فَكَّرَ ٱلشُّيُوخُ فِي إِحْدَى جَمَاعَاتِ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ فِي مَا يُمْكِنُهُمْ فِعْلُهُ لِإِعَادَةِ ٱلْخِرَافِ ٱلضَّائِعَةِ رَغْبَةً مِنْهُمْ فِي مُسَاعَدَتِهِمْ. فَوَجَدُوا أَنَّ ٣٠ شَخْصًا تَقْرِيبًا مِمَّنْ تَوَقَّفُوا عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ مُنْذُ عُقُودٍ مَا زَالُوا يَعِيشُونَ فِي مُقَاطَعَةِ ٱلْجَمَاعَةِ. وَكَانَ مُعْظَمُهُمْ فِي سِنٍّ مُتَقَدِّمَةٍ.
بَعْدَئِذٍ أَعَدَّ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ وَيُدْعَى أَلْفْرِيدُو قَائِمَةً بِأَسْمَاءِ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلْخَامِلِينَ وَرَاحَ يَزُورُهُمُ ٱلْوَاحِدَ تِلْوَ ٱلْآخَرِ. يُخْبِرُ: «صَبَاحَ كُلِّ يَوْمِ جُمْعَةٍ، أَدُقُّ بَابَ أَحَدِ ٱلْخَامِلِينَ». وَحِينَ يَفْتَحُ ٱلْبَابَ، يُحَاوِلُ أَلْفْرِيدُو أَنْ يُحَادِثَهُ بِكُلِّ هُدُوءٍ وَيُعَبِّرَ عَنِ ٱهْتِمَامِهِ ٱلصَّادِقِ بِهِ. ثُمَّ يُخْبِرُهُ أَنَّ ٱلْجَمَاعَةَ لَمْ تَنْسَ ٱلْأَعْمَالَ ٱلْحَسَنَةَ ٱلَّتِي أَنْجَزَهَا فِي سَبِيلِ مَلَكُوتِ يَهْوَهَ. يَرْوِي: «حِينَ ذَكَّرْتُ أَحَدَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْخَامِلِينَ ٱلْمُسِنِّينَ بِعَدَدِ ٱلسَّاعَاتِ وَٱلْمَجَلَّاتِ ٱلَّذِي دَوَّنَهُ فِي آخِرِ تَقْرِيرِ خِدْمَةٍ قَدَّمَهُ، وَذٰلِكَ عَامَ ١٩٧٦، ٱغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ بِٱلدُّمُوعِ». عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، يَقْرَأُ أَلْفْرِيدُو عَلَى مَسَامِعِهِمْ لُوقَا ١٥:٤-٧، ١٠ ثُمَّ يَسْأَلُ: «هَلْ لَاحَظْتَ مَاذَا يَحْدُثُ حِينَ يَعُودُ ٱلْخَرُوفُ ٱلضَّائِعُ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ؟ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ وَٱلْمَلَائِكَةُ يَفْرَحُونَ جَمِيعًا! أَوَلَيْسَ هٰذَا رَائِعًا؟!».
وَٱلْيَوْمَ مَرَّتْ سَنَتَانِ مُنْذُ بَدَأَ أَلْفْرِيدُو ٱلِٱتِّصَالَ بِٱلْخَامِلِينَ. فَإِلَامَ أَدَّتْ جُهُودُهُ ٱلصَّبُورَةُ؟ حَظِيَ هٰذَا ٱلشَّيْخُ بِٱمْتِيَازِ مُسَاعَدَةِ أَخَوَيْنِ عَلَى مُعَاشَرَةِ ٱلْجَمَاعَةِ مِنْ جَدِيدٍ. وَهُمَا يَحْضُرَانِ ٱلِٱجْتِمَاعَ يَوْمَ ٱلْأَحَدِ بِٱنْتِظَامٍ. يُخْبِرُ وَٱلِٱبْتِسَامَةُ تَعْلُو وَجْهَهُ: «حِينَ دَخَلَا قَاعَةَ ٱلْمَلَكُوتِ، حَانَ دَوْرِي أَنَا لِأَذْرِفَ ٱلدُّمُوعَ. وَمَعَ أَنَّهُمَا ٱسْتَأْنَفَا حُضُورَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، لَا أَزَالُ أَزُورُهُمَا أَيَّامَ ٱلْجُمْعَةِ. فَهٰذِهِ ٱلزِّيَارَاتُ ٱلْأُسْبُوعِيَّةُ غَالِيَةٌ عَلَى قَلْبِهِمَا وَقَلْبِي أَنَا أَيْضًا».