-
«انتم ملح الارض»برج المراقبة ١٩٨٦ | ١ شباط (فبراير)
-
-
«ليكن لكم في انفسكم ملح»
١١، ١٢ اي نوع من الملح كان يسوع يشير اليه في مرقس ٩:٥٠، وهذه الكلمات تتطلب اي نوع من القول والعمل؟
١١ بما اننا ناقصون توجد اوقات نتكلم فيها جميعا بطريقة لا تلائم المسيحي. وكما اعترف التلميذ يعقوب بصراحة: «لاننا في اشياء كثيرة نعثر جميعنا. ان كان احد لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل قادر ان يلجم كل الجسد ايضا.» (يعقوب ٣:٢، ٨-١٠) ولم يُستثنَ تلاميذ يسوع الاولون من ذلك، فكان يجب ان يوبَّخوا على فشلهم في التكلم بنعمة بعضهم مع بعض. مثلا، في مناسبة معينة، تجادل التلاميذ بحدة حول من كان الاعظم بينهم. فأعطى يسوع كامل الفريق مشورة حسنة في اعثار الآخرين، الامر الذي يجعل المرء «يملَّح بنار،» او يسبب اهلاكه في جهنم. ثم اختتم بالكلمات: «ليكن لكم في انفسكم ملح وسالموا بعضكم بعضا.» — مرقس ٩:٣٣-٥٠.
١٢ من الواضح ان يسوع لم يكن يشير هنا الى الكمية الصغيرة من الملح الحرفي الموجود في الاجسام المادية لتلاميذه. لكنه كان يشير الى كونهم مراعين لحقوق ومشاعر الآخرين ولبقين ومفيدين ومسالمين في الكلام والسلوك — يتصرفون برقة تجاه الآخرين. وهذا شيء حيوي كي يتمكن المسيحيون الحقيقيون من البقاء في سلام بعضهم مع بعض.
-
-
«انتم ملح الارض»برج المراقبة ١٩٨٦ | ١ شباط (فبراير)
-
-
فهو يحتاج ليس فقط الى نعمة الكلام بل ايضا الى مزية الحفظ التي تمكّنه من رفض الفساد في جميع اشكاله. وفي حالته هذه هناك حاجة ملحة الى «الملح.» — ١ بطرس ٤:١-٣.
١٥ اي مثالين ممتازين رسمهما يسوع ودانيال؟
١٥ على خادم يهوه الامين ان يعرف كيف يقول «لا» للممارسات الردية والاغراءات. تذكَّروا ان يسوع قال «لا» ثلاث مرات عندما جربه الشيطان في البرية. (متى ٤:١-١٠) وتأملوا في المثال الذي زوده النبي دانيال. لقد تعلم ان يقول «لا» في سن صغيرة نسبيًا. فعندما كان دانيال شابًا في بلاط بابل الملكي قُدّمت له ولرفقائه «وظيفة كل يوم بيومه من اطايب الملك.» لكنّ دانيال واصدقاءه رفضوا. ولم تكن هذه حالة رفض لتقدمة ضيافة. وبالاحرى، اصرّ الشبان العبرانيون الاربعة على حمية تتألف من مجرد الخضار والماء لانهم اهتموا بتجنب الطعام الذي حرمته شريعة يهوه او دنسته الشعائر الوثنية. فكانت تلزم الشجاعة الحقيقية لاتخاذ هذا المسلك. والنتيجة كانت مكافِئة، لانه عند نهاية الفترة المعينة للامتحان كان مظهرهم الجسدي افضل من ذاك الذي لاولئك الذين قبلوا الوجبة الملكية. وروحيا تمتع هؤلاء العبرانيون ببركة يهوه واستحسانه. — دانيال ١:٥-١٧.
١٦ لماذا يمكن القول ان دانيال كان خادمًا ليهوه «مملَّحًا جيدًا»؟
١٦ اهتم يهوه اللّٰه بحفظ دانيال وعشرائه اذ كان لهم في انفسهم ملح. ولكن يمكننا تعلم المزيد من دانيال. لقد جرى تعيينه في مركز مرموق في الحكومة البابلية. وفي هذه الظروف كان عليه ان يقول «لا» مرات عديدة، اذ كان محاطا بأناس وثنيين، وكان البلاط الملكي دون شك مليئا بالفساد الادبي والكذب والرشوة والخداع السياسي وغير ذلك من الممارسات الفاسدة. لقد كان دانيال تحت ضغط شديد مرات عديدة. ولكن رغم انه كان وسط «عالم» ذلك اليوم، لم يكن «من العالم.» (يوحنا ١٧:١٦) فكان دانيال امينا، خادما ليهوه «مملَّحا جيدا.» واعداء دانيال، الذين ربما انزعجوا لان استقامته وأمانته انعكست عليهم على نحو فاضح، حاولوا ايضا ان يهلكوه! ومع ذلك كان عليهم ان يعترفوا بأنه «كان امينا ولم يوجد فيه خطأ ولا ذنب.» (دانيال ٦:٤، ٥) فيا له من مثال جيد!
١٧ اية امتحانات صعبة تواجه الاحداث المسيحيين اليوم؟
١٧ وكدانيال الشاب ورفقائه، يواجه الاحداث المسيحيون اليوم امتحانات صعبة. وخصوصا في المدرسة، عليهم ان يقاوموا المخدرات والتبغ والمشروبات الكحولية والحديث القذر والفساد الادبي والغش وروح التمرد والعبادة الباطلة والقومية والمعاشرات الرديئة والتعاليم الباطلة كالتطور وغير ذلك من التأثيرات القوية. فيجب ان يكون الحدث المسيحي «مملَّحا جيدا» لكي يبقى محافظا نقيا على الاستقامة في وجه جميع هذه الاغراءات.
-