مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • افرحوا في رجاء الملكوت!‏
    برج المراقبة ١٩٩١ | ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • افرحوا في رجاء الملكوت!‏

      ‏«(‏افرحوا)‏ في الرجاء.‏ (‏احتملوا)‏ في الضيق.‏» —‏ رومية ١٢:‏١٢‏.‏

      ١ لماذا يمكننا ان نجد الفرح في الاتحاد بيهوه،‏ وعلى فعل اية امور حث الرسول بولس المسيحيين؟‏

      ‏«الاله السعيد.‏» (‏١ تيموثاوس ١:‏١١‏،‏ ع‌ج‏)‏ كم يصف ذلك يهوه على نحو حسن!‏ ولماذا؟‏ لأن اعماله كلها تجلب له سعادة عظيمة.‏ وبما ان يهوه هو مصدر كل الامور الصالحة والمفرِحة،‏ يمكن لكل خلائقه الذكية ان تجد السعادة في اتحادها به.‏ وعلى نحو ملائم،‏ حثَّ الرسول بولس المسيحيين على تقدير الامتياز المفرِح لمعرفتهم يهوه اللّٰه،‏ على الكينونة شاكرين على كل عطاياه الخلقية الرائعة،‏ وعلى الفرح باللطف الحبي الذي يظهره لهم.‏ كتب بولس:‏ «افرحوا في الرب كل حين وأقول ايضا افرحوا.‏» —‏ فيلبي ٤:‏٤؛‏ مزمور ١٠٤:‏٣١‏.‏

      ٢ اي رجاء يجلب سعادة عظيمة،‏ وماذا يجري تشجيع المسيحيين على فعله في ما يتعلق بهذا الرجاء؟‏

      ٢ وهل يصغي المسيحيون الى هذا التحريض الذي قدَّمه بولس؟‏ انهم يصغون فعلا!‏ ويفرح اخوة يسوع المسيح الروحيون في الرجاء المجيد الذي جعله اللّٰه متوافرا لهم.‏ (‏رومية ٨:‏١٩-‏٢١؛‏ فيلبي ٣:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ نعم،‏ انهم يعرفون انهم سيشاركون في اتمام الرجاء العظيم لمستقبل الجنس البشري،‏ الاحياء والاموات على السواء،‏ بالخدمة مع المسيح في حكومة ملكوته السماوية.‏ تخيَّلوا كم سيفرحون بامتيازاتهم كورثة معاونين،‏ يخدمون كملوك وكهنة!‏ (‏رؤيا ٢٠:‏٦‏)‏ ويا للسعادة التي ستكون لهم فيما يساعدون الجنس البشري الامين على بلوغ الكمال ويساعدون على توجيه ردّ الفردوس الى ارضنا!‏ حقا،‏ يملك كل خدام اللّٰه «رجاء الحياة الابدية التي وعد بها اللّٰه المنزَّه عن الكذب قبل الازمنة الازلية.‏» (‏تيطس ١:‏٢‏)‏ ونظرا الى هذا الرجاء العظيم،‏ يشجِّع الرسول بولس كل المسيحيين:‏ «(‏افرحوا)‏ في الرجاء» —‏ رومية ١٢:‏١٢‏.‏a

      الفرح الحقيقي —‏ صفة للقلب

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ ماذا تعني عبارة «ان يفرح المرء،‏» وفي اية احيان يجب ان يفرح المسيحيون؟‏ (‏ب)‏ ما هو الفرح الحقيقي،‏ وعلى ماذا يعتمد؟‏

      ٣ «ان يفرح المرء» يعني ان يشعر ويعرب عن الفرح؛‏ ولا يعني ذلك ان يكون المرء في حالة دائمة من الغبطة،‏ او الامتلاء بالجذل.‏ فالافعال التي تقابل الكلمات العبرانية واليونانية المستعمَلة في الكتاب المقدس لـ‍ «فرح،‏» «ابتهاج،‏» و «تهلُّل» تعبِّر عن الشعور الداخلي والتعبير الخارجي اللذَين للفرح على السواء.‏ ويجري تشجيع المسيحيين ان ‹(‏يستمروا)‏ في الفرح،‏› و ‹يفرحوا كل حين.‏› —‏ ٢ كورنثوس ١٣:‏١١‏،‏ ع‌ج‏؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٦‏.‏

      ٤ ولكن كيف يمكن ان يكون المرء فَرِحا كل حين؟‏ ان ذلك ممكن لأن الفرح الحقيقي هو صفة للقلب،‏ صفة داخلية عميقة،‏ صفة روحية.‏ (‏تثنية ٢٨:‏٤٧؛‏ امثال ١٥:‏١٣؛‏ ١٧:‏٢٢‏)‏ انه من ثمار روح اللّٰه،‏ وقد ادرجه بولس بعد المحبة مباشرة.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢‏)‏ وكصفة داخلية،‏ انه لا يعتمد على الاشياء الخارجية،‏ ولا حتى على اخواننا.‏ ولكنه يعتمد على روح اللّٰه القدوس.‏ وهو يأتي من ذلك الاكتفاء الداخلي العميق للمعرفة انكم تملكون الحق،‏ رجاء الملكوت،‏ وأنكم تفعلون ما يرضي يهوه.‏ ولذلك،‏ ليس الفرح مجرد ميزة للشخصية نولد فيها؛‏ انه جزء من «الشخصية الجديدة،‏» مجموعة الصفات التي ميَّزت يسوع المسيح.‏ —‏ افسس ٤:‏٢٤‏،‏ ع‌ج‏؛‏ كولوسي ٣:‏١٠‏.‏

      ٥ متى وكيف يمكن ان تكون هنالك ظهورات خارجية للفرح؟‏

      ٥ على الرغم من ان الفرح صفة قلبية،‏ فهو يمكن ان يظهر خارجيا احيانا.‏ فما هي هذه الظهورات الخارجية،‏ التي تحدث احيانا للفرح؟‏ يمكن ان تكون ايَّ شيء ابتداء من صفاء الوجه الى القفز الفعلي فَرَحا.‏ (‏١ ملوك ١:‏٤٠؛‏ لوقا ١:‏٤٤؛‏ اعمال ٣:‏٨؛‏ ٦:‏١٥‏)‏ اذًا،‏ هل يعني ذلك،‏ ان الناس القليلي الكلام او الذين لا يبتسمون دائما لا يملكون الفرح؟‏ لا!‏ فالفرح الحقيقي لا يعبِّر عن نفسه بالثرثرة،‏ الضحك،‏ الابتسام،‏ او الابتسامة العريضة على نحو مستمر.‏ والظروف تجعل الفرح يظهر بطرائق عديدة.‏ وليس الفرح وحده هو الذي يجعلنا حِسَان المعاشرة في قاعة الملكوت،‏ بل بالاحرى،‏ مودَّتنا الاخوية ومحبتنا.‏

      ٦ لماذا يمكن ان يفرح المسيحيون كل حين حتى عندما يواجهون احوالا غير مُسِرَّة؟‏

      ٦ ان الوجه الدائم للفرح هو ديمومته الداخلية كميزة قلبية للشخصية المسيحية الجديدة.‏ وهذا ما يجعل الكينونة فَرِحا كل حين امرا ممكنا.‏ طبعا،‏ قد نشعر احيانا بأن امرا ما يقلقنا،‏ او قد نواجه احوالا غير مُسِرَّة.‏ ولكن يمكننا ان نستمر في حيازة الفرح في قلبنا.‏ وكان بعض المسيحيين الاوَّلين عبيدا،‏ ذوي اسيادٍ يصعب ارضاؤهم.‏ فهل كان بامكان مسيحيين كهؤلاء ان يكونوا فرحين كل حين؟‏ نعم،‏ بسبب رجاء الملكوت الذي لهم والفرح الذي في قلوبهم.‏ —‏ يوحنا ١٥:‏١١؛‏ ١٦:‏٢٤؛‏ ١٧:‏١٣‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ ماذا قال يسوع عن الفرح في الضيق؟‏ (‏ب)‏ ماذا يساعدنا على الاحتمال في الضيق،‏ ومَن رسم المثال الافضل في ذلك؟‏

      ٧ مباشرة بعد ان قال الرسول بولس:‏ «(‏افرحوا)‏ في الرجاء،‏» اضاف:‏ «(‏احتملوا)‏ في الضيق.‏» (‏رومية ١٢:‏١٢‏)‏ وتكلم يسوع ايضا عن الفرح في الضيق عندما قال في متى ٥:‏١١،‏ ١٢‏:‏ «طوبى لكم اذا عيَّروكم وطردوكم .‏ .‏ .‏ افرحوا وتهلَّلوا.‏ لأن اجركم عظيم في السموات.‏» لا يلزم ان يكون الفرح والتهلُّل هنا ظهورا خارجيا حرفيا؛‏ انهما في المقام الاوَّل ذلك الاكتفاء الداخلي العميق الذي يملكه المرء في ارضاء يهوه ويسوع المسيح عندما يقف بثبات تحت التجربة.‏ (‏اعمال ٥:‏٤١‏)‏ وفي الواقع،‏ ان الفرح هو ما يساعدنا لنحتمل فيما نكون في الضيق.‏ (‏١ تسالونيكي ١:‏٦‏)‏ وفي ذلك رسم يسوع المثال الافضل.‏ تخبرنا الاسفار المقدسة:‏ «من اجل السرور الموضوع امامه احتمل (‏خشبة الآلام)‏.‏» —‏ عبرانيين ١٢:‏٢‏.‏

      الفرح في الرجاء على الرغم من المشاكل

      ٨ اية مشاكل قد يواجهها المسيحيون،‏ ولكن لماذا لا تسلب المشاكل فرح المسيحي؟‏

      ٨ ان كون المرء خادما ليهوه لا يحرِّره من المشاكل.‏ فقد تكون هنالك مشاكل عائلية،‏ مصاعب اقتصادية،‏ صحة ضعيفة،‏ او موت احباء.‏ وفيما قد تسبب امور كهذه الحزن،‏ فهي لا تسلب اساسنا للفرح في رجاء الملكوت،‏ الفرح الداخلي الذي لدينا في قلوبنا.‏ —‏ ١ تسالونيكي ٤:‏١٣‏.‏

      ٩ اية مشاكل كانت لدى ابرهيم،‏ وكيف نعلم انه امتلك الفرح في قلبه؟‏

      ٩ تأملوا في ابرهيم،‏ على سبيل المثال.‏ فالحياة لم تكن مسِرَّة دائما بالنسبة اليه.‏ وكانت لديه مشاكل عائلية.‏ فسريَّته،‏ هاجر،‏ وزوجته،‏ سارة،‏ لم تتفقا.‏ وكان هنالك شجار.‏ (‏تكوين ١٦:‏٤،‏ ٥‏)‏ واسمعيل هزأ باسحق،‏ مضطهدًا ايّاه.‏ (‏تكوين ٢١:‏٨،‏ ٩؛‏ غلاطية ٤:‏٢٩‏)‏ وأخيرا،‏ ماتت زوجة ابرهيم الحبيبة،‏ سارة.‏ (‏تكوين ٢٣:‏٢‏)‏ وعلى الرغم من هذه المشاكل،‏ فَرِح في رجاء نسل الملكوت،‏ نسل ابرهيم،‏ الذي بواسطته كانت ستتبارك جميع قبائل الارض.‏ (‏تكوين ٢٢:‏١٥-‏١٨‏)‏ وبفرح في قلبه،‏ احتمل في خدمة يهوه مئة سنة بعد ترك مدينة موطنه اور.‏ لذلك كُتب عنه:‏ «كان ينتظر المدينة التي لها الاساسات التي صانعها وبارئها اللّٰه.‏» وبسبب ايمان ابرهيم بالملكوت المسيّاني القادم،‏ استطاع الرب يسوع ان يقول عندما كان اللّٰه قد عيَّنه ليكون ملكا:‏ «ابرهيم تهلَّل بأن يرى يومي فرأى وفَرِح.‏» —‏ عبرانيين ١١:‏١٠؛‏ يوحنا ٨:‏٥٦‏.‏

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ كمسيحيين لدينا اي جهاد،‏ وكيف يجري انقاذنا؟‏ (‏ب)‏ ماذا يعوِّض عن عجزنا عن شنِّ المعركة كاملا ضد جسدنا الخاطئ؟‏

      ١٠ كبشر ناقصين،‏ لدينا ايضا جسدنا الخاطئ لمصارعته،‏ وهذا الجهاد لفعل ما هو صواب يمكن ان يكون مثبِّطا جدا.‏ ولكن لا تعني محاربتنا ضعفاتنا اننا لا نملك رجاء.‏ لقد شعر بولس بالشقاء بسبب هذا الصراع،‏ وقال:‏ «من ينقذني من جسد هذا الموت.‏ اشكر اللّٰه بيسوع المسيح ربنا.‏» (‏رومية ٧:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ فبواسطة يسوع المسيح والفدية التي زوَّدها،‏ جرى انقاذنا.‏ —‏ رومية ٥:‏١٩-‏٢١‏.‏

      ١١ تعوِّض ذبيحة المسيح الفدائية عن عجزنا عن شنِّ المعركة كاملا.‏ ويمكننا ان نفرح بهذه الفدية لأنها تجعل الضمير المطهَّر ومغفرة خطايانا امرَين ممكنين.‏ وفي عبرانيين ٩:‏١٤‏،‏ يتكلم بولس عن «دم المسيح» الذي له القدرة على ‹تطهير ضمائرنا من اعمال ميتة.‏› وهكذا لا يلزم ان تُثقل ضمائر المسيحيين بمشاعر الذنْب والادانة.‏ وهذا،‏ بالاضافة الى الرجاء الذي لدينا،‏ يؤلِّف قوَّة كبيرة للسعادة المفرحة.‏ (‏مزمور ١٠٣:‏٨-‏١٤؛‏ رومية ٨:‏١،‏ ٢،‏ ٣٢‏)‏ واذ نتأمل في رجائنا،‏ سنتشجَّع جميعا على شنِّ المعركة بنجاح.‏

      ابقاء رجائنا قريبا في الذهن

      ١٢ في اي رجاء يمكن للمسيحيين الممسوحين ان يتأملوا؟‏

      ١٢ من المهم بالنسبة الى البقية الممسوحة بالروح والخراف الاخر على السواء ان يُبقوا «رجاء الخلاص» الذي لهم في الذهن،‏ لابسين اياه كخوذة واقية.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏٨‏)‏ فيمكن للمسيحيين الممسوحين ان يتأملوا في الامتياز الرائع لنيل الخلود في السماء،‏ امتلاك حرية الاقتراب الى يهوه اللّٰه،‏ والتمتع بمعاشرة شخصية ليسوع المسيح الممجَّد والرسل وكل الآخرين من الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤،‏ الذين حافظوا على استقامتهم على مرّ القرون.‏ فيا لها من وفرة لا يمكن وصفها من المعاشرة!‏

      ١٣ كيف يشعر الممسوحون الذين لا يزالون على الارض بشأن رجائهم؟‏

      ١٣ وكيف يشعر الممسوحون القليلون الذين لا يزالون على الارض بشأن رجاء الملكوت الذي لهم؟‏ يمكن تلخيص ذلك بكلمات شخص اعتمد سنة ١٩١٣:‏ «رجاؤنا امر اكيد،‏ وسيتحقق كاملا حتى آخر عضو من الاعضاء الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ للقطيع الصغير الى درجةٍ تفوق حتى ما تخيَّلناه.‏ نحن البقية الذين كنا موجودين في السنة ١٩١٤،‏ عندما توقَّعنا جميعا الذهاب الى السماء،‏ لم نفقد ادراكنا لقيمة ذلك الرجاء.‏ لكننا ثابتون فيه كما كنا قبلا،‏ ونحن نقدِّره اكثر كلما كان يجب ان ننتظره اكثر.‏ انه امر يستحق الانتظار،‏ حتى لو تطلَّب مليون سنة.‏ انا اقدِّر رجاءنا تقديرا رفيعا اكثر من ايّ وقت مضى،‏ ولا اريد ابدا ان اخسر تقديري له.‏ ان رجاء القطيع الصغير يعطي التأكيد ايضا ان توقُّع الجمع الكثير من الخراف الاخر سيتحقق،‏ دون اية امكانية للفشل،‏ على نحو يفوق تخيُّلنا الاكثر اشراقا.‏ لهذا السبب نحن ثابتون على نحو راسخ حتى هذه الساعة،‏ وسنثبت على نحو راسخ الى ان يُثبت اللّٰه فعلا انه امين ‹لمواعيده العظمى والثمينة.‏›» —‏ ٢ بطرس ١:‏٤؛‏ عدد ٢٣:‏١٩؛‏ رومية ٥:‏٥‏.‏

      الفرح الآن في رجاء الملكوت

      ١٤ اي رجاء يلزم الجمع الكثير ان يبقوه في الذهن؟‏

      ١٤ ان تعبيرا كهذا عن الايمان الذي يتَّسم بالابتهاج يغرس في الذين هم من الجمع الكثير من الخراف الاخر اسبابا عظيمة للفرح.‏ (‏رؤيا ٧:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ ويحتاج اشخاص كهؤلاء الى ابقاء رجاء النجاة من هرمجدون في الذهن.‏ نعم،‏ تطلَّعوا بشوق الى رؤية ملكوت اللّٰه يبرِّئ سلطان يهوه اللّٰه الكوني ويقدس اسمه المجيد بجلب الضيق العظيم،‏ الذي سينظِّف الارض من الاشرار الذين كان ابليس الها لهم.‏ ويا للفرح الذي سيكون،‏ فرح النجاة من هذا الضيق العظيم!‏ —‏ دانيال ٢:‏٤٤؛‏ رؤيا ٧:‏١٤‏.‏

      ١٥ (‏أ)‏ اي عمل شفاء قام به يسوع عندما كان على الارض،‏ ولماذا؟‏ (‏ب)‏ ماذا ستكون الحاجات الصحية للناجين من هرمجدون،‏ ولماذا يختلفون عن المقامين؟‏

      ١٥ وفيما يتعلق بالجمع الكثير،‏ تقول الرؤيا ٧:‏١٧‏:‏ «الخروف .‏ .‏ .‏ يرعاهم ويقتادهم الى ينابيع ماء حية ويمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم.‏» وعلى الرغم من ان لهذه النبوة اتماما روحيا الآن،‏ فإِن الناجين من هرمجدون سيرونها تتم حرفيا.‏ وكيف ذلك؟‏ حسنا،‏ ماذا فعل يسوع عندما كان على الارض؟‏ لقد شفى المقعدين،‏ جعل العرج يمشون،‏ فتح آذان الصمّ وأعين العمي،‏ وشفى البَرَص،‏ الشلل،‏ و «كل مرض وكل ضعف في الشعب.‏» (‏متى ٩:‏٣٥؛‏ ١٥:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ أليس ذلك ما يحتاج اليه المسيحيون اليوم؟‏ وسينقل الجمع الكثير العجز والضعف الذي للعالم القديم الى العالم الجديد.‏ فماذا نتوقَّع ان يفعل الخروف بشأن ذلك؟‏ ستكون حاجات الناجين من هرمجدون مختلفة جدا عن حاجات اولئك الذين سيقامون.‏ فالمقامون سيُعاد خلقهم على الارجح بأجساد صحيحة،‏ سليمة،‏ معافاة،‏ ولكن دون الكمال البشري بعد.‏ وبسبب عجيبة القيامة،‏ فإِنهم على ما يتَّضح لن يحتاجوا في ما بعد الى الِٕابراء من ايّ عجز سابق بعجيبة الشفاء.‏ ومن ناحية اخرى،‏ بسبب اختبارهم الفريد للنجاة من هرمجدون،‏ فإِن الِٕابراء العجائبي هو ما سيحتاج اليه ويناله كثيرون من الجمع الكثير.‏ ان القصد الاساسي من شفاءات يسوع،‏ كما يبدو،‏ كان ان يصوِّر لتشجيع الجمع الكثير التوقُّعَ المفرح انهم لن ينجوا فقط ولكنهم سيُشفَون بعد ذلك.‏

      ١٦ (‏أ)‏ متى يمكن ان يحدث الشفاء العجائبي للناجين من هرمجدون،‏ وبأية نتيجة؟‏ (‏ب)‏ سنستمر في الفرح في اي رجاء خلال العصر الالفي؟‏

      ١٦ سيحدث شفاء عجائبي كهذا منطقيا بين الناجين من هرمجدون بعد وقت قصير نسبيا من هرمجدون وقبل ان تبدأ القيامة بكثير.‏ (‏اشعياء ٣٣:‏٢٤؛‏ ٣٥:‏٥،‏ ٦؛‏ رؤيا ٢١:‏٤‏؛‏ قارنوا مرقس ٥:‏٢٥-‏٢٩‏.‏)‏ وحينئذ سيرمي الناس النظَّارات،‏ العصي،‏ العكازات،‏ الكراسي ذات الدواليب،‏ اجهزة الاسنان الاصطناعية،‏ مساعِدات السمع،‏ وما شابه ذلك.‏ فيا له من سبب للفرح!‏ وكم ينسجم جيدا مثل هذا العمل الشافي الباكر ليسوع مع دور الناجين من هرمجدون كأساس للارض الجديدة!‏ والامراض التي تسبب العجز سيجري ابعادها من الطريق لكي يتمكن اولئك الناجون من ان يتقدموا بحيوية،‏ متطلعين بشوق الى النشاط المذهل للعصر الالفي الممتد امامهم،‏ غير منجرّين بما يمكن ان يكون قد ابتلاهم به العالم القديم.‏ نعم،‏ حتى بعد هرمجدون،‏ سيستمر الجمع الكثير في الفرح في هذا الرجاء البديع لبلوغ الحياة البشرية الكاملة عند نهاية الالف سنة.‏ وخلال العصر الالفي كله سيفرحون في رجاء بلوغ ذلك الهدف السعيد.‏

      ١٧ اية افراح ستكون هنالك فيما يستمر عمل ردّ الفردوس؟‏

      ١٧ اذا كان هذا هو رجاؤكم،‏ فتأملوا ايضا في فرح المشاركة في ردّ الفردوس على الارض.‏ (‏لوقا ٢٣:‏٤٢،‏ ٤٣‏)‏ لا شك ان الناجين من هرمجدون سيساعدون في تنظيف الارض ويزوِّدون بالتالي مواقع سارّة حيث سيقام الاموات.‏ وقد تُستبدل المآ‌تم بفترات استقبال للذين اقيموا في القيامة،‏ بمن فيهم احباؤنا الذين ابتُلِعوا في الموت.‏ وفكِّروا في الرفقة المُغنية للرجال والنساء الامناء من القرون الماضية.‏ فمَن تريدون ان تكلِّموا على نحو خصوصي؟‏ هل هو هابيل،‏ اخنوخ،‏ نوح،‏ ايوب،‏ ابرهيم،‏ سارة،‏ اسحق،‏ يعقوب،‏ يوسف،‏ موسى،‏ يشوع،‏ راحاب،‏ دبورة،‏ شمشون،‏ داود،‏ ايليا،‏ أليشع،‏ ارميا،‏ حزقيال،‏ دانيال،‏ ام يوحنا المعمدان؟‏ حسنا،‏ اذًا،‏ ان هذا التوقُّع المبهج هو ايضا جزء من رجائكم.‏ وستتمكنون من التحدث اليهم،‏ التعلُّم منهم،‏ والعمل معهم في جعل الارض بكاملها فردوسا.‏

      ١٨ اية افراح اضافية يمكننا ان نتأمل فيها؟‏

      ١٨ تخيَّلوا ايضا الطعام الصحي،‏ المياه النقية،‏ والهواء النظيف،‏ وأرضنا مستردَّة الى توازنها البيئي الكامل كما خلقها يهوه لتكون.‏ وستكون الحياة آنذاك،‏ لا مجرد تمتع عابر بالكمال،‏ بل اشتراكا فعّالا وذا معنى في النشاطات المفرحة.‏ تأمَّلوا في مجتمع عالمي من الناس خالٍ من الجريمة،‏ الانانية،‏ الغيرة،‏ النزاع —‏ اخوَّة يحصد وينتج فيها الجميع ثمار الروح.‏ فيا له من امر مثير!‏ —‏ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      الرجاء الذي يجعل الحياة تستحق العيش

      ١٩ (‏أ)‏ متى يجب اختبار الفرح المذكور في رومية ١٢:‏١٢‏؟‏ (‏ب)‏ لماذا يجب ان نكون مصممين على عدم ترك اعباء الحياة تدفع رجاءنا جانبا؟‏

      ١٩ ان التوقُّع المُحقَّق لا يكون في ما بعد رجاء،‏ لذلك فالفرح الذي يشجِّع عليه بولس في رومية ١٢:‏١٢ يجب اختباره الآن.‏ (‏رومية ٨:‏٢٤‏)‏ ومجرد التفكير في البركات المقبلة التي سيجلبها ملكوت اللّٰه هو سبب لنفرح في هذا الرجاء الآن.‏ لذلك صمِّموا ان لا تسمحوا لاعباء الحياة في عالم فاسد بأن تدفع رجاءكم المجيد جانبا.‏ لا تصيروا ضعفاء وتنهاروا،‏ فاقدين النظر الى الرجاء المقبل.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٣‏)‏ ان هجر المسلك المسيحي لن يحلّ مشاكلكم.‏ وتذكَّروا،‏ اذا ترك الشخص خدمة اللّٰه بسبب كل اعباء الحياة الآن،‏ فهو لا يزال مرهَقا بهذه الاعباء،‏ لكنه يخسر الرجاء وبذلك يخسر امكانية الفرح بالتوقّعات الرائعة المقبلة.‏

      ٢٠ اي اثر يملكه رجاء الملكوت في الذين يتبنونه،‏ ولماذا؟‏

      ٢٠ لدى شعب يهوه كل سبب ليملكوا حياة سعيدة.‏ فرجاؤهم المشرق المثير يجعل الحياة تستحق العيش.‏ وهم لا يبقون هذا الرجاء المفرح لانفسهم.‏ لا،‏ فهم يتوقون الى الاشتراك فيه مع الآخرين.‏ (‏٢ كورنثوس ٣:‏١٢‏)‏ لذلك فالذين يتبنون رجاء الملكوت هم اناس ذوو جرأة،‏ وهم يسعون الى تشجيع الآخرين بإِخبارهم عن البشارة من اللّٰه.‏ وهذا الامر يملأ حياة الذين يقبلون الرسالة بالرجاء الابدع الذي أُعطي على الاطلاق للجنس البشري عموما —‏ رجاء الملكوت الذي سيردّ الفردوس الى الارض.‏ واذا لم يقبله الناس،‏ فسنستمر في الفرح لأننا نملك الرجاء.‏ والذين يحوِّلون اذنا صمّاء هم الخاسرون؛‏ أما نحن فلسنا كذلك.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ٢١ ما هو الامر القريب على الابواب،‏ وكيف يجب ان نقيِّم رجاءنا؟‏

      ٢١ ان وعد اللّٰه هو:‏ «ها انا اصنع كل شيء جديدا.‏» (‏رؤيا ٢١:‏٥‏)‏ والعالم الجديد بكل بركاته اللامتناهية والمبهجة قريب.‏ ورجاؤنا —‏ بالحياة في السماء او على ارض فردوسية —‏ هو ثمين؛‏ فتمسَّكوا به.‏ وفي هذه الايام الاخيرة الحَرِجة،‏ اكثر من ايّ وقت مضى،‏ انظروا اليه «كمرساة للنفس مؤتَمَنة وثابتة.‏» واذ يكون رجاؤنا بيهوه،‏ «صخر الدهور،‏» ثابتا كما بمرساة،‏ نملك بالتأكيد سببا قويا ومبهجا الآن لكي ‹نفرح في الرجاء› الموضوع امامنا.‏ —‏ عبرانيين ٦:‏١٩؛‏ اشعياء ٢٦:‏٤‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a خلال السنة ١٩٩٢،‏ سيكون لشهود يهوه حول العالم كآ‌ية سنوية:‏ «فرحين في الرجاء.‏ .‏ .‏ .‏ مواظبين على الصلاة.‏» —‏ رومية ١٢:‏١٢‏.‏

  • ابقوا قريبين الى يهوه
    برج المراقبة ١٩٩١ | ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • ابقوا قريبين الى يهوه

      ‏«(‏واظبوا)‏ على الصلاة.‏» —‏ رومية ١٢:‏١٢‏.‏

      ١ ما هي مشيئة يهوه في ما يتعلق بالصلاة،‏ وأي تشجيع اعطاه الرسول بولس بشأن الصلاة؟‏

      يهوه هو «الاله الذي يمنح الرجاء» لشعبه الامين بكامله.‏ وبصفته «سامع الصلاة،‏» فهو يصغي الى توسلاتهم طلبا للعون من اجل بلوغ الرجاء المفرح الذي يضعه امامهم.‏ (‏رومية ١٥:‏١٣‏،‏ ع‌ج‏؛‏ مزمور ٦٥:‏٢‏)‏ ويشجِّع بواسطة كلمته،‏ الكتاب المقدس،‏ جميع خدامه على الاتيان اليه حينما يشاؤون.‏ فهو دائما هناك،‏ راغب في استقبال همومهم الاعمق.‏ وفي الواقع،‏ انه يشجِّعهم على ان ‹يواظبوا على الصلاة› وأن ‹يصلُّوا بلا انقطاع.‏›‏a (‏رومية ١٢:‏١٢؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٧‏)‏ انها مشيئة يهوه ان يدعوه على الدوام كل المسيحيين في الصلاة،‏ ساكبين قلوبهم له وفاعلين ذلك باسم ابنه الحبيب يسوع المسيح.‏ —‏ يوحنا ١٤:‏٦،‏ ١٣،‏ ١٤‏.‏

      ٢،‏ ٣ (‏أ)‏ لماذا حثَّنا اللّٰه على ‹المواظبة على الصلاة›؟‏ (‏ب)‏ اي تأكيد لدينا ان اللّٰه يريد ان نصلّي؟‏

      ٢ ولماذا يعطينا اللّٰه هذا الحثّ؟‏ لأن ضغوط ومسؤوليات الحياة يمكن ان ترهقنا الى حد بعيد حتى اننا قد ننسى ان نصلّي.‏ او قد تسحقنا المشاكل وتجعلنا نكف عن الفرح في الرجاء ونتوقف عن الصلاة.‏ ونظرا الى هذه الامور،‏ نحتاج الى مذكِّرات تشجِّعنا على الصلاة والاقتراب على نحو لصيق الى مصدر العون والتعزية،‏ يهوه الهنا.‏

      ٣ كتب التلميذ يعقوب:‏ «اقتربوا الى اللّٰه فيقترب اليكم.‏» (‏يعقوب ٤:‏٨‏)‏ نعم،‏ ليس اللّٰه متكبِّرا ولا مبتعدا اكثر من ان يسمع تعابيرنا له،‏ على الرغم من حالتنا البشرية الناقصة.‏ (‏اعمال ١٧:‏٢٧‏)‏ وبالاضاقة الى ذلك،‏ انه ليس غير مبالٍ وغير مكترث.‏ يقول صاحب المزمور:‏ «عينا الرب نحو الصدِّيقين وأذناه الى صراخهم.‏» —‏ مزمور ٣٤:‏١٥؛‏ ١ بطرس ٣:‏١٢‏.‏

      ٤ كيف يمكن ايضاح انتباه يهوه للصلاة بمَثَل؟‏

      ٤ يعلن يهوه ترحيبه بالصلاة.‏ ويمكننا ان نقارن ذلك بتجمُّع حيث يتكلم عدد من الناس في آنٍ واحد.‏ وأنتم هناك،‏ تصغون الى الآخرين وهم يتكلمون.‏ فدوركم هو دور مراقب.‏ ولكن يلتفت اليكم آنذاك شخص،‏ يذكر اسمكم،‏ ويوجِّه كلماته اليكم.‏ فيلفت ذلك انتباهكم على نحو خصوصي.‏ وبشكل مماثل،‏ ان اللّٰه منتبه دائما لشعبه،‏ حيثما يكونون.‏ (‏٢ أخبار الايام ١٦:‏٩؛‏ امثال ١٥:‏٣‏)‏ لذلك فهو يسمع كلماتنا،‏ مراقبا على نحو يتصف بالحماية والاهتمام،‏ اذا جاز التعبير.‏ أما عندما ندعو باسم اللّٰه في الصلاة فيلفت ذلك انتباهه،‏ ويركِّز الآن علينا على نحو محدَّد.‏ وبواسطة قواه،‏ يمكن ان يكشف يهوه ويفهم التماس الانسان الصامت الذي يُقدَّم في الاعماق الخفية لقلبه وذهنه.‏ ويؤكد اللّٰه لنا انه سيقترب الى كل الذين يدعون باسمه باخلاص ويسعون الى البقاء قريبين اليه.‏ —‏ مزمور ١٤٥:‏١٨‏.‏

      الاستجابة بحسب قصد اللّٰه

      ٥ (‏أ)‏ على ماذا تدلّ المشورة «(‏واظبوا على)‏ الصلاة» في ما يتعلق بصلواتنا؟‏ (‏ب)‏ كيف يستجيب اللّٰه الصلوات؟‏

      ٥ تدلُّ مشورة المواظبة على الصلاة ان يهوه قد يسمح لنا احيانا بالاستمرار في الصلاة بشأن مسألة مدة من الوقت قبل ان تصير استجابته واضحة.‏ وقد نميل ايضا الى التعب من التماس العطف او اللطف الحبي من اللّٰه،‏ اللذَين قد يبدوان لازمَين الى حد بعيد وانما مؤجَّلَين وقتا طويلا.‏ لذلك يسألنا يهوه اللّٰه ان لا نستسلم لأية نزعة كهذه بل ان نستمر في الصلاة.‏ فيجب ان نستمر في التوسّل اليه بشأن همومنا،‏ واثقين بأنه يحترم صلاتنا وأنه سيُشبع حاجتنا الحقيقية،‏ لا مجرد ما يمكن ان نكون قد استنتجناه.‏ يَزِن يهوه اللّٰه دون شك توسُّلاتنا وفقا لقصده.‏ مثلا،‏ يمكن ان يتأثر الآخرون بطلبنا.‏ وقد نشبِّه المسألة بتلك التي لأب يسأله ابنه دراجة.‏ يعلم الاب انه اذا اشترى لهذا الابن دراجة،‏ فان ابنه الآخر سيريد واحدة ايضا.‏ واذ يكون احد الابنَين اصغر من ان تكون له دراجة،‏ قد يقرر الاب ان لا يشتري اية دراجة في ذلك الوقت الخصوصي.‏ وعلى نحو مماثل،‏ على ضوء قصده وتوقيته للامور،‏ يقرر ابونا السماوي ما هو الافضل حقا لنا وللآخرين.‏ —‏ مزمور ٨٤:‏٨،‏ ١١‏؛‏ قارنوا حبقوق ٢:‏٣‏.‏

      ٦ اي مثل ايضاحي اعطاه يسوع في ما يتعلق بالصلاة،‏ وماذا تظهر المواظبة على الصلاة؟‏

      ٦ يجدر بالملاحظة المثل الايضاحي الذي اعطاه يسوع لتلاميذه في ما يتعلق بالحاجة الى «ان يُصلّى كل حين ولا يُملّ.‏» فثمة ارملة،‏ تعجز عن نيل العدل،‏ واظبت على طلبها الى قاضٍ بشري حتى نالت اخيرا العدل.‏ وأضاف يسوع:‏ «أفلا يُنصِف اللّٰه مختاريه.‏» (‏لوقا ١٨:‏١-‏٧‏)‏ ان المواظبة على الصلاة تظهر ايماننا،‏ اعتمادنا على يهوه،‏ رغبتنا في البقاء قريبين اليه وصنع التماسنا،‏ تاركين النتيجة بين يديه.‏ —‏ عبرانيين ١١:‏٦‏.‏

      امثلة للبقاء قريبين الى يهوه

      ٧ كيف يمكننا ان نتمثَّل بايمان هابيل في البقاء قريبين الى يهوه؟‏

      ٧ يزخر الكتاب المقدس بروايات عن صلوات تلفَّظ بها خدام اللّٰه.‏ وهذه ‹كُتبت لاجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء.‏› (‏رومية ١٥:‏٤‏)‏ ويقوى رجاؤنا بتأملنا في بعض امثلة الذين بقوا قريبين الى يهوه.‏ فهابيل قدَّم ذبيحة مقبولة للّٰه،‏ وعلى الرغم من انه لم يجرِ تسجيل اية صلاة،‏ فقد ناشد يهوه في الصلاة دون شك لكي تكون تقدمته مقبولة.‏ تقول عبرانيين ١١:‏٤‏:‏ «بالايمان قدَّم هابيل للّٰه ذبيحة افضل من قايين.‏ فبه شُهد له أنه بارّ.‏» لقد عرف هابيل عن وعد اللّٰه في التكوين ٣:‏١٥‏،‏ ولكن بالمقارنة مع ما نعرفه الآن عرف القليل جدا.‏ ومع ذلك،‏ عمل هابيل حسب ما امتلك من معرفة.‏ وكذلك اليوم،‏ فإِن بعض المهتمّين حديثا بحق اللّٰه لا يملكون بعد الكثير من المعرفة،‏ لكنهم يصلّون ويستفيدون الى الحد الاقصى من المعرفة التي يملكونها،‏ كما فعل هابيل.‏ نعم،‏ انهم يعملون بايمان.‏

      ٨ لماذا يمكننا ان نتأكد ان ابرهيم بقي قريبا الى يهوه،‏ وأي سؤال يجب ان نطرحه على انفسنا؟‏

      ٨ والخادم الامين الآخر للّٰه كان ابرهيم،‏ «ابًا لجميع الذين يؤمنون.‏» (‏رومية ٤:‏١١‏)‏ واليوم،‏ اكثر من ايّ وقت مضى،‏ نحن نحتاج الى ايمان قوي،‏ ويلزم ان نصلّي بايمان،‏ كما فعل ابرهيم.‏ تقول التكوين ١٢:‏٨ انه بنى مذبحا «للرب ودعا باسم الرب.‏» لقد عرف ابرهيم اسم اللّٰه واستعمله في الصلاة.‏ ومرة بعد اخرى واظب باخلاص على الصلاة،‏ داعيا «باسم الرب الاله السرمدي.‏» (‏تكوين ١٣:‏٤؛‏ ٢١:‏٣٣‏)‏ كان ابرهيم يدعو باسم اللّٰه بالايمان الذي صار مشهورا به.‏ (‏عبرانيين ١١:‏١٧-‏١٩‏)‏ وساعدت الصلاة ابرهيم على الاستمرار في الفرح في رجاء الملكوت على نحو عظيم.‏ فهل نتبع مثال ابرهيم للمواظبة على الصلاة؟‏

      ٩ (‏أ)‏ لماذا تكون صلوات داود ذات فائدة كبيرة لشعب اللّٰه اليوم؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكن ان ينتج من صلاتنا كما فعل داود للبقاء قريبين الى يهوه؟‏

      ٩ كان داود بارزا في ما يتعلق بالمواظبة على الصلاة،‏ وتوضح مزاميره ما يجب ان تكون عليه الصلاة.‏ مثلا،‏ يمكن ان يصلّي خدام اللّٰه بلياقة من اجل امور،‏ كالخلاص او النجاة (‏٣:‏٧،‏ ٨؛‏ ٦٠:‏٥‏)‏،‏ الارشاد (‏٢٥:‏٤،‏ ٥‏)‏،‏ الحفظ (‏١٧:‏٨‏)‏،‏ غفران الخطايا (‏٢٥:‏٧،‏ ١١،‏ ١٨‏)‏،‏ وقلب نقي (‏٥١:‏١٠‏)‏.‏ وعندما شعر داود بالحزن،‏ صلّى:‏ «فرِّح نفس عبدك.‏» (‏٨٦:‏٤‏)‏ ويمكننا ان نصلّي على نحو مماثل من اجل فرح القلب،‏ عالمين ان يهوه يرغب في ان نفرح في رجائنا.‏ بقي داود قريبا الى يهوه وصلّى:‏ «التصقت نفسي بك.‏ يمينك تعضدني.‏» (‏٦٣:‏٨‏)‏ فهل نبقى قريبين الى يهوه،‏ كما فعل داود؟‏ اذا فعلنا ذلك،‏ فسيدعمنا نحن ايضا.‏

      ١٠ اية افكار خاطئة كانت لدى المرنِّم الملهم آساف في مرحلة معيَّنة،‏ ولكنه وصل الى ادراك اي شيء؟‏

      ١٠ اذا كنا سنبقى قريبين الى يهوه،‏ يلزمنا ان نتجنب ان نحسد الاشرار بسبب حياتهم المادية الخالية من الهمّ.‏ لقد شعر المرنِّم الملهم آساف في مرحلة معيَّنة بأنه لا قيمة لخدمة يهوه،‏ لأن الاشرار ‹مستريحون الى الدهر.‏› ومع ذلك ميَّز ان تفكيره كان خاطئا وأن الاشرار هم «في مزالق.‏» وأدرك انه ما من شيء افضل من بقاء المرء قريبا الى يهوه،‏ وعبَّر عن نفسه للّٰه بهذه الطريقة:‏ ‹انّي دائما معك.‏ أمسكتَ بيدي اليمنى.‏ .‏ .‏ .‏ لأنه هوذا البعداء عنك يبيدون.‏ .‏ .‏ .‏ أما انا فالاقتراب الى اللّٰه حسن لي.‏ جعلت بالسيد الرب ملجإِي لأُخبر بكل صنائعك.‏› (‏مزمور ٧٣:‏١٢،‏ ١٣،‏ ١٨،‏ ٢٣،‏ ٢٧،‏ ٢٨‏)‏ فبدلا من ان نحسد الحياة الخالية من الهمّ التي للاشرار،‏ الناس الذين هم بلا رجاء،‏ دعونا نتمثل بآ‌ساف في البقاء قريبين الى يهوه.‏

      ١١ لماذا يكون دانيال مثالا حسنا للبقاء قريبين الى يهوه،‏ وكيف يمكننا ان نتمثَّل به؟‏

      ١١ واظب دانيال على الصلاة بتصميم،‏ حتى في وجه خطر الصيرورة في جب الاسود بسبب تجاهله التقييدات الرسمية بشأن الصلاة.‏ لكنَّ يهوه «ارسل ملاكه وسدّ افواه الاسود،‏» منقذا دانيال.‏ (‏دانيال ٦:‏٧-‏١٠،‏ ٢٢،‏ ٢٧‏)‏ بُورِك دانيال على نحو عظيم بسبب مواظبته على الصلاة.‏ فهل نواظب نحن ايضا على الصلاة،‏ وخصوصا عندما تواجهنا المقاومة لكرازتنا بالملكوت؟‏

      يسوع،‏ مثالنا

      ١٢ (‏أ)‏ في بداية خدمته،‏ اي مثال رسمه يسوع في ما يتعلق بالصلاة،‏ وكيف يمكن ان يفيد ذلك المسيحيين؟‏ (‏ب)‏ ماذا تكشف صلاة يسوع النموذجية بشأن الصلاة؟‏

      ١٢ منذ بداية خدمته الارضية عينها،‏ يُرى يسوع وهو يصلّي.‏ وموقفه الوَرِع فيما كان يعتمد يرسم مثالا جيدا للذين يخضعون لمعمودية الماء في الازمنة العصرية.‏ (‏لوقا ٣:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ فيمكن للمرء ان يصلّي من اجل مساعدة اللّٰه لينجز ما يُرمَز اليه بمعمودية الماء.‏ وساعد يسوع ايضا الآخرين على الاقتراب الى يهوه في الصلاة.‏ وفي احدى المناسبات عندما كان يسوع في موضع يصلّي،‏ قال له في ما بعد واحد من تلاميذه:‏ «يا رب علِّمنا ان نصلّي.‏» سرد يسوع آنذاك ما يُعرف عموما بالصلاة النموذجية،‏ التي يُظهر فيها تعاقبُ المواضيع ان اسم اللّٰه وقصده يجب ان يُعطيا الاولويَّة.‏ (‏لوقا ١١:‏١-‏٤‏)‏ وهكذا في صلواتنا يلزم ان نحافظ على رؤية الاشياء وفق اهميتها النسبية وعلى الاتزان،‏ غير مهملين «الامور الاكثر اهمية.‏» (‏فيلبي ١:‏٩،‏ ١٠‏،‏ ع‌ج‏)‏ بالتأكيد،‏ هنالك اوقات حاجة خصوصية او عندما تلزم معالجة مشكلة معيَّنة.‏ وكيسوع،‏ يمكن للمسيحيين ان يذهبوا الى اللّٰه في الصلاة طلبا للقوَّة من اجل انجاز تعيينات معيَّنة او لمواجهة تجارب او اخطار خصوصية.‏ (‏متى ٢٦:‏٣٦-‏٤٤‏)‏ وفي الواقع،‏ يمكن للصلوات الشخصية ان تشمل فعليا كل وجه من اوجه الحياة.‏

      ١٣ كيف اظهر يسوع اهمية الصلاة من اجل الآخرين؟‏

      ١٣ بمثاله الجيد،‏ اظهر يسوع اهمية الصلاة من اجل الآخرين.‏ لقد عرف ان تلاميذه سيكونون مبغَضين ومضطهَدين،‏ تماما كما كان هو.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٨-‏٢٠؛‏ ١ بطرس ٥:‏٩‏)‏ ولذلك التمس من اللّٰه ‹ان يحفظهم من الشرير.‏› (‏يوحنا ١٧:‏٩،‏ ١١،‏ ١٥،‏ ٢٠‏)‏ واذ عرف التجربة الخصوصية التي كانت تكمن امام بطرس،‏ قال له:‏ «طلبت من اجلك لكي لا يفنى ايمانك.‏» (‏لوقا ٢٢:‏٣٢‏)‏ وكم يكون مفيدا اذا استمررنا نحن ايضا في الصلاة لاجل اخوتنا،‏ مفكِّرين في الآخرين وليس فقط في مشاكلنا ومصالحنا الخاصة!‏ —‏ فيلبي ٢:‏٤،‏ كولوسي ١:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ١٤ كيف نعرف ان يسوع بقي قريبا جدا الى يهوه خلال خدمته الارضية،‏ وكيف يمكننا ان نتمثَّل به؟‏

      ١٤ خلال خدمته،‏ واظب يسوع على الصلاة،‏ فيما بقي قريبا جدا الى يهوه.‏ (‏عبرانيين ٥:‏٧-‏١٠‏)‏ والرسول بطرس في اعمال ٢:‏٢٥-‏٢٨‏،‏ يقتبس من المزمور ١٦:‏٨ ويطبِّقه على الرب يسوع المسيح:‏ «داود يقول فيه كنت ارى الرب امامي في كل حين أنه عن يميني لكي لا اتزعزع.‏» ويمكننا ان نفعل الامر عينه.‏ يمكننا ان نصلّي الى اللّٰه ليكون قريبا الينا،‏ ويمكننا ان نظهر ثقتنا بيهوه بابقائه ذهنيا على نحو مستمر امام اعيننا.‏ (‏قارنوا مزمور ١١٠:‏٥،‏ اشعياء ٤١:‏١٠،‏ ١٣‏.‏)‏ وحينئذٍ سنتجنَّب كل انواع المشاكل،‏ لأن يهوه سيدعمنا،‏ ولن نترنَّح ابدا.‏

      ١٥ (‏أ)‏ نظرا الى اي شيء يجب ان لا نفشل ابدا في المواظبة على الصلاة؟‏ (‏ب)‏ اي تحذير يعطى في ما يتعلق بشكرنا؟‏

      ١٥ فلا نفشلْ ابدا في التعبير عن الشكر ليهوه على كل صلاحه نحونا،‏ نعم،‏ «نعمة اللّٰه الفائقة،‏» التي تشمل عطية ابنه كذبيحة فدائية عن خطايانا.‏ (‏٢ كورنثوس ٩:‏١٤،‏ ١٥؛‏ مرقس ١٠:‏٤٥؛‏ يوحنا ٣:‏١٦؛‏ رومية ٨:‏٣٢؛‏ ١ يوحنا ٤:‏٩،‏ ١٠‏)‏ حقا،‏ باسم يسوع،‏ كونوا «شاكرين كل حين على كل شيء .‏ .‏ .‏ للّٰه والآب.‏» (‏افسس ٥:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ كولوسي ٤:‏٢؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٨‏)‏ ويجب ان نكون منتبهين لئلا ندع شكرنا على ما نملكه يفسد لاننا منهمكون كثيرا في ما لا نملكه او في مشاكلنا الشخصية.‏

      إلقاء همومنا على يهوه

      ١٦ عندما تقلقنا بعض الهموم،‏ ماذا يجب ان نفعل؟‏

      ١٦ تُظهر المواظبة على الصلاة عمق تعبُّدنا.‏ وعندما ندعو اللّٰه،‏ يكون التأثير فينا جيدا حتى قبل ان يأتي جواب منه.‏ فاذا كان همٌّ ما يقلق اذهاننا،‏ يمكننا ان نبقى قريبين الى يهوه باتِّباع المشورة:‏ «ألقِ على الرب همَّك فهو يعولك.‏» (‏مزمور ٥٥:‏٢٢‏)‏ واذ نلقي كل همومنا —‏ قلقنا،‏ مشاكلنا،‏ خيبات املنا،‏ مخاوفنا،‏ وهلمّ جرا —‏ على اللّٰه،‏ بايمان كامل به،‏ ننال هدوء القلب،‏ «سلام اللّٰه الذي يفوق كل عقل.‏» —‏ فيلبي ٤:‏٤،‏ ٧؛‏ مزمور ٦٨:‏١٩؛‏ مرقس ١١:‏٢٤؛‏ ١ بطرس ٥:‏٧‏.‏

      ١٧ كيف يمكننا ان نحصل على سلام اللّٰه؟‏

      ١٧ هل يأتي هذا السلام من اللّٰه فورا؟‏ على الرغم من اننا قد نحصل على بعض الارتياح في الحال،‏ فإِن ما قاله يسوع عن الصلاة من اجل الروح القدس صحيح هنا ايضا:‏ «(‏داوموا على)‏ السؤال تعطوا.‏ (‏داوموا على)‏ الطلب تجدوا.‏ (‏داوموا على)‏ القرع يفتح لكم.‏» (‏لوقا ١١:‏٩-‏١٣‏)‏ وبما ان الروح القدس هو الوسيلة التي بواسطتها نتخلَّص من قلقنا،‏ يلزمنا ان نواظب على السؤال من اجل سلام اللّٰه وعونه في ما يتعلق بهمومنا.‏ ويمكننا ان نكون على يقين من اننا بالمواظبة على الصلاة سنحصل على الراحة وهدوء القلب المطلوبين.‏

      ١٨ ماذا يفعل يهوه لاجلنا اذا كنا لا نعرف تماما لاجل اي شيء يجب ان نصلّي في حالة معيَّنة؟‏

      ١٨ ولكن ماذا اذا كنا لا نعرف ما يجب ان نصلّي لاجله؟‏ كثيرا ما تبقى انَّاتنا الداخلية غير معبَّر عنها لأننا لا نفهم كاملا حالتنا،‏ او لأننا مرتبكون في ما يتعلق بما نعرضه ليهوه.‏ هنا يمكن ان يتوسَّط الروح القدس لاجلنا.‏ كتب بولس:‏ «لسنا نعلم ما نصلّي لاجله كما ينبغي ولكنَّ الروح نفسه يشفع فينا بأنَّات لا يُنطق بها.‏» (‏رومية ٨:‏٢٦‏)‏ وكيف ذلك؟‏ في كلمة اللّٰه هنالك نبوَّات وصلوات موحى بها ترتبط بحالتنا.‏ انه يدع هذه تتوسَّط لاجلنا،‏ اذا جاز التعبير.‏ وهو يقبل هذه بصفتها ما كنا سنصلّي لاجله لو عرفنا فقط معناها في حالتنا،‏ وهكذا يتمِّمها.‏

      الصلاة والرجاء سيستمرَّان

      ١٩ لماذا ستستمر الصلاة والرجاء الى الابد؟‏

      ١٩ ستستمر الصلاة الى ابينا السماوي الى الابد،‏ وخصوصا في ما يتعلق بالشكر على العالم الجديد وكل بركاته.‏ (‏اشعياء ٦٥:‏٢٤؛‏ رؤيا ٢١:‏٥‏)‏ وسنستمر ايضا في الفرح في الرجاء،‏ لأن الرجاء سيبقى في شكل من الاشكال الى الابد.‏ (‏قارنوا ١ كورنثوس ١٣:‏١٣‏.‏)‏ أما الامور الجديدة التي سيخلقها يهوه عندما لا يكون في ما بعد تحت سبت يوم راحته،‏ الذي فرضه هو على نفسه تجاه الارض،‏ فلا يمكننا حتى ان نتخيَّلها.‏ (‏تكوين ٢:‏٢،‏ ٣‏)‏ وطوال الابدية،‏ سيملك مفاجآ‌ت حبيَّة مقبلة لشعبه،‏ ويخبئ المستقبل لهم امورا عظيمة في اثناء فعل مشيئته.‏

      ٢٠ ماذا يجب ان يكون تصميمنا،‏ ولماذا؟‏

      ٢٠ اذ يكمن رجاء مثير كهذا امامنا،‏ فلنبقَ جميعا قريبين الى يهوه بالمواظبة على الصلاة.‏ ولا نتوقفْ ابدا عن شكر ابينا السماوي على كل بركاتنا.‏ وفي الوقت المناسب ستتحقق توقُّعاتنا على نحو مفرح،‏ يفوق حتى ما يمكن ان نكون قد تخيَّلناه او توقَّعناه،‏ لأن يهوه يمكنه «ان يفعل فوق كل شيء اكثر جدا مما نطلب او نفتكر.‏» (‏افسس ٣:‏٢٠‏)‏ ونظرا الى ذلك،‏ فلنقدِّم كل التسبيح والمجد والشكر طوال الابدية ليهوه الهنا،‏ «سامع الصلاة»!‏

      ‏[الحاشية]‏

      a بحسب قاموس وبستر الجديد للمترادفات،‏ «‏المواظبة تتضمن دائما تقريبا صفة رائعة؛‏ انها تقترح رفض التثبط بالفشل،‏ الشكوك،‏ او المصاعب،‏ وسعيا ثابتا او عنيدا في اثر غاية او تعهُّد على السواء.‏»‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة