ اخوة يسوع الممسوحون،‏ ‹بوزنات› الملك؟‏ منذ سنة ٣٣ ب‌م حتى ايامنا،‏ بما في ذلك السنوات التي سبقت سنة ١٩١٤،‏ كان كثيرون منهم يبذلون اقصى جهدهم في عمل ‹المتاجرة› الذي اوكله اليهم يسوع.‏ (‏متى ٢٥:‏١٦‏)‏ فقد اظهروا رغبة متَّقدة في خدمة السيد حتى خلال الحرب العالمية الاولى.‏ لذلك كان من الملائم ان تُفتَح امام هؤلاء الامناء مجالات جديدة ‹للمتاجرة›.‏ فوقت نهاية نظام الاشياء هذا قد اتى.‏ لذلك كان يجب ان يُكرَز بالبشارة حول العالم وأن يُحصَد «حصاد الارض».‏ (‏كشف ١٤:‏٦،‏ ٧،‏ ١٤-‏١٦‏)‏ كما وجب العثور على آخر اعضاء صفّ الحنطة وتجميع ‹الجمع الكثير› من الخراف الاخر.‏ —‏ كشف ٧:‏٩؛‏ متى ١٣:‏٢٤-‏٣٠‏.‏

      ١٧ كيف «دخل» المسيحيون الممسوحون الامناء ‹الى فرح سيّدهم›؟‏

      ١٧ ان وقت الحصاد هو وقت مفرح.‏ (‏مزمور ١٢٦:‏٦‏)‏ لذلك كان من الملائم ان يقول يسوع لإخوته الممسوحين الامناء حين اعطاهم المزيد من المسؤوليات سنة ١٩١٩:‏ «كنت امينا على قليل،‏ فسأقيمك على كثير.‏ ادخل الى فرح سيدك».‏ (‏متى ٢٥:‏٢١،‏ ٢٣‏)‏ كما ان فرح السيّد كملك ملكوت اللّٰه المتوَّج حديثا يفوق الوصف.‏ (‏مزمور ٤٥:‏١،‏ ٢،‏ ٦،‏ ٧‏)‏ وصفّ العبد الامين يشارك في هذا الفرح اذ يخدم كممثِّل عن الملك ويزيد مصالحه على الارض.‏ (‏٢ كورنثوس ٥:‏٢٠‏)‏ وتعبِّر الكلمات النبوية الموجودة في اشعياء ٦١:‏١٠ عن فرحهم كما يلي:‏ «فرحا افرح بالرب.‏ تبتهج نفسي بإلهي لأنه قد البسني ثياب الخلاص».‏

      ١٨ لماذا لم يجتَز البعض فترة التفقّد،‏ وماذا كانت النتيجة؟‏

      ١٨ من المؤسف ان البعض لم يجتازوا فترة التفقّد.‏ نقرأ:‏ «تقدَّم الذي اخذ الوزنة الواحدة وقال:‏ ‹يا سيد،‏ عرفتك انسانا صارما،‏ تحصد من حيث لم تزرع،‏ وتجمع من حيث لم تُذَرِّ.‏ فخفت ومضيت وأخفيت وزنتك في الارض.‏ فإليك ما هو لك›».‏ (‏متى ٢٥:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ على نحو مماثل،‏ لم يشترك بعض المسيحيين الممسوحين في عمل ‹المتاجرة›.‏ فقبل سنة ١٩١٤،‏ لم يكونوا غيورين في نقل رجائهم الى الآخرين ولم يريدوا ان يبدأوا بذلك سنة ١٩١٩.‏ فماذا فعل يسوع بهؤلاء الوقحين؟‏ حرمهم كل امتيازاتهم و ‹ألقاهم في الظلمة الخارجية.‏ هناك يكون البكاء وصرير الاسنان›.‏ —‏ متى ٢٥:‏٢٨،‏ ٣٠‏.‏

      فترة التفقّد مستمرة

      ١٩ كيف تستمر عملية التفقّد،‏ وعلامَ يصمِّم جميع المسيحيين الممسوحين؟‏

      ١٩ عندما ابتدأ يسوع المسيح تفقّده سنة ١٩١٨،‏ لم يكن معظم الذين صاروا من عبيده الممسوحين خلال وقت النهاية قد ابتدأوا بعد بخدمة يهوه.‏ فهل فاتهم التفقّد؟‏ كلا.‏ فالسنة ١٩١٨/‏١٩١٩،‏ عندما اجتاز العبد الامين الفطين الامتحان كصفّ،‏ لم تكن سوى بداية عملية التفقّد.‏ وسيظل يسوع يتفقّد المسيحيين الممسوحين كأفراد حتى يصير ختمهم ثابتا.‏ (‏كشف ٧:‏١-‏٣‏)‏ وإذ يدرك إخوة المسيح الممسوحون ذلك،‏ يصممون على مواصلة عمل ‹المتاجرة› بأمانة.‏ وهم مصمِّمون ايضا ان يكونوا فطناء،‏ اذ يُبقون لديهم مخزونا وافرا من الزيت لكي يضيء نورهم ويسطع.‏ كما انهم يعرفون انه عندما يُنهي كل واحد منهم مسلك حياته بأمانة،‏ سيرحِّب به يسوع في المنازل السماوية.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٣؛‏ يوحنا ١٤:‏٢-‏٤؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٠،‏ ٥١‏.‏

      ٢٠ (‏أ)‏ علامَ يصمِّم الخراف الاخر اليوم؟‏ (‏ب)‏ ماذا يُدرك المسيحيون الممسوحون؟‏

      ٢٠ يقتدي الجمع الكثير من الخراف الاخر بإخوتهم الممسوحين.‏ فهم يدركون ان معرفتهم لمقاصد اللّٰه تلقي عليهم مسؤولية كبيرة.‏ (‏حزقيال ٣:‏١٧-‏٢١‏)‏ لذلك،‏ بمساعدة كلمة يهوه وروحه القدس،‏ يُبقون لديهم هم ايضا مخزونا وافرا من الزيت بواسطة الدرس وحضور الاجتماعات.‏ كما انهم يدَعون نورهم يضيء عندما يشتركون في عمل الكرازة والتعليم،‏ وبذلك ‹يتاجرون› مع إخوتهم الممسوحين.‏ لكنَّ المسيحيين الممسوحين يدركون جيدا ان الوزنات وُضعَت في عهدتهم وأنهم سيكونون مسؤولين امام السيد عن إدارة ممتلكاته على الارض.‏ لذلك رغم قلة عددهم،‏ لا يمكنهم ان يتخلوا عن مسؤوليتهم ويلقوها على عاتق الجمع الكثير.‏ وإذ يضع صفّ العبد الامين الفطين هذا نصب اعينهم،‏ يواصلون تولّي القيادة في عمل ‹المتاجرة› الذي اوكله اليهم الملك فيما يعبِّرون عن شكرهم لدعم افراد الجمع الكثير المخلصين.‏ والجمع الكثير،‏ بدورهم،‏ يُدركون المسؤولية الملقاة على عاتق إخوتهم الممسوحين ويعتبرون العمل تحت إشرافهم امتيازا ثمينا.‏

      ٢١ ايّ حضّ ينطبق على جميع المسيحيين قبيل سنة ١٩١٩ وحتى ايامنا؟‏

      ٢١ ان هذين المثلَين يلقيان الضوء على حوادث جرت في فترة ما قبل وما بعد سنة ١٩١٩.‏ رغم ذلك فهما ينطبقان من حيث المبدأ على جميع المسيحيين الحقيقيين العائشين في الايام الاخيرة.‏ بناء على ذلك،‏ في حين ان الحضّ الذي قدَّمه يسوع في نهاية مثَل العذارى العشر ينطبق بشكل رئيسي على المسيحيين الممسوحين قبل سنة ١٩١٩،‏ فهو ينطبق ايضا على كل مسيحي.‏ فلنطبِّق جميعا كلمات يسوع:‏ «داوموا على السهر اذًا،‏ لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة».‏ —‏ متى ٢٥:‏١٣‏.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a حدث امر مماثل بعد موت الرسل.‏ فقد خرجت «ذئاب جائرة» من صفوف الشيوخ المسيحيين الممسوحين.‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

      b من اجل مناقشة مفصَّلة لمثَل يسوع عن العذارى،‏ انظر الفصلَين ٥ و ٦ من كتاب الامن العالمي تحت سلطة «رئيس السلام»‏‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة