-
بصيرة من سفري الملوكبرج المراقبة ١٩٨٦ | ١ حزيران (يونيو)
-
-
في احدى المناسبات، عندما كان يسوع يتكلم في بلدته الناصرة، قال شيئا اثار ردّة فعل قوية مدهشة. لقد كان سكان الناصرة على ما يظهر يتساءلون لماذا لم يصنع عجائب كثيرة هنا كما صنع في مدن اخرى. ففي اخبارهم عن السبب استعمل يسوع مثلين من الاسفار المقدسة. وهذا ما قاله:
«الحق اقول لكم انه ليس نبي مقبولا في وطنه. وبالحق اقول لكم ان ارامل كثيرة كنَّ في اسرائيل في ايام ايليا حين أُغلقت السماء مدة ثلاث سنين وستة اشهر لما كان جوع عظيم في الارض كلها. ولم يرسَل ايليا الى واحدة منها إلا الى امرأة ارملة الى صَرفة صيداء. وبُرص كثيرون كانوا في اسرائيل في زمان أليشع النبي ولم يطهَّر واحد منهم إلا نعمان السرياني.» (لوقا ٤:٢٤-٢٧) عند هذه الكلمات امتلأ اولئك السامعون غضبا وحاولوا قتل يسوع. فلماذا تجاوبوا بهذا العنف؟
-
-
بصيرة من سفري الملوكبرج المراقبة ١٩٨٦ | ١ حزيران (يونيو)
-
-
مقارنة غير سارة
اولا، لماذا كان سكان الناصرة منزعجين الى هذا الحد عندما اشار يسوع الى العجيبتين اللتين صنعهما ايليا واليشع قبل اكثر من ٩٠٠ سنة؟ حسنا، من الواضح ان يسوع كان يُشبّه الناصريين بالاسرائيليين في مملكة اسرائيل الشمالية ايام ايليا واليشع، وبحسب سفري الملوك لم تكن اسرائيل في حالة روحية جيدة في ذلك الوقت. فلقد ذهب الاسرائيليون وراء عبادة البعل وكانوا يضطهدون انبياء يهوه. وفي الواقع، كان ايليا هاربا من ابناء وطنه عندما آوته وأعالته ارملة في صرفة، في بلد اجنبي. ذلك كان عندما صنع العجيبة التي اشار اليها يسوع. (١ ملوك ١٧:١٧-٢٤) وكانت اسرائيل لا تزال مُفسّدة بعبادة البعل عندما شفى أليشع نعمان رئيس جيش ارام من برصه. — ٢ ملوك ٥:٨-١٤.
لم يُعجِب سكان الناصرة تشبيههم بيهود تلك الايام الذين اصبحوا وثنيين. فهل كان تشبيه يسوع مبرّرا؟ من الواضح ذلك، لانه تماما كما كانت حياة ايليا في خطر في اسرائيل، كذلك كانت حياة يسوع الآن في خطر. يخبرنا السجل: «فامتلأ غضبا جميع الذين في المجمع حين سمعوا هذا. فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به الى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه الى اسفل.» ولكنّ يهوه حفظ يسوع كما حفظ ايليا سابقا. — لوقا ٤:٢٨-٣٠.
-